أبلج
23-04-2007, 05:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسلوب الحكيم
***
قال الحجاج لرجل من الخوارج: أجمعت القرآن؟
قال: أمتفرقا كان فأجمعه؟
قال: أتقرؤه ظاهرًا؟
قال: بل أقرؤه وأنا أنظر إليه .
قال: أفتحفظه؟
قال: أفخشيت فراره فأحفظه!
قال: ما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك؟
قال: لعنه الله ولعنك.
قال: إنك مقتول فكيف تلقى الله؟
قال: ألقى الله بعملي، وتلقاه أنت بدمي.
***
المقصود بأسلوب الحكيم:
تلقي المخاطب بغير ما يترقبه، إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد، إشارة إلى أنه كان ينبغي أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى.
وهو ضرب من المحسنات البديعية (المعنوية).
أطلق عليه الجاحظ (اللغز في الجواب) وعقد له بابًا خاصًا في كتابه "البيان والتبيين".
وكان يستعمله العرب لأغراض مختلفة:
كالتظرف أو التخلص من إحراج السائل، أو من تقديم الأهم، أو التهكم.
ومما أورده الجاحظ في كتابه أيضا:
كان الحطيئة يرعى غنما، وفي يده عصا، فمرّ به رجل فقال:
ـ " يا راعي الغنم ما عندك؟"
قال:
ـ عجراء من سلم، (يعني عصاه).
قال:
ـ أني ضيف.
فقال الحطيئة:
ـ للضيفان أعددتها.
البلاغيون المتأخرون أطلقوا عليه اسم(القول بالموجب) ولهم فيه عبارات مختلفة.
قسم الخطيب القزويني (القول بالموجب) إلى قسمين*:
(القسم الأول)
أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم
فثبت في كلامك تلك الصفة لغير ذلك الشيء
من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم أو انتفائه.
مثال (1):
قوله تعالى{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
فإنهم كنوا "بالأعز" عن فريقهم، و"بالأذل" عن فريق المؤمنين، وأثبتوا للأعز "الإخراج" فأثبت الله في الرد عليهم صفة (العزة) لله ولرسوله وللمؤمنين من غير تعرض لثبوت حكم الاخراج للموصوفين بصفة العزة ولا لنفيه عنهم.
مثال(2):
ما جرى بين القبعثرى والحجاج، فقد توعده الحجاج بقوله:" ولأحملنك على الأدهم"
فقال القبعثرى:" مثل الأميريحمل على الأدهم والأشهب"
فقال الحجاج:"أردت الحديد"
فقال القبعثرى:" لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدًا"
أراد الحجاج بالأدهم القيد، وبالحديد المعدن، وحملها القبعثرى على الفرس الأدهم الذي ليس بليدا.
فلكلام هنا قد حمله القبعثرى على خلاف مراد الحجاج.
القسم الثاني)
هو حمل لفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بذكر متعلقه.
وهذا القسم الذي شاع تداوله بين الناس ونظمه أصحاب البديعيات.
.
من أمثلته في القرآن الكريم:
قوله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } ـ البقرة
فالمسلمون قد سألوا الرسول ماذا ننفق من أموالنا، فصرفهم عن هذا ببيان المصرف، لأن النفقة لا يعتد بها إن لم تقع موقعها.
***
وقول ابن حجاج البغدادي:
قال ثقّلت إذا أتيتُ مرارًا *** قلتُ ثقّلت كاهلي بالأيادي
قال طوّلتُ قلتُ أوليت طولا** قال أبرمتُ قلتُ حبلَ ودادي
فصاحب ابن حجاج يقول له: إنك ثقلت كاهلي بما أغدقت عليّ من نعم.
وفي البيت الثاني يقول صاحبه: قد طولت إقامتي عندك وأبرمت أي جعلتك برما ملولا، فيرد الشاعر عليه مرة أخرى في أدب ولطف وينقل معناه إلى معنى آخر، ويقول له: إنك تطولت وأنعمت علي وأحكمت وقويت حبل ودادي.
وقول الشاعر:
ولمّا نعى الناعي سألناه خشيــة *** وللعين خوف البين تسكب أمطار
أجاب قضى! قلنا قضى حاجة العلا*** فقـال مضى! قلنـا بكـل فخـار
فأسلوب الحكيم في البيت الثاني هو في قوله: (قضى) ويريد به(مات) ولكنهم حملوها على إنجاز الحاجات و قضائها، وهذا ما لم يقصده.
وكذلك في قوله (مضى) أراد بها (مات) وأرادوا بها هم" ذهب بالفضل ولم يدع لأحد شيئًا"
البيان والتبين:
--------------------------------------------------------------------------------
سأل رجل بلالا مولى أبي بكر (رحمه الله ) وقد أقبل من جهة الحلبة:
من سبق؟
قال: سبق المقربون.
قال: إنما أسألك عن الخيل!.
قال: وأنا أجيبك عن الخير.
ومن الشعر أيضا:
--------------------------------------------------------------------------------
.
جاءني ابني يومًـا وكنت أراه*** لـي ريحانـة ومـصـدر أنس
قال: ما الروح؟ قلت: إنك روحي*** قال: ما النفس؟ قلت: إنك نفسي
منقول للأمانة
أختكم: فخورة اني عجمية.
أسلوب الحكيم
***
قال الحجاج لرجل من الخوارج: أجمعت القرآن؟
قال: أمتفرقا كان فأجمعه؟
قال: أتقرؤه ظاهرًا؟
قال: بل أقرؤه وأنا أنظر إليه .
قال: أفتحفظه؟
قال: أفخشيت فراره فأحفظه!
قال: ما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك؟
قال: لعنه الله ولعنك.
قال: إنك مقتول فكيف تلقى الله؟
قال: ألقى الله بعملي، وتلقاه أنت بدمي.
***
المقصود بأسلوب الحكيم:
تلقي المخاطب بغير ما يترقبه، إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد، إشارة إلى أنه كان ينبغي أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى.
وهو ضرب من المحسنات البديعية (المعنوية).
أطلق عليه الجاحظ (اللغز في الجواب) وعقد له بابًا خاصًا في كتابه "البيان والتبيين".
وكان يستعمله العرب لأغراض مختلفة:
كالتظرف أو التخلص من إحراج السائل، أو من تقديم الأهم، أو التهكم.
ومما أورده الجاحظ في كتابه أيضا:
كان الحطيئة يرعى غنما، وفي يده عصا، فمرّ به رجل فقال:
ـ " يا راعي الغنم ما عندك؟"
قال:
ـ عجراء من سلم، (يعني عصاه).
قال:
ـ أني ضيف.
فقال الحطيئة:
ـ للضيفان أعددتها.
البلاغيون المتأخرون أطلقوا عليه اسم(القول بالموجب) ولهم فيه عبارات مختلفة.
قسم الخطيب القزويني (القول بالموجب) إلى قسمين*:
(القسم الأول)
أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم
فثبت في كلامك تلك الصفة لغير ذلك الشيء
من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم أو انتفائه.
مثال (1):
قوله تعالى{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
فإنهم كنوا "بالأعز" عن فريقهم، و"بالأذل" عن فريق المؤمنين، وأثبتوا للأعز "الإخراج" فأثبت الله في الرد عليهم صفة (العزة) لله ولرسوله وللمؤمنين من غير تعرض لثبوت حكم الاخراج للموصوفين بصفة العزة ولا لنفيه عنهم.
مثال(2):
ما جرى بين القبعثرى والحجاج، فقد توعده الحجاج بقوله:" ولأحملنك على الأدهم"
فقال القبعثرى:" مثل الأميريحمل على الأدهم والأشهب"
فقال الحجاج:"أردت الحديد"
فقال القبعثرى:" لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدًا"
أراد الحجاج بالأدهم القيد، وبالحديد المعدن، وحملها القبعثرى على الفرس الأدهم الذي ليس بليدا.
فلكلام هنا قد حمله القبعثرى على خلاف مراد الحجاج.
القسم الثاني)
هو حمل لفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بذكر متعلقه.
وهذا القسم الذي شاع تداوله بين الناس ونظمه أصحاب البديعيات.
.
من أمثلته في القرآن الكريم:
قوله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } ـ البقرة
فالمسلمون قد سألوا الرسول ماذا ننفق من أموالنا، فصرفهم عن هذا ببيان المصرف، لأن النفقة لا يعتد بها إن لم تقع موقعها.
***
وقول ابن حجاج البغدادي:
قال ثقّلت إذا أتيتُ مرارًا *** قلتُ ثقّلت كاهلي بالأيادي
قال طوّلتُ قلتُ أوليت طولا** قال أبرمتُ قلتُ حبلَ ودادي
فصاحب ابن حجاج يقول له: إنك ثقلت كاهلي بما أغدقت عليّ من نعم.
وفي البيت الثاني يقول صاحبه: قد طولت إقامتي عندك وأبرمت أي جعلتك برما ملولا، فيرد الشاعر عليه مرة أخرى في أدب ولطف وينقل معناه إلى معنى آخر، ويقول له: إنك تطولت وأنعمت علي وأحكمت وقويت حبل ودادي.
وقول الشاعر:
ولمّا نعى الناعي سألناه خشيــة *** وللعين خوف البين تسكب أمطار
أجاب قضى! قلنا قضى حاجة العلا*** فقـال مضى! قلنـا بكـل فخـار
فأسلوب الحكيم في البيت الثاني هو في قوله: (قضى) ويريد به(مات) ولكنهم حملوها على إنجاز الحاجات و قضائها، وهذا ما لم يقصده.
وكذلك في قوله (مضى) أراد بها (مات) وأرادوا بها هم" ذهب بالفضل ولم يدع لأحد شيئًا"
البيان والتبين:
--------------------------------------------------------------------------------
سأل رجل بلالا مولى أبي بكر (رحمه الله ) وقد أقبل من جهة الحلبة:
من سبق؟
قال: سبق المقربون.
قال: إنما أسألك عن الخيل!.
قال: وأنا أجيبك عن الخير.
ومن الشعر أيضا:
--------------------------------------------------------------------------------
.
جاءني ابني يومًـا وكنت أراه*** لـي ريحانـة ومـصـدر أنس
قال: ما الروح؟ قلت: إنك روحي*** قال: ما النفس؟ قلت: إنك نفسي
منقول للأمانة
أختكم: فخورة اني عجمية.