المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نون النسوة .. ماذا بعد الخطبة ؟!


د.فالح العمره
30-03-2005, 02:33 PM
بسم الله وحده..



بدايـــــــة


منذ قرابة سنتين كتبت مقالات ضمنتها توقعاتي بمطالبة المرأة بإمامة المصلين وباتخاذ مساجد خاصة بهن، من خلال استقراء وقائع حركة المد العلماني في الغرب أولاً، وصداه التبعي في العالم الإسلامي.
وتوقعي وقاني شر الصدمة التي أصيب بها كثير من العلماء والمفكرين من جراء إمامة إحدى الأمريكيات للمصلين وخطبتها للجمعة في أمريكا..!

وكان مما كتبته ( إن فكرة العداء المفترضة بين الرجل والمرأة فكرة لا أساس لها من الصحة في الفكر المنطقي الصحيح ، حتى تقوم عليه نظرية كهذه تطالب بتهميش الرجل وانحياز المرأة إلى الأنوثة ضد الذكورة في صراع عنيف يتطلب منها تحديد موقعها وكتابة تاريخها من جديد ، ولا عجب إذا علمنا أن بعض اليهوديات قد أفلحن في إيجاد حقهن في تلاوة التوراة على حائط المبكى، بل ويتطرف الأمر إلى ضرورة مخاطبة الإله بصيغة المؤنث ....) ..!
لقد كان تأثير فكرة ( التمركز حول الأنثى ) كما يسميها المفكر ( عبد الوهاب المسيري ) تأثيراً قويا في أوساط النساء في العالم الغربي بشقيه الأمريكي والأوربي، وإن كان كل شق له طقوس خاصة به بناء على الخلفيات التاريخية.
ولا عجب أن تظهر مثل هذه التقليعات الفكرية في الغرب خصوصا وهو في اتجاهه ( ما بعد الحداثي ) ينتقل إلى أطوار تقتل إنسانية الإنسان وتسعى لجعله حيوانا يتمركز حول الطبيعة والمادة التي تجمع بينه وبين كل الأشياء المادية في الحياة، فوجوده مرتبط بلذته واستهلاكه، أما القيم فهي أمور نسبية لا قيمة لها تذكر أمام طبيعة الإنسان المادية ويمكن تجاوزها.

لا عجب..!

في ضوء هذه التقليعات الفكرية المتطرفة لا تعجب إذا سمعت بمشروع القرد الأعظم وهو إعلان على غرار إعلان حقوق الإنسان، ويبدأ هذا الإعلان الحقوقي بما يلي : ( نحن نطالب بتأسيس جماعة من القردة العليا من الأعضاء المتساوين في الحقوق تضم ما يلي : البشر _ الشمبانزي _ الغوريلا _ والأورنج أوتاج )..!!

حسنا إذا ..!!
في ضوء هذا أيضا لا تعجب بعد فترة حين تسمع بضرورة إدخال الكلاب والقردة إلى المساجد في صفوف بعض المتمسلمين ..!!



الليبراليون .. متأثرون مؤثرون ..!!


وكالعادة فإن الصدى الذي يدوي في العالم العربي والإسلامي يأتي على ألسنة وأقلام ( الليراليين ) التقدميين الجدد!!..
ولذلك في مقال سابق لي نشرته هنا نبهت إلى ذلك قائلا :
( وبقدر تطرف هذه الحركات بقدر ما يزداد المفكرون ( الليبراليون ) وأنصار النقد الثقافي من تحقير المرأة، واكتشاف مواطن التحيز ضدها، لإشعالها أكثر وسوقها في طريق ردة الفعل العنيفة.. حتى وصل الوضع إلى اتهام الدين بالتحيز...!! فدعت بعض الجمعيات النسائية في الغرب إلى خلق دين جديد ... وإله جديد يكون ( أنثى ) أو أنثى وذكرا أو لا أنثى ولا ذكر...)..!
القضية أيها السادة الكرام ليست كما تصورها بعض الفضلاء خلاف فقهي بين الراجح والمرجوح، فضلا عن إجماع أو حتى نص صريح .!
لو كانت القضية بهذا الحجم لهانت المسألة، ولكنها قضية أكبر إذ هي قضية صراع فكري، وإيجاد أماكن جديدة لهذا الأفكار المتطرفة هنا وهناك .
ولذلك أقول أيضاً ترقبوا تفسيراً نسوياً للقرآن الكريم من أمريكا أيضاً، يقوم بتأويل آيات القرآن وتحويل الضمائر المذكرة إلى ضمائر مؤنثة، وفق ( الموضة ) الفكرية الجديدة، خاصة وأن الخطيبة الأمريكية بروفسور في علم التفسير..!! ولها كتاب ( القرآن والمرأة ).!


أمريكا.. فرنسا وجهان لشيطان واحد ..!


ومن غير المستغرب أيضا أن تظهر هذه الصلاة ( الكَنَسِيّة ) في الولايات الأمريكية ( غير )! المتحدة ، لأنها _ في نظري _ تعد الحاضن الرئيسي لهذه الحركات المتطرفة، بحجية الديمقراطية الجديدة، التي لا تؤمن بالخصوصية بل تؤمن بالعداء للإنسان في صورته المكرمة، وتريد منه أن يكون الإنسان الاستهلاكي في حريته المطلقة التي لا حدود لها ..!
ولذلك فإن المجتمع الأمريكي أبداً لن يرضى بفئة ذات خصوصية أخلاقية وفكرية تختلف معه في القيم، لذلك كان من الضروري والضروري جداً صهر هذه الأقلية ضمن النسيج الأمريكي الطبيعي المادي..!، خاصة بعد ( بعبع ) الإرهاب الذي أخاف القوة العظمى في العالم..!!
وإذا انتقلت العدسة إلى فرنسا فسوف نجد الدعوة المحمومة نحو ( الإسلام الفرنسي ) التي تجلت بعض مظاهرها في منع الحجاب باسم الحرية وعدم التعصب الديني ..!
وليست فرنسا فحسب في المجتمع الأوربي راعية هذا المشروع الصهري والقهري للخصوصية عموماً والمسلمين بصفة خاصة .
يقول الدكتور محمد يحيى في مقال له في مجلة البيان عن دعوة بعض الساسة في فرنسا وأوربا إلى هذا الصهر : ( دعا هؤلاء الساسة في مواجهة الحضور الإسلامي والطلبات المتصاعدة من جانب مسلمي أوربا بالاعتراف بهم وبمؤسساتهم وعقيدتهم وشعائرهم إلى وضع وتأليف إسلام جديد وصف بمسميات قوية وخداعة مثل " الإسلام الفرنسي " و " الإسلام الإيطالي " .. مطلوب منه أن يتغير ويتكيف ويتعدل ويتماشى في كل جوانبه مع "التراث والهوية الأوربية") .
إذا نحن أمام إسلام أمريكي وإسلام أوربي، ولكل إسلام مميزات تتقارب أحيانا وتتبعد أخرى، بناء على الصراع القائم أصلاً بين أوربا وأمريكا حول الصدارة..!!




مخرج

في مثل هذه الظروف ربما يكون من المهم أن نفكر في المخرج من هذا التطرف غير الأخلاقي الذي تقذفه العولمة وفق النموذج الأمريكي، والنموذج الغربي.
والمخرج أبداً لا ينبغي أن يكون عبر الخطاب والخطاب المضاد، أو عبر ردات الأفعال، أو حتى استخدام سلاح الفتوى، وتحويل الصراع من صراع فكري عقدي إلى صراع فقهي يحسم بقاعدة ( كل يؤخذ من قوله ويرد ..! ) أو ( لا إنكار في مسائل الخلاف..)!!
بل ينبغي أن يوضع كل حدث في سياقه التاريخي الصحيح والنظر من زوايا متعددة لكل الملابسات، وموقع مثل هذه الأحداث والأفكار من سلسلة الأفكار المصدرة من مصانع ( الجنس ) و ( اللذة ) الأمريكية ..! ومن ثم يكون التعامل وفق هذه الرؤية الشمولية.

ومن جهة أخرى ينبغي أن يتحول الخطاب الإسلامي من خطاب الوصاية على المرأة بطريقته المباشرة التي أدت إلى نفور كثير من المفكرات المسلمات، إلى خطاب تسهم المرأة بكل فاعلية في تشكيلة بعد أن أصبحت بفضل الله قادرة على ذلك بكل جدارة، وتمكين المرأة المسلمة الواعية من خوض المعركة الفكرية العقدية بقلمها ووعيها وصوتها العقلاني، وليتم ذلك عبر فتح مجالات الإعلام التي سُلّمت للأسف الشديد للصوت النشاز، فقد آن الأوان أن تتضافر الجهود في فتح أفق إعلامي نسائي مسلم يصور اعتدال وإنصاف وعدل الإسلام وباستخدام المصطلحات الإسلامية الواعية بلعبة المرحلة الفكرية.
ولعل بعض المجلات والقنوات التي تحاول أن تبث صوتها الإسلامي النسائي قد بدأت تسد ثغرة مهمة، إلا أن الوضع مازال يعاني من عجز شديد، خاصة في أسلوب اللغة المستخدمة، حيث ترتكز معظمها على لغة سطحية قديمة مكررة، لا تواكب الجديد والمستحدث ولا تقرأ في كثير من الأحيان ( ما تخفي السطور..!! )
وفي ظني أيضاً أن المفكرات المسلمات هن الأقدر على تحليل هذا الخطاب الذي بدأ يسلب المرأة أنوثتها، بل ويسلبها تدريجياً إنسانيتها، ومن ثم ابتكار الوسائل والأساليب المشروعة في نقده وتفنيده، وأيضا الانتقال من دائرة الحوار والردود إلى دائرة الإبداع والابتكار في الاطروحات والبرامج النسائية التي تنظم الصفوف النسائية وفق التصور الإسلامي..!



أحمد شوقي .. يتحدث .!
أخيراً .. تذكرت مع ضجة هذه الخطبة النسوية الأمريكية الكَنَسِيّة بيتاً شعرياً لأحمد شوقي، كوى فيه أحد الخطباء المتمسلمين الذين رحبوا باستعمار مصر فقال:
خطبتَ فكنت خطباً لا خطيباً ** أضيف إلى مصـائبنا العظامِ


منقوووووول

يقووول فالح ما بعد الخطبة الا الإقامة والصلاة فقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله!!!!!!

راكان اليامي
30-03-2005, 04:05 PM
يقووول فالح ما بعد الخطبة الا الإقامة والصلاة فقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله!!!!!!

صدقت والله يابو بدر والله يستر علي الامه الاسلاميه

د.فالح العمره
31-03-2005, 11:02 AM
ارحب يا راكان ولا هنت على حضورك ياالسنافي