المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والذي خبث لا يخرج إلا نكداً


د.فالح العمره
02-04-2005, 01:48 AM
أصل هذه القاعدة هو قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " (الحجرات: الآية 6) .

" يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله تعالى- في ( أضواء البيان: 7/628): وقد دلت هذه الآية من سورة الحجرات على أمرين:

الأول: أن الفاسق إن جاء بنبأ ممكن معرفة حقيقته، وهل ما قاله فيه الفاسق حق أو كذب، فإنه يجب فيه التثبت.

والثاني: هو ما استدل عليه بها أهل الأصول من قبول خبر العدل، لأن قوله تعالى: " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا " يدل بدليل خطابه، أعني مفهوم مخالفته أن الجائي بنبأ إن كان غير فاسق بل عدلاً لا يلزم التبين في نبئه على قراءة: فتبينوا، ولا على التثبت على قراءة: فتثبتوا، وهو كذلك ( انتهى كلام الشنقيطي).

إن الله عز وجل بيّن أن التثبت في خبر الفاسق واجب، فأول شيء قبل التثبت من الخبر هو النظر في حال صاحبه، هل هو عدل أم فاسق ؟

ولذلك ينبغي النظر في حال الجارح، فقد يكون بينه وبين المجروج عداوة، أو حسد وبغضاء، أو تنافس مذموم، أو هو من قبيل كلام الأقران بعضهم في بعض، أو يكون الجارح أصلاً غير مرضي في دينه وأمانته..الخ.

قال السخاوي في ( فتح المغيث 3/328): رأى ابن عبد البر أن أهل العلم لا يقبل فيهم الجرح إلا ببيان واضح، فإذا انضم لذلك عداوة فهو أولى بعدم القبول. (انتهى كلام السخاوي).

ويقول السبكي في ( طبقات الشافعية الكبرى 2/9): " بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه ، ونعمل فيه بالعدالة، وإلا لو فتحنا هذا الباب، أو أخذنا تقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون " ( انتهى كلام السبكي)(1).

ولا يعني ذلك رفض الحق، أو العدول عن النصيحة، أو عدم قبول النقد والتوجيه، كما لا يعني ذلك مخالفة الأثر الذي يقول: " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ".

ولكن المقصود من كلامنا هذا أن لا نقدم حسن الظن بأعداء الله وأهل السوء والفساد، بل ينبغي أن نكون على حذر دائم منهم، كما روي ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: " احذروا من الناس بسوء الظن"، وهؤلاء كما أخبر الله عنهم: " " كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمةً يُرضونكم بأفوافههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدّوا عن سبيله إنهم سآء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمةً وأولائك هم المعتدون " (التوبة 008-10).

لذلك يتحتم على المسلم أن ينظر في حال الجارح ومثير الشبه والتهم، فإن كان على غير صلاح وتقوى وأمانة وعلم فلا يصدق ما جاء به، ولا يقبل منه حتى يتثبت من كلامه ويتأكد من زعمه، قبل أن يكون المسلم أداة بيد هؤلاء.

نعم، قد يخرج الصواب ( أحياناً) على لسان العدو، وقد يصدُقك الكاذب، وربما ينطق المجنون بشيء من الحكمة، ولكن ذلك هو الشاذ القليل النادر، أما عادة العدو المكر، وشأن الكاذب الكذب، وديدن المجنون الهذر الذي لا ينفع ولا يفيد، فعلام نتثبث بالشاذ المخالف للعاده، ونترك الأصل الذي فطر الناس عليه، وصدق الله إذ يقول: " " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ". (الأعراف: الآية 58).


د.. علي الحمادي

العنيد
02-04-2005, 11:20 AM
بارك الله فيك استاذي الفاضل على هذه المعلووووومات القيمه وبارك الله فيمن كتبها الدكتور الحمادي...

د.فالح العمره
02-04-2005, 12:05 PM
وفيك بارك يا العنيد ولا هنت على جهودك وحضورك

ابن وعيل
02-04-2005, 01:15 PM
جزاك الله خير اخوي فالح على الموضوع الطيب

د.فالح العمره
03-04-2005, 12:42 AM
يا مرحبا يابن وعيل ولا هنت على الحضور

ابومحمد الشامري
03-04-2005, 01:46 AM
لا هنت يا ابو بدر ويا كثر الفاسقين في هذا الزمان الذين لا يرعون الله بتحري الصدق والابتعاد عن الكذب فهم يرمون الناس بالبهتان والزور فهم كجليس السوء الذي لا يأتي بخير كما ورد ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

د.فالح العمره
04-04-2005, 12:25 PM
يا مرحبا يا بو حمد ولا هنت على حضورك وتعليقك

جابر البطان
10-04-2005, 02:57 PM
بارك الله فيك وفي علمك وقلمك ونقلك وولدك

وجزاك بالخير في دنياك وآخرتك

أبوعمير

د.فالح العمره
10-04-2005, 03:09 PM
ارحب يا بو عمير ولا هنت على هذا الحضور والدعاء الصالح يا الغالي