المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نحتاج إلى إرهابيين بوجود هكذا ليبراليين؟؟؟؟؟


الشـبـح
18-01-2005, 04:07 AM
هل نحتاج إلى إرهابيين بوجود هكذا ليبراليين؟؟؟؟؟


سقى الله أيام المتطرفين والمتشددين والإرهابيين العرب (بتوع) أيام زمان! لكم سمعت البعض يترحم على (ليبراليتهم وتسامحهم وديمقراطيتهم وديبلوماسيتهم) هذه الأيام، فقد ابتليت الساحة العربية مؤخراً برهط جديد من المتطرفين أشد خطورة على العرب من الأصوليين المتعصبين. ولعل الفروقات القليلة بين الطرازين القديم والجديد أن الجديد يسرح ويمرح على هواه في بلاد الله الواسعة مُعززاً مُكرماً بينما يختبئ الطراز الثاني في كهوف أفغانستان أو يقبع في غياهب السجون. وبينما يرتدي الأول بذلات وأزياء غربية حديثة، يتلحف النوع القديم كما هو معروف بالجلباب العربي والقبعات والأزياء الأفغانية. كما يتميز بلحيته الطويلة. أما المتطرفون الجدد فهم مُرُد أي حليقو الوجوه والذقون. لكن محياهم الذي قد يوحي بالتمدن ربما يخفي وراءه أعتى أنواع التعصب والتشدد وإلغاء الآخر واستئصال المعارضين لمعتقداتهم وآرائهم. فالعبرة ليست أبداً في اللباس أو الزي الذي يرتديه المتعصب أو المتطرف، فما الفائدة أن تقول إنني (متمدن) ثم ترفض قبول أي (حوار) أو فكر يخالف (تمدنك) المزعوم فتلغيه أو تحجر عليه أو تناصبه العداء؟ وما الفائدة أن تلبس أرقى الأزياء الغربية وتفكر بعقلية داحس والغبراء و(الناجين من النار).
لا تغترن بالمظهر الخارجي والتوجهات الليبرالية (المتعلمنة) المزعومة، فهي قد تكون لمجرد التخفي. إن مثلَ بعض الليبراليين العرب الجدد كمثل من أسماهم الأديب الروسي الشهير تولستوي (بعتاة المتحضرين). وهناك مقولة رائعة لتولستوي مفادها أن: (أكثر المتحضرين زعماً للحضارة والتمدن هم في واقع الأمر أبشع السفاحين وسفاكي الدماء في التاريخ). وقد كان تولستوي يشير من خلال ملاحظته الخارقة إلى ما اقترفه الأوروبيون والأميركيون ضد بعضهم بعضاً من مجازر وسفك للدماء عبر عشرات الحروب الساحقة الماحقة، فقد حصدت الحرب العالمية الثانية وحدها أكثر من ستين مليون شخص غربي من المفترض أن الذين قتلوهم ينتمون إلى الغرب الحضاري والمتمدن. وعلى ما يبدو أن(المتمدنين المتلبرلين) العرب المحسوبين على التحضر والتمدن قد أخذوا من أسيادهم الغربيين عنفهم المستتر بغطاء التمدن والحضارة الذي فضحه وأدانه تولستوي. فهم يمررون أفكارهم ومعتقداتهم التدميرية تحت غطاء التنوير والتحرر والليبرالية بينما هم في واقع الأمر يسعون في الأرض خراباً ويمارسون الاستئصال القبيح بطريقتهم الخاصة. وبما أنهم ليسوا ليبراليين أصلاء وراضعين لحليب الليبرالية الحقيقية فهم يفضحون أنفسهم بسرعة من خلال نزقهم السريع وسرعة اشتعالهم وعدم قدرتهم على تحمل الآخرين.
لم أسمع يوماً أن المتطرفين والمتشددين الأصوليين الذين يهاجمهم الليبراليون الجدد (عمّال على بطـّال) قد هددوا وسائل الإعلام حتى تلك التي تتفنن في تسفيههم والنيل منهم، لا بل إنهم يبدون أكثر ذكاء ودبلوماسية وحنكة من زاعمي الليبرالية الجديدة في تعاملهم مع وسائل الإعلام. ربما قد انتقدوها واتهموها بالعمالة لكن الأمر لم يصل بهم أبداً إلى تهديدها بالدعاوى الصبيانية والتأليب السخيف وشن الحملات المافياوية المنظمة ضدها لمجرد أن البعض فيها اختلف معهم في الرأي أو سفـّه طروحاتهم أو نال من بعض أصنامهم ومحافلهم كما يفعل الليبراليون المزعومون. لاحظوا العبارة التالية الواردة في أحد البيانات (الليبرالية) الغارقة في التعصب والتشنج:( بأي حق مثلا تتجرأ أداة إعلامية لتقف ضد تيار فكري عام اسمه الليبرالية؟ وبأي حق تكيل الشتائم بحق الليبراليين العرب الجدد؟) وأنا أسألكم: بأي حق تريدون إخراس الناس وأنتم (المناضلون) من أجل حرية التعبير والإعلام في العالم العربي؟ كيف لكم أن تشمئزوا من بعض الإعلاميين (فالتي اللسان) ثم تعودون وتستخدمون في بياناتكم شتائم وسباباً ضد منتقديكم كأن تصفوا أحدهم مثلاً بأنه (قليل الأدب ومنعدم الذوق)؟ يا لليبرالية وسمو الأخلاق وعفة اللسان! ألا تقوم الليبرالية أصلاً على الحرية وقبول الآخر مهما كان الاختلاف معه؟ ألم يسمع الليبراليون المزعومون بمقولة فولتير الشهيرة: ( أختلف معك في الرأي لكنني أناضل من أجل أن تقول رأيك)؟ لماذا يأخذ ليبراليونا الجدد من أسيادهم الغربيين ما يحلو لهم فقط؟ لماذا هم انتقائيون في تبني الأفكار الغربية الليبرالية؟ ألم يُصب أحد الليبراليين الجدد كبد الحقيقية عندما أسّر لي بأن الليبراليين المزعومين (هم ليبراليون في التفكير لكنهم شموليون في التربية والتطبيق)؟
ألم يصدع (الليبراليون الجدد) رؤوسنا وهم يهاجمون الإرهاب الفكري في بلادنا ويشنون الحملة تلو الأخرى على الشيوخ والمحتسبين الذين يمنعون نشر بعض الكتب أو يكفـّرون بعض الكتاب والمثقفين؟ ألا يقول الشاعر: (لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم؟) كيف يختلف أولئك الذين يدّعون الليبرالية عن المكفـّرين والإرهابيين الفكريين عندما يحاولون إرهاب صحفي أو كاتب هاجمهم أو اختلف مع آرائهم؟ ألا تدخل حملاتهم الالكترونية المفضوحة ضد هذا الشخص أو ذاك في إطار الإرهاب الفكري وسياسة تكميم الأفواه والاستئصال الثقافي والتحريض المفضوح؟ لماذا يسمحون لأنفسهم أن يصولوا ويجولوا في كل الثوابت والمقدسات والرموز الإسلامية والسياسات العربية والقضايا الثقافية تحت شعار (لا شيء مقدساً) بحجة حرية التعبير ويثورون كالبركان عندما تنعتهم بأقل ما فيهم ويلجأ بعضهم إلى لغة (جنود أغرار) هابطة (غائبة عن الوعي) للنيل من منتقديه. فبعضهم،على ما يبدو، يعتبر نفسه أقدس من (المقدسات).
وإذا أردنا أن نميط اللثام أكثرعن هذا الرهط الجديد من مدّعي الليبرالية لا بد أن نعلم شيئاً واحداً يمكن أن يحل لنا أحجيتهم. فهم لم يسمع أحد بهم من قبل، وقد ظهروا على الساحة كالفطر البري أو الطفح الجلدي فجأة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق دون سابق إنذار وكأنهم يقولون لنا نحن الإفراز الثقافي لذلك الغزو، ثم راحوا يُرهبون الساحة الثقافية العربية بطريقة لا تختلف أبداً عن المتطرفين الأصوليين وطبعاً عن أسيادهم أصحاب مبدأ الحروب الاستباقية والأرض المحروقة كما سنرى لاحقاً. ولعل الدليل الساطع على تأثرهم بالفكر الأصولي المتشدد أنهم يستعيرون أحياناً بعضاً من عباراته وألفاظه ومصطلحاته وحتى أدبياته بشكل لا شعوري إلى حد أن من يقرأ بياناتهم الأخيرة قد يظن للوهلة الأولى أن كاتب البيان هو الدكتور أيمن الظواهري الذي يعيش في مجاهل أفغانستان. دققوا معي في العبارات التالية الواردة في بيانهم الذي يهدد إحدى وسائل الإعلام العربية: (إن هذه الوسيلة تدعو إلى انقسامات دينية وطائفية وسياسية لا حد لها...وتخوض في مخاضات صعبة تخدم في النتيجة أعداء الأمة). إنها تعابير تبدو وكأنها مأخوذة تماماً من خطابات أسامة بن لادن. فقد أصبح المهللون للغزو الأميركي والمطبلون له والكافرون بكل شيء قومي أو إسلامي، لقد أصبحوا فجأة يغارون على وحدة الأمة العربية والإسلامية. يا سلام! لاحظوا استخدام كلمة (أمة) في خطابهم، فهي تبدو غريبة تماماً ومتناقضة مع خطهم، فهم كانوا وما زالوا يسخرون بشدة من مستخدمي هذه المفردة من قوميين عرب وإسلاميين.
لكن أعتقد أن الإنسان العربي أذكى بكثير من أن يُخدع ببعض المصطلحات الثقافية والفكرية المظللة كمصطلح (الليبرالية الجديدة)، فكما يقول المفكر والمنظـّر الألماني الشهير (أنجلز): ( إن أفضل طريقة لمعرفة طعم الكعك تكمن في أكله). وكذلك الأمر طبعاً بالنسبة لكل شيء آخر بما فيه الأفكار والعقائد الجديدة. فلا يكفي أن تقول لي إنك (ليبرالي جديد) كي أؤمن بك وأحترمك، لا بد لي أن أجربك. وها نحن قد جربناكم من خلال بياناتكم التي تفوح منها رائحة محاكم التفتيش والمكارثية المقيتة. وقد أخبرني أحد الأصدقاء المحسوب على (المعسكر الليبرالي الجديد) كيف كانت تتم عملية انتزاع التواقيع على هذا البيان أو ذاك بطريقة شبه عسكرية فعلاً. ومن كان يرفض التوقيع كان يُزج باسمه رغماً عنه.
كم يبدو بعض الليبراليين العرب الجدد متأثراً بالعقيدة العسكرية الأميركية التي يقودها (الشاعر) رامسفيلد وزير الدفاع الذي كان ضباطه يقولون للصحفيين المستقلين الذين يريدون تغطية الحرب في العراق: (نحن لسنا مسؤولين عن سلامتكم إذا لم تنضووا تحت العباءة الإعلامية الأميركية) وكأنهم يهددونهم بالقتل بطريقة غير مباشرة إذا لم ينقلوا وجهة نظر الغزاة دون غيرها. وقد شاهدنا كيف أن الآباء الروحيين لليبراليين العرب الجدد لم يترددوا في قتل مراسلين وقصف مراكز لبعض وسائل الإعلام في أفغانستان والعراق لمجرد أنها كانت تنقل صورة مغايرة لتلك التي يريدها الأميركان عن وضع المعارك والمجازر هناك.
وعلى ما يبدو أن بعض (الليبراليين العرب الجدد) يرددون صدى العقيدة العسكرية الأميركية. فقد تضمن أحد بياناتهم الموجه ضد بعض وسائل الإعلام التهديد التالي:(أتمنى أن تسمعينا (أيتها الوسيلة) لتـُرد الحقوق الى أهلها قبل ان يبدأ الآخرون بأخذ حقوقهم منك بكل الوسائل). لاحظوا تعبير (كل الوسائل)! لقد كان الإعلام العربي الحر يتوقع أن تأتيه السهام والضربات ممن يوصفون (بالظلاميين وأعداء الحرية)، فإذا بالسهام والتهديدات تأتي ممن يزعمون أنهم يحملون مشعل التحضر والانفتاح والتسامح والتنوير والتمدن. بالله عليكم كيف يختلف هذا التهديد (الليبرالي جداً) الموجه لإحدى وسائل الإعلام العربية عن التهديد الذي وجهه إليها وزير الدفاع الصّدامي (الشعلان) قبل فترة عندما قال: (إننا قد نرد على بعص وسائل الإعلام من الآن فصاعداً ليس بالكلام فقط، أي حضّروا أنفسكم (لوسائلنا الدفاعية)؟ بالله عليكم هل نحتاج إلى إرهابيين بوجود ليبراليين كهؤلاء؟.

منقول عن كاتب سيتسبب ذكر اسمه بحساسية للبعض لكن المهم هو ماالذي قاله ؟؟ لا من قاله ؟؟

تحياتي لكم الشــبـح
http://ajyalbh.net/STEALTH1.GIF
http://ajyalbh.net/images/vba5d4b0bda.gif

بدر القلوب
19-01-2005, 09:34 AM
اخي الكريم الشبح يعطيك العافيه
على تجريد فئة ضاله لاتقل عن اهل الضلال الارهابين شيئا
فهم وجهان لعمله واحده
اضف الى ذلك تلك الفئه التي تقف في الوسط وتحاول سلك طريق الوسطيه في زمن لايعترف بالوقوف في الوسط ياما ان تكون معي او تكون ضدي

شكرا لك اخي الكريم
وموضوع يستحق القراءاة كثيرا
ولو كنت انت كاتب الموضوع اعتقد بانه يستحق التثبيت ومن ثم نقله الى المواضيع المميزه :)

تحياتي وسلام

فهد بن محسن
23-01-2005, 12:00 AM
الاخ الكريم \ الشبح

موضوع يستحق القراءه اكثر من مره ... موضوع اكثر من جيد .. تحياتي لك يالشبح

ولي عودة باذن الله للقراءه مره اخرى

تحياتي لك