المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائل الشعر عند العرب


ابومحمد الشامري
21-05-2005, 11:16 PM
فضائل الشعر
قال : ابن عبد ربه الأندلسي
ومن الدليل على عِظَم الشِّعر عند العرب، وجليل خَطْبهِ في قلوبهم، أنَّه لما بُعث النبيُ صلى الله عليه وسلم بالقرآن المُعجِز نظمه، المُحكم تأليفه، وأعجب قريشاً ما سمعوا منه قالوا: ما هذا إلا سِحْر. وقالوا في النبيّ صلى الله عليه وسلم: "شَاعِرٌ نَتربصُ بهِ رَيْبَ المَنُون". وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمرو بن الأهتم لمّا أعجبه كلامُه: إنَّ مِنِ البيان لَسِحْراً.

لقد خشيت أن تَكون ساحرَاً= روايةً مَرّاً ومراً شاعـرَاً
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ من الشعر لحِكْمة. وقال كعبُ الأحبار: إنّا نَجد قوماً في التوراة أناجيلُهم في صُدورهم، تَنطق ألسنتهم بالحِكْمة، وأظنّهم الشُّعراء. وقال عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه: أفضلُ صِناعات الرَّجل الأبيات من الشِّعر، يُقدِّمها في حاجاته، يَستعطف بها قلبَ الكريم، ويستميل بها قلب اللئيم.
وقال الحجَّاج للمُساور بن هند: ما لك تقول الشعرَ وقد بلغتَ من العُمر ما بلغتَ؟ قال. أرعى به الكلأ، وأشرب به الماء، وتقضي لي به الحاجة، فإن كفيتَني ذلك تركتهُ. وقال عبدُ الملك بن مروان لمؤدِّب ولده: روَهم الشِّعر يَمْجدوا ويَنْجدوا. وقالت عائشة: روُّوا أولادَكم الشعرَ تعذُب ألسنتهم. وبعث زياد بولده إلى معاوية، فكاشفه عن فنون منِ العِلم، فوجده عالماً بكل ما سأله عنه. ثم أستنشده الشعر، فقال: لم أَرْوِ منه شيئاً. فكتب معاويةُ إلى زياد: ما منَعك أن تُرَوِّيه الشعر؟ فوالله إن كان العاقّ لَيَرْويه فَيبرّ، وإن كان البخيل لَيَرْويه فيسخُو، وإن كان الجبان لَيَرْويه فيقاتل.
وكان علي رضي الله عنه إذا أراد المُبارزة في الحرب أنشأ يقول:

أيّ يوميّ من المَـوتِ أفـر=ّ يومَ لا يُقـدر أم يوم قَـدِرْ
يومَ لا يُقـدر لا أَرْهَـبــه = ومِن المَقدور لا يَنجو الحَذِر
وقال المقداد بن الأسود: ما كنتُ أعلم أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بشِعر ولا فَريضة من عائشة رضي الله عنها. وفي رواية الخُشَنِيّ عن أبي عاصمٍ عن عبد الله بن لاحق عن ابن أبي مُليكة قال: قالت عائشة: رحم الله لَبيداً كان يقول:

قَضِّ اللُبانةَ لا أبالـك وأذهـبِ = والحق بأسرتك الكِرام الغُـيَّبِ
ذهب الذين يُعاش في أكنافهـم= وبقيتُ في خَلف كجِلْدِ الأجرب
فكيف لو أدرك زَماننا هذا! ثم قالت: إني لأروي ألفَ بيت له، وإنه أقلُّ ما أروي لغيره.
وقال الشَعبيّ: ما أنا لشيء من العِلم أقلّ مني روايةً للشِّعر، ولو شئتُ أن أنشد شعراً شهراً لا أعيد بيتاً لفعلت. وسمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم عائشة وهي تُنشد شعر زُهير بن جَناب:

أرفَعْ ضعيفَك لا يَحُر بك ضعْفهُ= يوماً فتُدركَه عواقبُ ما جَنَـى
يَجزيك أو يثني عليك فإنّ مَـن= أثنى عليك بما فعلتَ كمن جَزَى
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: صدق يا عائشة، لا يشكر الله مَن لا يشكر الناس.
يزيد بن عمرو بنِ مسلم الخُزاعي، عن أبيه عن جَدّه قال: دخلتُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم ومُنشد يُنشده قول سُويد بن عامر المصطلق:

لا تأمنَن وإن أمسيتَ فـي حَـرَمٍ= إنَّ المَنايا بجَنْبي كُـل إِنْـسـانِ
فاسلُك طريقَك تَمْشي غير مُخْتَشع= حتى تلاقِي الذي مَنَّى لك الماني
فكل ذي صاحب يوماً مُفـارقـهُ= وكُلّ زادٍ وإنّ أبقـيتـه فـانـي
والخيرُ والشرُّ مَقْرونان في قَرَن = بكُـل ذلـك يأتـيك الـجَـدِيداني

فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإسلام لأسلم.
أبو حاتم، عن الأصمعي قال: جاء رجُل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: أنشدك يا رسول اللّه؟ قال: نعم. فأنشده:

تركتُ القِيان وَعزْف القِـيان= وأدمنتُ تَصليةً وابتـهـالا
وكَرِّي المُشقَّر فـي حَـوْمة = وشَنِّي على المُشْركين القِتالا
فيا ربّ لا أغبننْ صفقـتـيَ = فقد بِعْت مالي وأهلي بدالا

فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: رَبح البَيع، ربح البيع. قدم أبو ليلى النابغة الجَعديّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانشده شعرَه الذي يقول فيه: بَلَغنا السماءَ مجدنا وسناؤنـا وإِنا لَنرجو فوق ذلك مَظْهَرَا فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنة يا رسول الله بك.
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إلى الجنة إن شاء اللّه: فلما انتهى إلى قوله:

ولا خير في حِلم إذا لم تَكُن له = بوادرُ تَحْمِي صَفْوه أن يُكَدَّرا
ولا خيرَ في جَهل إن لم يكُن له= حَلِيم إذا ما أورد الأمرُ اصدرَا

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا يفْضض الله فاك. فعاش مائةً وثلاثين سنة لم تَنْغُض له ثنية.
سفيان الثّوري عن لَيث عن طاووس عن ابن عباس قال: إنها لكَلمة نبيّ.
يَعني قولَ طرفة:

ستُبدي لك الأيامً ما كنت جاهلاً= وَيأتيك بالأحبار مَن لم تُـزودِ

وسمع كعب قولَ الحُطيئة:

مَن يفعل الخير لا يَعْدَم جَوازيه = لا يذْهبُ العُرف بين الله والناس

قال: إنه في التّوْراة حَرْفاً بحَرف: يقول اللّه تعالى: "مَن يفعل الخير يَجدْه عندي، لا يذهب الخيرُ بيني وبينَ عبدي ".
وقال عبد الله بن عبّاس: أنشدت النبيّ صلى الله عليه وسلم أبياتاً لأًمية بن أبي الصَّلت يذكر فيها حَملة العرش، وهي:

رَجُلٌ وثَورٌ تحتَ رِجْل يَمينـه= والنّسرِ للأخرى وليثٌ مُرْصَدُ
والشمسُ تَطْلُع كُل آخر لـيلةٍ= فجراً ويُصبح لونُها يتـوقـد
تبدو فما تبدو لهم في وَقْتـهـا = إلا مُـعـذِّبة وإلا تُـجْـلَـد


فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم كالمُصدِّق له.
ومن حديث ابن أبي شَيْبة: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أردف الشريد، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: تَرْوي من شِعر أُمية بن أبي الصَّلت شيئاً؟ قلتُ: نعم. قالت: فأنشِدني. فأنشدته. فجعل يقول بين كل قافيتين: هيه، حتى أنشدتُه مائة قافية. فقال: هذا رجل آمن لسانه وكَفر قلبُه.
ولو لم يكن من فضائل الشعر إلا أنه أعظم جُند يجنّده رسول الله صلى الله عليه وسلم على المُشركين، يدُل على ذلك قولُه لحَسان: شُنَ الغَطاريف على بني عبد مناف، فوالله لشعرك أشدُّ عليهم من وقع السهام في غلس الظلام: وتَحفظْ ببَيْتي فيهم. قال: والذي بعثك بالحقّ نبيَّاً لأسُلّنّك منهم سَلّ الشّعرة من العجين. ثم أخرج لسانه فضرب به أَرنبة أَنفه، وقال: والله يا رسولَ الله إنه ليخيّل لي أنّي لو وضعته على حَجر لفَلقه، أو على شَعَر لحَلقه. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أيد الله حسّاناً في هَجْوه برُوح القُدس. وقال ابن سيرين: بلغني أنّ دَوْساً إنما أسلمتْ فَرقاً من كعب بن مالك صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم حيث يقول:

قَضينا من تِهامة كُلّ نحب= وخَيْبر ثم أَغْمدنا السيوفَا
نُخبِّرها ولو نَطقت لقالت= قواضبُهنَّ دَوْساً أو ثَقِيفاً


وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت لقد شكر الله لك قولَك حيثُ تقول:

زعمتْ سَخينةُ أنْ ستغلب رَبَّها= ولَيُغْلبنّ مُغالـب الـغَـلاّبِ


ولو لم يكن من فضائل الشّعر إلا أنّه أعظمُ الوسائل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن ذلك أنه قال لعبد الله بن رَواحة: أَخْبرني ما الشعرُ يا عبد الله؟ قال: شيء يَختلج في صَدْري فيَنطق بهِ لساني. قال: فأَنْشِدني فأَنشده شعره الذي يقول فيه:


فثبَّت الله ما آتاك مِنْ حَسَـنِ= فَفَوْتَ عيسى بإذْن الله والقَدَرِ


فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: وإياك ثَبَّت الله، وإياك ثَبت الله ومِن ذلك ما رواه ابنُ إسحاق صاحب المَغازي وابنُ هشام. قال ابن إسحاق: لما نزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصفراء- قال ابنُ هشام: الاثيلِ- أمر عليَّاً فضرَب عنق النَضر بن الحارث بن كَلدة بن عَلْقمة بن عبد مناف، صبراً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت أُختُه قُتيلة بنت الحارث ترثيه:


يا راكبـاً إنّ الأثـيل مَـظـنّة= من صُبحِ خامسة وأنت مُوفقُ
أَبْلِغ بها مَـيْتـاً بـأنَّ تـحـيةً= ما إن تزال بها النجائبُ تخفق
مني عليك وعَبرة مَسْـفـوحة= جادت بواكِفها وأًخرى تَخنُـق
هل يَسمعني النضرُ إن ناديتُـه= أم كيف يَسمع مَيت لا ينطـق
أمحمد يا خيرَ ضِـنْء كَـريمة= في قَومنها والفحلُ فحلٌ مُعرق
ما كان ضرك لو مَننت وربمـا= مَنّ الفتى وهو المَغيظ المُحنق
فالنضر أقربُ من أَسرت قرابةً= وأحقُّهم إن كان عِتْق يُعـتـق
ظَلّت سيوفُ بني أبيه تَنـوشـه= للهّ أرحام هـنـاك تـمـزق
صبراً يُقاد إلى المنيّة مُتعـبـاً = رَسْفَ المُقيّد وهو عانٍ مُوثَـق


قال ابن هشام: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم، لمّا بلغه هذا الشعر: لو بلغني قبلَ قتله ما قتلْتهُ.
من حديث زياد بن طارق الجشميّ قال: حدّثني أبو جَرْول الجُشمي، وكان رئيس قومه، قال: أَسَرَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم حُنين، فبينما هو يُميز الرجال من النساء إذ وثبتُ فوقفتُ بين يديه وأنشدته:

امنُن علينا رسولَ الله في حُـرَم = فإنك المرءُ نرجوه ونَنتـظـر
امنُن على نِشوة قد كنتَ تَرْضعها= يا أَرجح الناس حِلْماً حين يُخْتبر
إنّا لَنْشكر للنُّعمى إذا كُـفِـرت= وعندنا بعد هذا اليوم مُـدَّخـر

فذكَّرته حين نشأ في هوازن وأرضعوه. فقال عليه الصلاةُ والسلام: أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو للّه ولكم. فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو للّه ولرسوله. فردّت الأنصار ما كان في أيهديها من الذَّراري والأموال.
فإذا كان هذا مَقامِ الشعر عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأي وسيلة تَبلغه أو تعْشره.
وكان الذي هاج فتْح مكة أنّ عمرو بن مالك الخْزاعِيّ، أحدَ بني كَعب، خَرج من مكة حتى قَدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكانت خُزاعة في حِلْف النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفي عهده وعَقْده، فلمّا انتقضت عليهم قريش بمكة وأصابوا منهم ما أصابوا، أقبل عمرو بنُ مالك الخُزاعيّ بأبيات قالها. فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال:


يا رب إنّي ناشدٌ مُـحـمـدَاً = حِلْفَ أَبينـا وأَبـيه الأتْـلـدَا
قد كنتُم وُلْـداً وكُـنّـا وَلـدا= ثمت أسلمنا فلم نـنـزع يدا
إنّ قريشاً أخلفوك المـوعـدا= ونقضوا ميثاقك الـمـوكـدا
وجعلوا لي في كَداء رَصـداً= وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهـم أذلّ وأقـل عـــدداً= هُم بيّتونا بالوتـير هُـجَّـدا
وقَتّلونـا رُكـعّـا وسُـجّـدا = فانصرُ هَداك الله نَصْـراً أَيِّدا
وأدْع عبَاد اللـه يأتـوا مَـدَدا= فيهِم رسولُ الله قد تـجـرّدا
إنْ سِيم خَسْفاً وجهُه تَـربّـدا = في فَيْلق كالبَحر يَجْري مُزْبدا


قال ابن هشام: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، نُصرت يا عمرو بن مالك. ثمَّ عَرض عارضٌ من السماء، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه السحابة تستهلّ بنَصْر بني كعب. وقال عمر بن الخطّاب: الشعر جَزل من كلام العرب، يُسكَّن به الغَيظ، وتُطفأ به الثائرة، ويتبلَّغ به القومُ في ناديهم، وُيعطى به السائل. وقال ابنِ عبّاس: الشعر عِلْم العرب وديوانها فتعلَّموه، وعليكم بشعر الحِجاز. فأحسبه ذهب إلى شعر الحجاز، وحَضَّ عليه، إذ لغتهم أَوسط اللّغات.
وقال معاويةُ لعبد الرحمن بن الحكم: يا بن أخي، إنك شُهرت بالشعر، فإياك والتشبيبَ بالنّساء، فإنك تغرّ الشريفة في قومها، والعفيفة في نفسها؛ والهجاء، فإنك لا تَعْدو أن تُعادي كريماً أَو تَستثير به لئيماً. ولكن افخر بمآثر قَومك، وقُل من الأمثال ما تُوَقّر به نفسك، وتؤدِّب به غيرك. وسُئل مالك ابن أنس: منِ أين شاطر عمرُ بن الخطاب عُمّاله؟ فقال أموال كثيرة ظهرت عليهم، وإنّ شاعراً كتب إليه يقول:


نَحجُّ إذا حَجُّـوا ونَـغْـزو إذا غَـزَوْا= فأنيَّ لهم وَفْر وَلَسـنـا بـذي وَفْـر
إذا التاجرُ الهِـنْـدي جـاء بـفَـارة = من المسك راحت من مَفارقهم تَجْري
فدونك مالَ الـلـه حـيثُ وجـدتَـه= سَيرضَون إن شاطرتهم منك بالشَّطْر


قال: فشاطرهم عُمر أموالهم.
وأنشد عمر بن الخطّاب قولَ زُهير: فإن الحق مَقْطعه ثلاثٌ يَمين أو نَفارٌ أو جَلاءُ
فجعل يعجب بمعرفته بمقاطع الحُقوق وتَفصيلها وإنما أراد: مَقطع الحقوق يَمين أو حكومة أو بيِّنة. وأُنشد عُمر قول عَبَدة بن الطَّبيب:
والعيشُ شح وإشفاقٌ وتَأميلُ
فقال: على هذا بُنيت الدنيا.
ولمّا هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهاجر أصحابُه، مستهم وباء المدينة فمرض أبو بكر وبلال. قالت عائشة: فدخلتُ عليهما، فقلت: يا أبت، كيف تَجدك؟ ويا بِلال، كيف تَجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:


كُلّ امرئ مُصَبّح في أهلـه = والموتُ أَدْنى من شرِاك نَعْلِهِ



وقالت: وكان بلال إذا أَقلعت عنه يَرفع عقيرته ويقول:
ألا ليتَ شِعْري هل أبيتنّ ليلةً = بوادٍ وحَوْلي إذْخر وجَلـيلُ
وهل أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجـنّةٍ = وهل يبدوَن لي شَامَة وطَفِيل


قالت عائشة: وكان عامر بن فُهيرة يقول:

وقد رأيتُ الموتَ قبل ذَوْقه = إنّ الجَبان حَتْفه مِن فَوْقه
كالثَور يَحْمي جِلده برَوْقِه

قالت عائشة: فجئتُ رسوله الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه. فقال: اللَّهم حبِّب إلينا المدينة كحُبنا مكة وأشد، وصَحّحها وبارك لنا في صاعها ومُدها، وأنقُل حماها فاجعلها بالجُحفة.
ومن حديث البَراء بن عازب، قال: لما كان يوم حُنين رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم، والعبّاس وأبا سُفيان بن الحارث بن عبد المطّلب وهما آخذان بِلجام بغلته، وهو يقول: أنا النبيّ لا كَـذِب، أنا ابنُ عبد المُطّلبْ .
ومن حديث أبي بكر بن أبي شَيبة عن سُفيان بن عُيينة يَرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنه لما دخل الغار نُكِبَ، فقال.
هل أنتِ إلا إصْبع دَمِيت، في سَبيل الله ما لقـيت .
فهذا من المَنثور الذي يُوافِق المنظوم، وإن لَم يتعمد به قائله المنظوم. ومثل هذا من كلام الناس كثير يأخذه الوَزن، مثلُ قول عبد مملوك لمواليه: اذهبوا بي إلى الطبيب، وقولوا قد اكتوى. ومثله كثير مما يأخذه الوزن ولا يُراد به الشعر. ولا يُسمَّى قولُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وإن كان موزوناً، شعراً، لأنه لا يراد به الشّعر. ومثلُه قي أي الكتاب: "ومِن اللَّيْل فَسَبّحه وإدْبَار النُّجوم " ومنه: "وجِفَان كالجَوَاب وقُدُور راسيات"ومثله "ويُخزْهم ويَنْصركم عليهم ويَشْفِ صدور قوم مُؤمنين" ومنه: "فَذَلكَ الَّذي يَدُعِّ اليَتيم ". ولو تطلّبت في رسائل الناس وكلامهم لوجدت فيه ما يَحتمل الوزن كثيراً ولا يُسمّى شعراً. من ذلك قولُ القائل: مَن يشتري باذنجان. تقطيعه: مستفعلن مفعولات. وهذا كثير.

كتبه ابو حمد الشامري

ابو منيف
24-05-2005, 04:37 AM
الاستاذ الفاضل ابو حمد الشامري ما قصرت على الروائع الادبية لشعر وسوالف العرب صح لسانك يا القرم.

فزاع
24-05-2005, 12:53 PM
أخي أبو حمد تسلم والله على هذا الجهد الهائل وعلى هذه المعلومات الرائعة والأبيات العريقة والموضوع القيم ما قصرت يالاجودي بيض الله وجهك.

الشموخ
27-05-2005, 05:24 AM
أخي ابوحمد الشامري تسلم والله وماقصرت
يعطيك الف عافية وتقبل تحياتي

ابومحمد الشامري
29-05-2005, 12:17 PM
مرحبا الف يا ابو منيف اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنت على التعقيب والكلام الطيب

ابومحمد الشامري
29-05-2005, 12:17 PM
مرحبا الف يا فزاع اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنت على التعقيب والكلام الطيب

ابومحمد الشامري
29-05-2005, 12:17 PM
مرحبا الف يا جود اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنتي على التعقيب والكلام الطيب

فجر
30-05-2005, 07:56 PM
مساء الخير

طرح رائع ، ممتع ، غني بالفوائد
لاهنت أخي الكريم


عاطر التحايا
فجر

فهد بن محسن
18-06-2005, 09:10 PM
ابو حمد


تسلم والله ,, ولاهنت على المجهود الرائع


تحياتي لك

المعنى
23-06-2005, 02:26 PM
ابو حمد لاهنت وبيض الله وجهك علي هذا المجهود تقبل تحياتي

ابومحمد الشامري
31-07-2005, 01:26 AM
مرحبا الف يا فجر اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنتي على التعقيب والكلام الطيب

ابومحمد الشامري
31-07-2005, 01:27 AM
مرحبا الف يا ابو فيصل اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنت على التعقيب والكلام الطيب

ابومحمد الشامري
31-07-2005, 01:27 AM
مرحبا الف يا المعنى اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنت على التعقيب والكلام الطيب

السنافي
08-10-2005, 12:08 AM
ابو حمد لاهنت وبيض الله وجهك علي هذا المجهود يالسنافي

ابومحمد الشامري
04-12-2005, 05:36 PM
مرحبا الف يا السنافي اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنت على التعقيب والكلام الطيب

البدوي
28-03-2006, 12:51 PM
الله الله الله عليك بو حمد رائع مع مرتبة الشرف

لك منى كل الود

ابومحمد الشامري
19-02-2007, 11:58 PM
مرحبا الف بالاخ العزيز البدوي لا هنت يا السنافي وبيض الله وجهك على التعليق الطيب

الخديدي
02-03-2007, 09:37 PM
مشكور اخوي فعلا الشعر يطلع قوم وينزل قوووم لاهنت على النقل الطيب

سعيّد ابوجعشه
28-04-2007, 08:23 PM
ابو حمد


تسلم والله ,, ولاهنت على المجهود الرائع


تحياتي لك

سعود الخويطري
21-05-2007, 07:00 PM
ابو حمد تسلم والله يمناك



ولاهنت على المجهود الرائع ,,,

الفرس
21-05-2007, 07:19 PM
لاهنت يابو حمد والله ما يتحف ويبهج مثل مامر من قصص العرب

تحس ان فيه ناس ناس ..


سلمت يمينك