راكان اليامي
07-04-2005, 03:19 PM
26 % من الإصابات مجهولة الأسباب
الرياض: عمر العقيلي
وسائل انتقال مرض الإيدز كثيرة، وهذا ما لا يعلمه الكثيرون، فمحلات الحلاقة قد تسبب الإيدز بشكل كبير، وخاصة في بعض الأحياء القديمة، والتي يدير محل الحلاقة فيها عمال من شرق آسيا، لا يهتمون بنظافة معدات الحلاقة. ويأتي يومياً عشرات الزبائن من مختلف الأديان والجنسيات والأعمار، ويستخدم الحلاق معهم نفس الأداة من دون تعقيمها بشكل يخفف من خطر انتقال الأمراض أو استبدال شفرة الحلاقة بأخرى جديدة، في ظل أسعار أدوات الحلاقة الرخيصة التي يمكن لأي شخص أن يقتنيها.
* غياب المعرفة
* وفي هذا الخصوص، أوضح عبد الرحمن (شاب سعودي)، وهو يحلق ذقنه، أنه لا يعلم عن نظافة صوالين الحلاقة سوى أن الحلاق يقوم بحرق الموسى أمامي وهذه في نظري تعتبر وسيلة للإيمان بنظافة هذا العامل. وعن سبب عدم توجهه لمحلات الحلاقة الكبرى رغم توفرها على أيد عاملة من العرب والأتراك، والتي تعتبر آمنة جداً مقارنة بالعمالة الشرق آسيوية. قال عبد الرحمن إنه يأتي هنا لعدة أسباب; منها قرب المحل لبيته حيث يأتي مشياً من دون الحاجة إلى السيارة وأيضاً لرخص أسعار الحلاقة مقارنة ببعض المحلات الأخرى.
وبدت الدهشة على محياه لدى سؤاله ما إذا كان يعلم أن شفرات الحلاقة غير النظيفة، والتي يمكن أن يكون قد استخدمها مريض بالإيدز سابقاً فتكون وسيلة لانتقال المرض إليه، وقال:«لا إن شاء الله، فال الله ولا فالك». في المقابل، رفض عامل المحل التحدث بحجة أنه لا يجيد العربية الا بمفردات الحلاقة وكذلك الإنجليزية.
ذهبنا إلى أحد محلات الحلاقة الكبيرة، والتي تعمل بها عمالة من الجنسية السورية، وتحدثا مع أحد الحلاقين وهو مدير المحل، (شاب اسمه أحمد)، وسألناه عن وسائل النظافة المتبعة في محلهم فأجاب: «أننا في هذا المحل نحرص على تغيير الشفرات بشكل مستمر، ومع كل شخص نقوم بتغيير أداوات الحلاقة وغسلها بالمطهرات والتأكد من نظافتها».
* صندوق لكل زبون
* وأضاف أن هناك صناديق مخصصة لكل من يرغب في شراء عدة حلاقة كاملة ونقوم بإعطائه مفتاح الصندوق ومع كل مرة يأتي فيها للحلاقة يقوم هو بفتح صندوقه الخاص وإخراج عدته لكي يتأكد من عدم استخدامها من شخص آخر.
ويقول أحمد: «إنه لا يحلق للعمالة غير العربية، وذلك لكي يكون على ثقة تامة من عدم دخول بعض العاملين من هذه الجنسيات في أعمال النظافة في الشوارع أو بعض الأعمال التي قد يتعرض فيها العامل لخطر الإصابة بأي أمراض فيروسية ونحوها».
وبشأن الرقابة من البلدية لنظافة المحل، يقول: «هناك رقابة مستمرة وتقريباً كل عشرة أيام للكشف عن نظافة المحل والأمواس وأدوات الحلاقة كاملة». ولا يبدي أحمد أي تخوف من هذه المسألة.
وعن الأسعار التي يقول البعض إنها مبالغ فيها يقول: «لا ليست مبالغا فيها ولا تباعد كثيراً محلات العمالة الشرق آسيوية، وإن راحة الزبائن هي أهم شيء وإننا نراعي البعض ممن قد يكونون غير قادرين مادياً، وفي الغالب لا نحدد سعراً معيناً تاركين للعميل التقييم ودفع المبلغ الذي يرى أننا نستحقه».
* من أسباب الإيدز
* من جهته، أوضح استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض الدكتور عادل العثمان، أن مرض الإيدز وغيره قد ينتقل عن طريق استخدام أدوات حلاقة استخدمها قبله شخص حامل للفيروس والأدوات الأخرى الشبيهة بها.
ويضيف: هناك بعض محلات الحلاقة في مدينة الرياض تستخدم بعض أدوات الحلاقة في الحجامة وقد تم اكتشاف حالة إصابة بالإيدز عن طريق الحجامة سابقاً. الجدير بالذكر أن الإحصائية الرقمية التي صدرت عام 2001 تقول إنه بما نسبته 26% من إصابات الإيدز تتم لأسباب غير معروفة. ويعلق الدكتور العثمان عليها أنه ربما ينكر البعض عدم قيامه بعلاقة جنسية غير شرعية أو عدم استخدام إبر وتشملهم هذه النسبة، ولكن هناك احتمالا كبيرا أن يكون انتقالها بطرق أخرى كالحلاقة والحجامة.
* تفتيش
* على الطرف الآخر، يقول رئيس قسم المراقبة الصحية ببلدية الشمال، المراقب الصحي ملفي عسكر إن: المراقب الصحي يزور محلات الحلاقة والتفتيش عليها عدة مرات لا تقل عن زيارتين في الشهر ويراعي في عملية الكشف والمعاينة مدى الاهتمام بنظافة المحل ونظافة أدوات الحلاقة ومستلزماتها والمناشف ومدى توفر أوعية لحفظ مخلفات الحلاقة، والتأكد من وجود جهاز للتعقيم لحفظ أدوات الحلاقة فيه بعد تعقيمها بمحاليل خاصة لهذا الغرض.
ويضيف أن من دور المراقبين الصحيين: التأكد من حمل العاملين شهادات صحية سارية المفعول تثبت خلوهم من الأمراض المعدية. وعن الأسعار، يقول العتيبي: «محلات الحلاقة تنقسم إلى فئات أ، ب، ج، ولكل فئة تسعيرة خاصة بها ولابد من إبرازها للعميل». ويضيف العتيبي: «هناك لائحة للجزاءات تطبق على المحلات في حالة وجود مخالفات وتختلف باختلاف حجم المخالفة».
الرياض: عمر العقيلي
وسائل انتقال مرض الإيدز كثيرة، وهذا ما لا يعلمه الكثيرون، فمحلات الحلاقة قد تسبب الإيدز بشكل كبير، وخاصة في بعض الأحياء القديمة، والتي يدير محل الحلاقة فيها عمال من شرق آسيا، لا يهتمون بنظافة معدات الحلاقة. ويأتي يومياً عشرات الزبائن من مختلف الأديان والجنسيات والأعمار، ويستخدم الحلاق معهم نفس الأداة من دون تعقيمها بشكل يخفف من خطر انتقال الأمراض أو استبدال شفرة الحلاقة بأخرى جديدة، في ظل أسعار أدوات الحلاقة الرخيصة التي يمكن لأي شخص أن يقتنيها.
* غياب المعرفة
* وفي هذا الخصوص، أوضح عبد الرحمن (شاب سعودي)، وهو يحلق ذقنه، أنه لا يعلم عن نظافة صوالين الحلاقة سوى أن الحلاق يقوم بحرق الموسى أمامي وهذه في نظري تعتبر وسيلة للإيمان بنظافة هذا العامل. وعن سبب عدم توجهه لمحلات الحلاقة الكبرى رغم توفرها على أيد عاملة من العرب والأتراك، والتي تعتبر آمنة جداً مقارنة بالعمالة الشرق آسيوية. قال عبد الرحمن إنه يأتي هنا لعدة أسباب; منها قرب المحل لبيته حيث يأتي مشياً من دون الحاجة إلى السيارة وأيضاً لرخص أسعار الحلاقة مقارنة ببعض المحلات الأخرى.
وبدت الدهشة على محياه لدى سؤاله ما إذا كان يعلم أن شفرات الحلاقة غير النظيفة، والتي يمكن أن يكون قد استخدمها مريض بالإيدز سابقاً فتكون وسيلة لانتقال المرض إليه، وقال:«لا إن شاء الله، فال الله ولا فالك». في المقابل، رفض عامل المحل التحدث بحجة أنه لا يجيد العربية الا بمفردات الحلاقة وكذلك الإنجليزية.
ذهبنا إلى أحد محلات الحلاقة الكبيرة، والتي تعمل بها عمالة من الجنسية السورية، وتحدثا مع أحد الحلاقين وهو مدير المحل، (شاب اسمه أحمد)، وسألناه عن وسائل النظافة المتبعة في محلهم فأجاب: «أننا في هذا المحل نحرص على تغيير الشفرات بشكل مستمر، ومع كل شخص نقوم بتغيير أداوات الحلاقة وغسلها بالمطهرات والتأكد من نظافتها».
* صندوق لكل زبون
* وأضاف أن هناك صناديق مخصصة لكل من يرغب في شراء عدة حلاقة كاملة ونقوم بإعطائه مفتاح الصندوق ومع كل مرة يأتي فيها للحلاقة يقوم هو بفتح صندوقه الخاص وإخراج عدته لكي يتأكد من عدم استخدامها من شخص آخر.
ويقول أحمد: «إنه لا يحلق للعمالة غير العربية، وذلك لكي يكون على ثقة تامة من عدم دخول بعض العاملين من هذه الجنسيات في أعمال النظافة في الشوارع أو بعض الأعمال التي قد يتعرض فيها العامل لخطر الإصابة بأي أمراض فيروسية ونحوها».
وبشأن الرقابة من البلدية لنظافة المحل، يقول: «هناك رقابة مستمرة وتقريباً كل عشرة أيام للكشف عن نظافة المحل والأمواس وأدوات الحلاقة كاملة». ولا يبدي أحمد أي تخوف من هذه المسألة.
وعن الأسعار التي يقول البعض إنها مبالغ فيها يقول: «لا ليست مبالغا فيها ولا تباعد كثيراً محلات العمالة الشرق آسيوية، وإن راحة الزبائن هي أهم شيء وإننا نراعي البعض ممن قد يكونون غير قادرين مادياً، وفي الغالب لا نحدد سعراً معيناً تاركين للعميل التقييم ودفع المبلغ الذي يرى أننا نستحقه».
* من أسباب الإيدز
* من جهته، أوضح استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض الدكتور عادل العثمان، أن مرض الإيدز وغيره قد ينتقل عن طريق استخدام أدوات حلاقة استخدمها قبله شخص حامل للفيروس والأدوات الأخرى الشبيهة بها.
ويضيف: هناك بعض محلات الحلاقة في مدينة الرياض تستخدم بعض أدوات الحلاقة في الحجامة وقد تم اكتشاف حالة إصابة بالإيدز عن طريق الحجامة سابقاً. الجدير بالذكر أن الإحصائية الرقمية التي صدرت عام 2001 تقول إنه بما نسبته 26% من إصابات الإيدز تتم لأسباب غير معروفة. ويعلق الدكتور العثمان عليها أنه ربما ينكر البعض عدم قيامه بعلاقة جنسية غير شرعية أو عدم استخدام إبر وتشملهم هذه النسبة، ولكن هناك احتمالا كبيرا أن يكون انتقالها بطرق أخرى كالحلاقة والحجامة.
* تفتيش
* على الطرف الآخر، يقول رئيس قسم المراقبة الصحية ببلدية الشمال، المراقب الصحي ملفي عسكر إن: المراقب الصحي يزور محلات الحلاقة والتفتيش عليها عدة مرات لا تقل عن زيارتين في الشهر ويراعي في عملية الكشف والمعاينة مدى الاهتمام بنظافة المحل ونظافة أدوات الحلاقة ومستلزماتها والمناشف ومدى توفر أوعية لحفظ مخلفات الحلاقة، والتأكد من وجود جهاز للتعقيم لحفظ أدوات الحلاقة فيه بعد تعقيمها بمحاليل خاصة لهذا الغرض.
ويضيف أن من دور المراقبين الصحيين: التأكد من حمل العاملين شهادات صحية سارية المفعول تثبت خلوهم من الأمراض المعدية. وعن الأسعار، يقول العتيبي: «محلات الحلاقة تنقسم إلى فئات أ، ب، ج، ولكل فئة تسعيرة خاصة بها ولابد من إبرازها للعميل». ويضيف العتيبي: «هناك لائحة للجزاءات تطبق على المحلات في حالة وجود مخالفات وتختلف باختلاف حجم المخالفة».