ابومحمد الشامري
29-05-2005, 12:28 PM
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif
جميل بثينة:
في خزانة الادب جزء الثالث:
إنه من المعلوم أن بثينة محبوبة جميل قائد الشعر وقد نسب بعض الشعراء بنساء مخصوصة واشتهر كل واحد منهم بمن تغزل بها فاشتهر جميل ببثينة واشتهر كثير بعزة ، وعروة بن حزام بعفراء ، وقيس مجنون بني عامر بليلى، وقيس ابن ذريح بلبنى ، والمرقش بفاطمة، وذو الرمة بمي ، والعباس بن الاحنف بفوز.
وبعش الشعراء لا يلتزم التغزل بإمراة مخصوصة كامرئ القيس.
وبثينة مصغر : بثنة – قال صاحب الصحاح : البثنة – بالتسكين : الارض اللينة وبتصغيرها سميت : بثينة. اما قصة جميل بن معمر العذري فقد روي صاحب الاغاني بسنده فقال:
اجتمع جميل مع جماعة من رهطه يتحدثون فقال بعضهم : بالله حدثنا باعجب يوم لك مع بثينة قال : منعت من لقائي مدة وتعرضت لها جهدي فلم أصل إليها فبينما انا ذات ليلة جالس بين شجرات بالقرب من حيها وقد اقمت ثلاثا أنتظرها إذا شخص قد أقبل إلى فجلست وانتضيت سيفي فلم ألبث أن غشيني الشخص فإذا هي بثينة قد اكبت علي فأدهشني ذلك وبقيت متحيرا لا أحير جوابا إليها ولا أراجعها كلمة حتى برق الصبح وما استطعت ان اكلمها.
قالوا : فهل قلت في ذلك شيئا؟ فأنشدهم قصيدة طويلة وهذه الابيات من اولها
أهاجكَ أم بالتّناضُبِ مَربَعُ= ورسمٌ بأحراجِ الغديرينِ بَلقَعُ
ديارٌ لليلى إذ تَحُلُّ بها معاً= وإذ نحن منها في الودةِ نَطمَعُ
فيا ربِّ حَبِّبني إليها واعطني= المَوَدَّة منها انت تُعطي وتَمنعُ
وإلاَّ فصبِّرني وإن كنتُ كارهاً= فإنِّي بها يا ذا المعَارج مولَعُ
فإن يَكُ قد شَطَّت نَواها وقد نأت= فإنَّ القُوَى مما تُشِتّ وَتُجمعُ
جزعتُ غداةَ البينِ لمَّا تحمَّلوا= وما كان مثلي يا بُثينةُ يَجزعُ
تمتَّعتُ منها يومَ بانوا بنظرةٍ= وهل عاشقٌ من نظرةٍ يَتَنتعُ؟
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif
بين الشريف الرضي وابو العلا المعري
الشريف الرضي شاعر كبير وذو مقام رفيع في قومه كان يكره المتنبي لانه كان لا يصل الى ما يصل اليه الاخير من مكانة ورفعة وسمو بين العرب ، وكان له ديوان يقصده علية القوم والشعراء المجيدين او انصاف الشعراء . كما هو الحال دائما في كل العهود والازمان .
في احد الايام جاء ابو العلاء المعري الشاعر الفيلسوف الضرير الذي رثاه الجواهري بقصيدته ومطلعها
قف بالمعرة وامسح خدها التربا= واستوح من طوق الدنيا بما وهبا
[size=4]كان المعري لا يرى فقد فقد بصره في الرابعة من عمره بعد اصابته بالجدري وكان يسمى رهين المحبسين العمى والمنزل وله فلسفة خاصة في الحياة نابعة من حالته ، لم يتزوج طيلة حياته اوصى ان يكتب على قبره بعد موته
هذا جناه علي ابي = وما جنيت على احد
اذ اعتبر وجوده في الدنيا جناية ارتكبها ابوه ، اما هو فلم يتزوج لكي لا يرتكب مثل هذه الجناية .
وصل المعري الى ديوان الشريف الرضي وعادة يخلع الزائرون اخفافهم ونعالهم ( ان وجدت) عند مدخل الديوان ويدخلون حفاة الاقدام ليتخذوا لهم مجلسا يتناسب مع مكانتهم في المجتمع ، فعلية القوم في الصدر والاقل شانا على الجوانب .
كان المعري لا يكلف نفسه بالبحث عن المكان فلقد كان دليله هو الخفاف والاحذية التي يتعثر بها في المدخل فيزيحها بعصاه ويجلس هناك
كان المنافقون واشباه الشعراء يمتدحون الرضي ويتكلمون كلاما لاذعا عن المتنبي ويذمون شعره الرائع وكان على راس من يذمون ويقدحون بالمتنبي هو الشريف الرضي كبير القوم والشاعر المنافس . في ذلك اليوم سمع ابو العلاء هذا الذم ولانه لم يكن من المنافقين ولا من انصاف الشعراء لم يتحمل ان يكون كل هذا القدح بحق ابو الطيب المتنبي ، فانبرى من موقع الاحذية يخاطب الشريف الرضي قائلا لو لم يقل المتنبي الا هذا البيت لا كفاه مدحا وفخرا فقال:
لك يا منازل في القلوب منازل = اقفرتِ انتِ وهنّ منكِ اواهل
فاستشاط الشريف الرضي غضبا وصاح بمن حوله : اخرجو هذا الكلب من هنا .فاخذو بيد المعري وانهضوه وقادوه الى خارج الديوان مطرودا لسوء ادبه . ولكن الحاشية لم تفهم سبب هذا الانفعال وهذا الطرد والبتر فسالوا الشريف الرضي ، لماذا طردته وغضبت الى هذا الحد وهو لم يسئ اليك وهو اعمى لا يرى وليس لكلامه اية قيمة .
اجابهم الشريف الرضي ، انتم لم تفهموا ماذا قصد هذا اللعين الاعمى .قالو: وماذا قصد ؟
اجاب ان البيت الذي قاله
(لك يا منازل في القلوب منازل =اقفرت انت وهن منك اواهل )
هو مطلع قصيدة المتنبي التي يقول فيها :
واذا اتتك مذمتي من ناقص = فهي الشهادة لي باني كامل
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif
قصيدة البردة للبوصيري
وهي من المدائح النبوية اخترت منها هذه الابيات:
أمن تذكر جيرانٍٍ بذي سلم(ن)= مزجت دمعً جرى من مقلةِ بدمِ
أم هبت الريح من تلقاء كاظمةٍ= وأومض البرقُ في الظلماءِ من إضمِ
فما لعينيكِ إن قلت اكففا همتا= وما لقبلكَ إن قلت استفق يَهمِ
أيحسب الصَّبُ أن الحب منكتمٌ= ما بين منسجم(ن) منه ومضطرمِ
لولا الهوى لم تُرق دمعا على طللِ= ولا أرقت لذكرِ البانِ والعلمِ
فكيف تنكر حبا بعدما شهدت= به عليكَ عدول الدمعِ والسقمِ
وأثبت الوجد خطى عبرةٍ وضنى= مثل البهار على خديك والعنمِ
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني= والحبُ يعترض اللذاتِ بالالمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرةً= مني اليك ولو انصفت لم تلمِ
عدتك حالي لا سرى بمستتر(ن)= عن الوشاةِ ولا دائي بمنحسمِ
محضتني النصح لكن لست اسمعه= ان المحب عن العذالِ في صممِ
ولوكنت اعلم اني ما أوقره = كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ
من لي برد جماح عن غوايتها= كما يرد جماح الخيل باللجمِ
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها= إن الطعام يقوي شهوة النهمِ
والنفس كالطفلِ إن تهمله شب على= حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
فاصرف هواها وحاذر ان توليه= ان الهوى ما تولى يصم او يضمِ
وراعها وهي في الاعمال سائمة= وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ
كم حسنت لذة للمرء قاتله= من حيث لم يدر أن السُّم في الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ= فرب مخمصةٍ شر من التخمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت = من المحارم والزم حمية الندمِ
وخالف النفس والشيطان واعصمها= وان هما محضاك النصح فاتهمِ
ولا تطع منها خصما ولا حكما= فأنت تعرف كيد الخصمِ والحكمِ
كتبه ابو حمد الشامري
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif
جميل بثينة:
في خزانة الادب جزء الثالث:
إنه من المعلوم أن بثينة محبوبة جميل قائد الشعر وقد نسب بعض الشعراء بنساء مخصوصة واشتهر كل واحد منهم بمن تغزل بها فاشتهر جميل ببثينة واشتهر كثير بعزة ، وعروة بن حزام بعفراء ، وقيس مجنون بني عامر بليلى، وقيس ابن ذريح بلبنى ، والمرقش بفاطمة، وذو الرمة بمي ، والعباس بن الاحنف بفوز.
وبعش الشعراء لا يلتزم التغزل بإمراة مخصوصة كامرئ القيس.
وبثينة مصغر : بثنة – قال صاحب الصحاح : البثنة – بالتسكين : الارض اللينة وبتصغيرها سميت : بثينة. اما قصة جميل بن معمر العذري فقد روي صاحب الاغاني بسنده فقال:
اجتمع جميل مع جماعة من رهطه يتحدثون فقال بعضهم : بالله حدثنا باعجب يوم لك مع بثينة قال : منعت من لقائي مدة وتعرضت لها جهدي فلم أصل إليها فبينما انا ذات ليلة جالس بين شجرات بالقرب من حيها وقد اقمت ثلاثا أنتظرها إذا شخص قد أقبل إلى فجلست وانتضيت سيفي فلم ألبث أن غشيني الشخص فإذا هي بثينة قد اكبت علي فأدهشني ذلك وبقيت متحيرا لا أحير جوابا إليها ولا أراجعها كلمة حتى برق الصبح وما استطعت ان اكلمها.
قالوا : فهل قلت في ذلك شيئا؟ فأنشدهم قصيدة طويلة وهذه الابيات من اولها
أهاجكَ أم بالتّناضُبِ مَربَعُ= ورسمٌ بأحراجِ الغديرينِ بَلقَعُ
ديارٌ لليلى إذ تَحُلُّ بها معاً= وإذ نحن منها في الودةِ نَطمَعُ
فيا ربِّ حَبِّبني إليها واعطني= المَوَدَّة منها انت تُعطي وتَمنعُ
وإلاَّ فصبِّرني وإن كنتُ كارهاً= فإنِّي بها يا ذا المعَارج مولَعُ
فإن يَكُ قد شَطَّت نَواها وقد نأت= فإنَّ القُوَى مما تُشِتّ وَتُجمعُ
جزعتُ غداةَ البينِ لمَّا تحمَّلوا= وما كان مثلي يا بُثينةُ يَجزعُ
تمتَّعتُ منها يومَ بانوا بنظرةٍ= وهل عاشقٌ من نظرةٍ يَتَنتعُ؟
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif
بين الشريف الرضي وابو العلا المعري
الشريف الرضي شاعر كبير وذو مقام رفيع في قومه كان يكره المتنبي لانه كان لا يصل الى ما يصل اليه الاخير من مكانة ورفعة وسمو بين العرب ، وكان له ديوان يقصده علية القوم والشعراء المجيدين او انصاف الشعراء . كما هو الحال دائما في كل العهود والازمان .
في احد الايام جاء ابو العلاء المعري الشاعر الفيلسوف الضرير الذي رثاه الجواهري بقصيدته ومطلعها
قف بالمعرة وامسح خدها التربا= واستوح من طوق الدنيا بما وهبا
[size=4]كان المعري لا يرى فقد فقد بصره في الرابعة من عمره بعد اصابته بالجدري وكان يسمى رهين المحبسين العمى والمنزل وله فلسفة خاصة في الحياة نابعة من حالته ، لم يتزوج طيلة حياته اوصى ان يكتب على قبره بعد موته
هذا جناه علي ابي = وما جنيت على احد
اذ اعتبر وجوده في الدنيا جناية ارتكبها ابوه ، اما هو فلم يتزوج لكي لا يرتكب مثل هذه الجناية .
وصل المعري الى ديوان الشريف الرضي وعادة يخلع الزائرون اخفافهم ونعالهم ( ان وجدت) عند مدخل الديوان ويدخلون حفاة الاقدام ليتخذوا لهم مجلسا يتناسب مع مكانتهم في المجتمع ، فعلية القوم في الصدر والاقل شانا على الجوانب .
كان المعري لا يكلف نفسه بالبحث عن المكان فلقد كان دليله هو الخفاف والاحذية التي يتعثر بها في المدخل فيزيحها بعصاه ويجلس هناك
كان المنافقون واشباه الشعراء يمتدحون الرضي ويتكلمون كلاما لاذعا عن المتنبي ويذمون شعره الرائع وكان على راس من يذمون ويقدحون بالمتنبي هو الشريف الرضي كبير القوم والشاعر المنافس . في ذلك اليوم سمع ابو العلاء هذا الذم ولانه لم يكن من المنافقين ولا من انصاف الشعراء لم يتحمل ان يكون كل هذا القدح بحق ابو الطيب المتنبي ، فانبرى من موقع الاحذية يخاطب الشريف الرضي قائلا لو لم يقل المتنبي الا هذا البيت لا كفاه مدحا وفخرا فقال:
لك يا منازل في القلوب منازل = اقفرتِ انتِ وهنّ منكِ اواهل
فاستشاط الشريف الرضي غضبا وصاح بمن حوله : اخرجو هذا الكلب من هنا .فاخذو بيد المعري وانهضوه وقادوه الى خارج الديوان مطرودا لسوء ادبه . ولكن الحاشية لم تفهم سبب هذا الانفعال وهذا الطرد والبتر فسالوا الشريف الرضي ، لماذا طردته وغضبت الى هذا الحد وهو لم يسئ اليك وهو اعمى لا يرى وليس لكلامه اية قيمة .
اجابهم الشريف الرضي ، انتم لم تفهموا ماذا قصد هذا اللعين الاعمى .قالو: وماذا قصد ؟
اجاب ان البيت الذي قاله
(لك يا منازل في القلوب منازل =اقفرت انت وهن منك اواهل )
هو مطلع قصيدة المتنبي التي يقول فيها :
واذا اتتك مذمتي من ناقص = فهي الشهادة لي باني كامل
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif
قصيدة البردة للبوصيري
وهي من المدائح النبوية اخترت منها هذه الابيات:
أمن تذكر جيرانٍٍ بذي سلم(ن)= مزجت دمعً جرى من مقلةِ بدمِ
أم هبت الريح من تلقاء كاظمةٍ= وأومض البرقُ في الظلماءِ من إضمِ
فما لعينيكِ إن قلت اكففا همتا= وما لقبلكَ إن قلت استفق يَهمِ
أيحسب الصَّبُ أن الحب منكتمٌ= ما بين منسجم(ن) منه ومضطرمِ
لولا الهوى لم تُرق دمعا على طللِ= ولا أرقت لذكرِ البانِ والعلمِ
فكيف تنكر حبا بعدما شهدت= به عليكَ عدول الدمعِ والسقمِ
وأثبت الوجد خطى عبرةٍ وضنى= مثل البهار على خديك والعنمِ
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني= والحبُ يعترض اللذاتِ بالالمِ
يا لائمي في الهوى العذري معذرةً= مني اليك ولو انصفت لم تلمِ
عدتك حالي لا سرى بمستتر(ن)= عن الوشاةِ ولا دائي بمنحسمِ
محضتني النصح لكن لست اسمعه= ان المحب عن العذالِ في صممِ
ولوكنت اعلم اني ما أوقره = كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ
من لي برد جماح عن غوايتها= كما يرد جماح الخيل باللجمِ
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها= إن الطعام يقوي شهوة النهمِ
والنفس كالطفلِ إن تهمله شب على= حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
فاصرف هواها وحاذر ان توليه= ان الهوى ما تولى يصم او يضمِ
وراعها وهي في الاعمال سائمة= وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ
كم حسنت لذة للمرء قاتله= من حيث لم يدر أن السُّم في الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ= فرب مخمصةٍ شر من التخمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت = من المحارم والزم حمية الندمِ
وخالف النفس والشيطان واعصمها= وان هما محضاك النصح فاتهمِ
ولا تطع منها خصما ولا حكما= فأنت تعرف كيد الخصمِ والحكمِ
كتبه ابو حمد الشامري
http://www.alajman.net/vb/uploaded/8252123[1].gif