المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعلام


د.فالح العمره
02-04-2005, 01:33 PM
الإعلام و الديمقراطية



دلشا يوسف
dilshayusuf@yahoo.com



في عالمنا المعاصرو رغم كل التطورات الحاصلة من النواحي التكنولوجية و التي تصل قوتها لحدّ استطاعتنا أن نصفها بالامبرطوريات القائمة على أسس التكنولوجيا الحديثة و التي تزيل كافة الحدود المصطنعة بين الدول المتقدمة منها و المتخلفة على السواء و توّحدها من حيث استيعابها لمستوى هذا التطورو استخداماته, ما زال هناك الكثير من الدول تعاني أنظمتها من مفاهيم و ممارسات لا ديمقراطية تعيق تقدم الكثير من جوانب الحياة و لكنها على الاكثر تعمل تأثيرها الاسوأ على الاعلام و تطوره كجانب مهم و له تاثير مباشر على إخراج الشعوب من قوقعتها و الإنفتاح على قضايها الداخلية و العالمية. هناك خوف كبير من حرّية الإعلام، حيث أن بعض الحكومات تدّعي بأنهاإذا ما فتحت المجال أمام الإعلام تكون قد فتحت المجال أمام العصيانات و الحروب الداخلية، لذا تنغلق الحكومات أمام أي نقد توّجه إلى إدارتهم فيحتكرون وسائل الإعلام و لا يفصحّن المجال أمام المنافسة الحرّة، حتى أن بعض الفئات اليسارية يذهب بهم الأمرإلى أن يحسبوا المنافسة الحرّة من ضروب الخيانة الوطنية. ففي بعض الدول قد لا يتم ردّ نظام إعلامي يعتمدعلى الخصخصة لكنها لا تعمل على تجاوز الإحتكار أيضا. وفي بعضها الآخر و بالأخص في الدول القوية منها مثل أمريكا فنظامها الإعلامي تجاري و يعتمد على المنافسة الحادة بدون ضوابط. و في دول أخرى يحتوي مفهومها نوعا ما على خدمة العامّة و لكنها في التطبيق تبقى إختيارية. أما البلدان الشرق أوسطية فهي في أغلبها حكومات تحتكر و بشكل مفزع و سائل الإعلام و تمارس الكثير من الأساليب اللاديمقراطية و التي تتضمّن أنواعا مختلفة من الممارسات منها وضع معوّقات أولية و هي التي تجرى قبل النشر حيث يتم فرض مراقبة شديدة من قبل ذوي الصلاحيات و بتوجيه من الدولة نفسها و المعوّقات الأخرى و التي تتضّمن التعتيم بعد النشر وحذف و إهمال بعض الصفحات و يذهب الوضع ببعض الدول إلى حدّ إستخدام الأجهزة العسكرية و البوليسية و بشكل سرّي لأجل النجاح في مهامها التي تهدف إلى قمع نشاطات الخصوم الداخليين و الخارجيين و كسر شوكتهم
.

هذه الوسائل التي تستخدمها الدول تواجدت حتى في ديمقراطيات القرن العشرين، حيث يتم إستخدام السرّية و المكر و فرض الرأي الواحد عن طريق الشدّة والعنف و تعتبر هذه الخصائص عادية في الدول الديمقراطية و اللاديمقراطية أيضا. إن فن النفاق السياسي كسمة مميزة للأنظمة الديمقراطية و اللاديمقراطية، دخل كمصطلح جديد إلى ادبيات عالمنا المعاصر وصار يستخدم بكثرة في النواحي الإعلامية ، حيث إن نصف السياسة لدى المنافقين السياسين هو ترك إيحاء لدى الناس و النصف الآخر هو جعل الناس يعتقدون بهذا الإيحاء و يعتمد هذا الفن على اللطافة و اللباقة الممزوجان بالشدّة أي التصرّف ( بالنيّية الحسنة) و يقوم المنافققثين السياسيين بتوجية الناقدين بشكل خاطئ و يعملون على تهدئة الأعصاب و بالتالي إرضاء الصحفيين و إنتاج أخبار تضمن إعتقاد الناس بها. و قد تطوّر هذا الفن بشكل مدهش في الدول الكبرى في العالم
.

لا يقّل أهمية القلم من السلاح بالنسبة للدول الحديثة التي تريد الحفاظ على كيانها و لكنها ما دامت تحافظ على بذور الإستبداد في داخلها، فإنها لن تتخلّص من سمة الرجعية و بالتالي لن تقضي على اللأقلام المختلفة، الجديدة منها و القديمة و التي يتم إستخدامها من قبل مؤسسات لا علاقة لها بالمسؤليات السياسية. إن غالبية الدول يتم إدارتها بشكل سرّي و بعيدا عن أعين الشعب و إرادته و عن طريق قوى سياسية مجهولة الهوّية، لذلك تصبح وبالا على المجتمعات و مهلكة بنفس الوقت.

إن النظام المركزي للدول يتعرّض شيئا فشيئا للضمور نتيجة إصراره على التقوقع و بالتالي تفقد أجهزة الإعلام الرسمية للدولة إديولوجيتها و مشاهديهاو إعتماداتها الإقتصادية. فالإعلام الإلكتروني يتجاوز حدود الدول الوطنية و يتلائم أكثر مع الثقافة المعوّلمة و هذا يؤثر بشكل عميق على الأوساط الثقافية و بدورها تؤثر على السياسة و الديمقراطية، في مثل هذه الحالة لا بد من تغيير محتوى بعض المصطلحات مثل الثقافة الوطنية، و إملاء محتوى بعضها الأخرى مثل الإعلام الحرو الديمقراطية وحق التعبيرللمواطن و الإنفتاح. إن عدم خوض النقاش بشكل مفتوح حول هذه المواضيع، يعني عدم الإستعداد لمعالجة القضايا العالقة بهذا الشأن من جهة وبالتالي الإصرار في النهج اللاديمقراطي من جهة أخرى. إن التغاضي عن رؤية هذه المشاكل امر مهلك و لا بدّ من إبقاء باب المناقشة مفتوحا و يإستمرار أمام موضوع الإعلام و الديمقراطية.



من أجل الحصول على إدارة جيّدة، لا بدّ من وجود نظام يضمن حق نقد الحكومات و بشكل واضح و كذلك يتوّجب أن تكون المبادرة بيد العاّمة وأن تملك القوة الكافية من أجل ردّ الحكومة و حتى تجريدها من مهامها إذا لزم الأمر.إن الحكومات التى تعتقد بحرّية اللإعلام و تعمل بها، بإمكانها أن تحقق السعادة العظمى لمواطنيها. حيث إن السعادة في الحياة السياسية تعتبر هبة لعبة المساواة، و الحكومات و القوانين الفضلى هي التي تمدّ الجماهير بالسعادة. ليس بمعادلة صعبة على الفهم تأكيد أن الإعلام الحر يفيد الدولة أكثر مما يضرّها و لكن حتى في عصرنا الحالي و نحن ندخل القرن الحادي و العشرين و الذي يسمّى بعصر الديمقراطيات فما زالت الكثير من الدول لا تستطيع إستيعاب فلسفة الإعلام الحر. فالسلوك الإعلامي ملائم تماما لحقوق الفرد و كل فرد في المجتمع يحتاج إلى أوكسجين المعرفة، و في مجتمع ديمقراطي حقيقي لا يمكن أن يتم فيه قبول إدارة المواطنين و اللغات و العقول و العيون. على كل مواطن إحترام حرّية التعبير للمواطن الآخرو بالتالي من حق كل مواطن ان يدلي برايه الحر دون أن يتعرّض للمنع من قبل الحكومات و يجب أن يفصح المجال أمام الناس لينقلوا ما يفكرون به بحرّية للآخرين كي لا يشعروا بخيبة الأمل و لكي لا يثور غضبهم ضدّ النظام القائم. ففي وسط يتوفر فيه فصحة لحرّية الإعلام و إن حصلت إنفجارات جماهيرية فسوف لن تسبب الفوضى و لن تكون مهلكة و لكن إذا تم الإصرار في التعتيم ووضع الإعلام تحت المراقبة الشديدة سوف يؤدي إلى ظهور إنفجارات مهلكة لا محالة
.

يقول توماس جفرسون( 1787 ) إذا طلب مني الجواب على السؤال التالي " أيهما أفضل،حكومة بدون جريدة، أم جريدة بدون حكومة؟ " و لو ترك لي الإختيار لفضلّت الجواب الثاني بدون تردد. ان أكثر المشاكل السياسية أهمية في عصرنا الحالي هو تطوير نظام يمكن فيه اختيار حكومات غير مستبدّة، تقوم بسنّ قوانين ترفع من سوّية السعادة لدى المواطنين و بالتالي إختيار ذوي صلاحيات من شأنهم تطبيق تلك القوانين بشكل يلائم حقوق المواطنين و من المستلزمات الآساسية لإقامة نظام سياسي جيّد لا بدّ من القضاء على الإحتكار الموجود في الإعلام و إفصاح المجال أمام تنشيط مؤسسات المجتمع المدني من جهة و بالتالي حماية المواطن من عيون الحكومة الشرهة، عن طريق سن القوانين اللازمة لضمان كل ذلك من جهة أخرى. إن الإحتكار كصفة للحكومات المستبدّة تقوم على أساس زيادة حصّة الأقلّية الإدارية على حساب نقص حصة الأغلبية المدارة و لكي لا تتعرّض هذه الحكومات للخسارة تستخدم الشدّة لتعتيم الحقيقة و الصواب و بذلك يبرز الوجه المشوب و هو الوجه الحقيقي للحكومات المستبدّة. إن الأنظمة الإستبدادية و رغم كل الأساليب القمعية التي تستخدمها لفصل الجماهير عن العالم الخارجي و بالأخص عّما يجري حولهم، فإن الحداثة في الإعلام و التطوّر التقني و زيادة الطلب على حرّية الإعلام من شأنهم أن يقضوا على كل العادات و التقاليد الدوغماتية و كما إن التبن لا يقاوم أمام الرياح، هكذا ايضا لن تتمكّن الأنظمة المستبدّة مقاومة وحش التكنولوجيا الهائل . إن شواطئنا تتعرّض لأمواج قوّية من قبل تكنولوجيا الإتصالات الجديدة و أمام هذه العواصف الشديدة و الملّحة، لن تستطيع البنى و القوانين و المؤسسات القديمة أن تتماسك و ستتعرّض للإنهيار كقلاع مبنية من الرمل. فبدلا من التعرّض للضمور و فقدان مصطلح الثقافة الوطنيّة كلّيا لجوهرها أمام ظاهرة العولمة بجانبها السلبي و التي تهدف إطغاء الثقافة الواحدة على حساب إلغاء الثقافات الوطنية و لإخراج المواطنين من دوامة الأيدي المجهولة التي تتحكم بالسوق، لا بدّ من من إفصاح المجال أمام نظام إعلامي حرّ يضمن حرّية التعبير و النشر و القراءة. فعند عدم وجود حرّية التفكير، لا يمكن الحديث عن وجود المعرفة و بالتالي عدم وجود حرّية التعبير يعني عدم وجود حرّية الرأي العام. لأجل إقامة نظام إعلامي حر لا بدّ من إدارة حرّة لا تضغط و لا تمنع ولا تراقب. إن التفريق المقدّس بين هذه الأمور من قبل الإدارةالحرّة ضروري للغاية. فكما إن حق التملّك حق مشروع لكل مواطن و قانوني للغاية، هكذا يجب أن يكون عليه حق حرّية التعبير أيضا. ففي وطن يفتقد فيه المواطن أبسط حقوقه و إذا فقد حقه في إمتلاك لسانه فإنه لن يمكن أن يملك و بشكل حقيقي أي شيء آخر
.

الإعلام الحر: هو الإعلام الذي يخدم العامة، بعيدا عن المتاجرة بالمشاهد من قبل البرامج الرديئة التي تبثّ من أجل تأمين المشاهدين للدعايات. إن الإعلام الذي يخدم العاّمة لا يقوم بتسلية المشاهدين و لايلّبي طلباتهم المؤقتة، بل يتضمّن الموضوعية و عدم الإنحياز و الإستمرارية بدون نواقص من أجل الجماهير و الوطن. لكن يتوّجب هنا التفرية بين فكرة خدمة العّامة وإحتكار العاّمة، فلأجل تقديم الخدمة بالشكل الصحيح، لا بدّ من خلق مؤسسات متخصصة بالقيام بذلك، لها نهجها الإستراتيجي المرسوم و لها مبادئها الأساسية، بإمكانها أن تقاوم الجبهة المضاّدة بكلّ توّجهاتها سواء منها المعتمدة على العنف و الشدّة أو المعتمدة على الليبرالية البحتة. على الحكومات تجاوز النظرة الناقصة للإعلام الذي يخدم العاّمة و رؤيتهم لها كأي عمل خيري تقدّمه الدولة للمواطنين مثل ( تنظيم الحدائق العاّمة أو حماية الأثار التاريخية...إلخ). أمّا من أجل الأقلّيات فلا بدّ من تأمين برامج قيّمة من أجل تأمين المعرفة و تطوير الثقافة و توفير إمكانية النقد و نقل التجارب و بالتالي العمل على تغييّر مفاهيم العاّمة و تجديدها بإستمرار و إلى جانب كلّ ذلك يتوّجب كسب القوّة السياسية للجماهير و توّخي الحذر في عدم سقوط الجماهير في وضع تخدم به الحكومات المستبدّة و لا القوى التي توّجه السوق و بالتالي توفير الحياة الديمقراطية لهم داخل نظام دولة تؤّمن قوانين تحمي حقوقهم، حينها بإمكاننا التحدّ ث عن نظام ديمقراطي يدع الجماهير ينظّمون نفسهم بنفسهم و بإستقلالية تامة من خلال المؤسسات المدنية التي تخلّصت من قوقعة مؤسسات الدولة و تعتبر المؤسسات اامدنية من اكثر المؤسسات الديمقراطية التي يتمكّن المواطن من خلالها أن يستهلك و يعيش و يحب و يصارع و يساوم من أجل مصالحه الخاّصة و بالتالي يتحرك بمسؤلية تجاه قضاياه.و الدولة الديمقراطية تكفل بتمويل مؤسسات الإعلام التي تخدم العاّمة و يشترط أن تكون هذه المؤسسات خارج طاعة الدولة و بذلك تكفل إقامة نظام إعلامي حّر ضمن نظام ديمقراطي حقيقي.

من خلال عرضنا القصير هذا لمشكلة تعتبر من اهم المشاكل التي تشغل إنسان عصرنا الراهن لإحتياجه الحياتي لها بقدر الماء و الهواء و قد يكون من الصعوبة بمكان تكثيف و طرح مشكلة كهذه بين عدّة سطور ولكنني ولإيماني بأنه لم يعد متسعا من الوقت بعد لتأخير حلّ هذه المشكلة الملّحة، أردت أن أساهم ولو بالمشاركة في التطرّق لهذا الموضوع من جديد عسى أن يفتح مجالا للنقاش من قبل الأقلام التي تكتب بمسؤلية




بحث آخر

المرأة العربية والإعلام

* الدكتورة شعلة شكيب
إن دور أجهزة الأعلام المختلفة وخصوصا الإذاعة والتلفزيون المتوفرين في كل بيت واللذين اصبحا يبثان على مدار الساعة لهو دور شمولي يتعدى مداه وسرعة الاستجابة إليه ما يمكن أن يتم بثه من خلال المؤسسات التعليمية المختلفة, هذه الأجهزة والتي تطورت بسرعة مذهلة خلال النصف الآخر من القرن الماضي أصبحت قادرة على أداء أدوارها في فترات قياسية.
ما يميز الأجهزة الإعلامية أمران, هما قدرتها على المخاطبة عن بعد بالصوت والصورة فهي قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية وبهذا تستطيع مخاطبة جموع هائلة في آن واحد, أيضا استطاعتها مخاطبة جميع فئات المجتمع المختلفة حتى أولئك الذين يجهلون القراءة والكتابة.
أصبح الإعلام علما يدرس وله مؤسسات ومعاهد متخصصة وأصبحت وسائله ذات تقنية عالية وأصبح للإعلام اليوم بجانب دورة الترفيهي والترويحي أدوارا أخرى واضحة تعمل على صياغة المجتمعات وتشكيل الرأي العام العالمي وإيجاد نمط حياتي جديد للمجتمع العالمي فالإعلام اليوم يوظف الترفيه والتسلية لاداء رسالة وإيصال فكرة وتشكيل عقل وصناعة ذوق عام وزراعة اهتمامات معينة حتى أنه لم يكتف برصد الحدث وإيصال المعلومة بل أصبح بما يمتلك من قوة وعوامل تأثير وضغط وتحكم يقوم بصنع الحدث والتحضير له في نفس الوقت.
أن هذه الرؤية الإعلامية الجديدة تقوم بها المؤسسات الإعلامية الضخمة في الدول الغربية وهى تملك أساسيات التقنية المتقدمة وتحتكر المعلومات وتنتج المادة الإعلامية وتهيمن على عمليات البث والتوزيع في العالم. وأما الجانب الآخر، العالم العربي فهو مستهلك للمادة الإعلامية الغربية ولا يملك وسائل التقنية الحديثة وليس لدية البديل المنافس للمادة الإعلامية، لذا خضع الإعلام العربي لمطلوبات الإعلام الغربي.
الاستعمار الغربي وآثاره على الإعلام العربي
إن الاستعمار الإستراتيجي كان له دور في تغيير معالم الحضارة العربية والإسلامية في الوطن العربي فطيلة فترة الاحتلال عمل المستعمر على إنشاء النظم السياسية والأجهزة التشريعية والمؤسسات التعليمية والإعلامية على النمط الغربي وكانت له في هذا أهداف واضحة فعمل على استبدال الاستعمار العسكري بالاستعمار الثقافي والفكري فالأول ينتهي برحيل العسكر وأما الثاني فله الديمومة والاستمرارية ويعمل على استيعاب الشعوب في منهج الثقافة الغربية.
من أخطر وسائل واليات التغيير الثقافي التي لجأ لها المستعمر هي الإعلام بكل أنواعه وجميع مستوياته، هذه السياسات التغريبية الاستيعابية قد نجحت وساعد على نجاحها الانفتاح العالمي والتقدم المذهل في وسائل الاتصال حيث تساقطت الحدود الجغرافية والسياسية وتسابق أصحاب الأيدلوجيات في ميدان الإعلام مستخدمين أحدث الوسائل للوصول إلى قلوب الجماهير وعقول الناس.
أهم المرتكزات التي استند عليها الإعلام الغربي في نجاحه هو المشاركة الفاعلة للمرأة بنمط معين ومنهج مدروس ونتائج محسوبة وفقا لفلسفة الحياة العصرية في المجتمع الغربي معتمدة على رفع شعارات مثل الحرية والمساواة لذلك نرى أن أصحاب الحاجات من سياسيين واقتصاديين وتجار وأصحاب المذاهب والعقائد المختلفة في خضم المنافسة لأجل الربح السريع والعائد المادي عملوا على توظيف خصائص الجمال والفتنة لدى المرأة وأهملوا خواصها الإنسانية الأخرى وأصبحت صورتها في الإعلام مرهونة بالفائدة المادية ففي مجال الدعاية والإعلان تصور النساء أما ربات بيوت ينحصر اهتمامهن في الاحتياجات المنزلية أو عنصر أغراء جنسي يضفي على البضاعة المعروضة جاذبية أكثر للإيحاء باقتنائها, وتكونت لدى المرأة بالتالى قناعات عملت على صياغة شخصيتها وتركيبتها النفسية وتعتمد أساسا على مقاييس الشكل والجمال.
إنعكاس المرأة في الإعلام:
أ- صورة المرأة في الإعلام العربي:
إن مكانة المرأة في المجتمعات العربية تتباين من بلد عربي لآخر، أن معظم الأفكار السائدة عن المرأة سواء في عقلية الرجال أو وسائل الإعلام المختلفة تتناقض تماماً مع الموقف المعلن لغالبية الدول العربية، فتجد بعضها يعلن انحيازه المطلق لكافة حقوق المرأة ثم تفاجأ بها تأتي سلوكيات من شأنها ترسيخ مفاهيم التبعية وتثبيت صورة المرأة بوصفها كائنا ضعيفا يشغل الترتيب الثاني في سلم المجتمع. مواقف مؤسسات الإعلام العربية تتباين بدورها في النظرة للمرأة، فهناك من ترى ظهور المرأة في وسائل الإعلام متعارضاً مع تقاليدها وربما مع التعاليم الإسلامية غير أن الدول التي تملأ الدنيا طنيناً بالحديث عن حقوق المرأة تتورط هي الأخرى في ترسيخ مفاهيم تنال من الحقوق الأساسية للمرأة العربية.
إن صورة المرأة العربية وحقوقها أصبحت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر سلاحاً في يد بعض وسائل الإعلام الغربية التي تنشر الأفكار المغلوطة عن المرأة لتشويه أمة بأكملها، وبالتالي فإن أية محاولة لتحسين صورة الإسلام والمسلمين لا بد أن تبدأ من الصورة المغلوطة المرسخة في أذهان الغرب وعبر تقديم نموذج للمرأة الواعية المتحضرة كاملة الحقوق دون الإخلال بالعادات والتقاليد العربية والإسلامية.
ب- صورة المرأة في الإعلام عامة:
يمكن تصنيف صورة المرأة في الإعلانات إلى أربعة نماذج هي: المرأة التقليدية، والمرأة الجسد، والمرأة الشيء، والمرأة السطحية، هذه النماذج الأربعة تعمل على تشويه صورة المرأة وتنتقص من قيمتها كإنسان فاعل له دور في الحياة غير الدور الترويجي المؤسف، كما تساهم في تعزيز النزعة الاستهلاكية لديها على حساب الروح الإنتاجية الواجب أن تسود عقل ووجدان المرأة وتحكم سلوكياتها، وتقدم هذه النماذج قدوة سيئة للمراهقات في المجتمع وتكرس مفاهيم خاطئة عن الأعمال المميزة التي يمكن أن تمارسها المرأة وتكسب من ورائها المال الكثير خاصة أن العاملات في الإعلان يحققن ثروات طائلة من هذا العمل.
هذا الاختلاف في صور المرأة لم يمنع من تشكيل ملامح وسمات عامة لصورة المرأة في الإعلاميين المرئي والمسموع في العالم العربي، فمن السمات الغالبة على صورة المرأة أن جميع وسائل الإعلام تركز على المرأة في الفئات الاجتماعية الميسورة أو المرأة في المدن وبعض المهن كالطبيبة أو حتى البائعة في المحال التجارية، وذلك دون التطرق لبعض الشرائح النسائية المشاركة بفاعلية في مناقشة قضايا مجتمعها أو حتى المرأة التي تقطن الأحياء الشعبية داخل المدن الكبرى ومناقشة همومها وقضاياها الخاصة.
ج- صورة المرأة كإعلامية:
المرأة الإعلامية العربية تتأخر كثيرا عن مسيرة الرجل الإعلامي العربي رغم أنها قد بدأت في هذا المجال مبكرا ولكنها لم تتقدم بخطوات كبيرة, وتحتل عدد بسيط من النساء مواقع قيادية في أجهزتنا الإعلامية العربية واثنتان أو ثلاث ويترأسن قنوات تلفازيه لكن دون أن نلحظ تغيير أو تأثير فيما تبثه هذه القنوات ويصل الأمر إن تصبح القيادية الإعلامية رجل أكثر من الرجل في تناوله التجاري للمرأة.
كما إن ظهورها على أجهزة الإعلام المختلفة أنما هو وفقا لتقاليد الثقافة الغربية شكلا ومضمونا, فالمعايير التي يتم بموجبها اختيار المرأة للعمل في مجال الإعلام لا تقوم على قيم ومبادىء المجتمع العربي وليست مستوحاة من البيئة العربية بل خاضعة للمعايير الغربية ويتم اختيار النساء المتمدنات أكثر من نساء الريف, وذلك ربما يرجع إلى أبراز نساء يرتدين أزياء أنيقة ولا يتقيدن بالزي الإسلامي المحتشم ولا بأسلوب المخاطبة الوقور الذي يلائم المرأة المسلمة. حتى المواضيع المطروحة تهمل القطاع الأعظم من النساء العربيات في الريف والبادية.
التحديات التي تواجه انخراط المرأة العربية في العمل الإعلامي
من المؤكد أن مشاركة المرأة في العمل الإعلامي تصطدم بالعديد من المعوقات، من جملة ذلك ما يلي:
أ- المعوقات الاجتماعية:
أن المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات ذكورية تمنع على المرأة ممارسة أعمال بعينها وتراها الطرف الضعيف الذي يحتاج إلى حماية ورعاية من الرجل الزوج أو الأب الذي يحدد مساحة مشاركة المرأة في الحياة العامة, المجتمعات الذكورية تنظر لمسألة أمن المرأة باعتباره مسؤولية الرجل رغم أن الواقع يؤكد أن أمن المجتمع كله مسؤولية الطرفين.
ب- المعوقات السياسية:
أن تدني مشاركة المرأة في العمل الإعلامي يعود إلى أن المؤسسات الإعلامية تعمل وفق السياسات الإعلامية للدول فهي لا تُقْدم على توظيف غير النساء المتمدينات من سكان المدن على وجه الخصوص معتبرة أن ذلك يرجع إلى أن الصور التي تريد هذه المؤسسات أن تعكسها عن المرأة هي صورة المرأة التي ترتدي الثياب الأنيقة المتحضرة بالمفاهيم الغربية المتعارضة في أحيان كثيرة مع التقاليد والمبادئ الإسلامية.
أن المرأة برغم كل ما اكتسبته من حقوق على مر التاريخ ما زالت مهمشة في مشاريع التنمية البشرية التي تنهض بها الدول العربية، فما زالت المرأة غير متساوية تماماً مع الرجل في الفرص المتاحة أمام الطرفين على أرضية الكفاءة والقدرة وما زالت منقوصة في الحقوق السياسية فهي بعيدة عن مراكز القيادة وصنع القرار، إن تقرير التنمية البشرية الصادر عام 1995 والذي أكد أن المرأة في مختلف دول العالم لا تحظى بنفس الفرص المتاحة أمام الرجل وهو ما ينعكس على ممارستها لحقوقها السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص حيث تشغل المرأة نحو 12% من المقاعد البرلمانية و14% من المناصب الإدارية والتنظيمية.
ج-المعوقات الاقتصادية:
المرأة هي الأفقر في العالم حيث تمثل 75% من فقراء العالم البالغ عددهم 1,3 مليار , لندرة الفرص المتاحة أمامها وبذلها أعمالاً غير مأجورة تستنزف ما يزيد على 75% من وقتها.
خامسا: كيف نعزز دور المرأة الإعلامي؟
أ- على المستوى الفردي:
بداية لابد من التسليم بأن جزء من الغبن الواقع على المرأه إعلاميا تساهم فيه شخصيا بتساهلها في حقوقها وتباطئها في رد فعلها واكتفائها بمقعد المتفرج السلبي بدلا من المشاركة الفاعلة. فمن أجل أنسنة صورتها عليها أن تضحى ربما بقليل من وقتها لتدفع بعجلة التنمية والتغيير. وقبل هذا على المرأة أن تؤمن بقدراتها وإمكاناتها وتعتز بخصوصيتها الجميلة كامرأة ولا تتنكر لها كخصوصية منتقصة. فإعلائها لقيم الحب والخير والجمال لانتقص من رجاحة عقل المرأة وخفضها لجناح الذل والرحمة هو مصدر تحليق الجنس البشرى. كما أن على المرأة أن تؤمن بأنها من خلال أي موقع يمكنها أن تسهم في التغيير.
ب- على المستوى الأهلي:
• يجب أن تعني الجمعيات الأهلية وخاصة النسائية بهموم وقضايا المرأة وتشكل أوراقا ضاغطة على الحكومات لتغيير سياساتها الإعلامية, وعليها خلق شبكة معلومات جيده حول كل المنظمات والجمعيات الأهلية المعنية بشئون المرأة أو تدرجها ضمن اهتماماتها.
• تكوين رابطة للإعلاميات العربيات.
• منظمه المرأة العربية يجب أن ترفع التوصيات التالية إلى مجلس وزراء الإعلام العرب:
1- توفير مساحة لبرامج توعية جادة للمرأة حول حقوقها القانونية والمدنية وتشجيع إشراكها في الحوارات والمناقشات.
2- أعطاء المرأة الفرص لتولي مناصب قيادية إعلامية.
3- أشراك المرأة في صياغة الاستراتيجية الإعلامية.
4- تشجيع المرأة على الانخراط في برامج التدريب والتأهيل الإعلامي.
ج- على المستوى الحكومي:
على الحكومات أن تهتم بالتنمية الشاملة لشعوبها، وذلك في المجالات التالية:
1- في مجال تنمية الموارد البشرية:
إحداث أي تغيير في أي نمط من أنماط السلوك الاجتماعي يتطلب ذلك إحداث تغيير مواز في مفاهيم أفراد المجتمع، وذلك يتطلب إحداث تغيير جوهري وأساسي في أدوار المؤسسات التربوية في المقام الأول ثم المؤسسات الإعلامية اللتان تتكاملان مع بعضهما في غرس المفاهيم والثقافات الإنسانية.
لذا يجب الاهتمام بالتأهيل والتدريب للكادر الإعلامي من النساء لكي لا ينحصر دورهن في الربط والتقديم والدور الإعلاني فقط وهذا يشكل الخطوة الأولى في دمجها في خطة التنمية.
2- في مجال التنمية الاقتصادية:
وذلك بإحداث تغييرات جوهرية في الهياكل الاقتصادية للمجتمع بهدف إحداث معدلات نمو متزايدة للاقتصاد القومي إلى جانب التغييرات اللازمة للنمو الاقتصادي.
سادسا: وضع إستراتيجية إعلامية في ظل شريعتنا السمحاء:
إن المجتمع العربي والمجتمع المسلم مجتمع رسالي يحتاج لوضع فقه للعمل الإعلامي مستمد من القران الكريم ومن تراث الحضارة العربية والإسلامية ويكون في نفس الوقت أنموذجا يستوعب فلسفة الحياة العصرية ويلبى حاجات المجتمع. وقد أرسى القران الكريم مبادىء وقيم تخدم المصلحة العامة للمجتمع وتدخل في صميم العمل الإعلامي وهى الأمانة وتحرى الدقة في نقل المعلومة والصدق في الحديث والبعد عن الابتذال في المظهر والحديث والمقال.
يجب أعادة النظر في الاستراتيجية الإعلامية لدولنا, ماذا نريد كأمة عربية أعلاما متطورا يلعب دوره كسلطة رابعة أم نريد أعلاما خاضعا يستخدم لتخدير الشعوب وأشغالها عن قضاياها المصيرية. إننا عندما نطرح إشكالية المرأة العربية والإعلام تطرح علينا تساؤلات عديدة ومتعددة هل أعلامنا يطرح ويتناول حقيقة أوضاع النساء ببلدنا بما يكفى من الجرأة والموضوعية من قبيل / العنف ضد النساء / الاستغلال الجنسي / البطالة المؤنثة / الفقر والأمية / الخ.
إن استراتيجية الإعلام العربي يجب أن تتجه نحو الأسرة العربية التي أصبحت تعيش في زمن العولمة ولا ينبغي أن تقتصر على مجرد تحسين صورة المرأة أو إتاحة مساحة لا بأس بها لصوتها أو تقديم هامش يعبر عن قضاياها ويطالب بحقوقها، بل لا بد أن تقوم هذه الإستراتيجية على مبدأ أن المرأة تمتلك قدرة على التأثير الخلاق في بناء المجتمع المتطور الذي ننشده وهي الأقدر على تفهم واستيعاب القضايا التربوية التي يقوم عليها بناء الأجيال القادمة.
* ورقة مقدمة للمؤتمر الثالث للاتحاد النسائي الإسلامي العالمي

العنيد
02-04-2005, 01:35 PM
بارك الله فيــــــــــــك فالح العمره على هذا الموضوع الطيب

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:12 PM
الإبداع الاعلامي وهم الحاضر و طموح المستقبل

مقدمه لمهرجان سوسه - تونس
إعداد

الأستاذة الإعلامية : محاسن الإمام
رئيسة مركز الإعلاميات العربيات

عمان- الاردن
كما نعلم أن الكتابة النسوية صعبة جدا .... و الإبداع النسوي اكثر صعوبة و تعقيدا من ابداع الذكور , لما تعانيه المرأة الإعلامية العربية من قيود وحواجز تحد من مبادراتها و طاقاتها المبدعة , وكذلك شعورها بالحرمان و الاضطهاد حين تعجز المرأة من الفصل بين كونها تحمل صفة الإبداع ة تصر النظرة السائدة على النظر أليها كأنثى لا غير .
و مع كل هذا لا بد أن تكون مبدعة خانعة ترفض الظلم بكبرياء و أنوثة و الا و ضعت نفسها في خصومات و مزايدات مع أعداء نجاح المرأة ونقاد العنصر الأنثوي .
فالإبداع كفاءة , طاقة , استعداد , موهبة يكتسبها الإنسان من خلال تركيز منظم لقدراته العقلية و أرادته و بالتالي فهو ليس حكرا على معشر الرجال , فهو سر من أسرار التفوق و يمكن صاحبه من كشف سبل جديدة في تغير العالم الذي يحيط بنا و الخلاص من الملل و التكرار وحتى تتمكن المرأة من تحقيق الإبداع الاعلامي عن طريق تنمية الفكر و الثقافة و المعلومات و تقدير الخيال و الإحساس , و اكتشاف النظام في الأشياء التي لا نجد فيها نظاما في النظرة الأولى و هنا يأتي التميز و الإبداع و ظهور البراعة في المجال التلفزيوني و الإذاعي , وتأتى بذرة الإبداع في مركز الإعلاميات العربيات من بداية التأسيس و فكرة خلق نواة للعمل الإبداعي الأنثوي إذ من خلال جهود فردية دؤوبة و متواضعة عملنا على افتتاح المركز في 5 / 12 / 1999 و بدأنا العمل لتحقيق أهدافنا والتي تتمحور حول :
• التدريب و التشبيك بين الإعلاميات العربيات و الأردنيات .
• التدريب و التأهيل و صقل المواهب لغير الإعلاميات " الإعلام لغير الإعلاميين ".
• الإنتاج الاعلامي / الإصدارات المطبوعة / الأفلام الوثائقية .

و كل هذا سنأتي على ذكره شرحا و تفصيلا فهو مركز الإعلاميات العربيات و ليس الأردنيات و هذا الهدف و الأمل الذي ننادي به دائما و أبدا .

و هنا لابد من الإشارة إلى بعض الظروف التي من الممكن أن تساعد المرأة في الإبداع التلفزيوني الا وهو " النوع الاجتماعي " , فقد يخطر في بال الجميع انه حاجز و ليس حافز , بالنسبة للتميز و الإبداع حول هذا المحور فان المذيعات لا يعانين من تمييز ضدهن على أساس النوع بل على العكس , فان النساء افضل حظا من الذكور في مهنة التقديم و العرض التلفازي فهناك المذيعات اللاتي وصلن درجة النجومية , و الجدير بالذكر أن معظم رئيسات القنوات بالقطاع تقريبا مذيعات اما بالإذاعة أو التلفزيون , اما في وظيفة الإخراج و الإعداد فنلاحظ أن الإبداع النسوي يكاد يكون محدودا نوعا ما لأنهن الأقل حظا فيه و يأخذ الرجل حصة الأسد بالإبداع الإخراجي و الإعداد للبرامج .
ومن ابرز العوامل التي تساعد المرأة على الإبداع التلفزيوني الا وهو التطور الملموس على صعيد القنوات الفضائية العربية , إذ أدى التطور للقنوات الفضائية العربية من توظيف النساء المذيعات و الصحفيات بغض النظر أن كان ذلك من باب "الديكور " أو إدراك حقيقي لخبرة المرأة في ذلك المجال .
و يأخذ عامل الثقافة والتدريب و التأهيل الاعلامي للإعلامية المبدعة فرصة كبيرة جدا للإبداع و التميز في المجال التلفزيوني و الإذاعي , إذ تعمل على إبراز الخبرة النسوية ومن هذا المنطلق عمل مركز الإعلاميات العربيات على عقد عدة مؤتمرات للإعلاميات العربيات في عام 2001 و المؤتمر الثاني عقد في عام 2002 اما المؤتمر الثالث فعقد في عام 2004 حضره عدد كبير من الإعلاميات العربيات من داخل و خارج الاردن إذ كان عدد المشاركات العربيات في المؤتمر الاول 22 و في الثاني 25 اما الثالث 39 اعلامية عربية من المحيط إلى الخليج , اما عن أعداد المشاركات الأردنيات فقد بلغ في المؤتمر الاول 24 اعلامية أردنية و الثاني 65 اما الثالث فشاركت فيه 35 اعلامية أردنية , ولم يكتف المركز بهذا الأمر فبادر إلى عقد دورات تدريبية وفق المنهج و الاستراتيجية الإعلامية للمركز للإعلاميات و غير الإعلاميات في كافة محافظات المملكة و كذلك نظم المركز عدد من الندوات وورش العمل حول قضايا المرأة اعلامية وحقوق الإنسان و المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق المرأة و مكافحة التميز و العنف الواقع عليها بشتى أشكاله إضافة إلى محو أمية اعلامية و قانونية فيما يتعلق بالتشريعات و الأنظمة الخاصة بها .
اما حول المحددات التي تحد من إبداع الإعلامية , دفعتني الظروف المحيطة و معايشة الأحداث الراهنة و الاحتكاك بزميلاتي الإعلاميات و الصحفيات سواء داخل الاردن أو خارجه من خلال المؤتمرات و الندوات أن القي الضوء على أهم تلك المعيقات :
• العوامل الاجتماعية

ترزح تحت مسمى العوامل الاجتماعية عدة من القيود أهمها النظرة الاجتماعية السائدة حول مهنة الصحافة و الإعلام و هذا ما نحتاج حقا نحن الإعلاميات العربيات إلى تبني الخطط الكفيلة لمحو معالم هذه النظرة الدونية و الظالمة لمهنة المواقف الصعبة , كذلك ظاهرة التحول في أداء الإعلاميات بعد الزواج عما كانت عليه سابقا.
• العوامل الاقتصادية

و هي العوامل المتعلقة بالجانب الاقتصادي من العمل من حيث الأجر و توفر الإمكانات المادية لتقديم أعمال إبداعية و متميزة على الصعيد الاعلامي , و تجدر الإشارة إلى أن مركز الإعلاميات العربيات أدرك الوضع التي تعاني منع الإعلامية في هذا المجال فعمل جاهدا لتخفيف من أعباء الحياة الاقتصادية على كاهل الإعلاميات الأردنيات من خلال توظيف الإعلاميات العاطلات عن العمل إذ بلغ عددهن 19 اعلامية , كما قام المركز بتوظيف عدد من الإعلاميات ساعات عمل محدودة في عمليات المركز الاستطلاعية الميدانية الإعلامية .
• العوامل المهنية

تشمل العوامل المهنية على الأمور التالية :
1. المتابعة

يتطلب العمل الصحفي و خصوصا أن كان عملا ميدانيا أو تخصصيا متابعة دائمة و بالتالي يستغرق وقتا طويلا و عليه فالصحفية مضطرة للتغيب عن المنزل و العائلة لفترة طويلة .
و لهذا فان الإبداع في المجال الاعلامي و التلفزيوني يتطلب تفرغا شبه تام حتى تلمع المرأة الإعلامية في هذا المجال

2. التدريب

أن تدريب المرأة الإعلامية منوط بالالتزام و متابعة الدورات التدريبية وورش العمل و المؤتمرات في البلد نفسه و خارجه , ولان المؤسسات الإعلامية تحتكر التدريب للذكور أوجدنا في مركز الإعلاميات العربيات مشاركة فعالة للعضوات في ندوات متخصصة في دول متعددة مثل لبنان , مصر , المانيا , السويد , الإمارات العربية المتحدة , تونس , إيران , العراق , قطر وسلطنة عمان .

3. العلاقات المهنية و الزمالة

أن حجم العلاقات المهنية التي تحتاجها المرأة حتى تصل لدرجة من التواصل مع الآخرين حتى تبدع و تتميز في مجالها يجعلها عرضة لبعض المضايقات و التحرشات من قبل الزملاء مما يؤثر سلبا على طموحها و إبداعها و تقدمها في المهنة .

اما حول تقييم المشهد الإبداعي النسوي المعاصر في المجال التلفزيوني و الإذاعي لبعض الدول العربية ,
نبدا بالاردن , تعتبر المرأة الاردنية من انشط الصحفيات العربيات في العمل الصحافي و النقابي و المشاركة في حقها الانتخابي و السعي لتطوير نفسها نقابيا و مهنيا , جدير بنا أن نذكر ابداع مركز الإعلاميات العربيات في هذا المجال و فهو مركز للاعلاميات العربيات اينما وجدن دون حدود جغرافية , فضمن لوحة الابداعات للمركز اطلاق تسمية الشارع الذي يقع فيه المركز بسم " شارع الإعلاميات العربيات " فهو شارع الإعلاميات من الخليج إلى المحيط , و لا يخفى على الإعلاميات العربيات المبدعات " يوم الإعلامية العربية " في الثاني عشر من آذار من كل عام إذ يقوم المركز بتكريم الإعلامية العربية والأردنية المبدعة في ذلك اليوم وفق منهج سنوي و من ابرز المبدعات العربيات المكرمات " د . حميدة سميسم " من العراق و الإعلامية المبدعة |" نائلة توفيق زياد " من فلسطين , وكرم المركز عبر الأعوام السابقة عدد كبير جدا من الإعلاميات الأردنيات من خلال رصد لإبداعاتهن في المجال التلفزيوني و الإذاعي .
و من محطات الإبداع الأخرى لمركز الإعلاميات العربيات " الإنتاج الاعلامي " إذ قام المركز بإصدار عدد كبير من المطبوعات و الأفلام الوثائقية نذكر منها :
• دليل الإعلامية العربية

اصدر المركز دليلين للإعلامية العربية مطبوعين و على الموقع الإلكتروني لمجلة أيام , حيث صدر الدليل الاول عام 2002 و الثاني عام 2004 .
ويحوي كل دليل على اسماء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الإعلاميات العربيات و على البرنامج التفصيلي الخاص للمؤتمر و اسماء المشاركات الأردنيات و العربيات و طموحات المركز و توصيات كل من المؤتمر الاول 2001 و الثاني 2002 و الثالث 2004 .

• " ليسمع صوتك " دليل المرأة لوسائل الإعلام

هو دليل للنساء اللاتي يفتقرن إلى الخبرة في التعامل مع وسائل الإعلام مصمم لتستفيد منه كل من يريد أن يصبح اكثر معرفةو مهارة في التعامل مع وسائل الإعلام و ليستخدمه أناس من مختلف الثقافات و لمساعدة المرأة في تطوير و شحذ المهارات التي تملكها و تمكينها من إجراء مقابلة مفيدة و القاء خطاب مؤثر .
كما يتحدث الكتاب عن استراتيجية المرأة في التعامل مع وسائل الإعلام وعن البيان الصحفي و الاستفادة من الأرشيف .

• بوابة وشبابيك – فيلم وثائقي يرافقه دليل تدريبي

يتحدث عن الطلاق كظاهرة اجتماعية و عن الزواج و الطلاق من المنظور الاسلامي و الحكمة من تشريع الطلاق وكيفية الحد منه وفي الكتاب أرقام وإحصائيات حول الطلاق و النتائج المترتبة على هذه الإحصائيات

• صوت ضحايا العنف المؤجل – فيلم وثائقي يرافقه دليل تدريبي
.
يتحدث عن العنف أشكاله و أنواعه الموجه ضد المرأة , ورأي الشرع و القانون في العنف و كيفية الحد منه ثم الحديث عن العنف المسلح , ويضم الكتاب أرقام وإحصائيات حول العنف في الاردن والوطن العربي و يضم الكتاب رسوم كريكتورية .

• النساء قادمات – فيلم وثائقي و دليل تدريبي

يتحدث عن المرأة الاردنية في مركز صنع القرار في شتى المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية , و إلى ما وصلت إليه المرأة في الحياة الحزبية والنقابية قطاع الصحة و التعليم و الزراعة , كما يتحدث عن المعوقات التي تواجه المرأة للوصول إلى مركز صنع القرار .
يضم الكتاب أرقام و إحصائيات عن نسبة تمثيل المرأة في كل القطاعات , وكذلك رسوم كاريكاتورية .

اما حول تقيم المشهد الاعلامي للمرأة في سلطنة عمان , فان العمل الإبداعي للمرأة يبدو متعافيا فهي مقدمة للبرامج و معدة , مذيعة و مخرجة , كما سجلت البرامج التي تشارك فيها المرأة العمانية حضورا ملفتا إذ استقطبت جماهير عديدة فمثلا هناك عدة برامج تألقت فيها المرأة العمانية منها " صباح الخير يا بلادي " فهي معدة و مشاركة في التقديم , و كذلك برنامج " عالم الطفل " فهي معدة ومخرجة و كذلك في برنامج " عالم الاسرة " و برنامج المرأة والمجتمع .

اما بالنظر إلى وضع المرأة بشكل تحليلي في اليمن , ففي أخر الإحصائيات التي قام بها منتدى الإعلاميات اليمنيات لعام 2004 في الاذاعة فرغم و جود سبع إذاعات , فان عدد الصحفيات كمذيعات ومعدات برامج لا يرقى إلى المستوى المطلوب .
و تجدر الإشارة هنا أن الوسط الاعلامي اليمني ليس مصدر جذب للمرأة اليمنية بسبب العادات و التقاليد , كما أن عدد الصحفيات المسجلات كعضوات في الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين (104) صحافية من اصل (882 ) صحافيا , و الجدول التالي يظهر توزيع (104) إعلاميات في مجالات الصحافة المختلفة .

العضوات في نقابة الصحفيين اليمنين للعام 2004

الاذاعة التلفزيون وكالة سبا للأنباء الصحافة المكتوبة
9 8 34 53

اما عن المشهد الاعلامي للمرأة الفلسطينية , فحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2002 هناك (420) صحافيا يعملون في الضفة و غزة و (127) صحفية , و بلغ عدد النساء اللاتي يعملن في المجال الاعلامي المقروء " صحف و مجلات " 41 امرأة يقمن بمهام إدارية و 25 يقمن بمهام اعلامية مثل المراسلة والتحرير و كتابة المقال , اما على الصعيد الاعلامي الإذاعي , فهناك (29) اعلامية في إعداد البرامج و تحريرها , و تشغر المرأة الفلسطينية (29%) من مجموع وظائف التلفزيون يعملن غالبيتهن كمذيعات و فنيات استديو و محررات و مقدمات برامج .
وحسب إحصائية وزارة الإعلام فهناك (191) امرأة يعملن في حقل الصحافة كعمل رئيسي و (216) امرأة يعملن فيه عملا إداريا .
لكن علينا أن نذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل عائقا في تقدم و ابداع المرأة في المجال التلفزيوني و الإذاعي ..

وعن الإبداع الاعلامي النسوي السوري , فالحديث يبدو صعبا , إذ ما زالت المرأة الإعلامية ترزح تحت طائلة من المشكلات كمشكلة الخطوط الحمراء , تكاد أن تكون سوريا من اكثر الدول تشددا في الحرية الصحفية و هذا لا يخفى على الجميع من خلال الرقابة على المواد التلفزيونية و احتكار الإعلان و كذلك قانون المطبوعات ففي هذا القانون من الثغرات و الاستثناءات ما يجعل الواقع الاعلامي صعب و يحد من ابداع المرأة في ذلك المجال .
أن من أهم رائدات العمل الإبداعي السوري :
• نازك العابد بيهم "1898" ابنه مصطفى باشا العابد و حرم محمد جميل بيهم , أسست النادي الأدبي النسائي عام 1930 , و أنشأت مجلة "نور الفيحاء " النسائية التي اهتمت بالمرأة المبدعة .
• ماري عجمي أصدرت عام 1910 مجلة " العروس " أعدتها و حررتها و أدارتها امرأة , وفي عام 1922 أسست اول جمعية أدبية نسائية في سوريا .
• "مريانا مراش " اول سورية تكتب بالصحف , كان اول نتاج أدبي لها هو مجلة " الجنان " كما نشر لها عدد من القصائد

اما في العراق , شهدت العقود الثلاث الماضية في العراق أسوء مراحلها , إذ كانت الصحافة مقيدة و الإعلام مغلق و الصحف لاتمثل سوى الدولة و الحزب فقط .
و حسب التسلسل الزمني في المجال الصحفي , صدرت اول صحيفة في العراق عام 1869 وهي جريدة " الزوراء " التي أصدرها الوالي العثماني , وعليه فان عمر الصحافة العراقية 135 سنة .و عند الحديث عن ابداع المرأة العراقية يبدو على غير ما يرام فتأثرت الصحفية العراقية في ظل حرب الخليج الأولى و الحصار مما أدى إلى عزل الصحفيات العراقيات عن تطورات الإعلام و فقر الدورات التدريبية لهن و كان لمركز الإعلاميات العربيات دور بارز في دعم المرأة العراقية إذ نادى بتوصيات تتبنى الهم و الواقع الذي تعاني منه المرأة الإعلامية العراقية في مؤتمر الإعلاميات الثالث 2004 إذ أوصى المركز على إقرار دورات تدريبية للاعلاميات العربيات العراقيات لتطورهن و الوقوف على حاجاتهن و دعم إبداعهن .

اما في الشان الكويتي و بدأت الصحافة الكويتية مسيرتها عام 1928 على يد الشيخ عبد العزيز الرشيد .
أن الكويت تحتل المرتبة الثانية بين دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لعدد الصحف التي تصدر ويقدر عددها (89) صحيفة ومجلة ودورية لعام 2004 ,
تلعب المرأة الكويتية دور قيادي إذ كانت " بيبي المرزوق " اول رئيسة تحرير كويتية لصحيفة يومية وهي " الانباء " , اما اول صحفية كويتية خاضت العمل الصحفي فهي " المرحومة هداية سلطان سالم " وهي اول امرأة تولت رئاسة حرير مجلة أسبوعية وهي " المجالس " , اما بخصوص المجلات النسائية فتعتبر " غنيمة المرزوق " اول كويتية تتولى رئاسة مجلة " أسرتي " .
كما استطاعت المرأة الكويتية أن تتولى اكبر المؤسسات الإعلامية في الكويت وهي وكالة الانباء الكويتية ( كونا ) حيث كانت " إقبال الاحمد " أول امرأة ترأس تحرير الوكالة .

و حول مسيرة المرأة الإبداعية في اليمن , كانت بداية عام 1990 بداية لخلق تعددية اعلامية و مناخ من الحرية , وفي العام نفسه تم تأسيس قسم الإعلام على يد اعلامية يمنية رائدة إذ كان رافد قوي لتعزيز المسيرة الإبداعية للإعلامية اليمنية .
اما عن ابرز المبدعات اليمنيات منهن :
• " امة العليم " هي اول من أسست قسم الإعلام في اليمن عام 1990 وكانت عضوة في اول مجلس نقابي يشكل في اليمن , وهي اول سفيرة في اليمن وكذلك وكيل وزارة .
• "ماهيه نجيب " اول اعلامية في الجزيرة العربية وكذلك رئيسة تحرير مجلة عربية

كما أن عدد الصحف و المجلات المتعلقة بشؤون المرأة أربعة مطبوعات منهما مجلتين فقط , و يوجد في اليمن ست رئيسات تحرير صحف صادرة أسبوعيا من ثمانين م\مطبوعة

اما عن مسيرة المرأة الإعلامية في الجزائر , كان عام 1830 بداية دخول الصحافة إلى الجزائر جنبا إلى جنب مع دخول الاستعمار الفرنسي , اما عن واقع الإعلامية هناك فهي لم تكن بعيدة عن الواقع الذي تعيشه زميلتها اعلامية في البلدان الأخرى , وتجدر الإشارة إلى ذكر أهم الإعلاميات المبدعات في الجزائر وهن " زهية بن عروس " و المناضلة السياسية " خليدة تومي " اللاتي استلمن حقائب وزارية و خضن معترك الحياة و مشاكلها .

و اخيرا و ليس أخرا واقع الإعلامية في السعودية , فلابد من القول أن العادات والتقاليد وتأخر دخول الفتاة في القطاع التعليمي جعل من المرأة السعودية تخطو خطوات بطيئة نحو الحياة الصحفية والإعلامية .
لكن يجب ذكر أهم المؤسسات الصحفية التي حملت على عاتقها مسؤولية تدريب الصحفيات ممثل مؤسسة " عكاظ" و مؤسسة " اليمامة الصحفية " , وكذلك الإشادة بدور بعض رائدات و المبدعات في العمل الاعلامي السعودي وهن " نوال الراشد " و " ناهد باشطح "

و اخيرا ....

المرأة الطموح هي التي لا تعترف بالجدران و الحواجز و لاتقف عند حد معين , ففي كل يوم طموح يولد من فجر جديد هدفها ومنالها تغير الصورة النمطية التي تبرزها وسائل الإعلام التي لم ترق إلى الواقع والمنطق الذي وصلت إليه الإعلامية العربية .
================================================== ==================
================================================== ==================
أنواع أنظمة الاتصال في المجتمعات المختلفة


§ نؤكد دوما "أن الانسان لا يمكن أن يعيش بمفرده وإنما يعيش وسط جماعة من الناس يستمد منها قيمه ومعاييره التي يحكم بها على الاهمية النسبية لكل فعل يقوم به، ولكل رأي يعتنقه أو فكرة يهتم بها، لذلك كان على المرسل أن يدرك مدى تأثير الجماعات المختلفة على سلوك الفرد الذي يعتبر عضوا فيها ويتفاعل معها، وحيث أن لكل جماعة قيم ومعايير وانماط معينة من السلوك والأفكار والآراء والمعتقدات التي تتوقعها من المنتمين اليها، فضلا أنها تعمل على صهر قيم الانسان في صورة تتناسب قيمها ومعاييرها، وتحاول أن تلقنه أعمالا معينه أو تعلمه أنماطا معينة من التفكير والسلوك تعتبرها الجماعة مميزة لأعضائها، فإن على الفرد أن يتعلم القيام بالأدوار ويعتنق القيم ويؤمن بالأفكار التي تسود الجماعة التي تعيش بينها.

§ وخبير الاتصال لا بد أن يدرك مثل هذا القصد الذي يعوق المتلقي، ويجب أن يراعي أن تكون الاستجابة التي يتطلبها مطابقة أو مماثلة مع معايير الجماعة وقيمها السائدة، لأنه إذا افتقدت هذه الاستجابة التي يتطلبها عنصر موافقة الجماعة وقيمها السائدة فإنها سوف تكون فعلا أو سلوكا غير مرغوب فيه وبالتالي يستحيل حدوثها، أما إذا كانت هناك موافقة واضحة بالنسبة لفعل أو سلوك أو فكرة أو مبدأ معين من قبل المجموعة فإن ذلك يعني أن على المتلقي أن يختار هذا الفعل من بين عدة أفعال قد تكون جميعها مرغوب فيها.

§ وتكمن قدرة خبير الاتصال وكفاءته في مدى الاهتمام الذي يوليه لأنماط السلوك والتفكير والمعتقدات الجماعية والتركيز عليها حتى يضمن أكثر استجابة ممكنة لرسائله مبينة على أساس شروط ومؤشرات متعلقة بالجماعات.

الاتصال الجماهيري:

v لنبدأ بالسؤال التالي .... هل تختلف عملية الاتصال الجماهيري عن الاتصال بين فردين؟ الاختلاف الوحيد بين عملية الاتصال الجماهيري وعملية الاتصال بين فردين، هو ان الاتصال الجماهيري أكثر تعقيدا...

v فالمنظمة أو المؤسسة الكبيرة التي تدخل في سلسلة الاتصال مثل الجريدة أو الإذاعة أو دار النشر، التلفزيون، تتميز بأن لها مشاكل اتصال خاصة بها، ولانها في حاجة إلى إتخاذ قرارات وتنفيذ سياسات، كما أن عليها أن تقوم بعملية تنشئة أو تطبيع للأفراد الجدد الذين معينين للقيام بالأدوار المختلفة، حتى يعرفوا أدوارهم والأنماط التي سيسيرون على هداها.

v الاتصال الجماهيري يسعى للوصول إلى الأفراد الذين يقيمون بقراءة الصحف أو يتصفحون المجلات أو يقومون بقراءة الكتب أو يشاهدون فيلما تلفزيونيا، أو يستمعون إلى الراديو، التلقي في هذه الحالات يختلف عن التلقي الذي يحدث في حالة الاتصال الشخصي، والاختلاف يكمن اساسا في رجع الصدى، ففي حالة الاتصال الشخصي يكون كبيرا جدا، ولكن في حالة الاتصال الجماهيري يكون رجع الصدى أو التأثير المرتد من المتلقي إلى المرسل بسيطا جدا، فالمتلقي في الاتصال المباشر الشخصي قد يهز رأسه أو يكشر أو يبتسم أثناء سماعه للحديث، ثم يقوم بصياغة أفكاره في رموز ويرد مباشرة، ولكنه نادرا ما يتحدث أو يصغي لجهاز التلفزيون أو الراديو أو يكتب خطابا للمحرر، وهذا ما يقود العاملين في وسائل الاعلام إلى النزول للمتلقي لتسجيل آرائه أو توزيع استبيان لمعرفة مكنوناته، ولهذا نجد أن اختيار مضمون وسائل الاعلام أكثر صعوبة من اختيار المضمون الذي سيتم تبادله أو مشاركته بين فردين، لأن العلاقة مباشرة ورجع الصدى سريع، لذلك على الوسيلة الجماهيرية أن تقرر ما إذا كانت يجب أن توجه مضمونها إلىالسواد الأعظم أم إلى قطاعات محددة من الجمهور وعليها أن تقرركيف ستقسم طاقاتها إذا قررت توجيه مضمونها إلى قطاعات مختلفة.

v علاوة على هذا نجد أن الضغوط والمطالب الاجتماعية المفروضة على وسائل الاعلام أقوى وصوتها أعلى من تلك المفروضة على الأفراد، فأي مجتمع لديه عادة أفكار محددة عن الانباء التي يرى أن تكلف وسائل الاعلام بأدائها، أو عما يتوقع أن تحققه أو تفعله تلك الوسائل مما يزيد من تعقيد مهمتها.

v والصلة أو العلاقة بين جمهور وسائل الاتصال بسيطة، باستثناء جمهور السينما، على عكس الجمهور الذي يستمع إلى محاضرة أو الجماعة الصغيرة، فالفرد الذي يقرأ افتتاحية في جريدة ما، لا يشعر أنه ينتمي إلى جماعة مكونة من قراء تلك الجريدة، فجماهير وسائل الاتصال أفرادا وليسوا جماعات، وعملية القراءة أو الاستماع هي اساسا عملية فردية يشعر فيها الفرد أنه وحده، حتى وإن كان محاطا بعدد كبير من الناس، ولكن كل فرد يتصل بجماعة أو جماعات، مثل عائلته وأصدقائه المقربين، وجماعته المهنية.

v وبشكل عام يمكن القول أن نواحي التماثل بين عملية الاتصال الجماهيري والاتصال بين فردين، أكبر من نواحي الاختلاف، فعلى الفرد في كلتا الحالتين أن يواجه مشاكله متصلة بجذب انتباه الجمهور، واستخدام رموز أو اشارات تشير إلى تجارب مشتركة بين المصدر والمتلقي لكي تنفذ المعاني التي يقدمها إلى ذهن المتلقي، وعليه أن يجعل الرسالة تثير احتياجات عند المتلقي، وتقترح وسائل أو طرقا لاشباع تلك الاحتياجات، وهذا يتطلب تنشيط بعض العمليات السيكيولوجية، وعلينا أن ندرك أن الناس حينما يعرضون انفسهم لوسائل الاعلام انما يفعلون ذلك بحثا عن اشياء معينة، بصرف النظر عما تريد وسائل الاعلام أن تقدمه للناس، فانهم يختارون ما يريدونه من المضمون الذي يقدم لهم، ونظرا لأن هناك وسائل عديدة ووحدات عديدة للاتصال، اصبح لدى الناس فرص عديدة للاختيار، وهم سيختارون في أغلب الأحوال ما يتفق مع اراءهم واتجاهاتهم القوية، لأن المسافة التي تفصل بين الناس ووسائل الاعلام كبيرة.

فإن عملية القراءة والرؤية والاستماع التي تعتبر إلى حد ما عملية فردية أي يمارسها الفرد وهو في عزلة، تجعل الناس يعتمدون بشكل اكبر على الجماعات الاجتماعية التي ينتمون اليها كما يعتمدون على الناس الذين لا يوجهون لهم النصحيحة، علاوة على ذلك فإن قدرا كبيرا من المعلومات ينتقل إلى مرحلتين أو مراحا متعددة من وسائل الاعلام إلى قادة الرأي ثم إلى التابعين، والأمر الهام أن قنوات الاتصال الشخصية تعمل جنبا إلى جنب مع قنوات الاتصال الجماهيرية، وأن لهذه القنوات الشخصية تأثير كبير على المجتمع ووسائل الاتصال الجماعيري كما ذكرنا:

الصحف والمطبوعات.
الراديو.
التلفزيون.
المحطات الفضائية.
التلفون والفاكس.
الانترنت

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:14 PM
المذيعات العربيات....
صورة جديدة للمرأة أم أداة لتسويق المحطات الفضائية؟


د.خولة مطر [ مملكة البحرين ]



لمؤتمر الاعلاميات العربيات ‏

16 – 18 حزيران / يونيو 2001

عمان – الأردن

مقدمة:



لقد شهد العالم العديد من التحولات خلال العشر سنوات الأخيرة التي تميزت بالتعقيد والتداخل. فمن عولمة للاقتصاد إلى إعادة هيكلة وخصخصة القطاعات الحيوية في أي بلد. وعلى الجانب الأخر او الأهم شهدت هذه الحقبة طفرة في مجال الاتصالات والأعلام حتى اصبح امتلاك القدرة على استخدام شبكة الإنترنت او الهاتف او التلفزيون يعد من المؤشرات الهامة للتنمية البشرية في أي بلد. وهنا تجدر الإشارة إلى ان العالم العربي يأتي في ذيل المناطق في العالم في مجال التنمية البشرية وخاصة بالنسبة لنصيب الفرد من التقنيات الحديثة وخاصة في مجال الاتصال.

وفيما ركز العديد من الباحثين في دراساتهم على انعكاسات العولمة على المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية، اهتم البعض بدراسة عولمة وسائل الاتصال والأعلام. وهذه الأخيرة على درجة كبيرة من الأهمية لكونها تهتم بالمناخ المعرفي وتؤثر أيضا على مجمل حياة البشر فتغير من عاداتهم وأساليب معيشتهم وحتى نظرتهم إلى أنفسهم في مقابل العالم الواسع. وإذا كانت "المعرفة" قوة، أذن فأن أجهزة الاتصال والأعلام هي المسؤولة عن منح هذه القوة او حجبها. فهناك عولمة للمعلومات نفسها واحتكارها من قبل المنتجين، وعولمة لأنماط الحياة من خلال الترويج لها عبر وسائل الأعلام (سواء بوعي او عن غير وعي)، وعولمة للثقافة، وعولمة للقيم الاجتماعية لكون وسائل الاتصال الحديثة – وأجهزة التلفزيون على وجه الخصوص – قد استطاعت الوصول والدخول إلى كل منزل دون استئذان حتى تلك النائية منها. ومع انتشار القنوات الفضائية أصبحت هذه المقولة أكثر صحة ولم يعد سكان الريف والجبال والمدن النائية بعيدين أيضا عن وسائل الاتصال بل ان أحد المشاهد المؤثرة لأي من المناطق النائية في الدول العربية هو رؤية أطباق الاستقبال على سطوح "العشش" قبل المنازل.

وكان من ابرز مظاهر العولمة هو ظهور سلع غير ملموسة وغير متعارف عليها سابقا كسلع مثل الأفكار والتصميمات ومنتجات أخرى لا تبدو في شكلها الخارجي كسلع. الى جانب الاهتمام بزيادة الإنتاج مع قلة في التكلفة مع زيادة في الربحية والمزيد من التوزيع غير المتكافئ وتمركز بعض المواد، وفي مجالنا هذا، صناعة الأعلام في يد فئة صغيرة من الرأسماليين. فاصبح التحدي الحقيقي اليوم امام العديد من الدول الصناعية قبل النامية هو مواجهة مضمون العولمة وليس أدوات العولمة الممثلة في أجهزة الاتصال الحديثة.

كما ان العشر سنوات الأخيرة شهدت أيضا حركة نشطة في مجال حقوق الإنسان الأساسية وخاصة حقه في المواطنة ومفهوم المواطنة الذي يعد من المصطلحات الجديدة، رغم قدمه، في منطقتنا العربية لانه وحتى وقت قريب وحتى الان في العديد من الدول العربية يستخدم تعبير "رعايا" بدلا من "مواطني" الدولة. وقد توغل البعض في الحديث عن دور وسائل الأعلام والاتصال الحديثة وخاصة التلفزيون والقنوات الفضائية منها في خلق وعي أكبر بهذه الحقوق وعلى رأسها المواطنة.

فقد كان من الممكن ان تلعب وسائل الاعلام دورا هاما في جملة هذه التحولات عبر خلقها لفضاء فسيح او لمساحة تتصارع فيها الأفكار والمبادئ بحيث توفر للمواطن المعلومة التي هنا تشكل عامل قوة خاصة في مجالات كحقه في المواطنة وما يترتب على ذلك من حقوق أخرى.

وفيما يكتسح طوفان العولمة هذا العالم بأكمله ونحن في العالم العربي كجزء لا يتجزأ منه، برزت إلى السطح عشرات بل مئات الدراسات والبحوث في مجال تأثيرات هذه العولمة على الدول ثم المجتمعات. وفيما ترى الغالبية من الباحثين بأن العولمة قادمة لا محالة وان الوقوف الدوكنيشوتي في وجهها سينتهي بالفشل الذريع، ألا ان ذلك لا يعني العمل على التخفيف من حدة انعكاساتها وخاصة فيما يتعلق بتهميش فئات كبيرة من المجتمع وخاصة منها النساء والأطفال وغيرهم من المهمشين أصلا في مجتمعاتنا العربية التقليدية.

وينظر العديد من المهتمين بكثير من القلق للتحولات السريعة، الناتجة عن عولمة الاقتصاد، في ملكية وسائل الأعلام وسيطرة فئة صغيرة (شركات متعدية الجنسية او عابرة للقارات) على مختلف وسائل الاتصال، ومدى انعكاس ذلك على سياسات هذه المؤسسات وعلى مضمون المواد التي تقدمها هذه المحطات. وتجدر الإشارة هنا الى ان أعلامنا العربي أيضا قد اصبح في أيدي بضعة أفراد او مجموعات رأسمالية تعمل في مجال الأعلام كما لديها استثمارات في مجالات مختلفة أخرى. وهي في الغالب تمتلك لمحطة او محطات فضائية الى جانب عدد من المجلات وشركات إنتاج الأغاني ...الخ على سبيل المثال لا الحصر هناك أفراد ك صالح كامل صاحب قنوات راديو وتلفزيون العرب “ART” ، كما ان هناك مجموعة أوربت (تلفزيون ومحطات إذاعية)، وMBC راديو وتلفزيون أيضا...الخ.

ويمكن وصف المواد الإعلامية في عصر العولمة على أنها قد تحولت الى

سلعة، ومادة للاستهلاك ونشر ثقافة الاستهلاك، وتوحيد الثقافات او تقليصها في ثقافة واحدة وبذلك تهمش من أصوات الاقليات والثقافات المختلفة. يذكر مدير التحرير السابق في جريدة "شيكاغو تريبيون" في تحليله لوضع الصحافة اليوم وهو وضع ينعكس على أجهزة الاعلام على مختلف أنواعها، "كانت مهمة الصحافة على الدوام تأمين التربية الحسنه للناس. أما اليوم فاصحاب الصحف يعتقدون على العكس من ذلك، ان الصحافة لم تعد الا عملا تجاريا، وأنها مثل سائر الأعمال، لا بد ان تحقق قبل كل شيء الأرباح المادية." (Le Monde diplomatique، فبراير 1999).

"وللمرة الأولى في التاريخ سوف تتعرض ثقافات الماضي الى التحدي، ليس من قبل ثقافة عالمية فحسب، وانما ثقافة اقتصادية، فالثقافة المعاصرة هي السلعة التي تباع جيدا، وليس ما ينتقل من الماضي." (ثورة الاتصالات والمعلومات والاقتصاد العالمي، دبي، 1998)

لقد أصبحت الثقافة والخدمات الأخرى التي تصاحبها أكبر صناعة عالمية ألان، فعلي سبيل المثال تبلغ قيمة صادرات الولايات المتحدة الأمريكية من الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية بالدولارات ضعفي صادراتها من الطائرات، وتبلغ العوائد الناجمة عن مباريات كأس العالم والألعاب الأولمبية عدة مليارات من الدولارات...الخ. وفي هذا الصدد لا يمكن ان ننسى الضجة التي دارت في مصر حول حقوق بث بطولة كأس القارات لكرة القدم والذي شارك فيها المنتخب الوطني المصري حيث استطاعت شركة ART شراء حقوق البث في الدول العربية والتي بلغت تكلفتها 8 ملايين دولار.(روزاليوسف 31/7 – 6/8 1999).

وقد غيرت العولمه حتى من وسائل التعبير والألفاظ والعبارات والكلمات والقيم...ومثال على ذلك برنامج مثل "من سيربح المليون" والذي يذاع بلغات عدة وتسوقه شركة واحدة تمتلكه مناصفة مع القنوات التي تبثه بكل لغة. فهو ينشر ثقافة الاستهلاك في مجتمع اصبح فيه المثل الشعبي "لديك قرش فأنت تساوي قرش" هو الشعار السائد. وهي ثقافة تساهم في نشرها ايضا تلك المحطات عابرة الحدود والقارات.

عولمة النساء...

كما جاء مؤتمر بيجينج ليركز على القضايا الأساسية المرتبطة بالمرأة والتحديات التي تواجهها في ظل كل هذه التحولات وصدرت الوثيقة التي شكل فيها بند الاتصال أحد أهم العناصر التي قد تساهم في تحويل تعلان بيجيج الى واقع ملموس. الا انه وبعد مضي خمس سنوات وانعقاد مؤتمر المتابعة (بيجيج + 5) لم يحضا موضوع الأعلام والاتصال بنصيب هام حتى ضمن الوثيقة الجديدة. فلا تزال التحديات والمعوقات التي تواجه المرأة كما هي وفي المقابل برزت تحديات ومعوقات جديدة وأهمها على وجه الخصوص الدور الذي تلعبه المرأة في وسائل الاتصال والأعلام الحديثة وخاصة القنوات التلفزيونية الفضائية.

وهنا تجدر الإشارة إلى ان العمل على فهم واقع المرأة في الأعلام وخاصة في القنوات الفضائية التلفزيونية غير ممكن دون هذه الخلفية الأساسية والتي تؤكد على ان دراسة وضع المرأة في أي مجال كان، لا يمكن فهمه دون فهم الظروف العامة المحيطة به وخاصة ظروف المجتمع. فلا يمكن دراسة وضع المرأة في الاعلام او دورها دون فهم واضح لواقع المرأة في مجتمعها بشكل عام والتحولات التي طرأت على هذا المجتمع على وجه الخصوص. فهل عكست كل هذه التحولات التي أحدثتها العولمة تحول نوعي في دور المرأة وواقعها لينعكس ذلك بدوره على وضعها في مجالات الاعلام الحديثة.

ويؤكد تقرير لليونسكو على انه لا يمكن فهم واقع المرأة في الاعلام دون فهم أوسع للمجتمع والفضاء العام الذي تتحرك فيه "باعتباره موضوعا معزولا ومجتزأ، كما لوكان في الإمكان تحليل علاقة المرأة بوسائل الاعلام وصياغة مقترحات لتغييرها بدون الرجوع الى مجموع العوامل الاجتماعية المتضمنة، أي مجموع النظام الاجتماعي الذي تكسب فيه هذه العلاقة سماتها الخاصة وديناميتها الخاصة."

وتحاول هذه الورقة المختصرة النظر في عدة نقاط أهمها:

1. التطورات السريعة التي طرأت على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وخاصة تلك القنوات العابرة للحدود مثل القنوات الفضائية والتي أثرت بشكل كبير على العديد من النساء العربيات سلبا وإيجابا.

2. زيادة العدد من النساء العاملات في مجال التلفزيون، الا ان هذه الزيادة في العدد لم تنعكس على قدرتهن في صنع القرار ضمن المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها، او حتى التأثير على مضمون البرامج التي تقدمها.

3. عدم توفر حساسية خاصة لدى البرامج والسياسات الإعلامية بالنسبة لقضايا النوع (التمييز حسب الجنس).

4. زيادة الترويج لثقافة الاستهلاك.

وهنا يجدر توضيح ان هناك نقص شديد في الدراسات والبحوث التي تتناول دور المرأة في المؤسسات الإعلامية وخاصة القنوات الفضائية. فمعظم الدراسات تركز على صورة المرأة في الاعلام وخاصة تلك المرتبطة باستغلالها في الإعلانات التجارية للترويج لسلعة ما. الا ان صناعة الثقافة بشكل عام والأعلام على وجه الخصوص قد شهدت تطورات مذهلة في فترة زمنية قصيرة جدا مما يدعونا للبحث أولا في تلك الصناعة وفي الدور الجديد للمرأة فيها وهل انعكس ذلك على فهم أوسع لمشاكلها وقضاياها او حتى على وصولها الى صنع القرار في مثل هذه المؤسسات. وفي تركيزنا على وسائل الاتصال الحديثة وبالتحديد القنوات الفضائية التلفزيونية هو أدراك الى ان هذه المحطات تشكل للعديد من النساء العرب النافذة الوحيدة التي تطل منها على العالم والفضاء الخارجي بعيدا عن الحدود والقيود المفروضة عليهن، خاصة وأننا نعيش في مجتمعات نسبة الأمية فيها بين الإناث قد تصل في بعض الأحيان الى 85%.



كلما اتسعت المساحة......

كلما قلت المعرفة والحرية

قد تكون المساحة المتاحة او الفضاء الإعلامي قد ازداد اتساعا، الا ان ذلك لم ينعكس إيجابا على حرية التعبير والمشاركة.. بمعنى ان عبارة "دع مليون زهرة تتفتح" لم تنعكس تفتح الأزهار بل بضيق المساحة المتاحة للتعبير الحر. بل ان هذه المساحة انحصرت أكثر وأكثر في مواضيع هي الأقل أهمية بالنسبة للمواطنين العرب نساء كانوا ام رجال.

وكما ذكرنا سابقا تحولت ملكية العديد من المحطات التلفزيونية كما هو الحال بالنسبة لأجهزة الاعلام على اختلاف أنواعها من ملكية للدولة الى ملكية القطاع الخاص او رأس المال الذي قد لا يكون وطني. بل وشهدت السنوات القليلة الماضية سيطرة حفنة صغيرة من أصحاب الأموال على معظم وسائل الاتصال وهذه ليست بالظاهرة الخاصة بالعالم العربي بل أنها ظاهرة عالمية فموردوخ يمتلك محطات للتلفزيون وجرائد واستوديوهات وغيرها في دول مثل الولايات المتحدة و روسيا وتايلندا .. الخ وهناك أكثر من موردوخ في العالم وعالمنا العربي على وجه الخصوص. فقد حولت العولمة طبيعة وتركيبة الاعلام من أداة لعامة الناس الى شركة خاصة عابرة للقارات والحدود.

وأصبحت الثقافة السائدة لهذه القنوات هي ثقافة الاستهلاك. ولم يكتفي القائمون على هذه المحطات بنشر الفكر الاستهلاكي عبر المواد الإعلامية فقط، بل بدأ الأمر ينتقل الى اختيار مقدمين للبرامج يقومون بنشر هذا الفكر وهذه الثقافة. فقد أصبحت من أهم المؤهلات لدى العاملين في الحقل الإعلامي وخاصة المذيعات منهن، المظهر الخارجي. فلم يعد هؤلاء الإعلاميين متخصصين في تسويق نمط من الحياة والثقافة والاستهلاك فقط بل انهم يغذون مشاهديهم بصور معينة وأيديولوجيات خاصة تقدس الماديات. ويصف ستوارت اون ما اسماه بالثقافة او الحضارة الإعلامية "الثقافة الإعلامية لم تعد مجرد مملكة يدخلها الفرد بهدف المتعة ولكنها أصبحت عالم يستهلك ضمير البشر."

ويضيف بأن الخيال هو المملكة التي يتم فيها الاستغلال الاقتصادي ولذلك فيجدر بنا ان نثير الأسئلة فيما يتعلق باستعمار الخيال من قبل فئة من أولئك المسؤولين عن صناعة الفنتازيا او الوهم حيث تتحول هذه المواد الى وسائل لتراكم الثروة وأسلحة مهمة للسلطة لوضع الفرد الاجتماعي بل وللتعامل بين البشر بشكل عام.

ففيما كان النقاش حتى الماضي القريب منصب على الصور التي تبعثها او ترسخها وسائل الاعلام الغربية نحو غرس عادات وتقاليد غريبة عن مجتمعاتنا، اصبح المطروح اليوم هو اغتراب الصورة التي تطرحها أجهزة التلفزيون العربية عن واقع المرأة، بل وخلق صورة جديدة تعمل معظم النساء العربيات على التشبه بها. كل ذلك دون تحول او تغير حقيقي في واقع المرأة ودورها في المجتمع. فاصبح القائمون على هذه الأجهزة مسؤولون حقيقة عن نشر ثقافة هي في مضمونها لا يمكن وصفها سوى بالتسطيح والتفاهة واصبح الهدف الحقيقي هو المتعة والتسلية والترفيه في جو من المنافسة الشديدة بين القنوات الفضائية العربية. ففي ظل تحول الاعلام والتلفزيون بشكل خاص الى "سلعة" يجب تسويقها بشكل جيد، بمعنى ان جودة اية محطة تلفزيونية تعتمد أساس على كيفية تسويقها كما هو الحال بالنسبة لأية سلعة أخرى كعلبة الصابون مثلا...الخ.

وفي هذا الإطار لجأت معظم هذه المحطات الى كل الخدع واللعب الموجودة لاستقطاب المشاهد العربي ليس فقط من المحيط الى الخليج بل وأيضا ذلك المهاجر في دول العالم المختلفة. واعتمدت في ذلك على فهم لواقع مثل هذه المجتمعات العربية حسب تعبير أحد المسؤولين عن المحطات الفضائية عندما تحدث امام نخبة من القائمين على المحطات التلفزيونية العربية حيث قال بأنهم يعتمدون على الجنس في تسويق محطتهم لمجتمعات عربية محافظة الا إنها تمتلك قدرة شرائية كبيرة وكان بذلك يعني بعض الدول العربية الخليجية.



وهناك أمثلة عدة تؤكد كلام هذا المسؤول فكيف نستطيع تفسير ظاهرة برامج مثل "ما آلك ألا هيفا" على سبيل المثال لا الحصر، وهو برنامج يبث في الفترة الصباحية ويستهدف المشاهدين من النساء او ربما ربات البيوت على وجه التحديد. الا انه استطاع ان يتحول الى برنامج يشد جميع المشاهدين وقد يكون من الرجال اكثر من النساء، فقد كثرت الطرائف التي ليست كلها من صنع الخيال. فقد لوحظ مثلا اختفاء الموظفين بالدوائر الحكومية في أجدى الدول الخليجية من مكاتبها ساعة بث البرنامج. وسرعان ما انكشف السر فجميع الموظفين مولعين بمشاهدة هيفا وطبعا ليس بلعبة الايروبك والرياضة البدنية!!!

وقد استطاعت لبنان على سبيل المثال ان تكون بحق عاصمة للفضائيات العربية حتى ان معظم ان لم يكن كل الفضائيات العربية التي تبث برامجها خارج الدول العربية(MBC, ART, Orbit ) تنتج بعض البرامج في لبنان. بل ان محطة مثل ال MBC حاولت الانتقال من لندن الى لبنان،وعندما جوبهت بمعارضة شديدة من قبل المحطات اللبنانية توجهت إلى دبي حيث من المتوقع ان تنتقل العديد من المحطات الى المدينة الإعلامية هناك.

وبذلك انتشرت خلال الخمس سنوات الأخيرة على وجه التحديد ظاهرة جديدة هي ظاهرة المذيعة "النجم" او المذيعة التي تستقطب المشاهد ليس لمضمون ما تقدمه في برنامجها بل مدى قدرتها على شد الانتباه. ولوحظ ازدياد عدد العاملات في مجال التلفزيونات العربية بشكل كبير وهن في الغالب من فئة عمريه معينة وبمواصفات شكلية خاصة جدا، بل وقد تعد الأمر ببعض المحطات ليصل الى استخدامهم لملكات جمال سابقات او عارضات أزياء...الخ دون النظر الى إمكانية كلا من هاتة النسوة او الفتيات ومؤهلاتهن المهنية تلك التي تؤخذ بالاعتبار حتما بالنسبة للرجل.

ويبدو ان هناك شروط خاصة بلبس هاته المذيعات حتى وان لم يكن معلن، وفي إحدى المؤتمرات المتخصصة في الجامعة اللبنانية الأمريكية وقفت مذيعة معروفة شابة (لاتزال طالبة بتلك الجامعة) لتعترف بأن اختيارها كان بناء على شكلها وصغر سنها وقبولها بإظهار "مفاتنهن".و أضافت بأنه لو كانت قد تقدمت مذيعة شابة أخرى اكثر كفاءة مني ولكنها محجبة فمن المؤكد إنها لن تحظى بهذه الوظيفة او أية وظيفة في أية محطة فضائية أخرى.

كما ويبدو واضحا لأي مراقب ان مقدمات البرامج محصورات او ربما "حبيسات" البرامج الترفيهية، الخفيفة والمسلية ونادرا ما توجد امرأة مقدمة لبرنامج سياسي او اقتصادي او ثقافي جاد. حتى في المحطات التي تبدو اكثر جدية من غيرها والمتخصصة في البرامج الأخبارية مثل تلفزيون الجزيرة حيث يتوازى فيه العدد بين النساء والرجال وحيث ان المواصفات التي تأخذ في الاعتبار عند تعيين المذيعات تبدو مهنية اكثر من المحطات الأخرى الا انه نادرا ما نجد أي من العاملات بهذه المحطات يقدمن برامج سياسية، حوارية او ثقافية بلا ان مقدمي البرامج بالمطلق هم من الرجال.

لا بد من الإشارة هنا الى ان المحطات الفضائية التي لا تزال تخضع لسلطة الدولة ولم تتحول الى ملكية خاصة مثل القنوات الفضائية المصرية وغيرها، لا تزال بعض المقاييس والمعايير "الفضائية" الحديثة لم تطغى عليها. بمعنى ان هناك بعض المذيعات اللاتي يقدمن برامج أكثر عمق، كما ان العديد من النساء بل ان معظم القنوات المصرية ترأسها نساء.

وحتى نكون منصفين لهذا الكم من النساء العاملات في مجال المحطات الفضائية العربية علينا ان نعي بأنهن غير قادرات على تغيير هذا الوضع القائم بل قد تواجه من تريد التغيير بالصد او ربما الفصل من العمل خاصة وان كم الفتيات الواقفات على أبواب المحطات الفضائية في تزايد مستمر عندما تحولت المذيعة الى مركز قريب من الممثلات والمشاهير في المجتمعات العربية. وبذلك فقد اصبح حلم العديد من الفتيات العربيات هو الحصول على وظيفة مقدمة برنامج ما يشكل مفتاحها للحياة العامة والشهرة وربما لتحقيق نفس الحلم-الوهم الذي تروج هي له حتى صدقته.

فقد اصبح الفضاء التلفزيوني مليء بالصور "Images " التي تساهم في خلق ثقافة جديدة تعتمد في مجملها على الحسيات وتهمل الثقافة، والقيم وفي الكثير من الأحيان فيها ظلم حقيقي للمرأة التي تقع فريسة لهذه الصور وتنزلق في مجال تقليدها دون أدراك منها او وعي حقيقي. فهناك مظاهر "للحداثة" تصنع حيث تتحول التقاليد الى شكل من الاستقرار رغم الحركة الظاهرة والتعبيرات او صور التغيير التي تبرز، وبذلك تبدو الصور الحداثية مجرد انعكاس متجدد او حديث لنفس تلك المعتقدات القديمة.

ومن الملاحظ والمحزن حقا هو انعدام قيم المهنية او الحرفة عند اختيار المذيعات مما يكرس هو الأخر نفس تلك الصورة القديمة-الجديدة للمرأة على إنها كائن غير مثقف ولا يملك القدرة على التحليل او فهم الأمور غير تلك المرتبطة بالتسلية والترفيه. وأصبحت المحطات الفضائية اليوم تعيد تكرار تلك الصورة القديمة للمرأة بلباس حديث، خاصة فيما يتعلق بالمقاييس العمرية، الجسدية (الخصر، والشعر،...الخ).

وهذا بالطبع يعود الى تحول المحطات التلفزيونية بل وكل المواد الإعلامية الى "سلعة" من الواجب تسويقها، ولكن الأهم في الأمر هو انعدام توفر خرائط اجتماعية للبرامج التلفزيونية ألا في النادر طبعا. فقد اصبح الهدف الرئيسي لهذه المحطات، وكما قلنا سابقا، هو التسلية وتقضية الوقت الممتع وتحريك الغرائز. حتى صح فيها الوصف الذي أطلقه عليها مدير أحدى المحطات التلفزيونية الخليجية عندما قال في مقابلة مع محطة NBN اللبنانية ان القنوات الفضائية العربية هي "كباريهات" وليست محطات تلفزيونية.

ففيما كانت الأفلام السينمائية والمسلسلات في الماضي هي التي تضع نماذج جاهزة لتحتذي بها الفتيات والنساء في مجتمعاتنا العربية، أصبحت مقدمات البرامج والمذيعات هن اللاتي يخلقن هذا النموذج اليوم.

كم أكبر ..فعل أقل

من كل ما سبق نجد ان المقولة القديمة التي كانت تنص على ان زيادة عدد العاملات من النساء في مجال الاعلام بشكل عام والمحطات التلفزيونية على وجه الخصوص سيؤدي حتما الى تحول حقيقي في نوعية البرامج والمواد التي تقدمها هذه المحطات للمشاهد وخاصة منها المرتبطة بهموم ومشاكل وقضايا المرأة العربية. فهل تحقق هذا الأمر مع هذا الكم الهائل من الفتيات المقدمات للبرامج ومذيعات نشرات الأخبار وبالتأكيد مذيعات الربط؟ الإجابة على ذلك بالتأكيد هي بالنفي لا لشيء الا إذا ما قمنا بدراسة سريعة لنوعية البرامج التي تقدم وإذا ما علمنا بأن قضايا مثل قوانين الأحوال الشخصية في المنطقة العربية، وضع المرأة في المجتمع، دور المرأة في صنع القرار والتنمية، ختان الإناث، جرائم الشرف، التسمين وغيرها من القضايا التي تبرز في معظم المؤتمرات والتجمعات المختصة وهي تعد ضمن القضايا الرئيسية التي حملتها النساء العربيات الى مؤتمر بيجينج، إذا علمنا ان معظم ان لم يكن كل هذه القضايا لا تطرح للنقاش على محطاتنا الفضائية الا نادرا وفي الكثير من الأحيان ليس من قبل نساء!!!

والسؤال المطروح هنا هو " هل استطاعت المرأة "المذيعة" الجديدة ان تعكس تغير حقيقي في المجتمعات العربية نحو حرية أكبر في ا لتعامل مع الجسد او النظرة الى المرأة ودورها بشكل عام؟؟

أم أنها خلقت أيضا "façade" او شكل خارجي يعكس واقع لا تزال في النساء حبيسات للعديد من الأنظمة والقوانين والعادات والتقاليد التي تجبر نفس تلك المرأة، "المتحررة" على الشاشة، الى بيت الطاعة او في أحسن الأحوال عدم السفر دون آذن من الزوج...الخ من الأنظمة والقوانين والعادات التي لم تتغير. وبذلك تصبح الصورة عبر القنوات الفضائية هي مجرد شكل أخر من أشكال صناعة الوهم بأن واقع المرأة العربية قد تحول فعلا وان ذلك قد عكس نفسه بزيادة حقيقية في ظهورها عبر شاشات التلفزيون. فهل غيرت هذه الصور المتراصة من نظرة المجتمع لمفهومي "الشرف" و"العار" الذين يحكمان العلاقات والتعامل مع المرأة العربية.

والجدير بالذكر هنا ان هاته المذيعات في مقابلاتهن المتكررة عبر المجلات النسائية والترفيهية المتخصصة يصدرن تصريحات مثل ان رفض مثل هذه الصورة يعد رفض للتجديد وللدور الجديد للمرأة كمشارك فعال في المجتمع. فقد خضعت هذه النساء أيضا لهذه المفاهيم فتقمصتها تلك الأفكار ولبستها فاقتنعت تماما بأن هذا الأمر حقيقي وبأنها قد حققت ذلك الاختراق الذي يعرف اليوم "بكسر حاجز السقف الزجاجي."

ولا نستطيع ان ننتقد هذه المرأة المذيعة فماذا تستطيع المذيعات ان يفعلن في ظل مجتمع عربي لا تزال نسبة النساء اللاتي استطعنا الوصول الى مناصب صنع القرار او المناصب القيادية محدودة جدا، خاصة إذا ما قورنت بعدد النساء العاملات وبالمشاركة الكبيرة للنساء في دخل الأسرة ...الخ الأمر الذي من المفترض ان ينعكس إيجابا بالنسبة لدورها في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ويبدو الأمر اكثر تعقيدا إذا ما نظرنا الى التناقض الحاصل في بعض البرامج والذي يصل الى شيء من الشكزوفرانيا الصورية، فبينما تبدو مقدمة البرنامج وهي كاشفة عن الجزء الأكبر من جسدها، يتوقف البرنامج لفقرة إعلانية تبرز من خلالها صورة متناقضة للمرأة خاصة في إعلانات المواد الغذائية (زيت الطبخ) او المنظفات (صابون الغسيل) حيث تبدو المرأة محتشمة جدا ان لم تكن محجبة. فما الذي يريد القائمون على هذه المحطات والبرامج ان يقولوه؟؟ وهل تغيب عنهم هذه الملاحظة؟ الواقع انهم مدركين ان عليهم تسويق البرنامج والإعلان او المنتج (السلعة). وبذلك فالإعلان يبرز صورة قريبه من المرأة المشاهدة (المستهدفه) بينما تبدو المذيعة هي الصورة التي تطمح نفس تلك المرأة على ان تكونها او تحاول ذلك حتى ولو كان ذلك بهدف المحافظة او كسب رضى الزوج!!! وهكذا يبدو الأمر وكأنه دمج غريب بين الواقع والفنتازيا.

صورة أي امرأة؟؟

وهنا يجدر بنا ان نثير السؤال الأهم فأي صورة للمرأة تبثها هذه المحطات الفضائية؟؟ هل هي صورة حقيقية للمرأة العربية؟ وأي امرأة عربية هذه؟؟ فهل تمثل المرأة الأمية او الفقيرة وهي النسبة الكبرى من النساء في عالمنا العربي.. ام هل تمثل المرأة العاملة التي تقضي يومها الطويل في كسب الرزق لتعود في أخر النهار لممارسة دورها الأخر في المنزل؟؟

هل هي المرأة المتعلمة والمثقفة التي تحاول ان تحقق ذاتها وتسعى جاهدة لكسر حاجز الصمت بالنسبة لحقوقها ومشاكلها. هنا نعود للتذكير بأن العولمة قد حولت ملكية الأعلام من الدول الى القطاع الخاص أي في أيدي عدد قليل من الأفراد مما يعني ان قطاعات واسعه من المجتمع – وليس المرأة وحدها – لن تجد لها اية مساحة للتعبير عبر هذه الوسائل. فقد تحولت تركيبة الأعلام من أداة لعامة الناس الى شركة خاصة عابرة للحدود والقارات ناشرة للثقافة الواحدة.

وماذا بعد..

يميل العديد من المهتمين والمعنيين بقضايا الأعلام الى رفض النظرية التي تقول بأن أجهزة الأعلام هي أداة لتغيير الواقع، وبذلك فلهذه الأجهزة قدرة على أجراء بعض التحولات على واقع المرأة العربية. وهو أمر لا يمكن الجزم فيه بسهولة ألا ان الأعلام وخاصة التلفزيون قادر حتما على تغيير بعض العادات والأنماط السلوكية وقد استطاعت العديد من الدراسات إثبات ذلك.

وإذا لم يستطع الأعلام ان يغير فعليه ان لا يساهم في خلق صورة "حداثية" لواقع تقليدي جدا، او بشكل آخر تعليب وتغليف الوضع التقليدي للمرأة في علبة جديدة تبدو براقة أكثر الا وهي جهاز التلفزيون ومحطاته المتناثرة عبر الأثير.

ولكي يحدث التغيير فنحن بحاجة الى حركة حقيقية في المجتمع تعمل على فرض صورة أخرى للمرأة مخالفة لتلك التي تبرزها القنوات الفضائية. والخوف كل الخوف ان تسقط النساء ضحايا هذه الصور المركبة ويصبح التسفيه هو السائد فتنحجب الرؤية لدى الجميع ..بما في ذلك النساء أنفسهن فهن يصنعنا الوهم ثم يستهلكنه.



المراجع:

1. "ثورة الاتصالات والمعلومات والاقتصاد العالمي في ثورة المعلومات والاتصالات وتأثيرها في الدولة والمجتمع بالعالم العربي، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 1998.

2. حديدي، صبحي "في "امتداح" الثقافة الامبريالية وتعميمها بالقوة،" ، النهار لوموند دبلوماتيك، مارس 1999.

3. سيلمر، كريستيان "الهوية "المرقعة" لجيل،" النهار لوموند دبلوماتيك، اكتوبر 1999.

4. عامر، كمال "عبدالرحمن حافظ: مفاوضات الشيخ صالح كامل كانت مناورة!"، روزاليوسف من 31/7:6/8/1999.

5. عبدالرحمن، عواطق "صورة المرأة العربية في الأعلام العربي – دراسة تطبيقية: الاعلام المصري والصحافة الخليجية،" في المرأة ودورها في حركة الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.

6. رمزي، ناهد "المسؤولية ا لاجتماعية لوسائل الاتصال وتغير الوضع الاجتماعي للمرأة في المجتمع العربي،" مجلة شؤون عربية، سبتمبر 1983.

7. الراوي، خالد حبيب "مشاكل الصحافية العاملة في العراق، في مجلة المرأة العربية، العدد 4، 1986

8. معتوق، فريدريك "ثقافة العجز: قياس الكتاب بالجهاز التلفزيوني،" الحياة 16 أكتوبر 1995.

9. "الاتصال في خدمة المرأة: تقرير عن برامج العمل والبحوث" وثيقة أعدت للمؤتمر العالمي المعني بدراسة وتقييم نتائج عقد الأمم المتحدة للمرأة، باريس، 1980 –1985.

10. "العرب والعولمة ..بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، (الطبعة الثانية)، 1998.

11. "المرأة العربية في عالم العمل: نظرة عامة،" منظمة العمل الدولية بالتعاون مع معهد الدراسات النسائية في العالم العربي، الجامعة اللبنانية الأمريكية، بيروت، 2000.



Bibliography:

Curran, James and Gurevitch, Michael Ed. “Mass Media and Society,” London, Edward Arnold, 1991.

Mattelart, Michele, “Women Media Crisis: Femininity and Disorder,” London, Comedia, 1986.

Mattelart, Michele, “ Reflection on Modernity: away of reading women’s magazines,” Two Worlds, vol.1.No.3, 1978.

Mattelart, Armand, “ Transnationals and the Third World: Struggle for Culture,” Massachusetts, Begin Publishers Inc., 1983.

Berger, Morroe,” The Arab World Today,” New York, Doubleday, 1962.

Stuart, Ewen, “From Citizens to Consumer,” Intermedia (2) No.3 May – June, 1992.

Wirth, Linda, “ Breaking through the glass ceiling: women in management,” ILO, 2001.

Kabeer, Naila, “Selective rights, collective wrongs: women, body-politcs and the development agenda,” Index on Censorship, Vol.24, No.4, 1995.

Hermes, Joke,” Reading Women’s Magazines,” Cambridge, Polity Press, 1995.

Howitt, Dennis, “Mass Media and Social Problems,” Oxford, Oxford Press, 1982.

Sinclair, John, “Images Incorporated: Advertising as Industry and Ideology,” London, Croom Helm, 1987.

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:15 PM
"الإعلام الرسمي و تحديات العولمة"
الاستاذة جمان مجلي/ الاردن





لو أردنا في البداية أن نعرف الإعلام الرسمي فإننا نقول :

إنه الإعلام المملوك من الحكومات و الذي ينقل وجهة النظر الحكومية في القضايا الدولية و المحلية و العربية ، و يوجه رسائله عبر هذه الوسائل و في الغالب يكون موجها لمواطني الدولة للتأثير عليهم في تبني وجهة النظر الحكومية و يتمتع بقدر محدود من الحرية في التعبير عن الرأي .

هذا النوع من الإعلام لايزال موجودا على الساحة العربية بالرغم من انفتاح الفضاء للمئات من المرسلات ، من أنحاء العالم كافة ، و من تدفق المعلومات و الأفكار عبر القنوات الفضائية ( تلفزيوننا و إذاعتنا ) ومن خلال ثورة الإتصال التي يشهدها العالم و يشهد تطورها المذهل في تسارعه كما و نوعا .

وقد دعا الخوف من تأثيرات العولمة و نتائجها و التي ستمس الخصوصية الثقافية للشعوب، المنظمات الدولية و التي هي الأداة المنفذة للعولمة الى أن تترك القضايا الثقافية عن قصد الأن و تركز فقط على الإقتصاد و التجارة و لكنها على وعي كامل بالجانب الثقافي الذي أجلته لأنها تعرف مدى حساسيته بالنسبة للشعوب النامية و الفقيرة ، و لكننا هنا ليس لنا خيار لأننا لا نتحكم بالعولمة، أين تبدأ؟؟ وأين تقف؟ و متى نستطيع أن نقبلها ؟ و متى نستطيع أن نرفضها ؟؟ و هذا ليس ممكنا بالوسائل الحديثة و بقي لنا أن نعيد النظر في مفهومنا للهوية. فمفهوم الهوية كما فهم في بداية القرن العشرين ، هو ما فهمه و عبر عنه الشيخ محمد عبده .

فقد أسقطت العولمة الحدود بين البلدان و بالتالي تمت إزالة الحدود بين الثقافات عن طريق الوسائل السمعية و البصرية و الفضائيات و الإنترنت ... الخ .

إذن هذه معطيات جديدة تجعلنا نعيد النظر في مفهوم الهوية و لكن ليس معنى ذلك التنازل عنها هذا من جهة و لكن اذا عرفنا من جهة أخرى كيف نفيد من الوسائل العصرية و التقنيات الجديدة و كيف نستعملها يمكن أن تخدم الخصوصية الثقافية وبالتالي تصبح هذه الخصوصية بهذه التقنيات الجديدة رافدا من روافد العولمة الثقافية. أما إذا توقفنا و انعزلنا فستفرض علينا العولمة الثقافية و نكون فيها مهمشين و ليس لنا أي تأثير. و على هذه الشعوب أن تبحث لثقافتها عن مكانة لها في العولمة و ليس الهروب منها. ولا تستطيع الدفاع عن خصوصية ثقافية و لا الدخول في العولمة دون حرية و دون حقوق.

إن وسائل الإعلام الوطنية التي لاتزال تواجه مشاكل الفقر و البطالة و تتصدى لقضايا السكان و ترشيد الإستهلاك والأمية و قضايا المرأة و التوعية الصحية و القانونية ... عليها مسؤولية مضاعفة فهي لم تحل مشاكل التنمية بعد و لديها أجندات و استرتيجيات و برامج معده تعتمد في الكثير من جوانبها على الإعلام، بدأت تفقد تأثيرها و تفقد متابعيها، و أصبحت تلك البرامج التي صرف عليها الكثير من المال و الدراسات في مهب الريح، و الجدير بالذكر أن هذه المؤسسات أصلا و قبل تحدي ثورة الإتصالات كانت تعاني من مشاكل من أهمها :

 محدودية الموارد المالية

 محدودية الكفاءات الإعلامية .

 عدم وضوح السياسات بسبب التغير المستمر للإدارات .

 عدم الإلتزام بمعايير واضحة في التقييم و دراسة الأثر .

مما أدى إلى تذبذب الثأثير و النجاح للرسائل و البرامج المختلفة مع أن الإهتمام و الوعي بتأثير الإعلام وأهميته بدأ على المستوى العربي سنة 1946 عندما شكلت الجامعة العربية دائرة للإعلام و النشر تحت اشراف الأمانة العامة لوضع خطة الدعاية و نشرها على الصعيد الدولي نيابة عن الدول العربية.

و قد نص النظام الداخلي للأمانة العامة للجامعة في مايو ( أيار) 1953 على أن المسؤولية الأولى لدائرة الإعلام و النشر حددت وفقا لتطوير الدعاية للبلدان العربية بتزويد الصحف بالبيانات و الوثائق الأخرى بالإضافة إلى تزويد الجامعة بكل ما يتعلق بالدعاية و النشر .

كما تم تشكيل مجلس وزراء الإعلام العرب الذي تقرر انشاؤه في مؤتمر القمة الأول في يناير 1964 و يتكون من وزراء اعلام الدول العربية و يتولى الإشراف على وضع السياسات الإعلامية العربية اللجنة الدائمة للإعلام العربي و يتبعها جهازان معاونان هما :

 المكتب الدائم للإعلام العربي

 صندوق الإعلام العربي المشترك .

كما أنشئت المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم و قد اهتمت منذ أنشائها عام 1971 بوسائل الإعلام و الإتصال الجماهيري في الوطن العربي بإعتبارها من الأدوات الرئيسية للتنمية الشاملة في المجتمع العربي المعاصر و التي يجب تنميتها و تطويرها لتقوم بدورها في التثقيف الإجتماعي و نشر الوعي العلمي و زيادة فعالية الجهود التربوية و التعليمية .

اتحاد اذاعات الدول العربية، اتحاد الصحفيين العرب ، اتحاد وكالات الأنباء العربية، المؤسسة العربية للإتصالات الفضائية، الإتحاد البريدي العربي، الإتحاد العربي للمواصلات السلكية و اللاسلكية، المركز العربي للدراسات الإعلامية و السكان و التنمية، المركز العربي للتقنيات التربوية، جهاز تلفزيون الخليج .

كل هذه المؤسسات و الجهود التي كانت وراء انشائها و بعد انشائها لم تحقق الطموحات الكبيرة التي وضعت من أجلها و إنما تراوحت في نتائجها ارتفاعا و انخفاضا و تأثرت بالأحوال السياسية بين البلدان العربية ، مما أدى إلى وجود هوة بين النظرية و ما جاء على الورق من استراتيجيات و أفكار و أهداف و بين التطبيق.

و بدأت هذه الجهود و استمرت في عملها في ظل نظام يخضع الأجهزة الإعلامية لسلطة و مسؤولية الدول و لم تكن قد ظهرت و تبلورت ظاهرة خصخصة الإعلام، وملكيتها من قبل القطاع الخاص، حيث قفزت الى الواجهة قضية الربح المادي و الحسابات التجارية و نشطت مراكز الإحصاء و تعمقت في تحليل نسب امتلاك وسائل الإعلام و الإتصال المختلفة و كذلك نسب التغطية الإعلامية من طرف وكالات الأنباء الكبرى و اتجاه التبادل العالمي للصورة أي للأفلام و لبرامج التلفزيون و لألعاب الفيديو، و لقد أكدت الأبحاث حول المبادلات الدولية للبرامج التلفزيونية أن الولايات المتحدة الأمريكية هي مصدر ثلاثة أرباع البرامج المتداولة في العالم و ذلك مقابل مستوردات أمريكية لا تتجاوز نسبتها 2% و أغلبها من بريطانيا أما البلدان العربية فإنها تستورد من جهتها ما معدله 42% من برامجها و هذه المستوردات هي بنسبة 41% من مصدر عربي و 69% من مصدر غير عربي حتى على المستوى الدولي أحدثت اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الإتصال في ديسمبر عام 1977 و عرفت باسم لجنة ( ماك برايد ) و قد تألفت من شخصيات تنتمي إلى بلدان مختلفة و تتمتع بكفاءات عالية تشمل مختلف التخصصات الإعلامية و كلفت باستعراض المشكلات الإعلامية كافة في المجتمع الحديث على ضوء التقدم التكنولوجي و العلاقات الدولية و قد أنهت اللجنة أعمالها باصدار تقرير تحت عنوان ( أصوات متعددة و عالم واحد ) و تناول هذا التقرير مختلف القضايا الإعلامية و ربط بين كافة الوسائل و التقنيات فاستشف الواقع الذي بدأنا نعيشه اليوم و صور ملامح العولمة الإقتصادية و التجارة الإلكترونية و انعكاساتها العميقة على العالم .

و كان هذا المؤتمر و ما خرج به منطلقا لوضع لائحة متكاملة حول مفهوم النظام العالمي الجديد للإعلام و صادقت الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة على مختلف اللوائح الصادرة عن مؤتمر اليونيسكو حول مواضيع الإعلام و الإتصال بدون استثناء سنة 1980 و التي ركزت على مواضيع التدفق الحر المتوازن للإعلام وعلاقة الإعلام بالنمو و الهوية الثقافية و الإعلام العلمي و التعليم و التدريب و التكوين ، و قد جاء فيها أن النظام العالمي الجديد للإعلام و الإتصال يمكن أن يستند على أسس من أهمها :

 تعدد مصادر المعلومات و قنوات الإعلام .

 حرية الصحافة و الإعلام .

 تمتع الصحافيين و جميع المهنيين العاملين في وسائل الإتصال بحرية لا تنفصل عن المسؤولية .

 تدعيم قدرة البلدان النامية على التوصل إلى تحسين وضعها الخاص ولاسيما عن طريق التزويد بالمعدات و تحسين بناها الأساسية و جعل وسائل الإعلام و الإتصال الخاصة بها قادرة على الوفاء باحتياجاتها و تطلعاتها .

 الرغبة الصادقة من جانب البلاد المتقدمة في مساعدتها على بلوغ هذه الأهداف .

 احترام الذاتية الثقافية لكل أمة و حقها في اعلام الرأي العام العالمي بمصالحها و أمانيها و قيمها الإجتماعية و الثقافية .

 احترام حق جميع الشعوب في الإشتراك في التبادل الدولي للمعلومات على أساس المساواة و العدالة و المصلحة المتبادلة .

و بعد جدل طويل حول مصطلح ( النظام العالمي الجديد للإعلام ) و مضمون هذا المصطلح و انسحاب الولايات المتحدة من منظمة اليونيسكو تبنت لجنة الإعلام التابعة لهيئة الأمم المتحدة بتاريخ 2\مايو \ 1990 في نيويورك مشروع لائحة تحت عنوان ( الإعلام في خدمة الإنسانية ) و قد تقدمت به إلى الجمعية العمومية فصادقت عليه في الدورة الخامسة و الأربعين ( ديسمبر 1990).

و استمرت الجهود التي تؤكد مدى وعي البعض من المجتمعات النامية بخطورة التحدي و بعزمها على ركوب القطار و هو يمر لأن الفرصة لن تعود اذا مرت كما أن التحدي شامل للجميع للشمال و الجنوب و الغني و الفقير، و ما دعوه الروؤساء العرب في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت 2002 لإنشاء فضائية عربية، و كذلك قمة المرأة العربية التي خصصت أحد منتدياتها للإعلام الا دليل على الوعي والإدراك لأهمية الإعلام و أهمية مواكبة العالم في ثورة الإتصال و المعلومات

و الأسئلة المطروحة هنا هي

 هل نتخلص من الإعلام الوطني و من تبعيته للحكومات ؟؟؟؟؟

 هل نخصخص اعلامنا بشكل كامل ؟؟؟؟

 هل نعمل من أجل ايجاد صيغة بين الإثنين ؟؟؟؟؟

 كيف نؤهل الإعلام الوطني للمنافسة و الجذب ؟؟؟

 كيف نحصن مجتمعاتنا في مواجهة تحديات التغريب ؟؟؟

و لقد صدر عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سنة 2000 وهو من أهم مراكز البحث في الولايات المتحدة كتيب حول الإعلام الحديث في العالم العربي بعنوان " من القنوات الفضائية إلى الأنترنت:إعلام جديد و سياسة جديدة في العالم العربي" حيث يتابع في تحليل مستوى تطور الإعلام العربي في العقد الماضي من نشأة الصحف العربية المهاجرة في لندن و غيرها الى القنوات الفضائية الخاصة و أخيرا الإنترنت و التي ساهمت جميعا في احداث نقلة نوعية في الإعلام العربي نحو التعددية و المهنية و الحرية الإعلامية النسبية و اسقاط حواجز الرقابة في العديد من الدول العربية و يؤكد الكتاب أيضا أن لهذه التغيرات أثرا واضحا على الهوية الثقافية العربية حيث بات المواطنون العرب في مختلف الدول العربية و خارجها أيضا و للمرة الأولى في حياتهم يتلقون نفس المعلومات السريعة و الصحيحة مما يساهم بإيجاد هوية سياسية و ثقافية عربية جمعية. بعد أن كان احتكار الإعلام الرسمي في كل دولة لبث المعلومات يجعل المواطنين العرب يتباينون في مدى حصولهم على المعلومات. مما يجبر الحكومات على تغيير الطريقة التي تقدم فيها المعلومة لهذا المواطن الذي بات قادرا على تمييز الغث من السمين و البحث عن مصادر معلومات أخرى إن لم يقتنع بما تقدمه له الحكومات من معلومات منقوصة أو مجزأة أو في غير سياقها الصادق.

الإعلام الرسمي عليه مسؤولية كبيرة في إيصال الحقيقة إلى الناس و تحليلها و تمحيصها و إيصالها إلى مصادرها و متلقيها, و عليه أن ينفتح على قضايا الأوطان الداخلية و الخارجية و أن يمارس دوره دون مجاملة أو خوف, و ذلك إلى جانب دوره التقليدي في:

 التوجيه و تكوين المواقف و الاتجاهات

 زيادة الثقافة و المعلومات.

 الترفيه و توفير سبل التسلية و قضاء وقت الفراغ.

 الإعلان و الدعاية.

على أن تتبنى الحكومات استراتيجيات مدروسة و مبنية على أسس علمية معتمدة على استطلاعات الرأي الحقيقية, و انتقاء الإدارات الإعلامية الكفوءة حسب معايير علمية و ليس حسب معايير الواسطة و العلاقات و المحسوبيات. و هذا أيضا ينسحب على الكوادرالفنية العاملة على مختلف المستويات.

و نحن كدول نامية لازال أمامنا الكثير من التحديات الوطنيةالتي علينا أن نعمل من أجل مجابهتها من القاعدة, معتمدين المصداقية و الشفافية و الأساليب العلمية الجاذبة, حتى لو تعرض المواطن لسيل من التأثيرات الخارجية في عصر العولمة, حيث العولمة هي المفهوم الدال على نظام جديد للعالم و هو في دور الإنجاز, ينظر إليه من الزاوية الاقتصادية على أنه قمة التطور التي وصلت إليها الرأسمالية, حيث تسعى العولمة إلى أن تستبدل رأس المال الوطني برأس المال العالمي و ما يترتب على ذلك من انقلاب جوهري في شبكة العلاقات التي تربط الإنسان بواقعه و بالاخر من جهة, و بتاريخه و ميراثه الثقافي أو الحضاري بصفة عامة من جهة أخرى.

فالعولمة ليست مجرد نظام عالمي جديد و لكنها تنطوي على منظومة واسعة النطاق من المفاهيم .

إن عالم العولمة يتطلب تنشئة شخصية منفتحة مبدعة, و أن ينحو الإعلام نحو تعليم كيفية التفكير, و إن كان العالم باتجاه أن يكون عالما واحدا فلا يعني هذا الذوبان و فقدان معالم الذاتية الثقافية و إلا تحولت العولمة إلى صورة الإمبريالية في ثوب جديد, و هذا الأمر يشعر به معظم أبناء شعوب العالم النامي و الذي يحمل قدرا من الحقيقة. و ما يجب التأكيد عليه أن الانفتاح على الاخر لا ينبغي أن يكون مدعاة للتفريط في الهوية القومية و الذاتية الثقافية و من ثم فإن التأكيد على الذاتية الثقافية لا ينبغي أن يحمل على أنه دعوة إلى التقوقع فهذا أصبح مستحيلا حتى لو أردناه.

إن نجاح الإعلام الوطني إلى جانب الإعلام الخاص و الإعلام العالمي, أمر ممكن إذا استطاع أن يكتسب ثقة المواطنين و أن يخاطب عقولهم و عواطفهم و يستفيد من التجارب و الدراسات السابقة, و أن يراكم عليها عملا جيدا, و ذلك بوضع فكرة النظام العربي الجديد للإعلام و الاتصال موضع التنفيذ و الاهتمام, و الالتفات للأمور التالية:

 الإعلام التنموي العلمي و التربوي و الزراعي و البيئي ......

 التكنولوجيا المتطورة المطبقة في مجالات الاتصال بفروعه المختلفة.

 الأمن القومي العربي.

 الاستعانة بالمتخصصين في الاتصال و الإعلام أكاديميا و عمليا.

فمهما تغير العالم حولنا لا زلنا نهتز من الأعماق عندما تطرق اذاننا أناشيد "موطني" و "بلاد العرب أوطاني", فالإعلام الان كما قال الأستاذ طارق مصاروة في زاويته "كل يوم" و التي نشرت في 8/9/2002 تحت عنوان "حين نكتشف الأشياء": الإعلام الان هو وسيلة الأمة للحشد و المرابطة و هو حافظ الذاكرة الوطنية التي يسميها البعض التاريخ و هو قبل كل شيء و بعد كل شيء اللسان و الضمير و المنارة.

و نضيف " لن يحترمنا العالم إذا لم نحترم أنفسنا من خلال تطوير قدراتنا و اعتزازنا بهويتنا ماضيا و حاضرا, فصورتنا بعد الحادي عشر من أيلول 2001 بحاجة لمزيد من الثقة بأنفسنا و مزيد من الإنجاز على المستويات كافة, ووسيلتنا لذلك إعلام وطني يحترم العقول و يحفزها للإبداع و الإنجاز, و عصر فضاؤه متسع لكل الأفكار و المعلومات و التحديث.





جمان مجلي

مؤتمر الإعلاميات العربيات الثاني

2002/10/24

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:16 PM
مؤتمر الإعلاميات العربيات الثاني

عمان - البتراء

24 - 27 أكتوبر 2002





تقرير قطري حول واقع المرأة الإعلاميه

في اليمن

إعداد :

منال محمد الكندي
أن عمل المرأة في المؤسسات الإعلامية يتسم بذات العلاقة المتقاربة والمتماثلة في كافة المؤسسات والمرافق الرسمية للدولة فهو

يتأسس طبقا للتشريعات النافذة والتي تكفل حق المرأة للعمل في مختلف الميادين ومفاصل العمل الإعلامي دون استثناء وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات التي ينظمها النافذ من القوانين للمرأة والرجل على السواء ودونما تمييز في ظل التمثل والحرص لحق المرأة في تمتعها بالمزايا التي تمنحها القوانين والتي تستجيب لخاصيتها.

و تظل الأنظمة واللوائح التي تنظم العمل في المؤسسات الإعلامية والتي تتصل بتقسيم العمل فيما بين الاستخدامات البشرية هي الأخرى تترسخ على عدالة توزيع الفرص المتكافئة استنادا إلى القواعد والأسس والمعايير ولشروط شغل الوظائف والتي ترتسم في المسوغات التشريعية وبالذات لقانون الخدمة المدنية رقم (19) لعام 1991 ،وللائحته التنفيذية ،وبما يتوافق والمجالات التخصصية والمهنية للعاملين ، وذات الآمر ينطبق على سياسات وخطط التنمية البشرية والاستيعاب الوظيفي فهما تجمعان ودون تمييز باستهدافهما الذكور والإناث وعلى السواء.

وإذا كنا ونحن نتناول وضع المرأة الإعلامية اليمنية في المؤسسات الإعلامية والذي يبدو وفي التعبيرات النصية ،بأنه وإلى حد كبير يبقى مقبولا ومشجعا ويعبر عن الرضى ، على الأقل لتقليص الفجوة الكبيرة القائمة بينها وبين الرجل باعتبار أن المؤشرات ترتفع وبشكل كبير في سوق العمل لصالح (الأخير) ..إلا أنه ومع ذلك فانه وعندما نتعمق في القراءة والتحليل الدقيق علاقة المقاربة والتقابل بين ما هو منعكس في المسوغات المخطوطة ، والفعل التطبيقي لها فأنه لا عيب من الاعتراف بان حجم ونوع الأثر الناجم عن عمل المرأة في المؤسسات الإعلامية وفي جميع مرافق الدولة يرتهن ويرتبط بعدة عوامل أبرزها......

المساحة التي تشغلها الخارطة الوظيفية ، خصائص مستواها التعليمي والثقافي ،والموقف من عمل المرأة وان بدا هذا الجانب يتقلص تدريجيا وينهار في ظل تنامي مستوى الوعي الاجتماعي من ناحية ومجابهة الصعوبات الاقتصادية وتحسين المستوى المعيشي للسكان من ناحية ثانية وبعبارة أخرى يمكن القول بأن مساحة الأثر الذي يحدثه العمل الراهن للمرأة الإعلامية ، ما هو في الواقع إلا انعكاس لوزن ثقلها الكمي والنوعي في القوى البشرية العاملة في هذا المؤسسة .

 واقع المرأة الإعلامية:ـ

ويمكن القول أن العقد الأخير من القرن العشرين قد شهد تطورا إيجابيا تجاه عمل النساء وخصوصا في مجال الإعلام ، مما أدى إلى تضاعف نسبة الملتحقات فيه عدة مرات عما كانت عليه قبل الوحدة.

هذا التحسن الإيجابي نحو عمل النساء الإعلاميات مازال يعاني الكثير من العوائق التي تحصر الوجود النسائي في الإعلام على مهام عرض البرامج وتقديمها فقط أو السماح المحدود بإعداد البرامج الخاصة بالأسرة والأطفال بعد عرضها على المسئولين في قطاع البرامج في كل من الإذاعة والتلفزيون ، أو تحرير صفحة واحدة أو صفحتين في الصحف الرسمية أو المستقلة أسبوعيا تعني بشئون المرأة والطفل في كل من صنعاء وعدن على السواء.

منذ قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990 على أساس خالق نظام سياسي يقوم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة ، تم دمج المؤسسات الإعلامية الحكومية لشطري البلاد في مؤسسات موحدة ، أدى ذلك إلى انبثاق قدرات و إمكانيات أفضل ، وإحداث تطورات في مجال الصحافة المكتوبة عام 90م ، فمن 17 صحيفة يومية وأسبوعية وشهرية و23 مجلة أسبوعية وشهرية وفصلية زاد عدد المطبوعات الصحفية (حكومية ـ حزبية ـ أهلية) إلى 57 صحيفة يومية وأسبوعية وشهرية عام 1999 ، إضافة إلى أن عدد المجلات الشهرية والفصلية والدورية بلغ في العام نفسه 41 مجلة شاملة وتخصصية ، ناهيك عن عدد كبير من النشرات الصحفية مختلفة المشارب والاتجاهات..

ولا يمكن الحديث عن التطور النوعي ، الذي شهده العمل الإعلامي بمختلف وسائله (المقروءة – المسموعة والمرئية) دون أن نشير للدور الذي لعبته المرأة في هذا المجال ، إلا أنها لم تبلغ مشاركة المرأة في المواقع المتقدمة للأجهزة الإعلامية والحكومية المستوى الذي يعبر عن تواجدها أو قدرتها القيادية ومعارفها العلمية وخبراتها ـ وبنظرة متفحصة مقارنة بين ما سيأتي من أرقام ، سيتبين لنا أن موقع المرأة اليمنية في سلم الوظيفة العامة ، في المجال الإعلامي مازال بعيدا عن مركز القرار ، الأمر الذي يجعلها تبذل المزيد من الجهد في نشاطها الإعلامي الدؤوب حتى تتبوأ المكان اللائق بها ، فأعلى درجة وظيفية قيادية في الإعلام شغلتها امرأة عام 1991 هي وكيل الوزارة المساعد لوزارة الإعلام ، رقيت منها ، عام 1997 إلى وكيل الوزارة بدرجة وزير ، وهناك عدد لا بأس به من الحاصلات على درجة مدير عام مؤسسة(1) ووكيل وزارة مساعد (3) ومدير إدارة عامة (32) وهي درجات مالية نظير مدة الخدمة في أجهزة الدولة ولا تشغل صاحباتها الوظائف المقابلة .بينما يشغل الذكور نحو (16) وظيفة تنتمي إلى ما يسمى بالسلطة العليا لهذه الأجهزة والمؤسسات ونحو (51) درجة وكيل وزارة أو رئيس مجلس إدارة أو مدير عام مؤسسة ،ونحو (59 ) درجة وكيل وزارة مساعد أو استشاري ، ويشغل فعليا وظيفة مدير إدارة عامة نحو (78) موظفا.

أما بالنسبة للصحف التي ترأسها نساء فعددها (4) صحف وهي صحف مستقلة (أهلية) ترأسها نساء وصاحبات امتياز لهذه الصحف وتعتبر صحف تخصصية تهتم بشئون المرأة اليمنية. ومجلة واحدة (متابعات إعلامية ) تصدر عن وزارة الإعلام ترأسها امرأة.

ويجدر الإشارة هنا أن معظم الأقلام النسائية أو الأصوات النسائية هي في الحقيقة غير مؤهلة إعلاميا ، أو مجرد كاتبات أو أديبات استهوتهم الكتابة الصحفية هذا إلى أن عمل المرأة الإعلامية محدود جدا فيما يجب مراعاته من العادات ، فان تحديد مجالات نشاط المذيعات والبرامجيات بنوعية البرامج التي يحق لهن القيام بها يتم على نحو غامض يترجم الرغبات أكثر مما يترجم قوانين مكتوبة وكأنها عملية صياغة أعراف شفوية متماشية مع الأعراف القبلية القديمة المكتوبة.

وعلى نفس المنوال نجد أن إشراك النساء العاملات في الإذاعة والتلفزيون في إجراء المقابلات المسجلة أو المصورة لا يتم أبدا للأحداث السياسية أو العلمية المهمة في البلاد، كذلك بالنسبة للصحفيات فهن محصورات في قضايا لا تعكس إلى الاحتياجات الفعلية للمرأة ، وبالرغم من أن السياسات الإعلامية لبلادنا أوضحت كيفية التعامل مع قضايا المرأة باعتبارها جزء لا يتجزأ من عملية التنمية بشكل عام والتأكيد على أهمية الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع إلا أن عملية التطبيق الجارية لا تعكس التنفيذ الفعلي لهذه السياسات على الرغم من ازدياد نسبة أعداد الإعلاميات سوى الخريجات أو العاملات في مجال النشاط الإعلامي ، إلا أنهن يشغلن وظيفة مساعدة للرجل بدرجة أولى سواء كان ذلك في المجال الفني أو الإشراف التخصصي ، وقلما تتاح لها فرصة الترقي في السلم الوظيفي ، ونادرا ما تتسلم قيادة العمل والاقتراب من مراكز القرار.



 معوقات :-

ـ لابد من التأكيد في البدء أن القانون اليمني لا ينص على أي معوقات خاص بالمرأة أو أي تميز يمنعها من الممارسة الإعلامية لكونها امرأة ،وأن الإشكاليات القانونية الخاصة بحرية الإعلام والتعبير هي تعني ، العمل الإعلامي كله للرجال والنساء.

وقد اقر دستور الجمهورية اليمنية مبدأ المساواة بين المواطنين جميعا وفقا لما جاء في المادة (40) منها حيث ورد النص على النحو التالي:

"المواطنون جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، كم نصت المادة(21) منه على حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكفلت المادة (42) حق الانتخاب والترشيح وإبداء الرأي في الاستفتاء ، كما أكد على أن النساء شقائق الرجال لهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تكفله الشريعة وينص عليه القانون كما جاء في المادة (31) منه .

وجاء قانون الصحافة والمطبوعات رقم (25) لسنة 1990 ولائحته التنفيذية ، ليؤكد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق والواجبات ولم يميز بينهما في أي مادة من مواده. إلا أن هناك فجوة بين التشريع والتطبيق...

فبالرغم من أن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجنسين دون أي كوابح ، وبشكل نلمسه في عدد كبير من الدول العربية إلى أن ندرة الصحف الخاصة بشئون المرأة يتمثل في غياب الهيئات المنظمة للجهود الإعلامية النسائية .. وحتى الصفحات والملاحق الصادرة عن الصحف الرسمية لا تحظى بالاهتمام والدعم من رؤساء التحرير وأصحاب القرار.... بل يصل التقليل من شأن هذه الصفحات حد تخصيص عائد مادي مماثل لما يستلمه الذكور من الصحفيين في نفس الصحيفة ..وهنا تبرز مسألة التمييز في المكافأة والعلاوة بين الرجل والمرأة .

- كما أن الصحف والمجلات التابعة للجمعيات والأحزاب عادة ما تخدم أهدافها،- وتكاد تخلو من صفحات تعني بقضايا المرأة .. وان وجدت فهي لا تربو عن الاهتمام بشؤون المرأة التقليدية التي تخاطبها بوصفها ربة بيت...

- ولعل غياب التأهيل والكفاءة من العقبات التي تحول دون وصول المرأة لمواقع بارزة في الإعلام ..وتجعل من الصعب الثقة في قدراتها ،- إلا أن الواقع مختلف لان هناك من الذكور من يصل إلى مواقع عليا في الإعلام وهو غير مؤهل وليس لديه كفاءة لكن التمييز في مسألة النوع موجودة عند الترقي والمناصب.

- فالفرصة متاحة للذكر غير المؤهل أكثر من المرأة المؤهلة وذات كفاءة ..وذلك يعود لأسباب اجتماعية وهي تلك النظرة القاصرة التي تحيط بالمرأة ،- وتعيق تقدمها وتطورها وما الحصار الذي تعاني منها في الانطلاق نحو تقدمها الإعلامي ،- إلا جزء من معاناة شاملة للمرأة.

- أن النظرة التقليدية التي ترى المرأة تابعة للرجل وليس ندا له ،- تسلبها حقوقا أساسية مختلفة،- وظهور المرأة في الساحة الإعلامية يجعلها في مرحلة صعبة لهذا المجتمع ،- وكون الإعلامي( بأي وسيلة إعلامية) هو أكثر تأثيرا في المجتمع وتأثيرا في الناس وموجه لأفكارهم فإن المجتمع لا يتسامح أو يشجع بسهولة أن تتولى المرأة قيادات إعلامية أ, حتى تكون مشاركة بفعالية في الظهور الإعلامي.

- التعصب الذكوري الذي مازال عالقا في مجتمعنا وهي عقلية لاغية لحقوق المرأة أو تراها أقل قدرة ،- وتتجلى هذه النظرة أكثر في الإعلام ووسائله المختلفة حيث لا تأخذ المرأة حقها ولا توجد امرأة واحدة في مركز القيادة لأي صحيفة حكومية أو مؤسسة عامة( حيث استبعدت رئيسة تحرير محلة (الوطن) وهي مجلة تصدر عن وزارة المغتربين ليحل مكانها رئيس تحريرها السابق)!

وحتى في الصحف الحزبية نرى نفس العقلية اللاغية للمرأة ، فلم يعط أي حزب رئاسة تحرير صحيفة لامرأة ، أو قيادة قطاعه الإعلامي على أساس أن هذه المراكز حساسة وتحتاج إلى "رجل" .

- عدم الثقة في قدرة المرأة على رئاسة صحيفة رسمية إلا كرئيسة ملحق يتبع تلك الصحيفة كما هو الحال لصحيفة الثورة الرسمية(يومية) يصدر عنها ملحق (الأسرة) ترأسه امرأة لها حق اختيار المواد التحريرية فقط.

- بالإضافة إلى التعصب الذكوري هناك نقطة مهمة نحب أن نشير إليها وهو عنف المرأة للمرأة حيث تم تقديم استقالات من قبل رئيسات التحرير وعددهن (3) لصحيفة اليمانية الصادرة عن اللجنة الوطنية للمرأة واحدة تلو الأخرى خلال السنة نتيجة لعدم فهم الإدارة العليا للجنة للإعلام ورسالة الصحيفة و لضغوط إدارية ومالية واجهتها الرئيسات و أوكلت رئاسة التحرير في النهاية لنائبة رئيسة اللجنة والتي ليس لها أي صلة بمجال الإعلام.

 نتيجة :

فالحديث عن وضع الإعلامية اليمنية أو الوسائل الإعلامية في مجتمعنا اليمني سيكون من باب التكرار أن نذكر أن كل صانعي القرار في مجال الإعلام حتى اليوم هم من الرجال ولا يوجد قانون واحد يمنع إسهام المرأة في العمل الإعلامي شأنها شأن الرجل لكن الممارسة اليومي وطريقة توزيع العمل لا تعطي سوى مساحة صغيرة لحراك المرأة وقدرتها على إبراز إمكانياتها ، حيث أن مسؤلي الإعلام يتصرفون تلقائيا طبقا لعاداتهم المنزلية وقيمهم الذاتية دون أن تخطر في أذهانهم مسألة الحق القانوني لزميلاتهم الإعلاميات في المعاملة المتساوية.

نستطيع أن نقول بأن هناك تجاهل حقيقي في أن تتولى المرأة في اليمن قيادة صحيفة أو مؤسسة إعلامية . وعلى العكس قد نرى المرأة مديرة في وزارة أو حتى وزيرة دولة أو سفيرة أو وكيلة وزارة وعضوه مجلس شورى ..لكن لا يمكن أن نرى امرأة رئيسة تحرير أو مديرة تلفزيون!

وقد يعود ذلك إلى أن العمل الإعلامي أكثر تأثيرا في الناس من أي عمل أخر وبروز المرأة فيه يعني توليها قيادة الجمهور الذي يعني حقا ذكوريا !!لتبقى المسألة مسألة وعي ومعركة طويلة تحتاج فيها إلى تغيير جذري للمفاهيم ، والقيم الاجتماعية التي لابد أ، تعلي من شأن المرأة .



جدول يوضح الصحف التي ترأسها النساء لعام 2002م

ملاحظات
تخصصها
نشأتها
انتماءها
نوعها
اسم الصحيفة

رئيسة تحرير +صاحبة امتياز+ عميدة دار للطباعة والنشر.
نسائية متخصصة
94م
مستقلة(أهلية)
صحيفة شهرية
المرأة

رئيسة تحرير + صاحبة امتياز
عامة
99م
مستقلة(أهلية)
صحيفة شهرية
أدم وحواء

رئيسة تحرير + صاحبة امتياز
عامة
2000م
أهلية
صحيفة شهرية
ضوء النهار

رئيسة تحرير + صاحبة امتياز
عامة
2000م
أهلية
صحيفة شهرية
صحيفة الرؤية

رئيسة تحرير
شؤون أسرية
20002
رسمي
أسبوعي
ملحق الأسرة

رئاسة التحرير متذبذبة وترأسها نائبة اللجنة الوطنية للمرأة.
تعني بالمرأة
98م
شبه رسمية
شهرية
اليمانية




جدول يوضع عدد الإعلاميات في الصحف الحزبية 2002 م مستقاة من الصحف نفسها:ـ



الإجمالي
عدد الإناث
عدد الذكور
اسم الصحيفة

26
1
25
الميثاق

24
5
19
الصحوة

19
5
14
الثوري

18
1
17
الشورى

87
12
75
الإجمالي




جدول يوضح عدد الإعلاميين في الصحف الرسمية مستقاة من الصحف نفسها

ملاحظات
الإجمالي
عددا لصحفيات
عدد الصحفيين
اسم الصحيفة

واحدة مراسلة لمجلة سيدتي ـ الأخرى رئيسة تحرير ملحق الأسرة وكانت موظفة عادية.
71
2
96
الثورة

واحدة مسافرة ـ أخرى مراسلة لمجلة (المرأة اليوم) .
44
4
40
الجمهورية

45
5
40
14 أكتوبر

صحيفة أسبوعية سياسية ـ عسكرية
67
لا يوجد
67
26 سبتمبر

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:23 PM
51 ـ في ظل الاستخدام الصارخ للمرأة كوسيلة ترويجية

الإعلانات الهابطة تسيء
للمرأة وتخدش حياءها



مجلة المتميزة : لكرامة المرأة أهمية كبرى لا يمكن بدون صونها تخيل مدى ما تحدثه في المجتمع من تغيرات لها أثرها السلبي ،
والمسألة هنا تتجاوز حالة الإرشاد لتلامس قيم الفرد والعائلة ، لذا فإن الإساءة للمرأة ، أو محاولة تتفيه وضعها وإبراز وطأة الإغراء فيها بصورة بهيمية أو استثمارية ، ضمن إعلانات تجارية سلبية ، تنال من رفعة أخلاقياتها ، وتخدش حياءها وتجعل المرأة لحيية تنظر إلى المجتمع وكأنه يتعمد إهانتها والإساءة إليها .

إلى الآن لم يتمكن أصحاب الإعلانات التجارية – الذين يحاولون اختراق حشمة المرأة كمخلوق نظير للرجل ، ويقدمونها عن عمد بشكل مغر ، وفي صورة تبرز فيها شيئاً من مفاتن جسدها – أن يبرزوا أسوأ اختيارهم كي تكون المرأة موضوعاً رئيساً في الإعلان .

إن تقديم المرأة نصف العارية ( مثلاً ) ضمن إعلان تجاري يُرغّب الناس لاقتناء بضاعة ما ، يعد من قصور النظرة ، وربما الابتعاد عن الأعراف الأخلاقية مما يحدث حالة من الإرباك لدى العوائل السوية ، التي يتفاجأ أفرادها على حين غرّة بإعلان تلفزيوني سريع يبرز شيئاً في مفاتن جسد المرأة أمام أفراد العائلة ( ذكوراً وإناثاً ) مما يتنافى وعلاقة الاحترام والاحتشام فيما بينهم ، حيث الأب مع بناته ، أو الأخ مع أخواته ، وتدفع المرأة المشاهدة للإعلان مهما كانت درجة عفتها ، ضريبة الكيد لمعنوياتها من حيث لا ترغب ، جراء ذلك الإعلان .

وما دامت الإعلانات عن المرأة تظهرها وكأنها سلعة مكملة للسلعة التجارية ، التي يتحدث أو يعبر عنها الإعلان المعني ، بما يحويه ذلك الإعلان من الخلاعة ، التي تسيء لإنسانية المرأة ، فإن المسؤول الأول عنه هو المعلن (( الوسيلة الإعلانية )) ثم يليه المعلن له ،
فقد جعل التساهل من قبل الرقابات الإعلامية أرباب الاستهداف يتمادون في المحظور بنشر الإعلانات المنتقصة من احترام موقع المرأة في الحياة عبر صناعة إعلانية قاتمة ، يجني القائمون عليها مبالغ طائلة .

إن شعار ( لا للإعلانات الساقطة ) يخص أيضاً موضوع الإعلانات عبر الملصقات الكبيرة المعلقة ، أو الملصقة أحياناً على العديد من واجهات المحال ومنعطفات الطرق ، حتى ليكاد سكوت المجتمع عنها يعد بمثابة رضى أو غطاء ضمني .

إن إبداء بعض الملاحظات حول الإعلانات السلبية المثيرة للغرائز لدى المراهقين والمراهقات ، يغير الكثير من قناعاتهم في ضرورة حفظ قدر من الاحتشام ، كي تبقى الإناث في كل عائلة في وضع يكافئ الذكور من حيث المعنويات ، والحرص على أن يكون الموروث في العرف الأخلاقي على أمثل صورة بينهما ، وبعبارة أخرى فإن الجزئية الهابطة في نموذج الإعلان التجاري المقدم ورقياً أو المعروض تلفزيونياً ، فيها ما يسيء للمرأة .

لقد أثبتت الدراسات المتعلقة بالإعلانات الساقطة تجاهل كرامة النساء في وسائل الإعلام المختلفة ، سواء في التلفزيون أو في المجلات النسائية ، أو في الصحافة بشكل عام ، إذ غالباً ما تظهر الإعلانات تماذج الفتيات فيها ، وكأنهن متصالحات مع أجسادهن بتلك العروض المشاكسة لفطرة المرأة المحافظة لكرامتها من خلال جسدها .
أما بالنسبة للمرأة المسلمة فإن صور الإعلانات المنشورة والمذاعة عن المرأة عموماً ، تسبب لها شعوراً بالامتعاض باعتبارها المرأة التي تملك النموذج الأفضل في حجابها الوافر لشدة عفتها ، لذلك فإن فعاليات الإعلان المسيء لنموذج المرأة السوية ، مسألة مرفوضة قلباً وقالباً عندها .

وبخصوص الإعلانات الغربية الدعائية في مجال الإثارة والمسيئة للمرأة العربية أو المسلمة ، فتلك قضية خبث أولئك الغربيين وحقدهم ، الذين يتعاملون مع فن الإعلان من موقع الإساءة لنساء عربيات ومسلمات ، لم يطلعوا على ضوابط الحشمة لديهن ، متناسين أن حرية المرأة الغربية المزعومة ، قد أوصلتها إلى الحضيض في كثير من الأحيان والمناسبات .
فقبل سنين عرض التلفزيون البريطاني إعلاناً تجارياً فلمياً يقدم شخصا إنكليزياً أشقر يقدم إلى مواطن عربي أسمر شفرة حلاقة واحدة أثناء ما كانا مجتمعين في حفل ترقص قيه فتاة عربية سمراء على رمال صحراء في وقت الغروب ، فإذا بذاك العربي يتنازل عن زوجته لحساب ذاك الشخص الغربي الذي تأبط زوجته مقابل تلك الشفرة .
أي إسفاف هذا ! وأي مغالطة تلك ! وأي ذلة تلك التي جعلت هؤلاء يتندرون بأمتنا !
إنها التبعية المقيتة التي أعطينا لهم زمامها ، فما علينا إلا الرضوخ حيث وجّهُونا !
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

إن الزمن قد تغير كثيراً في توجهات علاقاته بين الشرق والغرب ، وعلى الجميع أن ينتبهوا إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب كرامة المرأة وسمعتها بأي حال من الأحوال في الإعلانات التجارية وغيرها ..


52 ـ اليهود والسيطرة على صناعة السينما والتلفزيون
والمسرح والثقافة والإعلان التجاري




ذكر الدكتور فؤاد بن سيد الرفاعي في كتابه القيم النفوذ اليهودي في
الأجهزة الإعلامية والمؤسسات الدولية تلك الحقائق المغيبة :


اليهود وصناعة السينما العالمية

يُسيطر اليهود سيطرة تامة على شركات الانتاج السينمائي .
فشركة فوكس يمتلكها اليهودي ويليام فوكس
وشركة غولدين يمتلكها اليهودي صاموئيل غولدين
وشركة مترو يمتلكها اليهودي لويس ماير
وشركة اخوان وارنر يمتلكها اليهودي هارني وارنر وإخوانه
وشركة برامونت يمتلكها اليهودي هودكنسون *

* جميع هذه الشركات اليهودية يُباع انتاجها في العالم الإسلامي ؟؟ ويتمثل في أفلام الجريمة وفنونها ، واللصوصية وأساليبها ،
والعنصرية اليهودبة واضحة فيها !! ومع ذلك تُعرَض منذ سنين طويلة في بلاد العرب ، وتغص بها صالات العرض السينمائي والتلفزيوني .. ! شكراً لمكاتب مقاطعة إسرائيل !!

وتشير بعض الاحصائيات إلى أن أكثر من 90% من مجموع العاملين في الحقل السينمائي الأمريكي ، إنتاجاً ، وإخراجاً ، وتمثيلاً ، وتصويراً ، ومونتاجاً ، هم من اليهود ...

ولعلّ أبلغ ما قيل في وصف السيطرة الصهيونية على صناعة السينما الأمريكية ، ما ورد في مقال نشرته صحيفة " الأخبار المسيحية الحرة " عام 1938 قالت فيه :
( إن صناعة السينما في أمريكا هي يهودية بأكملها ، ويتحكم اليهود فيها دون أن ينازعهم في ذلك أحد ، ويطردون منها كل من لا ينتمي إليهم أو لا يصانعهم ، وجميع العاملين فيها هم ، إما من اليهود ، أو من صنائعهم .

ولقد أصبحت هوليوود بسببهم (( سدوم* العصر الحديث ))
حيث تُنحر الفضيلة وتُنشر الرذيلة وتُسترخص الأعراض ، وتُنهب الأموال دون رادع ، أو وازع .. وهم يرغمون كل من يعمل لديهم على تعميم ونشر مخططهم الإجرامي تحت ستائر خادعة كاذبة .. وبهذه الأساليب القذرة أفسدوا الأخلاق في البلاد ، وقضوا على مشاعر الرجولة والاحساس وعلى المثل للأجيال الأمريكية ) .
* سدوم : مدينة من مدن قوم لوط عليه السلام ، وتقع في الأردن – بجوار البحر الميت الآن ، والذي لم يكن موجوداً قبل أن يمطر الله عز وجل قوم لوط بحجارة من سجّيل ويقلب ديارهم – ولقد كان في هذه المدينة قاضٍ مشهور بالجشع والجور ، ضربَ العرب به المثل فقالوا : ( أجور من قاضي سدوم ) وسبب جوره ، أنه كان يأخذ من كل مَنْ يفعل الفاحشة أربعة دراهم !!
راجع معجم البلدان ج3/200 ، وكتاب : مجمع الأمثال للميداني ، رحمه الله تعالى .

واختتمت الصحيفة كلامها بالقول :
( أوقفوا هذه الصناعة المجرمة لأنها أضحت أعظم سلاح يملكه اليهود لنشر دعاياتهم المضللة الفاسدة ) .


***********


..... وإذ يصعب سرد أسماء جميع اليهود العاملين في حقل السينما العالمية ، كذلك يصعب سرد أسماء جميع الممثلين من غير اليهود الذين ارتموا في أحضان الصهيونية ، ولذا نكتفي بسرد بعض أسماء هؤلاء على سبيل المثال . فمنهم :
روبرت دي نيرو ، وستيف ماكوين ، وروبرت ريد فورد ، وهايدي لامار ، وفيكتور مايثور ، وشين كونري " جيمس بوند " ، وروبيرت ميتشوم ، ورومي شنايدر ........ وعشرات غيرهم .

وفي بريطانيا يملك اللورد اليهودي " لفونت " 280 داراً للسينما ، ويقوم بنفسه بمشاهدة أي فيلم قبل عرضه ، وقد منع عرض فيلم عن ( هتلر ) من تمثيل ( إليك غينيس ) المؤيّد للصهيونية ، بحجة أن الفيلم لم يكن عنيفاً ضد الهتلرية بالشكل الذي يُرضيه .. !!

ويعتبر فيلم ( الهدية ) من أقذر الأفلام إساءة للمسلمين العرب ، وهو من انتاج اليهودي البريطاني " روبرت غولد سميث " .
ويروي الفيلم قصة عدد من أمراء العرب الذين يصطحبون عشرات من " حريمهم " المحجبات إلى باريس ، حيث ينطلق الأمراء في بعثرة ملايينهم لاصطياد العاهرات* ... ومنهن بطلة الفيلم اليهودية ، وفي نفس الوقت يغلقون أبواب غرف الجناح الضخم في الفندق على نسائهم " الحريم " ، ولا يسمحون لهن بالخروج من غرفهن .
وحين يُخطئ خادم عجوز في قرع باب جناح " الحريم " ، يغلقن الباب ، ويهجمن على الخادم العجوز ، ويجبرنه على تعاطي الفاحشة معهن جميعاً .. !! ويجري كل ذلك وسط قهقهة المشاهدين الذين ينجح بينهم الخبث الصهيوني عبر هذا الفيلم وأمثاله ، في تبشيع صورة المسلم العربي في فكره وعاطفته ...
* معلوم لكل عاقل : أنَّ سلوك الشخص صورة عن فكره وعقيدته .. فإذا كان الرجل بعيداً عن دينه ، لاهثاً وراء شهواته ، فإنه يعطي صورة سيئة للمسلم !! والحقيقة إنه لا يمثل إلا نفسه .
لكن أعداء الإسلام يتخذون من مثل هذا الضائع وسيلة للإيقاع بكل العرب المسلمين ، بدافع الحقد الدفين وحسبنا الله ونعم الوكيل .


وفيلم " أمريكا .. أمريكا " الذي يُظهر العرب بمظهر المجرمين الذين يقتلون المصلين داخل الكنائس
ثم يذهبون لاحتساء الخمر في الحانات !!


***********


واليهود يعلمون أنَّ أغلب رواد السينما من صغار السن ، أو من طبقة العمال الفقراء ، لذا فإنهم يعمدون إلى إثارة غرائزهم ، وإفساد أخلاقهم بما يقدمون لهم من أفلام الجنس والجريمة والسرقات والقتل * .
كما أنهم وراء أفلام الدعارة التي توزّع في قصور الأغنياء لهدم الأسر الارستقراطية ، ونشر الانحلال بين جميع الناس في العالم !!
* تحدث أحد مفكري الغرب النصراني في احتفال عام أقيم في نيويورك بتاريخ 31 / 11 / 1937 قائلاً :
( بواسطة وكالات الأنباء العالمية ، يغسل اليهود أدمغتكم ، ويفرضون عليكم رؤية العالم وأحداثه كما يريدون هم لا كما هي الحقيقة ..
وبواسطة الأفلام السينمائية ، يغذي اليهود عقول شبابنا وأبنائنا ، ويملأونها بما يشاؤون ، فيشب هؤلاء ليكونوا أزلاماً لهم وعبيداً ..
خلال ساعتين من الزمن ، هي مدة عرض فيلم سينمائي ، يمحو اليهود من عقول شبابنا وأجيالنا الطالعة ، ما قضى المعلم والمدرسة والبيت والمربي عدة أشهر في تعليمهم وتثقيفهم وتربيتهم ... ) .
" أدريان أركاند – نيويورك " ، راجع اليهودية العالمية – عبد الله حلاق .
صفحة : 73



اليهود وشبكات التلفزيون العالمية

حين يًذكر التلفزيون ، تبرز شبكات التلفزيون الأمريكية كأقوى شبكات للتلفزيون في العالم ، والتي يسيطر عليها اليهود سيطرة شبه تامة ..
حيث تنتشر في الولايات المتحدة ما بين 700 – 1100 شبكة بث تلفزيوني .
وتعتبر الشبكات الثلاثة المسماة : [ A.B.C و C.B.S و N.B.S ] أشهر شبكات البث التلفزيوني في العالم ، وجميعها تحت نفوذ الصهيونية .

فشبكة " A.B.C " يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها اليهودي " ليونارد جونسون " .
وشبكة تلفزيون " C.B.S " يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها اليهودي ومالكها " ويليام بيلي " .
وشبكة تلفزيون " N.B.C " يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها اليهودي " الفرد سلفرمان " .

ولكي ندرك مدى خطورة السيطرة الصهيونية على هذه الشبكات الثلاث ، يكفي أن نشير أنها تعتبر الموجّه السياسي لأفكار ومواقف حوالي 250 مليوناً أمريكياً ، بالإضافة إلى مئات الملايين الآخرين في أوربا وكندا وأمريكا اللاتينية ، بل وفي جميع أنحاء العالم * .
* لقد صرف حكام المسلمين ملايين الدولارات لشراء القمر الصناعي " عربسات " ، لا ليستخدموه ، كما تستخدمه الدول المتقدمة – مادياً - ، من عرض للبضائع بين القارات وتقديم الخبرات التقنية والعلمية والعسكرية ، ولكنهم دفعوا هذه الأموال ليتمكنوا من الاتصال الدائم بهذه الشبكات لتزودهم بالسموم التي تُخدّر الشعوب الإسلامية ، وتشغلهم عن الواجبات التي خلقهم الله من أجلها ، وكأن مهمة " القمر الصناعي " عندنا مقتصرة على نقل : الفنون الشعبية ، والمباريات الرياضية ، والمهرجانات السينمائية ، والحفلات التافهة ، والفوازير الرمضانية ... وهذه مصيبة تضاف إلى مصائبنا الكثيرة .

وتبرز السيطرة اليهودية على برامج التلفزيون الأمريكية من خلال العديد من البرامج ، فقد قدمت شبكة (N.B.C ) طوال شهر شباط من عام 1964 م ، سلسلة من الحلقات الدينية عن شخصيات من العهد القديم " التوراة المحرّفة " ، قدمها راهب لوثري اسمه " ستاك " .
وكانت هذه الحلقات جزءاً من المخطط اليهودي لاقناع الرأي العام الأمريكي بأن اليهود يشتركون مع الأمريكيين في عقيدة واحدة ، وبأن اليهود أبرياء من دم المسيح عليه السلام !! *
نحن المسلمين نعتقد جازمين بأن عيسى عليه السلام لم يُقتل على يد اليهود – رغم محاولاتهم ذلك – وإنما رفعه الله عز وجل إلى السماء .. قال تعالى : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم ) النساء .
واعتقادنا هذا لا ينفي عن اليهود صفات الغدر واللؤم والخسة والشر ، وهي صفات تأصلت في نفوسهم ، وأثبتها القرآن الكريم لهم .

وقدمت شبكة ( A.B.C ) برنامجاً عن جهاز المخابرات اليهودية " الموساد " على مدى أسابيع ، وبمعدل أربع أيام في الأسبوع ، وكانت حلقات المسلسل تطفح بالمديح لليهود ، وتظهرهم بمظاهر الشجاعة والذكاء والتضحية !!
وفي نفس الوقت الذي كانت شبكة ( A.B.C ) تبث فيه حلقات " الموساد " كانت تبث حلقات عن المظالم التي يزعم اليهود أن العهد النازي الهتلري كان يوقعها بهم ؟؟

وبتلك الأساليب الخبيثة نجحت الصهيونية في اكتساب عطف الرأي الأمريكي ، واعجابه في وقت واحد !!

كما حرصت شبكة ( A.B.C ) في بداية الغزو اليهودي للبنان على بث مقابلة مع " عزرا وايزمن ، وزير الدفاع اليهودي الأسبق ،
وكانت المقابلة حول كتابه : " المعركة من أجل السلام " ، لتوحي للرأي العام الأمريكي بأن كل ما يقوم به اليهود هو من أجل السلام !! ولو أدى الأمر إلى غزو واحتلال أراضي دولة مجاورة ؟؟ وما يصاحب ذلك من تقتيل وتشريد الآلاف من الناس ......... !


***********


وتمتد أذرع الأخطبوط الصهيوني إلى شبكات التلفزيون والإذاعة " الفرنسية " .
وقد ظهر النفوذ اليهودي واضحاً في قيام التلفزيون الفرنسي ببث العديد من البرامج والمسلسلات التي تروّج الدعاية للصهيونية .
فقد حرص التلفزيون الفرنسي عندما زار الرئيس " فرانسوا ميتران " الكيان الصهيوني . على استضافة الفرقة الموسيقية اليهودية المسماة بـ " أوركسترا أورشليم " ، كما قدّم فيلماً وثائقياً بعنوان " إسرائيل .. لماذا ؟ "
كما قدمت الإذاعة الفرنسية برنامجاً إذاعياً بعنوان " صوت إسرائيل " .

ومن الأفلام التلفزيونية التي عرضها التلفزيون الفرنسي فيلم " عملية عنتيبي " الذي يروي " بطولات " الجنود اليهود في عملية تحرير رهائن مطار " عنتيبي " في أوغندا ؟؟

كما عرض فيلم " القرصان " الذي يُظهر العرب بصورة مشينة ، في الوقت الذي يُظهر فيه اليهود بمظهر الأبطال !!


***********


وامتدت أذرع الأخطبوط الصهيوني إلى التلفزيون " الإيطالي " ،
فقد عرض في 26 / 9 / 1982 ، فيلماً وثائقياً بعنوان : (( قنبلة من أجل السلام ))
وقد كان الهدف من عرض الفيلم هو بث الذعر من محاولة " باكستان " امتلاك قنبلة نووية ....... وقد تضمن الفيلم مقابلة مع " بيغن " أكَّد خلالها : ( أن اليهود لا يطيقون أن يمتلك عدوهم مثل هذا السلاح حتى ولو كان هذا العدو غير عربي !! )


***********


ومن الأفلام التلفزيونية التي تفوح منها رائحة الخبث الصهيوني / مسلسل ( تعلم اللغة الانجليزية ) الذي عرضه التلفزيون البريطاني ،
وتدور حلقاته حول خليط من الناس ينتمون إلى شعوب مختلفة ، ويجمعهم ، صف دراسي في إحدى مدارس تعليم اللغة الانجليزية للأجانب ، وقد حرص مخرج المسلسل اليهودي ، على أن يحشر في الفيلم طالباً باكستانياً مسلماً ، وآخر هندياً من طائفة السيخ ، ولا يترك هذا الهندي الخبيث مناسبة إلا ويوجّه إهاناته للباكستاني المسلم بصورة يقصد بها الإساءة للإسلام * .
* تم عرض هذا المسلسل في كثير من تلفزيونات العرب ؟؟

ففي إحدى حلقات المسلسل ، يطلب الأستاذ الانجليزي من الهندي اختيار كلمة مرادفة لكلمة " غبي "
فيسارع الهندي ليعطيه كلمة " مسلم " *
* ثبت بأن الوثنيين الهنود أتقنوا فن النفاق ، وسياساتهم مع العرب مبنية على ذلك ، فهم في الظاهر أصدقاء للدول العربية ، وفي الخفاء يقدمون كل عون مادي ومعنوي لإسرائيل ... منذ أيام طاغور ونهرو وغاندي إلى هذه الساعة !!
فللعرب – من الهند – الكلام المعسول ، ولإسرائيل الدعم الفعّال !! بالتنسيق الكامل – طبعاً – مع الاتحاد السوفياتي والولايات الأمريكية ... ومن أراد الاطلاع على المزيد من هذا الخبث الهندي ، فعليه مراجعة الكتاب القيم " الحلف الدنس " أو " التعاون لهندي الإسرائيلي ضد العالم الإسلامي " ، لمؤلفه : محمد حامد .


اليهود والمسرح العالمي

لم يكتف اليهود بالسيطرة على دور الإعلام والصحف ، بل امتدت أذرع الأخطبوط الصهيوني إلى المسارح أيضاً ، وتحكمت في توجيهها .

ففي انجلترا سيطر اليهود على أقدم المسارح هناك ، وهو المسرح الملكي الذي يمتلكه اليهودي اللورد ( لوغريد ) .
كما يمتلك شركة مسارح أخرى اسمها" شركة بيرمانز اند ناتان ليمتد "
كما يمتلك مسارح ومنها : دوري لين
لندن بوليديوم
فكتوريا بالاس
أبوللو
ذي ليريك
ذي غلوب
الملكة
ذي لندن كولوسيوم
ذي لندن هيبوورم

ولقد كانت السيطرة على صناعة المسارح البريطانية هدفاً يسعى إليه اليهود ، واشتد سعيهم حين كانت مسرحية شكسبير الشهيرة ( تاجر البندقية ) تستقطب اهتمام الجماهير البريطانية ، وتؤثر تأثيراً سلبياً ، وبعنف ، في نظرة البريطانيين إلى اليهود ..

ولقد نجح اليهود في تحقيق هدفهم ، حتى لم تعد مسرحية " تاجر البندقية " تجد مسرحاً واحداً في طول بريطانيا وعرضها ، يقبل أن تُعْرض المسرحية على خشبته !!

ولم يكتف اليهود باحتواء صناعة المسارح البريطانية ، ومنع أية مسرحية معادية للصهيونية من أن ترى النور . بل – أيضاً – سخَّروا المسرح البريطاني لبثّ الدعاية السافرة للصهيونية من جهة ، ولِبثّ الدعاية المضادة للعرب المسلمين من جهة أخرى .

ومن المسرحيات التي تفوح منها روائح الخبث الصهيوني
مسرحية ( القشعريرة ) ، التي بُدِئ بتقديمها في عام 1981 ، فوق خشبة أشهر مسارح " الوستاند " شارع المسارح الشهير في لندن .

وتدور أحداث المسرحية حول تاجر عربي ثري اسمه في المسرحية (( محمد العربي )) ، يُبذّر أمواله الطائلة في شراء أفخر الخمور ، وأغلى الهدايا لفتاة انجليزية ... بغية التمتع بجسدها ، وإشباع شهوته الحيوانية .. إلى أن أنفق كل أمواله دون أن يظفر من الانجليزية اللعوب بشيء !! ثم لا يلبث أن يجد نفسه على قارعة الطريق .. ولم يعد في جيبه فلس واحد ؟؟

وينبغي الإشارة إلى أن اطلاق اسم " محمد " ، على بطل المسرحية ، ليس مجرد اطلاق اسم فقط ! بل لقد اختير هذا الاسم بخبث شديد في محاولة للتعريض بنبي الإسلام الكريم صلوات الله وسلامه عليه .. كما أن اطلاق اسم " العربي " كإسم لعائلته ، يُقصد منه أيضاً التعريض بالعرب .


***********

وكان من الطبيعي أن ينتهز اليهود – وهم يسيطرون على صناعة المسرح – هذه االفرصة ليُسخّروا هذه الصناعة في تحقيق مخططاتهم التي نصّت عليها بروتوكولات " خبثائهم " ، ومنها نشر الفساد والميوعة في الأجيال الناشئة ، ليسهل عليهم قيادها .
فكان اليهود روّاد تجارة الجنس الداعرة ، لا في السينما فحسب ، وإنما على المسرح أيضاً .
ومسرحية ( هير ) تشهد بذلك ، وهي مسرحية منحلة إباحية ، عُرضت على خشبات مسارحهم في لندن ، يظهر فيها الممثلون والممثلات عراة ، ويمارسون الفاحشة فوق خشبة المسرح ، ولم يلبثوا أن انطلقوا بهذه المسرحية إلى عواصم البلاد الأخرى ؟؟ كباريس ونيويورك ، وهمبورغ ، واستكهولم .. ؟!
ألا ساء ما يفعلون !!


اليهود والحركة الثقافية العالمية

وتمتد أذرع الأخطبوط الصهيوني مرة أخرى لتسيطر على كبريات دور النشر والطباعة في العالم .

ففي الولايات المتحدة يُسيطر اليهود سيطرة تامة على أكثر من خمسين بالمائة من دور النشر والطباعة .
وتُعتبر شركة " راندوم هاوس " للنشر ، التي أسسها اليهودي " بنيث سيرف " ، من أشهر دور النشر في العالم .

ولقد بلغ من تفاقم السيطرة الصهيونية على دور النشر الفرنسية ، أن المفكر الشهير " رجاء جارودي " ، الذي كانت دور النشر الفرنسية والعالمية تتسابق لنشر كتبه ، لم يجد دار نشر فرنسية واحدة تتبنى كتابه : " بين الأسطورة الصهيونية والسياسية الإسرائلية " أو " ملف الصهيونية " ، وهو كتاب ألفّه بعد أن اعتنق الإسلام .

هذا ويبدي اليهود اهتماماً خاصاً بالكتب المدرسية والجامعية . فهي الغذاء الثقافي الذي يُكوّن فكر أجيال المستقبل .
والتي يحرص اليهود على غسل أدمغتها ، وترويضها ، لخدمة أهداف الصهيونية ومخططاتها .

وفي الولايات المتحدة يُجبر طلاب المدارس التي تسيطر عليها الصهيونية ، على دراسة كتاب اسمه " كيف نما الشعب اليهودي " ، الذي يؤكّد حق اليهود التاريخي والعقائدي في فلسطين ..

وفي فرنسا ، عندما احتدمت معركة الرئاسة في أوائل عام 1981 م ، عقدت الجمعية العمومية للجمعيات اليهودية برئاسة " روتشلد " ، اجتماعاً أعلنت فيه شروطها في المرشح الذي يطلب تأييدها ، ومن أول هذه الشروط ، ادخال مادة " تاريخ الشعب اليهودي " ، في برامج التعليم الفرنسية ، وبنوع خاص ، الفصل المتعلق باضطهاد ألمانيا النازية لليهود *1 !!

كما يدرس الطلاب الفرنسيون في أحد كتبهم المقررة من وزارة التربية الفرنسية أن :
(( هؤلاء الرجال الذين يحملون اسم " محمد " هم مجانين *2 ..... !!
وأن كل 15 أو 20 فرداً منهم يُقيمون في غرفة واحدة .
استأجرها " محمد " آخر أكثر خبثاً منهم *3 .. !! ))

*1 : من هنا نرى حرص اليهود على غسل دماغ العالم ، وترويضه لخدمة أهدافهم .
ونذكر في هذا الصدد : أن اليهود يُدرَّسون أبناءهم في مدارس الحكومة " الإسرائيلية " : التوراة والتلمود ، بصورة مركّزة ، حيث خصصوا لها حصصاً كثيرة في الأسبوع الواحد .. ومن الموضوعات الأساسية التي تُدرّس لهم ، موضوعات القتال التي وردت في " سفر يوشع " من التوراة المحرّفة ، والذي يُعتبر من المواد الأساسية في برنامج وزارة المعارف والثقافة اليهودية ، حيث أن لهذا السفر الشرير تأثيراً إجرامياً على نفسية الطلاب اليهود .
إن تدريس الدين اليهودي للطلاب اليهود ، بهدف إلى تخريج صنف يميل إلى البطش والانتقام ثم الاعتزاز بعقيدته الباطلة .

بينما في مدارس المسلمين ، يقطعون لطلاب من جذورهم الإسلامية ، ويربطونهم بالزعماء ، والنمط الغربي أو الشرقي ، فينشؤوا على التقليد والفراغ الروحي ، ويكون اهتمامهم بالكرة والموسيقا وتوافه الأمور ، وهذا تبع لبرامج اليونسكو ( اليهودية ) ؟؟ يساندها – طبعاً – تلاميذها العرب والمحسوبون على الإسلام ؟؟ .


*2 : ذكرت إحدى الجرائد الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 2 / 4 / 1981 ، أن هذا الكتاب يُدرّس في بعض المدارس الأجنبية في الكويت وفيها بعض أبناء المسلمين .. ؟؟
شكراً لوزارة التربية !!


*3 : أقول : نترك الرد على هؤلاء ليرد عليهم المستشرق المنصف " وليم موير "
الذي امتاز بالدراسات التاريخية إذ يقول :
( لقد امتاز محمد – صلى الله عليه وسلم – بوضوح كلامه . ويسر دينه . وقد أتم من الأعمال ما يُدهش العقول . ولم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس ، وأحيا الأخلاق ، ورفع شأن الفضيلة في زمن ، كما فعل محمد – صلى الله عليه وسلم – نبي الإسلام ) ا.هـ

ويقول الكاتب الانجليزي المعروف " برنارد شو " ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إني أعتقد أن رجلاً كمحمد – صلى الله عليه وسلم – لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم ، لتم النجاح له في حكمه ، ولقاد العالم إلى الخير ، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة ... ) ا.هـ

ومن هنا نرى الفرق كبيراً بين العلماء المنصفين والجهلة الحاقدين ..... ولو كانوا من جلدة واحدة !!


53 - الإعلام وأثره في تدمير الأخلاق
د. طارق الطواري


يخطئ من يظن أن الإعلام اليوم بريء من تدمير الأخلاق وتضييع الدين وليس ثمة تفسير لتزايد المحطات الخلاعية الفضائية بشكل مطرد والتسويق للريسيفرات التي تفك الشفرات بل وعرض هذه المحطات كسلعة وسبيل لكل راغب وتغاضي الرقابة عن ذلك إلا مشاركة في الهدم والتدمير للأخلاق
وقد سبق أن كتبت مقالاً في الرأي العام بعنوان ( رسيفر يفك التشفير ) ووجهت اللوم فيه لوزارة التجارة ورقابة وزارة الإعلام على ما يفعل هذا الجهاز من تدمير الأخلاق ولكن دون جدوى
وما زال الحبل على الجرار فجاء رسيفر جديد يفك أكثر من 40 قناة مشفرة بما فيها 20 قناة إيباحية بالكامل وجاء البلوتوث والإنترنت المفتوح والأفلام المستنسخة التي تباع في الطرقات والمحلات دونما رقابة .

ولو سألت عن مدى تأثير هذا الإعلام على الأخلاق في المدى البعيد سواء كان إعلاما مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً يتصدر الكل فيه جميلات العالم والأجساد الرخيصة لكان الجواب بالآتي:

أولاً : تشجيع الناس على النظر إلى الحرام :
وترك أمر الله تعالى بغض البصر ، حيث اعتاد الناس على مشاهدة العري في الأفلام والمسلسلات وحتى نشرات الأخبار حيث تخرج المذيعة بأبهى زينة وكأنها راقصة والرجال ينظرون إليها متجاهلين قول الله تبارك وتعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )
تقول لأحدهم : غض يصرك يقول لك وهو قد أدمن النظر : اغسل عينيك بذاك الجمال ، عن جرير رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال : اصرف بصرك رواه مسلم .
وليس من لا يدع شاشة التلفاز وهو يدقق بالمذيعة ، والنظر إلى الحرام يؤدي للوقوع فيه ، إنتشار الايدز .
كل المصائب مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضاً ثم انفجر الرقم ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان منهم حوالي ثلاثة ملايين هذا العام وما زال مستمراً .
إنه باختصار مرض يتكلم بالملايين فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقص ، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الإعلانية هي نفسها إلا من رحم ربي التي تقوم بتجهيز المواد الأولية اللازمة لانتشاره عبر الآف المواد المحرضة على الرذائل ،
وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .

ثانياً : تزيين الحرام وتجميله من خلال :

أ – الكفر والأفكار الإلحادية باتت فناً وإبداعاً
فعلى سبيل المثال يستبدلون اسم الخمر بالمشروبات الروحية
والربا بالعائد الإستثماري
والعري بالموضة والفن
حتى أصبح للعري أربع مواسم في السنة
وأصبحت قلة الأدب والإنحلال تسمى حرية شخصية
ونشوز المرأة عن طاعة زوجها أيضاً حرية شخصية
أما إذا تحللت المرأة وغنت أمام الأجانب فيدعونها سيدة الغناء العربي والفنانة المبدعة .

ب ـ تقبيح اسم الحلال : فمثلاً يتسبدلون اسم الأخوة الإسلامية بالفتنة الطائفية
والشهادة في سبيل الله بالخسائر في الأرواح
والفدائي الشهيد بالانتحاري
حجاب المرأة بالخيمة والكفن .

ثالثاً : تيسير الحرام وتيسير الوقوع فيه :
فتكرار رؤية الإنسان للأفعال المحرمة وكأنها أمراً عاديا مرافقاً لنوع من الكوميديا يدفعه إلى التفكير فيها ومن ثم فعلها ( الزنا ، السرقة ، التدخين ، علاقات العشق والغرام )
فعلى سبيل المثال : ترى في الأفلام مشهد الممثل وهو يفتح شباك غرفته فيرى جارته بالصدفة أمامه فينشأ بينهما قصة حب أو قصة معصية .
مثال آخر : ترى مشهد يتكرر كثيراً فيه المدرس الخصوصي مع تلميذته في خلوة أو دخول أخت الطالب وهي سافرة متبرجة وكأنه أمراً عادياً .

رابعاً : طرح وسائل جديدة لفعل الحرام
بعرض أساليب متعددة للسرقة وأخرى لإقامة العلاقات الغرامية وعقوق الوالدين

خامساً : غرس حب الفاحشة في النفوس :
حيث أن مثال هؤلاء من الفنانين والفنانات يعملون على غرس الحرام في النفوس وجعل الناس يحبون فعله وقد نسوا قول الله تبارك وتعالى في سورة النور ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
فعلى سبيل المثال : تجد المخرج يركز بعدسة الكاميرا على ساقي الممثلة في مشهد بوليسي .

سادساً : ألف المعصية والاعتياد على رؤية المحرم :
إن تكرار رؤية الأفعال المحرمة وسماع الكلام الفاحش يولد عند الإنسان تعود الرؤية والإستماع إلى ما هو محرم
ومن تكلم أو نصح ينهر ولا يجد أذانا صاغية ..
( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .
نحن نجد مشاهدي التلفاز على سبيل المثال قد ألفوا رؤية الممثلة وهي شبه عارية تفتح الباب لرجل أجنبي أو أن يقبلها أجنبي .. لا بد هنا أن نذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العينان تزني وزناهما النظر .. واليدان تزني وزناهما اللمس .. والأذنان تزني وزناهما السمع .. والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه ) رواه البخاري .

سابعاً : نشر القدوة السيئة بين الناس :
حيث أصبح ما يسمونهم بنجوم بين الناس .
نشاهد مقابلات تلفزيونية كثيرة يفرد لها الوقت الكبير والساعات الطوال مع فنان يجاهر بمعاصيه ، ليسأل عن أكله وشربه وليعلمنا كيف نقود حياتنا
فهل نسي المسلمون قدوتهم الأولى التي أخبرهم الله تعالى عنها في سورة الأحزاب ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً )
ومن بعده صحابته الكرام ، ويزور البلاد العالم فلا يسأل عنه أحد بينما يسألون عن أدق التفاصيل في حياة من يبرزهم الإعلام .

ثامناً : إلباس الحق بالباطل :
كالراقصة التي سئلت عن حكم الشرع في الرقص فان جوابها الرقص عمل والعمل عبادة إذا فالرقص عبادة والعياذ بالله .
ويتحدث أحد هؤلاء النجوم عن نفسه بأنه رجل ملتزم بأوامر الله أما ما قدمه من أفعال محرمة في مسلسله هذا وفيلمه ذلك فيكون بحجة الفن ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) .

تاسعاً : الحلول الجاهلية عند عرض المشكلات الحياتية ومع منع المفكرين والوعاظ المؤثرين في حياة الناس :
كاللجوء إلى الإنتحار والمخدرات وشرب الخمر .. الخ
وإبعاد العقل عن الحلول الإسلامية ، كاللجوء إلى محكمة العدل الدولية ، الأمم المتحدة ، مجلس الأمن وعدم التطرق للشريعة الإسلامية في حل مشكلات الناس .

عاشراً : تضييع المعاني الإسلامية :
ففلسطين المحتلة تصبح الضفة وغزة
والعدو الإسرائيلي يصبح إسرائيل
ودول حوض البحر الأبيض المتوسط أو الفرنكفونية

إضافة لما يفعله الإعلام الحديث من آثار مدمرة على الأطفال أهمها :

1 ـ يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز .

2 ـ يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه .

3 ـ التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير .

4 ـ يستفرغ طاقات الطفل وقدراته الهائلة على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها .

5 ـ يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في النفوس التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية .

6 ـ يقوم بإثارة الغرائز البهيمية لدى الطفل مبكرا وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج إضرابات عقلية ونفسية وجسدية .

7 ـ يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق .

8 ـ له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن .

9 ـ تغير أنماط الحياة إلى الإفراط بالسهر ، مع تقديس الفنانين بدلاً من العلماء .
مقتبس من مقال للدكتور وجدي غنيم بتصرف .

مجلة القمة العدد الخامس
ذو القعدة 1425 هـ



54 ـ 550 ألف عربي مصاب بالإيدز


ورد في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( اليونيسيف ) ، أن عدد المصابين بالإيدز في العالم العربي بلغ 550 ألف شخص .
وقال التقرير الذي صدر باللغة العربية أن هذا المرض ينتشر بسرعة كبيرة نتيجة النشاط الجنسي قبل الزواج وخارج إطار الزوجية ، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن .

مجلة شباب العدد 73
ذو الحجة 1425 هـ



55 ـ لماذا يا أبي ؟



... استطرد بحديثه قائلاً : لماذا يا أبي ؟ رأيتني بدأت أنحرف فلم تحرك ساكناً وتصلح ما انحرفت بسببه لماذا يا أبت ؟
رأيتني أجالس أصدقاء سوء فلم تصدني عنهم ؟ لماذا يا والدي ؟
شاهدتني أطلقت النظر في الفضائيات التي هي سبب انحرافي ولم تحرمني من ذلك .
ونظرت إلي وقد أطلت ثوبي وحلقت لحيتي وكأن الأمر وكل إلى غيرك ، فلقد بذلت كل ما أطلب من سيارة فارهة أفخر بها عند جلسائي وغيرها من أمور الدنيا .
ليتك يا أبت وجهتني توجيهاً سليماً وأبعدتني عن جلساء السوء الذين يفسدون ولا يصلحون .
لقد كنت صغيراً لا أعرف ما يكون فيه صلاح نفسي ، أما الآن فلقد كبرت وهأنذا عاضاً أصابع الندم لكن ولات حين مندم ، لقد كنت أسخر بالملتزمين ولم أعرف أنهم عاشوا عيشة السعداء .
لقد كبرت وعقلت وعرفت من هم جلسائي لقد فهمت من هم جلساء السوء ، حقاً لقد كنت آنذاك جاهلاً أتأثر بكلام معسول يصبه في مسامعي الذئاب المكارون .
آه .. يا ليت الأيام تعود والسنون ترجع لقد ضيعت عمري عمر القوة والفتوة بما لا ينفع المجنون فضلاً عن العاقل ، لقد كتبت هذه العبارات وأخرجتها من قلب سودته المعاصي والآثام .
كتبتها نصحاً لنفسي وإخواني الذين سلكوا مسلكي أو أرادوا أن يسلكوه وخصوصاً صغار السن الذين ينخدعون بالمظاهر التي يتظاهر بها شباب شبوا على الإفساد والتخريب .. وتوجيهاً للآباء الذين ولاهم الله رعاية أبنائهم ، فقد وفروا المآكل والمشارب وملأوا الجيوب بالأموال والدراهم لكنهم غفلوا عن مراعاة أبنائهم .
فاتقوا الله يا رعاكم الله ، واعلموا أن هؤلاء الأبناء أمانة علقها الله في أعناقكم فأصلحوا ما فسد من الأبناء مبتدئين بإصلاح أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أحمد الغنام / بريدة
مجلة شباب العدد 72
ذو القعدة 1425 هـ



56 -




مهما تكن الإجابة فمن المؤكد أن كل إنسان منا وهبه الله نسبة من الجمال يمكن إبرازها وتحسينها ..
إليكم هذه القصة الواقعية عن زيف الفنانات في زمن الجاهلية ( أي قبل ألتزم )

كنت أنظر إلى نفسي بشيء من الرضا وليس كل الرضا . أي أنه لا يعجبني شكلي كثيراً
والحقيقة كنت أنبهر بملامح الممثلات والمغنيات المضيئة أمام عدسات الكاميرا حيث أجد في وجوههن أجمل ألوان قوس قزح – إن لم تكن جميعها – ومثل كثيرات غيري لم أكن أدري أنهن لا يمثلن على عقولنا بكل ما هو هابط فقط بل يمثلن على أعيننا بأشكالهن المزيفة أيضاً ..

حتى قدر لي أن أعمل في أحد المتاجر النسائية وكالعادة يدق جري الهاتف فترد إحدى زميلاتي واصفة موقع المتجر لمن تحادثها
وذات مرة اتصلت بنا إحدى الفنانات المعروفات مرت علينا لحظات ترقب وانتظار طويلة ونحن لا نكاد نصدق أننا سنرى هذه النجمة الجميلة الرشيقة الطويلة ذات اللون الخلاب .
وبعد دقائق دخلت امرأة سمراء شاحبة غير مرتبة الشعر فإذا بالطول ( كعب عالي )
واللون ( بهية )
والشعر ( فرد وتصفيف )
أما العيون ( عدسات )
والرموش والأظافر ( تركيب )
والرشاقة ( ترهل ومشدات ) ... الخ مما لا أستطيع ذكره هنا .
مع آثار لعمليات التجميل التي لا يكاد يخلو منها موضع في جسمها

عندها بدأت علامات الدهشة والاستغراب والاستنكار علينا ولا أخفيكم كيف كان شعوري فلقد أحسست بالغثيان وكيف كنت ساذجة
والحمد لله بأنني لم أسع لتغيير خلق الله ثم شعرت براحة فقد أحسست بأني أجمل منها في نظر نفسي بما أحمله من جمال طبيعي غير مزيف وهذا وحده يكفي فالزبد يذهب جفاء وتغيير خلق الله كارثة ومصيبة مضارها أكثر من فوائدها

مرت دقائق قبل أن أستوعب حقيقتها المزيفة كل شيء فيها متغير
لون شعرها
مشيتها في الطريق
كلامها
فقلت الحمد لله الذي عافانا

لقد بدأت بعدها أفكر كيف أن عالم الكاميرا والزيف استخف بعقولنا ولعب بمشاعرنا ؟
لحظتها سألت نفسي ما الذي تقدمه لنا مثل هذه الفنانة وأشباهها من قدوة وهي تحمل هذا الكم من الغش والخداع
لقد أدركت أن الفساد تتعدد صوره ولكن المفسدين والمنافقين دائما ما تعجبنا صورهم وأقوالهم دون أن نتمعن سلوكهم وأفعالهم .

بعدها ولله الحمد والمنة أصبحت أرى الأشياء على حقيقتها وأصبحت أكره الأغاني والمسلسلات وخداعها
فكل التمثيل نفاق وكذب وتزييف واستخفاف فلماذا نضيع أوقاتنا الثمينة التي سنسأل عنها يوم الحساب
يجب علينا أن نستفيد منها بالصورة التي ترضي الخالق فما الفائدة من التعلق بالمظاهر الخادعة إذا كانت تجلب سخط الله ولعنته ومقته سبحانه وتعالى .

أم نجود
مجلة شهد الفتيات العدد الثاني عشر

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:25 PM
38 ـ أوقفوا ثورة الجنس الفضائية !

عماد الدين حسين



البيان / كل المراقبين للأوضاع الاجتماعية في العالم العربي يقولون إن هناك ثورة مقبلة خلال فترة وجيزة، وإنها حتمية ولا مناص منها إلا إذا حدثت معجزة.

عفواً، سوف يتصور كثيرون أن هذه الثورة المقصودة ستكون ضد أوضاعنا المتردية التي لا تخفى على أحد، لكنها ليست كذلك، إنها للأسف الشديد ثورة الجنس والخلاعة والانحلال المنطلقة من «ثكنات الفضائيات»... كل مقومات هذه الثورة جاهزة، أما المؤشرات والإرهاصات فقد بدأت منذ زمن، ولم يعد متبقياً سوى إذاعة البيان رقم واحد لتدشين هذا الانقلاب غير المسبوق في حياتنا الاجتماعية.

في الانقلابات العسكرية أو الثورات السياسية يكون الأمر منوطاً بفرقة أو سرية أو لواء عسكري أو حزب سياسي، لكن سلاح الثورة المرتقبة هو الفضائيات المنتشرة كالسرطانات حالياً، أما طليعة هذه الثورة «غير المباركة» فهي «الكليبات» ومعها سلاح مساعد يدعى «الشات» أو الدردشة عبر الفضائيات!



وحتى لا يسارع أحد إلى اتهامي بالتخلف والرجعية والانغلاق وربما التطرف، أسارع بالقول إنني أحد المؤمنين بحرية الإعلام بغير حدود، وكنت ومازلت أعتبر نفسي من المعارضين لمعظم السياسات العربية التي قادتنا للكارثة بنفس معارضتي لأطروحات غالبية فرق الإسلام السياسي. لكن الحرية شيء وما يحدث حالياً شيء آخر مختلف تماماً.



قبل فترة قصيرة كان مجرد سماح الرقيب العربي لمشهد قبلة ساخنة في فيلم سينمائي يعتبر حدثاً فريداً تقوم له الدنيا ولا تقعد، لدرجة أن بعض المشاهد في أفلام عربية أثارت طلبات احاطة واستجوابات عاجلة في بعض البرلمانات العربية.. الآن تغير كل ذلك ليصبح تاريخاً ينتمي لحقبة غابرة.



إرهاصات ثورة الخلاعة جاءت من حيث لم نحتسب، توقعناها من الأفلام فقدمت إلينا عبر الفيديو كليب و«الشات»، وتحولت بعض الأغنيات أو «الكليبات» لتنافس أشد القنوات الإباحية الغربية فجوراً.. شخصياً ولأن معظم وقتي أمام التلفزيون محصور ما بين قناتي «الجزيرة» و«العربية» يضاف إليهما أحياناً.

«أبوظبي» و«المنار» وبعض القنوات الرياضية، فلم أكن أشعر بالمشكلة، حتى فوجئت قبل أيام قليلة بابني الصغير الذي لم يتجاوز السنوات الثلاث يحدق بعمق في إحدى الأغنيات المصورة سيئة السمعة، وقتها ركبني مليون عفريت، ولم أجد مفراً سوى تغيير القناة بسرعة إلى الفضائية السودانية التي كانت لحسن الحظ تليها في الترتيب!



هذه الورطة فوجئت إن معظم أصدقائي ومعارفي عايشوها ويعايشونها يومياً، تنغص عليهم حياتهم، والأخطر أنهم لا يعرفون كيف يواجهونها، لأنهم غير مقيمين في المنزل طوال اليوم للتحكم في «الريموت كونترول»، وإجبار الأطفال على مشاهدة قناة «سبيس تون» و«عالم سمسم» وغيره من برامج الأطفال.

ثم إن معظم الأطفال أصبحوا على دراية واسعة لكسر «تحكم الوالدين» وفك شفرات كل القنوات المغلقة، ناهيك بالطبع عن بعض قنوات «الكيبل» المدفوعة الأجر وهي كارثة أخرى، لكن المشاهد يشترك فيها باختياره الحر دون ضغط.



معلوم لنا جميعاً إن ما يتعلمه ويسمعه ويراه الأطفال في سنواتهم الأولى هو ما يستقر في وجدانهم، وإذا كان هذا التعليم مصحوباً بصور، ثم موسيقى ماجنة، يمكننا أن نتصور أي نوع من الأطفال سيكون لدينا في المستقبل.



أحد الأصدقاء أحصى على القمر الصناعي «النايل سات» عشر قنوات غنائية وقناتين للدردشة، لا أحد ضد الغناء الراقي، ولا الدردشة البريئة لكن ما نراه الآن ضد أي منطق وعقل ودين ناهيك انه ضد الخلق السوي والفطرة السليمة.



الطبيعي والمفروض إن الغناء يختص بالصوت وموهبته، وبالتالي فهو موجه إلى إذن المستمع وليس الى عيونه ووجهه وغرائزه، إذا كان الأمر كذلك فهل يمكن لنا على سبيل الافتراض المطالبة بقصر إذاعة هذه الأغنيات مؤقتاً على الإذاعات وليس عبر الفضائيات، وقتها إذا طبقنا هذا الافتراض النظري سنتخلص أولاً من المشاهد الفاضحة، ثم ثانياً سنعرف الموهبة الحقيقية لهؤلاء «المجرمين».



وفي الغالب فإن أكثر من 90% منهم سيتم «كنسلتهم» ووقفهم عن بث السموم على الهواء مباشرة، في هذه الحالة يمكن للمطربين «المكنسلين» العمل كمنادين في «مواقف السيارات العامة» لتطفيش الزبائن، في حين يمكن توظيف المطربات في سجون النساء.



أما البقية المحترمة والتي يثبت أنها تغني بـ «صوتها فقط» فلا مانع من مشاهدتها في التلفاز شرط أن توقع على إقرار خطي قبل التعاقد على إذاعة الأغنية بعدم الاستعانة بـ «الكليب»، وإذا رفضت فعلى محطات التلفزيون اشتراط منع وجود «الحريم» في هذا الكليب، والاكتفاء فقط «بالماء والخضرة والوجه غير الحسن».



كثيرون آملوا أن يؤدي انتشار الفضائيات إلى اتساع مساحة الحرية الحقيقية بمعنى حرية كل الأفكار والتيارات، والتعددية بمعناها الفعلي، لكن النتائج جاءت معاكسة تماماً، وضد كل منطق، والغريب انه بينما أصبح لدينا مئات الفضائيات تقلصت مساحة حرية الرأي والتعبير فيما يتعلق بالقضايا الحقيقية، وفي المقابل أصبحنا نتمتع بحرية نحسد عليها في كل ما يتعلق بالخلاعة والميوعة والتفاهة.



هذا الأمر مع الفارق يذكرنا بمسارعة معظم البلدان العربية الى تبني حرية الأسواق الى درجاتها القصوى والمتوحشة، مقابل التقليص المستمر للحرية السياسية، رغم إن أي تقدم حقيقي لا يمكن أن يسير بدون الحريتين معاً الاقتصادية والسياسية.



ليست كل الفضائيات سيئة، هناك فضائيات جادة، لكنها للأسف قليلة، كما انه ليست كل الفضائيات الغنائية والمنوعة تافهة، لكن معظمها كذلك، والنتيجة أنه يصعب على أي شخص مشاهدة أغنية مصورة مع أسرته وأولاده دون أن يحمر وجهه خجلاً ويسارع بتغيير هذه المحطة. والسبب ببساطة أننا نشاهد في هذه الأغنيات كل ما لا يمت للغناء بصلة، وأصبحنا بصدد مشاهدة «فتيات ليل» يحشدن كل «أسلحة دمارهن الشامل» للإيقاع بالمراهقين مستخدمين آخر ما توصل إليه العلم من «سيليكون» وخلافه!



وفي ظل هذه الحرية لبعض الفضائيات لم يعد المرء آمناً على أولاده الملتصقين طوال الوقت بالتلفاز، وبجانب مصيبة «الكليبات» المنفلتة من كل عقال، أصبح علينا الآن مواجهة كارثة الدردشة أو «الشات» في شريط أسفل الشاشة.

وقراءة كلمات وعبارات ومعاني تقشعر لها الأبدان والآذان، هذه الظاهرة «الشاتية» بدأت بعبارات من قبيل «ابن القاهرة بيمسي على بنت تونس» و«ابن أسيوط بيدحرج االتماسي على بنت الاسكندرية» أو «سندباد السعودية بيموت في عيون بنت لبنان» لكنها وصلت الآن إلى مستوى لا يمكن كتابته في هذه الزاوية لأنه من اختصاص شرطة الآداب!

هل تلك هي الحرية التي نريدها، الحرية التي أفنى البعض عمره من أجل تحقيقها وقضى بسببها معظم سنوات حياته خلف القضبان؟!

البعض يقلد ويتعلق بكل ما هو غربي وأميركي خاصة إذا كان ممعناً في الخلاعة.. الغرب له عاداته وتقاليده وحرياته.



لديهم منظومة قيم تسمح بدخول نجمة تعرى الى البرلمان كما حدث في ايطاليا، أو أن ترشح ممثلة بورنو نفسها لمنصب حاكم كاليفورنيا ضد الممثل شوارزينغر، وتبيح هذه القيم أيضا الزواج المثلي أو تنصيب أسقف شاذ لإحدى الكنائس كما حدث في الولايات المتحدة وليس مستبعداً في القريب العاجل وصول رئيس شاذ على رأس بلدان نووية!!



إذا كانت تلك هي الحرية كما يريدونها لنا فلتذهب الى الجحيم، فالتخلف والاستبداد سيكون أرحم ملايين المرات من هذا، ثم إن الغرب لديه مئات الأشياء المفيدة والنافعة، فلماذا لا نقلده فيها مثل التقدم العلمي وحكم دولة المؤسسات وثقافة الديمقراطية والتعددية والشفافية.. لماذا لا نقلدهم إلا في التفاهة والهيافة؟!



المشكلة الأخطر أن البعض من المسئولين العرب ربما يعتقد أن إشاعة ثقافة البورنو والانحلال والعنف سلاح مفيد للغاية، فهو قد يرضي الغرب شكلياً، ثم انه وهذا هو الأهم يلهي الناس في الجنس والهيافة ويغرقهم في الأوهام، ما يصرف نظرهم عن المطالبة بالحريات الحقيقية. لكن ذلك هو الآخر محض سراب وتأجيل للمشكلة ليس إلا لأن الإصلاح قادم قادم، لأنه حتى إذا رضيت أميركا بهذا النوع من «الإصلاح» فلن تكتفي به وستطالب بالمزيد!



قد يكون مفهوماً أن يتسابق أصحاب هذه المحطات الفضائية للربح وجذب أكبر نسبة من المشاهدين حتى لو كان الثمن هو تخريب أجيال بأكملها، لكن غير المفهوم بالمرة هو هذا الصمت الرسمي الرهيب وربما التشجيع الخفي لهذه المحطات من دوائر خارجية وداخلية لغرض في نفس يعقوب! الأمر الذي حول هذا النوع من الفضائيات إلى قنبلة مزروعة في كل منزل، لا نملك نزع فتيلها فمن يا ترى يستطيع؟!



مواجهة هذه المشكلة لا تكون بقرار إداري.. الحل الأمثل هو أن يتكتل كل شرفاء هذه الأمة لإشاعة مناخ من الوعي ونشر وتعزيز القيم المحترمة والشريفة.. مواجهة لا تقف ضد الفن كفن، لأن الفن الجاد نفسه سلاح فعال لمكافحة «الهيروين الغنائي» الذي نشاهده الآن تحت ستار «الفيديو كليب» والذي دفع أحد الساخرين إلى القول بأن «الفارق بين أغنية المطربة..... وأفلام البورنو الخليعة هو إن الموسيقى في النوع الأخير أفضل » !!!



مختصرالأخبار875 السبت9\12\1424 هـ


39 ـ لماذا نسرف في غنائنا أكثر من أحزاننا ؟


جريدة الجزيرة العدد 11486

محرم 1425 هـ




40 ـ الملكة نور : أكثر من نصف المصابين بالإيدز في الشرق الأوسط من النساء


جريدة الجزيرة العدد 11486

محرم 1425 هـ





41 ـ حرب طاحنة



أنا فتاة ملتزمة بشرع الله مستقيمة على طريق الهدى ولكنني وللأسف أقطن في بيت قد نسج الضلال أعشاشه بكل زاوية من زواياه ، أجهزة التلفاز في كل ركن من أركانه .

أشرطة الفيديو الساقطة تنتشر هنا وهناك ، هذا غير " الدش " الذي قرر أخي الأكبر إدخاله إلى منزلنا ليزيد النار حطباً .



كدت أجن من فرط هذه المصيبة ، لم ينقص منزلنا سوى هذا " الشبح " لم أصدق إلا عندما رأيته مصمماً على إدخاله وكان عذره أقبح من ذنبه عندما برر بقوله إني لا أريده إلا لأوسع ثقافتي وأطلع على أخبار العالم .

ولا أظن أن بمشاهدة " الدش " اتساعاً للثقلفة بل هدم للأخلاق ، وغسل لمخ الإنسان وو .. إلخ .

وغيرها من مضار هذا الشبح الذي لا يكاد يخلو بيت منه إلا من رحم ربي .



عزم أخي أمره وأتى به وأمضى الساعات الطوال ساهراً عنده ليل نهار ، لا يمل ولا يكل ، ولم يقف الشر عنده فقط ، بل امتد إلى إخوتي الباقين ، فهم لا يكادون يفارقونه أبداً .



مرت الأيام ونحن على هذا الحال ، فكرت في إزالة هذا المنكر بأي وسيلة وعزمت أمري فلم استشر أحداً حتى أمي التي أنكرته في قلبها ولكن لم تستطع إزالته خوفاً من غضب أخي فأنا وأمي وإخوتي نسكن معه في منزله بعد أن تركنا منزل والدي " رحمه الله " وزوجته وانتقلنا للعيش معه في فلته الكبيرة .

ولكن على الرغم من ضخامتها لا تساوي عندي شيئاً وتمنيت لو أنني ظللت في منزل والدي المترامي ولم أقم مع أخي وضلاله .



تجرأت وقمت يتحطيم " الدش " إلى أن جعلته إرباً إرباً كما فعل الخليل بأصنام قومه ، في البداية قامت أمي بتوبيخي على هذا الصنيع خوفاً عليّ من أخي ، لكنني ووالله لم ينتابني الخوف للحظة واحدة ، ولم أصدق أن أمي تقابل صنيعي بالتوبيخ ، إذن من لي غيرها بعد الله يقف معي ؟! أقام إخوتي الدنيا وأقعدوها عندما علموا بالأمر وكان أشدهم غضباً أخي هذا فقام بتمزيق كتبي ومذكراتي وأنا في الكلية ، ولكنني قابلت الأمر ببرود لأنني أعذره بفعله هذا وقام بضربي ، هذا غير السيل الهادر من الألفاظ والكلمات التي انهالت عليّ منهم جميعاً ، لكنني صمدت ولم يقف بجانبي سوى زوجة أخي هذا وأختي الكبرى فقط ، ألهذا الحد قد فعلت جريمة شنعاء ليفعلوا هذا بي ؟ ألا يعلمون أنني قد خلصتهم من شبح قضى على حسناتهم ، وجعلهم يتخبطون بمعاصيهم ليل نهار ، وإلى الآن والحرب ثائرة ، حتى إنهم اتهموني بمرض الوسواس والجنون هذا مع ألفاظ السخرية والاستهزاء التي يرمون بها عليّ ، حتى إن أخي قال لي يوماً : ( إنني أعذرك لأنك مريضة ) .



هل الذي يسلك طريق الاستقامة والالتزام مجنون ومريض ؟

هل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر متطفل ومصاب بالوسواس ؟

لكنني رغم كل هذا الاضطهاد صادمة صابرة ، وبعد هذا الانتصار أي يعد تحطيمي للدش ، وبعد أن انزاح هذا الهم ، ويعد مضي خمسة أشهر على تحطيمه فوجئت بأخي وهو يدخل بواحد غيره في المنزل ويقول لي " هل إذا كسرت هذا الدش سأعجز عن الإتيان بغيره "



قولوا لي بالله عليكم ماذا أفعل ، ماذا أفعل للانتصار في هذه الحرب الطاحنة بيني وبين إخوتي هداهم الله .

أختكم المضطهدة مريم / القصيم

------------------------------------

تعليق المحرر :

ابتداءً نحيي فيك القوة في الحق والغضب لانتهاك محارم الله في وقت تنازل الكثيرون عن ذلك حتى في بيوتهم

لكننا في الوقت نفسه نتحفظ على طريقة معالجتك المشكلة مع أخيك ، وعلى وصفك لبيته أنه قد نسج الضلال أعشاشه ، رغم أننا لا نعرف حقيقة ما يجري في البيت .

فطريق الاستقامة أختنا الفاضلة ينقل الناس من المنكر إلى المعروف ومن شؤم المعصية إلى لذة الطاعة ، بعد أن يفتح أنوار الإيمان على قلوبهم ، ولا يصنع أبداً جواً من العداوة أو (( الحرب الطاحنة )) خصوصاً مع الأرحام حتى ولو كان في غمار إنكار منكر .

مع إقرارنا بشرعية الإنكار باليد لمن يستطيع لكن بعد الإنكار باللسان وبالحسنى ، فهلاّ جربتِ ذلك ورأيت كيف تكون النتيجة ، ننصحك باستشارة من تثقين به وإعلامه بالتفاصيل ، ونحن بانتظار رسالة قادمة تخبرينا فيها بأن أخاك أخرج " الدش " بيده – بإذن الله - .

مجلة الأسرة العدد 58



42 - رقص وبكاء

نايف رشدان / جريدة الرياض :



عرضت إحدى القنوات الفضائية مشاهد لليهود في أرض فلسطين يعذبون أهلنا نساء ، ورجالاً بطريقة مؤلمة ، وبوحشية تنم عن حقد دفين ، ويقودون الشباب منهم إلى السجن ، ويسحبون بعضهم على الأرض

وفي الوقت نفسه عرضت قناة أخرى مشاهد يتراقص فيها الرجال بطريقة مخجلة



بين هذين المنظرين كانت القصيدة :



علام نشعّل الدنيا قصيدا *** ونحرق بين أضلعنا الوريدا

ويبكي يومُنا ألماً وقهراً *** ويضحك خصمنا طرباً وعيدا

ونشرب حرفنا غصصاً ودمعاً *** ويأبى حرفُنا أن يستزيدا

منانا في هوانٍ مستفيضٍ *** ترنمْ يا هوان فلن تبيدا

تحف بنا النوائب والمآسي *** ويطوينا الأذى بيداً وبيدا

وتسبقنا الدموع إلى الحنايا *** وتمطرنا الخطوب أسىً مديدا

ونشكو للجوامد كلَّ همًّ *** وما نلقى منىً إلا الصدودا

كأنا قد خُلقنا للرزايا *** كُسينا من مغازلها جلودا

كأنا قد لقينا العمر خصماً *** فكان الحزنُ صاحبنا الوحيدا

ونسأل عن أمانينا بشجوٍ *** كأنا أتعسُ الدنيا جدودا

فمن أفنى ثغور السعد فينا *** ومن غال البلابل والنشيدا

ومن أغرى بمجلسنا نحيباً *** ومن أبكى بسفرتنا الثريدا

كأنا بالنحيب نعيد مجداً *** كأنا بالبكاء نقيم عودا

كأنا بالتشكي قد بلغنا *** وأوفينا المواثق والعهودا

كأنا بالتوجع قد هتفنا *** لنجلي من مُقَدَّسنا يهودا





***



تغنوا يا بني قومي غناء *** يداعب صوتُه العذبُ البليدا

فهاتِ الناي واضرب كل دفًّ *** وسيّلْ في مواجعنا الجليدا

وناغ من المشاعر كلَّ ركنٍ *** وحرَّك في دواخلنا الجمودا

لأن حياتنا في كل لهوٍ *** لأن الليل يألفنا عبيدا

لأن جمالنا في أن نغني *** وننسى أن في يدنا القيودا

وننسى أن مسجدنا جريحٌ *** وأن أخاً لنا طعناً أبيدا

وأن نساء أمتنا سبايا *** وأن شبابنا للسجن قيدا

فإنا لن نضيع إذا جهلنا *** لأن لنا عن الباغي حدودا

فتلك ضُلوعنا أوتارُ عودٍ *** نهزُّ له المناكب والقدودا

وأم القوم قيثارٌ تدلى *** تهدهدُ بين أضلعِنا الوليدا

سيهربُ كلُّ من يغزو حِمانا *** إذا كانت معازفنا شهودا

ستأتينا الفتوح إذا طربنا *** وألهبْنا الحناجر والخدودا





43 - معهد صهيوني أمريكي يتتبع الفضائيات العربية




مفكرة الإسلام 17 جمادى الأولي 1425هـ :

قالت مصادر صحفية: إن معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام 'ميمري' افتتح خدمة جديدة تضاف إلى أنشطة المعهد الذي يترأسه عقيد سابق في الجيش الصهيوني ومقره واشنطن, والمتخصص في متابعة الإعلام العربي والإسلامي, وتزويد الإعلام والساسة الغربيين, ولاسيما الأمريكيين بما يقال ضدهم أو ضد الصهاينة في مختلف وسائل الأعلام العربية والإسلامية.
والخدمة الجديدة تتمثل في مراقبة محطات التلفزة العربية والإسلامية وتسجيلها وترجمتها وتوفير أشرطة وتسجيلات عالية الجودة لما تبثه تلك المحطات.


و قالت صحيفة الخليج الإماراتية : إنه سيتم بيع هذه الخدمات لوسائل الإعلام الغربية لكي تستخدمها للعرض على الرأي العام الأوروبي والأمريكي.


وخصصت 'ميمري' فريق عمل لمتابعة قائمة طويلة ضمت عددًا من محطات التلفزة العربية والإسلامية على مدى ست عشرة ساعة يوميًا تترجم محتوياتها على الهواء مباشرة للقفز على حاجز اللغة, كما تقول 'ميمري'.
وسيركز فريق العمل على البرامج السياسية والنشرات والبرامج الدينية.
ومن المحطات التي ستتم متابعتها فضائيات العربية, ودبي, والمجد, والقناة الأولى المصرية, ودريم 2 المصرية, والفضائية الفلسطينية, والمنار, وإم.بي.سي, والجزيرة, واقرأ, والقناة الأولى السعودية, والتليفزيون السوري.
وبدأت 'ميمري' نشاطها ببث وتوزيع مقتطفات من خطبة صلاة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة التي ألقاها الشيخ سعود الشريم.

ويعتبر مراقبون أن 'ميمري' المتخصصة فيما يعرف بالتضليل الإعلامي بهذه الخطوة تكون قد أضافت المزيد من الدعم لأنشطتها التي يعتقد كثيرون أنها تأتي بدعم مباشر من الموساد, وذلك بهدف توسيع الفجوة وإشاعة مشاعر الكراهية والخلاف بين العرب والمسلمين من جهة والعالم والرأي العام الغربي من الجهة الأخرى.

وطالب هؤلاء المراقبون محطات التلفزة العربية بمقاضاة 'ميمري' لاعتدائها على حقوق الملكية الفكرية لتلك القنوات بإقدامها على تسجيل برامج هذه القنوات وبيعها ما يعتبر اعتداءً صارخًا على قوانين الملكية الفكرية الدولية,,.



44 - صور رخيصة في الفضائيات

مجلة الجزيرة العدد : 82



ت.ب : الصور الرخيصة لجسد المرأة تحاصرنا في كل مكان باسم الفن وباسم الغناء.. أينما فتحت قناة فضائية أملاً في أن تشاهد ما يشرح صدرك هنا وهناك.. تطالعك صورة غير محتشمة لفتاة عربية تتمايل ذات اليمين وذات الشمال.. يقولون إنها فنانة.. وتحت مسمى الفيديو كليب ترتكب الفنانات العار الذي لا تستطيع أن تمارسه أمام أقرب الأقربين، فكيف ترضى الفنانة لنفسها أن تلبس ملابس أقل حشمة من ملابس النوم أمام ملايين المشاهدين وتدعي في ذات الوقت أنها فنانة.. وإذا تحدث أحد منتقداً هذا السلوك الجنوني قالوا إنها الحرية، وموضة الفن، فنحن في عصر السرعة.. وعصر الحداثة وعصر العولمة.. وكلها كلمات تنال من التراث والحضارة والثقافة وتهدمها هدماً عياناً بياناً.

ما نعرفه عن مفهوم الفن أنه إبداع يرتقي بالذوق الاجتماعي والفهم الاجتماعي ويناقش قضايا الأمة من خلال الكلمة والنص وربما اللحن الجميل.. ويقودك لترى من الواقع ما لا تستطيع أن تراه بمفردك.. لكن ما يحدث في الفضائيات من أغاني لفيديو كليب هو الانحطاط بعينه.، لأنه يهبط بالذوق العام ويتردى به إلى أسفل سافلين، ويغيب المعنى الحقيقي لكلمة فنان، ويجعل هذا السلوك مجرد حركات إثارة تظهر من خلالها المرأة جسدها عبر الكاميرات لينظر إليها الناس، وهي ترتدي من الثياب ما يشف أكثر مما يستر، وتدعي الفن، أو بالأحرى يدعي من يخدعها بذلك أنها تمارس فناً يعجب الجمهور.

هذه الظاهرة التي باتت تنتشر بسرعة، وتسمم شاشات الفضائيات، للأسف تجد التشجيع من الشركات الفنية التي تبحث عن الربح ولا وزن لديها للقيم، والفن الأصيل أو العادات أو التقاليد.. وهذا لا يمنع قيام نقاشات وحوارات تسعى في اتجاه ترسيخ الفن العربي الراقي الذي تتكامل أدواته من نصوص قوية، وألحان جيدة وأداء يمزج كل عناصر الأغنية العربية ليخاطب المشاهد العربي بلغة الإبداع والفن الحقيقي، وليس بلغة الصور المثيرة والجسد العاري والرقص الرخيص.. الخالي من كل دلالات الفن.



45 - الفضائيات أفسدت أطفال العرب


تحقيق: محمد عبد الحميد

أسهمت برامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية في إفساد ذوقهم العام من خلال ما تقدمه تلك الفضائيات من إعلانات غير ملائمة وأفلام كارتون تحضّ على الجريمة كالسرقة والكذب والاستهتار بالقيم. هذه هي حقيقة أكدتها دراسة حديثة قام بها خبراء بالمجلس العربي للطفولة والتنمية على شريحة من الأطفال في المنطقة العربية.

نوّهت تلك الدراسة إلى أهمية الدور الذي يلعبه التلفزيون في تثقيف وتوسيع مدارك الطفل من خلال نقل المعارف والخبرات عبر البرامج الهادفة المختلفة، لكن هناك العديد من السلبيات التي تؤثر على الناحية التربوية للطفل، منها زيادة نوعية البرامج التي تحتوي على مشاهد العنف.

كما أشارت إلى أن القنوات الفضائية بسيطرتها وهيمنتها على قطاع كبير من المشاهدين أصبحت بمرور الوقت أشبه بالأسرى، مما أضعف التواصل والعلاقات الأسرية خاصة بين الأطفال وآبائهم.

واعتبرت الدراسة أن التنشئة التلفزيونية أثرت على الأطفال وحوّلتهم من نشطاء مندفعين راغبين في فهم الأشياء والشروع في العمل، إلى أطفال أكثر حذراً وسلبية لا يريدون التقدم واكتشاف ما حولهم.

واستشهد الخبراء في بحثهم بالعديد من الدراسات التربوية التي أجريت في العقد الأخير والتي كشفت عن وجود علاقة بين مشاهدة التلفزيون والتحصيل الدراسي، وأنه كلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض تحصيلهم الدراسي.

كما أشارت الدراسة إلى أن هناك دلائل تشير إلى أن مشاهدة التلفزيون لا تؤدي إلى تقليل وقت اللعب عند الأطفال فحسب، بل إنها أثرت في طبيعة لعب الأطفال، خاصة اللعب في المنـزل أو المدرسة.

وأكدت أنه على الرغم من دور التلفزيون في النمو الاجتماعي والثقافي للطفل فإنه قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، ويجعل الطفل شخصية ضعيفة منفصلة عن مجتمعها إذا ما ركّز على عرض قيم وثقافات أخرى، كأفلام الكارتون المدبلجة، تؤثر على ذاتية الطفل الاجتماعية والثقافية.

وأوضحت الدراسة أن القنوات الفضائية أصبحت تشكل مدرسة موازية في نقل المعارف والعلوم، وأن عامل التكرار فيما تقدمه من برامج ليست هادفة تؤدي إلى تهميش ثقافة الطفل.

وأوصت الدراسة بأهمية بحث القائمين عن الإعلام العربي خاصة قنوات التلفزيون سواء الأرضية أم الفضائية عن برامج جذابة ومشوقة وهادفة قادرة على تحفيز الأطفال على المشاركة في أنشطة المجتمع وإتاحة الحرية لهم للتعبير عن أفكارهم وتنمية قدراتهم على النقد وتشجيعهم على المناقشة والتواصل مع آبائهم.

والتأكيد على أهمية أن تكمل تلك القنوات التلفزيونية الدور التربوي للآباء تجاه الأبناء من خلال حثّهم على احترام الحق في الاختلاف والتعدّد والتنوع والتسامح مع الآخرين، واحترام قيم المشاركة والحرية، وتحفيزهم على الاستفادة من تكنولوجيا العصر المتقدمة من حولهم.

من جانب آخر يؤكِّد خبير علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مشاهدة التلفزيون تلعب دوراً مؤثراً في حياة الطفل، خاصة في فترة ما قبل المدرسة، وهو أشبه بسلاح ذو حدين، فالعديد من البرامج ليست ذات هدف، وأشار إلى خطورة أن يتجاهل الآباء دور التلفزيون في حياة أطفالهم، وأشار إلى ضرورة تدخل الآباء والقائمين على برامج القنوات الفضائية لوضع الأمور في نصابها الصحيح.



46 - وسائل الإعلام هل تهدد نظامنا القيمي والإجتماعي



د. محمد الحضيف :

حدثتني إحدى الأخوات الأكاديميات، عن طالبة عرضت على لجنة التأديب، بسبب قضية أخلاقية
قالت الأخت الفاضلة ، إن الطالبة عزت انحرافها السلوكي لمشاهدتها برنامجاً معيناً في التلفزيون
تقول الأخت : لم أستوعب أن يكون التلفزيون مسؤولاً عن انحراف أخلاقي بهذا الحجم
وتضيف : أرغمت نفسي على الجلوس أمام التلفزيون لمشاهدة البرنامج (أفلام مكسيكية مدبلجة) مع بنات قريبات لي.. في سن تلك الطالبة وأصغر.
كانت تجربة مخيفة، والكلام للأخت الكريمة لقد أحسست وأنا المرأة الناضجة بالأثر التدميري الذي تحدثه هذه البرامج في أنساق سلوكية قطعية
الفكرة الرئيسية للبرنامج التي كانت تبرز لي وأنا منهمكة في المتابعة، هي: تطبيع (العلاقات المحرمة) بين الرجاء والنساء
الفكرة الثانية التي تأتي بعدها في ترتيب (مدروس) أن هذه العلاقات أمر (عادي) يمر به كل مراهق ومراهقة
وأنها مرتبطة بفترة معينة.. وأنها يمكن أن تنسى (...).


تمتلك وسائل الإعلام من خلال ما تبثه القدرة على تغيير نظرة الناس إلى الحياة وإلى العالم من حولهم، من خلال تغيير مواقفهم تجاه الأشخاص والقضايا، فيتغير بالتالي، حكمهم عليها، وموقفهم منها، فمثلاً: حينما تمطرنا وسائل الإعلام الغربية بعشرات المواضيع الإعلامية، المقروءة، والمسموعة عن (السودان الأصولي)، الذي (ينتهك) حقوق الإنسان، ويرعى الإرهاب.. تكون النتيجة أن القارئ الساذج والمستمع السطحي يغير موقفه من السودان، فيصبح السودان المسلم.. خطراً يهدد الأمن الإقليمي، وتصبح عصابات جون قرنق الصليبي المتمردة اسمها (الجيش الشعبي لتحرير السودان).

تغيير المواقف والاتجاهات، لا يقتصر على الموقف من الأفراد والقضايا، بل يشمل القيم وبعض أنماط السلوك، وهو ما بدا واضحاً في سلوك الطالبة التي وردت قصتها قبل قليل، فكثيرا ما قبل الناس، وتعاملوا بلا مبالاة، مع سلوك كانوا يأنفونه ويشمئزون منه، وكثيراً أيضاً ما تخلى الناس عن قيم كانت راسخة، واستبدلوا بها قيماً دخيلة، كانت موضع استهجان فيما سبق.
إن (المتغير) الذي دخل حياتنا، وأحدث خللاً في منظومة القيم التي تحكم علاقاتنا تجاه الآخرين (أقاربنا، جيراننا.. بقية أفراد المجتمع)، وتحكم كذلك رؤيتنا للأمور (حلال، حرام، عيب، شرف، عرض) ليس الساقط، وما أدى إليه من وفرة مادية، ولا اقتناءنا للسيارات والأجهزة الإلكترونية المعقدة، وغيرها من منتجات الحضارة الحديثة، إن تعرض منظومتنا القيمية والأخلاقية لسيل لا ينقطع من المفاهيم، والتصورات المضادة والقيم المتناقضة والثقافات (الأخرى) عبر (مصادر) معلومات متعددة، في مقدمتها وسائل الإعلام هو الذي أحدث الخلخلة التي نراها في النظام الأخلاقي والسلوك العام لمجتمعنا.
إن المسألة ليست (هشاشة) ثقافتنا، وقابليتها للاختراق، ولا ضعف (مناعة) نظامنا القيمي ضد الثقافات والأفكار الأخرى، إننا أمام واقع استهدفت فيه مجتمعاتنا في أَضعف حلقاتها.. أطفالها وشبابها وفتياتها، إن سياسة (تجفيف المنابع) في بعض البلاد العربية والإسلامية، وحملات الإثارة الغرائزية والشهوانية التي تقودها (الفضائيات) إضافة إلى انحسار الدور التربوي للبيت، ومؤسسات المجتمع التربوية الأخرى، وعجزها عن تحصين الأطفال والشباب أدى إلى هذا السقوط الأخلاقي الذي نشهده والخلخلة التي تهدد نظامنا القيمي والاجتماعي.

في عملية تغير الموقف والاتجاه سواء على مستوى الأشخاص والقضايا أو على مستوى القيم والسلوك، يبقى الإعلام عاملاً مؤثراً ورئيساً في عملية التحول تلك، فمن خلال الرسائل الإعلامية (المعلومات) الصحيحة، أو المشبوهة، أو حتى المكذوبة، التي تقدمها وسائل الإعلام يشكل الفرد من الجمهور موقفه،
إن الإنسان أياً كان لا بد أن يكون له حكمه الخاص على كل ما يصادفه في بيئته، من أفراد أو قضايا أو سلوك، هذا الحكم تشكل لديه على أساس من المعلومات المتوفرة لديه، ألسنا في طفولتنا نحكم على الأشياء (صواب أو خطأ) من خلال (المعلومات) التي يوفرها لنا والدانا وكذلك يفعل أطفالنا انطلاقا من القاعدة نفسها، إن وسائل الإعلام بما تبثه من كم هائل من الرسائل الإعلامية (معلومات)،
وسعت مساحة نفوذها في عقول أبنائنا وبناتنا على حساب (المعلومات) التي نوفرها نحن لهم، كما أن وسائل الإعلام نفسها استحوذت على الجزء الأعظم من مصادر المعلومات التي نستقي منها فهمنا وبالتالي حكمنا على الأشياء.

إن وسائل الإعلام أًصبحت تؤثر في مواقفنا لأننا أصبحنا نتعرض لها وحدها بطريقة تشبه الإدمان، والنتيجة الطبيعية لحالة التلقي من (مصدر واحد) هي فهم الأمور والحكم عليها بطريقة واحدة من خلال وجهة نظر واحدة، إن وجهة النظر ذات البعد الواحد غالباً بل دائماً ما تكون ناقصة ومنحازة لذا فالاتجاه الذي يشكل لدينا حيال أمر ما بتأثير وسائل الإعلام يحمل السمات نفسها.. أي أنه ليس دائماً صواباً.
التغيير المعرفي Cognitive Change الذي تحدثه وسائل الإعلام في الجمهور أعم وأشمل من تغيير الموقف أو الاتجاه Attitude Change.
المعرفة في أبسط تعريف لها هي (مجموع المعلومات) التي لدى الفرد وتشمل الاعتقادات والمواقف والآراء والسلوك، المعرفة بوضعها هذا، أعمق أثراً في حياة الإنسان، إن التغيير في المواقف طارئ وعارض سرعان ما يزول بزوال المؤثر فيعود كما كان سابقاً، أو ربما ينحى منحى إيجابياً عكس ما كان عليه.
أما التغيرالمعرفي فهو بعيد الجذور يمر بعملية تحول بطيئة تستغرق زمناً طويلاً. تؤثر وسائل الإعلام في التكوين المعرفي للأفراد، من خلال عملية التعرض الطويلة المدى لوسائل الإعلام كمصادر للمعلومات فتقوم باجتثاث الأصول المعرفية القائمة لمسألة أو لمجموعة من المسائل لدى الأفراد، وإحلال أصول معرفية جديدة بدلاً منها، إن تأثير وسائل الإعلام في طريقة تفكيرنا وأسلوب تقييمنا للأشياء من خلال ما نتلقاه منها من معلومات يؤدي إلى تحول في قناعاتنا وفي معتقداتنا، لأن العقائد حصيلة المعرفة التي اكتسبناها، أي إن عقيدتنا في شيء هي نتاج ما علمناه عن ذلك الشيء، فمثلاً: نحن نعرف الحلال والحرام وهذه عقيدة، من خلال العلم والمعرفة التي تعلمناها عن ذلك الحلال والحرام، لو سقنا مثالاً لشرح هذا المفهوم فإن دور المرأة في المجتمع وما لها وما عليها هو حصيلة ما عرفناه عن ذلك الدور من تعاليم ديننا، بمعنى آخر وضع المرأة كما رسمه الإسلام هو (التكوين المعرفي) الذي لدينا عن واقع المرأة في المجتمع المسلم.
في مثال المرأة، يحدث التغيير المعرفي، من خلال وسائل الإعلام، حينما تقوم تلك الوسائل بتقديم المرأة ضمن (إطار معرفي) مخالف للتكوين المعرفي الذي لدى الجمهور عن دور المرأة كما تعلموه وآمنوا به، تلجأ وسائل الإعلام في سبيل ذلك إلى استخدام قوالب جذابة، (تعرض) من خلالها المرأة فهي ناجحة لأنها متحررة من ضوابط القيم وهي محط الأنظار لأنها استغلت النواحي الجمالية في جسدها، وهي مشهورة، لأنه عرف عنها مقاومة الأعراف والتقاليد.. وهكذا تتم عملية التغيير المعرفي عبر عملية طويلة، تتنوع فيها جزئيات التكون المعرفي الجديدة التي يراد إحلالها محل المعرفة القديمة.

فهذه مسلسلة تصور العلاقة بين الرجل والمرأة، من خلال رؤية (عصرية) تبدو فيها (العلاقات المحرمة) نوعاً من المتعة العابرة
و(حق) من حقوق الحرية الشخصية، المسلسلات المكسيكية مثال، و(أنا لن أعيش في جلباب أبي) مثال آخر
وهذا مقال يتحدث عن (قصة نجاح) فتاة تغلبت على ظروفها، فتمردت على التقاليد وسافرت وحدها إلى أمريكا، حيث رجعت بأعلى
الشهادات، وقابلت هناك شخصاً فأحبته وتزوجته (...) ثم هناك خبر عن (إنجاز) نسائي، حيث حصدت النساء الألمانيات الميداليات الذهبية في مسابقات العدو للمسافات القصيرة والسباحة الحرة، بينما (فشل) الرجل في تحقيق أي شيء.
لا يخلو (المشهد) الطويل لعملية التغيير المعرفي (المقصودة) الذي تقدمه وسائل الإعلام من امرأة ترأس مجلس إدارة إحدى الشركات، وفتاة حافظت على (عفتها) وهي تعمل في بيئة مختلطة، وقاومت (تحرشات) بعض الرجال قليلي الأدب الذين لا تخلو حتى المجتمعات المحافظة منهم (...)
كما تغرس وسائل الإعلام ذلك في عقولنا.. وتؤكد لنا في كل مناسبة، أن العفة والأخلاق والحجاب (في القلب)، ولا علاقة لها بـ (المظهر) والسلوك (...)، وهكذا تتجمع (جزئيات المعرفة) الجديدة لوضع المرأة بين حياة عصرية، وتمرد على التقاليد وإنجازات (تفوقت) فيها على الرجال لتشكل إطاراً (معرفياً) جديداً، يحل شيئاً فشيئاً محل القديم.

ما سبق ليس إلا مثالاً يوضح كيف يحدث التغيير المعرفي عبر وسائل الإعلام، وإلا فالعملية أعقد من ذلك بكثير، إذ تتداخل فيها عوامل كثيرة، مثل شخصية الإنسان وبنيته الاجتماعية، وتشكيله الثقافي، ونفوذ قوى الضغط الاجتماعي المضادة في المجتمع.

وسائل الإعلام تستطيع أن تحدث تغيراً معرفياً لدى الجمهور متى استطاعت أن توظف العوامل السابقة، وتوجهها في إيقاع واحد متناغم، يعجل بالتغيير المعرفي المنشود، حسب الاتجاه الذي تريده.. ضد ما هو قائم ومناقض له.. ومع ما هو قائم وداعم له.

47 - انتشار"مقاهي الفضائيات" بالسعودية


الرياض-(ا ف ب)-وكالات 6 ديسمبر 1999م
يعيش بعض السعوديين تناقضًا بين موجة غربية تتسلل إلى المجتمع السعودي وبين القوانين الإسلامية في المملكة؛ حيث يمضي البعض سهراتهم أمام قنوات تقدم لهم أجمل نساء العالم، لكن فقط على شاشات التلفزيون، في حين يكون الآخرون في المساجد ودروس العلم والزيارات العائلية.

ويفضل البعض تمضية سهراتهم أمام شاشات الفضائيات التي تبّث المسلسلات الأميركية مثل "باي واتش" الذي تدور أحداثه على الشواطئ الأميركية، وتظهر فيه الممثلات بالمايوه، أو الحفلات الموسيقية التي تحييها مغنيات، ومسابقات تظهر فيها ملكات الجمال.
وفي المقابل يجتمع الكثيرون لمشاهدة قناة الجزيرة الإخبارية السياسية ذات البرامج الجادة والمثيرة حيث يتناقشون حول قضايا المسلمين المشتعلة مثل الشيشان وغيرها.

وتلقى هذه المحطات الفضائية إقبالاً كبيرًا، حتى إنه يظهر نوع جديد من المقاهي وضع على كل طاولة فيها آلة تحكم بالتلفزيونات لإفساح المجال أمام الزبائن لاختيار برنامجهم المفضل بحرية.
وخشية من أن تؤثر هذه المقاهي على سكون الحياة الليلية في الرياض سمحت السلطات السعودية بإقامتها فقط في ضواحي العاصمة، وخصوصا في منطقة "الثمامة" على بعد نصف ساعة من الوسط التجاري.

وتشهد هذه المقاهي التي أطلق عليها اسم "مقاهي الشيشة" نسبة إلى "النرجيلة" إقبالاً كثيفًا لدى السعوديين، وكل منها يمتد على مساحة آلاف الأمتار المربعة، وهناك سبعة مقاهٍ على سبيل المثال في "الثمامة" وحدها، بعضها يستوعب 400 شخص وأمامهم 250 شاشة تلفزيون، وهو يشهد إقبالاً شديدًا مساء الخميس عند بدء عطلة نهاية الأسبوع في الخليج.
وبإمكان رواد المقهى أن يختاروا بين الجلوس على وسائد وفق الطريقة البدوية، أو على كراسي خشبية عالية مثل طريقة الحجاز، أو البرك الرخامية على الطريقة السورية، أو حتى على طاولات وسط الأرصفة وفق الأسلوب الغربي.

ويقول "عبد اللطيف" الموظف الحكومي الذي يخرج عادة مع أصدقائه إلى هذه المقاهي لمشاهدة الأغاني والأفلام: "ليس هناك من مكان آخر للخروج واللهو". وعلى الطاولة المجاورة يمكن مشاهدة سهرة تحييها الراقصة دينا على جهاز التلفزيون.

إلا أن أحد العاملين في المقهى قال: "الرقص ممنوع". في إشارة إلى الحدود المفروضة على ما يجري في هذه المقاهي. ومقهى "الأمم" أحد أهم هذه المقاهي هو حكر على الرجال، ولكن هناك مقهيان آخران في الثمامة مخصصان للعائلات؛ أي الرجال برفقة زوجاتهم وبناتهم أو أمهاتهم. وكل هذه المقاهي محاطة بسور من الجدران في إجراء يعكس حرص السلطات على مراعاة المشاعر الإسلامية. ويقول أحد رجال الأعمال السعوديين: إن السلطات سمحت بهذه المقاهي لأن "أي شيء غير شرعي" لا يحدث فيها، ولأن السلطات تعتبرها "صمام أمان لمجتمع محروم من سبل الترفيه الأبسط مثل السينما".

وفي المقابل فإن المحرَّمات تبقى ثابتة مثل منع الكحول. ويمكن تبادل الأنخاب فقط عبر تناول عصير التفاح ممزوجًا بالمياه الغازية.
ولولا المساجد والكتابات بالعربية والنساء المحجبات والرجال بالثوب والغترة لما أمكن التمييز بين شوارع الرياض وشوارع أي مدينة أميركية من حيث الأبنية الشاهقة والساحات ومطاعم الوجبات السريعة مع استثناء دور سينما أو مسارح أو ملاهٍ ليلية؛ حيث إنها محظورة، وهذا يعني أن الطابع الإسلامي ما زال هو المميز لشكل الحياة



48 – العوضي :الفضائيات تشيع الانفلات الأخلاقي


كتبت ليلى الشافعي:
قال الداعية د.محمد العوضي أن الشباب هم الثروة العظيمة لكل مجتمع, ولابد من استثمار هذه الطاقات في البناء والنماء وتطوير المجتمع.
وقال في الندوة الإيمانية التي أقامها فندق كويت ريجينسي بالاس والتي حضرها أكثر من 1500 شخص من الشباب والشابات والكبار إن هذا الجيل اشتد تأثراً وتشكلاً ثقافياً وعرفياً ووجدانياً وسلوكياً.
مشدداً على أن هذه الثروة العظيمة من شبابنا يجب أن تستغل فيما يعود على المجتمع بالخير.


وبين طبيعة عنوان الندوة "للكبار فقط والنداء موجه للشباب" بقوله أن الإنسان في استطاعته مهما كان عمره أن يكون صغيراً أو كبيراً وذلك بالأهداف وبالآمال والتطلعات والسلوك الذي يصدر منك, فالكبر ليس بالعمر.
وأوضح أن العلمانية التي جاءت في البداية لفصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة أصبحت الأن مفهوماً مركباً تتداخل فيه عدة رواسب فكرية وفلسفية يفصل الإنسان عن أي مرجعية أخلاقية سواء أكانت مرجعية عشائرية أو دينية, أو عائلية أو أي مرجعية وتفصله عن أي هدف سلوكي في المستقبل وتحصره في اللحظة وتضخم عنده اللذة والغريزة, وأصبح هذا القطاع يتضخم بطريقة كبيرة عبر شاشات الفضائيات والهدف منها ربحي أصيل .

وأشار د. العوضي إلى أن الهدف من هذه الفضائيات وما تبثه هو ربح مادي لكن النتائج هي انفلات أخلاقي وتفكك أسري وتحويل المرأة إلى حيوان استعراضي.
مبيناً أن هذا الجو الذي يعيشه الشباب من مشاهدة الفيلم إلى مسرحية إلى فيديو كليب, يجعله يعيش في مرحلة التوهان واللامبالاة, والتخبط والحيرة, ويصبح مفصولاً عن الأسرة.
وتطرق إلى الجنس الثالث وفرق بينه من الناحية الشرعية وبين الخنثى المشكل مؤكداً أن الخطورة ليست في وجود الظاهرة ولكن أن تصبح مشروعاً ربحياً أو تدعم من جهات أو تكون مرتبطة بجهات مشبوهة.

وطالب بضرورة أن نفتح عقولنا بتساؤلات هذا الجيل من الشباب, وكيف نتعامل معه ثم كيف نوجه سلوكه حتى يتحكم في نفسه, لافتاً إلى ضعف الشباب وانتمائهم لأصدقاء السوء, وضرب عدة أمثلة حية من شباب وشابات يعانون نفسياً ومتمردون فكرياً.
وأوضح المخرج العام في ظل طوفان الفساد الذي يدخل من كل باب وهو المدافعة والمصابرة .
البوابة الاسلامية وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية- الكويت .




49 – هل أنا في حلم؟ تقبيل وحركاته تخدش الحياء في القناة الأولى!!


50 – الدش ليس حلاً


اطلعت على ما كتبته الأخت فاطمة بعنوان " الدش " و " الطفش " في العدد 83 من مجلة الأسرة
فأحببت أن أدلي بدلوي للتخفيف مما تعانيه الأخت من وقت الفراغ .

في البداية أود أن أوضح أن عبادة المسلم لله تعالى لا تنحصر فقط في الصلاة والصيام والزكاة والحج ، وإنما كل عمل أريد به وجه الله تعالى لا يخالف شرعه فهو عبادة حتى النوم الذي يتقرب به المسلم لممارسة يومه عبادة يؤجر عليها ، وكذلك الأكل والشرب إن قصد منهما التقوى لممارسة عبادة أخرى ، وأعمال المنزل من طبخ وكنس وغسيل وتربية .. الخ ، فهي عبادة يؤجر عليها المسلم ، فكل ذلك من شأنه أن يجلب الطمأنينة والسعادة في نفس المسلم ، لأن جهده لا يضيع سدىً ، والمسلم يُسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، كما ورد في الحديث . فحري بنا أن نغتنم ساعات أعمارنا ودقائق حياتنا .

ثم أسألك أختي الكريمة إن كان لديك كما تقولين شغل البيت الذي لا ينتهي ، فكيف يكون لديك وقت فراغ ترغبين أن تقضيه مع الدش ؟ ، بل الأحرى حينما تكونين صاحبة أعمال كثيرة في بيتك أن تكوني بخيلة على باقي الأوقات حتى تتزودي فيها بما ينفعك وينفع مجتمعك وأسرتك ، فتثقفين نفسك وتتقربين بأعمالك إلى ربك جل وعلا ، وتصلين رحمك وتقيمين حلقات تحفيظ القرآن للأطفال أو من هم أكبر سناً ، بأن تحددي السورة أو الجزء كهدف للحفظ ، فتكسبين بذلك أجر تعليمهم بإخلاصك النية .

هناك أخيتي وسائل تستطيعين أن تقضي بها وقتك وتروحي عن نفسك غير الدش ، ومعي هنا عدة أسئلة وددت أن تجيبي عنها بينك وبين نفسك .
- هل وضعت خطة لكيفية استغلالك لوقتك ، والأعمال أو المهمات التي لابد أن تلتزمي بها مثل : " زيارة مفيدة ، مكالمة هاتفية أسبوعية لإحدى أخواتك في الله ، خياطة ، كمبيوتر ، قراءة كتاب مفيد كالتفسير ، قراءة قصة مفيدة ، زيارة مريض .. الخ "

- كم جزءاً حفظت من القرآن ؟
- كم حزباً من القرآن تقرئين في اليوم ؟
- هل قرأت جميع الكتب والمجلات النافعة وسمعت الأشرطة النافعة الموجودة لديك ؟
- هل تداومين على شراء ما جدّ من المحاضرات للمشايخ الفضلاء ؟
- هل تقرئين الكتب المفيدة من الشعر ؟
- هل أنت مُجيدة لمهارة الخياطة أو عمل التصميمات والأشكال الإبداعية ، وهل تستغلين هذه المهارة لتزيين منزلك ؟
- هل فكرت في تنمية بعض مواهبك ككتابة الخواطر والقدرة على التعبير النافع ؟
وجميل أخيتي بعدها أن تصارحي نفسك بمدى حاجتك إلى الدش في منزلك .

أما النقطة التالية فهي قولك ( فنحن البنات لا نعرف كيف نقضي أوقات فراغنا ، على عكس الشباب الذين يذهبون إلى أماكن من غير رقيب ويسهرون الليل ، بينما نحن البنات في حسرة وألم ) ..
اسمحي لي هنا أن أعارضك في فكرتك ، فإذا كان الشباب يذهبون إلى أي مكان دون رقيب ويسهرون الليل كما تقولين ، فهل يعني ذلك أنهم يعرفون كيف يقضون وقت فراغهم ؟! لا يا أختي ، فهم هنا يدمرون وقتهم ودقائق حياتهم ، فماذا سيقولون عندما يسألهم الله تعالى عنها ؟
وكيف يا أخيتي تدّعين أننا معشر البنات في حسرة وألم ، ونحن والحمد لله نهنأ بحياة آمنة مطمئنة في ظل تعاليم ديننا العظيمة ، وفي ظل حياتنا .
هل تتحسرين وتتألمين أننا لسنا كأولئك الشباب الذين يسافرون ويسهرون دون استشعار لرقابة الله تعالى !
إنهم ليسوا في سعادة وهناء ، بل هي سعادة مؤقتة ثم ضيق وطفش ، إن رضا الإنسان بما قسمه الله تعالى له في الدنيا حتى بجنسه لحريّ أخيتي أن يجلب له السعادة والراحة ، فلنستغل نعم الله تعالى لرضاه ولننتفع بها .

أختي العزيزة .. إن الإنسان أياً كان بحاجة لرفقة صالحة تعينه على فعل الخير وتدعو له بظهر الغيب ، فابحثي عنها وتمسكي بها وتآخي معها ، تجدين طعماً للحياة عذباً في ظل الأخوة في الله تعالى مهما كانت الظروف .
وأنصح بالإطلاع على كتاب ( الوقت عمار أو دمار ) لمؤلفه : جاسم المطوع .

أم بشار / سلطنة عمان
مجلة الأسرة العدد 87

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:30 PM
الـفـضائيـــات وتأثيـرها على مجتمعنـا
بحث كامل وتقارير



حورية الدعوة




31 ـ عشرات الساعات يقضيها الأطفال سنوياً أمام التلفاز



البرامج الكرتونية تؤدي إلى سلوك إجرامي

وموجات التلفاز الكهرومغناطيسية تتسبب في القلق




أبها: عبده الأسمري، نادية الفواز


أثبتت الدراسات الحديثة على الأطفال مكوثهم أمام شاشات التلفاز إلى مدة تصل إلى عشرات الساعات بحيث يقضي الأطفال في العالم العربي ودول الخليج ما يزيد عن 33 ساعة أسبوعياً في فصل الصيف و24 ساعة في فصل الشتاء وأن هنالك آثار نفسية واجتماعية وسلبية من ذلك.

أوضح ذلك اختصاصيون في الصحة النفسية والأعصاب والإعلام وعدد من الأكاديميين... بداية أشار استشاري المخ والأعصاب والصحة النفسية في المستشفى السعودي الألماني الدكتور إيهاب رمضان إلى أن الأطفال يقضون حوالي 7 ساعات يومياً أمام البرامج الكرتونية التي تخاطبهم بشكل سنوي وأكد رمضان أن تعرض الطفل للتلفاز يؤدي إلى آثار نفسية سيئة وأضاف أن التعرض لموجاته الكهرومغناطيسية تسبب للأطفال القلق والاكتئاب والشيخوخة المبكرة

وأوضح أن الحل لا يمكن أن يكون في البعد عن التلفاز نهائيا ولكن لا بد أن يكون وفق نظام محدد ولا بد من تشجيع التواصل العاطفي والنفسي بين الأسرة الواحدة والتركيز على إعطاء الطفل القيم الاجتماعية وتعريفه الصواب والخطأ وأشار الدكتور إيهاب إلى أن هنالك بحوثا أجريت على الأطفال أكدت أن 74% من إجمالي المشاهد التي يراها الأطفال في البرامج الكرتونية تؤدي إلى سلوك إجرامي حيث إن 43% من هذه القصص مستقاة من الخيال.

من جانبها أشارت الإعلامية مريم الغامدي إلى أن التلفاز في عديد من برامجه يحاور الطفل من جانب واحد وأن المحطات العربية بحاجة إلى صناعة برامج خاصة بالأطفال تقدم لهم الحوار والمساهمة نظراً لأن عديدا من برامج الأطفال تعتمد على الرسوم المتحركة والتي تبعد عن الواقع من حيث صعوبة تقليدها وتغرس في نفوس الأطفال نوعاً من الانهزام فلا بد أن يكون الطفل طرف إيجابي ومؤثر ومن المهم مشاركته.


وحول مكوث الأطفال أمام شاشات التلفاز وآثاره وسلبياته تحدثت لـ "الوطن"
عميدة مركز الدراسات الجامعية في جامعة الملك سعود الدكتورة حصة عبدالعزيز المبارك قائلة :


إن هنالك أضرارا نفسية لمتابعة الطفل للتلفاز لفترات طويلة وأضافت أن المختصين قد وجهوا للوالدين بعدم تعريض الأطفال للتلفاز لأكثر من ساعة في اليوم وأضافت أن انشغال الآباء عن أبنائهم يولد الرغبة لدى الأطفال للمكوث أمام شاشات التلفاز لمدة طويلة ومن هنا تنشأ الغربة بين الأطفال والوالدين .


وفي إطار ذلك أشار رئيس قسم التربية وعلم النفس في كلية المعلمين في أبها الدكتور صالح أبو عراد الشهري قائلاً :


تعد مسألة مكوث الأطفال أمام الشاشات لوقت طويل واحدة من أكبر المشكلات التي يشتكي منها الآباء، والتي لا يكاد يخلو منها بيت في مجتمعنا المعاصر؛ ولعل ذلك راجع إلى عدة أمور منها :
1) وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه الأطفال في الوقت الحاضر، الأمر الذي لا يجدون معه بديلاً للبقاء أمام الشاشة التي يرون أنها جديرة بأن تملأ وقت فراغهم وتشغله.
2) عدم توافر البرامج والمناشط الأخرى التي لا شك أن وجودها سيسهم بدرجة كبيرة في صرف اهتمام الأطفال عن كثير من برامج التلفزيون.
3) عدم عناية الوالدين بوقت الفراغ عند الأطفال، وعدم إدراكهم لخطورة بقائهم أمام الشاشة (أياً كان نوعها) لوقت طويل. ويزداد الأمر خطورة عندما نعلم أن البعض ربما يفرح ويستبشر بذلك لما يترتب عليه من حصول شيء من الهدوء في المنزل.
4) وفرة القنوات التي تتبارى في كثرة ما تقدمه من البرامج الجاذبة، المصحوبة بالدعاية الإعلامية القوية التي تسهم في إغراء المشاهد (ولا سيما في هذه السن) بالمكوث فترة أطول أمام الشاشة.

أما علاج هذه المشكلة فعلى الرغم من أنه ليس سهلاً؛ إلا أنه في الوقت نفسه ليس مستحيلاً، إذ يمكن أن يتحقق متى تم إدراك مدى خطورتها، ومتى تعاونت مختلف المؤسسات الاجتماعية مثل: المنزل، والمدرسة، ووسائل الإعلام وغيرها؛ في ضبط أوقاتها وإيجاد البديل المناسب لبيئتنا المسلمة وواقعنا المعاصر، ومتى حرصت الأسرة على تنظيم الأوقات بصورة إيجابية؛ وبخاصة في أيام العطلات والإجازات. إضافة إلى أهمية التركيز على نشر الوعي اللازم الذي يبين مخاطر ومضار ومساوئ المكوث الطويل أمام الشاشات صحياً وفكرياً واجتماعياً.




جريدة الوطن العدد (669) السنة الثانية ـ الثلاثاء 20 جمادى الأولى 1423هـ



32 ـ الجمعيات الطبية العالمية تؤكد وجود مرض "الدش"




دراسة : مشاهدات التلفزيون تحدث لديهن زعزعة أخلاقية



القاهرة : الوطن

توصلت دراسة طبية أجريت على عينة قوامها 500 طالبة ممن يشاهدن الدش بشكل منتظم إلى نتائج تشير إلى إصابة هؤلاء الفتيات بأمراض في الجهاز التناسلي والمجرى البولي وحدوث تغيرات كبيرة طرأت على سلوكهن، حيث انحصر تفكيرهن غالبية الوقت في الجنس.

ويقول الدكتور بكلية الطب جامعة القاهرة سعيد ثابت في دراسته أن المرض أصبح معترفاً به من قبل الجمعيات الطبية العالمية وتم تسجيله بكتب الطب الحديثة باسم "دش سيندرم" ويؤدي أيضا إلى تغيير عادات وسلوك المصابين به ، كما أنه يعمل على زعزعة الأخلاقيات.

واعتمد سعيد في دراسته على تسجيل الاضطرابات الحاصلة وثائقيا من خلال الأرقام التي رصدها طوال عام كامل وهي مدة الدراسة.
ومن النتائج حدوث زعزعة أخلاقية لـ 53% من الفتيات بعد أن تعرضن للتشويش الفكري من جراء ما شاهدنه في التلفزيون .

ومن النتائج أيضا ضعف الالتزام الدراسي لدى الفتيات من خلال 32% من العينة تم تغيبهن عن حضور المحاضرات .

ومن أهم نتائج مرض "الدش" زيادة نسبة المعاناة من الأمراض النسائية بشكل عام بنسبة وصلت إلى 8% عن النسبة العادية.

كما أدى المرض إلى حدوث تحولات وتغيرات جذرية في الفكر العاطفي لدى الفتيات ، فتحولت من الرومانسية إلى الواقعية، حيث تنازلن عن فكرة أن الحب والتكافؤ هما أساس الارتباط والزواج الناجح ، وظهر ذلك التغير الفكري بين 30%من الفتيات ، وقبلت 42% منهن أيضا فكرة الزواج المبكر، وانخفضت حدة الشروط المطلوبة في زوج المستقبل .
ولأن زيادة الشعور بالرغبة الجنسية تتطلب وجود الطرف الآخر والحديث معه أطول وقت ممكن ، فقد وافقت 33% من الفتيات على فكرة الاختلاط والتجارب العاطفية المبكرة .


جريدة الوطن العدد (696) السنة الثانية ـ الأثنين 17 جمادى الآخرة 1423هـ



33 ـ تأثير القنوات الفضائية على أفراد المجتمع




في الكويت من عام 1998م قام قسم الدراسات والبحوث الإعلامية بطرح إستبانة لدراسة ورصد سلبيات وإيجابيات هذه القنوات الفضائية العربية

وتهدف هذه الاستبانة إلى :

أ- التعرف على مدى تأثير القنوات الفضائية على أخلاق وسلوكيات أفراد المجتمع0

ب- ارشاد أفراد المجتمع لكيفية استثمار هذه الفضائيات لكي تسهم في زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع0



معلومات :

للحصول على نتائج مرضية توضح شمولية الإستبيان وتحقيق الهدف المرجو منه قمنا بأخذ آراء عينات من الذكور والإناث من أفراد المجتمع الذين تتراوح أعمارهم من سن الثامنة عشر فما فوق المتواجدين في المعاهد والجامعات ووزارات الدولة0



وتم توزيع الاستبانه على النحو التالي:

- مجمع الوزارات ووزارة التربية 200 نسخة

- كلية التربية الأساسية (بنات ، بنين) معهد التكنولوجيا (بنين) المعهد التجارى (بنات ، بنين) 200 نسخة

- جامعة الكويت ، جميع الكليات 200 نسخة

- وتم بعد ذلك جمع النسخ بعد إستبعاد بعض النسخ الغير صالحة وتبقى لدينا 500 نسخة من أصل 600

- كما قام بعض الطلبة بالتطوع في عملية التوزيع والجمع مما ساعد في تسهيل المهمة واختصار الكثير من الوقت

*ملاحظة : وزعت الاستبانة في شهر فبراير 1998م



اهتمامات الاستبانة :

أ - التعرف على مدى تأثير القنوات الفضائية على قيم وسلوكيات أفراد المجتمع

ب- بيان عن مدى تفاعل القنوات الفضائية مع أحداث العالم الاسلامي

جـ - التعرف من خلال الاستبانة على أهم الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها مخاطبة الشباب عن طريق القنوات الفضائية

د - التعرف على أهم البرامج التي تتابعها الشرائح التي تم استطلاع آرائها

هـ- لمعرفة الإقتراحات والتوصيات والحلول اللازمة لمواجهة الآثار المترتبة على مشاهدة القنوات الفضائية



نتائج الإستبانه :



السؤال الأول :

تبين من خلال الإجابات على السؤال الأول أن الغالبية العظمى من الجمهور من المتابعين للفضائيات بأغلبية 60 % مقابل 9% من غير المتابعين

أما المتبقين وهم 31% فهم من المتابعين غير المستمرين أي في بعض الأوقات



كما تبين أن نسبة الذكور المتابعين أكثر من الإناث المتابعات بفارق 22% حيث بلغت نسبة المتابعين من الذكور 70% مقابل 48% من الإناث0



السؤال الثاني :

أبدى غالبية الجمهور من كلا الجنسين تخوفه من تأثير الفضائيات على الأخلاق والسلوكيات0

فقد بلغت نسبة المؤيدين للتأثيرات الفضائية السلبيه 55% مقابل 41% من القائلين بأن ليس للفضائيات أي تأثير سلبي على الأخلاق والسلوك أما الباقون ويشكلون نسبة 31% فقد اتخذوا الحياد ويلاحظ أن أكثر المؤيدين لتأثير الفضائيات من النساء حيث بلغن 53% مقابل 6% من المعارضات و41% من المحايدات0



السؤال الثالث :

بالنسبة لمراعاة القنوات الفضائية للعادات والقيم الإسلامية تعادلت النسبة تقريبا بين القائلين أن الفضائيات لا تراعي هذه القيم والعادات وبين المحايدين0

فقد بلغت نسبة القائلين بأن الفضائيات لا تراعي العادات والقيم 45% مقابل 44% للمحايدين0

أما القائلين بأن الفضائيات لا تؤثر على العادات والقيم الإسلامية فقد كانت نسبتهم ضئيلة حيث بلغت 11% في المتوسط بين الرجال والنساء0

وكانت في الرجال أكثر منها في النساء حيث بلغت 15% مقابل 6%0



السؤال الرابع :

تبين من تحليل إجابة هذا السؤال مدى بعد الفضائيات العربية عن أحدث العالم الاسلامي0

حيث أن الذين قالوا بأن الفضائيات تتفاعل مع أحداث العالم الاسلامي 26% مقابل 74% من المعارضين والممتنعين وهذا إن دل فإنما يدل على تهميش الفضائيات لأحداث العالم الإسلامي0



السؤال الخامس :

أبدى الجمهور وبأغلبية مطلقة الرغبة في انشاء قناة اسلامية حيث كانت نسبة المؤيدين لإنشائها 80% مقابل 9% من المعارضين وامتنع 11%

وهذه النسبة العالية من المؤيدين لا تجد لها برامج في الفضائيات العربية إذن لمن تبث الفضائيات العربية



السؤال السادس :

اجابة هذا السؤال مرتبطة مع اجابة السؤال السابق إذ تبين عدم الرضا عما يبث خلال الفضائيات العربية حيث كانت نسبة غير الراضين 35% والمحايدين 47% مقابل 18% من الراضين عن بث الفضائيات وهذه نسبة منخفضة مقابل تكاليف إنشاء هذه المحطات



السؤال السابع :

تبين من تحليل اجابة هذا السؤال أن الفضائيات العربية تفتقد الى المصداقية في نقل الخبر حيث أن المؤيدين لمصداقية الفضائيات العربية في نقل الخبر بلغت نسبتهم 16% فقط مقابل 84% من المعارضين والممتنعين وهذا حافز لجعل المشاهد العربي يلتقط الخبر من الفضائيات الأخرى



السؤال الثامن :

حازت مشاهدة البرامج السياسية على المتابعة الجماهيرية بالدرجة الأولى لدى الذكور

أما النساء فقد كانت البرامج المنوعة هي البرامج المفضلة لديهن بالدرجة الأولى



السؤال التاسع :

كان عدد ساعات مشاهدة الفضائيات كما يلي :

المشاهدين لساعة واحدة 28% وساعتين 27% وثلاث 23% وأربع 22%




34 ـ ملكة جمال لمدرسة سعودية



الحياة 10 / 1 / 2003

الخبر - سعود الريس :
لم تستوعب طالبات مدرسة الأمير فيصل بن فهد الابتدائية في الدمام إعلان تنظيم حفلة لاختيار ملكة جمال المدرسة ، وبدا تأثير الفضائيات واضحاً على الطالبات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 8 و11 سنة، خصوصاً في اليوم المقرر لإقامة الحفلة
وتقول إحدى الطالبات : "جئت إلى المدرسة وقد رسمت صورة في خيالي للحفلة التي سنشهدها".
وتضيف : " توقعت الحد الأدنى مما نشاهده في التلفزيون ، وطبعاً وفق ضوابط نتفهمها "، إلا أن الحفلة لم تكن بتلك الصورة.

فبينما اصطفت الطالبات في انتظار اختيار ملكة الجمال، خرجت منظِّمة الحفلة وبدأت تستعرض المقاييس المختلفة لملكة الجمال، وأعلنت أن المقاييس التي سيتم إتباعها تختلف تماماً .

وفي لحظة الاختيار تم وضع أناشيد إسلامية وخرجت إحدى الطالبات وهي ترتدي الزي الإسلامي الكامل لتتويج ملكة جمال مدرسة الأمير فيصل بن فهد، وبدأت منظِّمة الحفلة تشرح للطالبات حقيقة الجمال ومواصفاته وما يجب أن تتحلى به الطالبة من أخلاق وفضيلة.
وتهدف المدرسة التي تعتبر من المدارس النموذجية في شرق السعودية من خلال المسابقة إلى تغيير المفاهيم لدى النشء الذي يتأثر بمسابقات ملكات الجمال التي تفرد لها الفضائيات مساحة كبيرة، كما تسعى إلى إذكاء روح الإسلام من خلال أجواء احتفالية تطابق الأفكار التي تستهوي الطالبات ولكن بأهداف سامية .

35 ـ حقائق مزعجه


هذه بعض الإحصائيات الحديثة من إحدى المواقع التي أثارت دهشتي ليس لأنها تحكي أرقام مخيفه بل لأنها تحكي واقعاً نعيشه ..
الموضوع كان جديراً بالاهتمام ولهذا كان محل رعاية من قبل الباحثين المختصين في السعودية .

الإحصائية كانت تتمحور حول تأثير الفضائيات وعلاقتها بالتعليم

** ذكر أحد الباحثين في هذا المجال أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرج من الثانوية العامة يكون قد أمضى أمام التلفاز ( 15000 ساعة ) فيما يقضي في فصول الدراسة ( 10800 ساعة ) فقط .

** أما في الجامعات السعودية يقضي الطالب ( 600 ساعة ) سنوياً بينما متوسط الساعات التي يقضيها الفرد أمام الفضائيات بمعدل ( 1000 ساعة ) سنويا.

** الجامعات تعطل يوم الخميس والجمعة وكذلك أيام الأعياد والمناسبات.. بينما البث المباشر يستمر على مدى 24 ساعة في جميع الأيام دون انقطاع.

** وفي الجامعة أو المدرسة يصاب الطالب بالملل إذا زادت عدد الساعات الدراسية بينما يبقى المشاهد أمام الإرسال المباشر ساعات طويلة دون أدنى إحساس بالملل.

** وذكر أيضاً أنه من خلال دراسة أجريت على 500 فلم طويل تبين أن موضوع الجنس والحب والرعب يشكل نسبة 72 % منها.

** أيضاً هناك 98 % من الأطفال يشاهدون الإعلانات بصورة منتظمة !

** وهناك نسبة كبيرة من الأطفال يتعرفون بسهولة على المنتجات المعلن عنها ( لكنهم من خلال البث المباشر سوف يتعرفون بلا شك على الخمر والكحول والإعلانات الفاضحة.. و.. و..!!)

** عدد القنوات في المستقبل سيصل عددها إلى 5550 قناة بزيادة ملحوظة

ـ أما أعداء الإسلام بالتأكيد لهم الدور الكبير والفعال اتجاه هذا الموضوع .. حيث أن (الفاتيكان - معقل النصرانية) يستعد لبناء محطة تلفزيونية كبيرة للبث في كافة أنحاء العالم بواسطة الأقمار الصناعية وتسمى بمشروع نيومين

ـ أما تكاليف المؤتمر العالمي للتنصير 21مليون دولار وحضره 8 آلاف مبشر درسوا فيه كيفية الاستفادة من البث المباشر لنشر النصرانية إلى العالم الإسلامي

ـ اليونسكو تعترف وتقول : التلفزيون في البلاد العربية هدم الدين والأخلاق وتقول في تقريرها إن التلفزيون أدى إلى زعزعة الدين والأخلاق في الدول العربية

من احدى المواقع ..



36 ـ انتشار التلفزيون


* أمينة خيري

ولا يبدو الشرق بعيداً عن الأثر النفسي للتلفزيون . وراهناً, يعيش عالم العرب وضعاً انفجارياً في البث التلفزيوني .

وامتلأت شاشات التلفزيون العائلي بالفضائيات من كل نوع



فماذا يمكن قوله عن الأثر النفسي للتلفزيون , وخصوصاً إثره على العائلة ؟



" حين يبلغ أطفال اليوم سن الـ70 , سيكونون قد أمضوا بين سبع وعشر سنوات من حياتهم أمام شاشة التلفزيون ".

هذه المعطيات من دراسة أميركية مبنية على أساس أن الطفل يشاهد التلفزيون بمعدل 23 ساعة في الأسبوع الواحد .



ووجدت دراسة مصرية أن أطفال مدينة القاهرة يشاهدون التلفزيون 28 ساعة في الأسبوع .

وتحول التلفزيون من وسيلة ترفيه تستخدم لبضع دقائق في اليوم إلى بديل لجليسة الأطفال , وجليسة المسنين, والأب, والأم أحياناً.

وبدلاً من الدقائق الـ35 التي ينصح علماء النفس والاجتماع والأطباء بألا يجتازها الأطفال في مشاهدة التلفزيون في اليوم الواحد, أضحى الأطفال في مصر يمضون بين ثلاث وأربع ساعات في اليوم الواحد, وتزيد المدة في العطلات الصيفية بشكل ملحوظ.



يوسف كريم (8 سنوات) طفل في المرحلة الابتدائية أهداه والده جهاز تلفزيون 14 بوصة يضعه في غرفته, وذلك نجح في امتحان النقل من العام الثاني إلى الثالث الابتدائي في العام الماضي.

تلفزيون يوسف متصل بشبكة قنوات فضائية ما يعني أنه لا "يضطر" أن يبرح غرفته لمشاهدة التلفزيون في غرفة الجلوس. يقول : " أحب مشاهدة "كارتون نتوورك " و" سبيس تونز ", وأحياناً لا أغلق التلفزيون أثناء المذاكرة كي لا يفوتني شيء ".

وفي عمارة تحت الإنشاء, يعيش خفير وأسرته المكونة من سبعة أفراد. وفي غرفتهم المبنية بألواح الصاج المهترئة , يلتف الجميع حول جهاز تلفزيون متهالك في ساعات النهار والليل المختلفة.



وتشير إحصاءات " الاتحاد الدولي للاتصالات " إلى أن عدد أجهزة التلفزيون في العام 2000, وصل إلى 177 جهازاً لكل ألف أسرة مصرية.

وأغلب الظن أن العدد ارتفع خلال الأعوام الثلاثة الماضية .



ومع اضطرار المرأة للنزول الى العمل, صار التلفزيون ترفيهـاً وجليساً للأطفال, بل وأضحى أحياناً بديلاً للأب والأم حتـــى أثنـاء وجودهمــا في المنزل !

تعمل أمل مظهر (38 عاماً) طبيبة. وهي أم لطفلين. وتستنفد مهنتها الجانب الأكبر من تفكيرها وأغلب وقتها وكل مجهودها . تقول : "يعود إبناي من المدرسة في الثالثة بعد الظهر. وأعود من عملي في نحو الساعة الرابعة والنصف. فأجدهما أمام التلفزيون. وأمضي الساعات القليلة بين عودتي وتوجهي إلى العيادة في المساء في التعارك معهما لينجزا ما عليهما من واجبات مدرسية ومنزلية".



وتضيف مظهر أنها على قدر ما تولد لديها شعور بالعداء تجاه التلفزيون, بقدر معرفتها بأنه يحل محلها أثناء غيابها عن المنزل, إذ تعلم أن أفلام الكارتون والبرامج الرياضية قادرة على تثبيت طفليها أمامها, وثنيهما عن القيام بأي عمل خطر أثناء غيابها.

ولا يختلف كثيراً وضع شقيقتها الأصغر منال (28 عاماً), وهي ربة بيت, عن الوصف السابق. إلا أن الوضع في بيتها لا يختلف كثيراً. وتقول: "اكتشفت أن الحل الوحيد الذي يمكنني من إنجاز أعمال البيت التي لا تنتهي هي تشغيل جهاز التلفزيون لأطفالي".

عائلة لنصف ساعة فقط!



وربما هذا تحديداً ما كان يقصده الدكتور أحمد عكاشة, رئيس "جمعية الصحة النفسية العالمية" بقوله :

"لم يعد هناك أب وأم يربيان الأبناء ويتحدثان إليهم, ويتواصلان معهم, يوجد الآن فقط تلفزيون.

في العام 2003 لا وجود للعائلة لقد حلت التلفزة محل الأبوة والأمومة".



ويحذر من انغماس الأطفال حتى آذانهم في مشاهدة التلفزيون والفيديو وألعاب الكمبيوتر, فيما يتقلص الوقت الذي يمضمونه في التواصل مع الأهل.

وأضاف : "أتحدى أن يمضي أي منا أكثر من نصف ساعة مع ابنه أو ابنته في الحديث بعيداً عن وسائل الاتصال والترفيه الحديثة, وأهمها التلفزيون".

وكان عكاشة يتحدث في إطار التحذير من زيادة الاضطرابات العاطفية والسلوكية للأطفال والمراهقين في المنطقة العربية برمتها. فالاكتئاب والقلق والاضطراب السلوكي, وأشكال الخوف المرضي هي أكثر التشخيصات شيوعاً في منطقتنا.



تضم نهى العبد, الباحثة في كلية الإعلام, صوتها إلى صوت عكاشة. وترى أن أسلوب مشاهدة التلفزيون من قبل الأطفال المصريين له آثار سلبية طويلة المدى. وتقول : "البعض يعتبره إنجازاً ورمزاً للتواصل الأسري, حينما يلتف أهل البيت حول شاشة التلفزيون لمشاهدة فيلم أو برنامج ما. لكن هذا ليس تواصلاً, إذ يكون كل من أفراد الأسرة منغمساً في عالم منفصل " .



وتدعو إلى تخصيص وقت يجتمع فيه الأهل مع الأبناء يتبادلون فيه الحديث من دون مؤثرات خارجية, وتقول العبد إن إقبال الطفل المصري على مشاهدة برامج التلفزيون في زيادة مستمرة .



وتشير دراسة أجرتها العبد إلى أن نحو نصف الأطفال يشاهدون التلفزيون بمفردهم, وأحياناً مع الأقارب والأصدقاء .

ولا يشاهده مع الأهل سوى 28 في المئة فقط من الأطفال .

أما نسبة الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون فجاءت أقرب إلى نتائج الانتخابات العربية, إذ بلغت 9,99 في المئة للأطفال بين سن الثامنة والـ15 عاماً !



وأخيرا, صدر تقرير مصري من منظمة الـ"يونيسيف" عنوانه "وضع الأطفال والنساء المصريين-2002" :

ووجد أن 97 في المئة من الناشئة تشاهد التلفزيون , ونسبة القراءة بينهم 15 في المئة .

ولا تتوجه إلى الأطفال سوى 7 في المئة من البرامج . وهذا يعني أنهم يشاهدون كماً كبيراً من مشاهد العنف.



وتشير دراسة أخرى أجريت في أواخر التسعينات إلى أن مشاهد العنف والاعتداءات احتلت المركز الأول بين محتوى برامج التلفزيون المصري .

وذكرت الدراسة أن نحو 97 في المئة من أفلام الرسوم المتحركة الواردة من الخارج تحوي كماً كبيراً من مشاهد وأفكار العنف.

تلفزيون أقل



ويؤكد علماء الاجتماع أن الأطفال يتصرفون بطريقة أفضل حين تقل مدة مشاهدتهم للتلفزيون.

وتشير السفيرة مشيرة خطاب, الأمينة العامة للمجلس القومي للطفولة والأمومة, إلى أن : " جزءاً كبيراً من الإعلام مملوك للدولة, ويمكن توجيهه". وتدعو إلى تقديم الدعم للأم المصرية, لمساعدتها على تربية الأبناء بالأسلوب الصحيح .

وتقول: "حين تخرج الأم إلى العمل, تفعل ذلك لهدف معين, وعلى الأب القيام بدوره في البيت أثناء غيابها, وهكذا".



وتضيف خطاب أن المرأة إذا تيسرت لها الظروف, ستتفرغ لأبنائها في مرحلة معينة من أعمارهم, وستشرف على نوعية المواد التي يشاهدونها على شاشة التلفزيون .

وتعترف للفضائيات بفضل تعريف الأطفال على العالم ومستجداته.

مجلة حواء / الشبكة



37 ـ يقول تقرير صدر عن اليونسكو:
] إن إدخال وسائل إعلام جديدة , وخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية ؛أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين ]

من كتاب أصوات متعددة



]تدل الإحصائيات الأخيرة التي أجريت في أسبانيا أن 39% من الأحداث المنحرفين قد اقتبسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج العدوانية ]

من كتاب الإعلام والبيت المسلم



الجريمة والاحتيال ..
] وفي أحد الأبحاث عن سلبيات التلفزيون العربي : أن 41% ممن جرى عليهم الاستبيان يرون أن التلفزيون يؤدي إلى نشر الجريمة

و 47% يرون أنه يؤدي إلى النصب والاحتيال ]

من كتاب التلفزيون بين المنافع والمضار

هذا بالتلفزيون , فكيف بالدش ؟!



وكما جاء في احدى المواقع :



الشاشة والصحة ..

المشاكل الصحية التي يخلفها الجلوس الطويل أمام هذه الشاشات كثيرة , ومنها :
في دراسة لسلبيات التلفزيون , ذكر:


64% أن التلفزيون يؤدي الى ضعف البصر
و44% يرون أنه يقيد حركة الجسم , ويحرمه من الرياضة



هذا والمكوث أمام التلفزيون قليل بالمقارنة مع القنوات الفضائية التي لا تتوقف




إهدار الوقت ..

لو أن بلدا عدد سكانهم عشرة ملايين نسمة , وعدد الذين يشاهدون التلفزيون 25% منهم فقط ,
ومعدل الجلوس ساعتين يوميا

فكم يهدر من الساعات سنويا ؟

إنها ( 1750000000) ساعة
وتعادل ( 250000000) يوم عمل تصورا .. مئتان وخمسون مليون يوم عمل .

كيف لو صرفت هذه الساعات في طلب العلم , والدعوة إلى الله , ومساعدة المحتاجين , وإقامة المصانع والمعامل , وغير ذلك من أنواع العمل النافع
كيف لو كان الذين يرون الشاشة أكثر من 25% , كيف لو كانوا يجلسون أكثر من ساعتين . أترك الحساب لكم هذه المرة ..

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:34 PM
( الفضائيات والمجتمع )



كم قاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة
وبين الزوج وزوجته
وبين الأب وأبنائه !

فقيل للابن أنت حر
وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

هذه هي فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..

اخوتي .. أخواتي الكرام :
الموضوع في هذا يطول وربما لا نوفي حقه في ذلك فهو في بالغ الأهمية وخطير جدا
وحتى لا نطيل عليكم دعونا نقلب الصفحات مع هذا البحث الذي يشمل عدة أقوال وإحصائيات
وأمثلة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان وغير ذلك الكثير ..

وربما ذلك يفوق عن ألف كلمة نتفوه فيها ونطلقها أمام الناس أجمع
وأتمنى أن ينال إعجابكم ويتحقق الفائدة منه

ذلك البحث الذي يكشف عن نوايا وخفايا الفضائيات وما وراء ها
وأتمنى أن ينال إعجاب الجميع ويتحقق الفائدة منه :

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )


هذا ما تفوّه به أعداء الاسلام الذين لا يزالون يكيدون المؤامرة تلو الأخرى .. حتى يقوموا بإفساد المسلمين وضعفهم وكسر معنوياتهم
وإنهم فشلوا في حرب السلاح وقد صرح بهذا الكثير من رؤسائهم من أعداء الاسلام واستنتجوا أن زرع الفتن ومحاربة العقول أهون بكثير من حرب السلاح والدبابات بل و أسرع نتائجا ..

فالفضائيات أصبحت مشاهد يندى لها الجبين وأحداث قد نفرت منها الأخلاق : تشرذم عائلي هنا ، وخيانة ، فجريمة هناك ، حب مخز ، وتبرج فاحش مثير .. يفسد المرأة والرجل كلاهما ..

استهدفها أعداء الاسلام حيث فشل الأعداء في حرب المواجهة عبر تاريخ الإسلام الطويل ، فكان لابد من إشاعة الفتنة في المجتمع
ولما كانت المرأة هي أخطر وسائل الدمار على الرجال وعلى الأمة جمعاء ، فقد جندها العدو لتكون سلاحاً فتاكاً حتى قال قائلهم
( إنه لا أحد أقدر على جر المجتمع إلى الدمار من المرأة فجندوها لهذه المهمة )

فهي العنصر الضعيف العاطفي ، ذو الفعالية الكبيرة ، والتأثير المباشر في هذا المجال

يقول كبير من كبراء الماسونية الفجرة
( يجب علينا أن نكسب المرأة ، فأي يوم مدت إلينا يدها فزنا بالحرام ، وتبدد جيش المنتصرين للدين )

ويقول أحد أقطاب المستعمرين
( كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع ، فأغرقوها في حب المادة والشهوات )


--------------------------------------------------------------------------------

1 ـ عكاظ تواصل حث الفتيات على التمرد


واصلت جريدة عكاظ الصادرة من جدة حملتها التي تشنها على الأسرة باستثارة الفتيات للتمرد على والديهم ففي عددها 13458 نشرت عكاظ وللمرة الثالثة تحقيقا صحفيا عنونت له بـ :
( الحوار مفقود .. والسلطة بيد الأب )
بنات " مغلوبات " على أمرهن
فما سر هذا الطرح ولماذا عكاظ تشن هذه الحملة على الأسرة وتريد تمزيقها ، وتستثير المراهقات ليتمردن على أسرهن ...
وإننا ومن هذا المنبر لنحذر الجميع من مغبة السكوت عن مثل هذه الأطروحات التي يراد منها تمزيق المجتمع وتفكيك كياناته الأسرية ، وندعو جميع الفضلاء للاحتساب على الجريدة بكل وسيلة ليرتدعوا عن نشر مثل هذه التحقيقات التي تحرض على التمرد على الوالدين في ظل غزو فكري وقنوات إباحية تيسر سبل الفساد وتهيئ له ،
وهذه هي روابط التحقيقات السابقة التي أجرتها الصحيفة في نفس الموضوع :
بنات يكرهن الأمهات !! ما سر هذا الطرح ؟؟ -------
تسلط الآباء يفقدهن الشخصية..؟؟ ---------

2 ـ تونس.. الفضائيات البديل الأمثل للدعاة


إسلام أون لاين.نت/ يؤكد المتابعون والمهتمون بالشأن الاجتماعي والثقافي في تونس وجود صحوة دينية كبيرة لدى شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي ، تتجلى بصورة خاصة في إقبال التونسيات على ارتداء الحجاب ، كما يلحظون أن وجود القنوات الفضائية الإسلامية قد مثل بديلا جيدا للمعرفة الدينية بالنسبة للمتدينين في هذا البلد الذي يتعرض فيه التيار المتدين لقمع شديد ويكاد يغيب فيه دور الدعاة.

وقالت الباحثة الجامعية التونسية سنية المنصوري في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الخميس 31-7-2003 : إن وجود قنوات فضائية إسلامية أمثال اقرأ والمجد وغيرهما من الفضائيات، قد مثل مصدرا بديلا للمعرفة الإسلامية وللفتوى الدينية، خصوصا لدى الفتيات والنساء، في ظل غياب الدعاة والوعاظ الدينيين عن المساجد والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المحلية ( بسبب التضييق الأمني من جانب السلطات التونسية )، كما أن الدعاة الدينيين من أمثال عمرو خالد وحبيب علي الجفري قد تحولوا إلى شخصيات مؤثرة في أوساط اجتماعية كبيرة بتونس.

وعن الأثر الكبير الذي تتركه الفضائيات على المتدينات التونسيات تضيف الباحثة التونسية :
إن المتأمل في شكل حجاب التونسيات اليوم، يشهد بلا شك اختلاف مظهره وطريقة وضعه، قياسا بالحجاب في الثمانينيات، كما سيلاحظ التأثر الكبير للمحجبات التونسيات اليوم بمقدمات البرامج الدينية والثقافية فيما يسمى بالقنوات الفضائية الإسلامية، على مستوى شكل اللباس وطريقة ارتدائه والزينة المصاحبة له. الإقبال على الحجاب ويرى الباحثون أن هناك إقبالا متزايدا من قبل فئات الشباب على المساجد، ومن النساء والفتيات -خصوصا في المدن الكبرى- على ارتداء الحجاب، على الرغم من وجود نص قانوني صريح مانع له. إلا أنهم أشاروا إلى أن الصحوة الدينية الحالية التي يشهدها المجتمع التونسي تختلف في طبيعتها اختلافا جوهريا عن تلك التي عرفتها تونس خلال عقد الثمانينيات .
فبالقدر الذي ارتبطت فيه الأخيرة ببروز الحركة الإسلامية على الساحة السياسية، ترتبط الصحوة الحالية بتوجه اجتماعي وأخلاقي محض، يقوم على وعي المتدينين بأهمية النأي بالتزامهم الديني عن أي صراع سياسي أو حزبي.

وتقول الباحثة سنية المنصوري: إن رغبة شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي في العودة بقوة إلى القيم الدينية الإسلامية، والالتزام بأداء فرائض العبادات، يرجع بالأساس إلى عدة عوامل، من أهمها المتغيرات الهامة ا لتي جاءت بها الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية التي شهدتها البلاد خلال سنوات التسعينيات، والتي كان من نتائجها توسيع الهوة بين طبقات المجتمع التونسي من جهة، وإلحاق أضرار سلبية جسيمة بالمنظومة الأخلاقية والقيم السائدة في المجتمع من جهة ثانية .

وتضيف سنية المنصوري أن هذه المتغيرات قد أشعرت التونسيين، خصوصا من أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة بالضعف، كما أحدثت اهتزازات وشروخا عميقة في الروابط الأسرية والعائلية التي تلعب دورا فعالا وحيويا على مستوى العلاقات القائمة داخل المجتمع التونسي، باعتباره في نهاية الأمر مجتمعا عربيا مسلما سيظل متشبثا بمرجعيته الثقافية والحضارية مهما اتجهت المشاريع السياسية والاقتصادية في اتجاه التحديث والتغريب. محاولة تفسير الظاهرة وحول المقومات الرئيسية التي تقوم عليها ظاهرة العودة الكبيرة إلى التدين في المجتمع التونسي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة،

ترى الباحثة الجامعية التونسية أن ذلك يقوم بالأساس على رغبة التونسيين العاديين في التوفيق بين معطيين أساسيين : أولهما إيمان عميق بأهمية القيم الدينية الإسلامية في الحفاظ على تماسك المجتمع ومواجهة الظواهر السلبية المستجدة عليه. وثانيهما تجنب أ ي فعل قد يقحم هذا التدين في دائرة الجدل أو الصراع السياسي، خصوصا مع وجود إدراك بأن هناك بعض الفئات في الوسطين السياسي والثقافي لا تزال تؤكد على عدم إمكانية الفصل بين التدين من جهة والصراع السياسي من جهة أخرى.
فالمتدينون يعتبرون في نظر هذه الفئات أنصارا محتملين للتيارات والحركات الإسلامية.

وتضيف المنصوري أن الصراع الذي شهدته تونس خلال عقد التسعينيات، بين النظام والحركة الإسلامية، قد أضر في حينها بوضع الالتزام الديني لدى التونسيين عامة، على الرغم من أن عددا كبيرا من أبناء المجتمع التونسي كانوا ملتزمين من الناحية الدينية، لكنهم لم يكونوا أعضاء في حركة أو جماعة إسلامية .
وكان تقرير الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السنوي عن عام 2002 قد تحدث عن الحملات الأمنية والإدارية ضد المحجبات التونسيات، وجاء فيه أن العديد من المحجبات تعرضن إلى المضايقات في الشوارع أو أماكن العمل، وتم تجريد العديد منهن من الحجاب عنوة في بعض مراكز الأمن بالعاصمة، وإجبارهن على التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى ارتداء الحجاب .

كما أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت قد ذكرت في 28-5-2003 أن عددًا من طالبات التعليم الثان وي مُنعن من اجتياز امتحانات نهاية العام بسبب ارتدائهن للحجاب. يذكر أنه في عام 1981 أصدرت السلطات التونسية قانونا يعتبر الحجاب زيا طائفيا. ومنذ ذلك الحين والحكومة تلتزم بهذا القانون ، إلا أنه تم التشديد على منع المحجبات من دخول الجامعات والإدارات الحكومية منذ مطلع العقد الماضي، وهو ما أثار انتقادات واسعة في الداخل والخارج، خصوصا من جانب المنظمات الحقوقية التي ترى في منع الحجاب والتضييق على المحجبات تدخلا في الحرية الشخصية للمواطنين

موقع المختصر

3 ـ منع ظهور الداعية عمرو خالد على اقرأ وLBC بأمر أمريكي


الوطن س / علمت "الوطن" من مصادر مسؤولة داخل راديو وشبكة تلفزيون العرب أن الداعية الإسلامي عمرو خالد تم منعه من الظهور على الفضائيات العربية بضغوط مورست على مسؤولي قناة " اقرأ " الشقيقة لقنوات art, إلى جانب ضغوط أخرى مورست على المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" لمنع بث حلقاته .
وأوضحت المصادر أن هناك عناصر أجنبية وراء القرار بعدما أذاعت "اقرأ" حلقات عمرو خالد أثناء الحرب الأمريكية على العراق والتي أكد فيها الدور المطلوب تجاه الأمريكيين وفضح ممارساتهم. يذكر أن الداعية عمرو خالد أثار جدلا واسعا في الأوساط الاجتماعية والدينية نظرا لما يعتبره المراقبون بأنه يمثل مدرسة دعوية جديدة مؤثرة في شريحة الشباب العربي .
وقبل المنع كان عمرو خالد يقدم برنامج "حتى يغيروا ما بأنفسهم" الذي يتحدث عن أمهات المؤمنين وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام, إلى جانب برنامج "ونلقى الأحبة".

لنشرة الإخبارية من موقع المختصر
29 ربيع الأول 1424 هـ


4 ـ فأغلب البالغين يشاهدون التلفاز بغرض الترفيه والتسلية . أما الأطفال أنهم يجدون التلفاز مسليا فإنهم يشاهدونه لأنهم يسعون إلى فهم العالم ..

5 ـ سلاح دمار شامل جديد !

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )
توكر أسكيو / مدير مكتب البيت الأبيض للاتصالات
تعليقاً على مشروع قناة تلفازية لجذب الشباب العرب إلى أمريكا


6 ـ الثقافة الهابطة من الفضاء


يقول الكاتب عائض البدراني من المدينة المنورة في احدى المجلات الاسلامية ( مجلة الأسرة ) :
قصيدة كتبتها عندما رأيت من شرفة منزلي أحد هذه الأطباق اللاقطة فوق احدى البنايات ، فسرحت بخاطري أتفكر في حال أصحابها ، وثارت خواطري ، فقلت :

شبابُنا ضـاع بيـن الـدشُّ والقـدمِ *** وهـام شوقـاً فمـالَ القلـبُ للنغـمِ
يقضي لياليه في لهـوٍ وفـي سهـرِ *** فـلا يفيـق ولا يصحـو ولـم ينـمِ
يقلّب الطرفَ حتى كـل مـن نظـرٍ *** إلى قنـاة تبـثُّ السـم فـي الدسـمِ
فقلّـد الغـرب حتـى فاقهـم سفهـاً *** وضـاق بالديـن والأخـلاق والقيـمِ
أرى سموماً أتت من ( سات ) يرسلها *** إلى شبابٍ هوى فـي حالـك الظلـمِ
أرى شباكاً من الأشرار قـد نصبـت *** فما تصيد سـوى الغربـان والرخـمِ
***
كفى صدوداً عـن الإسـلام ويحكـمُ *** فالعمرُ فـانٍ وحانـت ساعـة النـدم
أعمالكـم يـا عبـاد الله قـد كُتبـت **** ملائـك الله خـطّـت ذاك بالقـلـمِ
عودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحـدو *** اوحطمـوا الكفـر بالأقـدام والهمـمِ
دعوا الحداثـة والتغريـب واتبعـوا *** نهجاً قويماً يُضـيء الـدرب للأمـمِ
هـذا كتـابٌ مـن الرحمـن أنزلـه *** على البرية من عـرب ومـن عجـم
قد ضلَّ من يبتغي في غيـره شرفـاً *** وبـات يغـرق فـي مستنقـع وخـمِ
وهـذه سـنـة المخـتـار بينـكـمُ *** من مال عنهـا ورب البيـت ينهـزمِ

7 ـ مليونان وثمانمئة ألف مرة تضاعف عدد مرضى الإيدز خلال عشرين عاما !

فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضا ثم انفجر الرقم ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان ، منهم حوالي ثلاثة ملايين هذا العام ، وما زال مستمرا .
إنه باختصار مرض ( يتكلم ) بالملايين ! فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقض ، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الداعية إلى وقفه ، هي نفسها – إلا من رحم ربي – التي تقوم بتجهيز ( المواد الأولية ) اللازمة لا نتشاره عبر آلاف المواد المحرضة على الرذائل ، وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات ، وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .
** الأرقام مفاجئة .. الشرق الأوسط تتفوق على الولايات المتحدة
الأرقام مفاجئة لكنها لن تبدو كذلك !! إذا أخذنا في الاعتبار ظروف (( الانفتاح )) بكافة أشكاله .. الخ
المسلمون عامة والعرب خاصة ليسوا بمنأى عن ( طاعون العصر ) وأسبابه ونتائجه المدمرة ، وإذا صدقنا ما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن الإيدز فإن منطقة ما يسمى : الشرق الأوسط – والتي تضم العرب- تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الإصابات التي اكتشفت خلال العالم الحال !
فقد ظهرت في الشرق الأوسط 83 ألف حالة جديدة مقابل 45 ألف حالة في أمريكا و30 ألف حالة في أوربا الغربية .
وبعد : فتشوا عن نقص المناعة الإعلامي ، فلربما نتجنب الكثير من نقص المناعة المكتسبة إذا أفلحنا في مكافحة ما يعتري إعلام اليوم من ( فيروسات ) .

مجلة بث العدد السابع
محرم 1424 هـ

8 ـ مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون
الوالد الجديد للأبناء :

قال د. أحمد أن حجم التأثير الإعلامي كبير جداً وقد تم قياسه في دراسات عدة لعل أهمها الدراسة التي وضعتها جامعة أوهايو حول الانتخابات الأمريكية أو تلك التي بدت خلال حملة الرئيس كلينتون اجتماعياً ، وجدت دراسات عديدة أن التلفزيون أصبح الوالد الجديد للأبناء
ولعل السؤال الذي أجابت عليه إحدى الأطفال الروسيات وهو : مم تتكون أسرتك ؟
قالت من بابا وماما وجدتي والتلفزيون .. خير دليل على تأثير التلفزيون .

مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر
الشقائق في عددها الـ35 توجهت بسؤال إلى الدكتور أحمد عبد الملك – الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر – عن أسباب ضعف دور الأسرة التربوي في عصر الاتصال والانفتاح الثقافي ؟

يقول الدكتور أحمد عبد الملك : لقد تبدل مفهوم الإشراف الأسري على الأبناء وتحديد هذا المفهوم بثقافة التنشئة وتكبير الأبناء دون النظر إلى مدلول التربية أو اتجاهات التنشئة وانعكاسات ذلك على كثير من المعايير القيمية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإسلامي العربي .

ويشدد قائلاً : لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء فلقد وفرت لنا مخرجات الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة هامشياً .. ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة مع التلفزيون أو الإنترنت أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
ولقد دلت دراسات على أن الطالب في المرحلة الابتدائية يكون قد قضى من 700 – 800 ساعة في المدرسة في العام
بينما يقضي أكثر من 1000 ساعة مع التلفزيون سنوياً !!
****
أما من ناحية التحول إلى الأسرة الصغيرة – فلدي مفهوم آخر هو التحول إلى ( الفرد الرقمي ) وهذا يفترض تحول الإنسان من الصياغات العاطفية والإنسانية إلى شخص آلي مولع بـ ( الأزرار ) والأرقام ناهيك عن الانفصال العاطفي .... فلقد دلت دراسات أمريكية منذ أواخر السبعينات ( أن التلفزيون يجمع العائلة فيزيائيا ويفرقها عاطفياً ) لذلك قد لا نستغرب أن نشاهد فتاة في العشرين لا تأكل مع أهلها وتذهب الخادمة بالطعام إلى غرفتها وقد يمر يومان أو ثلاثة دون أن تجلس مع والديها .. إن التفكك الأسري الذي نعيشه هو ضريبة الحياة الاستهلاكية التي تم استيرادها من الغرب .. دون محاولة إيجاد توازن بين مخرجات التكنولوجيا وحاجيات المجتمع العربي ..
وهذا التفكك نتج عنه مفاهيم جديدة كغياب احترام الوالدين .. وغياب الشباب في رحلات خارجية ( غير بريئة أحياناً ) ...... الخ

9 ـ لــــــعـــبـة

( مقولة اختطاف المتطرفين للإسلام تعبر عن فكرة فاسدة ومصطنعة ، وهي لعبة مارسها الإعلام لكي يعطي انطباعاً مزيفاً بأن المتطرفين هم أصحاب الصوت المعلى في الساحة الإسلامية . في حين أنهم كذلك فقط في منابر الإعلام الباحث عن الإثارة أو المنحاز والمتصيد .
وما يبرزه الإعلام ليس هو الحقيقة ، إنما هو تشويه للحقيقة وابتكارها ، يسلط الضوء على شجرة بذاتها ويعرض عن رؤية الغابة المسكونة بالتسامح والاعتدال ) فهمي هويدي

معركتنا القادمة
( في البداية وفي النهاية معركتنا مع الغرب والعالم معركة إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي
هذه العبارة يجب تأكيدها ثلاث مرات : إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي .
لا الدبابات ولا الطائرات لولا أي أنواع الأسلحة تفيد ، بل إننا لن نستعمل هذه الأسلحة مطلقاً . ما يفيد هو الإعلام الموجه للعالم الخارجي .
وكنت دائماً أقول إنه بثمن طائرة واحدة تستطيع أن تغير وجهة نظر العالم فيك . وتحديداً .... نريد إعلاماً موجهاً للشعب الأمريكي ، كلمة " موجه " ضرورية ، لأن السؤال هو لمن توجه كلمتك وماذا تريد أن تقول فيها ؟! )
المخرج السينمائي مصطفى العقاد

- جمال المرأة في وسائل الإعلام

....... لا أزال أتذكر – وأتعجب – حالة من الاستغلال البشع بل والإجرامي عند يعض تجار المستحضرات ، فقد قامت شركة أمريكية بعرض برنامج دعائي طويل بثته في قنوات تلفزيونية عديدة ، استضافت فيه من ادعت أنها خبيرة في تجميل الشعر من أصل أفريقي .
وكان المراد من ذلك هو إقناع النساء السمراوات بأنه يمكنهن اتباع تجربة هذه الخبيرة التي تنحدر من العرق نفسه بأنه يمكنهن فرد شعورهن ليحصلن على الجمال الذي يردنه بمجرد استخدام ذلك المستحضر الذي كانت الخبيرة تنصحهن باستعماله .
كما استضاف البرنامج عدداً من السمراوات ذوات الشعر المجعد اللواتي يزعمن أنهن جربن ذلك المستحضر وحصلن على نتائج ممتازة .
وبعد أن باعت الشركة كميات كبيرة من ذلك المستحضر ، تبين أنه يتسبب في سقوط الشعر .
حاول بعض من فقدن شعورهن الاتصال بالشركة لمعرفة السبب لعلاج هذه المشكلة ، فلم يتلقين أي مساعدة .
بعد ذلك ، قامت الشركة بقطع خطوطها الهاتفية بعد أن خشيت من كثرة المتصلات المشتكيات .
....... الخ د. محمد الشريم
مجلة الأسرة العدد 104
ذو القعدة 1422 هـ

10 ـ المضللون

يحتاج التعامل مع وسائل الإعلام إلى فطنة وحذر كبيرين ، ولا نستثني .. من ذلك صحفاً ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد الأمة وتقسم أنها تمثل ضمير هذه الأمة النابض وعقلها المفكر ، لكنها تعمل – من حيث وعت أم لم تعِ – على تخدير الأمة وطمس هويتها .
دع عنك جانباً حملات التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمها قدوات للأجيال ، فذلك أمر يسهل كشفه ، فالأخطر من ذلك تعمية الحقائق وتسميتها بغير – أو بعكس – اسمها ، ومع التكرار والاستمرار تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها
القائمة طويلة ويصعب حصرها لكن هذه عينة منها :
المنطقة العربية الإسلامية تسمى ( الشرق الأوسط ) وهو مصطلح مضلل موغل في العنصرية ، فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياساً نصبح نحن شرقاً أوسط لهم واليابان شرقاً أقصى ، ولا معنى للمصطلح إلا إنساء الناس أن المنطقة إسلامية وتبرير إدخال إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بلا هوية تميزها ، وقس على ذلك كثيراً ،
فتركستان ( الشرقية والغربية ) تسمى وسط آسيا ولا يشار إلى إسلاميتها ، حتى أسماء المدن الإسلامية تدفن وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها الإعلام العربي كالببغاء ،
فأباظيا تصبح أبخازياً
والدار البيضاء تصبح كازابلانكا
و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهكذا .
الأدهى من ذلك تلك المصطلحات التي تستهدف تدجين الأمة ومحو ذاكرتها ،
ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ( الضفة وغزة )
والعدو الإسرائيلي أصبح ( إسرائيل )
والأراضي المحتلة غدت ( أراضي متنازعاً عليها )
والمتمسكون بالإسلام غدو ( أصوليين ) أو ( إرهابيين ) حسب الموقف منهم .

قد يستساغ أن ينحو الإعلام الغربي هذا المنحى فذلك ديدنهم وتلك طبيعتهم لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر .
خذ مثلاً ما يحدث حالياً لمسلمي كوسوفا الذين يصفهم الإعلام الغربي وتابعوه من العرب بالانفصاليين الألبان ، فهم انفصاليون يستحقون ما يفعله الغرب بهم ، وهم ألبان لا دخل لنا بهم وفوق هذا وذاك فهُم " أقلية " لا يحق لهم الاستقلال رغم أنهم يشكلون 90 % من سكان الإقليم ، هكذا قال الإعلام الغربي وما علينا إلا أن نسلم .
أرأيتم تحريفاً للكلم عن مواضعه أكثر من هذا ؟!

مجلة الأسرة العدد 63
جمادى الآخرة 1419 هـ

11 ـ 98 % من الأبناء يتابعون الفيديو كليب بشغف !!

أبناؤنا مولعون به .. وفضائياتنا تتنافس في عرضه
بقدم الفن الجديد المسمى " الفيديو كليب " لأبنائنا وخاصة الشباب منهم كل يوم جديداً وعصرياً ، ولكنه في معظمه يقدم لهم على أطباق مذهبة ومزخرفة بنقوش من الزيف والتزوير ، يقدم لهم الأفكار التافهة والمعاني الرخيصة ، وما نقوشه ولا زخارفه إلا تعرٍ وكشف للمفاتن ، ومحاصرة جريئة لأخلاق الأسر وعاداتها ودينها ...

أكد استبيان أجرته " مجلة ولدي " أن 98 % من الأبناء يتابعون " الفيديو كليب " بشغف !
أكد استبيان أجرته ولدي على 57 من آباء والأمهات و65 من الأبناء في كل من ( الكويت والسعودية والإمارات ) أن :

1 ـ الأبناء من سن 3 أعوام إلى 18 عام يشاهدون " الفيديو كليب "

2 ـ 92.3 % من الأبناء يتابعون باستمرار " الفيديو كليب "

3 ـ 7.7 % فقط من العينة هي من لا تحرص على متابعتها من الأبناء

4 ـ 39 % من الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية و 31 % يشاهدونها لجمال المغني / المغنية والراقص والراقصة
و 26 % منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل فيها و25 % يتابعها لما تحتويه من إثارة وتشويق .

***
تقول " أم ضاري " ابنتي الصغرى عمرها 7 سنوات وتحب هذه الأغاني جداً ، حتى إنني وجدتها يوماً ترتدي ملابسها القديمة ، فارتدت بنطلولاً قصيراً وبلوزة قصيرة ، وعندما ضحكت عليها قالت : " ألا ترين فتيات " الفيديو كليب " ماذا يلبسن ؟
وطلبت منها أن تستبدلهم ، ولكنها رفضت حتى جاء والدها فذهبت مسرعة خائفة منه !

ويؤكد الدكتور عماد الدين عثمان المستشار الإعلامي بوزارة الأوقاف أن الهدف من الابتذال هو سلخ الهوية الإسلامية
ويضيف د. عماد الدين ( إن إدمان بعض الأبناء على مشاهدة الأغاني والتفاعل معها هو تعبير عن حاجات داخلية لم يتم إشباعها ، وهذا تقصير يقع على العديد من المؤسسات التي تساهم في صياغة وتشكيل فكر الأبناء ، بدءاً من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومروراً بمحطات تربية وتنشئة كثيرة تقع بين هاتين المؤسستين ، يتقدمها جميعاً الإعلام بمختلف وسائله ورسائله ) .

الفتيات في كتالوجات
يقوم المخرجين باختيار ممثليهم من الذكور والإناث في كتالوجات والتي تشرف عليها شركات متخصصة تدعي ( موديلز ) ليختار المخرج ما يناسبه كما يختار أي شخص سلعة ما .

مجلة ولدي العدد الرابع والعشرون
شعبان 1421 هـ



12 ـ اللهم سلَّم

من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس .
فالشاشة لها نصيب الأسد
والمجلات والصحف لها تأثير بالغ
والقصص والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة
أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها فلها رواد كُثر

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس .. إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءً محرماً .. فزين الأمر بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين .
ولم تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة ! بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال الأجانب فسميت بائعة الهوى وصاحبة الحب المتدفق !
وغرست أمور في قلوب الناشئة أصبحت اليوم من المُسلمات ! وهي في قلوب الكبار بين موافقة ورفض وكل نفس بما كسبت رهينة !

صرف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى ملاعب الكرة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والتشبه بالكفار !
وصرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم فهناك شهوات تؤجج ونيران تتقد بحثاً عن الحرام ! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات ! ولهذا انتشرت العلاقات المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات !

لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأب وأبنائه !
فقيل للابن أنت حر ، وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

ورغبة في الإلهاء وإرضاء الغرور والتغرير بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم : أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق !
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم في حلة ملطخة بالعهر ولذنوب .

واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة !
فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحددن النسل بطفل أو اثنين !
وتفلتت المرأة في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب !
وتكبرت الزوجة على أم الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً !
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة !

وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام فما حالنا معه ! من الطوام ما نراه من القبول ومن الهوام أن يتأصل الأمر ويُسلم به ! ولو تفقد القارئ ذلك في نفسه وبيته ومجتمعه لوجد الأمر أكبر مما ذكرت وإن سمع أو رأى أحدكم أن عملاً إعلامياً أظهر الحقيقة في ذلك فليفتخر به !
أرأيتم لو أن مقدماً رأى رجلاً وامرأة في مسلسل أو في عمل أدبي وختمه بكلام مؤصل وحقيقة ناصعة وقال : هذا طريق الزنا والعياذ بالله ! كيف يكون الحال .
لكنها إشارات لسيل علا زبده وظهر أثره في سنوات قلائل فاللهم سلم .
عبد الملك القاسم
مجلة الأسرة العدد 102

13 ـ 69 % من الجمهور العربي


يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً


ذكرت مجلة بيان العدد 189 :
( ازدحم الفضاء العربي في وقت قصير نسبياً بنحو 140 قناة فضائية
وتزايدت نسب مشاهدة الجمهور لهذه الفضائيات

وتفيد إحدى الدراسات العلمية الحديثة أن نسبة 69 % من الجمهور العربي يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً

وأن 31 % منهم يشاهدونها لمدة ثلاث ساعات يومياً

و 34.5 % لمدة ساعتين

و15 % لمدة ساعة واحدة يومياً

على حين بلغت نسبة نمو مقتني أطباق البث 12 % سنوياً

و 40 % من هذه الفضائيات تتبع الحكومات العربية

والبقية تعتبر مستقلة ظاهرياً فقط ، وعلاوة على ذلك فهي تعبر بصورة أو أخرى عن ثوابت النظام الذي ينتمي إليه أصحابها
وتمثل البرامج الإخبارية في هذه الفضائيات حوالي 5 % فقط .

14 ـ الفضائيات أزهدت الأزواج في زوجاتهم !!

التقت الأسرة بالدكتور إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله الغصن رئيس لجنة " إصلاح ذات البين " في بريدة
وجاء من ضمن هذا اللقاء .. وجه إليه هذا السؤال :
• ما هي أسباب المشاكل الأجتماعية والأسرية في نظركم ؟
فأجاب : إن الثورة الإعلامية المعاصرة من أهم أسباب المشاكل الاجتماعية التي انعكست سلبياتها على جميع جوانب الحياة الاجتماعية ومنها العلاقة الزوجية ، وخاصة بعض القنوات الفضائية التي سرقت كثيراً من الأزواج من زوجاتهم بل ومن بيوتهم ، وغيّرت أمزجتهم وتطلعاتهم ، فبعد أن كان الزوج مقتنعا بزوجته حيث لا يرى إلا هي أصبح في كل يوم يرى ملكات جمال العالم مما يزهده بزوجته .
بل إن هناك قنوات فضائية تعرض بعض الحركات الجنسية التي لا تستطيع المرأة أن توفر مثلها لزوجها ، حتى أن كثيراً من الزوجات ولو كانت على جانب كبير من الجمال تشعر بأن هذه القنوات الفضائية هي أساس المشاكل الزوجية ، وسبب عزوف الأزواج عن البقاء في بيوتهم .
مجلة الأسرة العدد 112
رجب 1423 هـ

15 ـ هل المحطات الفضائية تزيد
أو تقلل من الخلاف الزوجي ؟

تزداد حدة الخلاف وربما يؤدي بعض الأحيان إلى حالات من الطلاق !!
وهذا ما يؤكده الأستاذ المستشار الإعلامي عبد المحسن البناي في مجلة الفرحة العدد 74 ومما قال مشكورا :
( تزداد حدة الخلاف عندما تعرض المحطات الفضائية من البرامج ما يؤكد انطباع أحد الزوجين عن الآخر ...
ومما قال أيضا : أعتقد أن الخطورة تكمن حين تكثر مشاهدة الأعمال التلفزيونية فتترسب المواقف التي شوهدت في العقل الباطن دون أن يشعر أحد الزوجين بذلك ، فتكون هي المرجع في تقويم المواقف واتخاذ القرارات وأحياناً تبذر بذرة الشك في نفس الزوج أو الزوجة في حال تشابه المواقف

فالخلافات الزوجية يتم مناقشتها عادة بين الزوجين من خلال الموروث المخزون لديهما
فإذا كان هذا الموروث مستقى مما يرى ويسمع ويقرأ في وسائل الإعلام ، فإن القرار الذي سيتخذه سيكون متأثراً بطبيعة الحال بوسائل الإعلام
وأغلب الظن أن أكثر حوادث الطلاق تمت بأسباب ووسائل مشابهة تماماً لما يحدث في الأعمال التلفزيونية ولكن الزوجين لا يعترفان بأن قرارهما قد اتخذه التلفزيون
وقد شعر المسؤولون في المؤسسات الاجتماعية في الولايات المتحدة بخطورة المشكلة .. )
مجلة الفرحة العدد 74


16 ـ آمال فضائية مرتقبة

وجود قناة إسلامية بديلة موجهة للمرأة المسلمة خاصة يعد ضرورة من الضروريات وهذا ما أكدته الكاتبة رقية الهويريني في مجلة الأسرة العدد 113 :
( .... ووجود قناة اسلامية محافظة وجريئة في الطرح والحوار في الحدود التي صانها الإسلام وباركها المجتمع ، يعد من الضروريات بسبب الأوضاع المتجددة حيث نرى تكالب الرذيلة على الفضيلة
ولا بد حينئذ من جود عوامل جذب لتثقيف المرأة المسلمة لا سيما وأنها تعيش في قلق وتوتر جراء خروجها للعمل ومواجهتها لتيارات مختلفة تهددها وتعصف بأفكارها وتكاد تقتلعها من جذورها في تخطيط مدروس لاجتثاثها من أسرتها وتغريبها من هويتها الإسلامية وتعريتها من حشمتها
وهذا المخطط لا بد أن يُحبط خصوصاً أنه يستهدف هدم الأسرة ويركز على المرأة والطفل الذي أصبح يعيش في أحضان مربية مستأجرة تقف به – بدورها – إلى شاشة التلفاز ويجد نفسه – وهو تلك الإسفنجة اللينة التي تمتص كل ما حولها – يتشرب كل ما ُيعرض على هذه الشاشة الفضية وخاصة الأفلام الكرتونية التي يلاحقها من قناة لأخرى وهي تدعو للمكر والخديعة والاستيلاء على حقوق الآخرين بالدهاء والذكاء المذموم .
كما أنها تتبنى ثقافة العنف والانتقام حتى بات الطفل لا يجد غضاضة من أخذ حقوقه بهذا الأسلوب .... الخ .

مجلة الأسرة العدد

17ـ مسؤولية الإعلام


جريمة الشرف والعديد من الانحرافات الأخلاقية الأخرى التي انتشرت في الآونة الأخيرة ... ترتبط بالأداء الإعلامي والكتابات الأدبية والأعمال الدرامية التي تروج للسفور والعري ..

وقد أشار الدكتور أحمد المجذوب – الخبير الاجتماعي – في إحدى دراساته الميدانية حول الممارسات غير الأخلاقية التي اجتاحت بعض المجتمعات العربية كهروب الفتيات والزواج السري وغيرها
( إلى أن الدراما العربية ووسائل الإعلام ساهمت في تلك الانحرافات وأن نموذج الراقصة أو الفنانة التي تهرب من ييت الأسرة تحت دعاوى الضغوط الأسرية وإظهارها بعد ذلك بمظهر القدوة والبطولة قد أثر في وجدان العديد من الفتيات وصرن يمارسنه في الواقع

كما أن الترويج لمفهوم معين للحب يقوم على التلاقي بين الفتى والفتاة بعيداً عن الأسرة والأطر الشرعية عبر الإلحاح الإعلامي بكل وسائله أثر بشكل كبير على المجتمع وعلى طبيعة العلاقات التي تحكم الرجل بالمرأة
فالعديد من الأفلام تصور الراقصة بطلة ولديها أخلاقيات ومثل عليا .. وفي بعض الأفلام تعيش المرأة المتزوجة مع حبيبها وتقدم هذه المرأة على أنها تستحق التعاطف معها !! )

وترى د. ليلى عبد المجيد – أستاذة الصحافة بجامعة القاهرة –
( أن وسائل الإعلام تصور القاعدة العامة للنساء العربيات على أنهن يمارسن التجسس والدعارة وتجارة المخدرات والقتل .. كما تستغل المرأة أيضاً كرمز للجنس المكشوف أو الموارب في كثير من الأعمال الأدبية والفنية العربية التي لا تخرج عن علاقة الخيانة بين رجل وامرأتين أو بين رجلين وامرأة ..... )
مجلة الأسرة العدد 122

18 ـ صرخة احدى الزوجات : زوجي والفضاء !!


فمعروفا أن الصحون الفضائية فيها من الشر العظيم وربما تؤدي مشاهدتها إلى أشياء أخرى ويتطور الأمر ويحصل ما لا يحمد عقباه .. فالمعاصي تجر بعضها وقانا الله من ذلك ..
وبنبرة تملؤها الحسرة والأسى تتحدث هدى.غ ( ربة منزل ) بأنها متزوجة منذ خمسة عشر عاماً ولها سبعة أطفال ، ولم يكن زوجها من محبي السهر خارج البيت لكن ( الصحون الفضائية ) التي أطلت عبر أسقف المنازل في حارتنا جعلت زوجي في البداية يذهب لاستراحة مع مجموعة مع رفقائه راغباً في الاستطلاع والمشاهدة ثم تحول الأمر إلى عادة يومية لا يشغله عنها شاغل !
ومن حينها وزوجي يغلق باب المنزل منذ الساعة التاسعة مساءً ولا يفتحه إلا عند عودته في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل .. !
وللحق فإن زوجي ليس لديه مانع من إيصالي قبل خروجه إلى أي مكان شئت وغالباً ما أختار بيت أهلي لأنهم وحدهم يحتملون ضجيج أطفالي السبعة .. !!


19 ـ إن لم تكن قدوة لابنك .. فالفضائيات قدوته !!

ـ الأبناء يتساءلون .. من يربينا ؟!

يقول د. محمد الثويني الخبير الاجتماعي ومحرر مجلة ولدي :
لقد تحدث إليَّ أحد الأبناء بصراحة وصدق قائلاً : لا أريد أن ألقي اللوم على أحد ولكني للأسف لم أتلق تربية سليمة منذ صغري ، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية واليوم يلومني أهلي على تصرفاتي المؤذية لمشاعرهم ومشاعر الآخرين ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة ؟!

مجلة ولدي العدد 22

20 ـ رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض :
الفضائيات تزيد معدل الطلاق !!


الفضائيات تتسبب في ارتفاع حالات الطلاق ، هذا ما قاله الشيخ سعود المعجب رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض ،
وأضاف مسوغاً هذا الحكم : الفضائيات تدعو إلى تمرد المرأة على زوجها ، فهي تظهر لها أن الزوج متسلط وظالم سلب منها حقوقها وحياتها .
كما أن من أسباب الطلاق مقارنة الزوج لزوجته بنساء الفضائيات اللائي جملّتهن كاميرات التصوير حتى القبيحات منهن أصبحن جميلات بفعل أنواع الماكياج .

مجلة الأسرة العدد 105
ذو الحجة 1422 هـ

21 ـ كبار وأعيان قبيلة همام التي تقطن في حي المشعلية منطقة نجران : لا للتلفزيون ..

اتفق كبار وأعيان قبيلة همام التي تقطن في حي المشعلية منطقة نجران على عدم إدخال أجهزة الاستقبال الفضائي إلى منازلهم لما لها من آثار سلبية على الأسرة والمجتمع .
ويقول كاتب عدل نجران وأحد أفراد القبيلة الشيخ أحمد بن صالح الهمامي أن القبيلة لم تجد صعوبة في إقناع أفرادها بمخاطر الأطباق اللاقطة على الشباب والفتيات من الأجيال الناشئة .
ويؤكد الهمامي أن رفضهم وصل إلى البث الأرضي حيث تم إزالة 50 % تقريباً من أجهزة التلفزيون الموضوعة في منازلهم ،
ويقول الهمامي أنه لا يجرؤ أحد من أفراد القبيلة أن يخرج عن المعاهدة المتفق عليها لأسباب دينية ولاحتمالية النبذ الاجتماعي في حالة تركيبة لطبق لاقط فوق منزله .

مجلة الأسرة العدد 35



وفي إحدى المواقع الإخبارية ذكرت :
أن سكان ولاية "غوجارتيون " الهندية ، التي إثر تضررها بفعل الزلزال ، قام المئات من سكانها بتحطيم وحرق أجهزة التلفزيون ، بغية طرد الأرواح الشريرة ، وتجنُّب وقوع زلزال جديد ، بعد أن أفتى لهم المتدينون بأن التلفزيون أثار الغضب الإلهي، بها يبثه من رسائل تخدش الحياء، فراح الناس يرمون بأجهزتهم المحطمة، بالعشرات، في جوار المعابد ..

ووصل أُسترالياً إلى اختيار تلفزيونه زوجة مثالية، وعقد قرانه عليه بمباركة كاهن وبحضور أصدقاء العريس، البالغ من العمر 42 سنة، الذي تعهد بالوفاء للتلفزيون ، واضعاً خاتمي الزواج في غرفة الجلوس قرب هوائي الاستقبال ، مصرحاً بأنه اختار التلفزيون شريكاً لحياتة، وبأن زواجه به يبعده عن المشاجرات، التي كانت ستحدث لو تزوج بامرأة وما كان ناقصنا إلاّ التلفزيون .

22 ـ وفي كتاب أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة للشيخ بشر بن فهد البشر :


( .. أما التلفزيون وتأثيره فقد جاء في تقرير لليونسكو : إن إدخال وسائل إعلام جديدة وبخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية كرسها الزمن – واليونسكو مؤسسة دولية تابعة للغرب وتدعو إلى التغريب - .

وتبين من خلال الدراسات التي أجريت على خمسمائة فيلم طويل أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72 % منها
يعني نقريبا ثلاثة أرباع الأفلام كلها للحب والجريمة والجنس

وتبين من دراسة أخرى حول الجريمة والعنف في مئة فيلم وجود 68 ؟% مشهد جريمة أو محاولة قتل
وجد في 13 فيلم فقط 73 مشهدا للجريمة
ولذلك قد تجد عصابات جريمة من الأحداث والصغار لأنهم تأثروا من الأفلام التي يرونها ) .

أما الأفلام فيقول الدكتور هوب أمرلور وهو أمريكي يقول :
( إن الأفلام التجارية التي تنشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في موضوعاتها ، كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن الآداب الجنسية الضارة – فإذا كانت ضارة بميزان هذا الأمريكي فكيف بميزان الشرع –

ثم يتابع الأمريكي فيقول : وقد ثبت للباحثين أن فنون التقبيل والحب والمغازلة والإثارة الحنسية والتدخين يتعلمها الشباب من خلال السينما والتلفزيون ) .


23 ـ تابع الدكتور رويل هوسمن وليوناردايرون من جامعة أمريكية في كاليفورنيا
على مدى 20 سنة مسيرة 40 طفلا وجدوا خلالها أن الفئة التي شاهدت برامج التلفزيون بكثافة وهي في سن الحداثة كانت أقرب إلى ممارسة أنواع مختلفة من العنف لدى الجنسين .

ـ في تقرير مفصل بعنوان مراقبة أمريكا : وجد أن السهرة التلفزيونية الواحدة تحتوي حوالي 12 جريمة قتل
و15 عملية سطو
و20 عملية اغتصاب
وتشليح إضافة إلى عدد كبير من الجرائم المتنوعة

والواقع أن نسبة الجرائم حسب المعلومات الأمنية 5 % بينما تصل على الشاشة إلى 65 % هكذا يفعل الإعلام .
جريدة الحياة 15 / 10 / 1413 هـ

24 ـ مقتدين ومقلدين ..
يقول صاحب كتاب " ولدك والتلفزيون " ويدعى عدنان الطَرشة :

فكل ما يعرضه التلفزيون ويبرزه يجد له أنصاراً وأتباعاً ومقتدين ومقلدين ، حتى وإن كان من أسوأ الأمور ، لأن عرضه – في أي إطار كان المدح أو الذم – يساعد على تعريف الناس به وإشاعته

وكم سمعنا عن أمور ، أو أفعال جديدة ارتبكها بعض المنحرفين والمنحرفات لأول مرة فأذاع التلفزيون خبرها فقلدها عدد من الناس ، وإلا لما خطر في ذهن أحد تقليدها وتكرار ارتكابها .
مثال على ذلك :
( عرضت إحدى محطات الأخبار العالمية خبر امرأة تدعى " لورينا بوبيت " ارتبكت فعلاً شنيعاً مع زوجها في أمريكا ، وقامت المحطة بتغطية تلفزيون لقصتها ومجريات محاكمتها ، ثم ما لبثنا أن سمعنا وقرأنا في الوسائل الإعلامية أن الفعل نفسه ارتكبته تقليداً لها زوجات أخريات مع أزواجهن في مدن أخرى في أمريكا ، ثم انتشر الفعل إلى دول أخرى مثل جنوب أفريقيا ، الصين ، الهند ، تايوان ، ألمانيا ، ودول أخرى عديدة حتى أطلق على هذا الفعل ( مسلسل ..... ) أي اسم الفعل المرتكب ، ثم دار نقاش واسع بين علماء اللغة حول إمكانية إدخال كلمة (( بوبيت )) في القاموس ، كفعل يعني قيام المرأة بعمل وحشي تجاه زوجها ، مثلما فعلت (( لورينا بوبيت )) بزوجها !


ـ نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في التلفزيون

نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في التلفزيون فنتج عن ذلك أضرار خطيرة ونهايات مؤلمة ومحزنة :

1 ـ في أمريكا : عرضت شبكة التلفزيون الأمريكي ( إن.بي.سي. N.B.C ) تمثيلية يداهم فيها الإرهابيون من المجرمين ركاب إحدى قطارات الأنفاق ويقتلون أحد هؤلاء الركاب ، فإذا يأحد الصبية يقتل مخبر شرطة في أحد قطارات الأنفاق بالطريقة نفسها التي شاهدها على شاشة التلفزيون .

2 ـ في ألمانيا : قام شابان شقيقان بخطف فتاة قاصراً وطالبا ذويها بفدية قدرها مليونا مارك وذلك إثر مشاهدتهما حادث اختطاف في فيلم تلفزيوني ، وقد أخفيا الفتاة حسب الفكرة التي اكتسباها من الفيلم .

3 ـ في فرنسا : قامت إحدى الطالبات ويبلغ عمرها 19 عاماً مع صديقها الذي يبلغ من لعمر 22 عاماً بقتل خمسة أشخاص خلال 25 دقيقة تشبهاً ييطل فيلم ( قاتل بطبيعته ) .

4 ـ في الهند ( احترقت الفتاتان ولم يظهر البطل ) . نتيجة للتقليد التلفزيوني الأعمى
أقدمت فتاتان في الهند على صب الكيروسين على أجساد هما أملاً في قدوم البطل الخارق لإنقاذهما من الحريق .
فقد ذكرت وكالة الأنباء " يونايتد نيوز " أن شقيقتين يإحدى القرى الهندية حاولتا تقليد مسلسل الرجل الخارق الذي يعرضه التلفزيون الهندي ويقوم البطل خلاله بإنقاذ من هم في ورطة .. فقامتا بصب مادة الكيروسين فوق أجسادهما وأخذتا في الصراخ من الألم الفظيع دون أن يظهر البطل .

5 ـ في مصر : ( " هرقل " التلفزيوني يشنق الطفل لمصري ) ..
فقد دفع طفل في مدينة كوم أمبو في أسوان حياته ثمناً لتقليد بطل المسلسل التلفزيوني الأجنبي " هرقل " الذي انتهى التلفزيون المصري من بثه قبل أيام .
وتبين أن الطفل ( 10 سنوات ) اتفق وصديقه على تعليق نفسه في سقف الحجرة من رقبته ، على أن يحضر زميله بسيفه فيقطع الحبل لإنقاذه . وضع المجني عليه رقبته في المشنقة ، ولم يحضر " هرقل " لينقذه فمات الطفل خنقاً وأمرت النيابة بدفن الجثة .

6 ـ في الكويت : قام شاب يعاونه ثلاثة مراهقين باختطاف طفلة في الحادية عشرة واغتصابها ، وكان ذلك نتيجة ما كان يشاهده في الأفلام .

7 ـ وفي الإمارات العربية المتحدة : ظهرت أولى نتائج انتشار استخدام الأطباق المستقبلة للبث التلفزيوني للأقمار الصناعية بعد أقل من سنتين وهي عبارة عن ظهور عصابة مؤلفة من عشرة من الأحداث يصل عمر بعضهم إلى خمسة عشرة عاماً وأكبرهم في العشرين قاموا بقتل حارس باكستاني .
وتقول الشرطة أن الحادث هو جريمة القتل الأولى في البلاد لعصابة منظمة من أحداث .

8 ـ في لبنان : قام شاب بإطلاق النار على شقيقته فأرداها قتيلة ، وعزا أحد أعضاء مجلس النواب اللبناني السبب إلى التلفزيون .

فهذه مجرد أمثلة عن تأثير البرامج التي تبثها شاشة التلفزيون فتؤثر تأثيراً مباشراً على نفسية الأطفال والمراهقين والشباب وتدفعهم إلى التقليد .
وقد كشف الاستفتاء أن 50 % من الأطفال الذكور والإناث قد أجابوا بـ ( نعم ) على سؤال : هل تقلد أحياناً أشياء رأيتها في التلفزيون ؟


25 ـ لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى


( انتبهوا جيداً وتأملوا )

التلفزيون وسيلة عظيمة جداً تستخدم في إحداث كثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية حتى أنه يصح أن يقال فيه بأنه لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى بل إلى إرسال برامج تلفزيونية إلى محطات تلك الدول لتعرضها على مواطنيها أو تًبث إليها البرامج عبر الأقمار الصناعية فيحصل التغيير لذي تريده الدول المستعمرة .

ودليل ذلك أستنبطه من الخبر الذي لفت نظري وكان بعنوان : ( دراسة أمريكية تشير لاحتمالات تفكك الصين إلى 10 دول ) فالمؤسسة الأمريكية (( بيرسيبشن إنترناشونال )) التي أسسها أندريه الكويتز ضابط الاستخبارات البريطاني السابق ، توقعت عام 1986 م . سقوط الاتحاد السوفياتي ، وقد صدقت توقعاتها .

ولكن كيف تحقق لها ذلك ؟ ( انتبه جيداً وتأمل )

يقول الكويتز أن فريقه ركز جهوده على دراسة وتحليل الأحداث ذات الطايع المالي و ( التكنولوجي ) بدلاً من متابعة الأحداث السياسية .
وأن آخر قطع اللغز السوفياتي كان قرار البرلمان الذي سمح بتطوير نظام التلفزيون الفائق الدقة .
إذ أن مثل هذا النظام يستدعي البث عبر الأقمار الصناعية .
وكان معنى ذلك أن المواطن في الاتحاد السوفياتي كان سيتسلم معلومات من خارج حدود دولته . والحكومة بموافقتها على دخول المعلومات دون رقابة إلى البلاد أعطت في الواقع الضوء الأخضر لتغيير بنية الاتحاد السوفياتي ..
( جريدة الشرق الأوسط ، العدد 5533 ، 10 / 8 / 1414 هـ )


26 ـ التلفزيون والتربية


أصبح التلفزيون منافساً رئيسياً للوالدين في تشكيل سلوك الأبناء وتلقينهم المعارف والقيم ـ الصالح منها والطالح ـ وارتفعت أصوات بعض المصلحين والمربين تحذِّر منه وتدعو إلى التخلص منه، وفريق آخر يدعو إلى ترويضه واستخدامه في أهداف التعليم والتربية، لكن الفريقين يتفقان على الآثار السلبية التي يتركها التلفزيون على سلوك الشباب، وإن اختلفت رؤيتهم في سبل وقف هذه الآثار، هل بالتخلص من التلفزيون أم بترشيد "وفلترة " مشاهدته ؟.
أصبح تأثير مشاهدة التلفزيون على الشباب موضوعاً لدراسات عدة اجتمعت كلها على الأثر السلبي لهذه المشاهدة.
إن آثار التلفزيون الأكثر ضرراً على الشباب هي تلك المتعلقة بما يبثه من عنف ، و إحدى الدراسات أوضحت أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع سيشاهد 100 ألف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى العاشرة .
وقد جاءتنا الكثير من الأخبار عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات قاموا بجرائم قتل دون وعي لخطورة ما يقومون به بل دفعتهم رغبة في تقليد ما يشاهدونه لذا يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون .

جريدة الوطن لأحد 20 محرم 1424هـ

27 ـ كثير من الدراسات السابقة بحثت في تأثير البث المباشر في مجتمعنا السعودي منها ، ما قام به الباحث ابراهيم الدعيلج عام 1995م ، عن البث المباشر بعنوان " الآثار والمواجهة تربوياً وإعلاميا ً


توصل إلى الإيجابيات التالية :
- التعرف على الثقافات العالمية - التعرف على ما يدور في العالم من إحداث ووقائع والتزود بالعلم والمعرفة - متابعة التطورات العالمية - تحفيز القنوات المحلية على تطوير موادها - المساعدة على اختيار المادة التي يريدها المشاهد - تنمية التفكير واتساع مدارك المشاهدين نظراً لإطلاعهم على ثقافات أخرى.

ومن السلبيات التي توصل إليها الدعيلج ما يلي :نشر المشاهد الفاضحة وإثارة الغرائز
الدعوة إلى تعاطي المخدرات والمسكرات
إضعاف اللغة العربية وإعلاء شأن اللغات الأجنبية
إضعاف التماسك الأسري
انشغال المرأة بعالم الموضة والأزياء
الدعاية والترغيب في شراء المنتجات الأجنبية والانصراف عن المنتجات المحلية
إضعاف روح الولاء للمجتمع والأمة الإسلامية
ضعف البصر والإجهاد العام
الانصراف عن متابعة وسائل الإعلام المحلية
تشويه وتحريف التغطية الإعلامية للبلدان العربية والإسلامية
إثارة الفتن والخلافات المذهبية في صفوف المسلمين.

جريدة الرياض الأحد 01 شعبان 1424العدد 12882


28 ـ مسؤولية الفضائيات في تربية الأبناء !

خبر بسيط يقول إن طالبة عربية في الثالثة عشرة من العمر سجلت شريطا إباحيا على الهاتف مع طالب في الخامسة عشرة من العمر، ثم وزعته في اليوم الثاني على زميلاتها في الصف الأول المتوسط متباهية بأن هناك من يحبها وتحبه، وأنهما اتفقا على الزواج لذلك تعتبر ما تفعله أمرا عاديا.
أهم ما في الخبر الخطير أن الأم عندما أبلغت بما حدث قالت إن ابنتها تحب تقليد الفنانين الذين تراهم في الأفلام والمسلسلات التي تزدحم بها شاشات الفضائيات العربية وغير العربية، لذلك لا تستغرب منها أن تفعل ما فعلته، وتطالب المدرسة بعدم معاقبة ابنتها لأن المسؤولية تقع على الفضائيات وشركات إنتاج الأفلام والمسلسلات.
وأسوأ ما في تفكيرنا أن ننسى أن مسؤولية الأسرة في تربية الأبناء كبيرة وتسبق أي مسؤولية أخرى، خاصة في زمن الآفاق المفتوحة والفضائيات التي تقدم كل شيء تحت شعار "إرضاء المشاهد أينما كان، وكيفما شاء"، ونرمي بنتائج خيبتنا على الآخرين.

جريدة الوطن الأثنين 28 شوال 1424هـ
العدد (1179)


29 ـ العجل الفضائي
إن أمتنا إلا من عصم الله تعيش اليوم مع التلفاز وتوابعه في محنة لم تكره عليها بل رغبت فيها واستشرفت لها، وفتحت ذراعيها وتشبثت بأذيالها، لأن بعض المسلمين في حالة رغبة فيما يفسد دينهم ويخرب دنياهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
فما أشبه حال المنجذبين إلى التلفاز اليوم بحال الفراش الذي يتساقط في النار لجهله واعتقاده النفع في النار المحرقة، ولكن هل الناس في غفلة عما يعرض في التلفاز، كلا إنهم على علم لكنهم مبهورون، أسكرتهم، وأعمتهم الشهوة، فلم يحركوا ساكناً ........

دوره في التغريب :
إن أهداف البث المباشر الذي يجوس خلال الديار نلخصها في النقاط التالية :
1. تسميم الآبار الفكرية التي يستقي منها الشباب، وإضعاف مناعتهم عن طريق تسويق القيم والسلوكيات الغربية لتذويب انتمائهم الإسلامي .
2. تجميل الوجه القبيح للحضارة الغربية.يقول حمدي قنديل : (( المعروف أن القردة هي التي تقلد الإنسان، ولكن إنسان العالم الثالث اختار أن يقلد قرة أوربا )).
3. القضاء على الأخلاق الإسلامية.

آثار التلفاز الاجتماعية والنفسية على الأطفال :

إليك أقدم الآثار المرعبة على أطفالنا من جراء هذه الأجهزة الشيطانية :
1. يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز.
2. يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه.
3. التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير.

4. يستفرغ طاقات الأطفال الهائلة وقدراتهم على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها.
5. يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في نفوسهم التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية.
6. يقم بإثارة الغرائز البهيمية مبكراً عند الأطفال وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج أضراراً عقلية ونفسية وجسدية.
7. يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق.
8. له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن.
9. تغيير أنماط الحياة _ الإفراط في السهر، فأفسد الدنيا والدين كما يرسخ في الأذهان أن الراقصات والفنانات ونجوم الكرة أهم من العلماء والشيوخ والدعاة والمبتكرين.

ماذا يقول العقلاء والمنصفون :
ذهب الكاتب الأمريكي جيري ماندر في كتبه أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون )) الذي أودعه خلاصة تجربته في حقل الإعلام إلى القول :
(( ربما لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد الهندسة الوراثية والقنابل النيترونية ، ولكننا نستطيع أن نقول [ لا ] لتلفزيون ونستطيع أن نلقي بأجهزتنا في مقلب الزبالة، حيث يجب أن تكون، ولا يستطيع خبراء التلفزيون تغيير ما يمكن أن يخلفه الجهاز من تأثيرات على مشاهديه، هذه التأثيرات الواقعة على الجسد والعقل لا تنفصل عن تجربة المشاهدة )).
وأضاف : (( إنني لا أتخيل إلا عالماً مليئاً بالفائدة عندما أتخيل عالماً بدون تلفزيون، إن ما نفقده سيعوض عنه أكثر بواسطة احتكاك بشري أكبر، وبعث جديد للبحث والنشاط الذاتي )) .

وحكى الأستاذ مروان كجك أن صديقاً له زار أستاذه الجامعي في بيته وكان هذا الأستاذ نصرانياً، فلاحظ الأخ أنه ليس لدى أستاذه تلفزيون فسأله عن سبب ذلك فأجاب : (( أأنا مجنون حتى أتي إلى بيتي بمن يشاركني في تربية أبنائي ؟ )).
http://www.alshamsi.net/friends/b7o...a/fadaeat1.html

د.فالح العمره
02-04-2005, 04:42 PM
( الفضائيات والمجتمع )



كم قاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة
وبين الزوج وزوجته
وبين الأب وأبنائه !

فقيل للابن أنت حر
وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

هذه هي فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..

اخوتي .. أخواتي الكرام :
الموضوع في هذا يطول وربما لا نوفي حقه في ذلك فهو في بالغ الأهمية وخطير جدا
وحتى لا نطيل عليكم دعونا نقلب الصفحات مع هذا البحث الذي يشمل عدة أقوال وإحصائيات
وأمثلة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان وغير ذلك الكثير ..

وربما ذلك يفوق عن ألف كلمة نتفوه فيها ونطلقها أمام الناس أجمع
وأتمنى أن ينال إعجابكم ويتحقق الفائدة منه

ذلك البحث الذي يكشف عن نوايا وخفايا الفضائيات وما وراء ها
وأتمنى أن ينال إعجاب الجميع ويتحقق الفائدة منه :

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )


هذا ما تفوّه به أعداء الاسلام الذين لا يزالون يكيدون المؤامرة تلو الأخرى .. حتى يقوموا بإفساد المسلمين وضعفهم وكسر معنوياتهم
وإنهم فشلوا في حرب السلاح وقد صرح بهذا الكثير من رؤسائهم من أعداء الاسلام واستنتجوا أن زرع الفتن ومحاربة العقول أهون بكثير من حرب السلاح والدبابات بل و أسرع نتائجا ..

فالفضائيات أصبحت مشاهد يندى لها الجبين وأحداث قد نفرت منها الأخلاق : تشرذم عائلي هنا ، وخيانة ، فجريمة هناك ، حب مخز ، وتبرج فاحش مثير .. يفسد المرأة والرجل كلاهما ..

استهدفها أعداء الاسلام حيث فشل الأعداء في حرب المواجهة عبر تاريخ الإسلام الطويل ، فكان لابد من إشاعة الفتنة في المجتمع
ولما كانت المرأة هي أخطر وسائل الدمار على الرجال وعلى الأمة جمعاء ، فقد جندها العدو لتكون سلاحاً فتاكاً حتى قال قائلهم
( إنه لا أحد أقدر على جر المجتمع إلى الدمار من المرأة فجندوها لهذه المهمة )

فهي العنصر الضعيف العاطفي ، ذو الفعالية الكبيرة ، والتأثير المباشر في هذا المجال

يقول كبير من كبراء الماسونية الفجرة
( يجب علينا أن نكسب المرأة ، فأي يوم مدت إلينا يدها فزنا بالحرام ، وتبدد جيش المنتصرين للدين )

ويقول أحد أقطاب المستعمرين
( كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع ، فأغرقوها في حب المادة والشهوات )


--------------------------------------------------------------------------------

1 ـ عكاظ تواصل حث الفتيات على التمرد


واصلت جريدة عكاظ الصادرة من جدة حملتها التي تشنها على الأسرة باستثارة الفتيات للتمرد على والديهم ففي عددها 13458 نشرت عكاظ وللمرة الثالثة تحقيقا صحفيا عنونت له بـ :
( الحوار مفقود .. والسلطة بيد الأب )
بنات " مغلوبات " على أمرهن
فما سر هذا الطرح ولماذا عكاظ تشن هذه الحملة على الأسرة وتريد تمزيقها ، وتستثير المراهقات ليتمردن على أسرهن ...
وإننا ومن هذا المنبر لنحذر الجميع من مغبة السكوت عن مثل هذه الأطروحات التي يراد منها تمزيق المجتمع وتفكيك كياناته الأسرية ، وندعو جميع الفضلاء للاحتساب على الجريدة بكل وسيلة ليرتدعوا عن نشر مثل هذه التحقيقات التي تحرض على التمرد على الوالدين في ظل غزو فكري وقنوات إباحية تيسر سبل الفساد وتهيئ له ،
وهذه هي روابط التحقيقات السابقة التي أجرتها الصحيفة في نفس الموضوع :
بنات يكرهن الأمهات !! ما سر هذا الطرح ؟؟ -------
تسلط الآباء يفقدهن الشخصية..؟؟ ---------

2 ـ تونس.. الفضائيات البديل الأمثل للدعاة


إسلام أون لاين.نت/ يؤكد المتابعون والمهتمون بالشأن الاجتماعي والثقافي في تونس وجود صحوة دينية كبيرة لدى شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي ، تتجلى بصورة خاصة في إقبال التونسيات على ارتداء الحجاب ، كما يلحظون أن وجود القنوات الفضائية الإسلامية قد مثل بديلا جيدا للمعرفة الدينية بالنسبة للمتدينين في هذا البلد الذي يتعرض فيه التيار المتدين لقمع شديد ويكاد يغيب فيه دور الدعاة.

وقالت الباحثة الجامعية التونسية سنية المنصوري في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الخميس 31-7-2003 : إن وجود قنوات فضائية إسلامية أمثال اقرأ والمجد وغيرهما من الفضائيات، قد مثل مصدرا بديلا للمعرفة الإسلامية وللفتوى الدينية، خصوصا لدى الفتيات والنساء، في ظل غياب الدعاة والوعاظ الدينيين عن المساجد والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المحلية ( بسبب التضييق الأمني من جانب السلطات التونسية )، كما أن الدعاة الدينيين من أمثال عمرو خالد وحبيب علي الجفري قد تحولوا إلى شخصيات مؤثرة في أوساط اجتماعية كبيرة بتونس.

وعن الأثر الكبير الذي تتركه الفضائيات على المتدينات التونسيات تضيف الباحثة التونسية :
إن المتأمل في شكل حجاب التونسيات اليوم، يشهد بلا شك اختلاف مظهره وطريقة وضعه، قياسا بالحجاب في الثمانينيات، كما سيلاحظ التأثر الكبير للمحجبات التونسيات اليوم بمقدمات البرامج الدينية والثقافية فيما يسمى بالقنوات الفضائية الإسلامية، على مستوى شكل اللباس وطريقة ارتدائه والزينة المصاحبة له. الإقبال على الحجاب ويرى الباحثون أن هناك إقبالا متزايدا من قبل فئات الشباب على المساجد، ومن النساء والفتيات -خصوصا في المدن الكبرى- على ارتداء الحجاب، على الرغم من وجود نص قانوني صريح مانع له. إلا أنهم أشاروا إلى أن الصحوة الدينية الحالية التي يشهدها المجتمع التونسي تختلف في طبيعتها اختلافا جوهريا عن تلك التي عرفتها تونس خلال عقد الثمانينيات .
فبالقدر الذي ارتبطت فيه الأخيرة ببروز الحركة الإسلامية على الساحة السياسية، ترتبط الصحوة الحالية بتوجه اجتماعي وأخلاقي محض، يقوم على وعي المتدينين بأهمية النأي بالتزامهم الديني عن أي صراع سياسي أو حزبي.

وتقول الباحثة سنية المنصوري: إن رغبة شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي في العودة بقوة إلى القيم الدينية الإسلامية، والالتزام بأداء فرائض العبادات، يرجع بالأساس إلى عدة عوامل، من أهمها المتغيرات الهامة ا لتي جاءت بها الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية التي شهدتها البلاد خلال سنوات التسعينيات، والتي كان من نتائجها توسيع الهوة بين طبقات المجتمع التونسي من جهة، وإلحاق أضرار سلبية جسيمة بالمنظومة الأخلاقية والقيم السائدة في المجتمع من جهة ثانية .

وتضيف سنية المنصوري أن هذه المتغيرات قد أشعرت التونسيين، خصوصا من أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة بالضعف، كما أحدثت اهتزازات وشروخا عميقة في الروابط الأسرية والعائلية التي تلعب دورا فعالا وحيويا على مستوى العلاقات القائمة داخل المجتمع التونسي، باعتباره في نهاية الأمر مجتمعا عربيا مسلما سيظل متشبثا بمرجعيته الثقافية والحضارية مهما اتجهت المشاريع السياسية والاقتصادية في اتجاه التحديث والتغريب. محاولة تفسير الظاهرة وحول المقومات الرئيسية التي تقوم عليها ظاهرة العودة الكبيرة إلى التدين في المجتمع التونسي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة،

ترى الباحثة الجامعية التونسية أن ذلك يقوم بالأساس على رغبة التونسيين العاديين في التوفيق بين معطيين أساسيين : أولهما إيمان عميق بأهمية القيم الدينية الإسلامية في الحفاظ على تماسك المجتمع ومواجهة الظواهر السلبية المستجدة عليه. وثانيهما تجنب أ ي فعل قد يقحم هذا التدين في دائرة الجدل أو الصراع السياسي، خصوصا مع وجود إدراك بأن هناك بعض الفئات في الوسطين السياسي والثقافي لا تزال تؤكد على عدم إمكانية الفصل بين التدين من جهة والصراع السياسي من جهة أخرى.
فالمتدينون يعتبرون في نظر هذه الفئات أنصارا محتملين للتيارات والحركات الإسلامية.

وتضيف المنصوري أن الصراع الذي شهدته تونس خلال عقد التسعينيات، بين النظام والحركة الإسلامية، قد أضر في حينها بوضع الالتزام الديني لدى التونسيين عامة، على الرغم من أن عددا كبيرا من أبناء المجتمع التونسي كانوا ملتزمين من الناحية الدينية، لكنهم لم يكونوا أعضاء في حركة أو جماعة إسلامية .
وكان تقرير الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السنوي عن عام 2002 قد تحدث عن الحملات الأمنية والإدارية ضد المحجبات التونسيات، وجاء فيه أن العديد من المحجبات تعرضن إلى المضايقات في الشوارع أو أماكن العمل، وتم تجريد العديد منهن من الحجاب عنوة في بعض مراكز الأمن بالعاصمة، وإجبارهن على التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى ارتداء الحجاب .

كما أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت قد ذكرت في 28-5-2003 أن عددًا من طالبات التعليم الثان وي مُنعن من اجتياز امتحانات نهاية العام بسبب ارتدائهن للحجاب. يذكر أنه في عام 1981 أصدرت السلطات التونسية قانونا يعتبر الحجاب زيا طائفيا. ومنذ ذلك الحين والحكومة تلتزم بهذا القانون ، إلا أنه تم التشديد على منع المحجبات من دخول الجامعات والإدارات الحكومية منذ مطلع العقد الماضي، وهو ما أثار انتقادات واسعة في الداخل والخارج، خصوصا من جانب المنظمات الحقوقية التي ترى في منع الحجاب والتضييق على المحجبات تدخلا في الحرية الشخصية للمواطنين

موقع المختصر

3 ـ منع ظهور الداعية عمرو خالد على اقرأ وLBC بأمر أمريكي


الوطن س / علمت "الوطن" من مصادر مسؤولة داخل راديو وشبكة تلفزيون العرب أن الداعية الإسلامي عمرو خالد تم منعه من الظهور على الفضائيات العربية بضغوط مورست على مسؤولي قناة " اقرأ " الشقيقة لقنوات art, إلى جانب ضغوط أخرى مورست على المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" لمنع بث حلقاته .
وأوضحت المصادر أن هناك عناصر أجنبية وراء القرار بعدما أذاعت "اقرأ" حلقات عمرو خالد أثناء الحرب الأمريكية على العراق والتي أكد فيها الدور المطلوب تجاه الأمريكيين وفضح ممارساتهم. يذكر أن الداعية عمرو خالد أثار جدلا واسعا في الأوساط الاجتماعية والدينية نظرا لما يعتبره المراقبون بأنه يمثل مدرسة دعوية جديدة مؤثرة في شريحة الشباب العربي .
وقبل المنع كان عمرو خالد يقدم برنامج "حتى يغيروا ما بأنفسهم" الذي يتحدث عن أمهات المؤمنين وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام, إلى جانب برنامج "ونلقى الأحبة".

لنشرة الإخبارية من موقع المختصر
29 ربيع الأول 1424 هـ


4 ـ فأغلب البالغين يشاهدون التلفاز بغرض الترفيه والتسلية . أما الأطفال أنهم يجدون التلفاز مسليا فإنهم يشاهدونه لأنهم يسعون إلى فهم العالم ..

5 ـ سلاح دمار شامل جديد !

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )
توكر أسكيو / مدير مكتب البيت الأبيض للاتصالات
تعليقاً على مشروع قناة تلفازية لجذب الشباب العرب إلى أمريكا


6 ـ الثقافة الهابطة من الفضاء


يقول الكاتب عائض البدراني من المدينة المنورة في احدى المجلات الاسلامية ( مجلة الأسرة ) :
قصيدة كتبتها عندما رأيت من شرفة منزلي أحد هذه الأطباق اللاقطة فوق احدى البنايات ، فسرحت بخاطري أتفكر في حال أصحابها ، وثارت خواطري ، فقلت :

شبابُنا ضـاع بيـن الـدشُّ والقـدمِ *** وهـام شوقـاً فمـالَ القلـبُ للنغـمِ
يقضي لياليه في لهـوٍ وفـي سهـرِ *** فـلا يفيـق ولا يصحـو ولـم ينـمِ
يقلّب الطرفَ حتى كـل مـن نظـرٍ *** إلى قنـاة تبـثُّ السـم فـي الدسـمِ
فقلّـد الغـرب حتـى فاقهـم سفهـاً *** وضـاق بالديـن والأخـلاق والقيـمِ
أرى سموماً أتت من ( سات ) يرسلها *** إلى شبابٍ هوى فـي حالـك الظلـمِ
أرى شباكاً من الأشرار قـد نصبـت *** فما تصيد سـوى الغربـان والرخـمِ
***
كفى صدوداً عـن الإسـلام ويحكـمُ *** فالعمرُ فـانٍ وحانـت ساعـة النـدم
أعمالكـم يـا عبـاد الله قـد كُتبـت **** ملائـك الله خـطّـت ذاك بالقـلـمِ
عودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحـدو *** اوحطمـوا الكفـر بالأقـدام والهمـمِ
دعوا الحداثـة والتغريـب واتبعـوا *** نهجاً قويماً يُضـيء الـدرب للأمـمِ
هـذا كتـابٌ مـن الرحمـن أنزلـه *** على البرية من عـرب ومـن عجـم
قد ضلَّ من يبتغي في غيـره شرفـاً *** وبـات يغـرق فـي مستنقـع وخـمِ
وهـذه سـنـة المخـتـار بينـكـمُ *** من مال عنهـا ورب البيـت ينهـزمِ

7 ـ مليونان وثمانمئة ألف مرة تضاعف عدد مرضى الإيدز خلال عشرين عاما !

فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضا ثم انفجر الرقم ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان ، منهم حوالي ثلاثة ملايين هذا العام ، وما زال مستمرا .
إنه باختصار مرض ( يتكلم ) بالملايين ! فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقض ، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الداعية إلى وقفه ، هي نفسها – إلا من رحم ربي – التي تقوم بتجهيز ( المواد الأولية ) اللازمة لا نتشاره عبر آلاف المواد المحرضة على الرذائل ، وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات ، وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .
** الأرقام مفاجئة .. الشرق الأوسط تتفوق على الولايات المتحدة
الأرقام مفاجئة لكنها لن تبدو كذلك !! إذا أخذنا في الاعتبار ظروف (( الانفتاح )) بكافة أشكاله .. الخ
المسلمون عامة والعرب خاصة ليسوا بمنأى عن ( طاعون العصر ) وأسبابه ونتائجه المدمرة ، وإذا صدقنا ما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن الإيدز فإن منطقة ما يسمى : الشرق الأوسط – والتي تضم العرب- تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الإصابات التي اكتشفت خلال العالم الحال !
فقد ظهرت في الشرق الأوسط 83 ألف حالة جديدة مقابل 45 ألف حالة في أمريكا و30 ألف حالة في أوربا الغربية .
وبعد : فتشوا عن نقص المناعة الإعلامي ، فلربما نتجنب الكثير من نقص المناعة المكتسبة إذا أفلحنا في مكافحة ما يعتري إعلام اليوم من ( فيروسات ) .

مجلة بث العدد السابع
محرم 1424 هـ

8 ـ مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون
الوالد الجديد للأبناء :

قال د. أحمد أن حجم التأثير الإعلامي كبير جداً وقد تم قياسه في دراسات عدة لعل أهمها الدراسة التي وضعتها جامعة أوهايو حول الانتخابات الأمريكية أو تلك التي بدت خلال حملة الرئيس كلينتون اجتماعياً ، وجدت دراسات عديدة أن التلفزيون أصبح الوالد الجديد للأبناء
ولعل السؤال الذي أجابت عليه إحدى الأطفال الروسيات وهو : مم تتكون أسرتك ؟
قالت من بابا وماما وجدتي والتلفزيون .. خير دليل على تأثير التلفزيون .

مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر
الشقائق في عددها الـ35 توجهت بسؤال إلى الدكتور أحمد عبد الملك – الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر – عن أسباب ضعف دور الأسرة التربوي في عصر الاتصال والانفتاح الثقافي ؟

يقول الدكتور أحمد عبد الملك : لقد تبدل مفهوم الإشراف الأسري على الأبناء وتحديد هذا المفهوم بثقافة التنشئة وتكبير الأبناء دون النظر إلى مدلول التربية أو اتجاهات التنشئة وانعكاسات ذلك على كثير من المعايير القيمية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإسلامي العربي .

ويشدد قائلاً : لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء فلقد وفرت لنا مخرجات الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة هامشياً .. ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة مع التلفزيون أو الإنترنت أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
ولقد دلت دراسات على أن الطالب في المرحلة الابتدائية يكون قد قضى من 700 – 800 ساعة في المدرسة في العام
بينما يقضي أكثر من 1000 ساعة مع التلفزيون سنوياً !!
****
أما من ناحية التحول إلى الأسرة الصغيرة – فلدي مفهوم آخر هو التحول إلى ( الفرد الرقمي ) وهذا يفترض تحول الإنسان من الصياغات العاطفية والإنسانية إلى شخص آلي مولع بـ ( الأزرار ) والأرقام ناهيك عن الانفصال العاطفي .... فلقد دلت دراسات أمريكية منذ أواخر السبعينات ( أن التلفزيون يجمع العائلة فيزيائيا ويفرقها عاطفياً ) لذلك قد لا نستغرب أن نشاهد فتاة في العشرين لا تأكل مع أهلها وتذهب الخادمة بالطعام إلى غرفتها وقد يمر يومان أو ثلاثة دون أن تجلس مع والديها .. إن التفكك الأسري الذي نعيشه هو ضريبة الحياة الاستهلاكية التي تم استيرادها من الغرب .. دون محاولة إيجاد توازن بين مخرجات التكنولوجيا وحاجيات المجتمع العربي ..
وهذا التفكك نتج عنه مفاهيم جديدة كغياب احترام الوالدين .. وغياب الشباب في رحلات خارجية ( غير بريئة أحياناً ) ...... الخ

9 ـ لــــــعـــبـة

( مقولة اختطاف المتطرفين للإسلام تعبر عن فكرة فاسدة ومصطنعة ، وهي لعبة مارسها الإعلام لكي يعطي انطباعاً مزيفاً بأن المتطرفين هم أصحاب الصوت المعلى في الساحة الإسلامية . في حين أنهم كذلك فقط في منابر الإعلام الباحث عن الإثارة أو المنحاز والمتصيد .
وما يبرزه الإعلام ليس هو الحقيقة ، إنما هو تشويه للحقيقة وابتكارها ، يسلط الضوء على شجرة بذاتها ويعرض عن رؤية الغابة المسكونة بالتسامح والاعتدال ) فهمي هويدي

معركتنا القادمة
( في البداية وفي النهاية معركتنا مع الغرب والعالم معركة إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي
هذه العبارة يجب تأكيدها ثلاث مرات : إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي .
لا الدبابات ولا الطائرات لولا أي أنواع الأسلحة تفيد ، بل إننا لن نستعمل هذه الأسلحة مطلقاً . ما يفيد هو الإعلام الموجه للعالم الخارجي .
وكنت دائماً أقول إنه بثمن طائرة واحدة تستطيع أن تغير وجهة نظر العالم فيك . وتحديداً .... نريد إعلاماً موجهاً للشعب الأمريكي ، كلمة " موجه " ضرورية ، لأن السؤال هو لمن توجه كلمتك وماذا تريد أن تقول فيها ؟! )
المخرج السينمائي مصطفى العقاد

- جمال المرأة في وسائل الإعلام

....... لا أزال أتذكر – وأتعجب – حالة من الاستغلال البشع بل والإجرامي عند يعض تجار المستحضرات ، فقد قامت شركة أمريكية بعرض برنامج دعائي طويل بثته في قنوات تلفزيونية عديدة ، استضافت فيه من ادعت أنها خبيرة في تجميل الشعر من أصل أفريقي .
وكان المراد من ذلك هو إقناع النساء السمراوات بأنه يمكنهن اتباع تجربة هذه الخبيرة التي تنحدر من العرق نفسه بأنه يمكنهن فرد شعورهن ليحصلن على الجمال الذي يردنه بمجرد استخدام ذلك المستحضر الذي كانت الخبيرة تنصحهن باستعماله .
كما استضاف البرنامج عدداً من السمراوات ذوات الشعر المجعد اللواتي يزعمن أنهن جربن ذلك المستحضر وحصلن على نتائج ممتازة .
وبعد أن باعت الشركة كميات كبيرة من ذلك المستحضر ، تبين أنه يتسبب في سقوط الشعر .
حاول بعض من فقدن شعورهن الاتصال بالشركة لمعرفة السبب لعلاج هذه المشكلة ، فلم يتلقين أي مساعدة .
بعد ذلك ، قامت الشركة بقطع خطوطها الهاتفية بعد أن خشيت من كثرة المتصلات المشتكيات .
....... الخ د. محمد الشريم
مجلة الأسرة العدد 104
ذو القعدة 1422 هـ

10 ـ المضللون

يحتاج التعامل مع وسائل الإعلام إلى فطنة وحذر كبيرين ، ولا نستثني .. من ذلك صحفاً ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد الأمة وتقسم أنها تمثل ضمير هذه الأمة النابض وعقلها المفكر ، لكنها تعمل – من حيث وعت أم لم تعِ – على تخدير الأمة وطمس هويتها .
دع عنك جانباً حملات التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمها قدوات للأجيال ، فذلك أمر يسهل كشفه ، فالأخطر من ذلك تعمية الحقائق وتسميتها بغير – أو بعكس – اسمها ، ومع التكرار والاستمرار تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها
القائمة طويلة ويصعب حصرها لكن هذه عينة منها :
المنطقة العربية الإسلامية تسمى ( الشرق الأوسط ) وهو مصطلح مضلل موغل في العنصرية ، فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياساً نصبح نحن شرقاً أوسط لهم واليابان شرقاً أقصى ، ولا معنى للمصطلح إلا إنساء الناس أن المنطقة إسلامية وتبرير إدخال إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بلا هوية تميزها ، وقس على ذلك كثيراً ،
فتركستان ( الشرقية والغربية ) تسمى وسط آسيا ولا يشار إلى إسلاميتها ، حتى أسماء المدن الإسلامية تدفن وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها الإعلام العربي كالببغاء ،
فأباظيا تصبح أبخازياً
والدار البيضاء تصبح كازابلانكا
و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهكذا .
الأدهى من ذلك تلك المصطلحات التي تستهدف تدجين الأمة ومحو ذاكرتها ،
ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ( الضفة وغزة )
والعدو الإسرائيلي أصبح ( إسرائيل )
والأراضي المحتلة غدت ( أراضي متنازعاً عليها )
والمتمسكون بالإسلام غدو ( أصوليين ) أو ( إرهابيين ) حسب الموقف منهم .

قد يستساغ أن ينحو الإعلام الغربي هذا المنحى فذلك ديدنهم وتلك طبيعتهم لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر .
خذ مثلاً ما يحدث حالياً لمسلمي كوسوفا الذين يصفهم الإعلام الغربي وتابعوه من العرب بالانفصاليين الألبان ، فهم انفصاليون يستحقون ما يفعله الغرب بهم ، وهم ألبان لا دخل لنا بهم وفوق هذا وذاك فهُم " أقلية " لا يحق لهم الاستقلال رغم أنهم يشكلون 90 % من سكان الإقليم ، هكذا قال الإعلام الغربي وما علينا إلا أن نسلم .
أرأيتم تحريفاً للكلم عن مواضعه أكثر من هذا ؟!

مجلة الأسرة العدد 63
جمادى الآخرة 1419 هـ

11 ـ 98 % من الأبناء يتابعون الفيديو كليب بشغف !!

أبناؤنا مولعون به .. وفضائياتنا تتنافس في عرضه
بقدم الفن الجديد المسمى " الفيديو كليب " لأبنائنا وخاصة الشباب منهم كل يوم جديداً وعصرياً ، ولكنه في معظمه يقدم لهم على أطباق مذهبة ومزخرفة بنقوش من الزيف والتزوير ، يقدم لهم الأفكار التافهة والمعاني الرخيصة ، وما نقوشه ولا زخارفه إلا تعرٍ وكشف للمفاتن ، ومحاصرة جريئة لأخلاق الأسر وعاداتها ودينها ...

أكد استبيان أجرته " مجلة ولدي " أن 98 % من الأبناء يتابعون " الفيديو كليب " بشغف !
أكد استبيان أجرته ولدي على 57 من آباء والأمهات و65 من الأبناء في كل من ( الكويت والسعودية والإمارات ) أن :

1 ـ الأبناء من سن 3 أعوام إلى 18 عام يشاهدون " الفيديو كليب "

2 ـ 92.3 % من الأبناء يتابعون باستمرار " الفيديو كليب "

3 ـ 7.7 % فقط من العينة هي من لا تحرص على متابعتها من الأبناء

4 ـ 39 % من الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية و 31 % يشاهدونها لجمال المغني / المغنية والراقص والراقصة
و 26 % منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل فيها و25 % يتابعها لما تحتويه من إثارة وتشويق .

***
تقول " أم ضاري " ابنتي الصغرى عمرها 7 سنوات وتحب هذه الأغاني جداً ، حتى إنني وجدتها يوماً ترتدي ملابسها القديمة ، فارتدت بنطلولاً قصيراً وبلوزة قصيرة ، وعندما ضحكت عليها قالت : " ألا ترين فتيات " الفيديو كليب " ماذا يلبسن ؟
وطلبت منها أن تستبدلهم ، ولكنها رفضت حتى جاء والدها فذهبت مسرعة خائفة منه !

ويؤكد الدكتور عماد الدين عثمان المستشار الإعلامي بوزارة الأوقاف أن الهدف من الابتذال هو سلخ الهوية الإسلامية
ويضيف د. عماد الدين ( إن إدمان بعض الأبناء على مشاهدة الأغاني والتفاعل معها هو تعبير عن حاجات داخلية لم يتم إشباعها ، وهذا تقصير يقع على العديد من المؤسسات التي تساهم في صياغة وتشكيل فكر الأبناء ، بدءاً من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومروراً بمحطات تربية وتنشئة كثيرة تقع بين هاتين المؤسستين ، يتقدمها جميعاً الإعلام بمختلف وسائله ورسائله ) .

الفتيات في كتالوجات
يقوم المخرجين باختيار ممثليهم من الذكور والإناث في كتالوجات والتي تشرف عليها شركات متخصصة تدعي ( موديلز ) ليختار المخرج ما يناسبه كما يختار أي شخص سلعة ما .

مجلة ولدي العدد الرابع والعشرون
شعبان 1421 هـ



12 ـ اللهم سلَّم

من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس .
فالشاشة لها نصيب الأسد
والمجلات والصحف لها تأثير بالغ
والقصص والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة
أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها فلها رواد كُثر

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس .. إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءً محرماً .. فزين الأمر بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين .
ولم تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة ! بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال الأجانب فسميت بائعة الهوى وصاحبة الحب المتدفق !
وغرست أمور في قلوب الناشئة أصبحت اليوم من المُسلمات ! وهي في قلوب الكبار بين موافقة ورفض وكل نفس بما كسبت رهينة !

صرف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى ملاعب الكرة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والتشبه بالكفار !
وصرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم فهناك شهوات تؤجج ونيران تتقد بحثاً عن الحرام ! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات ! ولهذا انتشرت العلاقات المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات !

لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأب وأبنائه !
فقيل للابن أنت حر ، وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

ورغبة في الإلهاء وإرضاء الغرور والتغرير بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم : أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق !
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم في حلة ملطخة بالعهر ولذنوب .

واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة !
فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحددن النسل بطفل أو اثنين !
وتفلتت المرأة في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب !
وتكبرت الزوجة على أم الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً !
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة !

وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام فما حالنا معه ! من الطوام ما نراه من القبول ومن الهوام أن يتأصل الأمر ويُسلم به ! ولو تفقد القارئ ذلك في نفسه وبيته ومجتمعه لوجد الأمر أكبر مما ذكرت وإن سمع أو رأى أحدكم أن عملاً إعلامياً أظهر الحقيقة في ذلك فليفتخر به !
أرأيتم لو أن مقدماً رأى رجلاً وامرأة في مسلسل أو في عمل أدبي وختمه بكلام مؤصل وحقيقة ناصعة وقال : هذا طريق الزنا والعياذ بالله ! كيف يكون الحال .
لكنها إشارات لسيل علا زبده وظهر أثره في سنوات قلائل فاللهم سلم .
عبد الملك القاسم
مجلة الأسرة العدد 102

13 ـ 69 % من الجمهور العربي


يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً


ذكرت مجلة بيان العدد 189 :
( ازدحم الفضاء العربي في وقت قصير نسبياً بنحو 140 قناة فضائية
وتزايدت نسب مشاهدة الجمهور لهذه الفضائيات

وتفيد إحدى الدراسات العلمية الحديثة أن نسبة 69 % من الجمهور العربي يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً

وأن 31 % منهم يشاهدونها لمدة ثلاث ساعات يومياً

و 34.5 % لمدة ساعتين

و15 % لمدة ساعة واحدة يومياً

على حين بلغت نسبة نمو مقتني أطباق البث 12 % سنوياً

و 40 % من هذه الفضائيات تتبع الحكومات العربية

والبقية تعتبر مستقلة ظاهرياً فقط ، وعلاوة على ذلك فهي تعبر بصورة أو أخرى عن ثوابت النظام الذي ينتمي إليه أصحابها
وتمثل البرامج الإخبارية في هذه الفضائيات حوالي 5 % فقط .

14 ـ الفضائيات أزهدت الأزواج في زوجاتهم !!

التقت الأسرة بالدكتور إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله الغصن رئيس لجنة " إصلاح ذات البين " في بريدة
وجاء من ضمن هذا اللقاء .. وجه إليه هذا السؤال :
• ما هي أسباب المشاكل الأجتماعية والأسرية في نظركم ؟
فأجاب : إن الثورة الإعلامية المعاصرة من أهم أسباب المشاكل الاجتماعية التي انعكست سلبياتها على جميع جوانب الحياة الاجتماعية ومنها العلاقة الزوجية ، وخاصة بعض القنوات الفضائية التي سرقت كثيراً من الأزواج من زوجاتهم بل ومن بيوتهم ، وغيّرت أمزجتهم وتطلعاتهم ، فبعد أن كان الزوج مقتنعا بزوجته حيث لا يرى إلا هي أصبح في كل يوم يرى ملكات جمال العالم مما يزهده بزوجته .
بل إن هناك قنوات فضائية تعرض بعض الحركات الجنسية التي لا تستطيع المرأة أن توفر مثلها لزوجها ، حتى أن كثيراً من الزوجات ولو كانت على جانب كبير من الجمال تشعر بأن هذه القنوات الفضائية هي أساس المشاكل الزوجية ، وسبب عزوف الأزواج عن البقاء في بيوتهم .
مجلة الأسرة العدد 112
رجب 1423 هـ

15 ـ هل المحطات الفضائية تزيد
أو تقلل من الخلاف الزوجي ؟

تزداد حدة الخلاف وربما يؤدي بعض الأحيان إلى حالات من الطلاق !!
وهذا ما يؤكده الأستاذ المستشار الإعلامي عبد المحسن البناي في مجلة الفرحة العدد 74 ومما قال مشكورا :
( تزداد حدة الخلاف عندما تعرض المحطات الفضائية من البرامج ما يؤكد انطباع أحد الزوجين عن الآخر ...
ومما قال أيضا : أعتقد أن الخطورة تكمن حين تكثر مشاهدة الأعمال التلفزيونية فتترسب المواقف التي شوهدت في العقل الباطن دون أن يشعر أحد الزوجين بذلك ، فتكون هي المرجع في تقويم المواقف واتخاذ القرارات وأحياناً تبذر بذرة الشك في نفس الزوج أو الزوجة في حال تشابه المواقف

فالخلافات الزوجية يتم مناقشتها عادة بين الزوجين من خلال الموروث المخزون لديهما
فإذا كان هذا الموروث مستقى مما يرى ويسمع ويقرأ في وسائل الإعلام ، فإن القرار الذي سيتخذه سيكون متأثراً بطبيعة الحال بوسائل الإعلام
وأغلب الظن أن أكثر حوادث الطلاق تمت بأسباب ووسائل مشابهة تماماً لما يحدث في الأعمال التلفزيونية ولكن الزوجين لا يعترفان بأن قرارهما قد اتخذه التلفزيون
وقد شعر المسؤولون في المؤسسات الاجتماعية في الولايات المتحدة بخطورة المشكلة .. )
مجلة الفرحة العدد 74


16 ـ آمال فضائية مرتقبة

وجود قناة إسلامية بديلة موجهة للمرأة المسلمة خاصة يعد ضرورة من الضروريات وهذا ما أكدته الكاتبة رقية الهويريني في مجلة الأسرة العدد 113 :
( .... ووجود قناة اسلامية محافظة وجريئة في الطرح والحوار في الحدود التي صانها الإسلام وباركها المجتمع ، يعد من الضروريات بسبب الأوضاع المتجددة حيث نرى تكالب الرذيلة على الفضيلة
ولا بد حينئذ من جود عوامل جذب لتثقيف المرأة المسلمة لا سيما وأنها تعيش في قلق وتوتر جراء خروجها للعمل ومواجهتها لتيارات مختلفة تهددها وتعصف بأفكارها وتكاد تقتلعها من جذورها في تخطيط مدروس لاجتثاثها من أسرتها وتغريبها من هويتها الإسلامية وتعريتها من حشمتها
وهذا المخطط لا بد أن يُحبط خصوصاً أنه يستهدف هدم الأسرة ويركز على المرأة والطفل الذي أصبح يعيش في أحضان مربية مستأجرة تقف به – بدورها – إلى شاشة التلفاز ويجد نفسه – وهو تلك الإسفنجة اللينة التي تمتص كل ما حولها – يتشرب كل ما ُيعرض على هذه الشاشة الفضية وخاصة الأفلام الكرتونية التي يلاحقها من قناة لأخرى وهي تدعو للمكر والخديعة والاستيلاء على حقوق الآخرين بالدهاء والذكاء المذموم .
كما أنها تتبنى ثقافة العنف والانتقام حتى بات الطفل لا يجد غضاضة من أخذ حقوقه بهذا الأسلوب .... الخ .

مجلة الأسرة العدد

17ـ مسؤولية الإعلام


جريمة الشرف والعديد من الانحرافات الأخلاقية الأخرى التي انتشرت في الآونة الأخيرة ... ترتبط بالأداء الإعلامي والكتابات الأدبية والأعمال الدرامية التي تروج للسفور والعري ..

وقد أشار الدكتور أحمد المجذوب – الخبير الاجتماعي – في إحدى دراساته الميدانية حول الممارسات غير الأخلاقية التي اجتاحت بعض المجتمعات العربية كهروب الفتيات والزواج السري وغيرها
( إلى أن الدراما العربية ووسائل الإعلام ساهمت في تلك الانحرافات وأن نموذج الراقصة أو الفنانة التي تهرب من ييت الأسرة تحت دعاوى الضغوط الأسرية وإظهارها بعد ذلك بمظهر القدوة والبطولة قد أثر في وجدان العديد من الفتيات وصرن يمارسنه في الواقع

كما أن الترويج لمفهوم معين للحب يقوم على التلاقي بين الفتى والفتاة بعيداً عن الأسرة والأطر الشرعية عبر الإلحاح الإعلامي بكل وسائله أثر بشكل كبير على المجتمع وعلى طبيعة العلاقات التي تحكم الرجل بالمرأة
فالعديد من الأفلام تصور الراقصة بطلة ولديها أخلاقيات ومثل عليا .. وفي بعض الأفلام تعيش المرأة المتزوجة مع حبيبها وتقدم هذه المرأة على أنها تستحق التعاطف معها !! )

وترى د. ليلى عبد المجيد – أستاذة الصحافة بجامعة القاهرة –
( أن وسائل الإعلام تصور القاعدة العامة للنساء العربيات على أنهن يمارسن التجسس والدعارة وتجارة المخدرات والقتل .. كما تستغل المرأة أيضاً كرمز للجنس المكشوف أو الموارب في كثير من الأعمال الأدبية والفنية العربية التي لا تخرج عن علاقة الخيانة بين رجل وامرأتين أو بين رجلين وامرأة ..... )
مجلة الأسرة العدد 122

18 ـ صرخة احدى الزوجات : زوجي والفضاء !!


فمعروفا أن الصحون الفضائية فيها من الشر العظيم وربما تؤدي مشاهدتها إلى أشياء أخرى ويتطور الأمر ويحصل ما لا يحمد عقباه .. فالمعاصي تجر بعضها وقانا الله من ذلك ..
وبنبرة تملؤها الحسرة والأسى تتحدث هدى.غ ( ربة منزل ) بأنها متزوجة منذ خمسة عشر عاماً ولها سبعة أطفال ، ولم يكن زوجها من محبي السهر خارج البيت لكن ( الصحون الفضائية ) التي أطلت عبر أسقف المنازل في حارتنا جعلت زوجي في البداية يذهب لاستراحة مع مجموعة مع رفقائه راغباً في الاستطلاع والمشاهدة ثم تحول الأمر إلى عادة يومية لا يشغله عنها شاغل !
ومن حينها وزوجي يغلق باب المنزل منذ الساعة التاسعة مساءً ولا يفتحه إلا عند عودته في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل .. !
وللحق فإن زوجي ليس لديه مانع من إيصالي قبل خروجه إلى أي مكان شئت وغالباً ما أختار بيت أهلي لأنهم وحدهم يحتملون ضجيج أطفالي السبعة .. !!


19 ـ إن لم تكن قدوة لابنك .. فالفضائيات قدوته !!

ـ الأبناء يتساءلون .. من يربينا ؟!

يقول د. محمد الثويني الخبير الاجتماعي ومحرر مجلة ولدي :
لقد تحدث إليَّ أحد الأبناء بصراحة وصدق قائلاً : لا أريد أن ألقي اللوم على أحد ولكني للأسف لم أتلق تربية سليمة منذ صغري ، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية واليوم يلومني أهلي على تصرفاتي المؤذية لمشاعرهم ومشاعر الآخرين ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة ؟!

مجلة ولدي العدد 22

20 ـ رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض :
الفضائيات تزيد معدل الطلاق !!


الفضائيات تتسبب في ارتفاع حالات الطلاق ، هذا ما قاله الشيخ سعود المعجب رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض ،
وأضاف مسوغاً هذا الحكم : الفضائيات تدعو إلى تمرد المرأة على زوجها ، فهي تظهر لها أن الزوج متسلط وظالم سلب منها حقوقها وحياتها .
كما أن من أسباب الطلاق مقارنة الزوج لزوجته بنساء الفضائيات اللائي جملّتهن كاميرات التصوير حتى القبيحات منهن أصبحن جميلات بفعل أنواع الماكياج .

مجلة الأسرة العدد 105
ذو الحجة 1422 هـ

21 ـ كبار وأعيان قبيلة همام التي تقطن في حي المشعلية منطقة نجران : لا للتلفزيون ..

اتفق كبار وأعيان قبيلة همام التي تقطن في حي المشعلية منطقة نجران على عدم إدخال أجهزة الاستقبال الفضائي إلى منازلهم لما لها من آثار سلبية على الأسرة والمجتمع .
ويقول كاتب عدل نجران وأحد أفراد القبيلة الشيخ أحمد بن صالح الهمامي أن القبيلة لم تجد صعوبة في إقناع أفرادها بمخاطر الأطباق اللاقطة على الشباب والفتيات من الأجيال الناشئة .
ويؤكد الهمامي أن رفضهم وصل إلى البث الأرضي حيث تم إزالة 50 % تقريباً من أجهزة التلفزيون الموضوعة في منازلهم ،
ويقول الهمامي أنه لا يجرؤ أحد من أفراد القبيلة أن يخرج عن المعاهدة المتفق عليها لأسباب دينية ولاحتمالية النبذ الاجتماعي في حالة تركيبة لطبق لاقط فوق منزله .

مجلة الأسرة العدد 35



وفي إحدى المواقع الإخبارية ذكرت :
أن سكان ولاية "غوجارتيون " الهندية ، التي إثر تضررها بفعل الزلزال ، قام المئات من سكانها بتحطيم وحرق أجهزة التلفزيون ، بغية طرد الأرواح الشريرة ، وتجنُّب وقوع زلزال جديد ، بعد أن أفتى لهم المتدينون بأن التلفزيون أثار الغضب الإلهي، بها يبثه من رسائل تخدش الحياء، فراح الناس يرمون بأجهزتهم المحطمة، بالعشرات، في جوار المعابد ..

ووصل أُسترالياً إلى اختيار تلفزيونه زوجة مثالية، وعقد قرانه عليه بمباركة كاهن وبحضور أصدقاء العريس، البالغ من العمر 42 سنة، الذي تعهد بالوفاء للتلفزيون ، واضعاً خاتمي الزواج في غرفة الجلوس قرب هوائي الاستقبال ، مصرحاً بأنه اختار التلفزيون شريكاً لحياتة، وبأن زواجه به يبعده عن المشاجرات، التي كانت ستحدث لو تزوج بامرأة وما كان ناقصنا إلاّ التلفزيون .

22 ـ وفي كتاب أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة للشيخ بشر بن فهد البشر :


( .. أما التلفزيون وتأثيره فقد جاء في تقرير لليونسكو : إن إدخال وسائل إعلام جديدة وبخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية كرسها الزمن – واليونسكو مؤسسة دولية تابعة للغرب وتدعو إلى التغريب - .

وتبين من خلال الدراسات التي أجريت على خمسمائة فيلم طويل أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72 % منها
يعني نقريبا ثلاثة أرباع الأفلام كلها للحب والجريمة والجنس

وتبين من دراسة أخرى حول الجريمة والعنف في مئة فيلم وجود 68 ؟% مشهد جريمة أو محاولة قتل
وجد في 13 فيلم فقط 73 مشهدا للجريمة
ولذلك قد تجد عصابات جريمة من الأحداث والصغار لأنهم تأثروا من الأفلام التي يرونها ) .

أما الأفلام فيقول الدكتور هوب أمرلور وهو أمريكي يقول :
( إن الأفلام التجارية التي تنشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في موضوعاتها ، كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن الآداب الجنسية الضارة – فإذا كانت ضارة بميزان هذا الأمريكي فكيف بميزان الشرع –

ثم يتابع الأمريكي فيقول : وقد ثبت للباحثين أن فنون التقبيل والحب والمغازلة والإثارة الحنسية والتدخين يتعلمها الشباب من خلال السينما والتلفزيون ) .


23 ـ تابع الدكتور رويل هوسمن وليوناردايرون من جامعة أمريكية في كاليفورنيا
على مدى 20 سنة مسيرة 40 طفلا وجدوا خلالها أن الفئة التي شاهدت برامج التلفزيون بكثافة وهي في سن الحداثة كانت أقرب إلى ممارسة أنواع مختلفة من العنف لدى الجنسين .

ـ في تقرير مفصل بعنوان مراقبة أمريكا : وجد أن السهرة التلفزيونية الواحدة تحتوي حوالي 12 جريمة قتل
و15 عملية سطو
و20 عملية اغتصاب
وتشليح إضافة إلى عدد كبير من الجرائم المتنوعة

والواقع أن نسبة الجرائم حسب المعلومات الأمنية 5 % بينما تصل على الشاشة إلى 65 % هكذا يفعل الإعلام .
جريدة الحياة 15 / 10 / 1413 هـ

24 ـ مقتدين ومقلدين ..
يقول صاحب كتاب " ولدك والتلفزيون " ويدعى عدنان الطَرشة :

فكل ما يعرضه التلفزيون ويبرزه يجد له أنصاراً وأتباعاً ومقتدين ومقلدين ، حتى وإن كان من أسوأ الأمور ، لأن عرضه – في أي إطار كان المدح أو الذم – يساعد على تعريف الناس به وإشاعته

وكم سمعنا عن أمور ، أو أفعال جديدة ارتبكها بعض المنحرفين والمنحرفات لأول مرة فأذاع التلفزيون خبرها فقلدها عدد من الناس ، وإلا لما خطر في ذهن أحد تقليدها وتكرار ارتكابها .
مثال على ذلك :
( عرضت إحدى محطات الأخبار العالمية خبر امرأة تدعى " لورينا بوبيت " ارتبكت فعلاً شنيعاً مع زوجها في أمريكا ، وقامت المحطة بتغطية تلفزيون لقصتها ومجريات محاكمتها ، ثم ما لبثنا أن سمعنا وقرأنا في الوسائل الإعلامية أن الفعل نفسه ارتكبته تقليداً لها زوجات أخريات مع أزواجهن في مدن أخرى في أمريكا ، ثم انتشر الفعل إلى دول أخرى مثل جنوب أفريقيا ، الصين ، الهند ، تايوان ، ألمانيا ، ودول أخرى عديدة حتى أطلق على هذا الفعل ( مسلسل ..... ) أي اسم الفعل المرتكب ، ثم دار نقاش واسع بين علماء اللغة حول إمكانية إدخال كلمة (( بوبيت )) في القاموس ، كفعل يعني قيام المرأة بعمل وحشي تجاه زوجها ، مثلما فعلت (( لورينا بوبيت )) بزوجها !


ـ نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في التلفزيون

نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في التلفزيون فنتج عن ذلك أضرار خطيرة ونهايات مؤلمة ومحزنة :

1 ـ في أمريكا : عرضت شبكة التلفزيون الأمريكي ( إن.بي.سي. N.B.C ) تمثيلية يداهم فيها الإرهابيون من المجرمين ركاب إحدى قطارات الأنفاق ويقتلون أحد هؤلاء الركاب ، فإذا يأحد الصبية يقتل مخبر شرطة في أحد قطارات الأنفاق بالطريقة نفسها التي شاهدها على شاشة التلفزيون .

2 ـ في ألمانيا : قام شابان شقيقان بخطف فتاة قاصراً وطالبا ذويها بفدية قدرها مليونا مارك وذلك إثر مشاهدتهما حادث اختطاف في فيلم تلفزيوني ، وقد أخفيا الفتاة حسب الفكرة التي اكتسباها من الفيلم .

3 ـ في فرنسا : قامت إحدى الطالبات ويبلغ عمرها 19 عاماً مع صديقها الذي يبلغ من لعمر 22 عاماً بقتل خمسة أشخاص خلال 25 دقيقة تشبهاً ييطل فيلم ( قاتل بطبيعته ) .

4 ـ في الهند ( احترقت الفتاتان ولم يظهر البطل ) . نتيجة للتقليد التلفزيوني الأعمى
أقدمت فتاتان في الهند على صب الكيروسين على أجساد هما أملاً في قدوم البطل الخارق لإنقاذهما من الحريق .
فقد ذكرت وكالة الأنباء " يونايتد نيوز " أن شقيقتين يإحدى القرى الهندية حاولتا تقليد مسلسل الرجل الخارق الذي يعرضه التلفزيون الهندي ويقوم البطل خلاله بإنقاذ من هم في ورطة .. فقامتا بصب مادة الكيروسين فوق أجسادهما وأخذتا في الصراخ من الألم الفظيع دون أن يظهر البطل .

5 ـ في مصر : ( " هرقل " التلفزيوني يشنق الطفل لمصري ) ..
فقد دفع طفل في مدينة كوم أمبو في أسوان حياته ثمناً لتقليد بطل المسلسل التلفزيوني الأجنبي " هرقل " الذي انتهى التلفزيون المصري من بثه قبل أيام .
وتبين أن الطفل ( 10 سنوات ) اتفق وصديقه على تعليق نفسه في سقف الحجرة من رقبته ، على أن يحضر زميله بسيفه فيقطع الحبل لإنقاذه . وضع المجني عليه رقبته في المشنقة ، ولم يحضر " هرقل " لينقذه فمات الطفل خنقاً وأمرت النيابة بدفن الجثة .

6 ـ في الكويت : قام شاب يعاونه ثلاثة مراهقين باختطاف طفلة في الحادية عشرة واغتصابها ، وكان ذلك نتيجة ما كان يشاهده في الأفلام .

7 ـ وفي الإمارات العربية المتحدة : ظهرت أولى نتائج انتشار استخدام الأطباق المستقبلة للبث التلفزيوني للأقمار الصناعية بعد أقل من سنتين وهي عبارة عن ظهور عصابة مؤلفة من عشرة من الأحداث يصل عمر بعضهم إلى خمسة عشرة عاماً وأكبرهم في العشرين قاموا بقتل حارس باكستاني .
وتقول الشرطة أن الحادث هو جريمة القتل الأولى في البلاد لعصابة منظمة من أحداث .

8 ـ في لبنان : قام شاب بإطلاق النار على شقيقته فأرداها قتيلة ، وعزا أحد أعضاء مجلس النواب اللبناني السبب إلى التلفزيون .

فهذه مجرد أمثلة عن تأثير البرامج التي تبثها شاشة التلفزيون فتؤثر تأثيراً مباشراً على نفسية الأطفال والمراهقين والشباب وتدفعهم إلى التقليد .
وقد كشف الاستفتاء أن 50 % من الأطفال الذكور والإناث قد أجابوا بـ ( نعم ) على سؤال : هل تقلد أحياناً أشياء رأيتها في التلفزيون ؟


25 ـ لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى


( انتبهوا جيداً وتأملوا )

التلفزيون وسيلة عظيمة جداً تستخدم في إحداث كثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية حتى أنه يصح أن يقال فيه بأنه لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى بل إلى إرسال برامج تلفزيونية إلى محطات تلك الدول لتعرضها على مواطنيها أو تًبث إليها البرامج عبر الأقمار الصناعية فيحصل التغيير لذي تريده الدول المستعمرة .

ودليل ذلك أستنبطه من الخبر الذي لفت نظري وكان بعنوان : ( دراسة أمريكية تشير لاحتمالات تفكك الصين إلى 10 دول ) فالمؤسسة الأمريكية (( بيرسيبشن إنترناشونال )) التي أسسها أندريه الكويتز ضابط الاستخبارات البريطاني السابق ، توقعت عام 1986 م . سقوط الاتحاد السوفياتي ، وقد صدقت توقعاتها .

ولكن كيف تحقق لها ذلك ؟ ( انتبه جيداً وتأمل )

يقول الكويتز أن فريقه ركز جهوده على دراسة وتحليل الأحداث ذات الطايع المالي و ( التكنولوجي ) بدلاً من متابعة الأحداث السياسية .
وأن آخر قطع اللغز السوفياتي كان قرار البرلمان الذي سمح بتطوير نظام التلفزيون الفائق الدقة .
إذ أن مثل هذا النظام يستدعي البث عبر الأقمار الصناعية .
وكان معنى ذلك أن المواطن في الاتحاد السوفياتي كان سيتسلم معلومات من خارج حدود دولته . والحكومة بموافقتها على دخول المعلومات دون رقابة إلى البلاد أعطت في الواقع الضوء الأخضر لتغيير بنية الاتحاد السوفياتي ..
( جريدة الشرق الأوسط ، العدد 5533 ، 10 / 8 / 1414 هـ )


26 ـ التلفزيون والتربية


أصبح التلفزيون منافساً رئيسياً للوالدين في تشكيل سلوك الأبناء وتلقينهم المعارف والقيم ـ الصالح منها والطالح ـ وارتفعت أصوات بعض المصلحين والمربين تحذِّر منه وتدعو إلى التخلص منه، وفريق آخر يدعو إلى ترويضه واستخدامه في أهداف التعليم والتربية، لكن الفريقين يتفقان على الآثار السلبية التي يتركها التلفزيون على سلوك الشباب، وإن اختلفت رؤيتهم في سبل وقف هذه الآثار، هل بالتخلص من التلفزيون أم بترشيد "وفلترة " مشاهدته ؟.
أصبح تأثير مشاهدة التلفزيون على الشباب موضوعاً لدراسات عدة اجتمعت كلها على الأثر السلبي لهذه المشاهدة.
إن آثار التلفزيون الأكثر ضرراً على الشباب هي تلك المتعلقة بما يبثه من عنف ، و إحدى الدراسات أوضحت أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع سيشاهد 100 ألف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى العاشرة .
وقد جاءتنا الكثير من الأخبار عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات قاموا بجرائم قتل دون وعي لخطورة ما يقومون به بل دفعتهم رغبة في تقليد ما يشاهدونه لذا يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون .

جريدة الوطن لأحد 20 محرم 1424هـ

27 ـ كثير من الدراسات السابقة بحثت في تأثير البث المباشر في مجتمعنا السعودي منها ، ما قام به الباحث ابراهيم الدعيلج عام 1995م ، عن البث المباشر بعنوان " الآثار والمواجهة تربوياً وإعلاميا ً


توصل إلى الإيجابيات التالية :
- التعرف على الثقافات العالمية - التعرف على ما يدور في العالم من إحداث ووقائع والتزود بالعلم والمعرفة - متابعة التطورات العالمية - تحفيز القنوات المحلية على تطوير موادها - المساعدة على اختيار المادة التي يريدها المشاهد - تنمية التفكير واتساع مدارك المشاهدين نظراً لإطلاعهم على ثقافات أخرى.

ومن السلبيات التي توصل إليها الدعيلج ما يلي :نشر المشاهد الفاضحة وإثارة الغرائز
الدعوة إلى تعاطي المخدرات والمسكرات
إضعاف اللغة العربية وإعلاء شأن اللغات الأجنبية
إضعاف التماسك الأسري
انشغال المرأة بعالم الموضة والأزياء
الدعاية والترغيب في شراء المنتجات الأجنبية والانصراف عن المنتجات المحلية
إضعاف روح الولاء للمجتمع والأمة الإسلامية
ضعف البصر والإجهاد العام
الانصراف عن متابعة وسائل الإعلام المحلية
تشويه وتحريف التغطية الإعلامية للبلدان العربية والإسلامية
إثارة الفتن والخلافات المذهبية في صفوف المسلمين.

جريدة الرياض الأحد 01 شعبان 1424العدد 12882


28 ـ مسؤولية الفضائيات في تربية الأبناء !

خبر بسيط يقول إن طالبة عربية في الثالثة عشرة من العمر سجلت شريطا إباحيا على الهاتف مع طالب في الخامسة عشرة من العمر، ثم وزعته في اليوم الثاني على زميلاتها في الصف الأول المتوسط متباهية بأن هناك من يحبها وتحبه، وأنهما اتفقا على الزواج لذلك تعتبر ما تفعله أمرا عاديا.
أهم ما في الخبر الخطير أن الأم عندما أبلغت بما حدث قالت إن ابنتها تحب تقليد الفنانين الذين تراهم في الأفلام والمسلسلات التي تزدحم بها شاشات الفضائيات العربية وغير العربية، لذلك لا تستغرب منها أن تفعل ما فعلته، وتطالب المدرسة بعدم معاقبة ابنتها لأن المسؤولية تقع على الفضائيات وشركات إنتاج الأفلام والمسلسلات.
وأسوأ ما في تفكيرنا أن ننسى أن مسؤولية الأسرة في تربية الأبناء كبيرة وتسبق أي مسؤولية أخرى، خاصة في زمن الآفاق المفتوحة والفضائيات التي تقدم كل شيء تحت شعار "إرضاء المشاهد أينما كان، وكيفما شاء"، ونرمي بنتائج خيبتنا على الآخرين.

جريدة الوطن الأثنين 28 شوال 1424هـ
العدد (1179)


29 ـ العجل الفضائي
إن أمتنا إلا من عصم الله تعيش اليوم مع التلفاز وتوابعه في محنة لم تكره عليها بل رغبت فيها واستشرفت لها، وفتحت ذراعيها وتشبثت بأذيالها، لأن بعض المسلمين في حالة رغبة فيما يفسد دينهم ويخرب دنياهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
فما أشبه حال المنجذبين إلى التلفاز اليوم بحال الفراش الذي يتساقط في النار لجهله واعتقاده النفع في النار المحرقة، ولكن هل الناس في غفلة عما يعرض في التلفاز، كلا إنهم على علم لكنهم مبهورون، أسكرتهم، وأعمتهم الشهوة، فلم يحركوا ساكناً ........

دوره في التغريب :
إن أهداف البث المباشر الذي يجوس خلال الديار نلخصها في النقاط التالية :
1. تسميم الآبار الفكرية التي يستقي منها الشباب، وإضعاف مناعتهم عن طريق تسويق القيم والسلوكيات الغربية لتذويب انتمائهم الإسلامي .
2. تجميل الوجه القبيح للحضارة الغربية.يقول حمدي قنديل : (( المعروف أن القردة هي التي تقلد الإنسان، ولكن إنسان العالم الثالث اختار أن يقلد قرة أوربا )).
3. القضاء على الأخلاق الإسلامية.

آثار التلفاز الاجتماعية والنفسية على الأطفال :

إليك أقدم الآثار المرعبة على أطفالنا من جراء هذه الأجهزة الشيطانية :
1. يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز.
2. يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه.
3. التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير.

4. يستفرغ طاقات الأطفال الهائلة وقدراتهم على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها.
5. يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في نفوسهم التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية.
6. يقم بإثارة الغرائز البهيمية مبكراً عند الأطفال وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج أضراراً عقلية ونفسية وجسدية.
7. يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق.
8. له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن.
9. تغيير أنماط الحياة _ الإفراط في السهر، فأفسد الدنيا والدين كما يرسخ في الأذهان أن الراقصات والفنانات ونجوم الكرة أهم من العلماء والشيوخ والدعاة والمبتكرين.

ماذا يقول العقلاء والمنصفون :
ذهب الكاتب الأمريكي جيري ماندر في كتبه أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون )) الذي أودعه خلاصة تجربته في حقل الإعلام إلى القول :
(( ربما لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد الهندسة الوراثية والقنابل النيترونية ، ولكننا نستطيع أن نقول [ لا ] لتلفزيون ونستطيع أن نلقي بأجهزتنا في مقلب الزبالة، حيث يجب أن تكون، ولا يستطيع خبراء التلفزيون تغيير ما يمكن أن يخلفه الجهاز من تأثيرات على مشاهديه، هذه التأثيرات الواقعة على الجسد والعقل لا تنفصل عن تجربة المشاهدة )).
وأضاف : (( إنني لا أتخيل إلا عالماً مليئاً بالفائدة عندما أتخيل عالماً بدون تلفزيون، إن ما نفقده سيعوض عنه أكثر بواسطة احتكاك بشري أكبر، وبعث جديد للبحث والنشاط الذاتي )) .

وحكى الأستاذ مروان كجك أن صديقاً له زار أستاذه الجامعي في بيته وكان هذا الأستاذ نصرانياً، فلاحظ الأخ أنه ليس لدى أستاذه تلفزيون فسأله عن سبب ذلك فأجاب : (( أأنا مجنون حتى أتي إلى بيتي بمن يشاركني في تربية أبنائي ؟ )).
http://www.alshamsi.net/friends/b7o...a/fadaeat1.html

د.فالح العمره
03-04-2005, 05:03 PM
المعاصـر للاتصال والإعلام ( دراسة )



البعـد المعاصـر الاتصال والإعلام ‏



يضطلع الاتصال والإعلام بوظائف أساسية،باعتباره نشاطا فرديا وجماعيا،يشمل كل الأفكار والحقائق والبيانات،والمشاركة فيها.ويمكن تحديد الوظائف الرئيسية التي يؤديها الاتصال والإعلام في أي نظام اجتماعي في الوظائـف التالية(1): ‏



1ـ الوظيفية الإعلامية والإخبارية:وتتمثل في جمع وتخزين ومعالجة ونشر الأنباء والرسائل،والبيانات والصور والحقائق والآراء والتعليقات المطلوبة من أجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والقومية والدولية،والتصرف تجاهها عن علم ومعرفة،والوصول الى وضع يمكن من اتخاذ القرارات الصائبة. ‏



2ـ وظيفة التنشئة الاجتماعية:وتنحصر هذه الوظيفة في توفير رصيد مشترك من المعرفة،يمكن الأفراد من ان يعملوا كأعضاء ذوي فعالية في المجتمع الذي يعيشون فيه،ودعم التآزر والوعي الاجتماعيين،وبذلك تكفل مشاركة نشطة في الحياة العامة. ‏



3ـ وظيفة خلق الدوافع:ويقصد بذلك ان الاتصال والإعلام،يساهم في دعم الأهداف المباشرة والنهائية لكل مجتمع،وتشجيع الاختيارات الشخصية والتطلعات ودعم الأنشطة الخاصة بالأفراد والجماعات،والتي تتجه نحو تحقيق الهداف المتفق عليها. ‏



4ـ وظيفة الحوار والنقاش:يساهم الاتصال والإعلام في توفير وتبادل الحقائق اللازمة لتوضيح مختلف وجهات النظر حول القضايا العامة،وتوفير الأدلة الملائمة والمطلوبة لدعم الاهتمام والمشاركة على نحو أفضل بالنسبة لكل الأمور التي تهم الجميع محليا وقوميا وعالميا. ‏



5ـ وظيفية التربية:وتتمثل في نشر المعرفة على نحو يعزز النمو الثقافي،وتكوين الشخصية واكتساب المهارات والقدرات في كافة مراحل العمر. ‏



6ـ وظيفة النهوض الثقافي:يسعى الاتصال والإعلام الى نشر الأعمال الثقافية والفنية بهدف المحافظة على التراث،والتطوير الثقافي عن طريق توسيع آفاق الفرد وإيقاظ خياله،وإشباع حاجاته الجمالية،واطلاق قدراته على الإبداع. ‏



7ـ الوظيفة الترفيهية:وتتمثل في إذاعة التمثيليات الروائية والرقص والفن والأدب والموسيقى والأصوات والصور بهدف الترفيه والإمتاع على الصعيدين الشخصي والجماعي،وتنسية الناس المعاناة والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. ‏



8ـ وظيفة التكافل: وتتمثل في توفير الفرص لكل الأشخاص والمجموعات والأمم بما يكفل لهم الوصول إلى رسائل متنوعة تحقق حاجتهم في التعارف والتفاهم والتعرف على ظروف معيشة الآخرين ووجهات نظرهم وتطلعاتهم. ‏



وإلى جانب هذه الوظائف التي تنبع أساساً من وجهة نظر الفرد،فإنه يتعين أيضاً التأكيد على ظاهرة جديدة وهي ظاهرة تتزايد أهميتها بسرعة،فقد أصبح الاتصال والإعلام حاجة حيوية للكيانات الجماعية والمجتمعات،فالمجتمعات ككل لا يمكن أن تعيش وتستمر اليوم ما لم يتم إعلامها على نحو صحيح بالشؤون السياسية والأحداث الدولية والمحلية،والأحوال الجوية وما إلى ذلك،وتحتاج الحكومات إلى معلومات متنوعة ترد من كافة أنحاء العالم فيما يتعلق باتجاهات نمو السكان وغلات المحاصيل وموارد المياه…الخ(2).وإذا أرادت الحكومات أن تخطط للمستقبل على نحو ديناميكي وبدون توافر بيانات كافية عن أسواق السلع والأموال العالمية،فإن السلطات العامة سوف تتعثر في أنشطتها ومفاوضاتها.كما تحتاج المشروعات الصناعية إلى معلومات سريعة من مصادر كثيرة لتتمكن من تحقيق زيادة في الإنتاج ومن تحديث عملياتها الإنتاجية،وتعتمد المصارف بصورة متزايدة على شبكة عالمية للحصول على البيانات عن التقلبات الدورية..الخ. ‏



كذلك فإن المؤسسة العسكرية والأحزاب السياسية وشركات الطيران والجامعات ومعاهد البحوث وكافة أنواع الهيئات الأخرى لا يمكن أن تعمل اليوم بدون تبادل يومي كاف للمعلومات(3)،ومع ذلك فإن النظم الجماعية للمعلومات والبيانات لا تتفق مع احتياجات السلطات العامة أو الهيئات الخاصة،فيما عدا الإدارات الحكومية الرئيسية والمؤسسات والمصارف الكبيرة التي تحصل على حاجتها من المعلومات والوثائق،فإن كثيراً من الهيئات المحلية والمصانع والمؤسسات والشركات لا تستطيع الوصول بسهولة إلى مصادر معلومات منظمة،وعليه فإن التركيز لا يزال في أحوال كثيرة منصباً على نظم المعلومات التي تستهدف إشباع احتياجات الاتصال الفردية،ومن الأمور البالغة الأهمية تصحيح هذا الوضع الذي قد يؤثر تأثيراً سلبياً على آفاق تطور الملايين من البشر وخاصة في بلدان العالم الثالث. ‏



كما ترتبط وظائف الاتصال والإعلام بكافة احتياجات الناس المادية وغير المادية على حد سواء،فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،والحاجة إلى الاتصال والإعلام،برهان على التطلع الكامن في أعماق الفرد إلى حياة أفضل يثريها التعاون مع الآخرين-فالناس يتطلعون إلى تحقيق نمو ذواتهم فضلاً عن إشباع حاجاتهم المادية،إذ الاعتماد على النفس والذاتية الثقافية،والحرية،والاستقلال،واحترام الكرامة الإنسانية،والعون المتبادل،والإسهام في إعادة تشكيل البيئة-كل ذلك يعكس بعض التطلعات غير المادية التي ينبغي السعي إلى تحقيقها جميعاً من خلال الاتصال.ولا شك أن كل وظيفة من هذه الوظائف يمكن أن تكتسب سمات مختلفة بل متناقضة حسب الظروف البيئية،ومن السهولة إفساد المعلومات من خلال نشر الافتراءات أو أنصاف الحقائق والإقناع من خلال التحايل والخداع والدعاية.وكذلك فإن الاتصال الذي اكتسب طابعاً مؤسسياً يمكن أن يستخدم في إعلام المواطنين أو السيطرة عليهم أو التلاعب بهم في حين يستعمل المضمون عادة لمؤازرة الهوية الذاتية،ويمكن أن يؤدي إلى تنميط المواقف والتطلعات. ‏



وتساعد نظم المعلومات التي تستخدم تشكيلة متنوعة من المصادر والرسائل على تعزيز الانفتاح الفكري،في حين أن النظم التي تتجاهل هذه الحاجة يمكن أن تؤدي إلى الضحالة والتحجر العقليين،وعادة يتم تجاهل قدر الحقيقة القائلة بأن وظائف الاتصال والإعلام في الأساس وظائف نسبية وترتبط بالحاجات المتنوعة للمجتمعات والبلدان المختلفة،رغم أنه لا يمكن بدون الاعتراف بها أن تكون هناك معالجة واقعية لمشكلات الاتصال في عالم منقسم ومتباعد ويعتمد على بعضة البعض.ومن هنا فإن آثار الاتصال والإعلام تتباين وفق طبيعة كل مجتمع(4). ‏



وهناك عنصر آخر يتضمنه التفكير بشأن وظائف الاتصال،ألا وهو الجدل حول الدلالات الخاصة بالمحتوى والمضمون والوسائل،فيرى بعض المنظرين أن وسائل الاتصال وخاصة وسائل الإعلام الجماهيرية،تمارس تأثيراً مضمونها،بينما حقيقة الأمر هي أن الوسيلة هي الرسالة(5)،ويرى آخرون أن المضمون(الرسالة) غاية في الأهمية في الوقت الذي يرون فيه أن للوسيلة أثراً هامشياً فحسب على نتيجته ويرى البعض أيضاً أن الإطار الاجتماعي الذي تتنقل فيه الرسالة هو العامل الحاسم،ويبدو أن هذا الاتجاه-وهو أكثر شمولاً واتساماً بالطابع السوسيولوجي-هو أيضاً أكثر الاتجاهات جدوى في الإجابة على التساؤلات الخاصة بدون وسائل الاتصال. ‏



دور الاتصال في التنشئة الاجتماعية: ‏



كان نظام الاتصال في الماضي،يعتبر ظاهرة منعزلة داخل المجتمع ترتبط أساساً بالتكنولوجيا،وتنفصل بدرجة أو بأخرى عن سائر جوانب المجتمع،ونادراً ما كان يولى قدر كاف من التفكير لمكانته في النظام السياسي والتقائه مع البنى الاجتماعية،واعتماده على الحياة الثقافية(6)،وهكذا كان في الإمكان أن يمضي المجتمع إلى اختيارات خاطئة أو أولويات غير صحيحة،وإلى انتقاء البنى الأساسية غير الملائمة أو إلى تكريس الجهود لابتكارات تكنولوجية لم تكن هناك حاجة حقيقية إليها،لكنه حالياً يعتبر نظام الاتصال وعلى نطاق واسع عملية اجتماعية يتعين دراستها من جميع زواياها وفي إطار اجتماعي واسع إلى أقصى حد،ففي العالم الحديث أصبح الوعي بهذه الحلقات المترابطة أكثر انتشاراً من أي وقت مضى. ‏



وكانت النتيجة الطبيعية لذلك هي أن الاتصال كان ينظر إليه على أنه قوة مرتبطة بالسلطات المطلقة المهيمنة على كل شيء(7)، لكن البحوث الحديثة دحضت هذا الرأي المفرط في بساطته،حيث حدث نوع من المغالاة في تقدير قدرة الاتصال على تحريك الناس وتنشئتهم اجتماعياً،وتحقيق التجانس فيما بينهم وتطويعهم وفق ثقافتهم،في حين لم تقدر حق قدرها آثار التنميط والتشويه التي تحدثها وسائل الإعلام السمعية البصرية،وقد اقتنع مراقبون آخرون بأن وسائل الإعلام كان لها أثر اجتماعي قوي بدرجة مكنتها من تلقين جمهورها كيف يفكر وكيف يتصرف. ‏



ومهما يكن،فان لوسائل الاتصال والإعلام(الصحافة،الإذاعة،التلفزيون وغيرها) قدرة ليس فقط على أن تشكله،وعلى أن تلعب دوراً في تشكيل المواقف(8)،فهناك من المراقبين من يعتقد أن وسائل الإعلام تخلق إدراكاً وهمياً للعالم الحقيقي،بدلاً من تقديم دائرة أوسع من المعارف ومجموعة من الآراء للاختيار فيما بينها،وهي تستطيع أن تتسبب في الاغتراب الثقافي والتنميط الاجتماعي عن قصد أو عن غير قصد.وليس هناك مكان في العالم بمنجاة من هذا الخطر. ‏



لقد اتجهت الجهود التي تبذل من أجل الوصول إلى أسواق أوسع وإعطاء الجمهور ما يريد أو ما يعتقد أنه يريده،إلى خفض جودة الرسالة الإعلامية،حيث يعمل تزايد الاعتماد على الإعلان،سواء كانت ملكية وسائل الإعلام عامة أو خاصة على خلق عقلية تجارية يصبح الاستهلاك بمقتضاها غاية في حد ذاته.ويرى البعض أن وسائل الإعلام تخلق رؤية أسطورية للعالم،بدلاً من أن تعزز الثقافة القائمة على تعدد وجهات النظر والانتشار المتزايد للمعرفة. ‏



وفي بعض الحالات،فإن تجانس الرسائل الإعلامية ونمطيتها،يعكسان قيود قوانين السوق،وتحدث آثار مماثلة تؤدي الى وضع قوة الإعلام في أيدي أقلية تحوز على البيانات ومصادر المعلومات وتسيطر بالإضافة إلى ذلك على أدوات الاتصال(9). ‏



ولا شك إن الإجراءات السياسية والبيروقراطية،يمكن أن تؤدي إلى العقم الثقافي، فحين يكون الاتجاه السائد للتدفق من أعلى إلى أسفل،فمن المرجح –بل بالقطع-أن تعزز وسائل الإعلام قبول الأفكار المعتمدة من السلطات على حساب التفكير المستقل والحكم النقدي(10)،وإذ تعمل وسائل الإعلام في طريق ذي اتجاه واحد فإنها تنجح أحياناً في نشر القيم والمعايير التي تأخذ بها المجموعة المسيطرة،وذلك بين الجمهور ما لا يستطيع أن يعثر فيها على أي تعبير عن اهتماماته وتطلعاته،ولكن مع ذلك فإن وسائل الاتصال والإعلام ولا سيما التلفزيون،استطاعت في بعض الحالات أن تقدم للجمهور صورة حية عن حياة،وتطلعات بديلة، وإن لم يكن ذلك دائماً عن قصد.وكانت نتيجة ذلك هو إضفاء طابع مشروع على القيم الثقافية المضادة وعلى أشكال متنوعة من الاحتجاج.ومع ذلك فإن هذه الصورة المفرطة في تبسيطها للأمور،قد عدلت على نحو كبير بفضل الدراسات الحديثة التي أوضحت أن عوامل كثيرة وتيارات متعارضة عديدة تتفاعل معاً وتؤثر في بعضها البعض،ويصبح من الواضح على نحو متزايد أن الإشارة إلى أضرار أو تحريفات الاتصال تعني في الواقع الإشارة إلى التناقضات اللصيقة بالمجتمعات الحديثة،وذلك أن لعملية المشاركة نتائج كثيرة"ظاهرية أو حقيقية أو سطحية"يمكن أن تتعرض لتأثير عوامل مختلفة،لا يعدو الاتصال أن يكون واحداً منها فحسب.والسؤال الذي يطرح في هذا الإطار هو، كيف يعمل الاتصال وخاصة الاتصال الجماهيري بصفة خاصة كأداة للتغبير الاجتماعي وإلى أي حدود؟. ‏



وعلى كل الأحوال ،فان الاتصال برغم قوته ليس مطلق السلطة،فهو لا يستطيع أن يغير فحوى العلاقات بين الأشخاص،ولا جوهر الحياة الاجتماعية،حيث يكون الاتصال أكثر فعالية عندما تعزز تأثيره عوامل اجتماعية أخرى،ويكون للرسائل المنقولة انعكاس فعلي في الرأي العام أو في المصالح القائمة،وإن كل مرافق الاتصال،يمكن استخدامها من أجل الخير والشر،وتقع مسؤولية الحد من هذه المخاطر وتصحيح الانحرافات على عاتق واضعي سياسة الاتصال(11)،ومع ذلك لا توجد في كافة المجتمعات قوة أخرى يتعين الاعتراف،بأنها لا يمكن إلزامها باتخاذ مواقف سلبية.وبالإضافة إلى ذلك،فإن ثمة مجتمعات كثيرة تضم قوى تقع عليها مسؤولية التصدي للأخطار وتصحيح الانحرافات. ‏



وتتبنى حكومات كثيرة سياسات تهدف إلى حماية الذاتية الثقافية للأمة،وتجد مخاطر الألاعيب السياسية مقاومة من جانب القواعد الشعبية أو من قنوات الاتصال"البديلة" أو بمجرد إعارتها آذاناً صماء،حيث ان مصادر المعارضة والمقاومة أوسع مدى من نظم الاتصال الرسمية(12)،ولا يعني ذلك بأي حال إنكار أن هناك دوراً هاماً يقوم به المتحكمون في سياسة الاتصال والمهنيون المستخدمون في النظام،ومع ذلك فإن الكلمة الأخيرة تصبح للقوى الاجتماعية فور استيقاظها وتعبئتها. ‏



ويمكن ان نستنتج مما سبق،أن هناك حقيقة أن التنوع والتعدد هما قيمتان يتعين تعزيزهما وليس إحباطهما،وتوجد على كل من الصعيدين الإقليمي والعالمي،نماذج اجتماعية ونظم اجتماعية اقتصادية متنوعة،ففي داخل الأمم توجد مستويات مختلفة من التنمية،وكذلك طرق مختلفة نحو التنمية،تماماً مثلما توجد اختلافات في مفهوم موارد الاتصال وأوجه استخدامها.ومن ناحية أخرى،فإن نجاح التدابير التي اتخذت لتحسين شكل الاتصال ومحتواه،لا تنفصم عن اتخاذ خطوات تستهدف جعل المجتمع نفسه أقل إنصافاً بالقهر والغبن وأكثر عدلاً وديمقراطية وهذه الحقيقة يتعين إظهارها للعيان وليس إخفاؤها. ‏



البعد السياسي للاتصال والإعلام: ‏



لا يمكن فهم الاتصال دون الرجوع إلى بعده السياسي ومشكلاته التي لا يمكن حلها بدون أن نضع في الاعتبار العلاقات السياسية،فللسياسة علاقة لا تنفصم بالاتصال والإعلام(13)،وثمة سؤالان متميزان هما:إلى أي حد تؤثر السياسة على الاتصال وما هي أساليبها في ذلك،وإلى أي حد وبأي طرق يؤثر الاتصال على السياسة؟ ‏



إن العلاقات الحاسمة هي العلاقات القائمة بين الاتصال والسلطة،وبين الاتصال والحرية،وتسود في أماكن مختلفة من العالم مفاهيم متنوعة تحدد ما ينبغي أن تكون عليه تلك العلاقات،وهي مفاهيم تعد استجابة لمختلف التقاليد والموارد والنظم الاجتماعية واحتياجات التطور وعلى الرغم من ذلك فقد يكون هناك احتمال لموافقة عامة واسعة إذا ما أضفينا على نقاشنا الذي كثيراً ما يتسم بالطابع الذاتي،ويفتقر إلى التسامح قدراً أكبر من الواقعية وتحمساً أقل مرونة أكثر وتحيزاً أقل. ‏



وتتنوع أساليب ممارسة الحرية شأنها شأن النظم القانونية القومية أو الدساتير،ويسود الاعتقاد بضرورة التوفيق بين الحرية والالتزام من خلال طاعة القانون،وبألا تستغل(الحرية) للإساءة إلى حرية الآخرين،وبأن ممارسة الحرية لها مقابل،وهو ضرورة ممارستها بروح المسؤولية،الأمر الذي يعني في ميدان الاتصال الاهتمام بالحقيقة في المقام الأول،وبالاستخدام المشروع للسلطة التي تتيحها،وأكثر من ذلك(14).كما يجوز للمرء التساؤل عن الأسس التي تقوم عليها الحرية التي يطالب بها،فحرية المواطن أو الجماعة الاجتماعية بالانتفاع بالاتصال كمستقبلين له ومساهمين فيه في آن معاً،تختلف عن حرية المستثمر في كيان السلطة(15)، أو لأن إغضاب المسؤولين،قد يؤدي أحياناً إلى حرمانهم مثلاً من تسهيلات الحصول على مصادر معلوماتهم.حيث إن الرقابة الذاتية،هي مثل الحصول على ربح من وسائل الإعلام،فإحداهما تحمي حقوق الإنسان الأساسية،والثانية تتيح الاستقلال التجاري كحاجة اجتماعية،بيد أنه بعد إبداء كافة هذه التحفظات،فإن مبدأ حرية التعبير هو مبدأ لا يسمح بأية استثناءات ويمكن تطبيقه على جميع الناس بموجب كرامتهم الإنسانية(16). ‏



ولا يخفى ان هذه الحرية تمثل واحدة من أغلى مكتسبات الديمقراطية،ويتم تأمينها عن طريق النضال الشاق ضد القوى والسلطات السياسية والاقتصادية،الأمر الذي يكلف تضحية باهظة قد تصل إلى التضحية بالنفس،وهي في الوقت نفسه حارس أساس للديمقراطية.كما يعتبر وجود حرية التعبير أو عدم وجودها أهم مؤثر دال على الحرية في كافة جوانبها في أية أمة،واليوم لا تزال الحرية تنتهكها الرقابة البيروقراطية والتجارية في عديد من الدول في كافة أنحاء العالم،إن القول بحرية التعبير في بلد ما لا يضمن وجودها في الممارسة،كما أن الوجود المتزامن للحريات الأخرى مثل،حرية تكوين الجمعيات،وحرية الاجتماع،وحرية التظاهر،وحرية التظلم،وحرية الانضمام إلى النقابات..الخ،هي كلها مكونات أساسية لحق الإنسان في الاتصال(17)،وتؤدي أي عقبة تقام في وجه هذه الحريات إلى القضاء على حرية التعبير.حتى عندما لا تهاجم السلطة الحرية علنـا،فقد توجد الرقابة الذاتية من جانب العاملين بالاتصال أنفسهم،فقد لا يتمكن الصحفيون من نشر الحقائق التي تتوافر لديهم لأسباب عدة لمجرد الخجل أو لفرط احترامهم.وعلى أية حال فإن مفهوم الحرية هو مفهوم أساسي لكل حوار سياسي في العالم الحديث،وتتضمنه الخلافات العديدة حول السياسات والقرارات(18). ‏



ومع تطور الصحافة على أساس أكثر استقراراً وأوسع مدى انتقل الاهتمام إلى نشر المعلومات-الحقائق والأنباء عن الأحداث الجارية،وكانت حرية المعلومات أولاً وقبل كل شيء هي حق المواطن في الحصول على المعلومات،الحق في أن يطلع على أية معلومات من شأنها أن تؤثر في حياته اليومية،وتيسر له اتخاذ القرارات،وتسهم في تفكيره،واتسع نطاق الحق في المعلومات هذا عندما أتاحت التكنولوجيات الجديدة تحسين فرص الوصول إلى المعلومات على نطاق الأمة كلها وبعد ذلك نطاق عالمي،وكان الجانب الآخر لهذه الحرية،هو حرية الصحفي في الحصول على المعرفة في شكل حقائق ووثائق،وإزاحة الغموض الذي اكتنف مسلك الشؤون السياسية،وحريته في نشر المعلومات التي بحوزته. ‏



لقد غيرت التكنولوجيا المتطورة أيضاً من الإطار الذي يمكن فيه وضع المبادئ الأساسية موضع التطبيق،وخلقت أخطاراً جديدة على الحرية(19)،فقد كانت السمة المميزة لكل اختراع حديث هي أنه كان يتطلب استثماراً على مستوى لا يقدر عليه سوى أصحاب رؤوس الأموال خاصة أو عامة،في معظم البلدان كانت توجد إمكانية الحصول على آلات الطباعة وأجهزة الإذاعة والتلفزيون بوجه خاصة يعني أنه ليس بوسع محدودي الثروة إلا أن يدخلوا المنافسة في ظل ظروف غير مواتية،فمن الناحية النظرية كان لكل فرد الحق في حرية التعبير،بيد أنه لم يكن بمقدور أي فرد أن يمارسها على قدم المساواة،وفي نفس الوقت،أخذت الدولة بما لديها من أموال بعين الاعتبار تلك الفرص الجديدة التي أتاحتها وسائل الإعلام كي تؤثر في تفكير المواطن واستعاضت عن الاستراتيجية القديمة لتقييد حرية التعبير بسياسة أكثر نشاطاً(كان قد استهلها بالفعل بعض الحكام المستبدين بالوسائل التي كانت بحوزتهم)تستثمر التقنيات الحديثة من أجل تحقيق غاياتها،ولا تحدث ضروب التفاوت هذا الأثر على الصعيد القومي وحده،فعلى الصعيد الدولي أدت إلى خلق الاختلالات الحالية في مجال الاتصال والإعلام بين البلدان الصناعية الغنية والبلاد النامية الفقيرة(20). ‏



وهكذا أصبحت مشكلات الاتصال ذات صبغة سياسية واقتصادية واجتماعية متزايدة،وعرضت في صورة مشكلات تتعلق بحرية الصحافة وحرية تداول المعلومات،والحق في الحصول على المعلومات واتسم الوضع بتناقض أساسي،فقد حدثت زيادة كبيرة في عدد الأفراد الذين يطلبون المعلومات والذين يمكن أن ينقلوا الرسائل الإعلامية،وذلك بفضل حملات نشر معرفة القراءة والكتابة وإيقاظ الوعي السياسي وتحقيق الاستقلال الوطني في كل أمم العالم(21).ومع ذلك ففي موازاة هذا النمو كان هناك تحرك نحو التركيز،ارتبط بالمتطلبات المالية للتقدم التكنولوجي،ونتيجة لهذا التركيز انخفض عدد من يقومون ببث الرسائل(نسبياً)وتدعمت في الوقت نفسه من ظلوا يعملون في مجال بث الرسائل. ‏



إن الأمر المؤكد في هذا الإطار،هو أن الاتصال يتسم اليوم بقدر من الأهمية يتعين معه على الدولة فرض قدر من التنظيم حتى في المجتمعات التي تكون فيها وسائل الإعلام محكومة ملكية خاصة،وبوسع الدولة أن تتدخل بكافة الأساليب بدءاً من السيطرة السياسية الشاملة وانتهاء باتخاذ التدابير لتعزيز التعدد،وتجد بعض الحكومات أنه من الطبيعي أن تمارس تحكماً كاملاً في محتوى المعلومات مبررة ذلك بالأيديولوجية التي تعتنقها،وإذا ما حكمنا على هذا النظام أو ذاك بمعايير علمية محضة،فإننا نشك في إمكان وصفه بأنه نظام واقعي،فقد دلت التجربة على أن نتائج الاحتكار السياسي أو التجاري لوسائل الإعلام أو التلقين المذهبي من جانب السلطة أو الحكم،لا تتسم بطابع شامل،وأن الحوار المستمر من طرف واحد(المونولوج)لا يمكن أن يطفئ شعلة الذكاء الناقد أو الحكم المستقل.حيث ان تقييد وسائل الإعلام والاتصال رتابية كئيبة يثير الريبة بدلاً من الثقة ،وعندما تصمت أصوات المنشقين تتدهور الثقة في وسائل الإعلام وتبدو الدولة وكأنها تخشى مواجهتهم وتشعر أنها غير واثقة من صورة الواقع التي تقدمه على أنه الحقيقة(23). ‏



وعلى أية حال،فإن احتكار وسائل الإعلام الموضوعة تحت الرقابة تكسره وسائل اتصال أخرى،إذ تنتقل الأنباء بالحديث الشفهي وتوزع المنشورات غير القانونية،وأخيراً فإن الإذاعات الأجنبية تخترق حصار الاحتكار الذي تفرضه أي دولة داخل حدودها.وهناك بعض الحكومات تحتفظ لنفسها ببعض الوظائف التنظيمية وتشجع استخدام وسائل الإعلام البديلة ومشاركة المواطنين وانتفاع الجمهور بمصادر المعلومات والاتصال الجماعي،وتحقيق اللامركزية في الوسائل الإعلامية،ولا شك أن الإطار الذي يتم الاتصال بداخله تحدده في نهاية المطاف الصراعات السياسية والاجتماعية التي شكلت اتفاق الرأي الاجتماعي في مجتمع معين،والطريقة التي يتم فيها تنظيم الاتصالات في مجتمع ديمقراطي هي في الأساس قرار سياسي يعكس قيم النظام الاجتماعي القائم. ‏



وعلى المستوى العملي،تتوقف حلول المشكلات السياسية للاتصال على إيجاد التوازن بين المصالح المشروعة للدولة وبين حقوق الانتفاع بالأقلام التي يمكن توسيعها لتشمل قطاعات متنوعة من الرأي(24)،وبالضرورة،فإن هذه الحلول ستتنوع حسب البيئة السياسية ودرجة التطور وحجم وموارد كل شعب أو أمة ولا ينبغي التذرع بالضرورات العملية أو المتطلبات الأيديولوجية لإقصاء حرية التعبير عن مكانها الصحيح. ‏



ويؤدي الاتصال المتجه في أغلبه من القمة إلى القاعدة(والذي ينقل صوت القادة السياسيين والذين يحتلون مراكز الصدارة في قطاعات الحياة الوطنية أو رجال الفكر البارزين)إلى أن يصبح المواطن العادي متلقياً سلبياً(25)،كما أنه يحجب اهتماماته ورغباته وخبرته.ويعتبر تمهيد الطريق لاتصال يتجه نحو القمة بقدر ما يتجه نحو القاعدة مهمة شاقة ويدعم خطر التركيز على الصفوة هذا خطر المركزية الزائدة الذي يسير معه جنباً إلى جنب،ذلك أنه إذا اقتصرت إمكانية الانتفاع بوسائل الإعلام على مجموعات مسيطرة سياسياً أو ثقافياً-سواء على الصعيد الوطني أو الدولي-ينشأ خطر كبير يتمثل في فرض أنماط تتعارض مع قيم الأقليات الدينية والثقافية والعرقية،ومن المطالب الأخرى للمنادين بالنقد والحاجة إلى تمكين هذه الأقليات من إسماع صوتها لتأكيد هذه القيم.وهناك خطر آخر هو عندما يطالب العاملون في الإعلام لأنفسهم بالحرية بينما يرفضون أي نوع من المسؤولية إزاء جمهورهم وينظرون إلى وظيفة الإعلام على أنها سلطة مطلقة،وكثيراً ما ينظر إلى الحرية والمسؤولية على أنهما متعارضان في حين أنهما في واقع الأمر عاملان أساسيان للحضارة. ‏



إن نتائج نشر المعلومات لا توضع في الاعتبار أحياناً ولا ينظر إليها على أنها تتضمن أية مسؤولية،ومثل هذا الموقف يخفي العلاقة الوثيقة التي تجعل الحرية والمسؤولية عاملين لا ينفصلان في مجال الاتصال كما في غيره من المجالات،ويؤدي تجاهل نتائج عمل معين إلى إنكار أحد الأبعاد الأساسية للحرية وبانتهاج الطريق الصعب باحترام حقوق الفرد وحقوق المجتمع بأسره(26).ويمكن التوفيق بين حرية الإعلام ومقتضيات الأخلاق،فالمسؤولية يجب أن تتجسد في الاهتمام باحترام الحقيقة،أكثر من تجسيدها في مجرد وجود حق دستوري.ومع أن هذه الاعتبارات قابلة للتطبيق على نطاق عالمي،فإنه من الاستحالة أن نبقى غير مبالين بالتغيرات التي تؤدي إلى إظهار نسبية مفهومي الحرية والمسؤولية وتعديلهما لإكسابهم أبعاداً جديدة تضع في الاعتبار،مسار التاريخ،وخضوع حق التعبير بصورة متزايدة لأنماط الاتصال المصنع،والتغيير في الأدوار التي يقوم بها كل من الفرد والمجتمع في العملية الاجتماعية. ‏



ولا يمكن وصف علاج شامل دون أن يوضع في الاعتبار الظروف القومية أو الإقليمية(27)،ومع ذلك يمكن أن يثير ذلك جدلاً حاداً،فإنه يمكن القول أن تتنوع المصادر مع الانتفاع الحر بهذه المصادر تحت سيطرة مجموعات مهيمنة،من شأنه مهما كان النظام السياسي أن يجعل الحرية مدعاة للسخرية،حيث أن نطاقاً واسعاً من المعلومات والآراء ضروري لتأهيل المواطن لإصدار أحكام راسخة الأساس حول القضايا،وهو بهذا يصبح أحد المقومات الحيوية لأي نظام اتصال في أي مجتمع ديمقراطي،كما أن إمكانية الوصول إلى تشكيلة متنوعة من المصادر هو أمر مرغوب فيه على الصعيدين الدولي والقومي على السواء،على أنه ينبغي الحيطة في أمرين-أولهما أن تنوع المصادر ليس ضماناً تلقائياً للتعويل على المعلومات رغم أنه يزيد من صعوبة محاولات التحريف المتعمدة،والثاني هو أن التنوع لا يعني التعدد في كل حالة،خاصة تعدد الرأي فشبكات ومنافذ الاتصال،ينبغي أن يكون لها مصادر للمعلومات من تنوع واستقلال عن بعضها البعض،فإذا لم يكن كذلك فلن يكون التنوع سوى مصدر خارجي،حيث إن مهمة وسائل الإعلام هي أن تعمل بمثابة مرآة تعطي صورة صادقة لما تفعله الحكومات،والرأي المناقض هو أنه ينبغي للإعلام أن يكون في خدمة الدولة حتى يساهم في إيجاد نظم اجتماعية سياسية جديدة تتسم بالقوة والاستقرار. ‏



ويتبين من واقع الخبرة في بلاد عديدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،أن حرية وسائل الإعلام لا تزال هي حجر الزاوية في التجديد الديمقراطي،لكن من الضروري فهم تجاه ما يحدث وما يحـد من تغيرات، لجعل العلاقة بين وسائل الاتصال والإعلام والسلطة علاقة رئيسية أكثر من أي وقت مضى،إذ تعقدت الخصومة التقليدية بين القمة والقاعدة بسبب نزاع أساسي آخر بين المؤسسات التي تتحكم في مجالات هائلة من المعلومات،والأفراد الذين تتأثر حياتهم بقرارات لا سلطة لهم عليها،ويعتبر استخدام البيانات هو الدور الأساسي لمؤسسات عديدة تقوم بوضع البنية الأساسية للمعلومات(وكالات صحفية،معاهد،الرأي العام،مراكز توثيق)وكذلك لعلوم كثيرة(الإحصاء،الاقتصاد،الاجتماع،علم النفس ،البحوث العلمية،تحليل النظم)،وهكذا أصبحت وسائل الاتصال والإعلام إلى حد كبير ترسانة للإشارات والتعليمات تعزز سلطة المنظمات الكبرى،العامة والخاصة،الوطنية وغير الوطنية(28)،وتتمتع مثل هذه المنظمات بقدرات على وضع التخطيط المتطور واتخاذ القرارات،ومن ثم قدرة على التحكم تفوق كثيراً قدرة المجموعات المفككة من المواطنين الذين يملكون سوى قدر ضئيل من المعلومات،وعليه فإن كل المعلومات التي يمكن استخدامها هي مصدر للسلطة،ولهذا فإن هناك حاجة إلى إحداث تغيرا في النظرة والسلوك من جانب أولئك الذين يتحكمون في مصادر المعلومات ووسائل النشر. ‏



دور الاتصال والإعلام في دعم الحياة الاقتصادية: ‏



يتداخل نظام الاقتصاد والإعلام مع الاقتصاد ويعتمد عليه في عدة طرق في بنيته وفي محتواه،والتدفق المستمر للمعلومات أمر حيوي للحياة الاقتصادية،فإلى جانب أنه قوة اقتصادية كبيرة لها إمكانيات لا يمكن تقديرها،فهو يعد عاملاً حاسماً في التنمية والاتصال،باعتباره عنصراً متزايد الأهمية في جميع الاقتصاديات القومية(29)،يمثل قطاعاً مطرد النمو في النتاج القومي وله تأثير مباشر على الإنتاجية والعمالة.ويتيح التقدم في الاتصالات اللاسلكية إرسالاً فورياً للمعلومات،ويمكن الاستغناء في بعض الأماكن عن العمال المهرة وفي أماكن أخرى يمكن تعديل طبيعة العمل، إنها وسائل الاتصال هي التي تبشر بتحقيق أكبر قدر من النمو في المجتمعات الصناعية ويمكن اعتبارها محور ارتكاز الاقتصاد العالمي. ‏



إن وسائل الاتصال الحديثة كثيراً ما تجعل موقع المؤسسة أمراً لا أهمية له،وتتيح نقل المصانع إلى مناطق نائية أو اختيار أماكن مختلف الصناعات،وغيرها من أنواع النشاط،كالتجارة وأعمال البنوك وخطوط الطيران بمزيد من الحرية،ويشعر الإنسان العادي بالدور الحاسم الذي تقوم به وسائل الاتصال والمعلومات في مجالات الاقتصاد حتى ولو لم تكن له سيطرة عليها.حيث إن أشكالاً متنوعة من الاتصال والإعلام قد ارتبطت دائماً بالعمل والإنتاج-بصورة ضمنية على الأقل-ولكنه من السهل الآن أن نرى هذا الارتباط. ‏



وعليه فإن الإعلام والاتصال-من حيث بث وتخزين واستخدام المعلومات-يكون مورداً أساسياً على قدم المساواة مع الطاقة أو المواد الخام(30)،لكن الاتصال أصبح في بعض المجتمعات منحرفاً أو مشوهاً بطريقة أو بأخرى،فالناس لم يعودوا قادرين على الاتصال بغير تبادل الرموز النقدية والسلع المادية،وعلى المستوى العالمي تعكس بنى جديدة للاتصال حياة وقيم ونماذج بضع مجتمعات وتنتشر في بقية أنحاء العالم أنماطاً معينة من الاستهلاك وأنماطاً معينة للتنمية دون غيرها،وفي هذا يكمن الخطر الهائل لقدرة الاتصال على التحريف. ‏



إن الاختلالات الاقتصادية في هذا المجال فيما بين الأمم والمناطق مدعاة للقلق،وما لم يتم القضاء عليها،فإنها ستزداد مع التقدم التقني تفاقماً،ففي البلدان المتقدمة جاءت التكنولوجيا الحديثة بعد الثورة الصناعية بفترة سمحت بالتقاط الأنفاس لكن الدول النامية ليس بوسعها أن تكرر هذا النسق،ويعود ذلك من جهة إلى حاجتها الملحة لتنمية نفسها،ومن جهة أخرى إلى أنها تشهد الثورة الصناعية وثورة معالجة المعلومات في آن معاً،ولدى الكثير من الدول أسباب قوية تدعوها لوضع استراتيجيات محددة للاتصال وتكريس موارد إضافية لإقامة البنى الأساسية المناسبة.وتتطلب التنمية في هذه المجالات استخداماً أفضل للموارد التي لم يتم توظيفها بصورة كاملة حتى الآن،وليس هناك شك في أن موارد الاتصال موزعة بصورة غير متساوية على نطاق عالمي،فبعض البلدان لها القدرة الكاملة على تجميع المعلومات التي تحتاجها،بينما هناك بلدان كثيرة لا تستطيع ذلك مما يعتبر عائقاً أساسياً في سبيل تنميتها. ‏



ويظهر هذا التباين جلياً في المجالات العلمية والتكنولوجية حيث تترتب عليه النتائج،وقد اكتسب مشكلات الإعلام الخاصة بالبحث العلمي وتطبيقاته بعداً جديداً،ويرجع ذلك إلى النمو الواضح في حجم المعلومات المتاحة،كما يرجع إلى ازدياد تعقدها،الأمر الذي يضفي على كثير من مشروعات وإمكانات البحث طابع الجمع بين عدة فروع علمية.وقد أصبحت المعلومات العلمية والتقنية اليوم مصدراً اقتصادياً حيوياً ينبغي أن يكون ملكية عامة إذ أنها مستمدة من جهود وتفكير رجال ونساء في بلدان عديدة في الماضي والحاضر،وهي المفتاح لجميع أشكال التنمية القومية المستقلة في الوقت الذي هي فيه أيضاً عامل أساسي في التقدم البشري المنسق،وتتحكم المعالجة الآلية للمعلومات في جمع البيانات العلمية وتصنيفها وتحليلها،ولكن على الرغم من كونها ضماناً للسرعة وفي كثير من الحالات للثقة،فإنها لا تؤمن دائماً صلة البيانات بالموضوع لذلك يتطلب تنظيم المعلومات العلمية والتقنية على مستوى العالم استراتيجية توضع في خدمة المستفيدين من المعلومات وتكون مكرسة لتقديم المعلومات والتأليف بينها،وهي بيانات تتعلق بحل المشكلات الواقعية،ويمكن ترجمتها إلى معرفة تطبيقية مباشرة تلائم المجتمعات المختلفة(31). ‏



والسؤال الذي يطرح في هذا الاتجاه هو ،من يسيطر على عملية اختيار وتوزيع المعلومات؟وكيف يتم ذلك؟..فهناك حاجة خاصة للتركيز على تنمية البنية الأساسية القومية مع إمكانية الانتفاع بموارد العالم من المعلومات العلمية والتقنية،بحيث يمكن أن تضيف إلى المخزون العالمي من المعلومات معرفة ذات أصلي محلي،وذلك عامل من عوامل نجاح التنمية القومية المستقلة. ‏



البعـد التربوي للاتصال والإعلام: ‏



أدى التطور السريع في علم الاتصال والإعلام في معظم البلدان والتوسع في الأشكال المختلفة للاتصال والإعلام الجماهيري(وخاصة السمعية-البصرية)إلى فتح آفاق جديدة ومضاعفة الروابط بين التعليم والاتصال(32)،حيث ان هناك زيادة واضحة في الطاقة التربوية للاتصال،ويؤدي الاتصال بما وهب من قيمة تربوية أكبر،إلى خلق بيئة تعليمية،وفي حين يفقد النظام التعليمي احتكاره لعملية التربية،فإن الاتصال يصبح هو نفسه وسيلة وموضوعاً للتعليم،وفي نفس الوقت تعتبر التربية أداة لا غنى عنها لتعليم الناس كيف يتصلون على نحو أفضل،وكيف يحصلون على منافع أكبر،وهكذا توجد علاقة متبادلة متزايدة بين الاتصال وبين التعليم(33). ‏



لقد أولـى الكثير من المفكرين والباحثين والسلطات الحكومية وخاصة في الدول النامية،أهمية كبرى للقيمة التربوية للاتصال والإعلام ولأثرهما في التطور الثقافي،فوسائل الإعلام تعادل المدرسة بالنسبة لأعداد لا حصر لها من الرجال والنساء الذين حرموا من التعليم،حتى ولو لم يستطيعوا أن يحصلوا منها إلا على العناصر التي يتسم مغزاها بأقل من الثراء ومضمونها بأكبر قدر من البساطة،والدليل على ذلك الأهمية التعليمية للرسائل والأنباء التي يتم بثها عبر العالم،أو على العكس مضمونها المضاد للتعليم والمجتمع(34).وقد يكون من الصعب أن ننكر الأثر التربوي لوسائل الإعلام والاتصال بصفة عامة،حتى في الحالات التي لا يكون فيها لمحتوى الرسائل طابع تربوي.ويتمثل دور الاتصال في التربية وفي التنشئة الاجتماعية،في أنه ينبغي للاتصال أن يفي بأقصى قدر ممكن من احتياجات التنمية في المجتمع،وأن يعامل كسلطة اجتماعية.كما أن وجود الاتصال في كل من مكان في المجتمع الحديث هو علاقة على ظهور إطار جديد للشخصية يتسم بطابع تربوي قوي،وقد أدى إغراق المواطنين بقدر متزايد دوماً من المعلومات،وأكثر من ذلك توسيع نطاق التدفق الإخباري ليشمل فئات اجتماعية وجغرافية جديدة إلى خلق انطباع بأن الانتفاع بالمعرفة قد أصبح حراً،وأن الفوارق الاجتماعية يمكن القضاء عليها(35). ‏



كما يمكن الكشف عن الأسرار المهنية،حيث إن مفاهيم مثل"حضارة الفيديو"و"التعليم البديل"و"المجتمع المسير بالحاسبات"و"القرية العالمية"إنما تعكس ذلك الوعي النامي بأن البيئة التقنية تخلق شكلاً دائماً من أشكال عرض الأخبار وامكانية الوصول إلى المعرفة.حيث إن المعرفة التي تقدم وتجمع يومياً عن طريق وسائل الإعلام والاتصال المختلفة هي أشبه بالفسيفساء من حيث تمايزها مما يجعها غير مرتبطة بالفئات الفكرية التقليدية،دون أن ننكر القيمة الباطنة والظاهرة للمعرفة المجمعة على هذا النحو،لا نكون مبالغين إذا أكدنا أن المعلومات المقدمة ذات طبيعة مضطربة،وأن الأولية تعطى لنشر الأخبار التافهة والمثيرة،وأن هناك"تشويشاً"متزايداً على حساب الرسالة الإعلامية الحقيقية(36)،وبالإضافة إلى ذلك فوسائل الاتصال الجماهيرية تميل إلى دعم واثراء نظمنا الرمزية المشتركة وذلك بالتعبير عنها وتفسيرها بطرائق جديدة،وبذلك فإنها تقلل من الصفات المميزة للمجموعات وتعزز القوالب الجامدة،ويصبح التنميط الفكري أرسخ قدماً وبدرجة تزيد كثيراً عن ذي قبل. ‏



وفي الوقت ذاته،طورت المحطات الإذاعية في كثير من البلدان برامج تعليمية مفيدة ومبتكرة بعضها"نظامي"(دعم للمناهج المدرسية،أو الدراسات الجامعية)وبعضها الآخر"غير نظامي"،موجه بصفة خاصة إلى المزارعين والأشخاص الذين هم بحاجة إلى التزود بمعارف تقنية(37).كما تخصص بعض البلدان المتقدمة أو النامية،قنوات إذاعية وتلفزيونية منفصلة للبرامج التعليمية،بينما تخصص بعضها الآخر فترات متباينة من برامجها الإذاعية لأغراض التربية والتدريب والتعلم،وتعد هذه البرامج عادة بالاشتراك بين المربين والإذاعيين. أدى التفاعل المفاجئ في تكنولوجيات الاتصال لأغراض التربية أول الأمر إلى تحليل"نتائج" ووضع المثيرات التي تزداد باستمرار ودراسة أثرها،واليوم يمكن أن نستنتج أن أنماط الاتصال تكون جزءاً من مجموعة أكبر من التحولات التي أدت إليها تغيرات تدريجية في البيئة،وأن تأثير التكنولوجيا يختلف تبعاً للظروف النفسية والفكرية والاجتماعية والثقافية للأفراد الذين يتعرضون لها.كما اضطرت المدارس والكليات في معظم المجتمعات إلى التخلي عن احتكارها للتعليم،نظراً لأن الاتصال يؤدي جانباً كبيراً من وظيفتها التقليدية،ويطرح ذلك قضية إعادة النظر في وظائف المدرسة،فقد كانت المدرسة حتى مطلع هذا القرن هي المصدر الأساسي للمعرفة والمدرس هو الشخص المعتمد رسمياً لتقديم هذه المعرفة وذلك حتى في المجتمعات الصناعية.وكان الفرد بالأمس يعتمد بالأساس على المدرسة في معرفته بالعالم وفي مقدرته على التحكم في أنماط السلوك بما يمكنه من أن يندمج فيه،أما اليوم ففي معظم المجتمعات يعمل النظامان(المدرسة والاتصال) في تنافس وبذلك تخلقان التناقضات بل والمشكلات الصعبة في عقل الفرد،فالنظام التعليمي يتعارض مع نظام الاتصال التي يتيح معرفة كل ما يتعلق بموضوعات الساعة وكل ما هو جديد،ويعكس اضطراب العالم والفهم الميسر والسعي وراء الملذات،واليوم يعتبر هذا التعارض مقبولاً في المجتمعات الغنية حيث يكون التبذير هو القاعدة في معظم الأحيان،إلا أنه لا يتمشى مع أوضاع البلدان النامية،ومع ذلك فإن وسائل الإعلام تملك من الوجهة العملية مقدرة هائلة على نشر المعلومات والمعرفة بحيث لا يستطيع أي مجتمع أن يستغني عنها،وتضطلع المدرسة إلى حد ما بوظيفة تعليم طريقة دمج وتركيب وتحليل المعارف والمعلومات المشتقة من الخبرة وفهم اللغات التي تصف العالم وتفسره. ‏



ومن الناحية العلمية تميل المؤسسات التربوية إلى أن تضم معظم أشكال وسائل الاتصال الحديثة تحت جناحيها بحيث تتخذ هي قراراتها الخاصة بها وتحدد اختياراتها،وقد بدأت بعض البلدان في القيام بمبادرات لتلقين المعارف عن وسائل الاتصال وطرق استخدامها منذ التعليم الابتدائي وخلال الدراسة الثانوية ويتم ذلك من خلال إدخال الصحافة في المدارس،وتهدف هذه المبادرات إلى تعليم الأطفال أن يتصرفوا بطريقة نقدية تجاه الإعلام،وأن يختاروا المواد التي يقرءونها وبرامج وأنشطة قضاء وقت الفراغ وخاصة التلفزيون وفق معايير كيفية وثقافية.وتؤدي زيادة أهمية الاتصال في المجتمع إلى حمله على إلقاء مسؤولية جديدة على النظم التعليمية،مسؤولية تعليم الاستخدام الصحيح للاتصال في الوقت الذي نوضح فيه أخطار المعرفة السطحية المستمدة من الوسائل السمعية البصرية،ومن "وهم" قدرة المعالجة الآلية للمعلومات. ‏



والواقع ان ما ندعو إليه في هذا الصدد، هو شكل من أشكال التعليم يتسم بمزيد من النقد ويكون قادراً على تحرير الفرد من الانبهار بالتكنولوجيا،وجعله أشد حذراً وأكثر تدقيقاً،وتمكينه من أن يختار بتمييز أكبر بين مختلف منتجات كلية الاتصال،ومن المسلم به حالياً أن الاتجاه نحو تحسين نوعية المواد الصحفية وبرامج الإذاعة والتلفزيون إنما يعززه مثل هذا التعليم،وتهدف المؤسسات التعليمية المختلفة الخاصة بالتعليم النظامي وغير النظامي في تمهيدها الطريق لنهج مستقبلي للاتصال على أساس المشاركة الحقيقية إلى بناء عالم مثالي يمكن لأي فرد فيه أن يصبح منتجاً ومستهلكاً للمعلومات في آن واحد.وأخيراً لعل أهم جانب من جوانب التكافل بين الاتصال والتعليم،هو أن عملية التعليم بوضعها هذا،لا بد أن تصبح بالنسبة للتلاميذ والطلاب على جميع المستويات تجربة للاتصال والعلاقات الإنسانية والأخذ والعطاء والزمالة الفكرية بدلاً من أن تنقل المعرفة في اتجاه واحد. ‏



ولا بد أن يصبح التعليم وسيلة لاختراق الحواجز بين الأفراد والطبقات والمجموعات والأمم،وهذا هو أفضل ما يمكن أن تساهم به المعرفة والخبرة في مجال الاتصال لإثراء التعلم والتدريب والتعليم،ذلك أن مهمتها الأساسية هي التبادل الذي هو شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي يعمل عن طريق الرموز. ‏



وهكذا يتضح إن التعليم،يزيد على الاتصال في جوانب ويقل في جوانب أخرى،فالافتقار إليه يسفر عن شيوع الأمية مما يهبط بقدرات الاتصال إلى الحد الأدنى،ويصبح التوسع فيه أساساً لاتصال متزايد،ومن ثم فإن أي مناقشة لضرورة علاج الإخلال في الاتصال لا يمكن أن تتجاهل أهمية التعليم الشامل وتحسين نوعية التعليم والفرص التعليمية. ‏



الترابط بين الثقافة والاتصال والإعلام: ‏



هناك تكامل بين الثقافة والاتصال،فإذا استخدمنا مصطلح"الثقافة"نعني مجموع إنجازات الإبداع الإنساني(كل ما أضافه الإنسان إلى الطبيعة)وإذا اعتبرنا مصطلح الثقافة تجسيداً لكل ما يسمو بالحياة الإنسانية على المستوى الحيواني لنضم كافة جوانب الحياة وكل طرائق التفاهم،وعلى ضوء هذا فإن الاتصال-بين الناس والأمم على حد سواء-عنصر أساسي في كافة نواحي الحياة ومن ثم في كل ثقافة(38).ويعتبر دور الاتصال والإعلام بمثابة دور الناقل الأساسي للثقافة،إذ أن وسائل الاتصال هي أدوات ثقافة تساعد على دعم المواقف أو التأثير فيها،وعلى تعزيز ونشر الأنماط السلوكية وتحقيق التكامل الاجتماعي،وهي تلعب أو يتعين عليها أن تلعب،دوراً أساسياً في تطبيق السياسات الثقافية،وفي تيسير إضفاء طابع ديمقراطي على الثقافة(39). ‏



وتشكل وسائل الاتصال والإعلام بالنسبة لملايين البشر،الوسيلة الأساسية في الحصول على الثقافة وجميع أشكال التعبير الخلاق،كذلك فللاتصال دور في تدبير شؤون المعرفة وتنظيم الذاكرة الجماعية للمجتمع،وبخاصة جمع المعلومات العلمية ومعالجتها واستخدامها،وهو يستطيع إعادة صياغة القالب الثقافي للمجتمع،ومع ذلك ففي هذا المجال كما في سائر المجالات،فإن التطور السريع للتكنولوجيا الجديدة ونمو البنى المصنعة،التي تمد سيطرتها على الثقافة وعلى الإعلام يخلق مشكلات وأخطار.وعلى الرغم من القدر الهائل من التغيير الثقافي،لا يزال يحتفظ بأشكاله التقليدية القائمة على التبادل بين الأفراد،فإنه من الحق الجائز أيضاً القول بأن وسائل الإعلام الجماهيرية في العالم الحديث توفر الزاد الثقافي،وتشكل الخبرة الثقافية لملايين كثيرة من الناس،أما بالنسبة للأجيال القادمة،فإنها تخلق لهم ثقافة جديدة ليس من السهل تعريف طبيعتها،كما أنه من الصعب الحكم على قيمتها،فقد تم تقديم روائع الإبداع الخلاق من الماضي والحاضر على السواء،إلى الجماهير الجديدة على الصعيد الدولي والوطني،كما توفرت التسلية بأشكالها المتعددة على نحو أيسر من ذي قبل،وهي تستجيب بلا شك لاحتياجات ومطالب إنسانية. ‏



تعتبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية والثقافة الجماهيرية هي ظواهر مميزة للقرنين الأخيرين(التاسع عشر والعشرون)على أقصى تقدير،ويمكن تحديد تطورهما من وجهة نظر اقتصادية على أنه جاء تطبيقاً للتغيرات التي أحدثتها الثورة الصناعية في مجال الثقافة والنتيجة المترتبة على ذلك هي ظهور الإنتاج والتوزيع لسيل مستمر من الرسائل والمثيرات على نطاق هائل وذلك من خلال الوسائل التقنية والمؤسسات الملائمة،والثقافة الجماهيرية بالتأكيد لا تعني الثقافة الشعبية التي يتعين عليها في أحوال كثيرة أن تخوض معركة حاسمة ضد أشكال لا ثقافية خلقتها قلة مسيطرة ثم قامت بنشرها على نطاق جماهيري،ومع ذلك فإن مفهوم الثقافة الجماهيرية لا يخلو من غموض،فهي قد تحظى بالموافقة عندما تفكر في تقبلها بوجه عام،وقد تكون موضع ازدراء عندما تستهجن ضحالتها(40). ‏



وهناك خطر أخر اكتسب أبعاداً كبيرة،هو السيطرة الثقافية التي تتخذ شكل الاعتماد على نماذج مستوردة تعكس قيماً وأساليب حياة غريبة وتتعرض الذاتية الثقافية للخطر من جراء التأثير الطاغي للأمم القوية على بعض الثقافات القومية واستيعابها رغم أن الأمم صاحبة هذه الثقافات الأخيرة هي ورثة ثقافات أقدم عهداً وأكثر ثراء.وحيث أن التنوع والتباين هما من أهم خصائص الثقافة وأقيمها،فإن العالم بأسره هو الخاسر من جراء هذا إن التعدي لقوى التأثيرات المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى السيطرة الثقافية،هو مهمة عاجلة اليوم،ومع ذلك،فإن المشكلة ليست بسيطة،فالتاريخ يبين أن أفق التفكير الضيق يؤدي إلى الركود.وإن الثقافة لا تتطور بانغلاقها على نفسها داخل قوقعتها وإنما تتطور بالتبادل الحر مع الثقافات الأخرى والحفاظ على الصلة بكل قوى التقدم الإنساني في حين أن التبادل الحر لرسائل لا بد أن يكون أيضاً على قدم المساواة وقائماً على أساس الاحترام المتبادل،ولضمان ذلك فإن من الضروري أن تتم حماية وتعزيز الثقافات المهددة،وتطوير الاتصالات على الصعيد المحلي، وتمهيد السبيل لأشكال بديلة من الاتصال لمواجهة ضغوط وسائل الإعلام الكبرى.كما يجب التأكيد على أن المشكلة لا تنحصر في العلاقات بين أمة وأخرى،بل كثيراً ما تنشأ في أكثر أشكالها حدة وأشدها خطراً داخل الأمم التي تضم بين سكانها أقليات ثقافية.وإذا لم يتوفر عنصر التنوع فلن نستطيع ضمان مستقبل ثقافي أكثر غنى ترتبط فيه ثقافات العالم المتعددة فيما بينها،وتحرص في نفس الوقت على المحافظة على أصالتها. ‏



آثار التكنولوجيا الحديثة على نظم الاتصال والإعلام: ‏



بلغ التقدم التكنولوجي وتزايد تكنولوجيا الاتصال والإعلام الآن درجة كبيرة من التطور تتيح التنبؤ بالاتجاهات وتحديد الآفاق،وتعيين المخاطر وعثرات الطريق التي يمكن ظهورها.ولا شك أن العلم والتكنولوجيا يحققان مثل هذا التقدم على نحو مستمر،مما قد يسهل تحطيم الحواجز بين الأفراد والأمم(41)وأن هذا الاتجاه لا رجعة فيه،لكن النتائج التي يمكن التنبؤ بها حالياً ليست مؤاتية بالضرورة . ‏



والمعلوم أن الاهتمام الآن مركز في كافة البلدان المصنعة،وفي عدد متزايد من البلدان النامية على الفرص الجديدة التي تعرضها الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال،ومع ذلك فإن هذه الفرص ليست بعد في متناول أي فرد،ويرجع ذلك إلى عوامل سياسية واقتصادية،لأن كثيراً من الاكتشافات العلمية والابتكارات(الاختراعات)التكنولوجية قد توصل إليها عدد قليل من البلدان ومن الشركات غير الوطنية التي قد تستمر في السيطرة عليها لفترة طويلة قادمة.ومن ثم فمن الحيوي أن تحدد كيف يمكن أن يكون لهذه التطورات التكنولوجية أقصى فائدة لكل الأمم ولكل جماعة في داخل كل أمة،وفي نهاية المطاف لكل الرجال والنساء،وكيف تستطيع أن تساعد على التخفيف من ضروب التفاوت والظلم. ‏



كما أن هناك إحساساً يتسع نطاقه باطراد بأن التقدم التكنولوجي يسبق قدرة الإنسان على تغير آثاره وتوجيهها إلى أفضل السبل،وهو الأمر الذي عبر عنه مفكرون كثيرون طوال قرن أو أكثر وهذه الفجوة تمثل علاقة مزعجة في مجالات معينة كعلم الحياة وعلم الوراثة والفيزياء النووية،وتتقدم التكنولوجيات الجديدة بقوة الدفع الذاتي الخاصة بها أو نتيجة للضغوط السياسية أو المتطلبات الاقتصادية وتفرض نفسها قبل إمكانية استيعابها وتفلت من جميع أشكال الرقابة الأخلاقية والاجتماعية. ‏



وتتسم آثار التكنولوجيا الحديثة بالغموض،حيث أنها تحمل خطر جعل نظم الاتصال القائمة أقل مرونة وتضخم عيوبها واختلالها الوظيفي،فعلى الرغم من إقامة شبكات مركزية أكثر قوة وتجانساً على نحو مطرد،ينشأ خطر زيادة تركيز مصادر الإعلام العامة والمؤسسية وتفاقم ضروب التفاوت والاختلال،وزيادة عدم الإحساس بالمسؤولية والعجز لدى الأفراد والمجتمعات على حد سواء،فقد يؤدي تعدد قنوات الإرسال الذي أتاحته الأقمار الصناعية للبث المباشر إلى تنوع الأهداف والمشاهدين والمستمعين،بيد أنه من خلال اشتداد المنافسة قد يؤدي هذا التعدد إلى توحيد نمط المحتوى كما قد يؤدي على الصعيد الدولي إلى زيادة حدة التبعية الثقافية بزيادة البرامج المستوردة.ومن المحتمل أن يؤدي إنشاء بنوك المعلومات(البيانات)المتصلة بالحاسبات الإلكترونية إلى فجوة متزايدة بين البلاد والمناطق،وذلك بتقليل الوسائل المتاحة لأفقر البلاد للانتفاع بالمعلومات. كما أن ظهور مجتمعات واسعة ترتبط فيما بينها بالمعالجة الآلية عن بعد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التناقض الظاهر فعلاً بين تكامل البلدان وسيادتها.حيث إن الحاسب الآلي يمكن أن يصبح خادماً أو سيداً حسب الظروف وحسب طريقة استخدامه،ويمكن استخدام المعالجة الآلية عن بعد لجعل المجتمع أشد اتساماً بالطابعين الهرمي والبيروقراطي وتدعيم التكنوقراطية والمركزية وزيادة السيطرة الاجتماعية التي تمارسها السلطة(السياسية أو المالية)،ومن ناحية أخرى فقد يؤدي إلى جعل الحياة الاجتماعية أكثر تحرراً وتلقائية وانفتاحاً وديمقراطية وذلك بحماية تنوع مراكز اتخاذ القرارات والإعلام،وليس بمقدورنا أن نستبعد هذا الاحتمال. ولا يقل عن ذلك أهمية حماية البعد الإنساني للاتصال وتقنياته،نظراً لأن المرافق التكنولوجية الجديدة والنفوذ المسيطر للبنى الكبيرة قد أديا على نحو ما إلى نزع الطابع الإنساني عن الاتصال،لذلك فإن بعض البلدان تفضل الوسائل السمعية البصرية الخفيفة التي صممت خصيصاً للمجموعات الصغيرة ذات المصالح المشتركة،وتلعب دوراً فعالاً في اتخاذ القرارات المشتركة،ومن ثم فهي في طريقها لأن تصبح جزءاً لا يتجزأ من العمل الاجتماعي(في مشروعات إعادة التوزيع الاقتصادي،وفي تنظيم دوائر مستقلة للمعلومات والمجتمعات المحلية والمهنية،والدراسات الثقافية والتغير الثقافي).ويبدو من المحتمل أن يؤدي تطوير الوسائل التقنية لأجهزة التسجيل المرئي(الفيديو)الخفيفة والسهلة الاستخدام والرخيصة نسبياً والتي يمكن تطويعها لتلائم مختلف أنواع الإنتاج،إلى وضع نهاية لذلك الانفصال بين صناعة ثقافة موجهة للإنتاج السلعي الكبير وبين الجزر المتناثرة من وسائل الاتصال الجماعي.ولهذه الغاية أيضاً،فإن بعض البلدان تشجع المشاركة النشطة من جانب المنتفعين بوسائل الاتصال في تبادل المعلومات والإسهام الديمقراطي للشعب والمشاركة في إدارة وسائل الاتصال وما شابه،وقد تمهد مثل هذه الإنجازات السبيل إلى لا مركزية بنى الإنتاج والتوزيع في مجال الاتصال الاجتماعي.ولإيجاد حلول لهذه الإشكالية،يتعين اتخاذ قرارات وإجراء اختيارات جزئية-اقتصادية وتكنولوجية،وسياسية في المقام الأول-إذ يتعين اتخاذ القرارات السياسية لتجنب بعض النتائج الاقتصادية والتكنولوجية غير المتوقعة،ولحماية احتياجات كافة الفئات الاجتماعية والكيانات القومية وللحفاظ على مصالح الأجيال المقبلة والعالم بأسره.والحقيقة يؤدي هذا المزج من المشكلات المقترنة بظهور التكنولوجيات الجديدة إلى بروز قضايا أساسية ستواجهها كافة المجتمعات،إلا أنه في حين تتيح التكنولوجيات الحديثة آفاق جديدة لتطوير وسائل الاتصال،فإنها تخلق أيضاً مشكلات وأخطاراً،ويجب علينا أن نحذر من إغراء اعتبار التكنولوجيا أداة صالحة لجميع الأغراض قادرة على الحلول محل العمل الاجتماعي،والتفوق على الجهود المبذولة من أجل إحداث تحولات بنيوية في البلدان المتطورة والبلدان النامية ويتوقف المستقبل إلى حد كبير على الاختيارات المتاحة وعلى توازن القوى الاجتماعية وعلى الجهد الواعي لتوفير أفضل الظروف لنظم الاتصال والإعلام داخل الأمم وفيما بينها.(يتبــع). ‏



أ. نبيل زكــار ‏



المصدر: شبكة الإستراتيجية ‏


د.فالح العمره
03-04-2005, 05:59 PM
الحرب المعلوماتية (دراسة )



الحرب المعلوماتية ‏

د. إياس الهاجري ‏

شوال 1422 هـ - يناير 2002م ‏

يتعرض الإنسان في هذا العصر إلى كم هائل من المعلومات يصعب عليه في كثير من الأحيان التعامل معه. حاصرت المعلومات الإنسان ومازالت تحاصره بواسطة وسائل عدة ، ابتداء بالآلة الطابعة ، ومروراً بالتلفاز والمذياع ، وانتهاء بالحاسب الآلي والإنترنت. لقد إزداد الإعتماد على نظم المعلومات والإتصالات في آخر عقدين من القرن الماضي إزدياد مضطرد حتى أصبحت تلك النظم عاملاً رئيساً في إدارة جميع القطاعات المختلفة كالقطاع المصرفي والتجاري والأمني فضلاً عن المشاريع الحيوية والحساسة كتوليد ونقل الطاقة ووسائل المواصلات جوية كانت أو بحرية. إن مجرد تخيل تعطل تلك النظم أمراً يثير الرعب لدى الكثير ولو ليوم واحد ولعل مشكلة عام ألفين أكبر دليل على ذلك. إن تعطيل مثل هذه الخدمات يعني – في أفضل صوره وأدناها تشاؤم – تجميد للحياة المدنية. لذا فقد فتحت وسائل التقنية الحديثة مجالات أوسع وأخطر للحرب المعلوماتية. ‏

إن "حرب المعلومات" ليست حديثة ، فقد مارستها البشرية منذ نشأتها باستخدام نظم المعلومات المتوفرة لديها. فقد قام أحد القياصرة بتشفير بعض المعلومات الحساسة والمطلوب إرسالها إلى قادته خوفاً من كشف سرية هذه المعلومات من قبل أعدائه. وبعد اختراع المذياع ، بدأ استخدامها كوسيلة في الحرب حيث يقوم أحد الأطراف بضخ معلومات موجهه إلى الطرف الآخر تهدف إلى إحداث تأثيرات نفسيه لديه كنشر معلومات سريه أو مكذوبة عنه وذلك لزعزعة الثقة فيه . ومع ظهور الحاسب الآلي واستخدام شبكات لربط أجهزة الحاسب وانتشار شبكة الإنترنت بشكل خاص واتساع استخدامها ، بدأت "حرب المعلومات" تأخذ بعداً جديد. فالتضخم الكبير في صناعة المعلومات جعل الاعتماد على نظمه الحديثة (الحاسب الآلي و الشبكات) أكبر وأكثر في إدارة أمور الحياة المختلفة ولذا فإن استخدام المعلومات كسلاح أصبح أكثر عنفاً و أشد تأثيراً. ومع ذلك فإن نظم المعلومات التقليدية كالطباعة و المذياع مازالت ضمن قائمة وسائل الحرب المعلوماتية ، ففي حرب الخليج الأخيرة تم استخدام وسائل تقليدية حيث أسقطت القوات المشتركة ما يقرب من 30 مليون نشرة داخل الأراضي العراقية بالإضافة إلى بث إذاعي موجه ، كان الهدف من ذلك كله إقناع أفراد الجيش العراقي بالاستسلام و أنهم لن ينالهم أذى من ذلك. تشير تقارير منظمة الصليب الأحمر الأمريكي إلى أن حوالي 90 ألف جندي عراقي قاموا بتسليم أنفسهم يحمل معظمهم بعض النشرات التي تم إسقاطها أو قصاصات منها مخفية في ملابسهم. وفي الحرب نفسها تم أيضاً استخدام وسائل حديثة في المعركة المعلوماتية حيث ُ استخدمت الأقمار الصناعية و طائرات التجسس المختلفة. وقد تزامن في نفس الفترة قيام مجموعة من "الهاكرز" هولنديي الجنسية من اختراق عدد كبير من أجهزة الحاسب الآلي تابعة للدفاع الأمريكي مرتبطة بشبكة الإنترنت. كانت هذه الأجهزة تحوي معلومات هامة عن الجيش الأمريكي . استطاع هؤلاء معرفة معلومات حساسة مثل مواقع الجيش و تفاصيل الأسلحة المختلفة الموجودة في كل موقع من هذه المواقع كان يمكن أن يستغلها النظام العراقي لصالحه. (1) ‏

وعلاوة على استخدامها كعامل مساعد في الحروب التقليدية ، يمكن أن تكون "المعلوماتية" هي الساحة التي يتحارب فيها الأعداء ، و لعل أشهر مثال على ذلك "الحرب الهاكرية" بين مجموعات عربية و إسرائيلية التي إستمرت عدة أشهر بين عامي 2000م و2001م حيث قام كل طرف بتعطيل أو تخريب مواقع للطرف الآخر، فقد تم في الشهر الأول لهذه المعركة (أكتوبر 2000) - وهي أعنف فترة لهذه الحرب غير المعلنة حتى الآن - تخريب 40 موقع إسرائيلي مقابل 15 موقع عربي. (2) ‏

هناك ثلاثة عناصر أساسية للحرب المعلوماتية هي "المهاجم" و "المدافع" و "المعلومات وأنظمتها ". وبناءً على ذلك هناك نوعين من الحروب المعلوماتية هي "الحرب المعلوماتية الهجومية" و"الحرب المعلوماتية الدفاعية". ‏

الحرب المعلوماتية الهجومية ‏

تستهدف الحرب المعلوماتية الهجومية معلومات معينة أو نظم معلومات عند الطرف المراد مهاجمته "المدافع" وذلك لزيادة قيمة تلك المعلومات أو نظمها بالنسبة للمهاجم أو تقليل قيمتها بالنسبة للمدافع أو بهما جميعاً. أما قيمة المعلومات ونظمها فهي مقياس لمقدار تحكم واستحواذ المهاجم (او المدافع) بالمعلومات ونظمها. إن ما يسعى للحصول عليه المهاجم في حربه المعلوماتية من أهداف قد تكون مالية كأن يقوم بسرقة وبيع سجلات لحسابات مصرفية ، وقد تكون الحرب المعلوماتية الهجومية لأهداف سياسية أو عسكرية ، أو لمجرد الإثارة و إظهار القدرات وهذا ما يحدث عادةً في مجتمعات "الهاكرز" (1). ‏

إن عمليات الحرب المعلوماتية المتعلقة بزيادة قيمة المعلومات ونظمها بالنسبة للمهاجم لها عدة أشكال. من أهم هذه العمليات هي التجسس على المدافع و ذلك لسرقة معلومات سرية عنه بغض النظر عن الأهداف فقد تكون هذه الأهداف تجارية بين شركات أو إستراتيجية وعسكرية بين دول. ومن تلك العمليات أيضاً التعدي على الملكية الفكرية وقرصنة المعلومات كسرقة البرامج الحاسوبية وتوزيع مواد مكتوبة أو مصورة بدون إذن المالك الشرعي لهذه المواد وهذا النوع من العمليات إنتشر بشكل كبير مع وجود الإنترنت نظراً لسهولة النشر و التوزيع على هذه الشبكة. إنتحال شخصيات آخرين ُ تصنف كذلك ضمن عمليات الحرب المعلوماتية الهجومية حيث يقوم المهاجم بإستغلال هوية الغير إما لتشويه سمعته أو لسرقته. أما بالنسبة لعمليات الحرب المعلوماتية المتعلقة بتقليل قيمة المعلومات أو أنظمتها بالنسبة للمدافع فلها صورتان وهما إما تخريب أو تعطيل نظم المعلومات الخاصة بالمدافع (أجهزة الحاسب الآلي أو أنظمة الإتصالات) ، أو سرقة أو تشويه معلوماته (3). ‏

إن قيمة المعلومات ونظمها بالنسبة للمهاجم في الحرب المعلوماتية الهجومية تعتمد بشكل كبير على قدرات و إمكانيات المهاجم في الوصول إلى نظم المعلومات ، كما تعتمد قيمتها كذلك على أهمية تلك المعلومات و نظمها بالنسبة له . ‏

إن المهاجم في الحرب المعلوماتية الهجومية قد يكون شخص يعمل بمفرده أو يكون ضمن منظومة بغض النظر عن هذه المنظومة فقد تكون تجارية أو سياسية أو عسكرية. تتعدد تصنيفات المهاجمين ، لكن من أهمها و أكثرها خطورة هو ذلك الشخص الذي يعمل داخل الجهة المراد مهاجمتها ، و تكمن خطورة هذا الشخص في قدرته على معرفة معلومات حساسة و خطيرة كونه يعمل داخل تلك الجهة. لذلك فإن حرب التجسس بين الدول التي تعتمد على عناصر يعملون داخل الجهة الأخرى تعد من أخطر أنواع التجسس حيث تفرض الدول أشد الأحكام صرامة على من يمارس ذلك و التي تصل إلى الإعدام في كثير من الدول. لا يقتصر هذا الصنف من المهاجمين على الممارسات بين الدول بل قد يكون ذلك الشخص المهاجم يعمل داخل شركة حيث يقوم بسرقة معلومات تجارية سرية من تلك الشركة و ذلك لغرض إفشاءها أو بيعها لشركات منافسة أو التلاعب بالسجلات المالية وذلك لمطامع و أهداف شخصية. إن من أشهر الجرائم المعلوماتية تلك التي أطاحت ببنك بارينجز (Barings Bank) في بريطانيا حيث قام أحد مسئولي البنك بعمل استثمارات كبيرة للبنك في سوق الأسهم اليابانية و بعد سقوط حاد لتلك الاستثمارات حاول إخفاء هذه الخسائر و التي تقدر بحوالي بليون جنيه إسترليني في حسابات خاطئة على أنظمة الحاسب الآلي للبنك (4). ‏

أما الصنف الثاني فهم المجرمون المحترفون الذين يسعون لسرقة معلومات حساسة من جهات تجارية أو حكومية و ذلك لغرض بيعها على جهات أخرى تهمها تلك المعلومات. ‏

يمثل ما يسمى بـ "الهاكرز" الصنف الثالث ، والذين لا يهدفون في حربهم المعلوماتية إلا للمغامرة و إظهار القدرات أمام الأقران ، فلا توجد عادةً عند هؤلاء أطماع مالية. ‏

الصنف الرابع من أصناف المهاجمين في الحرب المعلوماتية هو تلك الجهات المتنافسة التي يسعى بعضها للوصول إلى معلومات حساسة لدى الطرف الآخر ، و ذلك سعياً للوصول إلى موقف أفضل من الجهة المنافسة. أما الصنف الخامس فهو حكومات بعض الدول ، تسعى من خلال حروب جاسوسية إلى الحصول على معلومات إستراتيجية و عسكرية عن الدول الأخرى ، و لعل من أشهر تلك الحروب الجاسوسية تاريخياً تلك التي كانت بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة. هذه جملة من أصناف المهاجمين و لا تعني أنها شاملة بل تبقى هناك أصناف أخرى لا يسعنا هنا التطرق إليها (1). ‏

الحرب المعلوماتية الدفاعية ‏

تشمل الحرب المعلوماتية الدفاعية جميع الوسائل الوقائية المتوفرة "للحد" من أعمال التخريب التي قد تتعرض لها نظم المعلومات. بالطبع فإن هذه الوسائل الوقائية هي فقط "للحد" و "التقليل" من الأخطار فليس من المتوقع عملياً أن توجد وسائل "تمنع جميع" الأخطار. إن إتخاذ قرار بشأن إستخدام وسيلة من تلك الوسائل يعتمد على تكلفة تلك الوسيلة و علاقتها بحجم الخسارة التي يمكن أن تنتج في حالة عدم إستخدامها ، فمن غير المقبول و المعقول أن تكون قيمة هذه الوسيلة الوقائية المستخدمة أعلى من قيمة الخسارة التي تقوم تلك الوسيلة بالحماية منها. ‏



إن إزدهار صناعة تقنية المعلومات و إنتشارها في السنوات القليلة الماضية كان سبب في إزدهار وإنتشار صناعة أدوات التخريب المعلوماتية . فعن طريق مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت ، يمكن للشخص قليل الخبرة الحصول على عدة أدوات تخريبية يمكن إستخدامها لشن هجوم على أجهزة حاسوبية مرتبطة بالشبكة و إحداث أشكال مختلفة من التخريب. و هنا يحسن بنا التنويه بأن التخريب الذي يمكن أن تتعرض له نظم المعلومات تختلف صوره و تتعدد أشكاله و الأضرار التي قد تنتج عنه ، فهناك أدوات تخريبية تقوم بحذف معلومات و أخرى تقوم بسرقة معلومات أو تغييرها ، كما تقوم أدوات تخريبية أخرى بإحداث بعض الأضرار على أجهزة نظم المعلومات. و هناك أدوات كثيرة أخرى لا تقوم بعملية تخريب و إنما يمكن إستخدامها بطريقة غير مباشرة لإحداث ضرر. لذا فإن الوسائل الدفاعية تختلف بإختلاف تلك الإدوات التخريبية و طبيعة الأضرار التي قد تحدثها. ‏



يمكن تقسيم وسائل الدفاع إلى أربعة مجالات ، أول تلك المجالات هو المنع و الوقاية حيث تسعى الوسائل الدفاعية في هذا المجال إلى منع حدوث المخاطر من البداية و ذلك بحماية نظم المعلومات من وصول المهاجمين المحتملين إليها . تشمل هذه الوسائل إجراءات إخفاء المعلومات (Information Hiding) و تشفيرها كما تشمل كذلك إجراءات التحكم في الدخول على نظم المعلومات (Access Controls). ‏



أما المجال الثاني من مجالات الحرب المعلوماتية الدفاعية فهو التحذير و التنبيه و الذي يسعى لتوقع حدوث هجوم قبل حصوله أو في مراحله الأولى. و يشابه هذا المجال المجال الثالث و هو كشف الإختراقات والذي يعد من أشهر و أكثر وسائل الدفاع إستخداماً. حيث يشمل ذلك وسائل تقليدية كإستخدام كاميرات مراقبة للكشف عن دخول غير المصرح لهم للمبنى الذي يضم نظم المعلومات المطلوب حمايتها ، كما يشمل هذا المجال وسائل تقنية حاسوبية تتمثل في برامج و أجهزة تقوم بمراقبة العمليات التي تعمل نظم المعلومات على تنفيذها ، و ذلك للكشف عن عمليات غير مصرح بها تكون هذه العمليات مؤشراً لإختراقات تمت على تلك النظم. أما المجال الرابع من وسائل الدفاع في الحرب المعلوماتية الدفاعية هو ما يسمى بـ "التعامل مع الإختراقات" حيث تناقش هذه الوسائل الآليات الازمة للتعامل مع الإختراقات بعد حدوثها مثل كيفية إعادة النظم إلى وضعها الطبيعي ، و تجميع الأدلة و البراهين التي يمكن عن طريقها معرفة هوية المخترق من ثم مقاضاته ، و توثيق الحادث و ذلك لتجنب تكرار حدوثه في المستقبل. ‏



مراجع ‏



(1) D. Denning, “Information Warfare and Security”, Addison Wesley, 1999. ‏



(2) http://www.wired.com/news/politics/0,1283,40030,00.html ‏

(3) Stephen Northcutt,``E-Warfare", SANS Institute, 2001. ‏



(4) D. Parker,``Fighting Computer Crime," Wiley, 1998. ‏



(5) D. Alberts,`` Defensive Information Warfare," NDU Press, 1998. ‏





المصدر:http://www.minshawi.com‏

د.فالح العمره
14-04-2005, 01:57 AM
نظرية العنف في الإعلام الغربي
حسن السوداني

الحوار المتمدن - العدد: 293 - 2002 / 10 / 31



دراسة لواقع الإعلام بعد أحداث 11 سبتمبر :



السويد


إذا كانت أغلب النظريات الإعلامية قد استندت إلى جملة من الأركان الأساسية في توصيف ماهية الإعلام من حيث الوظيفة والأهداف والتي يمكن تلخيصها بمثلث ماكلوهان القائم على(الأخبار, الترفيه, التثقيف) فالأحرى بنا الآن أن نتجه إلى إضافة ركن رابع إلى هذا المثلث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهو( التشويه) ليتحول المثلث الجميل إلى مربع حاد الزوايا لا يثير فينا إي بعد جمالي أو حسي كما لمثلثنا القديم الذي أبدعته واحدة من أجل الحضارات الإنسانية.

وإذا كان هذا البعد المطرود سابقا والمرحب به حاليا من قبل أجهزة الغرب الإعلامية قد غاب طويلا عن المباشرة في الاستخدام فأن الأحداث والوقائع السابقة تكشف لنا عن توظيفه الا مباشر في المنتج الإعلامي الغربي من خلال عشرات الاستخدامات المدروسة بعناية ينبغي الانتباه إليها وتحليلها ووضعها بين يدي الإنسان الملتزم ليعي حجم الخطر الذي يحيطه, ولكي تأخذ دراستنا الحالية شكلها العلمي المبسط سنقسمها إلى عدة محاور نحاول تعزيزها بالأمثلة والشواهد التي يمكن للقارئ الرجوع إليها مشاهدة أو قراءة.



الصورة


لعل الأمر الحقيقي الذي حدث في السنوات الأخيرة من القرن الماضي في المجالات الإعلامية هو الانتقال من منطقة العرض إلى منطقة الفرض ففي السابق كانت وسائل الإعلام تعرض منتجها ويمكنك الاختيار ولكن الذي حدث بعد التطورات التقنية الهائلة التي حدثت في شتى المجالات قد منح الإعلام القدرة على فرض ما يريد, مما أثر تماما في الاتجاهات الثقافية بشكل خاص من خلال اللجوء إلى ثقافة الصورة بدلا من ثقافة الكلمة فخطاب الصورة كما يرى (جون لوك غودار) يحتوي على جانبين متعارضين ومتكاملين, هما الجانب الدلالي,أي(ما يقال) والجانب الجمالي, أي ما يتضمنه الخطاب دون قوله بشكل مباشر, بل هو منغرس في ثنايا الخطاب, ورموزه الموحية(1) ومن هنا فأن احتلال الصورة مكانة في التواصل البشري أهم من الكلمة, كان إحدى نتائج تقدم الاتصال عن طريق الفضاء واحتلال الأقمار المكانة الأولى قبل الأوراق في أحداث هذا التواصل, وبفضل هذا التطور ومن خلال القنوات وشبكات الاتصال أصبحت الصورة, المفتاح السحري للنظام الثقافي الجديد, و(لا تحتاج الصورة ـ دائماـ إلى المصاحبة اللغوية كي تنفذ إلى أدراك المتلقي فهي ـ بحد ذاتها ـ خطاب ناجز مكتمل, يمتلك سائر مقومات التأثير الفعال في مستقبليه)(2). وبالتالي كثرت الدراسات على الجانب التأثيري لها على المشاهدين وأصبحت تصنع بعناية تأخذ أهميتها من الجانب التجريبي في البحوث العلمية فقسمت إلى صور ثابتة فوتوغرافية وأخرى متحركة تلفزيونية وسينمائية وكلاهما يتضمنان لقطات( قريبة, متوسطة,عامة) وهذه اللقطات تقسم بدورها إلى عدة أنواع أخرى وتأخذ زوايا نظر مختلفة مثل( فوق مستوى النظر, مستوى النظر, تحت مستوى النظر) ولكل من هذه اللقطات والزوايا معنى خاص يفهمه المتخصص ويأخذ تأثيره النفسي على المشاهد العادي فمثلا, أن زاوية فوق مستوى النظر تستخدم عادة في تصوير القادة والزعماء الذين يأخذون نوعا من التبجيل والاحترام وتعطي الشخصية داخلها حجما أكبر مما هي عليه وتسمى في المصطلح الفني بـ( زاوية العظمة) أما زاوية تحت مستوى النظر فغالبا ما تستخدم في حالات عدم التقدير والاحترام وتجعل الشخص داخل الصورة أقل حجما مما هو عليه وتسمى بـ( زاوية الاحتقار) أما إذا كانت الصورة متحركة فأنها تأخذ مدلولات أخرى كـ( الحركة البندولية, الحركة الحلزونية, الحركة المستقيمة... الخ) ولكل منها معنى واستخدام خاص. ولم يقتصر الآمر على هذا الحد فقد أخضعت الصورة إلى التجريب في محتواها الداخلي وأجريت عشرات التجارب التي تقيس مدى التأثيرات المحتملة على المشاهدين إذا تضمنت الصورة عددا من الكتل داخلها( أقل من 7 كتل, أكثر من 7 كتل) فكلما كانت تتضمن 7 كتل فأقل تكون أقرب إلى الاستيعاب والفهم وبالتالي التذكر لمحتوياتها وهي ترتبط نوعما بأرقام الهاتف السبعة الأساسية التي يسهل تذكرها وتأخذ بالصعوبة كلما ازدادت على هذا الرقم كما درس مكان هذه الكتل( أعلى يمين الصورة, أعلى الوسط, أعلى يسار, في مركز الصورة, أسفل الصورة يمينا ويسارا) ثم تطورت التجارب لتشمل تأثيرات اللون عليها( ملونة, غير ملونة)(3) وما تأثير مصاحبة التعليق لها من دونه, وما زالت التجارب تترى لمعرفة المزيد من أسرار التأثير لهذا المكتشف التقني الهائل وفي إطار هذه المسألة يشير المفكر الفرنسي( ريجسيت دي بري) إلى ( أن اللغة الفرنسية فقيرة لا تحتوي سوى كلمة واحدة للدلالة على أشياء كانت اللغة الإغريقية القديمة تعبر عنها بخمسة عشرة كلمة, وتملك اللغة اليابانية عشرات الكلمات للتميز بين الصورة الذهنية, والصورة المقدسة, والصورة المنقوشة, والصورة الزيتية, والصورة المستنسخة آليا, والصورة الفوتوغرافية, والصورة السينماطوغرافية, والصورة الأدبية)(4). أن هذا التوجه لإحلال الصورة بدل الكلمة يأخذ مدلولات خطيرة إذا ما عرفنا أن الصورة تتجه مباشرة إلى الفورية في نقل الأحداث إلى مجموعات كبيرة من الناس وليس إلى شخص بعينه والفرق شاسع بين الوعي الفردي والجماعي كما هو معلوم أي إنها تتوجه إلى القاعدة العامة من الجماهير دون المرور على( الفلتر) الذي يمكنه أن يشذب ما يمكن تشذيبه, ولعلنا لا نأتي بجديد عندما نذكر أن الأمريكيين قد برعوا في هذا الجانب كثيرا( صناعة الصورة Image Marking ) وبدئوا في تناول الأمور ما بين التشويه والتحسين وفقا لمصالحهم وأهوائهم موزعين الجهد على أهم مؤسستين إعلاميتين فيها( التلفزيون) وما يتبعه من فضائيات وأقمار صناعية حيث صناعة الأخبار وتأثيراتها( الرأي) و(هوليود) حيث صناعة السينما وما تحمله من نجوم يمكنهم التأثير المباشر على متلقيهم من الشباب بطريقة( النمذجة) وهي نوع من الاندماج بين الشخصية( النجم) وبين من يحاكيها من الآخرين( الجمهور) عبر سلسة من القصص المحبوكة الكتابة والمعروفة المقاصد والتي سنتناولها في جزء أخر من هذه الدراسة بشيء من التفصيل .

الانترنيت


تشير الإحصائيات الحديثة أن أكثر من 100 مليون شخص استخدموا الانترنيت في عام 2000 وأن هذا الرقم أرتفع سبعة أضعاف وبلغ 700 مليون شخص في نهاية العام الماضي وهذا يعني أن كل هؤلاء قد تمكنوا من الاتصال مع العالم الخارجي بعد أن ألغوا المسافات وعبروا الحدود المقررة لبلدانهم وشاركوا في إبداء آرائهم دون تدخل من قبل حكوماتهم وبالتالي فقد ساهم الانترنيت في عملية إدماج ثقافي عبر ما يبثه من نماذج محددة مستخدما رسائل ولغة ورموز موحدة وإذا كان هذا الأمر تغلفه الدهشة والإعجاب لفضاء الحرية التي سمح الانترنيت بها فأن ما يخبئه يكاد يكون مرعبا لابد من الانتباه أليه سريعا فالمتتبع لمنجزات هذه التقنية يعرف جيدا أن اللغة المتسيدة فيها هي اللغة الإنجليزية وبالتالي أصبحت هي اللغة الأم الآن وهي لغة الثقافة ولغة( السوق) الاقتصاد ولغة المنتصر التي يفرض ما يريد فرضه دون محاسب وهي لغة العلم وقاعات الدرس ولغة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وبالتالي فكل ذلك يقترب من نظرية( الحتمية اللغوية) للعالم الألماني (ولهام همبولدت) الذي يقول( أن الناس هم تبع تفكيرهم وإحساسهم ومشاعرهم ونظرتهم للكون, للعادات التي اكتسبوها من خلال ممارساتهم للغة)(5) وأن هذه التبعية في الأفكار والأحاسيس والمشاعر ستجعل من تأثيرات الانترنيت أكثر مما هو معروف عنه الآن من خدمات لا تكاد تحصى ربما ستنعكس سلبا على مخططيه ومن يقفون وراء توظيفه إلى ما يريدون وهذا ما يشير أليه( جيندنز) في كتابه( عالم منفلت) إذ يرصد ظاهرة الاستعمار المعاكس ويقصد بها تأثير الدول غير الغربية في الغرب ويستشهد ببعض الأمثلة على ذلك مثل أسبنة لوس أنجلس أي سيطرة الأسبان على هذه المدينة ونشوء قطاع تكنولوجي متقدم متوجه نحو السوق العالمي في الهند أو بيع البرامج التلفزيونية المنتجة في البرازيل إلى البرتغال وتأثيرات تصنيع واستخدام الكمبيوتر في بلدان شرق أسيا (6) . وإذا تفحصنا الرسائل التي يبثها الانترنيت نجدها تمتلك إلى جانب المعرفة والمعلوماتية, جانب أخر يكاد يكون أداة فعالة للتحفيز على الانحراف السلوكي وخاصة في البرامج الفضائحية والصور الاباحية التي ترسل على شكل رسائل إلى قطاع واسع من المشتركين في برامج الانترنيت وتقدم لهم العروض المجانية في المشاركة أو المشاهدة في أقل التقديرات وهذا ما دفع الكثير من الأباء للاعتراض على الاستخدام المفتوح للانترنيت دون محددات أخلاقية أو قوانين يمكن الرجوع إليها في حالة الإخلال في الشروط الأخلاقية لمستخدمي الانترنيت.
السينما


بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ظهرت العديد من الدراسات التي حاولت الوقوف على ما حدث وتحليله وقد شملت الكثير من الجوانب وربما أهمها تلك التي تتعلق بالأدب والسينما وعلاقتهما بأحداث نيويورك وواشنطن, فقد مزجت هذه الدراسات بين مل قدمته السينما الأمريكية منذ السبعينات وحتى الآن من أفلام خيالية قدمت العنف والجريمة والإرهاب معتمدة على روايات وقصص شهيرة وبين الأحداث الواقعية التي جرت في الحادي عشر من سبتمبر,على اعتبار أن النص الأدبي(رواية, قصة) يمكنه (أن يدمج متلقيه في تركيبة ملامحه) كما تقول جوليا كرستيفا في كتابها (علم النص) خاصة أن السينما يمكن أن تلعب دورا محوريا في توجيه سلوك الأفراد وهي وسيلة فعالة لتوجيه أهدافهم واتجاهاتهم داخل المجتمع وذلك لعدة أسباب يلخصها( روسك) بـ:

1/ يضع الناس أنفسهم في موضع الأبطال, ويتقبلون بطريقة لا شعورية الاتجاهات التي يعبرون عنها, والأدوار التي يقومون بها.

2/ الأفراد الذين يعانون من المشاكل المختلفة يتقبلون بطريقة لا شعورية, أو شعورية, الحلول التي تقدمها الأفلام كحلول لمشكلاتهم الخاصة(7).

ففي عام 1970 صدرت رواية (المزاح) للكاتب الأمريكي أيد ماكبين تتحدث عن عملية سطو لبنك كبير يخطط لها بطل الرواية من خلال خداع رجال الشرطة بوجود عمليات إرهابية في أماكن عامة تصيب الناس بالفزع مما يفقد رجال الشرطة قدرتهم في توفير الآمن للبنك وتتم الانفجارات بواسطة قنابل موقوتة ورغم اختلاف أسلوب التنفيذ إلا إن الهدف واحد يشبه كثيرا ما جرى في واشنطن ونيويورك ويعود الكاتب بعد سنوات ليقدم رواية جديدة حملت عنوان (كلاب الصيد) تتناول أساليب جديدة في تنفيذ العمليات الإرهابية لا يستطيع الكاتب السيطرة على مجرياتها إلا بمحض الصدفة, أما رواية الكاتب ستيفن كنغ الصادرة في عام 1982 ( الإنسان الهارب) فتتحدث عن لعبة نظمتها محطة تلفزيونية تتركز على ملاحقة واصطياد المتسابقين وقتلهم والتي تحولت بعد صدورها إلى فلم سينمائي قام ببطولته الممثل الأمريكي أرنولد شوارزنجر وتنتهي الرواية بخلاف الفلم إلى نهاية مأساوية حيث يقوم البطل بتفجير الطائرة التي يستقلها في مبنى التلفزيون الذي ينظم اللعبة(8). أما الكاتب الأمريكي توماس كيلنسي فقد قدم رواية بعنوان(واجب الشرف) في عام 1994 تتحدث عن طائرة بوينغ 747 يقودها طيار ياباني انتحاري يقرر الانتقام من أمريكا لقيامها بإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي ناكازاكي وهورشيما في العام 1945 وقتلها الآلاف من اليابانيين وتفاديا من الوقوع في الأسر يتجه هذا الطيار إلى مبنى (الكابيتول) الكونجرس الأمريكي ويقوم بتفجيره وتدمير من فيه أثناء اجتماع الرئيس الأمريكي بأعضاء الكونجرس وإلقاءه الخطاب أمامهم. فضلا عن مئات الأفلام التي تنتج سنويا والتي تتناول في معظمها العنف كمادة أساسية لها مما أثار العديد من التساؤلات حول المدى الذي لعبته هذه الأفلام والروايات في التحريض على العنف والإرهاب ومدى الصدق الذي انطوت عليه مقولة جوليا كرستيفا أنفة الذكر والخاصة بالاندماج الحاصل بين أحداث النص أو الفلم وبين المشاهدين. أي ما أثر هذا التراكم من المشاهدات على المتلقي؟ فالتراكم كما هو معروف يعمل على صياغة الشخصية بمواصفات معينة تحددها مضامين المنتوج السينمائي والفرد عندما يتلقى الرسالة من السينما بشكل تحكمه خاصيتان هما:

1/ الأرجاء: بمعنى أن التأثير على الجمهور لا يبدو مباشرة بعد التلقي, بل لابد من مضي زمن يسمح بتراكمها واختمارها وفقا لقوانين نفسية محددة.

2/ الكمون: حيث تكمن التأثيرات التي تعرض لها الجمهور وهي ليست تأثيرات مادية ظاهرة يمكن رصدها بسهولة, بل تأثيرات تعبر عن نفسها في مواقف تستثيرها للظهور في شكل استجابات(9).

وبالتالي مدى الاستفادة التي قدمت للإرهابيين في التخطيط والتنفيذ لمشاريعهم وهو أمر ليس ببعيد عن المجال السينمائي فقد أعتبر رجال المافيا الإيطالية الكاتب (ماريو بوزو) مؤلف رواية العراب التي تحولت إلى فلمين أخرجهما للسينما المخرج الأمريكي الشهير (كوبولا) أن الكاتب هو أحد رجال المافيا السابقين وأنه كشف الكثير من أسرار المافيا للناس والشرطة في آن واحد وذلك للدقة العالية التي وصف فيها الكاتب أجواء العمل داخل هذه العصابات الإرهابية. ويبدو أن السينما الأمريكية وقعت في شر أعمالها بعد ارتكازها على مبدأ العدو الوهمي الذي ينبغي الانتصار عليه فأحيانا يأخذ شكل النظام السوفيتي السابق, وأحيانا كائنات غريبة تأتي من الكواكب الأخرى وثالثا أناسا إرهابيين لا هم لهم سوى التفكير بالعمليات الإرهابية وهم على الأغلب عربا أو مسلمون كما حدث في فليم(الحصار) المنتج عام 1998 الذي يتحدث عن مجموعة من الإرهابيين العرب تحاول تفجير مكتب التحقيقات الفدرالي. وقد جوبه الفلم آنذاك بجملة من الانتقادات من القوى المعتدلة داخل أمريكا. وأخر هذه السلسة من الأفلام العنصرية هو الفلم الذي تعرضه دور السينما الأمريكية حاليا (سقوط طائرات النسر الأسود) للمخرج ريدلي سكوت مخرج فلم المصارع والذي حاز على أغلب جوائز الأوسكار في العام الماضي. والفلم يدور حول مهمة عسكرية فاشلة لمجموعة الكوماندوس الأمريكان الذين يقودون طائرة هليكوبتر من نوع(بلاك هاوك) ويتجهون إلى منطقة معادية لهم في العاصمة الصومالية مقديشو والقبض على مساعدين عسكريين من رجال الجنرال عيديد الذي كان يمثل العدو رقم واحد للأمريكان في ذلك الوقت وتنتهي المهمة بقتل 18 أمريكي مقابل1000 صومالي في جو مليء بالقنابل والانفجارات والسوبرمانيات(10). ويبدو لنا من خلال ما تقدم أننا أمام مجموعة من الاستنتاجات منها:

1/ أن مبدأ ترسيخ العف في الأدب والفن في أمريكا يؤدي إلى شيوع استخدام السلوك العدواني لدى الكثير ممن يتعاطون هذين الموضوعين كما تشير معظم الدراسات التي ظهرت بعد أحداث سبتمبر.

2/ أن موضوع العدو الوهمي الذي تبحث عنه أمريكا في أدبها وأفلامها قد تحقق لها على أرض الواقع وبطريق تقترب كثيرا من وصفها له في رواياتها وأفلامها.

3/ مازال النهج العنصري الذي يحمل الكثير من الإساءة للعرب والمسلمين مرتكزا أساسيا في أفلام هوليود دون مراعاة لمشاعر الآخرين وخصوصياتهم.

4/ العمل على تركيز مبدأ التشويه كركن أساسي في العملية الإعلامية واستخدامه لإغراض التقليل من شأن الأديان والأجناس والحضارات دون وازع أخلاقي يذكر.



التلفزيون



لم تقتصر السينما في بث الإعلام الموجه والمدروس بعناية إلى الآخرين بل عمل التلفزيون دورا أكبر بكثير في تجسيد مبادئ العنف والإرهاب وبالذات بعد الانتشار الهائل للفضائيات وسيطرة الإعلام الغربي على أغلب هذه القنوات الفضائية مباشرة أو عن طريق كثرة الإنتاج للأفلام والمسلسلات والبرامج الإخبارية, حتى أنك تدهش عندما تشاهد خبرا أو ربورتاجا أو صورة لم يكن للغرب الإعلامي يد فيه!!. ولا يكاد يخلو البرنامج التلفزيوني العام من مسلسل أو فلم تم إنتاجه في استوديوهات هوليود, وقد تضخمت حاجة الفضائيات التلفزيونية للمواد أخبارية والدرامية والمنوعة أكبر بكثير من حاجة التلفزيونات المحلية وخاصة في بلدان العالم الثالث ومن فيه من العالمين العربي والإسلامي, فالفضائيات العربية بلغت في أخر إحصائية(120) قناة منها 7 قنوات غير حكومية(يمتلكها أصحاب المال والأعمال العرب مثل قنوات الجزيرة و ART, ORBIT , ANN, MBC, ويقع مقرها خارج الوطن العربي وتخضع لقانون الدول التي تبث منها: بريطانيا, ألمانيا)(11). وهذه القنوات تبث على مدار الساعة وتستهلك عشرات البرامج المتنوعة لكي تغطي مساحة البث لديها وأن معظم هذه القنوات لا تعتمد على إنتاج محلي لفقره أولا ولعدم كفايته ثانيا, فضلا عن مواصفات الجودة الإنتاجية التي قطع الغرب فيها شوطا طويلا. ومن هنا أصبح مكمن الخطر الذي يتسلل إلى برامج هذه القنوات ومن ثم دخوله إلى البيوت كضيف مرحب به على الدوام, وقد أنتبه الغرب لخطورة الفضائيات وما يمكن أن تلعبه في الرأي العام بالموافقة أو الضد وحاول أن يمارس ضغطا قويا على قناة الجزيرة مع بدايات الحملة الأمريكية على أفغانستان وملاحقة مراسليها واتهامها لهم بالتعاون مع الإرهابيين, ومن الأمثلة أيضا أن الكثير من تلفزيونات الغرب لم تعرض مشهد قتل الجنود الصهاينة للطفل محمد الدرة وهو محتمي خلف والده خشية تعاطف مشاهديها مع الفلسطينيين, خاصة أن مشهد القتل هذا أحدث ضجة واسعة في العالمين العربي والإسلامي وخرجت الجماهير غاضبة تطالب أنظمتها بتوجيه العقوبة الصارمة بحق مرتكبي هذه الجريمة البشعة وكثيرة هي الأمثلة التي يمكن ذكرها في كيفية الإساءة للعرب والمسلمين في التلفزيونات الغربية وبشتى الطرق والأساليب معتمدة على ما يحبه المشاهد الغربي من أغاني وأفلام ومسلسلات وتضمينها ما يمكن أن يظهر المسلم كشخص هامشي يعيش بطريقة متخلفة في بلده أو في البلدان الغربية التي ينتقل للعيش داخلها .



استنتاجات أخيرة



1/ يلعب الإعلام المرئي والمقروء والمسموع دورا كبيرا في عملية إدماج متعاطيه وخاصة المرئي منه لآن الصورة تدرك ولا تفكر مما يسهل وصولها للعقل دون عناء.

2/ أن العنف الذي تبثه الأفلام السينمائية وما يتسرب منها داخل الفضائيات يسهم إلى حد بعيد في انحراف السلوك لدى المشاهدين من المرضى والمراهقين ويمكن أن يظهر على شكل استجابات لدى الكثير منهم .

3/ لقد ساهم الإعلام الغربي في إضفاء الكثير من التشويه على صورة العربي والمسلم عبر منتوجه الإعلامي مولدا بذلك موجة من العداء والكراهية من قبل المشاهد العربي والمسلم ولبس واضح في معارف الغربي عنهما في ذات الوقت.

4/ يمكن أن يسهم الإعلام في توطيد الآمن لدى الناس ونبذ العنف وأدانته من خلال التقليل من مظاهر العنف والتركيز على ما يدفع الناس لعمل الخير وإظهار الصورة الحقيقية للآخرين دون المساس بحرياتهم وخصوصياتهم وترك الحرية للمشاهدين في الحكم الموضوعي.

5/ ينبغي الانتباه إلى ما تحمله القنوات الإعلامية المختلفة من مصادر للخطر بين ثناياها وهذا لا يعني الانغلاق عن هذه القنوات بل العكس هو الصحيح.

الهوامش:

1/ محمد نور الدين أفاية , السينماـ الكتابة والهويةـ (مجلة الوحدة) عدد أكتوبر/ نوفمبر,الرباط, 1987,ص27.

2/ د. عبد العزيز بلقيريز, العولمة والهوية الثقافية, مجلة المستقبل العربي, مارس 1998, ص95.

3/ د. حسن السوداني, أثر العرض البصري القائم على خصائص الصورة التعليمية التلفزيونية على طلبة كلية الفنون الجميلة, جامعة بغداد, 1996, رسالة دكتوراه غير منشورة.

4/image Regis Dedry marcfumaroil un echange Revne Debat no74 Dictatarede 1

5/ د. أحمد درويش, تحديات الهوية العربية, مجلة المسلم المعاصر, العدد98 لسنة2000.

6/ انتوني جينديز, عالم منفلت, ت, محمد محي الدين, دار ميريت للنشر والمعلومات, سنة 2001.

7/ سمير نعيم أحمدـ علم الاجتماع القانوني ـ دار المعارف, القاهرة, ص2,د.ت,ص13.

8/ د. صفاء الجنابي, الأدب والسينما في أمريكا مخيلة خصبة وأعداء وهميون, مجلة الرافد الأماراتية, العدد50, ص122, لسنة 2001 .

9/ قدري حنفي, ملامح البطل في الأفلام المصرية في (هاشم النحاس محررا) الإنسان المصري على الشاشة, الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة ,ص18, 1986.

10/ لؤي عبد الإله,فلم عنصري في هوليود يمهد لحروب عالمية جديدة, مجلة الزمان الجديد, العدد26 ص66 فبراير2002.

11/ د. نصر الدين لعياضي, خطاب التلفزيون والخطاب عن التلفزيون في الفضاء الثقافي العربي, مجلة الرافد, العدد54, فبراير2002.

د.فالح العمره
14-04-2005, 01:59 AM
العنف في وسائل الإعلام

إعداد: المهندسة سليفيا بيطار

سوريا



"الأفضل بناء طفل من اصلاح انسان"



من هذا المنطلق يأتي التشديد على الاهتمام بالأطفال كبنية أساسية للمجتمع حيث تشكل رعاية الطفولة وحمايتها الاهتمام المحوري والجوهري في حياة الأسرة والمجتمع.



تؤدي وسائل الإعلام دوراً هاماً بتأثيرها على الأطفال (سلباً أو إيجاباً) من خلال مساهمتها بمضامينها الموجهة لهم والتي تساهم في بناء شخصية الطفل وتوسيع مداركه وزيادة علاقاته الاجتماعية بفتحها آفاق العالم أمام الطفل كما تساهم في تعميق القدرة الأدبية لديه وترهف حسه وذوقه السليم وتنمي ثروته اللغوية وبذلك فهي تؤدي دوراً مهماً في التنشئة إضافة إلى ما تقوم به قنوات التنشئة الأخرى في المجتمع ولكل وسيلة من وسائل الإعلام دورها ولا تلغي وسيلة إعلامية دور وسيلة إعلامية أخرى.



وتكتسي وسائل الاتصال الحديثة دوراً هاماً في وقتنا الحاضر كونها أصبحت اللغة المشتركة في كافة أنحاء العالم تجعل جميع الناس على اتصال ومهتمين ببعضهم البعض في القرية الكونية الصغيرة.



نستعرض في ورقة العمل هذه لدور بعض وسائل الإعلام في تصعيد قضية العنف عند الأطفال.



أولاً: العنف في الإنترنت:

العمر الذي يتعامل مع الإنترنت:



على الرغم من سهولة التعامل مع الإنترنت وازدياد نسبة المستخدمين ما يزال الأطفال دون سن الثانية عشرة بعيدون عن استخدامها لعدة أسباب منها عامل اللغة الذي يلعب دوراً أساسيا في تفهم الأطفال لكيفية العمل مع الإنترنت أو أنهم سيتقيدون بالمواقع العربية الآمنة.



كما أنه حتى هذا العمر يمكن للأهل أن يتمكنوا من مراقبة أولادهم أو حجب الاتصال عن الحاسب المتوفر في المنزل وبالتالي لا يتمكن الأطفال من الدخول إلى الإنترنت. ولكن مع التقدم المستمر وسعي الدول مع الأشخاص إلى تأمين هذه الخدمة لكل فرد في المجتمع سوف يتمكن الأطفال من سن الخامسة من الدخول إلى الشبكات سواء في المدارس أو الـ cafe Internet أو في أي مكان للألعاب…



الأطفال الذين يتعاملون مع الإنترنت:



حالياً لكي يتمكن الطفل من دخول الإنترنت لا بد من توفر حاسب في المنزل واشتراك إنترنت أي أن الأشخاص المثقفون أو أشخاص ينتمون إلى الطبقة الوسطى فما فوق يمكن أن يتوفر لأطفالهم هذه الخدمة وبالتالي ينعكس تأثيرها على نسبة 10% من المجتمع كحد أقصى وابتداء" من سن الثانية عشرة. ولكن نعود ونؤكد أن هذه النسبة سوف تتزايد وبشكل سريع وملحوظ خلال السنين القادمة.



نوعية البرامج و مدى تأثيرها على الأطفال:

عند دخول الأطفال إلى الإنترنت من الصعب الوصول مباشرة إلى أية مواقع عنف وإنما المدخل الأساسي للأولاد هو الـ ألعاب بشكل عام ومن خلال هذه المواقع يتم اختيار الألعاب حسب ما يرغب به الأولاد لا من رقيب ولا من محاسب قد تكون الألعاب عنيفة قد تكون هادفة وسلسة قد تكون موجهة بحيث تلعب دوراً نفسياً يشد الأطفال إليها لتمرير الأفكار المرغوبة.



كما نود التوضيح بأن عملية الدخول إلى مواقع الإنترنت واللعب on line عملية غير واردة نسبياً نظراً لتكلفة الإنترنت وانخفاض أسعار الـ Cds الخاصة بالألعاب.



هناك أيضاً المواقع الخاصة بالشخصيات التلفزيونية الكرتونية والتي تشد الأطفال مثل البوكيـمون وغيرها حيث تحوي عدة أنواع من الألعـاب بعضـها مفـيد مثل الـ ( puzzle ) .



مما تقدم نجد أن الإنترنت لا تشكل عاملاً أساسياً حالياً في عرض العنف إنما تشكل الإنترنت خطراً من النواحي الأدبية للمستخدمين حيث أن غالبية هذه المواقع تكون مبطنة وغير واضحة وغالبيتها تكون من صنع الهواة مما يجعلها تشكل خطراً على نظام الحاسب.

ولكن نظراً لعدم وجود رقيب يتوجب خلق رقيب ذاتي لدى الأطفال عند تجولهم في هذا العالم الرقمي.



ثانياً: العنف في ألعاب الكومبيوتر:

العمر الذي يتعامل مع الكومبيوتر:



يقدر عدد مستخدمي الحواسب بنسبة لا تقل عن 50 ~ 60 % حيث يمكن للطفل أن يبدأ بالتعامل مع الحاسب منذ عمر أربع سنوات وذلك من خلال الألعاب التي يقدمها الأهل لأولادهم والتي تكون مخصصة لهذه الأعمار وسنأتي على ذكرها لاحقاً.



الأطفال (البيئة) الذين يتعاملون مع الكومبيوتر:



نبين نوعين من الأطفال الذين يتعاملون مع الحاسب:



-أطفال تتواجد في بيئة مثقفة نسبياً يستطيع فيها الأهل أن يسايروا التكنولوجيا ويوجهوا أولادهم بها. يتفرع عنها الأهل الغير واعين لما تتركه الألعاب من أثر على الطفل.



-أطفال تتواجد في بيئة غير مسايرة للتكنولوجيا حيث يشعر الأهل بضرورة تعلم ولدهم على الحاسب ويعملون على تأمينه ولكنهم غير قادرين على توجيه أطفالهم في هذا الموضوع.



في البيئة الأولى يكون من السهل التأكد من نوعية البرامج التي يتعرض لها الطفل لأن الأهل هم الذين يختاروا وهذا ممكن حتى سن الثانية عشرة أو للعمر الذي يبدأ فيه الطفل بأخذ مصروف معين من أهله وهو عادة يكون في سن العاشرة.



أما في البيئة الثانية فليس هنا من رقيب وقد يكون المساعد على اختيار البرنامج أحد الأصدقاء أو المعارف أو صاحب محل البرامج والذي غالباً يهتم لأن يسوّق برامجه أكثر من الاهتمام المفرط بالنوعية المقدمة للطفل.





نوعية الألعاب:



إن كافة البرامج وخاصة الألعاب تعتمد على عناصر ومؤثرات ضوئية وصوتية تشد الصغار بشكل كبير وفعال (حتى أنها تشد الكبار أيضاً) نظراً لتمكنها من إخراج صور وألوان معينة قد لا يتمكن مخرجو السينما والتلفاز من تنفيذها وهنا يكمن خطر البرامج إذ أن التركيز العالي مع البرنامج يجعل المتلقي يستقبل كل شيء منه دون أن يفوته أي شيء لذا وجب الاهتمام بما يقدمه البرنامج. نستطيع أن نقسم ألعاب الحاسب إلى الأنواع التالية:



-ألعاب تعليمية تعتمد على قصة أو شخصية كرتونية:



هذا النوع من الألعاب مفيد جداً للأطفال فهو يبدأ في تثقيفهم بثقافة سهلة وسلسة تعتمد على شخصيات محببة للأطفال مثل Dr. Poo وهو الدب الذي يعلم القراءة والحساب وحتى بعض الأغاني وضمن هذا المجال نجد أيضاً بعض البرامج باللغة العربية التي تدعم الثقافة العربية وهذه البرامج (سواء الأجنبية أو العربية ) يمكن أن يبدأ معها الطفل من سن الرابعة.



-ألعاب فكرية (تقوية الملاحظة - التركيز …):



عملياً تعتبر هذه البرامج للصغار ولكنها تشد الكبار أيضاًنظراً لأنها تقوي المخيلة (تساقط المكعبات) سرعة البديهة (الأوراق المتشابهة بشتى الأشكال) الذاكرة إلى ما هنالك من ألعاب ذهنية ويبدأ بها الطفل من سن السابعة إلا أننا نلاحظ أنه لا يستطيع التركيز معها طويلاً نظراً لما تتطلبه من جهد مهما كان بسيطاً ولكن لا غنى" عنها.



-الألعاب التي تعتمد إستراتيجيات حربية (تحتاج إلى وضع الخطط):



هذا النوع من الألعاب يعتبر بنوع ما من المراحل المتقدمة والتي تحتاج إلى نضج عقلي ويبدأ بها من سن العاشرة والمراهقة حتى الشباب وأكثر إذ أنها تتدرج صعوبتها مرحلة فمرحلة سندرس على سبيل المثال برنامج Edge of Empire حيث تعتمد فكرته على إمبراطور يبني مدينته حيث يأمر العبيد بالزراعة ومن ثم صنع القوارب يعبيء خزاناته ويستعد لغزو العدو ينتصر أو يخسر يوسع رقعة إمبراطوريته.





في هذه اللعبة نلحظ التالي:



1- على الرغم من عدم وجود عنف مباشر ولوحات دموية إلا أنها تكرس الأنا عند المستخدم وتضخمها وتجعل البرنامج ملاذاً يهرب به من واقعه ومن إمكانياته الحقيقية ليرسم لنفسه واقع ومدينة وعالم هو الحاكم الأوحد وله مطلق الحرية.



2- صحيح أن هذه اللعبة تعتمد على التخطيط العقلي ورسم مستقبل للمدينة إلا أن مبدعها يعتمد على المادة إذ إن هدف الإمبراطور زيادة رقعة بلاده ويخسر عندما تفرغ مخازنه من المؤنة ونظراً للإقبال الشديد عليه ففي كل فترة يظهر جزء جديد يحمل درجات وإمكانيات قتالية جديدة.



3- إن مبدأ اللعبة هو إما أنا حي أو الآخر حي ولا يمكن أن نحيا معاً بنفس الوقت للتخطيط للقضاء على بعضنا وهذه الفكرة باعتقادي هي قمة العنف الفكري.



مثال آخر لعبة تعتمد أيضاً على استراتيجيات قتالية وتدعى دم وشرف مع واجهة حمراء وأشكال لشياطين والعياذ بالله.



مثال آخر للعبة الكهف نعرض عليكم إن أمكن البرنامج ومقدمته الخاصة والتي تعتمد على قصة أن هناك عمليات إنقاذ لرجال الكهوف من الهياكل العظمية من يسمعها يرى أهدافاً نبيلة إنقاذ ولكن عند البدء باللعب لا نشاهد سوى مناظر مفزعة وعندما نموت إثر ضربات الهياكل العظمية المتكررة نرتمي على الأرض والدم يشر من أصابع اليد بشكل لزج (يا للمنظر الهاديء لولد في العاشرة من عمره).



وقد نسأل هنا عن لعبة الشطرنج العالمية فهي أيضاً لعبة حربية قتالية تعتمد على حياة شخصية واحدة هي الملك ولكن في الشطرنج تتوفر العوامل التالية:



لا يمكن لعملية الشطرنج أن تضخم الأنا لأن اللعب له قوانين وهناك دائماً لاعب في المواجهة وهو لاعب شرس على الرغم من أن الإنسان هو الذي يحدد درجة صعوبة اللعبة (في حال كان يلعب مع الحاسب) .
تعتمد لعبة الشطرنج كثيراً على التخيل وهو أمر لا يمكن للاعب أن ينجح بدونه. عليه أن يرسم المخطط بدماغه وأن يتخيله ثم يلعب ويعدل في مخططه طبقاً لتحرك الخصم ولكن في جميع الأحوال لا يمكن لدرجة المؤنة التي في المخازن أن تحدد نسبة قوة اللاعب بل عليه السعي جاهداً للربح وفي حال شاه مات لا يمكن أن نرى دماء" تسيل على الأرض.


-ألعاب تعتمد فقط على صراع البقاء:



هذا النوع من الألعاب قد يكون عنيفاً وقد لا ولكنه يؤدي إلى تبلد الفكر إذ أنه يعتمد على صيد معين (طائرات ... مراكب فضائية ...) وهو يعتمد فقط على مبدأ تجميع أكبر عدد من النقاط.



-أين يكمن العنف في الألعاب السابقة و لم إقبال الأطفال والبالغين عليها:



بينّا في بداية عرضنا للألعاب مدى تشويقها كونها تعرض الأمور بمؤثرات عالية الجودة من ناحية الصوت الصورة الإضاءة. تكمن مشكلة العنف هنا في أن الألعاب التي تسهل عمليات القتل، أو تفرضها للوصول إلى الهدف فكلما قتل اللاعب زوميي أو رجل أو أي شيء تجده يصرخ من الفرح لأن هذا سيقربه من هدفه و رويداً رويداً لا يعود لموضوع القتل أهمية عنده وفي لحظات معينة وفي شطحات معينة قد ينجرف الإنسان وراء هذا الـ لا إحساس بإنسانية الآخر ويقتل أو يسرق أو.. و بأعصاب باردة.



ناهيك عن كثرة الدماء التي يراها على الشاشة ومنظر الخصوم وهم يتساقطون متألمين إلى ما هنالك من إعطاء اللاعب لذة في القتل وهنا يكمن الخوف من أن تتحول هذه اللذة الخيالية إلى الرغبة باللذة الحقيقة.



-الألعاب القتالية المصنعة من قبل الهواة وخطرها:



هذا النوع من الألعاب هو أخطرها على الإطلاق لعدة أسباب إن الشركات المصنعة للألعاب القتالية والاستراتيجية تسعى جاهدة لأن تقدم بنوع ما موضوع جيد للقصة وهي غالباً غالية الثمن (البرامج الأصلية) أمل بالنسبة لبرامج الهواة فهي تعتمد على بعض البرامج السلسة للحاسب ولا تهتم كثيراً بعملية القصة بل تضع وبشكل أساسي ومباشر شرطي يلاحق لصاً أو العكس.



وهي غالباً تتوفر بأسعار رخيصة وتكون في متناول الجميع لذلك تركز هذه اللعب على إثارة اللاعب قدر الإمكان ليلعب وتعطيه ما أمكن من مظاهر القوة فمثلاً إحدى الألعاب عندما تنتهي تسألك هل تريد العودة لعالمك الممل فإن قلت نعم تبدأ الدماء تسيل من أعلى الشاشة إلى أسفلها حتى تصبح الشاشة حمراء ثم تخرج من اللعبة فأي قيم نقدمها لأولادنا من خلال هذه الألعاب.



مقترحات حول كيفية الوقاية من هذه المشكلة:



الحق يقال أن التأثر بهذا النوع من الألعاب نسبي وهو يختلف من فرد لآخر ولا يمكننا أن نعتبر أن ما يراه أحدنا عنفاً يراه الجميع عنيفاً والعكس بالعكس.



ونتيجة لذلك لا يمكننا وضع ضوابط قانونية لمنع المشاهد العنيفة وخاصة مع كثرة البرامج والألعاب وإنما الحل الأفضل برأي يكون:



التوعية والتوجيه وتكون على صعيد المستوردون لهذه الألعاب وعلى صعيد الأهالي والمجتمع المحيط. إن عملية التوعية تهدف إلى خلق رادع داخلي في الإنسان تجاه هذه الألعاب وخلق وعي لديه بعدم تسويقها وهذا الأمر ضروري جداً.



تدريب الأولاد على ثقافة الحوار والابتعاد عن العنف وحل النزاعات بالطرق السلمية علماً أنه هناك برامج وألعاب تعتمد على هذه الأساليب كما أن إدخال هذه المفاهيم إلى المناهج التربوية في المدارس ضرورة ملحة للحد من ظواهر العنف.



وفي كل الأحوال إن المنع من مصدر ما لا ينفي إمكانية الحصول عليها من مصدر آخر فلم يعد هناك حدود للاتصال في العالم لذا علينا الاهتمام وبشكل مكثف بالتوعية وخلق الـ لاعنف كما غيرنا يهتم بخلق العنف.



ثالثاً: العنف في الدعايات:

دعايات الكبار:



وإن كان الكبار أقل تأثراً بهذه المشاهد فهي تشوه وجهاً حضارياً معيناً عند الإنسان كأمثلة لا للحصر نورد:



دعاية لهاتف خلوي شاب وفتاة يصرخان بوجه بعضهما ويكتب (متعة الاتصال)
دعاية لزوجة تضرب زوجها بجرزة بقدونس وتشده من ثيابه وتطلب منه أن يحضر لها معكرونة.
دعاية لإنسان يأخذ ضربة بوكس لأنه يطلب أقوى طعمة مسكة.


إن هذه الدعايات تسيء إلى شفافية النفس بشكل غير مباشر ولو حاولنا أن نضع قانون لها فهذا مستحيل إذ ليس بها أي مشهد غير مهذب أو عنيف وستكون المسألة مثاراً للجدل لعدم وجود مقياس محدد تقاس به الأمور لذلك أكدنا على التوعية والتوجيه.



ويمكن للدعاية على بساطتها تقديم قيم اجتماعية إذ نجد أن بعض المعلنين يأخذون منحى لفت نظر لبعض العادات الغير محببة في مجتمعنا بطريقة جداً سلسة ويتقبلها الإنسان وبهذه الحالة يقوم الإعلان فعلاً بدور إعلامي إيجابي التوجيه كمثال سلسلة دعايات Pampers التي تنتقد بطريقة ذكية وبناءة الحوار بين الزوجين.



فالإعلان قد ينتقل بنا من مجتمع متحضر إلى مجتمع متخلف أو من مجتمع متخلف إلى مجتمع متقدم والأمر عائد لنا نحن كمشاهدين وكإعلاميين وكمروجين لبضائعنا.



دعايات الصغار:



هذه الدعايات تبث أثناء برامج الأطفال وهي عادة لا يشاهدها الأهل أو لا يعرفونها.



كمثال نأخذ دعاية لمصاصات أطفال يطلب فيه الطفل مصاصة من نوع الدعاية فيقدم له البائع نوع مختلف، يكتشف الطفل الذكي أن هذا ليس هو الطعم الذي طلبه فيتحول عندها إلى وحش ويبدأ بالصراخ فيعرض عليه البائع مصاصة أخرى فيهدأ وعندما يكتشف أنها ليست مطلوبة فيتحول مجدداً إلى وحش هو وكل الأطفال ثم يعطيه نوعاً آخر ... هكذا حتى يحصل على النوع المطلوب.



نلحظ في هذا الموضع التالي:



أشكال الوحوش المخيفة التي يتحول إليها الأولاد والتي تثير الاشمئزاز.



الاستخفاف بإنسانية الإنسان إذ أن المصاصة هي التي تجعله إنسان متحضر.



اللهجة الغير مهذبة التي يتكلم بها طفل الحادية عشرة مع البائع الذي هو بعمر والده.



النتيجة التي قد تكون مباشرة أن يصبح الطفل عنيفاً في طلباته مع أهله حتى يحصل على ما يريد.



وكمثال آخر بناء نورد أن شركة مصنعة للبسكويت "كتاكيت" كانت دعايتها لشهر تموز آب لوحات طرقية كبيرة تحوي صور المتفوقين في الشهادة الثانوية مع تهنئة منها. هذا النوع من الإعلان هادف وبناء ينمي في الطفل التوق إلى تحقيق أفضل ومن ناحية أخرى يرفع من اسم الشركة عالياً ويحمس الأهل لأن يشتروا من منتجاتها لا أن ينفروا من الوحوش المخيفة.





- مدى تعلق الأولاد بالدعاية و أثرها السلبي:



إن الدعاية هي أكثر وسائل الإعلان التي يتأثر بها الطفل نظراً لما تستخدمه من صور متنوعة بالإضافة إلى الموسيقى المصاحبة وهي تشد الأطفال بدء" من السنتين أو الثلاث من هنا يأتي التأكيد على الاهتمام بنوعية ما تقدمه هذه الدعايات للأطفال من مواد فمثال المصاصة لا أظن أن أحداً يرغب بأن يراه طفله أو يتأثر به ولكنه في الحقيقة يراه.



وكذلك الأمر هنا نسبي ويجب توعية القيمين على وسائل الإعلام عن توجيه هذه الدعيات لمصلحة الطفل فمثلاً بدل من التحول إلى وحوش لا يحصل على المصاصة إلا بعد غسيل يديه - مثلاً- هذه الصورة توجه الأطفال للعناية بأنفسهم الحفاظ على نظافتهم وهناك العديد من الأفكار الواجب طرحها للأطفال في السنين المبكرة كي نحصل قدر الإمكان على جيل لا تشوهه مختلف المفاهيم الغريبة عن مجتمعاتنا الأصيلة.



رابعاً: العنف في الرسوم المتحركة:



لم يكن في البداية انتباهاً إلى مدى العنف الذي تعرضه الرسوم المتحركة ولكن بعد فترة من انتشار هذا الفن نتوقف للحظات لنستعرض التالي:



اعتماد الرسوم المتحركة و بشكل كبير على المواضيع القتالية:



إن أول فلم قتالي للرسوم المتحركة لاقى نجاحاً كبيراً وكان يعتمد على الخيال العلمي وشد جميع الناس هو معروف باسم "غراندايزر" وعلى الرغم من أن بعض الأطفال حاولوا تقليده بالقفز إلا أنها كانت حالات استثنائية ونادرة، وانتهت الظاهرة.



بعد ذلك لم نعد نشاهد إلا أفلام قتالية وحروب فضاء ومواضيع لا معنى لها سوى القتال بين سكان الكواكب ولم يعد هناك من موضوع سواه ونعود هنا لنركز على موضوع الهواة والشركات الصغيرة مع احترامنا للجميع فالذي يحدث أن هذه الشركات تسعى للربح وهذه الأفلام لها شعبية واسعة لذلك تعمد على تكثيف إنتاجها دون العمل على موضوعها وللإتيان بالجديد تزيد المؤثرات الصوتية وتزيد حدة النيران المتصاعدة واللهب وعدد الأشخاص الذين يموتون في كل حلقة (حتى ولو كانوا أشراراً نعود لفكرتنا في التعود على القتل وعدم الإحساس بالآخر). ولكن مع غمرة هذه الأفلام لا يجب أن نهمل أن بعضاً منها إيجابي فمسلسل "ساسوكي" مثلاً كانت كل حلقة فيه تحمل قيمة إنسانية معينة كما أن أغنية الشارة كانت ذات معنى وطني وإنساني رائع.



أمام هذه الظاهرة نؤكد على أنه لا ضابط سوى الوعي والتوجيه ونريد هنا أن نوضح نقطة هامة إن الرسوم المتحركة شأنها شأن ألعاب الكومبيوتر تنوع الصورة والكلام لا حدود له وهي تعرض على شاشات التلفاز لذلك فإن لها أوسع جمهور وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الكبار يشاهدونها أيضاً نظراً لأنها تروح عنهم أعباء النهار بطرافتها ويفرح الصغار جداً عندما يشاركهم الأهل لهوهم والرسوم المتحركة من عالمهم لذلك من المهم جداً الانتباه إلى المواضيع و توجيهها.



كمثال على الرسوم المتحركة الموجهة نعرض فيلم (الملك الأسد) Lion king إن هذا الفيلم يعرض الصراع بين الخير والشر، يحفز الإنسان على المقاتلة من أجل حقوقه وعدم الاستسلام، يحفزه على مواجهة ماضيه بشجاعة مهما كان هذا الماضي وذلك من أجل التقدم نحو المستقبل كما أنه ليس بعيد عن الواقع الإنساني الذي يعيشه كل فرد ولا نلمس فيه المواضيع العنيفة "القتل لمجرد القتل".



مثال آخر مسلسل علمي بشكل رسوم متحركة (كان يا مكان) كان له حضور جداً مميز و كان يقدم المادة العلمية عن جسم الإنسان بشكل سلس ومفيد بحيث ترسخ في ذهن الطفل.



تحويل الألعاب الرياضية إلى ألعاب قتالية حربية:



هذه الظاهرة باعتقادي هي وسيلة لاستخدام غطاء الرياضة الجميل ولكن الموضوع يبقى كما هو قتال واقتتال أحياناً له مبرر وأغلبه لا كما أنها تعتمد على مفردات لا علاقة لها بالرياضة مثل (الضربة الصاروخية، الضربة اللولبية الملتهبة... ) والبعيدة جداً عن الواقع الحقيقي للرياضة أضف إلى ذلك إظهار أبطالها على شكل السوبرمان الذي لا يقاوم وهي المواصفات التي لا يمكن أن تتواجد بأي فرد لذا فإنها وبنوع ما تحطم معنويات المشاهد إذ أنه يحلم بأن يصبح كالبطل ولكن ذلك مستحيل.





خامساً: القيم التي يتلقاها الأطفال من خلال الوسائل الإعلامية:



رسوم متحركة ... ألعاب كومبيوتر ... دعاية.



من خلال عرضنا السابق نجد أن الإعلام يساهم ويؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل لذلك وجب أن نهتم لما نقدمه له على كافة الأصعدة الفكرية النفسية الاجتماعية والثقافية.



كمثال أود أن أعرض إن أمكن صورة لإحدى شخصيات ألعاب الكومبيوتر وهي Tumb Riddre وهي لعبة جداً معروفة ومتداولة وبشكل كبير بين الأولاد والكبار.



هي مقاتلة ومقدامة جداً ولكن الشخصية الأنثوية مصورة بطريقة لاعلاقة لها بالأنوثة واحترام المرأة في مجتمعاتنا الأصيلة فما هذه الشخصية التي نرغب لفتياتنا التشبه بها ولا نرغب بأن يعجب بها أولادنا كما أن الربح في هذه اللعبة يقدم لنا صورة لهذه المقاتلة لا نرغب بأن يراها أطفالنا أو شبابنا من الناحية العقلية الأدبية.



ليس كل ما هو متوفر هو جيد وواجبنا نحن كل منا في موقع عمله وفي واقعه ومحيطه أن يسعى لأن يقدم لأطفالنا الثقافة الضرورية لتنمية مقدراته فوسائل الإعلام سلاح ذو حدين قد تقوم بدور فعال في توجيه الأطفال وتنشئتهم أو تكون عكس ذلك من خلال المضامين والمواضيع التي تعالجها.



ونؤكد هنا على المادتين 17 و 29 من حقوق الطفل:



"تشجع وسائط الإعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل ووفقاً لروح المادة 29 :[ توافق الدول الأطراف على أن يكون تعليم الطفل موجهاً نحو:

تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها.

تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات والمباديء المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.

تنمية احترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة عن حضارته.

إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حر بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الإثنية والوطنية والدينية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين.

تنمية احترام البيئة الطبيعية.]"



دور المؤسسات الدينية في موضوع العنف ضد الأطفال:



دعت كافة الأديان السماوية إلى المحبة والتسامح ومساندة البشر بعضهم للبعض الآخر.



ولكن على الرغم من ذلك نجد أن العنف يتفشى يوماً بعد يوم في المجتمع.



كمؤسسات الدينية لا تزال توجه العالم نحو الخير والمحبة والسلام وهي المواضيع التي لو تم اتبعاها حقيقة والكل لما وصلنا إلى حالة العنف في المجتمع وتعتبر هذه المؤسسات أن العنف الذي يحصل هو حالات فردية نادرة وتخصص لها كادر لا بأس به ولكن الواقع المؤسف الذي وصلنا إليه لم يعد بعد الآن حالات فردية تعالج على حدى أصبح لدينا مجتمع يعاني من ضغوطات شتى تنعكس كلها سلباً على الأولاد في عنف جسدي أو كلامي أو جنسي العنف نراه في كل مكان في المدرسة في البيت أحياناً في الشارع في ألعاب الأطفال لم يعد حالة فردية أبداً ولم يعد بالإمكان حله بالوقاية.



صحيح أن الوقاية هي خير علاج ولكن هذا الكلام سليم في حال درء الإصابة بالمرض ولكن ليس بعد الإصابة به، عند المرض نحتاج إلى علاج خاص وإلى دواء ثم بعد الشفاء نعود لموضوع الوقاية.



الوقاية وكيفيتها وأهميتها:



1- إن الوقاية لم تعد ممكنة بالدعوة إلى المحبة والقيم الدينية فقط وإنما يجب أن تقدم برامج موجهة لتعليم الأفراد كباراً وصغاراً القيم الإنسانية مجدداً مبادئ الحوار، تدريبات الإصغاء للآخر وقبوله كمختلف عني (لقد خلقنا الله مختلفين فلم نريد أن نصبح نسخة واحدة ؟؟؟! ) .



وهنا نريد أن ننوه إلى مدى أهمية المؤسسات الدينية في مجتمعنا العربي فكما نعلم أن المجتمع العربي هو مجتمع مهد الأديان السماوية ويحظى رجال الدين من شيوخ ورجال كنيسة باحتراماً كبيراً حيث يستمع إلى أحاديثهم وأقوالهم كما الأرض العطشى للماء فلذلك يكون لهم درواً كبيراً في نشر ثقافة اللاعنف إن هم تبنوها وتبنوا برامجها فعلينا جميعاً أن نعمل متكافلين من أجل الوصول إلى مجتمع أكثر تقدماً وتحضراً وروحياً أكثر أيضاً.



2- كما أنه يجب أن نعمل يداً بيد أيضاً مع رجال القانون من أجل إيجاد الصيغ القانونية المناسبة لحماية الأطفال من العنف الواقع عليهم أو درئه عنهم كذلك حماية الكبار أيضاً على الرغم من أن هذا ليس موضوعنا ولكننا لا نستطيع أن ننكر أنه في حال كان المجتمع يقع تحت تأثير العنف فلا يمكنه أن يقدم للأطفال بيئة لاعنفية.



3- تكون الوقاية أيضاً بتشجيع المؤسسات الدينية على فتح الحوار في هذا الموضوع وعدم التكتم عليه فنحن غالباً تكون مشاركتنا كمدنيين ولكن نادراً ما نرى المؤسسات الدينية تساهم في حوارات مفتوحة على أجهزة الإعلام وتسلط الضوء على هذه الأمور وهذا أمر خاطئ بنظري لأن التكتم لن يفيد سوى بزيادة الأمور سوء" وتعقيداً وتنمو في الظل دون أن نتمكن من القضاء عليها.



عرض تجربة عن تعامل مؤسسة دينية مع الأحداث:



على الرغم من وجود عدد من المؤسسات الحكومية التي تهتم بالقاصرين تابعة لوزارة العدل ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الداخلية وهي ليست سجون وإنما معاهد إصلاح للأحداث الجانحين إلا أنه توجد بذات الوقت مؤسسات غير حكومية تساعد في هذا المجال ومنها مؤسسات دينية وأريد أن أتعرض في هذه الورقة لتجربة رائدة من وجهة نظري في معالجة حالات العنف مثل معالجة الجانحات وضحايا العنف الجسدي والجنسي.



فمثلاً فيما يتعلق بضحايا العنف لا يوجد مؤسسة أخرى غير حكومية تهتم بفتيات ضحايا العنف الجنسي والجسدي غيرها في دمشق (قد تكون أعمار الفتيات أكبر أصغر من السن القانوني) حيث يوجد فيه ملجأ تلجأ إليه الفتيات هرباً من العنف الواقع عليهم وتقدم لهن الراهبات "راهبات الراعي الصالح" المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية والمساهمة في حل المشكلة إن أمكن وإعادة تأهيلهن وتعليمهم مهن حسب الرغبة أو متابعة تحصيلهم العلمي من أجل كسب العيش والتمكين الاقتصادي والاجتماعي إلا أن هذا المكان والقائمات عليه لا يحاولن التعامل مع المجتمع بشكل علني ولا يمكن التعرف إلى مشاكل الضحايا أو الاجتماع بهن حتى من المهتمين والباحثين حفاظاً على مشاعر المقيمات في الدار.



علماً أن الدار تقدم لهم المأوى والطعام والكساء والدواء وكل ما يحتجن إلية للعيش أو لإعادة دمجهم في المجتمع وهن يبذلن جهودهن حسب الإمكانات المتاحة لهن وبقدر ما يستطعن من عمل.



كما تقوم هذه المؤسسة الدينية إضافة إلى الدار التي تحتضن بها الجانحات بالتعاون مع السلطات المختصة في العمل في السجون مع النساء وأطفالهن حيث يحاولن تعليمهم مهن يستطيعون من خلالها تمكين أنفسهم ولكي يستطعن عند خروجهم أن يعيلوا أنفسهم كما أنهم يهتمون بالأطفال الموجودين مع النساء وهذه نقطة مهمة جداً إذ أن طفل يربى مع أمه في السجن، هل نتخيل الجو المحيط وأية بيئة سليمة ينشأ فيها طفل بريء خلف قضبان السجن ؟؟؟ !



والملفت للنظر أنه أحياناً يكون مستوى الرعاية في السجن أعلى من الرعاية التي تستطيع أن تقدمها الأم خارج السجن.



كما تتعامل هذه المؤسسة أيضاً بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في معاهد إصلاح الأحداث من خلال تقديم خدمات اجتماعية ونفسية للبنات والبنين من خلال تشجيعهم على التعليم والتعاون معهم لتصحيح مسارهم الذي بسببه تم إدخالهم إلى هذا المعهد قد يكون سرقة أو حالات عنف يدعي بها الآباء على بنيهم لكي يتخلصوا منهم إلى أن يصبحوا في الثامنة عشرة ….



دور علم النفس وعلم الاجتماع:



على الرغم من أهمية علم النفس والاجتماع من الوقاية من العنف ومعالجة حالات العنف لا تزال النظرة إلى الطبيب النفسي على أنه طبيب للأمراض العقلية على الرغم من الفرق الشاسع والواضح بينهما. ويعود هذا الموضوع مرة أخرى للإعلام الذي لا يفتح كثيراً حوارات علمية في مواضيع العنف والأطفال وتأثير البيئة المحيطة على الأطفال والكبار أيضاً.



ولكن من ناحية أخرى نجد أن الكثير من المؤسسات الدينية تتعاون مع الأطباء النفسيين لكي تعالج حالات العنف ولكن طبعاً بشكل سري واعتقاداً منها بأنها حالات خاصة نادرة وتتزايد أعداد الكوادر التي تتطوع للعمل في هذا المجال مع المؤسسات الأهلية الدينية ولكن دون أي تصريح.



وحبذا لو تتعاون المؤسسات الدينية مع هؤلاء الأطباء لوضع برامج تلائم مجتمعاتنا الشرقية تعمل على تثقيف الأهل لحماية أطفالهم من العنف برامج توعية للأطفال، برامج تخلق ثقافة اللاعنف.



تبقى ظاهرة العنف النفسي والجسدي ضد الفتيان والفتيات ظاهرة طي الكتمان يتم التكتم عليها لأنها تعتبر شأناً خاصاً في مجتمعنا ولا يمكن الحديث عنها علناً ولكن لا بد من نقلها من الشأن الخاص إلى العام حتى يمكن معالجتها أكبر ودرء أخطارها وأخطار وقوعها.



ختاماً نقول أنه أمامنا الكثير من العمل لكي نتمكن من خلق ثقافة لاعنفية بعد أن تم ترسيخ ثقافة عنفية ولكن الأمر يستحق! فلا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونرى العالم يغرق رويداً رويداً في بؤرة عنف لا عودة منها كما أن خلق بيئة صحية للأطفال يتطلب الكثير من الجهد والوقت ولا يمكننا أن ندعي بأن هذا لا يحدث لأولادنا وأننا نهتم فقط بأولادنا السليمين إذ يجب علينا أن ننتبه إلى أنه في كل مرة يخلق فيها طفل معنّف بصحة نفسية غير سليمة سيكبر ويؤذي طفلنا الذي عاش في بيئة سليمة ويتمتع بكامل الصحة النفسية فبنية المجتمع واحدة ليس فقط مجتمعنا بل العالم كله لأنه رويداً رويداً ومع التقدم التكنولوجي لن يعود هناك حدود وإن أي خلل في أي جزء من العالم سوف ينعكس على كل العالم فأين المفر؟؟؟؟؟؟!

د.فالح العمره
14-04-2005, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الطفل المسلم والإعلام المطلوب
بقلم : إدريس الكنبوري (*)


أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالاً من طرف المستثمرين وشركات الإنتاج العالمية، نظرًا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الدولارات بسبب استهدافها لشريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار، وهي شريحة الأطفال والشباب واليافعين.
وبفضل انتشار الصحون وتعدد القنوات الفضائية وظهور شبكة الإنترنت وعولمة الصوت والصورة، أصبح إعلام الطفل يشهد تناميًا ملحوظاً، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطورًا لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله ودفعه إلى الإدمان .
ولاشك أن هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات. فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في أخلاقيات العلمانية الغربية ال! تي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم، وفي حالة التعارض بين هدفي الكسب وزرع القيم، فإن الغلبة تكون للأول على حساب الثانية.
ويكمن خطر الإنتاج الإعلامي الغربي في سعيه إلى أن يصبح نموذجا يحتذى، وإنتاجا مثاليا في ذهن الطفل الراغب في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تخاطب فيه غرائزه الطفولية، وأنماطًا للتقليد والمتابعة، مما يخلق حالة من التشوه النفسي والقيمي لدى الأطفال، يصبح معها أمر التقويم صعب المنال مع التقدم في السن وانغراس تلك النماذج والأنماط في منطقة اللاوعي، ولا يعود الطفل ينظر إلى العالم سوى بمنظار ما يقدم له.

نشأة إعلام الطفل

والحقيقة أن إعلام الطفل في الغرب نشأ في إطار سياسات حضارية عاملة لدى النخبة وصانعي القرار من أجل التحكم في ميول الطفل وغرائزه وتلقينه أخلاقيات المجتمع الغربي، وتدريبه على ما ينبغي أن يتحلى به من أخلاق وخصال فردية واجتماعية، في سياق إعادة بناء الفرد والمجتمع . ففي المجتمعات الغربية الرأسمالية نشأت ثقافة الطفل في التلفزيون لتكون في خدمة الثقافة الرأسمالية وتطلعاتها وأهدافها المتوخاة، ولتكسب الطفل الغربي نزعة الكسب والقوة والجشع والاستهلاك وحب الذات والإيمان بالفردية، وحذت المجتمعات الشيوعية في الستينات والسبعينات حذو المجتمعات الرأسمالية في إنتاج ثقافة خاصة بالطفل تحاول زرع الإيديولوجية الشيوعية في نفسيته وعقله ووجدانه، وتربيته على أخلاقيات المجتمع الاشتراكي بكل الأفكار ذات الجذور الشيوعية ، مثل فكرة نفي الألوهية وأصل الحياة والصراعات الطبقية وغير ذلك. ورغم ما يظهر من وجود تباينات بين هذين التوجهين المتقابلين، فإن الفلسفة ظلت واحدة، وهي بالعنف والصراع والبعد المادي في الحياة.

فإذا أخذنا كمثال نموذج "والت ديزني" الأمريكية الشهيرة، فإننا سنكتشف وراء هذه ! الإمبراطورية الأمريكية الخاصة التي تعمل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال على وجه الخصوص، شبكة من المصالح والأهداف التي تنحو إلى تنميط وعي الطفل وتعليبه في نمط ثقافي وحضاري معين، يعكس أخلاق الليبرالية والرأسمالية المتوحشة، كالصراع والربح والاقتناء والقوة وعدم وجود قوة فوق الإنسان وسيادة الفرد ورغباته ونزواته ، كمعيار وحيد يحدد سلوكاته في الحياة ومعاملاته مع الآخرين.

وقد توصل باحثان أمريكيان ـ قاما بدراسة لكتب ديزني الهزلية التي لقيت رواجاً على نطاق واسع عبر العالم ـ إلى أن هذه الكتب تتضمن العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة، بشكل مستقل عن القيمة، وفي النهاية فإن هذا العالم الخيالي الموجه للأطفال يغطي نسيجا متشابكا من المصالح ويخدم إمبريالية أمريكا الشمالية.
وقد ظهر عام 1999 أن توجهات هذه الشركة ليست محايدة كما كان يعتقد الكثيرون، عندما اعتزمت إقامة جناح خاص بالقدس الشريف يعرضها كعاصمة للكيان الصهيوني بمناسبة معرض الألفية الثالثة.

فالشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه، فالطفل هو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر.

الأعمدة الثلاثة

يتشكل إعلام الطفل بوجه عام من الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون والعرائس والأشكال الفنية الأخرى ذات المضامين والمحتويات التي يقصد بها الأطفال وفئات الشباب.
وتعتبر هذه الفنون رافدًا أساسيّا من روافد تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا ونفسيا وعقليا، وتطوير ملكاته وتهذيبها، وغرس القيم المستهدفة من وراء عملية التنشئة، وتنمية مهاراته الذهنية، كما أنها تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه ونسج علاقاته بالعالم من حوله. وتؤثر مسلسلات وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة وغيرها تأثيرًا بالغاً في وجدان الطفل ، إلى الحد الذي يحقق معها حالة تماثل قصوى، لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية الحضارية، فالصورة في نهاية الأم! ر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه، وكل رسالة ثقافية تفترض وجود ثلاثة عناصر تدخل في تركيبها، بدونها تخرج عن كونها رسالة، وهذه الأعمدة أو العناصر الثلاثة هي : المرسِل، والمرسَل إليه، والرسالة، وفي حالة إعلام الطفل فإن المرسل يكون هو المنتِج أو الكاتب صاحب الرسالة، والمرسَل إليه هو الطفل، والرسالة هي الموضوع أو المحتوى . وتؤثر هوية المرسل في طبيعة الرسالة، فتأتي هذه الأخيرة انعكاسا طبيعيّا لثقافته ووعيه وهويته الحضارية والدينية، وهذا التداخل بين المرسِل والرسالة يكون له تأثير قوي على الطفل أي المرسَل إليه. ومن هذا المنطلق، فإن أي منتج ثقافي، مهما تنوع مرسلوه أو المرسل إليهم، هو رسالة حضارية وثقافية تحمل مضمونا معينا يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة.

خطر إعلام الطفل المستورد

إن أفلام الكرتون والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال تصبح خطرًا حقيقيّا حينما تخرج عن سياقها الحضاري الذي نشأت فيه .
وتتحول إلى سموم قاتلة. ووجه الخطر في هذا الأمر أن المرسِل والرسالة يحافظان على جوهرهما، ويتغير المرسَل إليه، وهو هنا الطفل ، ليكون ابن حضارة مغايرة ، يتلقى رسالة غريبة من مرسل غريب عنه، ويحاول هضمها في إطار خصوصيته وهويته، فتصبح الرسالة في هذه الحالة مثل الدواء الذي صنع لداء معين، ويتم تناوله لدفع داء آخر، فتصبح النتيجة داءً جديدًا.
ولنا أن نتصور حجم الأذى والسلبيات التي تنتج عن أفلام الكرتون المستوردة والمدبلجة على الطفل المسلم الذي يتأثر بها . فمثل هذه الأفلام تجعل الطفل المسلم يتلقى قيما وعادات وأفكارًا غريبة عن البيئة والثقافة العربية الإسلامية التي يعيش في كنفها، لكنه يتعامل معها ببراءته المعهودة المستسلمة، فتنمو لديه دوافع نفسية متناقضة، بين ما يتلقاه على شاشة التل! فزيون، وما يعيشه داخل الأسرة والبيئة والمجتمع، فيكون ذلك بداية الانحراف والوعي غير السوي. فالطفل في سنواته الأولى يكون قابلا لتقبل أي شيء يقدم له، لأنه يعيش مرحلة التعرف ، ويبدأ خطواته الأولى في الإحساس بما يلمسه أو يراه أو يسمعه، ويتأثرـ بشكل ملحوظ ـ بما يحيط به من مؤثرات ثقافية مسموعة أو مرئية أو مقروءة، فيتفاعل معها بتلقائية ويسير في نسقها، حتى يصبح من الصعب التخلص كليّا أو جزئيّا من آثارها السلبية على شخصيته ونموه ووعيه. ومن العوامل المعيقة لنمو شخصية الطفل نموًّا طبيعيّا سليما الإعلام الفاسد والإدمان المستمر عليه .
ويلعب إعلام الطفل المستورد دورًا خطيرًا في تنشئة الطفل التنشئة الاجتماعية والثقافية المنحرفة، فكثير من أفلام الكرتون تحوي مشاهد مخلة بالحياء وهادمة للقيم الدينية السوية ومتعارضة مع الهوية الحضارية للطفل المسلم، تسعى إلى إقناعه بأنها هي القيم الحقيقية السائدة في الواقع، والانعكاس الأمين لما عليه المجتمع، وإعداد وترويض الطفل مبكرًا للتعايش معها في كبره. ونحن نعلم أن كثيرًا من هذه الأفلام موجهة بالأساس إلى أطفال العالم الثالث وأبناء المسلمين، وتتضمن دعوات مشب! وهة ومبطنة إلى الإلحاد والتبشير والدعاية للمجتمع الغربي وثقافته، من خلال تمجيد القوة والنمط الاستهلاكي في العيش والمنفعة الخاصة.

مقترحات على طريق إعلام سليم

في عصر الفضائيات والطرق السيارة للمعلومات والتطور التكنولوجي المتسارع ، لم يعد مبررًا ترك أطفال المسلمين يواجهون مصيرهم الخاص، فلقد أصبح لازمًا إعداد استراتيجية عربية خاصة لإنتاج إعلام للطفل ينطلق من الأسس والمقومات الإسلامية، بما يحصن الأجيال الجديدة في عالم يمور بشتى المنتجات الفنية والإعلامية التي تهددها في وجودها وكيانها، ويوجِد البديل المأمول، ويقطع دابر التبعية في هذ! ا المجال الخطير والحيوي .

إن العولمة الإعلامية واتساع انتشار ثقافة الكلمة والصورة وغزوها كل البيوت تدعونا اليوم إلى التفكير في دخول هذا التسابق الحضاري، ووضع إعلام بديل، وتحديد برامج كفيلة بترجمة الأهداف الإسلامية الكبرى إلى واقع، وصبغ ثقافة الطفل بصبغتها.
وقد أورد الدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله عددًا من الأهداف يستضاء بها في أي خطة لتحضير وإعداد أدب للطفل المسلم، نرى أنها تخدم استراتيجية الإعلام الإسلامي الموجه للطفل المسلم . وهذه الأهداف هي:
- تشكيل الوجدان المسلم تشكيلاً إسلاميّا من خلال القصص المؤثر الذي يعرض للبطولات والنماذج الفريدة في تاريخنا.
- صبغ الفكر بالمنهج الإسلامي، وتخليصه من الوثنيات والخرافات والشوائب المنافية له.
- طبع السلوك بالطابع الإسلامي في جميع المواقف الحياتية للطفل.
- ترسيخ حب العلم باعتباره فريضة إسلامية.
- تحديد مفهوم السعادة تحديدًا إسلاميّا شاملاً، يقف في وجه المفهوم الغربي للسعادة التي جعلها في الثراء والجاه والقوة والسيطرة والأنانية والأثرة.
- تنمية ملكة الخيال عند الطفل، بشكل يجعله خيالا تربويا بناء بعيدًا عن ال! شطط الذي تقدمه البرامج الغربية.
- إيجاد التوازن النفسي في شخصية الطفل.
- ترسيخ العقيدة الصحيحة.
- فهم الحياة فهما إسلاميّا سليما، حتى يصبح حلم الطفل هو إقامة المجتمع الإسلامي الرشيد.
- بعث مشاعر الوحدة الإسلامية.
- توضيح مفهوم الحب بمعناه الإيجابي.
- إثراء الحصيلة اللغوية.
- تنمية الإحساس بالجمال.
و لكن يبقى دور الأسرة على رأس الأدوار التي يمكنها توجيه الطفل المسلم توجيها سليما، والتوفيق بين القيم الإسلامية والقيم التي يمتصها الطفل من الإعلام المصور، على اعتبار أن الأسرة هي المحيط الأول الذي يفتح عليه الطفل عينيه، فيتلقى منه نماذج التصرف والسلوك والتوجيهات التي تقود خطواته الأولى. غير أن دور الأسرة لا يكون ناجحا بدون وجود استراتيجية مجتمعية شاملة لإعلام إسلامي قويم، يتكامل مع وظيفة الأسرة بشكل منسجم.

(*)- كاتب وصحافي مغربي

د.فالح العمره
14-04-2005, 02:02 AM
الدكتور حلمي ساري

دور وسائل الإعلام في التوعية في مجال مكافحة العنف






مقدمة



تستحوذ وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر على اهتمامنا وانتباهنا ، وتكاد تحاصرنا في كل مكان نذهب إليه، وفي جميع الأوقات، إذ أصبحنا عرضة لمضامين ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه يوميا في هذه الوسائل.



ومن هنا فإنه يتحتم على الباحثين دراسة هذه المضامين لمعرفة آثارها ونتائجها علينا. ولا توجد قضية تستوجب اهتمام الباحثين وعنايتهم كقضية العنف الأسري الذي نشاهده يوميا في هذه الوسائل.



فإلى أي مدى نتأثر بالعنف الذي نشاهده في وسائل الإعلام؟ وهل لهذه الوسائل دور في التصدي أو الحد من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة التي باتت تقلقنا وتؤرق نومنا، وتنغص علينا حياتنا، وتهدد كياناتنا الأسرية؟



هذا ما ستحاول هذه الورقة الإجابة عليه باختصار واقتضاب.



ولكن قبل الإجابة على هذه التساؤلات، يجدر بنا أن نحدد معنى العنف الأسري ونبين مظاهره وأشكاله التي يتبدى فيها.



تعريف العنف



يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس ، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا .. مع ذلك سنقدم التعريف التالي للعنف ثم العنف الأسري لأنه يحتوي على العناصر الاساسية للعنف من جهة، ولكونه يهتم أيضا بالعنف الاسري الذي هو موضوع هذه الورقة من جهة أخرى.



يعرف العنف بأنه: (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى).



وإذا ما أردنا تطبيق هذا المفهوم على الأسرة فإن العنف الأسري سيكون: ( أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانه كل فرد من أفراد الأسرة، وفقا لما يمليه النظام الاقتصادي، الاجتماعي السائد في المجتمع).



وإذا ما أردنا الدقة والتخصص بتعريف العنف ضد المرأة لقلنا بأنه: -

(السلوك أو الفعل الموجه إلى المرأة على وجه الخصوص سواء أكانت زوجة أو أماً أو أختا أو ابنة ، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، نتيجة لسيطرة النظام الأبوي بآلياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية).



وإذا ما دققنا في التعريف السابق لوجدنا أن العنف يأخذ عدة أشكال تتدرج من الشكل البسيط إلى المعقد، وعليه فقط يكون العنف نفسيا أو جسديا أو تربويا أو اجتماعيا أو جنسيا. وهذه الأشكال من العنف تمارس بنسب متفاوتة في المجتمع العربي.



فإلى أي حد تؤثر علينا وسائل الإعلام بعرضها لمضامين عنيفة؟ وإلى أي حد أيضا يمكن استثمار وسائل الإعلام للتقليل من هذه المشكلة الاجتماعية أو محاربتها؟



وسائل الإعلام والعنف



بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة الذي تحدثه وسائل الإعلام. ويمكن تلخيص هذه النتائج حسب تسلسلها كما يلي :



نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية):



يرى أصحاب هذه النظرية أو وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد.



نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:



اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.



نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:



برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.



نظرية التأثير القوي:



يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.





آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام



يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الاعلام الى ان المشاهدين والمستمعين والقراء يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.



ومن اهم الاثار التي تتركها مشاهدة العنف ما يلي:



رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود الى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الاخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى احساسه وشعوره بالاحباط والضيق والتوتر.
تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قرائتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف الملتفز على أنه تجربة حقيقية.
التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الانسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.


دور وسائل الاعلام في التصدي لظاهرة العنف



تستطيع وسائل الاتصال بأشكالها المختلفة أن تتصدى لظاهرة العنف الاسري بأشكاله المختلفة. ولنبدأ بالدور التوعوي والتثقيفي لهذه الوسائل. في الواقع، فأن الحديث عن الجهود التوعوية – التثقيفية يقودنا للوقوف أمام فرضيتين أساسيتين هما:



الفرضية الاولى: وهي فرضية الاتجاه السلبي، تدعي هذه النظرية بأن وسائل الاعلام تساهم في انتشار العنف وذلك من خلال المضامين التي تضعها في متناول الجمهور من خلال التلفاز والصحف والمجلات والفيديو والافلام السينمائية – الخ.

لذا يطالب أصحاب هذه الفرضية برقابة مشددة على المحتويات الاعلامية العنيفة كالإساءة للمراة، أو الطفل، أو كبير السن، أو أي فرد من أفراد الاسرة، كما أنهم يرون أن التخطيط البرامجي الهادف مع الرقابة قادران على تحويل وسائل الاتصال الى ادوات فعالة لمواجهة العنف الأسري.



وأما الفرضية الثانية، وهي فرضية الاتجاه النشط أو المشارك، فيتعدى تصورها نطاق الرقابة والبرمجة البناءة ليصل الى حد مساهمة وسائل الاعلام ومشاركتها المباشرة والصريحة في التصدي لمشكلة العنف الاسري وذلك من خلال جهود توعوية مدروسة ومتكاملة يتم تنفيذها في إطار سياسة وطنية. وهذا يعني أن وسائل الاعلام يمكن استغلالها عن طريق الحملات الاعلامية التي تسعى الى استبدال المعلومات الخاطئة حول مفهوم العنف، ومخاطره وآثاره على الاسرة والمجتمع بمعلومات حقيقية ودقيقة وذلك باستخدام وسائل إعلامية مخصصة لهذه الغاية.



وعند الحديث عن استراتيجية إعلامية تحاول التصدي لهذه الظاهرة فأننا في الواقع نتحدث عن سياسة اتصالية تقوم على عدة مرتكزات حتى يتم لها النجاح. ولعل أهم هذه المرتكزات هو إعطاء حقائق رقمية عن طبيعة هذه المشكلة وحجمها ثم خصائص مرتكبيها النفسية والاجتماعية والعمرية والثقافية.



ثم بعد ذلك تحديد من هذه الحملة الجهات المقصودة بالتوعية؟ ما هي خصائصهم؟ ويدخل ضمن هدف أو أهداف هذه الحملة تحديد مدى الضرر أو الاثار السلبية التي يتركها العنف على الاسرة والمجتمع المحلي والمجتمع الكبير على حد سواء.



ويجب الا يغيب عن بال القائمين على هذه الحملة أنها يجب أن نرتكز في مضامينها وتوجهاتها على العناصر الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تميز مجتمعنا الاردني عن سواه.



ويلعب الدين دورا أساسيا في هذا المجال حيث أنه يمكن، بل يجب استثماره في توضيح الآثار السلبية للعنف على المجتمع، والاكثار من الآيات الكريمة التي تدعو الى التسامح والابتعاد عن التهور والجور والظلم. وهنا يستطيع الوعاظ ورجال الدين وائمة المساجد القيام بدور كبير في هذا المجال.



ويمكن لمديري هذه الحملة الوطنية ايضا أن يستعينوا بقادة الرأي في المجتمع ليكونوا بمثابة جماعات ضاغطة ومؤثرة في غيرهم. ويلعب قادة الرأي في مجتمعات العالم الثالث بشكل عام أدوار كبيرة في التأثير على بقية افراد المجتمع المحلي، شريطة، أن يكونوا هم انفسهم (أي قادة الرأي) مقتنعين بهذه الحملة.



ومن القضايا الاساسية التي تجب مراعتها في تصميم الحملات الاعلامية في مجال التصدي للعنف الاسري هو التصميم الدقيق للرسائل الاعلامية المستخدمة. اذ يستلزم الامر منهم أن يعرفوا كيف يستخدموا أساليب الاقناع المعروفة كالوضوح، والدقة والصحة، والكمال، واللطف ثم الايجاز. وفي نهاية هذه الورقة فأنني أود أن أقدم بعض التوصيات في هذا الصدد:



Ø التقليل قدر الامكان من إذاعة أو نشر الاخبار التي تحث على العنف أو تتضمن مفاهيم ذات علاقة بالعنف او تشجع عليه.

Ø تصميم برامج إعلامية توضح فيها حقوق المرأة وحقوق الطفل وكبار السن.

Ø تدريب الصحافيين في مجال المسائل المتعلقة بالمرأة والاطفال والاسرة.

Ø تدعيم الرامج التي تعالج محتوياتها مسائل وموضوعات تتعلق بالمساواة بين الجنسيبن.

Ø العمل على تحسين صورة المرأة في وسائل الاعلام المختلفة من خلال برامج تثقيفية توضح ضرورة إلغاء التمييز الممارس ضدها وخطورة ذلك على ابنائها.

Ø الابتعاد عن عرض الافلام أو المسلسلات التي تصور المراة بأنها ذات عقلية دونية، إنها ذات عقلية كيدية تآمرية.

Ø ابتعاد وسائل الاتصال الجماهيري عن البرامج الاعلامية التي تتعامل محتوياتها مع حلول المشكلات والخلافات العائلية بالعنف والقسوة والقوة... والتركيز على حل المسائل الخلافية داخل الاسرة بالتفاهم والمنطق والاسلوب العلمي.

Ø (تسوية الخلافات بالابتعاد عن العنف.)












مواضيع لنفس الكاتب

الآثار النفسية والإجتماعية والإقتصادية للعنف الأسري على المرأة والمجتمع المحلي

أمن الأسرة الأردنية وإستقرارها

الخليجي
30-04-2005, 09:36 PM
ماقصرت , جزاك الله خير

تحياتي

د.فالح العمره
17-05-2005, 01:37 AM
يا مرحبا بك ولا هنت على الحضور

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:52 PM
نظرة في خطاب (الميديا) السياسية الامريكية - ماذا يقول الامريكيون في 1800 صحيفة يصدرونها يوميا؟ - طاهر عبد مسلم
مدخل...
(هل يتوجب علي الاعلام الامريكي ان يقدم وجهة نظر الحكومة الامريكية فحسب ام ان عليه ان يقدم الحقيقة باوجهها؟).
هذا سؤال من اسئلة عدة يطرحها مجموعة من الباحثين الامريكان في كتاب يحمل عنوان: American Politics in The Media Age والذي نقدم هنا ترجمة لاحد فصوله بعنوان (وسائل الاعلام: صور من سياسات امريكا).. سؤال يطرح ضمن اسئلة عدة حول قوة الاعلام الامريكي والاستفادة من دروسه الكثيرة ووسائله المتعددة..
ثم.. حول حرب الخليج التي عرفت بانها حرب اعلامية تلفزيونية لما لعبته الشاشات من دور في مواكبة وقائعها.
هذه الاسئلة ستطرح في حرب (عسكرية/ اعلامية) قادمة تخوضها الولايات المتحدة غير معلوم زمانها ولا مكانها كما يقول مؤلفو الكتاب.
بعد هذا.. فمن نافل القول، ان الاعلام (الصحافة، التلفزيون، الكتاب...) هو عصب الحياة الامريكية وهو محرك فاعل للرأي العام الامريكي بتداخله مع سلطات اتخاذ القرار وهو ما يعرضه هذا الكتاب باسهاب. (المترجم).
û ما هي الخلاصات التي يمكن ان نتعلمها من السياسات؟ ذلك العالم شبه المجهول، كيف لنا ان نتعلم؟
ــ يجيب (ول روجرز) ببساطة: (انني اعلم عن السياسات فقط عبر ما اقرأه في الصحافة)، واليوم ربما سيجيب (انني اعلم عنها فقط من خلال ما اشاهده علي شاشات التلفاز)، لكن الاشكالية تظل قائمة: ان ما نعرفه عن السياسات هو ما تخبرنا به وسائل الاعلام الا اذا كان الشخص من طاقم مكاتب البيت الابيض او الكونغرس او اقسام السياسة الخارجية. رغم هذا فاننا لا نعلم بالضبط ما يجري هناك، ولا نستطيع ان نعرف كل ما يحدث رغم ان كثيرا من تلك التفاصيل هي اما مملة او لا قيمة لها. لهذا السبب يجب ان نقتنع باهمية وسائل الاعلام بالنسبة للسياسيين لترويج رؤاهم ومواقفهم واقناعنا انهم يقولون الحقيقة.
اما بالنسبة للحقائق الكثيرة الموازية المجهولة والتي لا تخصنا مباشرة فان وسائل الاعلام تعمد الي حشد كم كبير من الحقائق التي لا يبدو منها الا السطح فيما تبقي مغلفة برموز الساسة.
يقول (موري ادلمان): لقد اصبح الساسة والعملية السياسية مقترنين بالصور، الصور التي تعلق في اذهاننا بشكل متواصل، تلك التي تتدفق عبر شاشات التلفزيون وفي الصحافة والمجلات والبرامج الحوارية. لقد خلقت الصورة اليوم بانوراما متحركة تحتل مساحة هائلة في الحياة اليومية للناس ولا يمكن ان ينتهي او يتوقف تأثيرها، ولذا ستجد ان ما يرافق الصورة هو احساس يقترن بكل فرد: قلق، خوف، تعاطف، لا مبالاة وفي بعض الاحيان فعل او رد فعل مباشر، ورجال السياسة هم الذين يعنون بكل هذا مقدمين كما هائلا من الرموز المجردة التي تكشف عن افقهم السياسي.
ان الحياة التي يحياها الساسة ما هي الا دراما متصلة الحلقات، تعبر عن جدل وصراع بين مواقفهم وردود الافعال باتجاهها، الرأي العام، ورأي النخب السياسية، الديمقراطية والدكتاتورية. ويرشح شيء كثير او قليل من هذا عبر الرموز السمعبصرية التي تتدفق عبر وسائل الاعلام.
ولنا ان نتساءل، اية رموز هذه وكيف يجري اختيارها وكيف تقدم الينا وتتحول الي قصص محلية/داخلية تقترن في الغالب بالتاريخ الشخصي لرجالات السياسة؟

بناء (الميديا) السياسية
ان اغلب ما نعرفه عن الساسة في الولايات المتحدة لا يأتي من التجربة الشخصية بل من تجربة بالواسطة فالحقائق والافكار تحمل عبر الواسطة الكتاب، الصحافة، المجلات، التلفزيون، السينما، التلفزيون، الانترنت، الاسطوانات المدمجة واشرطة الفيديو والاشرطة الصوتية. انها هذه القوة الهائلة للوسائل الاتصالية السبعة التي تفعل فعلها في التعبير عن السياسات الامريكية اليوم، وهي التي تنقل الرسائل المطلوبة الي الرأي العام. وفي كل الاحوال، فان الهدف هو في التعبير عن التباينات في الخطاب عبر بث الاهداف السياسية في هيئة رسائل.

الكتاب والحياة السياسية
تشير الاحصائيات الي ان ما مجموعه (40) الف كتاب يطبع سنويا في الولايات المتحدة وان نصف عدد الامريكيين في الاقل يقرأون كتابا واحدا كحد ادني من بين تلك الكتب، وان حوالي نصف هذا العدد من الكتب المنشورة هي للقارئ العادي واما القسم المتبقي فهو اما من نوع الكتب ذات المستوي الفني ــ العلمي ــ التقني العالي فيما تبقي نسبة اخري تمثلها كتب الترفيه.
ولعل قسما كبيرا من الاصدارات يركز علي توجيه الرأي العام نحو السياسات الداخلية والقضايا ذات البعد الاجتماعي وان الاكثر شعبية منها هي تلك التي تتميز بمضمونها الذي يقترب من لغة التقارير الاخبارية حيث تكون الرسالة موجهة للعديد من الناس. وتساعد وسائل الاعلام في هذا علي جذب المتلقين لهذا النوع من الكتب. في بعض الحالات تولد الكتب قضايا جديدة او مقتربات باتجاه الرأي العام. فعبر مسيرة النشر في امريكا، شكل كتاب (مايكل هارنغتون) الذي حمل عنوان ــ امريكا الاخري ــ منطلقا للمساعدة في تطبيق برامج ضد الفقر في الستينيات، فيما دفع كتاب (راشيل كاسون) الذي حمل عنوان (الربيع الصامت) دفع باتجاه انطلاق حركة الجماعات البيئية. ومثل كتاب (جورج جلدر) الذي حمل عنوان (الثراء والفقر) (انجيلا) للثورة الريغانية وبرامجها الاصلاحية في الاقتصاد وحركة رأس المال. فيما طرح (بول كندي) عبر كتابه الذي حمل عنوان (ظهور وسقوط القوي العظمي) الشكوك والتساؤلات حول مستقبل الدور الامريكي علي مستوي العالم وما زالت ضجة كتب مماثلة حول مستقبل الدور الامريكي قائمة.

الصحافة والانتشار
تطبع وتوزع في الولايات المتحدة (1800) صحيفة يوميا، وحوالي نصف هذا العدد من الصحف تعود ملكيته الي مراكز رئيسة معروفة وضخمة في الاعلام الامريكي، فمجموعة (غانيت) تمتلك صحيفة (يو. اس. اي تودي) ومجموعة (تايمس ميرور) تمتلك صحيفة (لوس انجلس تايمس) و(نيوز دي).
وتمتلك مجموعة (نايت رايدر) صحف (ميامي هيرالد وفيلادليفيا انكويرر). وتؤكد الاحصائيات ان 70 في المائة من الامريكان البالغين هم مواضبون علي قراءة الصحف فيما تؤكد الدراسات شغف الجيل الجديد بالاخبار المتلفزة اكثر من الاخبار المطبوعة.
وصارت شاشات التلفزيون توفر فرصة لمشاهديها لتتبع نشرات الاخبار في الظهيرة عبر تغطيات كاملة وبذلك استعاض المشاهد عن قراءة الصحيفة.
ولعل واحدا من اسرار نجاح الصحيفة الاوسع انتشارا والاقوي توزيعا في الآونة الاخيرة وهي صحيفة (يوأس اي تودي) انما يعود الي (الموديل) التلفزيوني الذي بنيت عليه، فالالوان المشرقة التي تستخدمها والتصميم المبتكر والمميز والاخبار المكثفة المعمقة والتغطيات المركزة للجانب الحياتي والترفيهي كل هذه العوامل جذبت لها جمهورا عريضا حيث وصل توزيعها الي حوالي (مليون ونصف)، ولقد وفرت التكنولوجيا العالية فرصة مماثلة لصحيفتين اخرين ذائعتي الصيت في الولايات المتحدة وهي (نيويورك تايمز) و(وول ستريت جورنال).
لقد امتلكت هذه المجموعة من الصحف حضورا قويا بتركيزها علي الاحداث الكبيرة سواء العالمية منها او الداخلية التي تمس حياة الامريكيين بشكل مباشر، بينما تميزت (يو اس اي تودي) بمنح الاخبار اليومية (الترفيهية والاجتماعية) مساحة اوسع وبطريقة عرض مميزة.
يذكر ان الصحف المذكورة يتراوح توزيعها ما بين المليون وتسعمائة الف (وول ستريت جورنال) ومليون ومائة الف (نيويورك تايمس).

قوة الشاشة.. قوة الاعلام
لعل اغلب الاخبار التي يتداولها الناس انما يعود مصدرها الي التلفزيون ولان اخبار التلفزيون تبدو اكثر مصداقية من باقي وسائل الاعلام والسبب واضح وهو نزول الكاميرا التلفزيونية الي موقع الاحداث ونقلها ما يجري نقلا حيا وساخنا.
فالتلفزيون علي اية حال هو الاداة الاكثر شعبية. وكل بيت امريكي لا يخلو من تلفزيون واحد في الاقل. وتشير الدراسات الي ان الفرد الامريكي يشاهد التلفزيون مدة (7) ساعات يوميا كمعدل عام وتؤكد الدراسات انه اذا كانت حصة المشاهدة التلفزيونية هي (3) ساعات يوميا فان حصة قراء الصحف والمجلات من الزمن اليومي هي (نصف ساعة) فقط.
لقد اسس التلفزيون صلة قوية وعميقة مع الشعب الامريكي منذ الستينيات وصار المصدر الاكثر رجحانا ومصداقية لدي الناس. لقد استطاع التلفزيون ان يحقق حضوره بمرور الزمن بمزجه القضايا والاحداث السياسية بالترفيه وملامسة الحياة اليومية للمجتمع.
لقد تفاعل الامريكيون منذ الخمسينيات وحتي الثمانينيات بقوة مع الشبكات الاخبارية: ABC و CBS و NBC وما لبثت شبكات الكيبل ان انتشرت بعد ذلك وصار اكثر من نصف السكان مرتبطين بهذه الخدمة. وما لبثت المنافسة ان تصاعدت مع استمرار البث علي مدار الساعة وتوفرت خيارات متعددة للمشاهدين لا سيما بعد ظهور شبكة C.N.N وحضورها القوي.
لقد سئل الامريكيون في استفتاء حول مصدر الخبر اليومي لديهم اهو من التلفزيون ام من الراديو ام من الصحافة ام من المجلات.. فاجاب 65 في المائة منهم بانهم يتلقون الاخبار من التلفزيون و42 في المائة منهم يتلقونها من الصحافة و14 في المائة من الاذاعة و4 في المائة من المجلات.

التلفزيون.. الجبهة الثانية في حرب الخليج ــ قراءة في التجربة
اذا كانت حرب فيتنام تجسمت في شكل (غرفة معيشة) حربية في حياة الامريكيين فان حرب الخليج مثلت عرضا حربيا حيا ومباشرا. فلاول مرة في التاريخ يشاهد الامريكيون فصول الصراع حية امامهم علي الشاشات كما هي واقعة بالفعل.
لقد فتح هذا التطور جبهة ثانية في المعركة، انها معركة السيطرة علي الصورة..
وبالمقابل، كشفت تجربة حرب الخليج حقيقة مفادها ان التلفزيون الذي يتسلم البث عبر الاقمار الصناعية صار طرفا في الازمات العالمية من خلال تغطياته الحية.
ان قصة حرب الخليج ــ العام 1991 ــ انطوت علي معركة متسارعة بين البنتاغون والاعلام من جهة وبين الاعلام والدعاية المتلفزة للرئيس العراقي وتأثيرها علي الرأي العام من جهة اخري. وكانت من خلاصات هذه التجربة ايضا هو جهود الامريكان للاستفادة من تجارب الماضي وذلك بتجنب (فيتنام اخري) وادراك مستقبل امريكا في القرية الكونية التي يشكل مفاهيمها الاعلام الامريكي، والنقطة الاخيرة هي قصة (الميديا المعارضة) في صراعها مع رغبات الرأي العام والعمل مع الفريق الحكومي.
لقد كان (البنتاغون) قد خطط للاستراتيجية الاعلامية قبل مدة طويلة من اتجاه الاعلاميين بانظارهم صوب العراق. قادة عسكريون كثيرون كانوا مقتنعين بان (الميديا) ساهمت في (خسارة) الحرب في فيتنام من خلال التقارير ذات التأثير العكسي والصور المتلفزة لجبهة الحرب التي اسهمت في توجيه الرأي العام ضد الحرب. لقد صمم اولئك القادة علي عدم السماح للتقارير غير المحسوبة وغير المتدفقة في مسألة الحرب كتلك التي كان يستمتع بتقديمها المحررون الخبريون ابان حرب فيتنام. بعد اجتياح العراق للكويت في آب (اغسطس) 1990 ورد فعل الرئيس بوش بنشر القوات الامريكية هناك، بدأ الصحافيون الامريكان بالتدفق علي المنطقة، اذ صار احتمال وقوع الحرب قائما، ثم صار مطلوبا، وذلك بعد ان ادانت الامم المتحدة العراق وفرضت عليه عقوبات اممية شديدة. عند هذا كان قد اكمل الرئيس بوش التحالف المناوئ للعراق الذي تمثل في حشد قوامه 000.540 الف مقاتل وعند ذاك فوض الكونغرس الرئيس الامريكي استخدام القوة العسكرية ضد العراق. ومع اندلاع الحرب في شهر كانون الثاني (يناير) 1991 كان هنالك اكثر من 800 صحافي قد توافدوا علي المنطقة لتغطية العمليات.
ومنذ اللحظة التي قصفت فيها الطائرات الامريكية العراق ليلة 16 كانون الثاني (يناير) 1991 بدأت (الاخبار) بالتدفق.. واصبحت (الميديا) جزءا من هذه القصة. قطعت الشبكات الاخبارية الامريكية برامجها الاعتيادية وبدأت ببث اخبار الحرب علي مدار الساعة.
المؤسسات الاعلامية التلفزية الكبري ABC و CBS و NBC بدأت بتكثيف لقاءاتها مع المستشارين في الاستراتيجية العسكرية، بالاضافة الي بث تقارير اخبارية مباشرة عبر الاقمار الصناعية من مراسلين في المملكة العربية السعودية واسرائيل.
وحملت التقارير اخباراً مثيرة ومفزعة حول هجوم بالاسلحة الكيمياوية قد يقع، وشاهد الناس تقريرا لاحد المراسلين وهو يرتدي القناع الواقي من السلاح الكيمياوي خوفا من هجوم بغاز الاعصاب.
لقد كان التفوق الواضح في كل هذه التغطيات لمعركة (الميديا) قد حسب لشبكة C.N.N التي كان لها فريق عمل في بغداد بخط مفتوح عبر الاقمار الصناعية مكن الامريكان من متابعة تقارير المعارك مباشرة وكانت الانفجارات تكاد تقع قرب المراسل تماما. لقد كرس هذا البث المباشر من بغداد هذه الشبكة المفضلة الاولي في تغطية اخبار الحرب. لكن تمركز C.N.N كقناة امريكية فاعلة وحيدة في بغداد سرعان ما جلب نتائج عكسية، فقد حمل كثيرون علي مراسل الشبكة (بيتر ارنت) موجهين اليه انتقادات حادة.. واتهموه بانه يعمل اداة في خدمة الدعاية للعراق، بالاخص بعد تقريره حول قصف الولايات المتحدة مصنعا لحليب الاطفال. وعندها رد البنتاغون بان المصنع كان ينتج احتياجات الاسلحة الكيمياوية وعندها كان احد اعضاء الكونغرس قد اطلق علي ارنت صفة (المتعاطف).
اما الشعب الامريكي فقد انقسم في تقييمه للاحداث بقبول البث من عاصمة الخصم وما يثار حول ذلك من تساؤلات وكذلك حول مسألة السماح للرئيس العراقي لطرح قضيته عبر الاثير الامريكي بعد الحرب أعلن (ارنت) ان الحكومة العراقية سمحت بتغطياته القوية والمباشرة لغرض لفت انظار العالم الي سقوط الضحايا من المدنيين. واضاف ارنت في حينها بان القصص التي كان يرسلها عبر تقاريره كانت جديرة بان تذاع وقال انه لم يكن موجودا في بغداد من اجل الحكومة الامريكية بل من اجل الناس الذين يشاهدون C.N.N في (105) بلدان في ارجاء العالم. خلال هذا خضع الصحافيون الذين ارادوا نقل الصورة من خط المواجهة الي قيود عسكرية. فلقد اشتكي حشد من الصحافيين من ان تقاريرهم يجري تأخير بثها، كما انهم لاموا مسؤولين عسكريين لانهم كانوا يمنعون الجنود من الحديث بحرية الي الصحافة ووسائل الاعلام. لقد بدأت اجهزة الاعلام تعلن عن قيود البنتاغون وحتي دكتاتوريته، وبعض التقارير بدأت تجاهد في النفاذ خارج هذه الدائرة من خلال تحمل الصحافي مسؤولية ما يعلن عنه. خلال هذا ايضا كان مراسل CBS بوب سايمون وفريق عمله قد القي القبض عليهم من قبل السلطات العراقية واعتبروا اسري حرب في حينه.
لكن ما يؤسف له ان وسائل الاعلام لم تكن لتصل الي مشاركة الجمهور لها فيما هي عليه من جهة خضوعها للرقابة وسياقات العمل في المؤسسة الاعلامية.
وبينما يعيش الصحافيون اضطرابهم كان الجمهور يشاهد بانبهار القنابل الامريكية وهي تدمر اهدافها بدقة متناهية عبر تقارير واشرطة تلفزيونية خاضعة للموافقة العسكرية المسبقة.
لقد شاهد الجميع عبر الايجازات العسكرية، ما يجري بهدوء وصبر وكانتا صفتين ميزت الصحافيين وهم يواجهون متغيرات حربية ليسوا علي علم مسبق بها ولا هم مستعدون لها.
وهذا الواقع لم يطور الصورة الاحترافية للجهد الصحافي في نظر الرأي العام. وكانت NBC تقدم عبر برنامجها (حياة ليلة السبت) اسئلة لاحد اعلاميها مفادها: هل سنجتاح الكويت، وما هي المعلومات التي يجب ان نعرفها حول العراقيين؟
لقد بدا واضحا التخطيط والاستخدام العسكري المسبق لوسائل الاعلام في خدمة الحملة العسكرية ضد العراق. وفي واقع الامر، فان النجاح في ادارة الاعلام من قبل البنتاغون قد رافقته انتقادات وجهت للصحافيين الذين تواجدوا في موقع الحدث والذين كانوا يظهرون وكأنهم صناع للنجاح في الحملة.. بالاضافة لكل هذا بدأت تثار تساؤلات حول تكلفة هذه الحرب وهذه القنابل التي تتساقط.
لقد كان من مظاهر الحملة عرض القطعات العسكرية وهي تستخدم السلاح عالي التقنية الذي قوبل باعجاب علي مستوي العالم. لكن التلفزيون لم يقدم للناس (حرب الننتيدو) تلك اللعبة الفيديوية للحرب الخالية من الضحايا.
لقد بثت الشبكات صورا عن الاضرار التي لحقت بالمدنيين من جراء الاعمال الحربية المنطلقة من الجو والبحر والارض علي السواء.
لقد خضع الصحافيون التلفزيونيون لقيود وادارة عسكرية ورغم هذا قدموا نوعا من التغطية الناقدة التي طبعت واثرت في الخطاب السياسي الراهن.

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1430 --- Date 16/2/2003

جريدة (الزمان) --- العدد 1430 --- التاريخ 2003 - 1 - 16

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:53 PM
Lecture on American Media by Journalist and Writer Ray Hanania

October 12, 2004

جامعة بيرزيت تستضيف الكاتب و الصحفي راي حنانيا في محاضرة حول الاعلام الامريكي
نظم معهد الإعلام في جامعة بيرزيت بالتعاون مع دائرة العلاقات العامة بتاريخ 12/10/2004 محاضرة بعنوان "الإعلام الأمريكي"، قدمها الصحفي و الكاتب الفلسطيني راي حنانيا المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور عدد من الطلبة و العاملين في المجال الإعلامي.




تحدث حنانيا في محاضرته عن صورة الفلسطينيين عند الشعب الأمريكي، و اصفاً إياها بالسيئة جداً نتيجة مجموعة من العوامل أهمها الحرب الإعلامية التي تكسبها إسرائيل معظم الوقت و تركز فيها على صناعة الأفلام و تأليف الكتب و التأثير على وسائل الإعلام بهدف تحسين صورة الشعب اليهودي و الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها تنفق ملايين الدولارات سنوياً من اجل تحقيق هذه الغاية، و في المقابل فإن صورة الفلسطينيين باتت مشوهة بفعل غياب استراتيجية واضحة و هدف محدد لدى الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بالإعلام و العلاقات العامة، والفلسطينيون تحكمهم العاطفة و يتحدثون دائماً من القلب، و لكن هذه ليست الطريقة المثالية لخوض الحرب الإعلامية و المطلوب هو استخدام العقل لكسب الجمهور و إيصال الرسالة بطريقة ذكية و حضارية، مضيفاً أن لدى الشعب الفلسطيني العديد من القصص الإنسانية التي يمكن أن تؤثر بشدة في المجتمع الأمريكي و لكن الخلل يكمن في عدم إيصال هذه القصص إلى الإعلام الغربي مشدداً على أهمية القصة الصحفية التي لها بعد إنساني.



و حول وسائل الإعلام في الولايات المتحدة نفى حنانيا فكرة "سيطرة اليهود على وسائل الإعلام" موضحاً أن اليهود لديهم تأثير كبير على وسائل الإعلام لكن هذا لا يعني سيطرتهم عليها و أعطى مثالاً على عمله في جريدة يملكها و يديرها يهود و مع ذلك فقد استطاع نشر مقالات و قصص عن الفلسطينيين و حياتهم تحت الاحتلال بدون أية قيود.

و في محاضرته، شجع حنانيا طلبة الإعلام على كتابة و نشر المواد الصحفية في الصحف الأمريكية و أبدى استعداده لمساعدتهم على نشر موادهم، و في هذا السياق أشار د. نشأت الاقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت إلى أنه يجري العمل حالياً على إنشاء صفحة على شبكة الانترنت تختص بنشر المواد الإعلامية التي لا تنشر في وسائل الإعلام، و دعا جميع الطلبة إلى المشاركة بكتاباتهم و موادهم الصحفية.

من هو راي حنانيا؟
ولد راي حنانيا في العام 1953 في ولاية ايلينوي في الولايات المتحدة الأمريكية لوالدين فلسطينيين، عمل في صحف أمريكية مختلفة و حاز على جوائز عديدة، الّف عدداً من الكتب اخرها كتاب "الجهاد الأخلاقي"، و يتناول حنانيا في الكتاب الذي صدر بعد هجمات 11/9 حقيقة أن الفلسطينيين أناس لديهم أخلاق و يؤمنون بالعدالة، و يحاول من خلال الكتاب أن يبين الفرق الشاسع بين الإرهاب الدولي و النضال الفلسطيني الذي حاولت اسرئيل تشويهه بعد 11/9.

و بالإضافة إلى عمله ككاتب و صحفي، يعمل حنانيا ككوميدي مسرحي، و يلخص حنانيا عمله في هذا المجال بجملة واحدة: "إذا استطعت أن تضحك شخصاً فإنك تهزمه".

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:54 PM
حرب الصورة الاعلامية: بعض جوانب تغطية الحرب - الاعلام اول من يدخل ساحة المعركة وآخر من ينسحب - ناظم عودة
يوماً إثر آخر يتزايد تأثير الصورة المتحركة في وسائل الإعلام (الميديا). ولأنّ هذه الوسائل تسعي باستمرار إلي تقوية أثر الصورة، فإنها تعمل بجهد حثيث لتطوير قدراتها التقنية والفنية معاً. ولأنّ الصورة في البثّ الفضائي الحيّ وغير الحيّ، باتت تشكّل ظاهرة كبيرة، ذات تأثير واسع علي فئات المجتمع، فقد سعت وسائل الإعلام المسموعة إلي تحديث وسائلها في نقل الخبر، أو تغطية الأحداث. إذْ جعلت هيأة الإذاعة البريطانية (BBC) مبدأ تجسيم الصوت غاية كبري، تسعي إلي تحقيقها للمستمعين إليها، فكأنّ الأذن تري ما تسمع. وهذه الآلية الجديدة في البث الإذاعي، تقوم علي ملاحقة (مصدر الخبر) أينما كان، لتقدّمه إلي المستمع في لحظة حصوله. وقد عززت إذاعة (صوت امريكا) وإذاعة (سوا) الممولة من الكونجرس الامريكي، هذه الآليات بتحليل (الخبر) أو (الحدث) من طرف (مراقبين) أو(شهود عيان) أو (محللين مطلعين). لم يعد الخبر كما في السابق يروي إلي الصحفي أو يقوم بتوصيفه لفظياً، بل ثمة خطة إعلامية جديدة لإشباعه تغطية وتحليلاً، أو جعل المراقبين أو شهود العيان يصوغون ذلك الخبر، ويقدمونه إلي زملائهم المستمعين. بيد أنّ الأمر يختلف تماماً في وسائل الإعلام المرئية، فلا يُجبر المشاهد علي الاستعانة بقدرة تراسل الحواس، وإنما المشاهد يري ويسمع، والسمع والبصر قوتان حاسمتان في التأثير علي الإنسان في عملية إدراك المعني. وإذا ما كانت الحرب تنشب سابقاً بين الإذاعات، فإنها اليوم تدور رحاها بين القنوات الفضائيات. فريق يدّعي الموضوعية والحياد في تغطية الأحداث، وفريق آخر يشكك في ذلك. غير أنّ المتلقي لوسائل الإعلام لم يكن بمنأي عن بعض الأغراض التي تحاك في الخفاء، إذْ لم تكن الصورة تُقدّم دونما سرد آخر يصاحبها، ويتجه إلي هذا المتلقي مباشرة. وقد وضع السرد الذي يرافق الصورة المشاهدَ في وضع المراقب للتحريف الذي يجري علي صناعتها. أخطر ما في الصورة هو صناعة سرد الخبر، أو الإيماءات السردية التي تحوم حول تخوم الصورة. وعند ذاك، يتحتّم علي المتلقي أن يراقب صناعة الصورة وصناعة السرد في آنٍ.
ولم يكن خافياً علي الجميع أمر تلك الحرب الأخري، التي كانت تجري إعلامياً بين طرفي النزاع في حرب الخليج الثالثة بين العراق من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة ثانية. وعلي الرغم من التفاوت الكبير في القدرات، إلا أننا كنا نشهد بقوة غبار النزاع الإعلامي المثار بين الطرفين. كان الإعلام العراقي يلعب علي الوتر القومي في حشد الرفض لما تخطط له الولايات المتحدة، ويشدد علي أنّ الحملة الامريكية تخفي وراءها مخططاً شاملاً للهيمنة علي الثروات العربية، وتغيير الأنظمة غير المرغوب فيها في المنطقة. تردد هذا الكلام علي لسان ناجي صبري وزير خارجية العراق، وعلي لسان طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية، وعلي لسان صدام حسين نفسه. غير أنّ الإعلام الامريكي يلعب علي الوتر الإرهابي، الذي يدخل الرعب في قلوب الشعب الامريكي منذ صدمة صورة برجي التجارة وهما يتهاويان في مشهد من مشاهد الخيال المرعب. بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي المرقم (1449) في 2003 كانت الصورة علي غير ما ترغب به الولايات المتحدة، فثمة تعاون مع مفتشي لجنة (الأنموفيك) من جانب العراق، كان عرضة لكاميرات وسائل الإعلام. كان ذلك يغضب الولايات المتحدة التي تتربص بسقوط خصمها. لم يهدأ لها بال، وكان السياسيون الامريكيون، بدءاً من الرئيس جورج بوش، لا يدعون مرحلة من مراحل التفتيش إلا وفنّدوا مصداقيتها، وشككوا في أمرها. بيد أنّ (جورج تينت) مدير وكالة الاستخبارات المركزية كان يعمل في الخفاء للاستعانة بالصورة المصنوعة صناعة إعلامية، لتقديم دليل دامغ يدين العراق في أروقة مجلس الأمن الدولي. حبس العالم أنفاسه وهو يشاهد تلك الصور التي عرضها (كولن باول ) وزير خارجية الولايات المتحدة علي شرائح إلكترونية في مجلس الأمن. كانت الصور من مجلوبات (جورج تينت) الذي جلس في الصفّ الخلفي لكولن باول، يراقب نجاح ما قام به. ادعي باول أنّ المخابرات العراقية بالتعاون مع عدد من المسؤولين العراقيين الكبار وضعت برنامجاً دقيقاً لنقل الأسلحة المحظورة من مكان إلي آخر، بشاحنات مخصصة لهذا الغرض. لكنّ تلك الصور فشلت في كسب تصديق أغلبية الأعضاء. استعمل الوزير الامريكي ما يمكن أن يطلق عليه في الفوتوغرافيا (الخداع الممكن) في الصورة، ويعني ذلك أنّ المحاكاة التي كان يفترض أنْ تماثل بين الواقع الحقيقي وما في الصورة من مادة، قد تعرضت إلي تحريف فني كي تؤدي غرضاً آخر في هذه الصورة الملتقطة من الفضاء. كان العامل الأهم في عدم التصديق، هو عدم القدرة علي معرفة التحريف الذي أصاب الصورة التي عرضت علي أعضاء مجلس الأمن. وربما كان هذا الأمر بأمسّ الحاجة إلي خبراء متخصصين في طبيعة الصورة، للحكم علي الكيفية التي تمّ بها التلاعب بالزمان والمكان لينسجما مع الهدف الذي كانت تسعي إليه الولايات المتحدة. لكن الردّ من الجانب العراقي كان رداً لا يتعدا الجانب المنطقي، وقد جاء علي لسان الفريق (عامر السعدي) الذي ادعي أنّ ما قاله كولن باول غير صحيح، طالباً منه تزويد المفتشين بأماكن هذه الأسلحة إذا كان يعلم بها فعلاً.
اتخذ الأمر طابعاً أكثر إثارة عندما اندلعت الحرب بين الطرفين في صبيحة العشرين من شهر آذار، لأنّ الصور التي تعرضها وسائل الإعلام، في هذه المرة، ليست صوراً سينمائية، بل صوراً حقيقية لمعركة منتظرة، كثر فيها التهديد والوعيد. في البدء اضطرب المركز الإعلامي في (السيلية) بالدوحة، والتابع لمركز قيادة القوات الوسطي، تأخر عقد المؤتمر الصحفي اليومي الي وعدت به هذه القيادة، فاهتاج الصحفيون. بعد ذلك،كانت هنالك بيانات عسكرية في هذا المركز، لكنها غير مشفوعة بصور متحركة ملتقطة من كاميرات أرضية، وإنما كانت الصور التي عرضها العميد (فنسنت بروكس) صوراً ملتقطة من الجو، وهنا تكمن معضلة مصداقية (الخبر). وعلي أثر ذلك، تعرّض تومي فرانكس ــ الذي لم يعقد من هذه المؤتمرات إلا القليل الذي لا يتجاوز أصابع اليد ـ وتعرّض فنسنت بروكس كذلك إلي سيل من أسئلة الإعلاميين المشككين بصدق هذه الأخبار. وفي الوقت الذي كان فيه العالم لا يتوقع أنْ تسقط طائرات أميركية أو يؤسر جنود أو يقتلون أو تُحْرَق آليات، بسبب الفارق في تكنولوجيا التسليح، فإنّ عرض صور لأسري حرب أميركيين قد أغضب الإدارة الامريكية كثيراً، فقد شكك وزير الدفاع الامريكي (دونالد رامسفيلد) بصحة الصور التي عرضتها قناة الجزيرة والتي نقلتها بدورها عن (قناة العراق الفضائية) علي الرغم من أنّ هؤلاء الجنود قد عرّفوا بأسمائهم ووحداتهم ومدن سكناهم. والمفارقة الغريبة، أنّ هذه الصور التي أثارت حنق الامريكيين وتمنوا لو أنها لم تُصوّر ونفوا علي لسان رامسفيلد أن يكون هؤلاء جنوداً أميركيين، قد استعملوا صور هؤلاء الأسري أنفسهم للدعاية علي قدرة الجيش الامريكي عندما حرّروهم من الأسر في مدينة سامراء. فتكرر ظهور هؤلاء الأسري علي شاشات التلفزيون في مدينة سامراء وفي الكويت وفي أميركا أيضاً في حفل استقبال بهيج. وقبل ذلك، كانت عملية تحرير المجندة الامريكية (جيسيكا) في مستشفي في مدينة الناصرية، قد شغل حيّزاً كبيراً في وسائل الإعلام الامريكية، فتحوّل من عملية إلي دعاية وحرب نفسية تؤدي بعض الأغراض المقصودة.
أما الحرب الأخري الأكثر إثارة، فهي سقوط الطائرات وحرق الآليات، ادعي الامريكيون أنّ كثيراً من هذه الطائرات قد تحطمت بنيران (صديقة)، شاع هذا المصطلح بين وسائل الإعلام، وأصبح محطّ غمز ولمز من لدن كثير من الإعلاميين. لكنّ الجانب العراقي الذي يعوّل كثيراً علي الدعاية في هذه الحرب، لم يدع سانحة لتصوير سقوط الطائرات المسيّرة بغير طيّار، إلا وعرضها متزامنة مع بعض البيانات المبالغ فيها كثيراً. لكنّ ذلك ألهب الحرب بين الطرفين، وأوهم أنّ ما يقوم به الجيش الامريكي هو مجرد عمليات إنزال يصطادها العراقيون. وحصلت هذه الفرضية علي بعض المصداقية بعد عرض صور لآليات أميركية محترقة خلال توغلها في الأراضي العراقية. وكانت الدعاية العراقية تستند إلي المقاومة الكبيرة في (أمّ قصر)، فاستغلت ذلك لتعزيز ادعاءاتها المشفوعة بعرض لصور من هنا وهناك. لقد ادّعت الولايات المتحدة الامريكية أنها ستستعمل (القنابل الذكية) في حملتها لنشر دعاية عدم مهاجمة الأهداف المدنية، وحينما سئل (ريتشارد مايرز) عن ذلك، قال لا تسألوني عن هل ستصيب الهدف، بل عن أيّ شباك في ذلك الهدف إذا كان بناية. كان واثقاً من دقة الإصابة، لكنّ هذه القضية كانت من أخطر مراحل هذه الحرب، فقد كانت القيادة العراقية تجد في ذلك فرصة لكشف عورة عدوّها، فاصطحبت المراسلين الصحفيين وكاميراتهم لتصوير الدماء الحارة التي كانت تسيل من الضحايا المدنيين بسبب القصف الامريكي. بادر الجانب الأنجلو أميركي إلي التصريح بأنّ هؤلاء الضحايا سقطوا بصواريخ أطلقها النظام العراقي عامداً متعمداً، لإثارة الرأي العام.
ومن جانب آخر،كانت الصور التي تبثها محطة (CNN) ومحطة (FOX) والمحطات الامريكية الأخري المرافقة للجيش الامريكي تغطّي مادة صالحة لإعطاء مسوّغ أخلاقيّ لهذه الحرب، التي دخلتها الولايات المتحدة دونما قرار من مجلس الأمن الدولي. أخذت صور المواطنين العراقيين الذين كان يبدو عليهم العوز الشديد، والحاجة إلي الماء والطعام تتصدّر هذه المحطات، ويتزامن ذلك مع (تدفّق) مواد الإغاثة، كما يحلو للمسؤولين الامريكيين أن يطلقوا علي عملية وصول بعض المواد الإغاثية من أموال العراق التي بحوزة الأمم المتحدة. فيما اعتبر العثور علي بعض (الأقنعة الواقية) من الغازات الكيمياوية في أحد مخازن الجيش العراقي دليلاً علي امتلاكه لأسلحة محظورة. لا شكّ في هذه الصور كانت تهيء الرأي العام الامريكي والعالمي معاً إلي قبول هذه الحرب المثيرة للجدل. لم يكن هدف الصورة هدفاً إعلامياً محضاً، تنوي إخبار مادة معينة، بل اشتركت في الحرب النفسية والسياسية أيضاً، طرف يتهم والطرف الآخر ينفي.

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1562 --- Date 21/7/2003

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:55 PM
الإعلام الأمريكي والضحك على الذقون

صائب خليل



تمر السياسة الأمريكية هذه الفترة بمرحلة انتقالية حادة. فالمراقب للأحداث يرى أن "الشركات المتحدة" كما يسميها "جومسكي", تأخذ بشكل متزايد موقفا اكثر صراحة ووقاحة في عدوانيته, وهجومه على قوانين المجتمع الدولي, ولجوئها إلى إفهام العالم بأن لا مفر من الخضوع لارادة القوة الوحيدة العظمى.

بعد فترة قصيرة من مجيء بوش الابن إلى رئاسة الولايات المتحدة, بدا بما يشبه شن حرب على العالم في العديد من القرارات والإجراءات الوقحة عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

ما أريد أن اركز عليه هنا هو كيف يتصرف إعلام الولايات المتحدة لتبرير هذه السياسة الكريهة من العالم كله بما فيه اقرب أصدقائها؟ فرغم أن الولايات المتحدة على ما يبدو تتجاهل رأي العالم أكثر فأكثر, إلا انه يبقى واجب الإعلام أن يبقي على صورة أمريكا الطيبة والمحبة للخير في أذهان اكبر عدد ممكن من الناس, لأطول مدة ممكنة. فهذا أمر مفيد دائما, ويسهل تمرير سياستها ويسهل الأمر على الحكومات التي تعتقل شعوبها لصالح سياسة الولايات المتحدة. والولايات المتحدة لا تنوي تغيير سياستها من اجل إرضاء الرأي العام الدولي, فهي ماضية في سياسة الحماية الاحتكارية للدواء رغم احتجاج العالم على الملايين المتوقع موتهم نتيجة الارتفاع الهائل المتوقع لأسعار الدواء, وهي ماضية في إتلاف الأرض بتدميرها اتفاقية كيوتو بانسحابها منها رغم الاحتجاجات الشديدة من العالم كله. وهي ماضية في بناء الدرع الصاروخي رغم الخطر الشديد الذي يعرضه للعالم بإزالته لما يسمى بتوازن الرعب, والذي كان له الفضل في تجنيب العالم حربا عالمية ثالثة أيام الاتحاد السوفيتي.

أقول رغم كل ذلك, فمن الأسهل تمرير كل هذه الإجراءات بدون ضوضاء وبسرعة اكبر, كلما كان عدد الذين يعارضونها اقل. لذلك فأن للإعلام الأمريكي مهمة واضحة وصعبة, فكيف يتصرف فيها؟



لنأخذ موضوعي انسحاب أمريكا من اتفاقية كيوتو, أولا:

تتركز الحملة الإعلامية الأمريكية عموما على أن الاتفاقية خطا فادح, وأنها لا تستند إلى دراسة علمية موثوق بها. وقد تمكن معارضوا الاتفاقية من جمع عشرات آلاف التواقيع من علماء بيئة يرون أن لا دليل علمي يسند الدعوة إلى أي إجراء لحماية الأرض من ظاهرة البيت الزجاجي (أن الغلاف الجوي, وبسبب زيادة ثاني اوكسيد الكربون يلعب دور الزجاج في البيوت الزجاجية المستخدمة للزراعة, مانعا الحرارة من التسرب إلى الجو, ومتسببا في ارتفاع درجة حرارة الأرض).



ويلعب هذا الإعلام من خلال مقالات تملا الصحف في الأشهر الماضية على بضعة ادعاءات وأدلة لا تخلو من التناقض المفضوح. فهم يدعون من جهة أن ليس هناك أي دليل علمي ثابت على أن درجة حرارة الأرض ترتفع وأن ما يحدث هو مجرد تذبذب طبيعي في حرارة الجو. ومن ناحية أخرى يقولون أن الارتفاع ليس بسبب تأثير الإنسان, باعتبار أن نسبة ثاني اوكسيد الكربون المنتج بشريا لا يزيد على 4 % من الحجم الكلي لذلك الغاز.

والتناقض الآخر الذي وجدته في مقالة نشرت في جريدة () الهولندية هو أن المقالة تؤكد أولا تفاهة كمية ثاني اوكسيد الكربون المنتجة, وان هذه الكمية لا يمكن أن يكون لها أي تأثير محسوس. وبعد قليل في نفس المقالة يورد كاتبها أن الزيادة في ثاني اوكسيد الكربون ستفيد النمو النباتي!



إلا أن اكثر ما سمعت وقرأت إثارة للضحك والبكاء في هذا الموضوع هو ما ورد عن مسؤول في البيت الأبيض قبل أيام. فقبل أيام ذكر مسؤول ياباني كبيران اليابان لا تنوي الاستمرار في اتفاقية كيوتو إن لم تلزم الولايات المتحدة نفسها بها. و على اثر ذلك انطلقت تصريحات أمريكية فرحة بالخبر, و مشيرة إلى أن هذا دليل أخر على أن الاتفاقية غير جيدة, وانهم سعيدون بانظمام اليابان إلى الولايات المتحدة في معارضة الاتفاقية!



الأمر أن اليابان لم تقل بأن الاتفاقية سيئة, إنما قالوا بوضوح أن الاتفاقية لا معنى لها إن لم تلتزم بها الولايات المتحدة. وهم محقون في ذلك, فالولايات المتحدة هي اكبر منتج لثاني اوكسيد الكربون في العالم سواء اخذ ذلك بشكل مطلق (كدولة) أو نسبة إلى عدد النفوس. فهي تقذف إلى الجو 25% من مجموع إنتاج العالم من ذلك الغاز, ولذلك فلا معنى من أن يتحمل الآخرون تكاليف التخفيض الباهظة, ويبقى المصدر الرئيسي له ينفث سمومه في الجو بحرية.

لذلك من الأجدى أن يفهم القرار الياباني كاحتجاج إضافي على القرار الأمريكي, لأنه يحمل ذلك القرار مسؤولية انسحاب ليس الولايات المتحدة من الاتفاقية, وانما اليابان أيضا, وربما وكما هو متوقع, البقية من الدول الموقعة عليه.



لاحظوا هنا الوقاحة الكبيرة للإعلام الأمريكي في محاولته تمرير هذه الخدعة على الناس في أمريكا والعالم, وتصويره البيان الياباني الذي يثبت في حقيقة أمره سوء و أذى القرار الأمريكي, على انه تأييد لذلك القرار.

أن أمل الإعلام الأمريكي بتمرير هذه الرسالة لا يمكن أن يفهم إلا بأنه استخفاف بعقول الناس. فمن يصنع الرسالة الإعلامية يتوقع أن تتمكن من اجتياز القدرة النقدية لعقول متلقيها.



الموضوع الثاني هو نشر الغطاء الصاروخي الدفاعي للولايات المتحدة. أن اتفاقية (سالت) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق تمنع أي من الدولتين من بناء مثل هذا الغطاء أو الدرع لان الخطورة فيه أن الدولة التي تمتلكه سيمكنها مبدئيا أن تضرب الآخرين (نوويا) دون الخوف من انتقام المعتدى عليه بضربة مضادة.أن اهتمام الولايات المتحدة ببناء الدرع, واستعدادها لتحمل نفقاته الباهظة, وفي هذا الوقت بالذات الذي تعتبر فيه الدولة العظمى الوحيدة, التي ليس لها أن تخشى أي هجوم من أية جهة, لا يمكن إلا أن يفسر بنوايا هجومية على الدول الأخرى أو في احسن الأحوال بابتزازها بالتهديد بذلك الهجوم.



كيف يتصرف الإعلام الأمريكي مع هذه الصورة القبيحة المرفوضة أمريكيا و عالميا؟



لنقرا ما صدر عن الإدارة الأمريكية, عشية التجربة الصاروخية الناجحة الأخيرة في سياق بناء الدرع المذكور. فقد ردت الإدارة الأمريكية على احتجاج روسيا الذي إشارة إلى اتفاقية الحد من الأسلحة الستراتيجية سالت, بأن تلك الاتفاقية قد وقعت في ظروف أخرى, وان البلدين لم يعودا عدوين كما كانا عند توقيع الاتفاقية!



وهنا أيضا يضع الإعلام الأمريكي أمله في صغر عقل المتلقين من الناس لتمرير تناقض واضح, فلم يجهد نفسه بإخفائه. فبعد خمسين سنة من الإنفاق الهائل على التسلح بسبب العداوة بين البلدين, يجد المتحدث الأمريكي أن زوال تلك العداوة سبب مقبول لزيادة ذلك الإنفاق عما كان عليه أثناءها!



إذا اتفقنا على أن الإعلام الأمريكي إعلام علمي يدرس متلقيه بجدية ودقة, ولا يقدم عموما على تقديم رسالة الا إذا توقع إمكانية بيعها على الرأي العام الداخلي و العالمي, ألا تتفقون معي في القلق على تقديرنا للقدرة النقدية لذلك الرأي العام؟

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:56 PM
التاريخ المزيف".. لعبة الإعلام الأمريكي

2003/06/15
مارك جلين

ترجمة وتقديم: فيروز مصطفى**



كتب مدرس التاريخ الأمريكي السابق والكاتب مارك جلين هذا المقال الذي نشر بموقع "أون لاين جورنال" الأمريكي على شبكة الإنترنت كرسالة منه إلى الشعب الأمريكي الذي يعتنق معظمه الديانة المسيحية تدعوه إلى أن يكف عن الإنصات لوسائل الإعلام المضللة التي تقدم له يوميا مائدة متكاملة من الأكاذيب حول عدوه الوحيد المتمثل في "الإسلام"، حيث إنه يدعوه في هذا المقال إلى شراء الكتب التاريخية الجيدة التي تفسر العدو على النحو الصحيح.

ويقوم مارك جلين في هذا المقال بتفنيد عدد من المزاعم التي تروج لها وسائل الإعلام الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حول الإسلام كالعدو الوحيد للحضارة الغربية، مشيرا إلى أن الحقبة الزمنية الحالية سيطلق عليها في التاريخ "حقبة التاريخ المزيف" حيث إنها حقبة شهدت أعلى درجات انعدام التفكير لدى الشعب الأمريكي بسبب آلة الإعلام المضللة التي تخدم أغراض السياسات الأمريكية.. وهنا مقاله الذي يحمل عنوان "التاريخ المزيف":

أكثر شيء أكرهه في هذه الحقبة الزمنية التي نعيش فيها حاليا والتي أطلقت عليها "حقبة التاريخ المزيف كالخردة" أن أرى المجتمع الأمريكي وطريقة تفكيره الساذجة تجاه بعض الموضوعات بعينها؛ نظرا لما يتلقاه يوميا من أكاذيب ملفقة بصورة بارعة ومحترفة.

فهل أصبح الشعب الأمريكي طيب النية إلى هذه الدرجة التي يصل فيها لحد الاستسلام الكامل لوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، وللحد الذي يجعلون من تلك الوسائل عقولا تفكر لهم بالنيابة عن عقولهم الحقيقية.

ومن أبرز هذه الموضوعات التي تظهر اختفاء عقول الشعب الأمريكي الأفكار التي تروجها آلة الإعلام الأمريكية ببراعة منذ أحداث 11 سبتمبر عن الإسلام وكونه عدو الحضارة الغربية، حيث إن هذه الحقبة من التاريخ المزيف يعمل على صياغتها بدقة واقتدار عدد من المعماريين والمؤلفين الذين قرروا أن يكون الإسلام والمسلمون هما وسيلتهم لتنفيذ أهدافهم من تغييب عقول الشعب الأمريكي.

فوسائل الإعلام والحكومة تضع أمامنا يوميا وجبة كاملة من الأكاذيب عن الديانة الإسلامية وتاريخ علاقة الحضارة الإسلامية بالحضارة الغربية، ورسالتهم واضحة للغاية وهي "الديانة الإسلامية تحض على كراهية باقي الأديان، وبخاصة المسيحية واليهودية، والتاريخ شاهد على ذلك؛ حيث غزا المسلمون مختلف دول البحر المتوسط وفرضوا الإسلام بالقوة على المسيحيين واليهود".

ومن هنا أود أن أعلن في البداية أنني لست مسلما بل أنا مسيحي كاثوليكي محافظ، ولأنني أحب ديانتي كان من الصعب علي أن أنجر وراء هذا التيار المزيف من أن الديانة الإسلامية هي ديانة شريرة ومتطرفة، ولرغبتي في اكتشاف الحقيقة بنفسي حتى لو جاءت ضد ما تخيلته عنها قررت البحث والتنقيب في كتب التاريخ القديمة، وحصلت على عدد من الكتب المترجمة عن الديانة الإسلامية، ونسخ مترجمة للقرآن، وهنا نتائج البحث عن العدو الذي نسجته آلة الإعلام فلابد أن نعرف عدونا على حقيقته:

الحقيقة الأولى: في الديانة الإسلامية لا يعد معتنقو الديانة المسيحية واليهودية كفارا بل يتم الإشارة إليهم على أنهم "أهل كتاب" وبذلك فإن إلهنا إله واحد، وتعود أصولنا جميعا إلى النبي إبراهيم، ويطلق لفظ كفار في القرآن على الوثنيين، أو الذين لا يؤمنون بالإله الواحد.

الحقيقة الثانية: تشير إلى أن المسيحيين واليهود لم يُجبروا بقوة السيف على اعتناق الإسلام كما يقال لنا دائما، بل إن المسلمين سمحوا لهم أثناء سيطرتهم على بعض المناطق بممارسة ديانتهم، حيث إن غير المسلمين في ذلك الوقت كانت تُفرض عليهم ضرائب أعلى من الضرائب التي تفرض على المسلمين. ومما يدعم بصورة قوية هذا التسامح العالي في الديانة الإسلامية ما يحدث حاليا من أن هناك الملايين من المسيحيين الذين يعيشون في عدد من الدول الإسلامية أمثال العراق، سوريا، الأردن، تركيا ولبنان، حيث يمارسون عقيدتهم بحرية تامة في الكنائس الكثيرة.

الحقيقة الثالثة: أن غزوات الإسلام لم تكن غزوات لأغراض دينية، بل كانت تقوم في الأصل لأسباب سياسية من فتح أماكن ودول معينة، والدليل على ذلك أن من بين العرب الذين حاربوا مع الجيوش الإسلامية في هذه الغزوات مسيحيين ويهودا.

الحقيقة الرابعة: أن غزو المسلمين للدول التي كان بها مسيحيون لم يكن غزوا مليئا بإراقة الدماء كما روجوا لنا في دعايتهم الباطلة، بل إن هناك مسيحيين رحبوا بالغزو الإسلامي نظرا لما كانوا يعانون منه في ظل الحكم الفاسد والظالم، حيث إن المسلمين كانوا سيوفرون لهم الحماية والضرائب الأقل.

هذه الحقائق ليس من الصعب العثور عليها، فإذا اشترى الأمريكي كتابا جيدا بعيدا عن كتب الدعاية الباطلة فسيجد هذه الحقائق بسرعة ووضوح سواء كان هذا الكتاب لمؤلف مسلم أو مسيحي أو يهودي؛ فالمعلومات واحدة.

وهناك بعض الحقائق الأخرى التي أريد أن يقرأها بحرص زملائي وإخواني المسيحيين:

-حقيقة أنه في الدول الإسلامية لا يجوز شرعا ولا قانونا أن يطلق أحد الشتائم على أم السيد المسيح ولا على المسيح نفسه، على العكس منا في الدول الغربية، حيث إننا نصنع أفلاما تصور المسيح على أنه شاذ جنسيا وبصور أخرى مهينة، وعند عرض هذه الأفلام من يغضب هم المسلمون وليس المسيحيين.

- حقيقة أن المسلمين يقدسون مريم العذراء والدة المسيح ويعتبروها رمزا دينيا هاما.

- المسلمون يصدقون معجزات المسيح من أنه كان يشفي الأعمى ويحيي الموتى، ويعتبرونه من أعظم الأنبياء.

- الحقيقة الأخرى هي أن محمدا نبي الديانة الإسلامية كان يعتبر المسيحيين أعظم أصدقاء المسلمين، وكان يقول عنهم إن لديهم مطلق الحرية في أن يكون بينهم رهبان.

هذه الحقائق التي يوجد غيرها الكثير لا بد أن يشعر معها من يقولون عن الإسلام بأنه دين يروج للكراهية بالخجل من أنفسهم. ولهؤلاء الذين سيقولون إنني منحاز للديانة الإسلامية وإلا لماذا قمت بمثل هذا البحث والتحري والدراسة حوله أقول لهم: لقد قمت بذلك لكوني إنسانا طبيعيا يريد أن يعمل عقله، ولكوني مدرسا لمادة التاريخ، وحب التحري شيء يتملكني، وخاصة إذا كنت أبحث عن "عدوي" مثلما يروج لنا.

وأقول لمن يقولون الآن إن هذا الكلام لم يعد ضروريا فقد انتهت الحرب الأمريكية على العراق، إن الحرب لم تنته بل بدأت لتوها، وحتى إذا كانت قد انتهت الأشياء، فإن مجرد عدم الرغبة في معرفة الحقائق هو ما يسعى إليه مروجو الدعايات الفاسدة لهدم هذه الأمة الأمريكية، فهجومنا على دولة أخرى وتدميرها لسبب مزيف مثل العداء الكاذب بين الإسلام والمسيحية لا يجعل فقط هذه الحقبة الزمنية تاريخا مزيفا بل تاريخا من القمامة.

وفي النهاية أتوجه بالنصح لكل المسيحيين بالولايات المتحدة أن يفكروا بعقولهم لمرة واحدة على سبيل التغيير، وأن يبدءوا في إغلاق أجهزة التليفزيون ولا يشاهدوا أو يستمعوا لأمثال بيتر جينينجز، فالوال أو روبرتسون؛ حيث إنهم نماذج للدعاية الكاذبة، وأن يبحثوا عن كتب تاريخ محترمة ويبدءوا في إعمال عقولهم.


** من فريق إسلام أون لاين .نت

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:57 PM
منتدى العصر...

الوجه الآخر للشمولية: الإعلام والدعاية
30-1-2004

إن الجديد في كتاب تشومسكي هو تحليل الفلسفة السياسية التي يستند عليها عدد من المثقفين والسياسيين الأمريكيين في تبرير دور الإعلام والدعاية في تحديد دور الجماهير في السياق الذي يتوافق مع توجهات الإدارات الأمريكية.

بقلم محمد سليمان
يقدم نعوم تشومسكي في كتابه الجديد "السيطرة على الإعلام"، رؤية نقدية للدور السياسي للإعلام الأمريكي في التحكم في الرأي العام، ومسؤولية شركات العلاقات العامة التي تتعاقد معها الإدارات الأمريكية في بناء تصورات متحيزة حول كثير من القضايا والشؤون العامة التي تهم الإنسان الأمريكي في مجال سياسات الحكومة الداخلية والخارجية.
وإذا كان عدد من الكتاب والباحثين قد تناول قبل تشومسكي الدور الخطير للإعلام الأمريكي في تعليب الرأي العام وفق معطيات معينة تساهم في توجيهه بما يخدم الإدارات الأمريكية ويساعدها على تنفيذ سياساتها، فإن الجديد في كتاب تشومسكي والذي يثري به القاريء هو تحليل الفلسفة السياسية التي يستند عليها عدد من المثقفين والسياسيين الأمريكيين في تبرير دور الإعلام والدعاية في تحديد دور الجماهير في السياق الذي يتوافق مع توجهات الإدارات الأمريكية.
كما أن تشومكي – في هذا الكتاب – يعود بنا في التاريخ ليبين لنا أن دور الإعلام الأمريكي في اختلاق الحقائق وتزييف التاريخ والتحيز السياسي الفاضح ليس وليد سياسة المحافظين الجدد – وإن كانوا قد أبدعوا في هذا المجال – وإنما يعود إلى عقود سابقة طويلة.
ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن أهمية الكتاب تكمن في أنه ينبه الرأي العام العالمي والعربي تحديدا إلى مقدار السم الموجود في المادة الإعلامية الأمريكية، والتي هي أبعد ما تكون عن الموضوعية والحياد، وإنما معدة وبعناية لخدمة أهداف السياسة الأمريكية سواء من خلال اختيار الخبر والمعلومة والمشهد ابتداء أو من خلال إخراجه والتعليق عليه، وربما من خلال اختلاقه أساسا!.
وإذا كان البعض ما زال يستغرب من الملاحظات السابقة - خاصة بعد حرب العراق الأخيرة والتي كشفت تهافت الإعلام الأمريكي – فلدى تشومسكي الخبر اليقين...
تصور آخر لمفهوم الديمقراطية :
"أما المفهوم الآخر للديمقراطية: فهو أن يمنع العامة من إدارة شؤونهم وكذا من إدارة وسائل الإعلام التي يجب أن تظل تحت السيطرة المتشددة "، هذا المفهوم الغريب للديمقراطية، والذي يقوم على إبعاد الجماهير عن التفكير في القضايا المهمة وعن إدارة وسائل الإعلام تجده في تصور عدد كبير من المثقفين والسياسيين الأمريكان .
ويعود الدور السياسي للإعلام الأمريكي وتطور هذا التصور للعملية الديمقراطية إلى ما يسمى بلجنة " كريل " عام 1916 ، عندما كان المواطنون الأمريكيون مسالمين إلى درجة كبيرة و يرون ضرورة عدم تدخل الولايات المتحدة في حروب أوروبية بالأساس ، في حين كان على إدارة الرئيس ويلسون التزامات اتجاه الحرب ، وكان عليها فعل شيء ما حيال الرأي العام ، فقامت الإدارة بإنشاء لجنة للدعاية أطلق عليها " لجنة كريل " للدعاية الحكومية ، والتي نجحت خلال ستة أشهر في تحويل المواطنين الأمريكيين المسالمين إلى مواطنين تمتلكهم هستيريا الحرب ، والرغبة في تدمير كل ما هو ألماني لإنقاذ العالم ! .
وقد التقط عدد كبير من المثقفين والسياسيين الأمريكيين فكرة لجنة كريل ، وبدؤوا ببناء تصورات لطبيعة العملية السياسية ودور الإعلام والدعاية ومسألة التعامل مع الرأي العام والجماهير . في هذا السياق يرى ليبرمان – أحد أبرز المحللين والصحفيين الأمريكان – أن الثورة في فن الديمقراطية تكمن في تطويع الجماهير بما يخدم ما يسميه " صناعة الإجماع " ؛ بمعنى جعل الرأي العام يوافق على أمور لا يرغبها بالأساس عن طريق استخدام وسائل دعائية .
ووفقا لتحليل ليبرمان السابق تصبح العملية الديمقراطية مكونة من وظيفتين : الوظيفة الأولى تقوم بها الطبقة المتخصصة ذات الإمكانيات الفكرية المتميزة والتي تقوم بالتخطيط العام وإدارة الشؤون السياسية ، بينما الوظيفة الثانية فهي للجماهير و تتمثل بالمشاهدة فقط ، لكن من وقت لآخر تقدم لهم فرصة المشاركة من خلال اختيار أحد القادة المرشحين ، لكن على أن يعودوا بعد ذلك إلى مواقع المشاهدة .
الرؤية السابقة تشهد لها كتابات وأراء عدد من المفكرين والمثقفين الأمريكان، ناهيك عن الواقع العملي – فرينهولد ( عالم اللاهوت والمحلل السياسي الأمريكي ) يرى بأن المنطق هو مهارة ضيقة النطاق يتمتع بها عدد قليل من الناس، ذلك أن غالبية الناس منساقون وراء عواطفهم، والذين يملكون المنطق لا بد أن يصنعوا أوهاما وتبسيطات عاطفية لإبقاء السذج على ما هم عليه. ووفقا للمفهوم السابق للديمقراطية يصل تشومسكي إلى القول "فالدعاية في النظام الديمقراطي هي بمثابة الهروات في الدولة الشمولية " ! .
إدارة الإجماع :
وتستعين الولايات المتحدة بشركات العلاقات العامة للسيطرة على العقل العام الأمريكي أو القيام بما يسميه عدد من المفكرين بـ "إدارة الإجماع "، وتعد الولايات المتحدة في هذا المجال رائدة صناعة العلاقات العامة، ذلك أنها التزمت مبدأ السيطرة على العقل العام بعد النجاحات التي حققتها لجنة كريل والنجاح المشابه في الحرب الباردة .
وأسلوب العلاقات العامة متبع بشكل كبير في السياسة الأمريكية خاصة لترويج قراراتها ومواقفها في الكثير من القضايا، ويقوم العاملون في مجال العلاقات العامة بعمل جاد في محاولة تلقين القيم الصحيحة – وفق اعتقادهم -، وفي واقع الأمر لديهم تصور عما يجب ان تكون عليه الديمقراطية، بحيث يجب أن تكون نظاما يسمح فيه للطبقة المتخصصة بالتدريب للعمل في خدمة الساسة، أما بقية المجتمع فيجب حرمانه من أي صورة من صور التنظيم، لأن التنظيم يثير المشاكل، وما على الجمهور سوى الجلوس في منازلهم ويتلقوا الرسالة الإعلامية والتي مفادها أن القيمة الأساسية في الحياة هي أن يتوافر لديك أكبر كمية من السلع، أو أن تعيش مثل الطبقة الغنية المتوسطة التي تشاهدها، وأن تتبنى قيما لطيفة مثل التناغم والهوية الأمريكية.
كما تقوم شركات العلاقات العامة بدور كبير في تبرير المغامرات الخارجية والحروب من خلال تهويل الأخطار المحدقة بالمجتمع الأمريكي وبالأمن وبتهديد أسلوب الحياة الأمثل الذي يعيشون فيه، والأدلة التاريخية على ذلك كثيرة، سواء في حرب الخليج الثانية أو الحرب على الإرهاب أو في الحرب الأخيرة. ويفسر تشومسكي هذه الملاحظة بربطها بالظروف الداخلية إذ ير أن برامج الإدارات الأمريكية التي توالت على الحكم في السنوات الأخيرة لا يوجد فيها أي اقتراحات حقيقية بشأن ما يجب عمله تجاه المشاكل الحادة: مثل الصحة والتعليم والبطالة والجريمة وارتفاع عدد المجرمين والسجون والتدهور الحاصل على الضواحي السكنية، ففي السنين الأولى لحكم بوش هناك ثلاثة ملايين طفل هبطوا تحت خط الفقر، والدين يزداد والمستويات التعليمية في حالة متدهورة...، ويرى تشوسكي أن مسؤولية الإعلام الأمريكي في هذه الظروف تشتيت الانتباه من خلال إخافتهم من الأعداء في كل فترة زمنية ومرحلة سياسية.
تزييف صورة العالم ومجريات التاريخ:
ويقدم تشومسكي في كتابه الكثير من الأمثلة التي تبين حجم الأكاذيب والخداع والتضليل الذي يمارس على الجمهور الأمريكي لتزييف الصورة الحقيقية لسياسة الولايات المتحدة في العالم؛ فحين تسيطر على الإعلام، وتعكس المؤسسة التعليمية والأكاديمية أراء النخبة يمكن حينئذ أن تمرر رسائلك.
ويصل تشومسكي من خلال الملاحظات والأمثلة السابقة إلى نتيجة رئيسة، وهي "صورة العالم التي تقدم لعامة الجمهور أبعد ما تكون عن الحقيقة، وحقيقة الأمر عادة ما يتم دفنها تحت طبقة وراء طبقة من الأكاذيب، وكان هذا نجاحا مبهرا، حيث إنه منع التهديد الذي تمثله الديمقراطية، وتم إنجازه في إطار من الحرية وهو أمر في غاية من التشويق، فهو ليس مثل الدولة الشمولية حيث يطبق بالقوة، وإنما هذه المنجزات تتم في إطار من الحرية...".
أخيرا..
يؤكد كتاب تشومسكي على أهمية الإعلام والدعاية السياسية في عالم اليوم، في ظل ثورة المعلومات والاتصالات، والدور الكبير للإعلام في التأثير على الجماهير وبناء الرأي العام. الأمر الذي يلفت انتباه القائمين على شان الإعلام الإسلامي إلى خطورة المسألة وابتعادها عن منطق العمل الارتجالي العفوي، وضرورة وجود متخصصين ومحترفين إعلاميين ومثقفين وعلماء اجتماع ونفس في المؤسسات الإعلامية ليرفدوا نشاطها وبرامجها بالخبرة اللازمة كي ينهض الإعلام الإسلامي ويصل إلى مرحلة من المؤسسية والاحتراف تمكنه من القيام بمسؤوليته الشرعية ووظيفته الحضارية.
* كتاب "السيطرة على الإعلام"، ترجمة أميمة عبد اللطيف، دار الشروق الدولية، القاهرة، ط1 ، 2003

د.فالح العمره
22-05-2005, 02:59 PM
محطات تلفزيونية وصحف غير يهودية ترضخ لرغبة اللوبي الصهيوني

وتكرس افتتاحياتها وتعليقاتها لخدمة المصالح الصهيونية

إمبراطورية الإعلامي اليهودي نيوهاوس تضم 12 قناة تلفزيونية و87 محطة كيبل و24 مجلة و26 صحيفة يومية

بعد أن سيطروا على أجهزة الإعلام والكتاب وصناعة السينما وشركات الإعلان
اليهود يحذرون الأمريكيين من سيطرة العرب والمسلمين على إعلامهم





-الحلقة الأولى-





الوطن السعودية 28/10/2001:



كشفت دراسة وثائقية أعدها الكاتب الأمريكي ديفيد ديوك عن سيطرة اليهود الموالين للدولة الصهيونية على أجهزة الإعلام الأمريكية . ويسيطر اليهود على أغلب دور النشر والإنتاج السينمائي والمكتبات العامة لخدمة مصالحهم ، ويبلغ عدد الصحف المستقلة عن سيطرة الإمبراطوريات الإعلامية اليهودية حوالي 25% فقط من بين 1600 صحيفة تصدر في أمريكا . ويمتلك نيوهاوس لوحده حوالي 12 قناة تلفزيونية و87 محطة كيبل و24 مجلة و26 صحيفة يومية .
وأشار ديوك لسيطرة اليهود على الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية غير اليهودية من خلال سيطرتهم على شركات الدعاية وتوجيه الإعلان لما تتماشى مع ميولهم ، مما جعل افتتاحيات تلك الصحف تعبر وتدافع عن مصالح اليهود .
إلى ذلك جنح ديوك إلى خياله... واضعاً سيناريو لسيطرة العرب والمسلمين على أجهزة الإعلام الأمريكية ، تحديداً والأمريكيين من أصل عراقي "أعوان" صدام حسين ، فتخيل رد "فعل المجتمع الأمريكي... الكونجرس يطالب بسن تشريعات تفكك سيطرة العرب على أجهزة الإعلام".
المفكرون الأمريكيون ينبهون المواطنين أن سيطرة العرب والمسلمين تعني ضياع الديمقراطية والحرية وتهديد قيم المجتمع الأمريكي .
أجهزة الإعلام المحايدة تصف السيطرة بالخطر الكارثي ....المراقبون يتابعون بكثب تسلل العناصر العربية والإسلامية إلى دوائر صنع القرار في البلاد....
والمراكز الأمنية الحساسة تتعرض لأهداف العرب والمسلمين وسيطرة العرب على مفاصل العمل الحزبي في أمريكا ، وتشكيل جماعات الضغط والمصالح ، وامتلاك أدوات التأثير على القرار السياسي لخدمة قضاياهم.
ثم عاد إلى الواقع ، فوجد اليهود الصهاينة يسيطرون على أهم أجهزة الإعلام في بلاده بل المجاهرون بولائهم المطلق لدولة الكيان .
حاول ديفيد ديوك في الدراسة إيضاح الصورة الحقيقية لواقع الإعلام الأمريكي بصورة خاصة والإعلام الغربي بشكل عام كاشفاً الأصابع الخفية التي تسير الإعلام الأمريكي وتسيطر عليه ومن ثم تتحكم في توجيه الرأي العام الأمريكي بشقيه الحكومي والمدني ويبدأ دراسته بالتعليق على فيلم Network الذي يصور العرب على أنهم الخطر الحقيقي لحرية الإعلام الأمريكي حيث يحاولون السيطرة على هذه القنوات المهمة ومن ثم السيطرة على أمريكا . ويبدأ ديوك دراسته بسيناريو جدلي يفترض فيه سيطرة العراقيين الأمريكيين على الإعلام ومن ثم تسخيره لمصالحهم ومصالح صدام حسين متخيلاً السيطرة المفترضة ، ورد الشعب الأمريكي لها ، يتدرج بعد ذلك في عرض هذا السيناريو المفترض إلى أن يصل إلى الحقيقة الغائبة عن أذهان الشعب الأمريكي ليبين لهم بالأدلة القاطعة من يسيطر فعلاً على الإعلام الأمريكي ومن الذي يوجه هذا الإعلام ولصالح من؟.
ويبين فيلم Network والحائز على جائزة الأوسكار عام 1976م تلك المخاطر المذكورة حيث سيطر على هاورد بيل فكرة تنوير أمريكا بالخطر الذي يواجهها من الداخل والذي يكمن في سيطرة العرب على القنوات التلفزيونية الأمريكية بأموالهم التي كسبوها من بترولهم ، وهذا الفيلم مبني على رواية حازت أيضاً على جائزة الأوسكار وكاتبها هو بادي تشيجسكي، الذي يصف مؤامرة سيئة يقوم فيها العرب بامتلاك القنوات التلفزيونية والتحكم فيها.
يقول ديوك:"دعونا نتخيل هذا السيناريو لو فرضنا جدلاً أن العراقيين الأمريكيين المؤيدين لصدام حسين يتحكمون في الإعلام الأمريكي عامة والقنوات التلفزيونية خاصة وأنهم الأغلبية المالكة لهذه القنوات، وهم المنتجون ، والكتاب للأفلام والأخبار التلفزيونية خاصة أن التلفزيون موجود في كل بيت أمريكي وهو المرجع الأساسي الذي يستقي منه معظم الأمريكيين أخبارهم ، فإننا بالطبع سنكون أمام خطر كارثي متمثل في هذه القوة الإعلامية الهائلة الموجهة بأيدي العراقيين المسلمين والمؤيدين لصدام حسين .
وإن كانت هناك وسائل إعلامية لم تصل إليها تلك الأيدي العراقية، فإنها ستنظر دون شك لهذا التحكم العراقي كخطر عظيم يهدد أمريكا ، وإن أي جهاز إعلامي آخر غير عراقي سيقر بأن هذا التحكم من جانب العراقيين يهدد الحرية الأمريكية ، مما يدفع أعضاء الكونجرس لمحاولة إصدار تشريع يسمح بتفكيك السيطرة العراقية ، أما المفكرون فيقومون بلفت أنظار الشعب الأمريكي للتمسك بحريته قائلين (إذا لم نكن أحرارا في استقاء معلوماتنا من مصادر إعلامية غير منحازة فإن الديمقراطية الأمريكية في خطر ، وإن كانت هناك وجهة نظر واحدة تتحكم في قنواتنا ، فإن هذا التحكم يقتلع جذور حريتنا من أساسها وهي حرية التعبير) . ليس هذا فحسب بل إن العلماء الأمريكيين سيغضبون بشدة من سيطرة غير الأمريكيين من القوى الأجنبية على عقولنا".
ويطالب ديوك بأخذ هذا الافتراض التخيلي إلى مدى أبعد قائلاً : فلو فرضنا أن بقية أجهزة الإعلام غير القنوات التلفزيونية وقعت في أيدي العراقيين ، لنفرض جدلاً أن المجلات الرئيسية الثلاث: "التايم"، "نيوزويك"، و"يو إس نيوز" والـ "ورلد ريبروت" وقعت تحت سيطرة العراقيين ، وأن الصحف الثلاث الأكثر تأثيراً في البلاد وهي: "ذا نيويورك تايمز" ، "ذا وول ستريت جورنال" ، و"الواشنطن بوست" بالإضافة إلى بقية الصحف الرئيسية وكذلك المجلات الأخرى كانت تحت السيطرة العراقية ، ولو تخيلنا أن العراقيين المسلمين يسيطرون على هوليوود وعلى أفلامها بالإضافة إلى نشر الكتب وتوزيعها ، ولنتصور أن العراقيين يملكون ثروات كبيرة متمثلة في أسهم البنوك الأمريكية وأن لهم لوبيا قويا في الحكومة وفي القضاء الأمريكي وأن مؤيدي صدام هم المسؤولون عن جمع التبرعات للحزبين الجمهوري والديمقراطي ، ولنفرض أن أحد هؤلاء العراقيين هو المسؤول الأعلى عن الأمن القومي ، وأن هذا العراقي معروف بانتمائه لوطنه العراق ، ألا تعتبر أمريكا أنها في خطر في ضوء ما تقدم من افتراضات؟ ألا يدعو الأمر للشك لو استيقظ الأمريكيون في أحد الأيام ووجدوا أسماء عربية في قنواتهم التلفزيونية ، وفي مجلاتهم وصحفهم ، وعلى صفحات كتبهم؟ ألا يشك أحد من الملايين الأمريكيين أن احتلالاً إعلامياً عربياً قد تم في بلادهم؟. وهل سيتابع المشاهدون الأفلام المعروضة بريبة وشك؟.
ويستطرد قائلاً: ليس هذا فحسب ولكن بل إن كل ما يقرأ في الكتب والصحف والمجلات سيكون محل تساؤل كثيرين عن حقيقة الدوافع من وراء ذلك ، وبالطبع سيكون الأمريكيون أكثر حساسية وقلقاً عن مدى صحة المعلومات المتعلقة بالعراق ورئيسه صدام حسين ، وعن الإسلام وما ينشر عنه ، وعن الصراع في الشرق الأوسط وصدق ما يقال عنه.
وباختصار فلن نستغرب أن يخرج الناس إلى الشوارع يصيحون بأعلى أصواتهم قائلين: "لا نستطيع أن نصبر على هذه السيطرة أكثر من هذا!".
وقال ديوك: عندما نما إلى علمي أن الثورة البلشفية السوفييتية لم تكن روسية بالمعنى الحقيقي ، وأنها مولت ونظمت وقيدت بواسطة يهود مدفوعين بصراعاتهم التي مضت عليها قرون مع الروس ، استغربت كيف أن هذه الحقيقة التاريخية الهامة قد غيبت وأخفيت بجدارة ، وعندما علمت بقتل ملايين المسيحيين على أيدي الاشتراكيين في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية ، سألت نفسي لماذا لا يوجد عدد قليل جداً من الأفلام والمسلسلات والكتب والروايات والمقالات التي تحكي هذه المأساة ، بينما هناك عدد لا يحصى من الأفلام والمسلسلات والكتب والروايات والمقالات والمقابلات والأفلام التاريخية التي تتكلم عن الهولوكوست . ولكن دهشتي لم تطل ، فعندما قرأت نسخة من صحيفة "تنردبولت" التي يصدرها الدكتور إدوار فيلدز في جورجيا تيقنت أن اليهود هم المسيطرون على الإعلام في أمريكا . فقد وثق الدكتور فيلدز بدقة سيطرة اليهود على ثلاث قنوات تلفزيونية رئيسية هي: "إن بي سي" ، "سي بي إس" و "إي بي سي"، وقد تأكدت شخصياً من مصادر الدكتور فيلدز ومن بينها سير ذاتية نشرت بواسطة يهود وفي الوقت الذي كنت أتحقق فيه من صحة تلك المصادر كان ريتشارد سارنوف مديراً لـ"إن بي سي" وكان ويليام بيلي مديراً لـ"سي بي إس" وكان ليونارد قولدنسن مديراً لـ"أي بي سي" وقد دهشت كثيراً عندما علمت أن هؤلاء الثلاثة يهود ، ليس هذا فحسب بل إنهم كانوا من الصهاينة النشطاء في الجمعيات الصهيونية ، وقد كرم ثلاثتهم لولائهم للصهيونية وللدولة اليهودية.
ثم اكتشفت أيضاً أن النيويورك تايمز وهي الصحيفة الرئيسية في أمريكا مملوكة ليهود وتدار بأيد يهودية وأنهم أيضاً يملكون صحيفة الواشنطن بوست وهي الصحيفة الأكثر تأثيراً على الحكومة الفدرالية من أية صحيفة أخرى ، واليهود يملكون أيضا الصحيفة الأوسع انتشاراً في أمريكا وهي صحيفة الـ وول ستريت جورنال بل إنهم يملكون صحيفة موطن رأسي في نيوأورلنز وهي صحيفة بيكون تايمز ، وعندما نظرت إلى المجلات وإلى دور النشر وجدت تفوق اليهود ورجحان كفتهم حيث إن معظمهم نذر نفسه لخدمة المصالح اليهودية ، يشبهون إلى حد كبير ستيفن سبا يلبرج مدير قائمة سكندلر المجاهر بمناصرته للصهيونية ومصالحها .
بل إن الأغرب من ذلك هو أن أكثر الأفلام مشاهدة . ذلك الذي يحكي قصة الهولوكوست "محرقة اليهود المزعومة" حيث ينظر له الملايين بأنه فيلم تاريخي كان يهودياً بحتاً كله من ألفه إلى يائه.
ثم بعد سنوات قرأت نشرة يهودية تتباهى بالسيطرة اليهودية على الإعلام ، وقرأت أيضاً كتاب ( An Empire of their own) للكاتب Neal) (Gabler وهذا الكتاب يصف بالتفصيل سيطرة اليهود على الصناعة السينمائية.
ثم قرأت الكتاب الذي كتبه بن ستين - وهو كاتب سينمائي يهودي وابن لـ هربرت ستين المستشار الاقتصادي للرئيس ريتشارد نيكسون وعنوانه (he view From Sunset Boulevard) وفيه أشار بصورة سريعة إلى أن الغالبية العظمى من كتاب هوليوود وإدارييها الكبار هم اليهود الذين يكنون معارضة للمبادئ المسيحية ولتلك القيم والمبادئ التي تدعو للمحافظة على التقاليد في بعض المدن الأمريكية الصغيرة ، وقد كتب مقالاً عام 1997م لـ( Eionlie ) كان عنوانه هل يسيطر اليهود على الإعلام مرفقاً بعنوان آخر صغير يقول: "نعم إنهم يفعلون أي شيء من أجل الإعلام!".
ثم في السبعينيات قام الدكتور ويليام لي بيرس وهو رئيس للتحالف الوطني رئيس تحرير مجلة( National Vanguard ) مع عدد آخر من معاونيه بالبحث عن إجابة للتساؤل السابق حول سيطرة اليهود ونشر ذلك في مقاله الذي جاء بعنوان "من يحكم أمريكا؟" . وكان بحث الدكتور بيرس موثقاً حيث اكتشفت أن ما كان يخشاه بادي تشيفسكي وممثله في الـ( Network ) هاورد بيلي قد تحقق ، فهذه الأقلية اليهودية بولائها التاريخي لأبناء جلدتها وبتعصبها لدولتها التي أنشئت حديثاً تسيطر على الإعلام الأمريكي ، وليس العرب كما يحكي فيلم الـ( Network ) ، كما أنه ليس بالطبع أي عرق آخر من الأعراق الكثيرة التي يتكون منها المجتمع الأمريكي ، وليسوا المسلمين ولا المسيحيين ولا المورمان ولا الكاثوليك . إنها ذات الفئة التي تحذر الآخرين من خطر سيطرة العرب والمسلمين على الإعلام الأمريكي ، وتتألف تلك المجموعة من بادي تشيفسكي وهو يعتبر من أشد المؤيدين والمدافعين عن اليهود وعن الدولة اليهودية ، وقد حاول بذكاء أن يوهم المشاهدين ويحذرهم بخيال الروائي باتهامه العرب بأنهم يحاولون السيطرة على الإعلام الأمريكي وهو أمر للأسف قد سبقهم اليهود إليه . أما الأعضاء الباقون في فيلم ( Netwotk) فمنهم المدير الفني سيدني لومت، والمنتج هاورد قوت فرد، وكذلك المحرر. وهذه الفئة التي كتبت وأنتجت ووزعت فيلم ( Network ) هي نفسها التي تسيطر على الإعلام الأمريكي بل بكل تأكيد تسيطر على الإعلام في العالم الغربي كله.
هذه السيطرة قوية جداً إلى حد أنه يصعب على أي شخص أن يصفها . فليس الأمر ببساطة هو عدم تناسب هذه السيطرة مع عدد اليهود في أمريكا , وإن كنت تعيش في مدينة رئيسية في أمريكا فإن الصحيفة اليومية التي تقرأها في أغلب الأحيان ستكون مملوكة ليهود أو محرروها يهود ، ليس هذا فحسب بل المجلة التي تبتاعها من رف المجلات في سوقك يهودية وفي أغلب الأحيان إن الكيبل التلفزيوني الوطني الذي تشترك فيه وربما التلفزيون العادي الذي تشاهده مملوك ليهود ، وإذا لم يكن مملوكاً ، حتماً فإنهم سيكونون هم أعضاء مجلس الإدارة وأصحاب القرار في كل ما ذكر ، وهذا ينطبق على الأفلام والكتب وحتى الموسيقى وشركاتها المنتجة في الغالب ويسيطر عليها يهود ، أو يكونون في مراكز مؤثرة . بل وهذا الأمر لا يقتصر على أجهزة الإعلام الكبرى ودور النشر ، بل إنه يشمل حتى المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب التي تعتمد في اختيارها للكتب التي تقتنيها وتعرضها على مراجعين وناقدين يهود فهذه( The new York Times Book Aeview) هي فرع للـ( New york Times) التي تدار بأيد يهودية . نعم ليس صحيحاً أن كل العاملين في الإعلام يهود فهناك عدد منهم ليسوا يهوداً ولست هنا أزعم أيضاً أن كل يهودي في الإعلام مشترك في هذه السيطرة أو لنقل المؤامرة ، وليست أزعم أن كل يهودي في الإعلام هو من مناصري الصهيونية ، ولكني أقول إن هذه السيطرة كبيرة ومستفحلة وإن الغالب من الإعلام الأمريكي هو كونه يهوديا وليس هناك أي فئة أخرى تملك من التنظيم ومن الولاء مثل هذه الفئة ، وإذا أخذنا ذلك في اعتبارنا ، فهل يعقل أن نصدق أن اليهود يقدمون أخباراً ومواد حيادية ترفيهية للمشاهدين الأمريكيين دون انحياز لأهدافهم المعروفة؟ . ولنأخذ مثالا واحداً على هذه السيطرة اليهودية وتغلغلها في الإعلام الأمريكي قبل أن نناقش بشيء من التفصيل المجلات والصحف والقنوات الرئيسية الأمريكية ، ألم أقل لكم إنه حتى صحيفة مسقط رأسي "بيكون تايمز" مملوكة ليهود ولا تندهشوا ، فهي ليست الوحيدة التي يملكها ( Newhouse ) نيوهاوس ضمن إمبراطورية ضخمة من الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية ، وهذه الإمبراطورية التي خلفها نيوهاوس لولديه صامويل ودونالد تضم اثنتي عشرة قناة تلفزيونية وسبعا وثمانين محطة كيبل "نظام تلفزيوني باشتراك" و24 مجلة وطنية ، و26 صحيفة يومية , أيضاً النشرة الإلحاقية التي تصدر كل أحد ويوزع معها ما يزيد على 22 مليون نسخة ، ولذلك لا يستغرب الإنسان مقولة نيوهاوس التي قال فيها :"لقد اشتريت (نيو أورلنز ) عندما أشتري صحيفة بيكون تايمز " فهي مقولة صحيحة ، فإن نيوهاوس وموظفيه يستطيعون بهذه الإمبراطورية الضخمة أن يقولوا أي شيء يريدونه عن أي شخص ويناقشوا أي موضوع كان دون أن يعارضهم أحد ، فالواقع يقول إن نيوهاوس ومن بعده أبناءه يستطيعون بهذه الإمبراطورية الضخمة إبراز أي أجندة اجتماعية أو سياسية يريدونها من وراء كواليسهم دون أن يبرزوا هوياتهم الحقيقية . فإلى اليوم وبعد أكثر من 25 عاماً من شراء نيوهاوس لصحيفة بيكن تايمز فإن عددا كبيرا من سكان نيو أورلنز لا يعلمون أن عائلة نيويوركية يهودية تملك هذه الصحيفة ، حيث إن الصحيفة تظهر عنوانا محليا وتضع اسم المالك الأول للصحيفة "أشتون فليبز" على أنه الناشر بينما الحقيقة تقول إن نيوهاوس ومن بعده ورثته هم المالكون الحقيقيون لهذه الصحيفة .
ثم هناك حقيقة مهمة غائبة عن الأذهان وهي أن المعلنين الرئيسيين في صحيفة بيكن تايمز وفي غيرها من مئات الصحف الأمريكية والقنوات التلفزيونية هم يهود يعملون في مجال الإعلان والدعاية ، فقد اكتشفت مثلاً أن أكبر شركات الدعاية والإعلان في "نيو أورلنز" هي "سيرز آند روبك" ، و"إيدث ستيرن" وأن عددا كبيرا من شركات الدعاية والإعلان على المستويين المحلي والوطني مملوكة ليهود وتحت إدارة يهود وبذلك يستطيعون توجيه الإعلانات لأي صحيفة أو قناة إعلامية تتماشى مع ميولهم ، وغني عن الذكر أن الإعلانات هي المورد الرئيسي لأية صحيفة أو قناة إعلامية وتحكم اليهود في توجيه هذه الإعلانات لمن يريدون ، لا يزيد من قوة تأثيرهم وتماسكهم فحسب بل إنه يجعل الصحف والقنوات الإعلامية غير اليهودية تقع تحت رحمة شركات الإعلان اليهودية ، مما يجعل آراءهم وافتتاحياتهم تتماشى مع المصالح اليهودية وتنادي بها ولذلك فإن القول إن الإعلام الأمريكي حر يحتاج إلى كثير من التوقف.
وبالعودة إلى بداية هذا القرن ، نجد أن معظم المدن الرئيسية كان لديها اثنتان إلى ثلاث صحف يومية بينما بعض المدن تمتلك أكثر من ذلك ، ولكن الذي يدعو للانتباه هو حال تلك الصحف وملاكها ، فهناك أكثر من خمسين مدينة أمريكية تصدر بها صحيفتان يومية أو أكثر أغلبها مملوك لشركة واحدة تتبع لإمبراطورية نيوهاوس الذي أشرنا إليه من قبل . ونتيجة لهذا فإن من بين 1600 صحيفة تصدر في أمريكا هناك فقط 25% من هذا العدد مستقل عن الإمبراطوريات الإعلامية اليهودية ، وهو استقلال غير كامل حيث إن اعتماد هذه النسبة يظهر بوضوح عند الحاجة لاستقاء أخبار خارج النطاق المحلي لتلك الصحف حيث يعتمدون مثلاً على الـ"نيويورك تايمز"، والـ"واشنطن بوست" ، وسلسلة نيوهاوس في تغطية الأخبار الوطنية العالمية.



في الحلقة الثانية يتحدث ديفيد ديوك بشيء من التفصيل عن الصحف الرئيسية الثلاث في أمريكا، والمجلات الثلاث الأوسع انتشاراً، وعن عمالقة دور النشر وتأثيرهم في بناء الصورة الذهنية للمواطن الأمريكي. وعن كيفية تسلل اليهود لامتلاك الصحافة الأمريكية المؤثر.

مسفر مبارك
08-04-2007, 12:07 AM
الله لايهينك دكتور _ فالح وجزاك الله خير

د.فالح العمره
11-04-2007, 10:20 PM
ارحب يا مسفر ولا هنت

د.فالح العمره
28-04-2007, 11:23 PM
اثر الاعلام على الطالبات
المقدمة
ـ مفهوم الإعلام
مهما اختلفت الأقوال ، وتباينت الآراء حول مفهوم الإعلام ، ومهما جاءت تقسيماته واتجاهاته فإنها في مجموعها تلتقي في أن الإعلام هو : اتصال بين طرفين بقصد
إيصال معنى ، أو قضية أو فكرة للعلم بها ، واتخاذ موقف تجاهها " نظرية السيادة " إن المفهوم العلمي للإعلام عموما ـ اليوم ـ قد اتسع حتى شمل كل أسلوب من أساليب جمع ونقل المعلومات والأفكار ، طالما أحدث ذلك تفاعلا ومشاركة من طرف آخر مستقبل 0
والإعلام " علم وفن في آن واحد " فهو علم له أسسه ومنطلقاته الفكرية ، لأنه يستند إلى مناهج البحث العلمي في إطاره النظري والتطبيقي ، وهو فن لأنه يهدف إلى التعبير عن الأفكار وتجسيدها في صور بلاغية وفنية متنوعة بحسب المواهب والقدرات الإبداعية لرجل الإعلام 0



التأثير الإعلامي ودعائمه

نجاح الرسالة الإعلامية يتوقف على عدد من الشروط ومنها :
ـ وضوح الرسالة الإعلامية : إذ أن عملية الإعلام مشاركة وتفاهم أي أنها عملية تناغم بين المرسل والمستقبل ، والتشويش أو التداخل قد تقف عائقا دون فهم الرسالة ، ومن أسباب ذلك التشويش : احتواء الرسالة على ألفاظ غير معروفة أو كانت سرعة المتحدث غير ملائمة ، أو الطباعة رديئة ، أو الصوت ضعيفا 00
ـ الظروف المحيطة بالرسالة : حيث تؤثر تأثيرا كبيرا على مدى تقبل الرسالة الإعلامية أو رفضها ؛ ذلك لأن نفسية المستقبل وطريقة تربيته ، ودرجة ثقافته تؤثر على كيفية استجابته لها 0
ـ القيم والمبادئ الاجتماعية : إذ يعتمد مدى النجاح على درجة تأثر المستقبل بالقيم السائدة في المجتمع ، واندماجه فيها 0




الإعلام والتعليم :
هناك إجماع يكاد ينعقد بين التربويين على أن كلمة" التربية " أوسع مدى من كلمة " التعليم " وأكثر دلاله على ما يتصل بالسلوك وتقويمه ، في حين تنحصر كلمة " تعليم " على علاقة محدودة بين طرفين بهدف إيصال قدر معين من المعلومات أو المهارات 0
وعلى هذا يمكن القول بأن التعليم نمط مؤسسي من أنماط التربية يتم داخل مؤسسات رسمية ، تتخذ من هذه العملية رسالة أساسية لها ، ويتخذ منها المجتمع وسائل ذات رسائل تكفل له إعداد النشء وفق ما يريد ، بينما تتم التربية داخل تلك المؤسسات وخارجها ؛ فالأسرة ، والأندية ، ووسائل الإعلام ، والمساجد 00 وغيرها مؤسسات اجتماعية لها وظائفها الخاصة ، ومنها يكتسب الفرد كثيرا من مكونات شخصيته وثقافته بوعي أم بدون وعي 0
وإذا قرر بعض الإعلاميين إن الإعلام التعليمي ينحصر في الصحف والمجلات التي تصدر إلى المعلمين والطلاب وغيرهم من عناصر العملية التعليمية مضافا إلى ذلك البرامج التعليمية المسموعة والمرئية فإن الرأي أن الإعلام التربوي هو الإعلام الشامل للتربية بمفهومها الواسع الحديث ومن بينها الإعلام التعليمي 0
إن الهدف الأول للتعليم هو : نقل تراث الأمة الاجتماعي من جيل إلى جيل ، وتنمية الجوانب المعرفية 0
ويتفق الإعلام والتعليم في أن كلا منهما يهدف إلى تغيير سلوك الفرد ، فبينما يهدف التعليم إلى تغيير سلوك التلاميذ إلى الأفضل نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك الجماهير ؛ فالتلميذ الذي ينطق كلمة جديدة لم يتعود عليها من قبل قد تعلم شيئا فسلك أنواعا من السلوك اللغوي غير سلوكه الأول الذي اعتاد عليه 0
كما أن التعليم والإعلام أصلا عملية تفاهم ، وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات ، إذ لا يمكن أن يعيش فرد معزولا دون أن يتفاهم مع من معه بشأن هذا العمل ويتعاطف معه فيه 0
والإعلام بأشكاله المتنوعة في إدارات الإعلام عملية تفاهم تقوم على تنظيم التفاعل بين الناس من خلال الحوار الهادف 0
ويتميز جمهور التعليم عن جمهور الإعلام بالتجانس ، فالتلاميذ في مختلف مراحل التعليم متجانسون من حيث التحصيل والخبرات السابقة والسن والزمن ، أما جمهور الإعلام فهم المواطنون كلهم في المجتمع أو جزء منه0
كما يتميز جمهور عملية التعليم عن جمهور عملية الإعلام في أن الأول مقيد في حين أن الثاني طليق ، فليس التلاميذ في أي مرحلة أحرارا في اختيار المادة التي يدرسونها ، أما جمهور الإعلام فحر طليق 0
ويتميز التعليم عن الإعلام بصفة المحاسبة على النتائج ، فالطالب مسئول عن نجاحه ، أما في حالة الإعلام فليس منا إلا نادرا من هو مسئول عن متابعة برنامج أو قراءة مجلة 0
ويتميز التعليم عن الإعلام أيضا من حيث الدافعية ؛ إذ أن الدافع إلى التعليم واضح للمتعلم وضوحا منطقيا في كثير من الأحيان وهو النجاح ، بينما نجد الدافع إلى الإعلام غير واضح الوضوح الفكري المنطقي الملازم للتعليم 0
كذلك يتميز التعليم عن الإعلام في وجود صلة مباشرة متبادلة بين المتعلم والمعلم وهو التفاعل المباشر ، بينما لا توجد في الإعلام باستثناء بعض الحالات كما في الاتصال المباشر 0
من هذا المنطلق الفكري يتضح : أن الإعلام يقدم خدمة إخبارية هدفها التبصير والتنوير والإقناع ، لتحقيق التكيف والتفاهم المشترك بين الأفراد ، أما التعليم فإنه يهدف إلى استمرار التراث العلمي والاجتماعي والأدبي والحضاري للأجيال المتعاقبة ، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية والبدنية 0
من هنا يتضح إن الإعلام والتربية دعامتان يجب أن نجند لهما كل الوسائل التي تخطط لها الدولة ، ومن أجل توجيه الأجيال الناشئة والمتعاقبة التوجيه العلمي السليم للسلوك الاجتماعي الذي نرتضيه لأبنائنا ومجتمعنا ، مستفيدين في ذلك من الروابط الوثيقة التي تجمع الإعلام بالتعليم 0
الإعلام التربوي : المفهوم والأهداف

أ ـ الإعلام التربوي هو : استثمار وسائل الاتصال من أجل تحقيق أهداف التربية في ضوء السياستين التعليمية والإعلامية للدولة 0
ب ـ أهداف الإعلام التربوي :
1 ـ الإسهام في تحقيق سياسة التعليم 0
2 ـ العمل على غرس تعاليم الشريعة الإسلامية وبيان سماحة الإسلام 0
3 ـ تنمية الاتجاهات السلوكية البناءة ، والمثل العليا في المجتمع 0
4 ـ تلمس مشكلات المجتمع ، والعمل على بث الوعي التربوي تجاهها 0
5 ـ التعريف بجهود الدولة تجاه الوطن وأبناءه 0
6 ـ متابعة وسائل الاتصال الجماهيرية ، والاستفادة من الرؤى العلمية ، والوقوف على مطالب الميدان من خلال ما تبثه من معلومات 0
7 ـ القيام بالبحوث وتشجيعها في جميع المجالات التربوية 0
8 ـ تبني قضايا ومشكلات التربية والتربويين والطلاب ومعاجلتها إعلاميا 0
9 ـ إبراز دور المدرسة بوصفها الوسيلة الأساسية للتربية والتعليم 0
10 ـ خلق علاقة إيجابية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بين أعضاء الجهاز والمجتمع بما يساعد في زيادة العطاء والإخلاص في العمل 0
11 ـ الاهتمام بجميع عناصر العملية التعليمية : المعلم ـ الطالب ـ المنهج ـ المبنى المدرسي ـ ولي الأمر 0
12 ـ التواصل مع المجتمع من خلال نشر الأخبار ، وتزويد الرأي العام بالمعلومات الصحيحة عن البرامج والمشروعات التعليمية والتربوية التي تحقق المسئولية الجماعية للعمل التربوي 0
خامسا : ماذا نريد من الإعلام التربوي ؟
إن حياتنا اليوم بحاجة إلى أن نحقق إعلاما عمليا يقوم بتحقيق تلك الأهداف السامية ، ويسهم في عملية التثقيف : التثقيف الأخلاقي ـ التثقيف الاجتماعي ـ التثقيف الإنساني 00 هذا إلى جانب التثقيف التربوي والتعليمي 0
نحتاج إلى إعلام تربوي قادر على الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة ، وتطويعها لخدمة الفعل التربوي 0
والإعلام التربوي مطالب بمتابعة سلوكيات الطلاب في داخل المدرسة وفي المجتمع 00 يؤكد لهم ضرورة الحفاظ على المدرسة بمبناها ومعناها 00 محافظته على سلوكياته كطالب علم بأن يتحلى بالأخلاق الكريمة ـ احترامه لمعلمه ، وحبه لوالديه ـ الرغبة الملحة في العلم ـ حبه لزملائه ـ ولائه لوطنه ـ حفاظه على النظام والنظافة ـ البعد عن كل مشين للفرد ـ متعاونا في الخير مع المجتمع ـ مرتبطا بأسرته ـ محافظا على بيئته ـ متصفا بصفات المسلم الكريم والعربي الأصيل 00
نريد إعلاما تربويا يكون معينا للمعلمين وللآباء والأمهات في تقريب المعلومة لذهن الطالب ، ودالا له على سبل تحصيل العلم والمعرفة ، وتأصيل القيم الإسلامية النبيلة 0
إن على الإعلام التربوي أن يعايش ظروف مجتمعه الزمانية والمكانية ؛ فمن المهمات التي يجب أن يؤكدها للناس : المفاهيم الحقيقية للتعليم ، وأن نقضي على المفهوم الذي يربط التعليم بالوظيفة ، والرغبة في الوظائف البارزة التي يسميها البعض الراقية أو العليا 00 نريد أن يتعلم الأبناء كيف أن اليد العاملة يد شريفة بحبها لله تعالى ، وأن يدركوا أن المهن والحرف خير من البطالة والعوز ، والوطن لن يعتمد دائما على غير أبنائه 0
من الإعلامي ؟ وما سماته ؟

الإعلامي هو : الواسطة بين جميع أطراف العملية الإعلامية ومحاورها ، تماما كالمعلم هو : جوهر العملية التعليمية ومنفذها ، لهذا فإن هناك العديد من السمات التي يجب أن تتحقق في العاملين في الإعلام والاتصال ومنها :


1 ـ سمات ثقافية :
لابد للإعلامي أن يجع بين كل أطراف الثقافة ، فلا يجد نفسه يوما غير عارف بعلم من العلوم ، وهذا يعني أن يكون متسع المدارك ، حاضر الفكر ، لبق الحوار ، الأمر الذي يؤهله لنقل ثقافة الآخرين ، والتفاعل معها بما يتفق وحاجات مجتمعه ، والأخذ بما يناسب دينه ووطنه ، وهذا يخلق فيه صفة ضرورية وهي : عالمية التفكير وعالمية التوجه ، وإنسانية الرأي دون تفريط في ولائه لوطنه وأهله
2 ـ سمات خلقية :
وذلك بأن يكون أمينا في نقل ما هو بصدده من قضايا وأفكار ، كريم النفس ، حسن المعاشرة ، عفيف اليد واللسان ، متواضعا لا يغريه موقعه كإعلامي قد تتاح له الفرصة للقاء كبار الشخصيات للتعالي على الآخرين ، كما يجب أن يكون جديرا بالثقة ، وهذا يتأتى من احترامه للآخرين مع صدقه والتزامه بالمثل العليا التي يناضل من أجلها ، وأن يكون اجتماعيا يشارك الناس أفراحهم وآلامهم ، غيورا على دينه ، وكرامة وطنه 0

3 ـ سمات شخصية :
ليس شرطا أن يكون الإعلامي متخصصا متعمقا في كل العلوم بل يكفي أن يعرف الكثير عنها ، وأن يملك العدة الضرورية التي تعينه على أداء مهامه وفي مقدمتها : الموهبة التي يودعها الخالق تبارك وتعالى في من شاء من خلقه ،ومنها صفات مكتسبة ،وهي تلك التي يوجدها الإعلامي بطرق عدة ؛ فإذا سلمنا بأن الموهبة 00 هي أساس النجاح ، فإن صقلها بالاطلاع والقراءة العلمية الواعية تزيدها رسوخا ، وتعطيها صفة الإبداع 0
وأن يملك القدرة على فهم ما يقرأ ، أو يسمع أو يرى ، قادرا على تحليل ذلك ، مستبطنا للأمور بصورة واعية ونظرة نفاذة ، وأن يتمتع بقدر كبير من التوازن 0
ومن المهم أن يحظى الإعلامي بصفة القبول عند الآخرين ، فلا يكون كز الخلق ، ثرثارا ، بل يجب أن ينأى بنفسه عن شخصية التوجه وأنانية المقصد ، كما يجب أن يكون عادلا منصفا مع المتحاورين ، وألا يكون مبالغا ، ويبتعد بنفسه عن المهاترات ، وأن يتحلى بالصدق مع نفسه والآخرين 0
4 ـ سمات عملية :
على رجل الإعلام أن يتحسس مشكلات مجتمعه ويتفاعل معها ، وهذا التفاعل يرتبط بأمر آخر هو قدرة الإعلامي على خلق صداقات مع الذين سيكونون مصدرا مهما لجمع المعلومات 0

وإذا تجاوزنا هذه المرحلة " مرحلة توفر الأدوات " فإنه ينبغي توفر مقومات أخرى تخص كل فن من فنون الإعلام ومن ذلك :

ـ أن يحدد الهدف من الموضوع ، والأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قبل أن يحدد إجراء التحقيق الصحفي أو اللقاء الإذاعي أو إقامة ندوة ما 00
ـ معرفة كل ما يتصل بالموضوع الذي سيطرحه أو الشخصية التي سيتحاور معها 0
ـ أن يكون الإعلامي واثقا من نفسه ملما بأصول الحديث 0
ـ استخدام وسائل الإيضاح والبراهين 00 مثل الصور والرسوم التي تعرض الحقائق 0
ـ الصياغة الواضحة والمركزة التي تناسب جمهور القراء أو المستمعين 00 أو المستهدفين بالموضوع 0
ـ اختيار العناوين الجذابة البعيدة عن التهويل والخداع 0
ـ التوقيت 00 أي تخير وقت نشر الموضوع أو إذاعته أو بثه 00 كأن نركز على إبراز مكانة المعلم في المجتمع في " يوم المعلم " من خلال الإذاعة المدرسية والصحافة المدرسية ، والمسرح ، وإقامة الندوات 00 وبالمقابل من الخطأ أن نكتب عن الإجازة في وسط العام الدراسي بل ينبغي التركيز على شرح الدروس ، ومحاولة تبسيط العلوم التي قد تخفى على الطلاب من خلال وسائل الإعلام المدرسية 0
هذا بالنسبة لكل إعلامي 00
ويزيد الإعلامي العامل في الميدان التربوي :
الصفات الخاصة:
1 ـ أن يكون فاهما لسياسة التعليم 0
2 ـ أن يلم بأجهزة التعليم ، وجوانب العملية التربوية ؛ كالمناهج والمعلمين والطلاب والنشاط المدرسي 00
3 ـ أن يكون مطلعا على كل جديد في مسيرة التعليم 0
4 ـ أن يكون على علاقة دائمة بقضايا التربية والتعليم سواء في أجهزة الدولة أو تساؤلات الناس وقضاياهم 0
5 ـ أن يكون قارئا ، ومتابعا ، ومشاهدا ، ومستمعا جيدا لكل وسيلة إعلامية مفيدة 0
أولا ـ الوسائل المقروءة :
1 ــ الكتاب : رغم انتشار الوسائل التعليمية بأشكالها المتنوعة ، وتطورها ، إلا أن الكتاب سيظل الأكثر استخداما في حفظ ونقل المعارف والعلوم والمفاهيم والقيم 0
ويمكن استثمار الكتاب المدرسي للانطلاق نحو تكوين قاعدة معلوماتية تستخدم عند البدء في العمل الإعلامي ، ويقترح في هذا الجانب التالي :
ـ استثمار القصص والروايات ومواضيع الأدب العامة ، " لمسرحة المناهج" أي تحويلها إلى عمل مسرحي يؤدى على خشبة المسرح ، ويبث في الإذاعة ، وينشر في نشرة المدرسة ، مما يساعد على تقريب المعلومة إلى ذهن الطالب ، وهنا ينبغي الإشارة إلى أهمية مراعاة سن الطلاب ، واستعداداتهم وخصائصهم الفسيولوجية
ـ نشر حلول لمسائل علمية وغيرها في نشرة المدرسة أو نشرة المادة ، من خلال جهود الطلاب ، ويمكن أيضا أن تطرح على شكل مسابقة 0
ـ الاستفادة من كتب مساعدة أخرى لحل المسائل ، على أن تكون مرخصة من الوزارة 0
ولا يمكن التساهل بالدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه المكتبات العامة إذا ما استطعنا أن نجعلها محفزة للزيارة بتزويدها بالجديد من الكتب ، والتي تناسب جميع الأعمار ، إضافة إلى تنفيذ الحملات الإعلانية التي تحث على زيارتها والاستفادة منها0
وتعد مكتبة المدرسة أنموذجا مصغرا للمكتبات العامة ، وتمتاز بنوعية الكتب التي أمنتها وزارة المعارف بإشراف مباشر من التربويين المعنيين 0
2 ـ الصحيفة : ويمكن تعريف الصحيفة بأنها : النافذة التي يرى منها الفرد العالم ، وتدخل الصحف والمجلات العامة " التجارية " ضمن الدوريات التي تمثل حلقة اتصال مهمة بين أفراد المجتمع بكل طبقاته ، وتتميز : بالجدة ، وسهولة الحصول عليها 0
ويمكن للاستفادة من الصحف والمجلات اتباع التالي :
ـ تثبيت الصحيفة على حامل في مكان بارز في المدرسة بحيث يتصفحها جميع الطلاب والمعلمين ، أو في إدارة التعليم لتكون أمام العاملين ، وهذا سيزيد من تفاعل الطلاب مع الصحف المحلية ، وبالتالي زيادة ثقافة المجتمع 0
ـ متابعة الأخبار والمقالات التربوية ، وبثها من خلال الإذاعة المدرسية أو التلفزيون التعليمي ، أو من خلال نشرة المدرسة ، ويمكن أن توزع على الطلاب على هيئة ملف صحفي يومي أو أسبوعي أو فصلي 0
ـ تعد الصحيفة وسيلة مهمة للتثقيف العلمي والمهاري من خلال تعلم فنون العمل الإعلامي : الخبر ـ التحقيق ـ الحوار الصحفي 000
ـ تدريب التلاميذ على مهارات كثيرة منها : القراءة السريعة الفاحصة ، التعبير ، الحوار البناء 00
3 ـ اللافتة : تعتمد على الجملة المعبرة الواضحة ، وعادة ما تستخدم في عمليات الإرشاد والتوجيه ؛ كأن تشير اللافتة إلى مكان مناسبة ما ، ومن ذلك اللافتات التي توضع على أبواب المدارس التي توضح اسم المدرسة ومعلومات عنها ، وتتميز بسهولة نقلها من مكان إلى آخر بحسب الحاجة 0
ومن الاستخدامات العملية للافتة في مجال الإعلام التربوي :
ـ تدريب الطلاب على حسن الخط إذا كتبت باليد ، أو باستخدام الكمبيوتر 0
ـ تستخدم للإعلانات العامة عن مناسبات تربوية 0
ـ يمكن أن تستخدم على هيئة لوحات مضيئة ، وعادة ما تكون من الوسائل الناجحة التي يمكن مشاهدتها من على مسافات بعيدة 0
4 ـ الملصقة : تظل الملصقة من الوسائل الإعلامية الفعالة 0
ومن أهم شروط نجاح الملصقة :
ـ وضوح الهدف وبساطة المضمون 0
ـ الاتزان : أي الانسجام بين محتويات الملصق 0
ـ التركيز على فكرة واحدة 0
ـ الاختصار في الكلمات المكتوبة والتركيز على الصورة المعبرة 0ـ استخدام الألوان الملفتة للانتباه 0
وهي ضمن الصور التي تعمل على نقل الفكرة بشكل مصور ، ويكثر استخدامها لأغراض التوعية العامة ، كما أنها تستخدم في المدرسة للمساهمة في تحقيق الأهداف التربوية ، ولها استخدامات عديدة مثل : الدعايات 0
ومن أهم ما ينبغي مراعاته عند وضع الملصقة أن تكون سهلة الإزالة بعد انتهاء الغرض منها ، وهنا ينبغي التنبيه إلى أنه لكي يحقق الملصق أهدافه فيجب عدم عرضه لمدة طويلة مهما كانت درجة قوته ، حتى لا يفقد فاعليته وتأثره 0
5 ـ المطوية : وتتميز المطوية بسهولة حملها وتوزيعها ، إضافة إلى إمكانية طباعة كمية كبيرة منها بأرخص الأسعار 0
وعادة ما تركز المطوية على موضوع واحد فقط ، وتتناوله شرحا وتحليلا ، وبأسلوب مبسط ومفهوم للمستهدفين 0
وتعد المطوية من أفضل وسائل الإعلام في المناسبات العامة ، ومفيدة أيضا للتركيز على موضوعات معينة في المنهج الدراسي 0
6 ـ الشعار التربوي : هو رمز لهدف نسعى إلى تحقيقه ، وينبغي عند التفكير في رفع شعار ما ، أو عند التخطيط لمشروع تربوي حسن اختيار التراكيب اللغوية ، وشموليتها ، وسلامتها من الأخطاء ، إضافة إلى إمكانية تحقيق بنود ذلك الشعار 0
ومن المناسب عند التخطيط لتنفيذ حملة إعلامية تربوية أن نضع لها شعارا معينا ، يرمز إلى هذه المناسبة ، ونوظف جميع وسائل الاتصال لمساندة هذه المهمة ، ومن ذلك : ونشرات ـ مطويات ـ مسرح مدرسي ـ إذاعة مدرسية ـ ندوات ـ محاضرات 00
وسائل مسموعة وسمعبصرية :

1 ـ الحاسب الآلي : في الوقت الذي يلقى فيه موضوع تأثير التقنية المعاصرة على العملية التعليمية والتعليمية اهتماما عالميا ، فإن تأثير ظهور الحاسوب في التربية والتعليم أخذ أبعادا جديدة وعناية خاصة بالنظر لما يشكل من تغيير جذري في أساليب واستراتيجيات التعلم ، وقد بدأ الاهتمام بالحاسوب في أواخر الأربعينيات الميلادية ، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية 0
ونتيجة لثورة المعلومات ونمو صناعة الحواسيب ، فإن المدرسة تواجه جمله من التحديات الآنية والمستقبلية 0
وهناك شعور عام في غالبية الدول النامية والمتقدمة يميل إلى الاعتقاد بأن المجتمع يشهد تحولا نحو الحوسبة ، ويقصد بذلك اعتماد كثير من مناشط الحياة على الحاسوب ، مما ولد شعورا أعمق بالمسئولية الجماعية ، وتجسد ذلك الشعور عند المربين بأهمية التعايش مع متطلبات التسارع التقني المتجددة 0
ويبرز دور الحاسوب كأداة تعليمية في تأكيد الاتجاهات التربوية الحديثة على التعلم الذاتي ، وزيادة مسئولية الفرد عن تعلمه ، إضافة إلى تزايد الحاجة إلى تفريد التعليم ليتـماشى مع قدرات الفرد واحتياجاته ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين 0
ويمكن للاستفادة من الحاسوب اتباع التالي :
ـ تشجيع الطلبة على تعلم التعامل مع الحاسب الآلي 0
ـ تنويع طرائق التدريس من خلال استخدام الحاسب الآلي في الشرح PAWER BOINT 0
ـ التعلم عن طريق الحاسوب : وهو من أكثر أدوار الحاسوب التعليمية ارتباطا بالتعليم من حيث المحتوى العلمي الذي نستعمل فيه برمجيات محاكاة وألعاب تربوية ، واستخدام الحاسوب أداة لجمع البيانات وتحليلها وتنظيمها 0
ـ التعلم من الحاسوب : وهو من أكثر أنماط استعمال الحاسوب استعمالا ، وذلك بالاستفادة من برامجة التعليمية المتنوعة 0
ولا يقتصر دور الحاسوب في عملية التعليم والتعلم بل يتعدى ذلك إلى فوائده العديدة للمعلم ومدير المدرسة لإنجاز المهام الإدارية مثل : تحضير الدروس ـ إعداد الاختبارات ـ تحليل النتائج ـ عمل الملفات والجداول ـ تكوين قواعد البيانات 0
وتعد "الإنترنت" أهم وسيلة إعلامية على الإطلاق في الوقت الراهن ، وذلك لعالميتها، وسهولة استخدامها ، إضافة إلى غزارة المعلومات وتنوع مصادرها 0
لذلك فإن الحاسب الآلي يعد من أهم مصادر التعلم حاليا ، وينظر إلى " الإنترنت " على أساس أنها الوسيلة الأهم والأكثر فاعلية في عملية التفاعل والاتصال المحلي والعالمي ، وهنا تظهر محاذير عديدة ينبغي على المعلم أن يدركها ، ويناقشها مع طلابه 0
ومن فوائد شبكة الإنترنت :
ــ البريد الإلكتروني : ويعني تبادل المراسلات والمحادثات بين طرف وآخر أو عدة أطـراف ، وقـد يكون ذلك في الوقت الحالي أو تسجل ليراها المستفيد حسب رغبته 0
ــ الحوار وتبادل الآراء : من ن خلال جميع فنون العمل الإعلامي 0
ــ الدراسة العلمية : حيث يمكن الحصول على المعلومات العلمية والمنهجية والاقتصادية والطبية 00 وغيرها 0
ــ الإعلام : فقد ساهمت الإنترنت في توسيع حركة النشر وزيادة عدد قراء الصحف0
ــ ألعاب وتسالي 0
ــ معجم علمي واسع : ويشمل جميع العلوم والمعارف 0
2ـ التلفزيون التعليمي :

أ ـ نشأة التلفزيون : يرجع الفضل في اختراع التلفزيون إلى العالم البريطاني جون بيرد الذي تمكن من إخراج فكرة التلفزيون من حيز النظريات والتجربة إلى الإنتاج الحي والفعلي حين استطاع عام 1934 م نقل صورة باهتة لدمية ليطور ذلك إلى الإرسال والاستقبال الذي نعرفه الآن 0(التصوير الإعلامي للدكتورمحمد سويلم) 0
ويلعب التلفزيون دورا حيويا في مجالات الإعلام والاتصال الجماهيري لما يملكه من حاستي السمع والبصر في إبهار المشاهد 0
ولهذا فإنه يمكن أن يستثمر التلفزيون لتقديم المعلومات والأفكار والسلوكيات المرغوبة ، وتشير الدراسات إلى أن الطفل على وجه الخصوص الذي تجاوز عمره سن الثالثة يقضي سدس ساعات يقظته اليومية أمام شاشة التلفزيون ، فإذا بلغ سن السادسة تكون المدة التي يقضيها في متابعة برامج التلفزيون معادلة لتلك المدة التي يقضيها في المدرسة ( إعلام الطفل د0 محمد معوض ) 0
ومسئولية التلفزيون لا تقتصر على تقديم البرامج الترفيهية فقط ، بل إن عليها مسئولية أكثر عمقا ، ومن ذلك : توجيه الطلاب إلى أسس التفكير السليم ، وكيفية البحث عن المعلومة 00 مع مراعاة ضرورة تطابق مضمون ما يقال مع الصور الحية المعروضة 0

ب ـ أهمية التلفزيون في التعليم :
ـ يعتبر من أكثر الوسائل تمثيلا للواقع بما يمثله من مادة مصورة بألوان طبيعية وصوت حقيقي 0
ـ تعدد إمكاناته من : مناقشة ـ حوار ـ تمثيل ـ تعليق علمي 00
ـ تجاوز البعدين المكاني والزماني ، إذ يمكن أن يصور لك قصصا من التراث ، وينقل لك صورة حية من التعليم في اليابان على سبيل المثال 0
ـ عند إنتاج العمل التلفزيوني التعليمي يمكن حشد أفضل الكفاءات في المادة التعليمية ،والإخراج والتصوير 00
ـ التغلب على نقص المواد والكفايات الفنية من معلمين ومواد تعليمية ومختبرات 0
ـ التحكم في وقت البث 0
ـ التشويق المبني على الإثارة وإعادة اللقطات والإخراج الفني 0
ـ قدرته على توظيف مختلف الوسائل التعليمية من رسوم وصور وشفافيات 00 في البرنامج الواحد 0

ج ـ هناك نظامان أساسيان للتلفزيون التعليمي هما : التلفزيون ذو الدائرة المفتوحة ، والتلفزيون ذو الدائرة المغلقة ، وفيما يلي مقارنة بين النظامين :

التلفزيون ذو الدائرة المفتوحة التلفزيون ذو الدائرة المغلقة
ـ لا يختص بمجتمع معين أو عمر محدد 0

ـ لا يمكن تقديم عروض حية من قاعة الدرس أو المختبرات 0
ـ أكثر انتشارا 0
ـ لا يستطيع المعلم مشاهدته قبل الإلقاء0
ـ أسرع في نقل الأحداث الطارئة 0
ـ ملتزم بأوقات محددة يختص بمجتمع تعليمي مثل : الجنس ـ العمر0
يمكن ذلك 0

أقل انتشارا مقارنة بعدد المستفيدين 0
يمكن مشاهدته قبل البث 0
لا يستطيع مجاراة الأحداث 0
أقل تأثرا بعامل الوقت 0

ويعد التعليم المصغر عن طريق التلفزيون شكل من أشكال الدائرة المغلقة ، يكون فيه عدد الأشخاص المتعلمين قلة ، بحيث يسمح عددهم بزيادة المناقشة ، ويمكن المعلم من قياس مهارة ما عند تلميذه كأن يتم تسجيلها أمام زملاءه وبذلك يمكنه من تقويم أداءه 0




د ـ إذا تجاوزنا دور التلفزيون العام فإن من المهم أن نتوقف ونتأمل معا ما يمكن أن تسهم به المدرسة عن طريق التلفزيون التعليمي ومن ذلك :

ـ توفير كاميرا " فيديو " ، وتسجيل برامج درامية وتعليمية على أشرطة VH ، وإدخال المؤثرات الصوتية المناسبة عن طريق أجهزة المونتاج الخاصة ، وهي كثيرة ومتنوعة ومتوفرة في المحلات التجارية المتخصصة التي لا تحتاج إلى جهد مكثف ، بحيث تنفذ جميع العمليات من تأليف وتصوير ومونتاج عن طريق الطلاب
ـ إنشاء نوادي مدرسية للمشاهدة الجماعية : بحيث يخصص ساعة في الأسبوع للاطلاع الجماعي على البرامج التلفزيونية بتواجد جميع طلاب المدرسة إن أمكن أو طلاب الفصول وفق جدول محدد 0
ـ تسجيل البرامج التربوية المناسبة من المحطات التلفزيونية العامة ، ومنها الدروس التعليمية وبرامج التثقيف العام في السلوك والعلاقات 00 وغيرها ، وعرضها على الطلاب للاستفادة منها ، وتقويمها ، ونقدها 0
ـ تصوير وتوثيق الأنشطة المدرسية من : ندوات علمية ، ومحاضرات 0

هـ ــ خطوات إنتاج برنامج تعليمي متلفز :

أولا ـ مرحلة الإعداد : وهي الأساس ،و تشمل هذه المرحلة : تحديد الهدف ـ تحديد الفئة المستفيدة ـ اختيار المحتوى العلمي ـ جمع المعلومات ـ الشروع في كتابة النص المناسب 0
ثانيا ـ مرحلة الإنتاج : وهنا يتم تنفيذ ما كتب على الورق عمليا ، وذلك بالتعاون مع جميع عناصر العمل الفني 0
ثالثا ـ مرحلة المونتاج : أي اختيار أفضل اللقطات للعمل ، حيث يتوجب تصوير أكثر من لقطة للمشهد الواحد 0
ـ عناصر العمل التلفزيوني : إذا افترضنا أننا أمام إنتاج عمل تلفزيوني ميداني بعنوان " تجارب تربوية " الذي يقوم بتوثيق البرامج والنشاطات المتميزة في الميدان التربوي ، فإن عناصر العمل : مقدم ـ مصور ـ مخرج ـ منتج ـ صوت ـ صورة ـ إضاءة ـ وقد يحتاج الأمر إلى مساعدين لكل هؤلاء 0
ـ بعد الانتهاء من العمل تأتي مرحلة العرض وهنا يجب على المعلم : مشاهد الفيلم كاملا لمعرفة مدى مناسبته ـ تلخيص موضوع الفيلم بشكل مكتوب ـ تحديد أسئلة تقويمية ـ تشويق الطلاب عن طريق المناقشة لفكرة الفيلم ـ تجهيز المكان المناسب ـ شرح النقاط الغامضة
ـ بعد العرض طرح الأسئلة ، وكتابة التقارير وإجراء التجارب وربما القيام بالزيارات الميدانية التي تعزز فكرة الفيلم 0
وأخيرا فإن الأجهزة المتصلة بالتلفزيون التربوي كثيرة ومتنوعة ، وتختلف درجة دقتها وجودتها من نوع لآخر ومنها : أجهزة يوماتيك ـ أجهزة الفيديو نظام بيتــا BETAـ أجهزة الفيديو نوع ( VHS ) 0
3 ـ السينمـــا : تتشابه الأفلام السينمائية في بعض الصفات مع التلفزيون 0
حيث يجمع كلاهما عنصري الصوت والصورة ، وإمكانية شرح معلم المادة من خلالهما إضافة إلى عنصري التشويق ووحدة المكان والزمان 0
ويكفي أن نذكر أن الإعداد الجيد لفيلم سينمائي للتعريف بالمدرسة بشكل علمي دون مبالغة أو دعاية يسهم في انضمام أعداد كبيرة من الطلاب إلى هذه المدرسة أكثر من أي مدرسة أخرى لا يوجد لديها أي وسيلة إعلامية 0
والأمر ينطبق على العمل التربوي تماما ، حيث يمكن أن نصور المواد الدراسية باستخدام السينما ، وهذا سيعطي الموضوع الإثارة التي ننشدها وبالتالي الإدراك والفهم 0
4 ـ المسرح : المسرحية عبارة عن قصة تمثيلية تعرض موضوعا أو موقفا من خلال حوار يدور بين شخصيات القصة ، وتدور أحداثها عن طريق الصراع بين مواقف واتجاهات الشخصيات ، ويتطور الموقف حتى يبلغ ذروته ، ثم ينتهي الأمر بانفراج الموقف والوصول إلى الحل المرغوب 0
وقد تنقسم المسرحية إلى عدة فصول ، وقد تكتفي بفصل واحد 0
ويتكون هيكل المسرحية من ثلاثة أجزاء رئيسية هي (1) العرض ، ويأتي عادة في الفصل الأول ، حيث يتكشف موضوع المسرحية وشخصياتها (2) التعقيد : وهو الطريقة التي يتم بها تتابع الأحداث في تسلسل منطقي 0 (3) الحل : وهو الختام وتكشف العقدة وبالتالي الوصول إلى الحل 0
وللمسرحية أسس مهمة هي : الفكرة : ويقصد بها مضمون القصة ، والحكاية : وهي بمثابة جسد الفكرة ، وتوزيع الأدوار ، والشخصيات : وهم أبطال المسرحية ، والصراع : وهي لب المشكلة وتعقيداتها ، والحوار : ويعني فصول الحديث وأحداث المسرحية المبنية على المناقشة والحوار والمناقشة والتصرفات 0
5 ـ الإذاعة : هي الانتشار المنظم الموجه بواسطة جهاز الراديو ، للمواد الإخبارية والثقافية والتعليمية 00
وتنبع أهمية الإذاعة من عدة خصائص منها : سرعة الانتشار ـ قدرتها على الجذب ـ استطاعتها تخطي حواجز المستمع إضافة إلى تخطيها الحدود الجغرافية والسياسية ( أنظر باب الإذاعة المدرسية ) وسائل عملية :

1 ـ المعرض : هو عبارة عن موقع مكاني خاص ، يعرض من خلاله مختلف الإنتاج المتعلق بموضوع المعرض وأهدافه وأشكاله بطريقة منظمة متوازنة 0
وتتلخص أهداف إقامة المعارض في : نشر وتبادل المعلومات ـ التعريف بالمنتج سواء للتسويق أو للتعريف أو خلق انطباع معين لدى الجمهور ـ بث روح التنافس الشريف ـ اكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها 0
وينبغي عند إقامة المعرض مراعاة التالي :
ـ اختيار الموقع المناسب بحيث يسهل الوصول إليه 0
ـ يكون المكان مضيئا وصحيا وفسيحا 0
ـ تحديد الهدف من إقامة المعرض ، والنتائج المرجوة من خلاله 0
ـ ضرورة مشاركة كل الطلاب في إقامة المعرض 0
ـ تقسيم المعرض إلى عدة أجنحة أو أقسام ، حسب الهدف من إقامته 0
ـ تحديد التكاليف المادية والاحتياجات العامة من الكوادر ، وتوزيع الأدوار بينهم ، وهنا ينبغي إشراك القطاع الخاص في تمويل المعرض 0
ـ تحديد موعد افتتاح المعرض والشخصية التي ستفتتحه ( مسئول تربوي ) وأيام ووقت الزيارة ، وإعداد مطوية تعبر عن المناسبة ، وتوضح للزائر كل المعلومات حول المعرض ومحتوياته ، وأوقات الزيارة 0
ومن أنواع المعارض : المعارض العلمية ـ المعارض الأدبية والثقافية ـ المعارض التعريفية 00

2 ـ الزيارة :
من أهم وسائل التواصل العملي والإنساني : الزيارات المتبادلة بين المدارس والمعلمين والطلاب ، ولكي تحقق الزيارة أهدافها يجب مراعاة التالي :
ـ تحديد الهدف من الزيارة 0
ـ إخبار الجهة أو الشخص المقصود قبل الموعد بوقت كاف 0
ـ اختيار مجموعة من الطلاب ، وهنا قد يكونوا من الموهوبين أو المتفوقين أو ربما الكسالى وضعاف التحصيل العلمي بناء على الهدف العام من الزيارة 0
ـ تحرير الأسئلة والمحاور إن كانت الزيارة علمية أو تربوية أو كان لها علاقة بأي عمل إعلامي تربوي 0
ـ إعداد تقرير بعد الزيارة 0
وتتنوع أهداف الزيارة ، فمنها : الزيارة الإنسانية كزيارة مريض في المستشفى ، ومنها : زيارة استكشافية : للاطلاع على تجربة معينة أو مشروع تعليمي معين وتكوين فكرة عامة حياله ومن ذلك : زيارة المتاحف والمراكز التعليمية ، والزيارة العلمية : التي تبحث في العلوم وتعزز المعلومات وتنميها ، وقد تكون زيارة إعلامية صرفة لتسليط الضوء على منتج استهلاكي يفيد المنتج ، ومن ذلك دعوة المدارس لزيارة مصانع لأنواع المنتجات الاستهلاكية المختلفة ، ومنها الزيارة التربوية كأن تتم زيارة قسم معين في الجامة أو زيارة مدير التعليم 00

3 ـ الرحلة : وعادة ما تتصف بروح المغامرة والتحدي ، وهي من أكثر وسائل الاتصال التي تنمي في المشاركين روح التعاون والألفة والمحبة 0
ولعل في برامج وأنشطة الكشافة ما يدل على هذا الجانب ، ويعزز النظرة إلى هذه الوسيلة التواصلية المهمة 0
وينطبق على الرحلة ما ينطبق على الزيارة إلا أن الرحلة تحتاج إلى عناية أكثر لأنها عادة ما تستغرق وقتا أطول ، واحتياجات من نوع خاص بحسب مدتها ووجهتها والهدف منها 0
4 ـ المسابقة : وهي نوع من النشاط القائم على المنافسة الصحية بين الطلاب ، وقد تكون مسابقة علمية أو رياضية أو أدبية
ومن أشهر أنواع المسابقات الإعلامية : سباق المدارس في المنطقة التعليمية التي تقوم على المنافسة بين طلبة المدارس تنهي بفوز إحدى المدارس وحصولها على لقب البطولة ، وهنا يحدث الانتشار الإعلامي لهذه المدرسة وطلبتها ومعلميها 0
ويجب في المسابقة أن نحدد جوائز عينية أو مادية للفائزين ، وتكون محور تنافس المتسابقين 0
ويمكن أن نستثمر المسابقات لتعزيز قيم تربوية في نفوس التلاميذ أو محاربة عادات وممارسات خاطئة في المجتمع ، كتوجيه أسئلة علمية أو إجراء بحوث تربوية 00 تجاه ظاهرة التعصب الرياضي 00
ومن فوائد المسابقة البارزة : تعويد الطلاب على البحث والتقصي وتدوير المعلومات ، وبالتالي زيادة حصيلة الطالب العلمية
5 ـ النشاط : والحديث عن النشاط الطلابي يقودنا إلى الحديث عن جميع جوانب العمل الإعلامي ، وكافة عناصر العمل التربوي أيضا ، لكن يمكن أن نقرر بأن المنافسات الرياضية والاجتماعية والثقافية 00 من أكثر وسائل الإعلام والاتصال تطبيقا في مدارسنا اليوم 0
6 ـ الإعلان التربوي :

أ ـ تعريف الإعلان التربوي : هو نشاط إداري تربوي منظم يستخدم أساليب ابتكارية للتواصل مع الوسط التربوي ، باستخدام وسائل الاتصال الجماهيرية ، بغرض : التأثير الواعي المدروس ، سواء لنشر قيمة تربوية وتعليمية ، أم للتعريف بمنتج استهلاكي معين بما يدر أرباحا مادية تسهم في خدمة تعليمية جماعية أفضل ، أم لتحقيق الغرضين معا ، مراعية في ذلك السياستين التعليمية والإعلامية في الدولة 0
وإذا كانت الإعلانات التجارية وسيلة تسويقية للخدمات والسلع لا تقارع فإن استخدامها بشكل مدروس في تعزيز القيم التربوية أمر محمود ومطلوب أيضا ؛ إذ أن للإعلان دورا أساسيا في نشر المعلومات وتوسيع نطاق الدائرة التربوية ، الأمر الذي يساعد على زيادة معدلات التحصيل ورفع المستوى العلمي للتلاميذ بصفة عامة
ووظيفة الإعلان لا تنتهي عند حد توصيل المعلومة ، بل الأهم هو إحداث آثار محددة تتخذ شكل معاني ومفاهيم يقتنع بها الطالب وتكون سلوكا في حياته 0
ب ـ أشكال الإعلان التربوي :
1 ـ الإعلان التربوي الهادف إلى نشر المعلومات والقيم التربوية في المجتمع المدرسي ، وكمثال على ذلك : الإعلان في وسائل الإعلام المدرسية عن تنظيم محاضرة في موضوع ما في مكان وزمان معلومين 0
2 ـ الإعلان التربوي الهادف إلى توفير مردود مالي محدد لتمويل مشروع تعليمي للمدرسة مع ضرورة مراعاة الضوابط العامة للإعلان ، ومن ذلك الحصول على موافقة صريحة من مدير التعليم أو مدير مركز الإشراف التربوي الذي تتبعه المدرسة 0
ومن أمثلة ذلك : الاتفاق مع محل تجاري لوضع شعار المحل و عنوانه أو تصميم إعلان معين للتعريف بالمحل وأنشطته مقابل طباعة نشرة المدرسة ، أو توفير الأدوات اللازمة لعمل مسرحية تربوية باستخدام أحدث النظم الفنية ، أو تجهيز مقصف المدرسة ، أو توفير جوائز عينية للطلاب الفائزين في مسابقة المدرسة 00وغير ذلك من الأنشطة التربوية 0
3 ـ ويمكن أن يحقق الإعلان التربوي الغرضين السابقين معا مثل : تنفيذ حملة إعلانية عن طريق جميع وسائل الاتصال بالمدرسية للتوعية بأهمية المحافظة على المبنى المدرسي والأجهزة التعليمية ، بحيث تتكفل مؤسسة تجارية كامل مصاريف الحملة أو جزء منها 0














الخاتمة
من المبادي الأساسية التي لايمكن تجاهلها أو التغافل عنها، هو أثر المحيط القوي والفعال في تكوين شخصية الفرد. فالطفل في بداية ولادته يأخذ بالتأثر والانفعال بالمحيط، ويبدأ بالتفاعل معه والاكتساب منه... فيقتبس مختلف انماط السلوك والمعتقد وأساليب العيش والانحراف، فللوالدين وسلوك العائلة ووضع الطفل فيها مثلاً دور كبير في بلورة شخصية الطفل وتحديد معالمها، كما للمعلم وأصدقاء الطفل وللمجتمع ووسائله الفكرية والاعلامية وعاداته وأسلوب حياته سلطان كبير على سلوك الطفل وتفكيره، غير أن من الامور المهمة التي يجب أن نلاحظها هنا، وانطلاقاً من فلسفة الاسلام العامة، هي أن العالم الخارجي بالنسبة للانسان وبمختلف مصادره، ومع شدة تأثيره لايقرر كلياً وبصورة حاسمة والى الابد مواقف الانسان وشخصيته، بل الارادة والقوة الذاتية سيكون لهما الدور الفعال في تحديد السلوك والمعتقد. ذلك لان الإنسان في نظر الإسلام حُر مختار يمكن أن يتصرف في اختيار المواقف وتحديد أنماط السلوك، ولكن هذه الإرادة كما هو واضح تنمو مع الطفل وتقوى كلما نما وقوي حتى تكتمل وتنضج مُواكِبة نمو واكتمال شخصيته العامة، وأما في مرحلة الطفولة فسيكون للعالم الخارجي ولموضوعاته الأثر الأكبر والبالغ الأهمية في تشكيل الذات وتكوينها، لانعدام الإرادة والقدرة أو ضعفها عن التمييز والاختيار في هذه المرحلة. ومن الواضح أن تأثير العالم الخارجي ـ البيت والمدرسة والمجتمع ـ لايقف عند مرحلة الطفولة، بل إنّ مايشاهده الطفل، أو ينفعل به، أو يسمعه، أو يعاينه، يبقى ذا مغزى ومدلول عميق مترسباً في أعماق العقل الباطن، يفعل ويؤثر، وينازع الإرادة في المستقبل ويقلقها ويثير المتاعب أمامها، أو على العكس من ذلك إذا كان مما وافقها.

فريج المرر
28-04-2007, 11:48 PM
الله يعطيك العافية اخويه،،
ونتريا يديدك ،،

الجوـوـوـوـري
29-04-2007, 12:01 AM
الله لايهينك،،،،،

د.فالح العمره
29-04-2007, 11:49 PM
مرحبا بش اختي الفاضله فريج المرر

ولا هنتي على الحضور

د.فالح العمره
29-04-2007, 11:50 PM
مرحبا بش يالجوري ولا هنتي على الحضور

سعيّد ابوجعشه
29-05-2007, 10:49 AM
بيض الله وجهك على هذا المجهود يـــ أبوبدر

ولا هنت طال عــمــرك

د.فالح العمره
01-06-2007, 04:46 PM
مرحبا بك يا بو محمد ولا هنت على الحضور

عـسـاه خـيـر
21-08-2007, 01:13 AM
الاخ فالح العمره
جزاك الله خير

د.فالح العمره
18-10-2007, 08:23 PM
مرحبا بك ولا هنت على حضورك

مملكة العجمان
25-02-2008, 09:15 AM
لله يعطيك العفية ///////////////////////////////////////////////////// بنظار جديدك

أبوفزاع
28-06-2008, 12:22 AM
الاخ القدير / ابومحمد

شكرا لك وجزاك الله كل خير وتقبل تحياتي

فطره
14-07-2008, 12:52 PM
مشكور اخوي فالح على ما قدمت

آلجـًٍـًٍآدلًٍ آلتـًٍرفًٍ
15-07-2008, 01:55 PM



آلدكتـًٍورًٍ ..فـًٍآلـًٍح


آبـًٍدآعًٍ قلـًٍم ليـًٍس كأيًٍ آبـًٍدآًٍع

يبقىًٍ آعـًٍلآمنـًٍآ مجـًٍردًٍ صفحـًٍآتًٍ متكـًٍررهًٍـ لـًٍ آعـًٍلآمـًٍ آلغـًٍربًٍ

مبـًٍدعًٍ بحـًٍقًٍ

دمـًٍت ودأًٍمـًٍ آللهًٍ توآجدًٍكًٍ ولآحيـًٍر آللهًٍ لكًٍ حبـًٍرآً بقلـًٍمًٍ

حر قطر
23-09-2009, 10:21 AM
الى الامام يا دكتور فالح

نايف بن غره
04-10-2009, 05:14 AM
بارك الله فيك د. فالح على الموضوع الطيب

وريث المجد
04-04-2010, 11:49 AM
شكراً د. فالح على هذا الموضوع وجزاك الله خير

الحيران
14-08-2010, 07:22 PM
د. فالح

أسأل الله أن يجزيك كل خير على ما تقدمه في هذا القسم

تقبل خالص التحية

محمدمحمد
12-09-2010, 10:17 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتكم
وفقكم الله طرح رائع وموضوع جيد

عربي مسلم
15-09-2010, 01:44 PM
جعل الله ما تطرحه في ميزان حسناتك

بالتوفيق

فتى الوادي
03-11-2010, 12:12 AM
الدكتور فالح العمره موضوع رائع بيض الله وجهك