المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امرؤ القيس وقصته في دارة جلجل


ابومحمد الشامري
16-05-2005, 10:37 PM
قال محمد بن سلام صاحب كتاب طبقات فحول الشعراء: حدثني راويةٌ للفرزدق أنه لم ير رجلاً كان أروى لأحاديث امرىء القيس وأشعاره من الفرزدق، هو وأبو شفقل، لأن امرأ القيس كان صحب عمه شرحبيل قبل يوم الكلاب، حتى قتل شرحبيل بن الحارث، وكان قاتله أخاه معدى كرب بن الحارث، وكان شرحبيل بن الحارث مسترضعاً في بني دارمٍ رهط الفرزدق، وكان امرؤ القيس رأى من أبيه جفوةٌ، فلحق بعمه، فأقام في بني دارمٍ حيناً، قال: قال الفرزدق: أصابنا بالبصرة مطرٌ جودٌ، فلما أصبحت ركبت بغلة لي وصرت إلى المربد، فإذا آثار دواب قد خرجت إلى ناحية البرية، فظننت أنهم قومٌ قد خرجوا إلى النزهة، وهم خلقاء أن يكون معهم سفرة. فاتبعت آثارهم حتى انتهيت إلى بغالٍ عليها رحائل موقوفة على غدير، فأسرعت إلى الغدير فإذا نسوةٌ مستنقعاتٌ في الماء، فقلت: لم أر كاليوم قط ولا يوم دارة جلجلٍ! وانصرفت مستحيياً، فنادينني: يا صاحب البغلة ارجع نسألك عن شيءٍ، فانصرفت إليهن، فقعدن إلى حلوقهن في الماء، ثم قلن: بالله لما أخبرتنا ما كان حديث يوم دارة جلجل؟ قال: حدثني جدي، وأنا يومئذ غلامٌ حافظٌ: أن امرأ القيس كان عاشقاً لابنة عم له يقال لها عنيزة، وأنه طلبها زماناً فلم يصل إليها، حتى كاي يوم الغدير، وهو يوم دارة جلجل. وذلك أن الحي احتملوا، فتقدم الرجال وتخلف النساء والخدم والثقل، فلما رأى ذلك امرؤ القيس تخلف بعد ما سار مع رجالة قومه غلوةً فكمن في غيابةٍ من الأرض حتى مر به النساء وفيهن عنيزة، فلما وردن الغدير قلن: لو نزلنا فاغتسلنا في هذا الغدير فذهب عنا بعض الكلال، فنزلن في الغدير ونحين العبيد، ثم تجردن فوقعن فيه، فأتاهن امرؤ القيس وهن غوافل، فأخذ ثيابهن فجمعها وقعد عليها، وقال: والله لا أعطى جاريةً منكن ثوبها ولو ظلت في الغدير يومها حتى يخرج متجردةً فتأخذ ثوبها! فأبين ذلك عليه، حتى تعالى النهار، وخشين أن يقصرن عن المنزل الذي يردنه، فخرجن جميعاً غير غنيزة، فناشدته الله أن يطرح إليها ثوبها، فأبى، فخرجت فنظر إليها مقبلةً ومدبرةً، وأقبلن عليه فقلن له: إنك قد عذبتنا وحبستنا وأجعتنا! قال: فإن نحرت لكن ناقتي تأكلن منها؟ قلن: نعم فخرط سيفه فعرقبها ونحرها ثم كشطها، وجمع الخدم حطباً كثيراً فأججن ناراً عظيمة، فجعل يقطع لهن من أطايبها ويلقيه على الجمر، ويأكلن ويأكل معهن، ويشرب من فضلة خمرٍ كانت معه ويغنيهن، وينبذ إلى العبيد من الكباب، فلما أرادوا الرحيل قالت إحداهن: أنا أحمل طنفسته، وقالت الأخرى: أنا أحمل رحله وأنساعه، فتقسمن متاع راحلته وزاده، وبقيت عنيزة لم يحملها شيئاً، فقال لها: يا ابنة الكرام! لا بد أن تحمليني معك فإني لا أطيق المشي، فحملته على غارب بعيرها، وكان يجنح إليه فيدخل رأسه في خدرها فيقبلها، فإذا امتنعت مال حدجها، فتقول: عقرت بعيري فانزل، ففي ذلك يقول:

ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَـطِـيَّتـي= فَيَاعَجَباً مِنْ رَحْلِها المُـتَـحَـمَّـلِ

يظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِينَ بلَحْـمِـهـا= وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُـفَـتَّـل
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِـدْرَ عُـنَـيْزَةٍ= فقالَتْ لَكَ الوَيْلاتْ إِنَّكَ مُرْجِلِـى
تَقُولُ وقَدْ مال الغَبيطُ بـنَـا مَـعـاً= عَقَرتَ بعيري يا امْرَأَ القيْسِ فانْزِل
فقُلْتُ لها سِيرِي وأَرْخِى زِمَـامَـهُ = ولا تُبْعِدِينا من جَنَاكِ الـمُـعَـلَّـلِ
وتعتبر هذه القصة هي سبب قول امرؤ القيس لمعلقته في ابنة عمه عنيزة يوم دارة جلجل والتي مطلعها :

قفى نبكي من ذكرى حبيب ومنزل= بسقط اللوى بين الدخول فحمول
كتبه ابو حمد الشامري

فزاع
16-05-2005, 10:51 PM
الله عليك يا ابو حمد وعلى ما تقدم لنا من درر تسلم يمناك على القصيدة والقصة الرائعة التي أعجبتني ايما اعجاب يا استاذنا الفاضل ابو حمد بيض الله وجهك يالقرم.

ابومحمد الشامري
17-05-2005, 09:08 AM
مرحبا الف بالاخ العزيز فزاع اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنت على التعقيب والكلام الطيب

فجر
21-05-2005, 09:29 PM
لاهنت يابوحمد


عاطر التحايا
فجر

ابومحمد الشامري
22-05-2005, 03:28 PM
مرحبا الف يا فجر اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنتي على التعقيب والكلام الطيب

الشموخ
27-05-2005, 05:27 AM
لاهنت
ابوحمد
الشامري
يعطيك الف عافية يامبدع المنتدى
وتقبل تحياتي وشكري

ابومحمد الشامري
29-05-2005, 12:22 PM
مرحبا الف يا جود اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنتي على التعقيب والكلام الطيب