فيصل المخيال
03-07-2008, 01:35 AM
الرياحين في ايدي الجزارين
:
أولا أقدم الإعتذار لكل الجزارين لأنني إتخذتهم عنوان لهذه المقالة
والسبب أنهم إعتادوا السلخ و الذبح أولا كمهنة يعتاشون منها و الثانية أن الذبح أصبح عندهم و كأنه شرب الماء بل أهون
بل تمتزج المتعة بالذبح . . . فأيهم ذبح أكثر من الأخر في اليوم الواحد . . . !!!!
:
لنبدأ بما ارمي له بهذه المقدمة البسيطه
:
العيادات الخاصة - المستوصفات الخاصة - المستشفيات الخاصة
و لا يطلق التعميم . . . بل السواد الأعظم منهم
:
هم المعنيون هنا . . . و مرتادوها أيضا معنيون
كل منهم أخذ دوره . . . أحدهم الجزار والآخر الذبيحة
:
زوجان في مقتبل العمر لم يمضى على زواجهما فترة
بدأت عليها أعراض الحمل ففرح الزوجان ايما فرح . . . حتى أنما لم يستطيعا النوم تلك الليلة
:
وما أن بدأت تباشير الصباح حتى طلبت من زوجها أن تراجع طبيب / طبية الحوامل
جهز الزوج وخرج بها حتى توقفا أمام عيادة الحوامل في المنطقة التابعة لها
و هنا ابدت الزوجة إعتراضها . . . و سببت ذلك بأنه لا عناية و إهتمام في تلك العيادات
وأننا والحمد لله بألف خير . . . فقال الزوج ماهو المطلوب مني بالضبط
قالت الزوجة هنا لنذهب للمستشفى الفلاني الخاص . . . فقد راجعت فيه إحدى صديقاتي فوجدت الإهتمام الكامل منهم
فهز الزوج برأسه موافقا لها الرأي . . . !!!
:
وصلا إلي باب المستشفى و دخلا
وكان الإستقبال حافلا و الإبتسامات بدأت تتطاير في كل مكان حتى أنها عبرت من باب المستشفي و و تلقفها المارة
:
و بهد الإستقبال البروتوكولي الملكي . . . تم تسجيل بيانات المراجعة
أنثى متزوجة . . . في مقتبل العمر حتى أن بتلات تلك الوردة لم تكمل التفتح . . . مراجعة أولى لحملها الأول
:
تم إستلام الدفعة الأولي على باب المقصب . . . ثم أولجوها المقصب بلا إنتظار وعلي عجل
وهنا قالت لزوجها . . . أرأيت الفرق . . . لو أننا في مستوصف أو مستشفى الحكومه
كنا إلى الآن من المنتظرين . . . . حتى الإستقبال إن وجد لم نصله بعد . . . فرد عليها الزوج . . . صدقتِ
:
و ما هي إلا دقائق حتى كانت في مواجهة أول جزار و كان متأبطا لجميع أنواع السكاكين
و بدأ يسنها أمامها ولكنها لا تراها إلا إبتسامات و وعود براقة و مباركة بأول حمل
وأن المولود القادم سوف يكون بصحة جيدة و سعيدا لأنه كبر في أحشاء أمه المسكينة برعاية جزار من ذوي الخبرة
و الذي لا ترفس الذبيحة تحت سكاكينه الحادة . . . فهو بطبعه ريحيم . . . !!!
:
و هي و زوجها لا يعلمان أنه أجرى عملية قيصرية لجيوبهما بدأت مع أول مقابلة بإمتصاص ما برحم محفظته
:
بدأت الطلبات هذا سونار وهذا تخطيط ، ، ، وهذه تحاليل لا تنهي قائمتها . . . بالطبع لن ترى نتائجها اليوم . . . بل في موعد لاحق ( ضمان للعودة )
:
و قبل أن يخرج الزوجان المسكينان . . . كانت في أيديهما روشتتة ( وصفة ) فيها قائمة لا تنتهي من الأدوية
والتي هي وإن إختلفت مسمياتها و بهرجة الوان علبها . . . متكرره . . . و حتى التمرجي ( الممرض ) يستطيع أن يصفها
:
و توالت الأشهر على هذا الحال . . . و علي قولة إخوانا المصريين ( الدبح على ودنه )
و الحبايب و لا هم مهتمين . . . مادام إن الإبتسامات مستمره و الخدمة فايف ستار
:
وبعد مضي ثمانية أشهر من التقطيع و الإمتصاص
و في أخر مراجعة . . . تفاجأة الزوجة المسكينة بمنظر الجزار وقد تبدى لها فأرعبها
فسقطت و قد أغمي عليها
فبكل و قاحة أخبرها أن حياتها مهددة وأن الجنين سوف لن يكمل شهره التاسع أي لن يخرج للحياة و لن يرى النور
و أنهم لن يستطيعوا أن يعملوا لها اي شيء . . . لأن هذا خارج عن إمكانياتهم و ليس في مقدورهم أن يعملوا اي شيء لها
بعد أن إستنزفواها وزوجها . . . بكل بساطة . . . متناسين كلماتهم الأولي التي كانت ترن في آذانها
وكانت تسمعها لزوجها
:
ولكن للأمانه أن هذه الجزارة الخاصة لم تهملهم بل طلبتهم لهم الإسعاف لتنقل الذيبحة إلي مستشفى حكومي
و ما إن وصلت هناك . . . حتى بدأ السباق الكبير مع الزمن . . . للإبقاء على حياتها أما الجنين فإن العوض علي الله
ولله الحمد تم إنقاذ حياتها على يد أحد الجراحين الذي تدخل عاجلا
و بالطبع فقد الجنين
:
و أخذت المسكينة بعدها الأشهر في السرير الأبيض للتعافى مما المَّ ببدنها . . . وكاد أن ينهي حياتها
وإحتاجت لمدة مثلها للتعافى من الصدمة النفسية
:
و بعدها أتمت مراجعتها في مستشفيات الحكومة متحملة سوء الخدمة مقابل الحفاظ على حياتها و حياة أجنتها
و لديها الأن و الحمدلله عدد من الأطفال و صحتها جيدة
:
و هناك حالتان
الأولى لم يتمكنوا من إنقاذها بعد أن حولت في إسعاف إلي مستشفى الصباح
ولكنها توفت رحمها الله عند باب المستشفى قبل دخوله
:
و الأخرى أيضا فقد جنينها مقابل الحفاظ على حياتها
:
هي صرخة نطلقها أمام جشع و إستغلال هؤلاء
فمقابل مايستنزفونه من جيوب المواطنين يجب أن يتحملوا المسؤلية كاملة عن أخطائهم
ويجب أن يكون للدولة دور رقابي شديد عليهم
:
و هنا أنوه أنني لا أمتدح المستشفيات الحكومية
فدولة مثل الكويت يجب أن تكون مستشفياتها أرقى وأنظف وأكثر إستيعابا لمتطلبات المرضى
و التي بدأت تتوسع مع بقاء المستشفيات على حالها . . . و كل ما قامت به وزارة الصحة
ماهي إلا حلول ترقيعية مؤقتة
:
في النهاية
أثق في مستشفى حكومي وإن كان لا يقدم خدمات فندقية يبجث عنها البعض . . . ولكن على الأقل يحافظ على حياة المريض
وإن وجد بعض الأخطاء التي لاتنفى عن المستشفيات الحكومية و تسيب إدارتها
و فلتان الدور الرقابي أيضا عنهم
:
ولكنهم يبقون في نظري ونظر الكثيرين أرحم من الجزارين
:
ماورد أعلاه كتب للمناقشة و إبداء الآراء
و من توفرت لديه من المآسي كتلك . . . ليكتبها هنا
:
عافانا الله وإياكم و من شر الجزارين كفانا و كفاكم
:
لكم أطيب التقدير
:
فيصل المخيال
2008/7/3
:
أولا أقدم الإعتذار لكل الجزارين لأنني إتخذتهم عنوان لهذه المقالة
والسبب أنهم إعتادوا السلخ و الذبح أولا كمهنة يعتاشون منها و الثانية أن الذبح أصبح عندهم و كأنه شرب الماء بل أهون
بل تمتزج المتعة بالذبح . . . فأيهم ذبح أكثر من الأخر في اليوم الواحد . . . !!!!
:
لنبدأ بما ارمي له بهذه المقدمة البسيطه
:
العيادات الخاصة - المستوصفات الخاصة - المستشفيات الخاصة
و لا يطلق التعميم . . . بل السواد الأعظم منهم
:
هم المعنيون هنا . . . و مرتادوها أيضا معنيون
كل منهم أخذ دوره . . . أحدهم الجزار والآخر الذبيحة
:
زوجان في مقتبل العمر لم يمضى على زواجهما فترة
بدأت عليها أعراض الحمل ففرح الزوجان ايما فرح . . . حتى أنما لم يستطيعا النوم تلك الليلة
:
وما أن بدأت تباشير الصباح حتى طلبت من زوجها أن تراجع طبيب / طبية الحوامل
جهز الزوج وخرج بها حتى توقفا أمام عيادة الحوامل في المنطقة التابعة لها
و هنا ابدت الزوجة إعتراضها . . . و سببت ذلك بأنه لا عناية و إهتمام في تلك العيادات
وأننا والحمد لله بألف خير . . . فقال الزوج ماهو المطلوب مني بالضبط
قالت الزوجة هنا لنذهب للمستشفى الفلاني الخاص . . . فقد راجعت فيه إحدى صديقاتي فوجدت الإهتمام الكامل منهم
فهز الزوج برأسه موافقا لها الرأي . . . !!!
:
وصلا إلي باب المستشفى و دخلا
وكان الإستقبال حافلا و الإبتسامات بدأت تتطاير في كل مكان حتى أنها عبرت من باب المستشفي و و تلقفها المارة
:
و بهد الإستقبال البروتوكولي الملكي . . . تم تسجيل بيانات المراجعة
أنثى متزوجة . . . في مقتبل العمر حتى أن بتلات تلك الوردة لم تكمل التفتح . . . مراجعة أولى لحملها الأول
:
تم إستلام الدفعة الأولي على باب المقصب . . . ثم أولجوها المقصب بلا إنتظار وعلي عجل
وهنا قالت لزوجها . . . أرأيت الفرق . . . لو أننا في مستوصف أو مستشفى الحكومه
كنا إلى الآن من المنتظرين . . . . حتى الإستقبال إن وجد لم نصله بعد . . . فرد عليها الزوج . . . صدقتِ
:
و ما هي إلا دقائق حتى كانت في مواجهة أول جزار و كان متأبطا لجميع أنواع السكاكين
و بدأ يسنها أمامها ولكنها لا تراها إلا إبتسامات و وعود براقة و مباركة بأول حمل
وأن المولود القادم سوف يكون بصحة جيدة و سعيدا لأنه كبر في أحشاء أمه المسكينة برعاية جزار من ذوي الخبرة
و الذي لا ترفس الذبيحة تحت سكاكينه الحادة . . . فهو بطبعه ريحيم . . . !!!
:
و هي و زوجها لا يعلمان أنه أجرى عملية قيصرية لجيوبهما بدأت مع أول مقابلة بإمتصاص ما برحم محفظته
:
بدأت الطلبات هذا سونار وهذا تخطيط ، ، ، وهذه تحاليل لا تنهي قائمتها . . . بالطبع لن ترى نتائجها اليوم . . . بل في موعد لاحق ( ضمان للعودة )
:
و قبل أن يخرج الزوجان المسكينان . . . كانت في أيديهما روشتتة ( وصفة ) فيها قائمة لا تنتهي من الأدوية
والتي هي وإن إختلفت مسمياتها و بهرجة الوان علبها . . . متكرره . . . و حتى التمرجي ( الممرض ) يستطيع أن يصفها
:
و توالت الأشهر على هذا الحال . . . و علي قولة إخوانا المصريين ( الدبح على ودنه )
و الحبايب و لا هم مهتمين . . . مادام إن الإبتسامات مستمره و الخدمة فايف ستار
:
وبعد مضي ثمانية أشهر من التقطيع و الإمتصاص
و في أخر مراجعة . . . تفاجأة الزوجة المسكينة بمنظر الجزار وقد تبدى لها فأرعبها
فسقطت و قد أغمي عليها
فبكل و قاحة أخبرها أن حياتها مهددة وأن الجنين سوف لن يكمل شهره التاسع أي لن يخرج للحياة و لن يرى النور
و أنهم لن يستطيعوا أن يعملوا لها اي شيء . . . لأن هذا خارج عن إمكانياتهم و ليس في مقدورهم أن يعملوا اي شيء لها
بعد أن إستنزفواها وزوجها . . . بكل بساطة . . . متناسين كلماتهم الأولي التي كانت ترن في آذانها
وكانت تسمعها لزوجها
:
ولكن للأمانه أن هذه الجزارة الخاصة لم تهملهم بل طلبتهم لهم الإسعاف لتنقل الذيبحة إلي مستشفى حكومي
و ما إن وصلت هناك . . . حتى بدأ السباق الكبير مع الزمن . . . للإبقاء على حياتها أما الجنين فإن العوض علي الله
ولله الحمد تم إنقاذ حياتها على يد أحد الجراحين الذي تدخل عاجلا
و بالطبع فقد الجنين
:
و أخذت المسكينة بعدها الأشهر في السرير الأبيض للتعافى مما المَّ ببدنها . . . وكاد أن ينهي حياتها
وإحتاجت لمدة مثلها للتعافى من الصدمة النفسية
:
و بعدها أتمت مراجعتها في مستشفيات الحكومة متحملة سوء الخدمة مقابل الحفاظ على حياتها و حياة أجنتها
و لديها الأن و الحمدلله عدد من الأطفال و صحتها جيدة
:
و هناك حالتان
الأولى لم يتمكنوا من إنقاذها بعد أن حولت في إسعاف إلي مستشفى الصباح
ولكنها توفت رحمها الله عند باب المستشفى قبل دخوله
:
و الأخرى أيضا فقد جنينها مقابل الحفاظ على حياتها
:
هي صرخة نطلقها أمام جشع و إستغلال هؤلاء
فمقابل مايستنزفونه من جيوب المواطنين يجب أن يتحملوا المسؤلية كاملة عن أخطائهم
ويجب أن يكون للدولة دور رقابي شديد عليهم
:
و هنا أنوه أنني لا أمتدح المستشفيات الحكومية
فدولة مثل الكويت يجب أن تكون مستشفياتها أرقى وأنظف وأكثر إستيعابا لمتطلبات المرضى
و التي بدأت تتوسع مع بقاء المستشفيات على حالها . . . و كل ما قامت به وزارة الصحة
ماهي إلا حلول ترقيعية مؤقتة
:
في النهاية
أثق في مستشفى حكومي وإن كان لا يقدم خدمات فندقية يبجث عنها البعض . . . ولكن على الأقل يحافظ على حياة المريض
وإن وجد بعض الأخطاء التي لاتنفى عن المستشفيات الحكومية و تسيب إدارتها
و فلتان الدور الرقابي أيضا عنهم
:
ولكنهم يبقون في نظري ونظر الكثيرين أرحم من الجزارين
:
ماورد أعلاه كتب للمناقشة و إبداء الآراء
و من توفرت لديه من المآسي كتلك . . . ليكتبها هنا
:
عافانا الله وإياكم و من شر الجزارين كفانا و كفاكم
:
لكم أطيب التقدير
:
فيصل المخيال
2008/7/3