المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خرافات الصوفي ( الحبيب الجفري ) وظلالة في العقيدة ؟؟؟


أبوعمر العجمي
21-11-2007, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

عملا بقوله صلى الله عليه وسلم :’’ الدين النصيحة’’فاني أكتب هذا الموضوع الحساس لأنصح به إخواني من رجل أخذ عقول كثير من الناس , وقد كان ابن سيرين رحمه الله يقول : ’’إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم

قبل البدء في الموضوع أقول : لكي تتمكن من سماع المقاطع الصوتية قم بحفظها إلى جهازك عن طريق وضع مؤشر الفارة على اسم المقطع ثم حفظ باسم.
ــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين:
أما بعد:
(الحبيب زين العابدين علي الجفري) من الأسماء التي بدأت تظهر بشكل كبير في الساحة الدعوية في هذا الوقت،وذلك من خلال الظهور عبر القنوات الفضائية والصحف والمجلات، فبعض القنوات الفضائية كما بلغني أصبحت تستضيفه على شاشاتها من خلال البرامج والمقابلات، وكذلك بعض الصحف والمجلات قامت بإجراء مقابلات معه، وله موقع على شبكة الانترنيت تحت الإنشاء، هذا فضلاً عن أشرطته السمعية التي ينشرها اتباعه في عدة أماكن.
وقد سأل عنه الكثير من الإخوة خصوصاً بعد لقاءه مع قناة الجزيرة الذي بث قبل عدة أيام.
وأنا بحمد لله أملك شريط صرح فيه (علي الجفري) ببعض معتقداته التي لا أظنه يستطيع أن يتجرأ وينشرها علانية عبر الوسائل السابق ذكرها على الأقل حالياً !، لهذا رأيت من واجبي أن أقوم بنشر بعض المقاطع من ذلك الشريط، علماً أن الشريط سجل في مجلس خاص وليس عام !! ولم ينتشر إلا في الحدود الضيقة جداً عن طريق بعض اتباعه رغم أنه طلب من صاحب المجلس ألا ينشر الشريط !!
والغرض من نشر هذه المقاطع هو تحذير المسلمين من شر هذا الرجل، فقد اغتر به الكثير من الناس بسبب أسلوبه في الحديث والله المستعان، وبعض الإخوة كنت اخبرهم بمعتقدات الرجل فلم يكن يصدق هذا الأمر، بل أن بعضهم يدافع عنه ويكذبني في ذلك ولكن عندما اسمعه الشريط يتعجب من هذا الأمور التي لم يكن يتصور صدورها من شخص في هذا العصر! الذي انتشر فيه العلم والدين والحمد لله.
وقد كنت قبل فترة طويلة عازماً على أن أقوم بنشر تلك المقاطع مع الرد عليها، ولكن شغلت ببعض الأمور الأخرى، ولكن عندما بلغني أنه ظهر في قناة الجزيرة - وأنا لم أشاهد اللقاء وفي انتظار نشره عبر موقع القناة على الشبكة – قررت نشر المقال بأسرع ما يمكن، لهذا أرجو أن يعذرني الاخوة على ما يجدوه من قصور في المقال، علماً أن هناك مقاطع أخرى أصرح في العبارة من بعض المقاطع التي سوف تسمعونها - بإذن الله - ولكن نشرها يحتاج إلى كتابة رد عليها، ولكن الوقت ضيق حالياً، وأسأل الله أن ييسر ذلك لي ولغيري من المشايخ وطلبة العلم في القريب العاجل.
وفي الختام أسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم.
وأطلب من الاخوة بارك الله فيهم أن يقوموا بنشر هذا المقال في المنتديات الحوارية حتى يحذر منه الناس، كما أطلب منهم - بارك الله فيهم - التعليق على كلامه بما يرونه مناسب إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 – استمع إليه وهو يقول أن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده، كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g1.ra

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g2.ra


2 – استمع له وهو يقول أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها.

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g3.ra

3 – استمع له وهو يقول أن الأساس أن الأولياء الأموات يغيثون بارواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع في اعتقاده أن يخرج جسد من قبره !

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g4.ra

4 – استمع له وهو يصرح بأن هناك من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون!!
وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون!!
وأنه بإمكانهم بإذن الله الرزق والإحياء والإماتة !!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g5.ra

5 – استمع له وهو يصرح بأنه يمكن للولي الميت أن يدعو للحي ، وأن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسألتين، وهما:
أن ينزل عليه كتاب من الله.
أن يوجد – أي يخلق – الولي طفل من غير أب.
وأن مسألة خلق الطفل من غير أب مسألة خلافية بين العلماء – أي الصوفية - .
وأن الولي يمكن أن تخرج روحه من الروضة التي يتنعم فيها ليغيث من استغاث به.

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g6.ra
6 – استمع له وهو يصرح أن العلماء عنده اختلفوا في مسألة إمكانية أن يخلق الولي لطفل من غير أب، وأن السبب الذي جعل من يقول بإمتناع ذلك هو التحرز على الأنساب !! حتى لا تأتي امرأة حامل من الزنى فتدعي أن أحد الأولياء خلق هذا الطفل في بطنها، وإلا في الأصل هم متفقون على ذلك – أي على إمكانية أن يخلق الولي طفل من غير أب - !!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g7.ra

7 – استمع له وهو يصرح بإمكانية رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بعين البصيرة وأن هناك من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة !

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g9.ra

8 – استمع له وهو يكذب على الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله مؤلف كتاب "الرفاعية" حيث يزعم أن أحد مشايخه ناقش الشيخ دمشقية حول أحمد الرفاعي وذكر له أن الإمام الذهبي أثنى عليه، وأن الشيخ دمشقية كان يجهل هذا الأمر، ولهذا ذمه في كتاب الرفاعية ، مع أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية قد ذكر ترجمة أحمد الرفاعي رحمه الله من "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي رحمه الله وبراءه مما يعتقده فيه أتباعه!

http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g10.ra

وبعد عرض هذه المقاطع الصوتية لعلي الجفري أذكر بعض الأدلة التي فيها رد على معتقداته، فأقول وبالله التوفيق:

أولاً:ذكر بعض الأدلة التي فيها رد على من اثبت أن الأنبياء والأولياء يتصرفون في الكون:
(إن في سيرة وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يصدع بالحق ويهتك رداء الشك في هذا الأمر:فلما اشتدت إذية المشركين للمسلمين بمكة واستفحل شرهم وتطاولهم حتى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع صوته ثم دعا عليهم:" اللهم عليك بقريش ... اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعقبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأمية بن خلف، وعقبة ابن أبي معيط " رواه البخاري ومسلم.
فترى أنه بعد أن ضاقت السبل، واستغلقت الأبواب، وانقطع الرجاء في هداية هؤلاء القوم لم يبق إلا التفكير في استئصال شأفتهم، ولما لم يكن هناك سبل إلى ذلك إلا سبيل الابتهال إلى المولى عز وجل فقد توجه عليه الصلاة والسلام بهذا الدعاء الذي لم تتحقق استجابته إلا بعد حين وتحديداً يوم بدر، إذ يقول ابن مسعود راوي الحديث: (فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر).
ولا يخفى على عاقل أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو كان يتصرف في الكون لاكتفى بقوله لهم:موتوا فيموتون.
وفي يوم بدر ذاته عندما واجه المسلمين خطب مدلهم وخطر جسيم عندما قابلهم جيش قريش ورأوا تفوقه عدداً وعُدداً لم يكن منه صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن استقبل القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه:" اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " . فما زال يهتف بربه ماداً يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه. فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه. وقال:يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (الأنفال:9). رواه مسلم.
هذا نص آخر صريح في أنه عليه الصلاة والسلام كان أمره غاية في العبودية والخضوع والتذلل لربه عز وجل، ولم يكن من شأنه أن يخرج عن ذلك بحال من الأحوال. بل ثبت بالدليل أن الله سبحانه لم يكن يحقق كل ما يدعوه به عليه الصلاة والسلام.
عن سعد بن أبي وقاص قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة. سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " رواه مسلم) انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله (1/137-139).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معشر قريش – أو كلمة نحوها – اشتروا أنفسكم ... لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف! لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً ". رواه البخاري ومسلم.
قال الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله في "موسوعة أهل السنة" (1/38):
(فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصرح بأنه لا يغني عن أحد من الله شيئاً، ولا حتى لابنته فاطمة رضي الله عنها.
وإذا كان لا يملك شيئاً لفلذة كبه فاطمة رضي الله عنها وهو حي، أفيملكه لغيرها وهو ميت؟!) انتهى باختصار.
وهناك أدلة أخرى كثيرة تدل على هذا الأمر منها:
قوله تعالى: (قل لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) (الجن:21).
وقوله: (وقالوا لن نؤمن بك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا **فاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل عليناً كتاباً نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً) (الإسراء:90-93).
وقال تعالى عن نوح عليه السلام: (ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) (هود:31).
* رد بعض الشبه حول هذا الموضوع:
قد يستدل البعض على هذه العقيدة بمعجزات المسيح عليه السلام.
وقد رد الشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله على هذه الشبهة في كتابه"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (1/157) حيث قال:
(هذا الاستدلال باطل لأن إحياء الموتى – بإذن الله – من خصوصيات المسيح، وليس لغيره من البشر لا من الأنبياء ولا غيرهم، ومما يؤيد هذه الخصوصية دعاء إبراهيم عليه السلام:
(رب أرني كيف تحيي الموتى) (البقرة:260).
فإنه عليه السلام لو كان من شأنه إحياء الموتى لما دعا بمثل هذا الدعاء، وإذا انتفى كون إحياء الموتى من معجزات نبي آخر غير المسيح قوي انتفاؤه عمن دون الأنبياء من الأولياء والصالحين) اهـ.
وقد يستدل البعض أيضاً بقول الله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين) (المؤمنون:14)
والجواب:
(أننا نثبت للمخلوق خلقاً، لكنه ليس كخلق الله تعالى. فخلق الله جل ‏وعلا إيجاد من العدم.‏
وخلق المخلوق لا يكون إلا بالتغيير والتحويل والتصرف في شيء خلقه الله تعالى .‏
‏ومن ذلك ما جاء في "الصحيحين" أنه يقال للمصورين يوم القيامة:"أحيوا ما خلقتم". ومعلوم ‏أن المصور لم يوجد شيئاً من العدم إنما حول الطين، أو الحجر إلى صورة إنسان أو طير – بدون روح -، ‏وحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى ملونة، والطين والحجر والمواد والورق كلهم من خلق الله ‏تعالى) انتهى نقلاً من موقع الشبكة الإسلامية على شبكة المعلومات العالمية. ‏

***
ذكر بعض الأدلة التي تثبت بقاء الأجساد في القبور:
* عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال:هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم.
* وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من أفضل ايامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا على الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" قالوا:يا رسول الله ! وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمتً، قال:" إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء" رواه أبو داود والنسائي وغيرهما وصححه الألباني في "التوسل" (ص64).
فهذا الحديث يدل بأن أجساد الأنبياء - عليهم السلام - لا تفارق قبورهم.
* وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر".
* (ومن الأدلة على ذلك أيضاً ما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن موسى عليه السلام نقل عظام يوسف عليه السلام لما خرج من مصر". رواه الحاكم وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم الحديث 313 .
وقد أشار الألباني رحمه الله أن معنى قوله في الحديث "عظام يوسف" لا يعارض حديث :"إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" لأنه قد ثبت في حديث بسند جيد على شرط مسلم:أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن، قال له تميم الداري رضي الله عنه ألا أتخذ لك منبراً يا رسول الله، يجمع أو يحمل عظامك؟ قال:"بلى" فاتخذ له منبراً مرقاتين. رواه أبو داود . فدل هذا أنهم كانوا يطلقون العظام، ويريدون به البدن كله) انتهى نقلاً من "مصادر التلقي عند الصوفية" (419-420) بتصرف.

* * *
ذكر بعض الأدلة التي تثبت أن أرواح الشهداء والصالحين تتنعم في الجنة وتتمنى الرجوع إلى الدنيا لفعل الخيرات ولكن تمنع من ذلك:
* (عن طلحة بن خراش قال:سمعت جابراً يقول:لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:"يا جابر مالي أراك من**راً"؟ فقلت:يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالاً وديناً. فقال:"أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟" قال:قلت:بلى يا رسول الله. قال:"ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك وكلمه كفاحاً، فقال:يا عبدي تمن علي أعطك. قال:يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل:إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون) " رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، والحاكم وقال:صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي . وحسنه أيضاً الألباني في "ظلال الجنة".
وهو حديث صريح في منع القول بوقوع الرجعة فضلاً عن أن تكون عقيدة إسلامية يجب اعتقادها) نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/38-39).

* وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن هذه الآية: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) (آل عمران:169). فقال صلى الله عليه وسلم:" أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم إطلاعة فقال:هل تشتهون شيئاً؟ قالوا:أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا:يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " أخرجه مسلم.
قال الشيخ سمير المالكي في " كشف شبهات المخالفين/ القسم الثاني من الرد على كتابي "شفاء الفؤاد" و"الذخائر" " (94-95) بتصرف:
(يستفاد من هذا الحديث:
1 – أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" أرواحهم في جوف طير " يدل على أنها ليست في الأجساد المدفونة في الأرض.
2 – أنهم سألوا ربهم أن ترد أرواحهم في أجسادهم، وهذا صريح في أنها قد فارقتها بالموت.
3 – أنهم تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليقاتلوا في سبيل الله لما رأوا من عظيم ثواب الشهادة، فمنعوا من ذلك، فقد انقطع التكليف وانقطع العمل وما بقي إلا الجزاء، فإذا لم يملكوا هم لأنفسهم نفعاً ولا حياة ولا تصرفاً، مع كرامتهم عند ربهم ووجاهتهم عنده، فكيف يملكون لغيرهم من الخلق جلب منفعة أو دفع مضرة؟!) اهـ.

* عن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " رواه مالك وأحمد والنسائي.
والنسمة هنا أي الروح، يدل عليه قوله:" حتى يرجعه الله إلى جسده ".
فهذا يدل على أن الروح تعاد إلى الجسد يوم القيامة، فكيف يقال أن الأنبياء والصالحين يخرجون من قبورهم بأجسادهم لإنقاذ من يستغيث بهم؟!

* * *

ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم شعور الأحياء بحياة الشهداء البرزخية:
* قال تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) (البقرة:154).
فهذا يدل على أننا لا نشعر بحياة الشهداء البرزخية.

* وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتآكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا:من يبلغ عنا إخواننا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا ينكلوا عن الحرب ولا يزهدوا في الجهاد؟ قال:فقال الله عز وجل:أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عن ربهم يرزقون) " رواه أحمد وأبو داود.
فهذا يدل على أن الصحابة لم يكونوا يشعروا بحياة الشهداء وأن الشهداء تمنوا من يبلغ إخوانهم ما هم فيه من نعيم.

* (عن طلحة بن خراش قال:سمعت جابراً يقول:لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:" يا جابر مالي أراك من**راً "؟ فقلت:يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالاً وديناً. فقال:" أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ " قال:قلت:بلى يا رسول الله. قال:"ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك وكله كفاحاً، فقال:يا عبدي تمن علي أعطك. قال:يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل:إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون) " رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، والحاكم وقال:صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي . وحسنه أيضاً الألباني في "ظلال الجنة".
وهو حديث صريح في منع القول بوقوع الرجعة فضلاً عن أن تكون عقيدة إسلامية يجب اعتقادها) انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/38-39).
ويستفاد منه أيضاً أن جابر رضي الله عنه لم يكن يعلم عن النعيم الذي كان يتنعم به والده رضي الله عنه.

* * *

ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة:
* (من الأدلة على ذلك أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم ولم يظهر لهم، نذكر منها:
- انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
- اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة رضي الله عنهما على ميراث أبيها فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟ فأجابها أبو بكر بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة" رواه البخاري وغيره.
- الخلاف الشديد الذي وقع بين طلحة وال**ير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم اجمعين من جهة أخرى، والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يحقن هذه الدماء؟
- الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
- النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أدى إلى وقوع حرب صفين حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم .
- أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جلالة قدره وعظمة شأنه كان يظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول: (ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه:الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) متفق عليه.
فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له:لا تحزن حكمها كذا وكذا).
انتهى نقلاً من "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/47-49) باختصار.

أما بالنسبة لاستدل الصوفية بالحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسم يقظة، فقد أجاب عنه الشيخ محمد أحمد لوح حفظه الله في "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/39 –52) فقال:
(أما رواية:" من رآني في المنام فسيراني في اليقظة " لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي r في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله r أو يزيد، مما يدل
على شيوعه واستفاضته.
2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً:باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ " فسيراني في اليقظة " بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها:"فقد رآني" أو "فقد رأى الحق" أو "فكأنما رآني في اليقظة" أو "فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة" بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ "فسيراني في اليقظة" لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً:أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه:ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ:"فسيراني في اليقظة" إلا في موضع واحد.
ثانياً:أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد
(5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ "فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة" وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ "فكأنما رآني" أو "فقد رآني" لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً:إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك": (وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك:أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي") فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً:ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة "فقد رآني في اليقظة" بدل قوله:"فسيراني".
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: (وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية - بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله: (إن كان المحفوظ "فكأنما رآني في اليقظة" فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على:أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول:لو فرضنا أن هذا اللفظ " فسيراني" هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26): (فيه أقوال:أحدها:أن يراد به أهل عصره، ومعناه:أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
وثانيها:أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة ؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
وثالثها:أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ) انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح باختصار.
وإليك أقوال بعض أهل العلم في هذا الموضوع نقلاً من كتاب "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله:
1 - القاضي أبو بكر بن العربي قال: (شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة) نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"(12/384).
2 - الإمام أبو العباس احمد بن عمر القرطبي في "المفهم لشرح صحيح مسلم" ذكر هذا القول وتعقبه بقوله: (وهذا يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده ولا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال
منقول

فلاح بن حثلين
21-11-2007, 11:43 PM
الله لا هينك

الخليفه
22-11-2007, 03:46 PM
عند سماعي ضحكت لكن بعد فتره قلت ما أكثرهم اليوم
أن لا أقصد مأكثر الشيعه أقصد مأكثر الجهال
لاحول ولاقوة الا بالله
الامر خطير لابد من الجميع التفقه في الدين كي لايحدث عليه وهو لايعرف من الصح والخطاء
لاهنت يالسنافي على ماذكرت وبارك الله فيك

أبوعمر العجمي
18-12-2007, 08:17 PM
الأخ عبدالله 000 أشكرك على المرور الكريم

عبدالله بن ريضه العجمي
22-12-2007, 04:30 PM
ياعجمي وبكل فخر اسمع شيخك عائض القرني وهو يضاحك داعية الشرك الذي انت تحذر منه (( الحبيب الجفري))
http://www.islamancient.com/blutooth/107.3gp

وهذه صوره أيضا لشيخ عائض القرني مع الحبيب الجفري القبوري
http://www.islamancient.com/blutooth/110.jpg

وهذه نصيحة من الإمام العلامة الألباني لعائض القرني فياليت تسمعها
http://www.islamancient.com/blutooth/136.rm

فما هذا التناقض... اللهم سلم سلم

أبوعمر العجمي
23-12-2007, 11:50 PM
يابن ريضة 0000 ماأقول إلا الله يهديك وينور قلبك وبصيرتك ويلهمك الفهم السليم والأفق الواسع

الرسول الكريم علية السلام واصحابه وأتباعة من بعدة جلسوا مع المشركين والمبتدعين فهل حسبوا منهم؟

عبدالله بن ريضه العجمي
24-12-2007, 10:29 AM
قلت لك قبل هالمره تبي تكتب شي جيب دليلك..... كلام بدون آيه أوحديث أو أثر من السلف أو فتوى للعلماء يسمى لغوا لا خير فيه... فأرجوا أن تأتي بكلامك مرة أخرى بدليل لكي يقوي كلامك أن كنت فاعلا. وبعدين أذكر لي كانك صادق المواقف التي جالس الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته المشركين والمبتدعه.. وللفائده لم يكن هناك مبتدعه في وقت الرسول بل كان هناك مسلمين ومنافقين

عبدالله بن ريضه العجمي
24-12-2007, 10:41 AM
وهذه فائده للجميع صدرت أربع أشرطة للشيخ العلامة المربي الوالد عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري حفظه الله
يرد فيها الشيخ على الجفري القبوري... وفي هذه الأشرطه الشيخ عبيد كفر الجفري بالدليل القاطع والبرهان الساطع وطالب امير الدوله التي يسكن فيها الجفري أن يقيم حد الله فيه
ومن أراد الأستزاده في هذا الموضوع فليرجع لأشرطة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله

العظــ سالم ــيمان
25-12-2007, 07:45 PM
جزاك الله خير يابن ريضة والله يوفقك ويسدد خطاك

والله يهديك ياعجمي فخر ويوفقك لطريق الرشاد

د.فالح العمره
25-12-2007, 08:14 PM
لقد جالس النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين وقال عمر بن الخطاب في عدة مواقف دعني اضرب عنقه وكان يرد الرسول صلى الله عليه وسلم لا لا يقال محمد يقتل اصحابه وهنا حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل وقال اعدل يا محمد فهذه قسمة لا يراد بها وجه الله وقال ويحك من يعدل ان لم اعدل ؟ وقال يخرج من ضئضئ هذا .... الى آخر الحديث ولم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم مع ان كلامه كفر وهو وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخيانه وعدم العدل


وانا انصح الجميع بقراءة سيرة شيخ الاسلام بن تيمية وطريقة تعامله مع اهل البدع من الجهمية والمعطلة والاشاعرة وغيرهم

والشيخ عايض القرني من اراد الحكم عليه فليقرأ له ويسمع ثم يحكم ان كان من اهل البدع او اهل السنة

ومن قرأ سير الرجال علم ان الكثير من العلماء سقط بهفوات كثيره منها في العقيده وهذا لا يخرجه من اهل السنه

ولو بحثنا عن اخطاء العلماء لوجدنا الكثير الكثير من من جانب الصواب ولكنه يبقى عالما من اهل السنه والجماعه والبشر يخطئ ويصيب

وسيرة شيخ الاسلام بن تيمية تغني عن الكثير من الكلام

والله اعلم

أبوعمر العجمي
26-12-2007, 03:19 AM
يابن ريضة 000 إظاهر إنك داش مطفي الليتات !!!! ماتدري وش السالفة وش حنا نتكلم عنة ؟؟؟؟؟؟

أبوعمر العجمي
26-12-2007, 03:26 AM
الأخ العزيز فالح العمرة أبوبدر000000 نشكر لك مرورك وتعليقك الكريم

ونحن نستذكر مواقفك البطولية في كلية الشريعة تجاة هذا الفكر والمنهج الدايخ

لكن هؤلاء لافائدة منهم وهم قوم لايفقهون حديثا ؟؟؟؟؟؟

عبدالله بن ريضه العجمي
30-12-2007, 11:43 AM
فالحقيقه أن المسمى عائض القرني ثبت عند أهل السنه بأنه مبتدع ومنحرف عن المنهج السلفي وأشرطته وكتبه دليل على ذلك وأيضا قد قالوا العلماء فيه ما قالوا وحذروا منه أشد التحذير هو واخوانه سلمان وسفر الثوررين الحركيين... وأبشركم أن أكثر العامه والعوام قد عرفوا حالهم وتبين لهم ما يدعون اليه...
والذين أدين الله به أنا أن عائض ونبيل وسلمان خوارج قعديه وكل من تعاطف معهم وأثنى عليهم وهو يعرف حقيقتهم فهو منهم وحكمه حكمهم
واعلم ان كلامي هذا قد لا يرضي الحزبيين بالمنتدى ولكن انا اتكلم بما اعتقد ... واقتدي وأخذ قول علمائنا بالرجال رحم الله ميتهم وحفظ حيهم من كل مكروه

د.فالح العمره
30-12-2007, 12:01 PM
عبدالله هذا الكلام خطير وانت تنحو الى منهج الخوارج ( ان لم تكن معي فأنت ضدي )

وانت مطالب الآن من قبل الادارة بأقوال العلماء بأن عايض وسفر وسلمان مبتدعه وخارجين من اهل السنه

ولا اريد منك اقوال العلماء باخطاء المشايخ بأنهم وقعوا في بدعه بل انهم مبتدعه بمعنى ان اصولهم على اصول اهل البدع هل تفهم هذا الكلام ؟

ان كنت طالب للعلم ستفهم هذا الكلام

وانا بإنتظارك

الشهــاب
30-12-2007, 05:10 PM
أولا: أخي أبو بدر
الأخطاء على قسمين: أخطاء في العقيدة وأخطاء في الفروع
والأخطاء في العقيدة على أقسام منها
1- أن يسير الإنسان في أخطائه على أصول أهل البدع
2- أن يخطيء بخطأ في العقيدة ولكن لا يسير على الأصول
وهناك تفصيلات أخرى
ولكن أخي الحبيب بعيدا عن روح التعصب وإنشاء الله أنك من المنصفين
الأخطاء التي حصلت من عائض في حياة الشيخ بن باز وبعض ما حصل في الآونة الأخيرة كتهجمه على هيئة كبار العلماء وأنهم في أبراج عاجية ولو استطعت أن أرفق المصدر لأفعلن، ومن مباديء المبتدعة الوقوع في أهل الأثر00؟؟؟
---من المعلوم تحذير أهل العلم على بصيرة قديما وحديثا من مجالسة اهل الأهواء فأرجوا وأنت باحث أن ترشدنا إلى كلام أهل العلم في مجالسة اهل الأهواء
وللكلام بقية 000والله المستعان

الشهــاب
30-12-2007, 05:14 PM
الأخ عجمي وبلا فخر دعك من التهجم وتعال للنقد العلمي البناء، وكيف تقدح بالرجل وشره مستطير في العقيدة وظاهر للعيان، ولا تقدح بجليسه(علنا)0
ثم حضور أهل النفاق في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم هل هو من باب مجالسة أهل الأهواء فإن في ذلك بون شاسع وفرق كبير000

اخوالسلاطين العجمي
30-12-2007, 08:03 PM
قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ


<< الأسلام وسنة محمد مذهبي , أتبع المنهج ومنهجي نهج النبي

عبدالله بن ريضه العجمي
31-12-2007, 09:33 AM
رد الشيخ ابن عثيمين على سفر وسلمان


فقد سأل بعض الاخوة طلبة العلم في الجزائر فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن فئات من الناس يكفّرون الحكام من غير ضوابط و شروط؟!

فأجاب الشيخ -رحمه الله-:
"هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، و الكافر من كفّره الله و رسوله، و للتكفير شروط؛ منها: العلم، و منها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، و أراد المخالفة، و لم يكن متأولاً؛ مثل: أن يسجد لصنم، و هو يدري أن السجود للصنم شرك، و سجد غير متأول.
المهم هذا له شروط، و لا يجوز التسرع في التكفير، كما لا يجوز التسرع في قولك: هذا حلال و هذا حرام."

س: و أيضاً؛ يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة، و سفر الحوالي!! هل ننصحهم بعدم سماع ذلك؟!!

الشيخ:
"بارك الله فيك؛ الخير الذي في أشرطتهم موجود في غيرها، وبعض أشرطتهم عليها مؤاخذات، بعض أشرطتهم؛ ما هي كلها، و لا أقدر أميّز لك -أنا- بين هذا و هذا!!"

س: إذن تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم؟

الشيخ:
"لا؛ أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز، أشرطة الشيخ الألباني، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال، و عدم الثورة الفكرية!!!"

س: يا شيخ! و إن كان الخلاف في هذه القضية -مثلاً- أنهم يكفّرون الحكّام و يقولون بأنه جهاد -مثلاً- في الجزائر، و يسمعون أشرطة سلمان و سفر الحوالي؛ فهل هذا الخلاف فرعي؟! أم هو خلاف في الأصول يا شيخ؟!!

الشيخ:
"لا!؛ هذا خلاف عقدي، لأن من أصول أهل السنة و الجماعة أن لا نكفّر أحداً بذنب!"

س: هم -يا شيخ!- لا يكفّرون صاحب الكبيرة إلا الحكّام، يأتون بالآية {و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} يكفّرون الحكّام فقط؟!!

الشيخ:
"هذه الآية فيها أثر عن ابن عباس أن المراد: الكفر الذي لا يُخرج من الملة؛ كما في قول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: "سباب المسلم فسوق و قتاله كفر".
و في رأي لبعض المفسّرين أنها نزلت في أهل الكتاب؛ لأن السياق في ذلك: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً و نورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون و الأحبار بما استُحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشون و لا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً و من لم يحكم بما أنزل الله [[[منكم يا أهل الكتاب]]] فأولئك هم الكافرون}." اهـ

--------------------------------------------------------------------------------

-----------------------------------------------------

رد العلامة الألباني على سفر الحوالي في اتهامه للألباني بالإرجاء وبيان خارجيته العصرية

السرورية خارجية عصرية-الألباني

سئل محدث العصر العلامة الألباني – رحمه الله – في ليلة السابع عشر من ذي الحجة 1418هـ كما في شريط بعنوان "السرورية خارجية عصرية" : عن كتاب : ( ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي لسفر الحوالي ) هل رأيته ؟
قال الشيخ: رأيته
فقيل له: الحواشي –يا شيخنا– خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟!
فقال الشيخ: كان عندي – أنا – رأي صدر مني منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة الإسلامية وسئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعة التبليغ ؟
فقلت يومئذ: صوفية عصرية. أما الآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء – هنا – تجاوبا مع كلمة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف في كثير من مناهجهم فبدا لي أن اسميهم : خارجية عصرية فهذا يشبه الخروج الآن حين نقرأ من كلامهم – في الواقع – ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة ولعل هذا – ما أدري أن أقول ! – غفلة منهم أو مكر منهم. وهذا أقوله أيضا من باب قوله تعالى : ﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾
ما أدري لا يصرحون بأن كل كبيرة مكفرة لكنهم يدندنون حول بعض الكبائر ويسكتون أو يمرون على الكبائر الأخرى، ولذلك لا نطلق القول ونقول فيهم أنهم خوارج إلا من بعض الجوانب وهذا من العدل الذي أمرنا به".
وقال أيضا عن هذا الكتاب: ..وما كنت أظن أن الأمر يصل بصاحبه إلى هذا الحد … ويبدو أن إخواننا المشايخ في المدينة النبوية كانوا أعرف بهؤلاء منا )

-----------------------------------------------------


الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله يبدع سلمان وسفر

السائل يقول: ما رأيكم فيمن يدعي السلفية وهو لا يقتني الكتب السلفية ولا الأشرطة السلفية ، وكذلك يدافع عن المتحزبين ؟

الجواب : (الذي ننصح به إخواننا أن يقبلوا على الكتب النافعة مثل (رياض الصالحين)، ومثل (بلوغ المرام)، ومثل (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)، هذا حتى أنفع لهم من الأشرطة، لأن الذي نقوله والذي يقوله غيرنا في الأشرطة هو قطرة من مطرة، نعم، فننصح إخواننا بحفظ (رياض الصالحين)، وقبله حفظ (القرآن الكريم)، وكذا حفظ (بلوغ المرام) إن استطاعوا، وحفظ (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) أيضًا، فماذا، فهذا أنفع لهم، أما عدم اقتنائه للأشرطة فليس دليلاً على أنه ليس بسلفي، لكن ينبغي أن ننظر إلى من يواد، أيواد المبتدعة؟ نعم، مثل عبد الرحمن عبد الخالق، وأبي إسحـاق الحـويني، فهذان يُعتبران من المبتدعة، أينعم، وكذا مثل أيضاً سَفَر وكذلك سلمان يُعتبران من المبتدعة، وكذا أيضًا مجلّة "السنّة" التي هي لائقة بالبدعة، وهي التابعة لمحمد سرور، فهذه أيضاً وأهلها القائمون عليها، تُعتبرُ مجلة بدعة ...
المصدر: شريط (المجروحون) العدد: 3، تسجيلات أهل الحديث، الجزائر العاصمة

هذا ماطلبت يا فالح وكلام الإمام ابن عثيمين وااضح وتمعن في قوله حينما قال هذا خلاف عقدي .... ما معنى خلاف عقدي ممكن تجاوبني لو سمحت...؟
وكلامه هذا من موقعه رحمه الله وهو موجود بشريط اسمه الفتاوي العصريه يوجد بتسجيلات ندآء الإسلام بجمعية الرحاب.

والإمام ابن باز رحمه الله اصدر بيان للأمير نايف بن عبدالعزيز بإيقاف سلمان العوده وسفر الحوالي من الدروس والمحاضرات والخطب والبيان موجود ومعروف ومشهور

والإمام الالباني رحمه الله رد على عايض وسلمان ردودا بل حذر منهم اتمنى انك تسمعها ...وهي شريطين عندي اخذتها من تسجيلات منهاج السنه ولا اضنها موجود بالكويت وان بغيتها انا حاضر

و العلامه الوادعي رحمه الله بدع سلمان وسفر كما هو موجود فوق..وحذر منهم بأشرطه عديده

والعلامه عبيد الجابري اصدر شريط اسمه إسعاف الذكي بخطأ فاحش من عائض القرني وهو موجود بتسجيلات ابن القيم عندكم اسمعه واعرف ما هي عقيدة عائض ثم اسمع رد الجابري عليه وماذا قال فيه

ويوجد كتاب اسمه مدار النظر للشيخ عبدالمالك الجزائري وتقديم العلامه الالباني والعلامه عبدالمحسن العباد أقرأه وأعرف طامات المذكورين طامات في العقيدة اتمنى انك تقراه

وردود كثيره على هؤلاء من علماء وطلاب علم اي نعم..شريط اسمه سلمان العوده بين التشديد والتيسير المذمومين للشيخ عبدالعزيز الريس...وفي هذا الشريط مقاطع صوتيه لسلمان يكفر بالكبيره هل تعرف ماذا معنى يكفر بالكبيره.. هذا منهج الخوراج وهو بالحقيقه كما قلت انا خارجي قعدي ياليتك تسمعه لكي تقتنع,, والشريط يوجد بتسجيلات ابن القيم

والآن وبعد هذا الكلام ان عائض وسلمان يمجدون إئمة البدع والضلال مثل سيد قطب وحسن البنا والمودوي والترابي في اكثر اشرطتهم وكتبهم فما معنى هذا..؟

فالح العمره الكلام يطول حول هؤلاء والأدله والله كثيره جدا.. وانت قلت لي في ردك بأنني أنحى منحى الخوارج
سامحك الله وهداني وإياك للسنة والذب عنها... اعلم أني أعتقد أن هؤلاء المذكورين وزد عليهم من هو على شاكلتهم ومنهجهم هم عندي خوارج ...

د.فالح العمره
31-12-2007, 10:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

كما ظننت لم يأتي احد بما طلب منه اخواني كلامي كان واضحا اريد فتوى صريحة ان فلان وفلان مبتدعه ومن اهل البدع وليس فيه كذا واحذر من سماع اشرطته

يا اخوان كفانا تلاعبا بالالفاظ

هل يعجز الشيخ بن باز وبن عثيمين رحمهما الله بالقول ان سلمان وسفر وعايض من اهل البدع ومبتدعة صراحة ؟!

ام انهم وقعوا في اخطاء وحذروا من هذه الاخطاء وان كانت بدعية ؟!


وارجوا منكم قراءة السيرة لتاريخ الاسلام لكي تعرفوا وقوع الكثير من الاعلماء بالبدع


واقرؤا في فتنة عبدالرحمن الاشعث وخروجه على الحجاج وعبدالملك بن مروان ونقض البيعه وانظروا من خرج معه من العلماء ونقضوا البيعه هل تعلمون كيف نقضوا البيعه وخرجوا على الحاكم ولم يكتفوا بالتهييج والتحريض !!

الامام عامر الشعبي خرج مع بن الاشعث والامام سعيد بن جبير وغيرهم من علماء وفقهاء البصره (ابو الجوزاء ومسلم بن سيار وابو المنهال الرياحي وحسن البصري ومالك بن دينار وبن ابي ليلة الفقيه وطلحة بن مصرف وعطاء بن الساير)

وكلهم نقضوا البيعه وفارقوا الجماعه وقاتلوا امامهم وولي امرهم عبدالملك بن مروان

وكانوا على خطا بفعلهم هذا ولكنهم لم يكونوا على معتقد الخوارج ( انظر كلام علماء التاريخ بن كثير وبن الاثير وغيرهم)

ولقد قتل معهم عشرات الآلاف من المسلمين وسفكت الدماء ومع ذلك لم نرى من علمائنا من اخرج العلماء الذين خرجوا على امامهم عبدالملك بن مروان ولم يقولوا عنهم خوارج ولا مبتدعه بل اكتفوا بقولهم انهم اخطأو خطأ كبيرا


اخواني ما زلت انتظر فتاوي صريحه بأن سلمان وسفر وعايض مبتدعه

والسلام

الشهــاب
31-12-2007, 03:02 PM
جزيت خيرا أخي عبد الله بن ريضة

الشهــاب
31-12-2007, 03:03 PM
كلام الشيخ بن عثيمين (خلاف عقدي) على ما ذا يدل؟؟

ابومحمد الشامري
31-12-2007, 08:49 PM
فتنة ابن الأشعث فوائد وعبر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،، أما بعد

ففي قصص من سبقنا عبرة ومزدجر ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم )


يسمع الناس بالفتن وخطرها وسوء عاقبتها ، ولكن كما قيل بالمثال يتضح المقال .

من الفتن التي هزت الأمة الإسلامية ، وكادت تطيح بالخلافة زمن بني أمية ؛

فتنة عبد الرحمن بن الأشعث

وكان ابتداؤها سنة إحدى وثمانين .

قال الحافظ ابن كثير : وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه ، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك ، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم ، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ، مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول : ما رأيته قط حتى هممت بقتله

ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي ، فقال الحجاج انظر إلى مشيته !! والله لقد هممت أن أضرب عنقه

فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج ، فقال ابن الأشعث : وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء .

فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة ، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى .

ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال ، حتى يتقووا إلى العام المقبل ، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها .

فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال ، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث ، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج .

وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا ، فقال : إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل : ( احمل عبدك على الفرس ، فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك ) ، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء .

ثم قال : اخلعوا عدو الله الحجاج ، ولم يذكر خلع الخليفة ، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث ، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج .

فقال الناس من كل جانب : خلعنا عدو الله الحجاج _ وكانوا يبغضونه _ ووثبوا إلى ابن الأشعث فبايعوه ، ولم يذكروا خلع الخليفة .

وبعد بيعة الفتنة تلك تبدلت الأمور ، ووقع ما لم يكن في الحسبان ، فقد انصرف ابن الأشعث عن قتال الترك الكفرة !! وسار بجيشه المفتون مقبلا إلى الحجاج ليقاتله ويأخذ منه العراق ، فلما توسطوا في الطريق ، قالوا : إن خلعنا للحجاج خلع لابن مروان ، فخلعوا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، وجددوا البيعة لابن الأشعث ، فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلع أئمة الضلالة وجهاد الملحدين .

فلما بلغ الحجاج ما صنعوا من خلعه وخلع أمير المؤمنين ، كتب إلى الخليفة بذلك يعلمه ، ويستعجله في بعثه الجنود إليه ، فانزعج الخليفة واهتم

وسعى الناصحون المصلحون في درء الفتنة .

فكتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن الخروج على إمامه وقال :

إنك با ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ، أبق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، الله الله !! انظر لنفسك فلا تههلكها ، ودماء المسلمين فلار تسفكها ، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها ، فإن قلت أخاف الناس على نفسي ، فالله أحق أن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم ، والسلام عليك


ثم أخذ الخليفة عبد الملك في تجهيز الجنود في نصرة الحجاج في قتاله الخارجين على الجماعة ، وجعل المفتونون يلتفون على ابن الأشعث من كل جانب ، حتى قيل إنه سار معه ثلاثة وثلاثون ألف فارس ومائة وعشرون ألف راجل !!!

حتى دخلوا البصرة ، فخطب ابن الأشعث وبايعم ، وبايعوه على خلع الخليفة ونائبه الحجاج بن يوسف ، وقال لهم ابن الأشعث :

ليس الحجاج بشيء ، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك الخليفة لنقاتله ، ووافقه على خلعهما جميع من بالبصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب .


قال الحافظ ابن كثير : وتفاقم الأمر وكثر متابع ابن الأشعث على ذلك ، واشتد الحال وتفرقت الكلمة جدا ، وعظم الخطب واتسع الخرق ا.هـ

ثم التقى جيش الخليفة وجيش ابن الأشعث ، فقال القراء الذين خلعوا البيعة : أيها الناس قاتلوا عن دينكم ودنياكم .

وقال عامر الشعبي _ وكان من الأئمة ، لكن ابن الأشعث فتنه _ قال : قاتلوهم على جورهم ، واستـغلالهم الضعفاء !! وإماتتهم الصلاة .

ثم بدأ القتال ، ما بين كر وفر ، يقتتل الناس كل يوم قتالا شديدا ، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق كثير ،

واستمر هذا الحال مدة طويلة ، ثم كتب الخليفة إلى ابن الأشعث ومن معه يقول :

إن كان يرضيكم مني عزل الحاج خلعته ، وأبقيت عليكم أعطياتكم ، وليـخير ابن الأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت .


فلما بلغ ذلك ابن الأشعث خطب الناس وندبهم إلى قبول ما عرضه عليهم أمير المؤمنين من عزل الحجاج وإبقاء الأعطيات ، فثار الناس من كل جانب ، وقالوا: والله لا نقبل ذلك ، نحن أكثر عددا وعدة !!


ثم جددوا خلع الخليفة عبد الملك واتفقوا على ذلك كلهم ، واستمر القنال بين الفئتين مائة يوم وثلاثة أيام على ما قاله ابن الأثير .

وصبر جيش الخليفة بقيادة الحجاج ، بالحرب ، فأمر بالحملة على كتيبة القراء الذين خلعوا الخليفة ، لأن الناس كانوا تبع لهم ، وهم الذين يحرضونهم على القتال ، والناس يفتدون بهم

فحمل جيش الحجاج عليهم ـ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وبعدها انهزم ابن الأشعث ومن معه ، فلحقهم جيش الحجاج يقتلون ويأسرون ، وهرب ابن الأشعث ومعه جمع قليل من الناس، فأرسل الحجاج خلفه جيشا كثيفا ليقتلوه ويأسروه

ففر ابن الأشعث حتى دخل هو ومن معه إلى بلاد رتبيل الكافر ملك الترك !!! فأكرمه وأنزله عنده وأمنه وعظمه كيدا للمسلمين

هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل ، وأسر كثير منهم ، فقتلهم الحجاج بن يوسف ، وهرب من بقي منهم .

ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة ، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج .

قال الشعبي : فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :

أيها الأمير ، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق ، ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق ، قد والله تمردنا عليك وحرضنا ، وجهدنا كل الجهد ، فما كنا بالأتقياء البررة ، ولا بالأشقياء الفجرة ، لقد نصرك الله علينا ، وأظفرك بنا ، فإن سطوت فبذنوبنا ، وما جرت إليك أيدينا ، وإن عفوت عنا فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .

فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره : أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت ، قد أمنت عندنا يا شعبي .

ثم قال الحجاج : يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة .


فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة : أصلح الله الأمـير ؛ قد اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليت الهم !! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفا !!

فقال الحجاج : انصرف يا شعبي ، فانصرف آمنا .

ثم شرع الحجاج في تتبع أصحاب ابن الأشعث ، فقتلهم مثنى وفرادى !!! حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه مائة ألف وثلاثين ألفا !!! منهم محمد بن سعد بن أبي وقاص ، وجماعات من السادات ، حتى كان آخرهم سعيد بن جبير رحمه الله .

وكان ممن تبع ابن الأشعث طائفة من الأعيان منهم مسلم بن يسار وأبو الجوزاء ، وأبو المنهال الرياحي ومالك بن دينار والحسن البصري رحمه الله

وذلك أنه قيل لابن الأشعث : إن أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك ، فأخرجه

وكان ممن خرج أيضا سعيد بن جبير وابن أبي ليلى الفقيه وطلحة بن مصرف وعطاء بن السائب ، وغيرهم


قال أيوب : فما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله أن سلمه !!!


ثم إن الحجاج كتب إلى رتبيل ملك الترك الذي لجأ إليه ابن الأشعث ، أرسل إليه يقول : والله الذي لا إله إلا هو ، لئن لم تبعث إلي بابن الأشعث لأبعثن إليك بألف ألف مقاتل ولأخربنها

فلما تحقق الوعيد من الحجاج استشار في ذلك بعض الأمراء فأشار عليه بتسليم ابن الأشعث قبل أن يخرب الحجاج دياره ، ويأخذ عامة أمصاره ، فعند ذلك غدر رتبيل بابن الأشعث فقبض عليه وعلى ثلاثين من أتباعه ، فقيدهم بالأصفاد وبعثهم مع رسل الحجاج إليه

فلما كانوا ببعض الطريق بمكان يقال له ( الرخج ) صعد ابن الأشعث وهو مقيد بالحديد إلى سطح قصر ، ومعه رجل موكل به لئلا يفر فألقى ابن الأشعث بنفسه من ذلك القصر ، وسقط معه الموكل به فماتا جميعا ، فعمد الرسول إلى رأس ابن الأشعث فاختزه ، وقتل من معه من أصحابه ، وبعث برؤوسهم إلى الحجاج فأمر فطيف برأس ابن الأشعث في العراق ، ثم بعثه إلى أمير المؤمنين عبد الملك فطيف به في الشام ، ثم بعث به إلى ألأخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هناك ، ثم دفن .


قال الحافظ ابن كثير : والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة : كيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالإمارة على المسلمين من سنين ، فيعزلونه وهو من صليبة قريش ، ويبايعون لرجل هندي بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد !!!

ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كثير ، هلك فيه خلق كثير ، فإنا لله وإنا إليه إليه راجعون ا.هـ


ذكر ابن الأثير في تاريخه : أن رجلا من الأنصار جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال : أنا ابن فلان بن فلان ، قتل جدي يوم بدر ، وقتل جدي فلان يوم أحد ، وجعل يذكر مناقب سلفه ، فنظر عمر إلى جليسه فقال : هذه المناقب والله ، لا يوم الجماجم ويوم راهط ، من الخروج وحمل السلاح على المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين


إن فتنة ابن الأشعث كانت فتنة عظيمة فرقت الكلمة ، وقتل فيها أكثر من مائة ألف مسلم ، وفي هذه الحادثة فوائد منها :


أولها : أن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس ، إلا من عصمه الله ونجاه ، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث ، فضلا عن عامة الناس ، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا ، تكلم متكلموهم ، وأبدع خطباؤهم ، في التحريض على قتال جند الخليفة .


قال أبو البختري : أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم ، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم ، وليلن على دنياكم .

قوال عامر الشعبي : أيها الناس قاتلوهم ، ولا يأخذكم حرج من قتالهم ، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أعمل بجور منهم

وقال سعيد بن جبير نحو ذلك

ووالله لو كانوا يعلمون ما ستـؤول الأمور إليه لما قالوا ما قالوا ، ولكنها الفتن تعمى فيها الأبصار .


ثانيا : إذا وقعت الفتن فإن ضحاياها الأبرار والفجار ، قال الله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

ذكر ابن الأثر في تاريخه أن الحجاج لما غلب جيش ابن الأشعث أخذ يبايع الناس وكان ظالما ، وكان لا يبايع أحدا إلا قال له اشهد على نفسك أنك كفرت ، يعني بنقضك البيعة وحملك السلاح ، فإن قال نعم بايعه ، وإلا قتله .

فأتاه رجل من خثعم كان معتزلا للناس كلهم ، فسأله الحجاج عن حاله فأخبره باعتزاله ، قال الحجاج ، بل أنت متربص بنا ، أتشهد أنك كافر ؟

قال الرجل : بئس الرجل أنا أعبد الله ثمانين سنة ، ثم أشهد على نفسي بالكفر

قال الحجاج : أقتلك إذا ؟

قال الرجل : وإن قتلتني

فقتله الحجاج ، ولم يبق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه ، وحزن لقتله











ثالثا : إذا ولت الفتنة مدبرة عند ذلك يندم من دخل فيها لما يراه من الفساد والشرر الذي نتج عنها ، واستمع إلى أهلها وقد جيئ بهم حتى أوقفوا بين يدي الحججاج بن يوسف


هاهو فيروز بن الحصين أسر فأتي به إلى الحجاج فقال له : أبا عثمان !! ما أخرجك مع هؤلاء ، فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم

فقال : أيها الأمير فتنة عمت ، فأمر به الحجاج فضربت عنقه


ثم دعا الحجاج بعمر بن موسى فجيء به موثقا ، فعنفه الحجاج ، فاعتذر ، وقال أصلح الله الأمير !! كانت فتنة شملت البر والفاجر ، فدخلنا فيها ، فقد أمكنك الله منا ، فإن عفوت فبفضلك ، وإن عاقبت ظلمت مذنبين

فقال الحجاج : أما إنها شملت البر والفاجر ، فقد كذبت ، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار ، وأما إقرارك فعسى أن ينفعك .

فرجى له الناس السلامة ، لكن الحجاج أمر به فضربت عنقه


ثم دعا الحجاج بالهلضام بن نعيم فقال : ما أخرجك مع ابن الأشعث ؟ وما الذي أملت ؟

فقال الرجل : أملت أن يملك ابن الأشعث فيوليني العراق ، كما ولاك عبد الملك

فقتله الحجاج


ثم دعا بأعشى همدان وقد تبع ابن الأشعث ، وعمل الشعر في التحريض على قتال الخليفة ، فلما دخل على الحجاج أنشد يعتذر :


أبى الله إلا أن يتمم نوره *** ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا

فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة *** وجيشهم أمسى ذليلا ممردا

فما لبث الحجاج أن سل سيفه *** فولى جيشــنا وتبددا

دنود أمير المؤمنين وخيله *** وسلطانه أمسى عزيزا مؤيدا

ليهنأ أمير المؤمنين ظهوره *** على أمة كانوا سعاة وحسدا

نزلوا يشتكون البغي من أمرائهم *** وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا

فقال الحجاج : والله يا عدو الله لا نحمدك ، وقد قلت في الفتنة ما قلت ، وحرضت الناس علينا ، فصربت عنقه وأحلق بأصحابه .


رابعا : إذا وقعت الفتنة سعى أهلها في استدراج بعض الخواص إليهم ليحتجوا بهم عند العامة ، وقد قيل لابن الأشعث : إذا أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتلوا حول هودج عائشة فأخرج الحسن البصري معك ، فأخرجه .

وخرج مع ابن الأشعث بعض الأئمة ، كسعيد بن جبير ، ومالك بن دينار وغيرهما ، ففتن الناس والمعصوم من عصمه الله .

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن ويأمر بذلك في كل صلاة ، لأن بعضها يجعل الحليم حيرانا ، ذلك أن أهل الفتنة يزينون فعلهم بكثرة موافقيهم .

فابن الأشعث قاتل معه أكثير من مائة وخمسين ألفا ، وتبعه جماعة من السادات ، لكن فعلهم لم يكن مرضيا ، إذ هو خلاف النصوص الآمرة بالجماعة والصبر الناهية عن الخروج والفرقة والمنازعة .


قال أيوب : ما منهم من أحد صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه ، ولا نجا من نجا منهم إلا حمد الله وسلمه .


قال الإمام ابن بطة العكبري في التحذير والاغترار بالكثرة : والناس في زماننا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا !! لو ظهر فيهم من يدعي النبوة _ مع علمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء _ أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعا وأشياعا .


خامسـأ : أن عاقبة الفتن وخيمة ، ومآل أهلها الخسران ، فهاهو ابن الأشعث خرج على جيش إسلامي مجادا في سبيل الله ، ثم صار رأسا في الفتنة ، فترك قتال الكفار وهجم على أهل الإسلام !! وقتل بسببه جمع كثير ، واضطربت الأمور وكثر الشر ، ثم آلت به الحال أن يلجأ إلى ملك الكفار الذي كان يقاتله بالأمس ، ففرح به الكافر وأكرمه إغاظة للمسلمين.

وهكذا الفتن تقود صاحبها إلا ما لا يريد .

وليت ابن الأشعث وقف عند هذا لكان هينا ، وما هو وربي بهين

لقد غدر به الملك الكافر وأرسله موثقا إلى الحجاج ، فأسقط في يده ، فلما كان ببعض الطريق ، صعد قصرا فألقى نفسه ، فمات ، فمن كان يظن أن نهايته تكون كذلك . |


سـادسـا : لقد ألبس ابن الأشعث فتنته هذه لباس الشرع ، وأوهمهم أنها إنكار للمنكر ونصرة للدين ، لكن الباطن خلاف ذلك ، قد ذكر ابن الأثير أن الحجاج كان يبغض ابن الأشعث ، ويقول : ما رأيته قط إلا وأردت قتله ، وهو يعلم ذلك ، وكان يهدد ويقول : وأنا والله لأجهدن أن أزيل الحجاج عن سلطانه إن طال بي البقاء .

ونص ابن كثير على أن سبب تلك الفتنة كره ابن الأشعث للحجاج ، ثم جمع حوله من يبغضون الحجاج ، فانظروا كيف استغل كره الناس ليثأر منه وينكد عليه !!

ولهذا فمن دعا إلى مفارقة الجاعة وإثارة الفتنة فهو صاحب هوى مريض قلب ، مخالف للسنة ، وإن ظهر فعله ذلك في صورة إنكار للمنكر


سابعا : إذا وقعت الفتنة ، فإن أول من يصطلي بنارها من أوقدها ، فتنقلب الأمور عليهم ، ويتسلط الجهال من أتباعهم حتى يكون الأمر والنهي عليهم .

وقد كتب الخليفة إلى ابن الأشعث عزل الحجاج وتوليته مكانه ، وبقاء أعطيات الناس ، فمال إلى ذلك ابن الأشعث ، فخطب الناس وقال : اقبلوا ما عرض عليكم ، وأنت أعزاء أقوياء ، فوثب الجهال من كل مكان يقولون : لا والله لا نقبل نحن أكثر منهم عددا وعدة ، وأعادوا خلع الخليفة ثانية ، وبايعوا ابن الأشعث ، فانصاع لأمرهم ووافقهم حتى آل أمره إلى ما آل إليه .


ثامنا : من فارق الجماعة ودخل في الفتنة فهو في غربة ووحشة ، ومآله أن يتخلى عنه أحبابه وأعوانه .

هاهو الشعبي يصف حاله بعد أن خلع البيعة ودخل مع ابن الأشعث ، فقدت صالح الإخوان ولم أجد من الأمير خلفا .

من أجل ذلك كان الأئمة يحرصون على الاجتماع زمن الفتن

يقول حنبل : اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله _ يقولون له : إن الأمر تفاقم وفشا _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن ، ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه ، فناظهرهم الإمام أحمد في ذلك وقال : عليكم بالإنكار في قلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، لا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ويسترح من فاجر .

وقال لهم : ليس هذا _ يعني نزع أيديهم من طاعتهم _ صوابا ، هذا خلاف الآثار ا.هـ

الإمام أحمد يقول هذا ، وقد آذاه السلطان وجلده وسجنه ، ثم منعه من لقيا الناس ، لكن أهل السنة أهل عدل واجتماع ومتابعة للنصوص يرجون ما عند الله تعالى


وآخرها : أن هذه الفتنة تدل على أهمية التمسك بالآداب الشرعية زمن الفتن ، فمن تلك الآداب :

#الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها واعتزال أهلها .


# ومنها الحلم والرفق ، فلا تعجل في قبول الأخبار ، والأفكار والآراء ، والحكم على الناس تخطئة وتصويبا ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه .


# ومنها لزوم جماعة المسلمين وإمامهم والحذر من التفرق ، لقول حذيفة رضي الله عنه لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الفتن ، قال فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟

فقال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم


# ومنها الالتفاف حول علماء السنة أهل التوحيد ، والحذر من التفرق عليم ومنازعتهم ، والصدور عن آرائهم والاستجابة لنصحهم

ووالله ، وتالله ، وبالله : إن أول باب يلج الرجل منه إلى الفتنة الطعن بالعلماء ، والاستبداد بالرأي دونهم .

ومن رأيتموه يقدح في علمائنا فاعلموا أنه مفتون ، فإن من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة


# ومنها أن الفتن إذا وقعت فما كل ما يعلم يقال ، وليت بعض الناس يتركون الأمور العظام للعلماء الكبار حفاظا على اجتماع الكلمة ، لأن مرد الناس في آخر أمرهم للعلماء ، فمن كان عنده رأي فليعرضه عليهم ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )


مقال منقول _ بتصرف _ من خطبة جمعة للشيخ سلطان العيد حفظه الله وسدده ووفقه