المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج مبدؤه الحكمة والرحمة


monamora
21-03-2005, 09:03 AM
كتبت نشوى الشيخ: القبس .

هل فكرنا يوما كيف نستمتع بأحاسيسنا الجميلة وان نعبر عنها ونظهرها، ليس فقط لأنفسنا، بل ايضا للآخرين!

فهل نقدر قيمة هذه النعمة الجليلة التي أنعم الله علينا بها؟

نعم كثيرة بين يدينا لكننا لا ندركها، ربما بحكم العادة والأنانية، وإذا ما أدركنا وجودها فلا ندرك جوهرها. لكن المتأمل في نفسه، والمفكر فيما يدور من حوله يدرك الكثير من بواطن الأمور.

وما أقرب للمرأة من احساس الأمومة.. ليس مجرد الحمل والانجاب، ولكن الحكمة منه والسبيل الى تحقيق هذه الحكمة. وهذا ما توجزه مهى نمور اختصاصية العلاج بالطاقة.

في كلمتين بسيطتين كبيرتين في المعنى، يمتد تفسيرهما كواحة خضراء الى ما وراء الأفق.. «الحضن» و«الاحتضان»، فالأولى هي الحكمة والثانية هي الرحمة وهي حالة من الحب والعطاء. فهل يمكن لشيء في الكون ان يتواجد وينمو بلا حضن أو احتضان؟

فالأرض تحضن البذرة فتحميها ثم تحتضنها بالرعاية وتمدها بالطاقة لتنمو شجرة خضراء مثمرة.. أليست هي «الأم»؟ فمن هي الأم في لغة الطاقة؟

تقول مهى نمور:

ـ الأرض هي الأم والسماء هي الأب..لو أدركنا ذلك لعرفنا كيف نستمتع بكل شيء من حولنا، فالأرض تغذينا وتأوينا كما تستوعب فضالتنا وسموم أجسادنا ونفوسنا وأفعالنا بها لتحولها من جديد الى غذاء، فهي مصدر الطاقة، هي ين Yin، والأب Yang.

ولأنها تعطينها بلا حساب أو شروط، بلا ملل أو توقف فهي مقدسة، وهكذا هي الأم تعطي بلا حدود وتحضن برحمة وعلى أتم استعداد للتقبل بكبر نفس وليس تكبرا.


صمت من نوع آخر
وتصمت مهى وهي تسترجع صمتا من نوع آخر حين كانت جنينا في احشاء أمها، لتؤكد في وقفة تأمل كيف يمنح هذا السكون شعورا بالأمن والاطمئنان للجنين عدا صوت محبب إليه يؤكد هذه الحالة ألا وهو صوت دقات قلبها، فتقول:

ـ سكنت أحشاءها وتغذيت من شرايينها بدم ممزوج بأنفاسها وطعمها وحبها وقلقها عليّ، فكانت دقات قلبها ومازالت نغمات موسيقية هدهدتني لتحضنني وتطمئنني بأن الحياة سارية. لتقول لا تخافي ظلمات تحيط بك، فأنا هنا.. أنا النور وأنا الحب والرحمة.. وهكذا عرفت هذه اللغة التي سبقت كل اللغات عبر ذبذبات صادقة وعميقة حتى درجة الصفاء.

ومن حضن رحم أمي الدافئ الى نور الحياة رأيته في وجهها، وعرفتها من دقات قلبها ورائحتها ونبرة صوتها ورجفة يديها وجسدها، فهي ذبذبات عرفتها بالإحساس قبل أن أراها.

واليوم أرى أمي، اسمعها، ألمسها وإن كانت بعيدة عني من خلال تلك الحالة التي اخلقها لنفسي، وهكذا كلما التقيتها أو فكرت فيها تعيد إليّ الاحساس بالسلام والأمان والمأوى والشبع. فهي عنوان السكن الحقيقي، فهي الموطن.. هي أرضي.

وتضيف: عرفت الأمومة من تجربتي الخاصة بالحمل والولادة، وحبي المتفاني لأولادي فصرت أما في حالة حضن واحتضان في كل لحظة وعي لأولادي وأهلي ومرضاي خاصة، ولنفسي أولا، ففي كل مرة أشكو تعبا أو ألما جسديا أخلد للراحة لأسكن بنفسي وأحضنها، ومن خلال جلسات الريكي أحضن جسدي وألمي، أحضن قلبي بحب ورضى.. فأنا المريض وأنا المعالج، لقد فهمت معنى التخلي عن الذات الأنانية والانصهار في حالة حب وحنان وعطاء.. هذا هو العلاج الشافي.

أصبحت أمارس فعل الحكمة والرحمة في كل لحظة، وفي كل شأن شخصي أو للآخرين ففاقد الشيء لا يعطيه، هذا ما تعلمته عبر سنوات عمري، فكيف يمكنني أن أعالج الآخرين وامنحهم الراحة وأنا غير مرتاحة.. ولهذا وفي كل مرة أحس بالضعف أو الألم أو الحزن أحضن نفسي وضعفي، أحضن حزني وألمي وأقبل ما هو قائم.. هذا هو العلاج لجسدي ونفسي، فأعود الى توازني الحقيقي وتعود حقيقتي الى الحياة، فهكذا نور الطاقة الذي يعني المحبة والرحمة لأضيء حولي ولمن حولي. فلا تنتظري أن تنيري للآخرين قبل أن تنيري لنفسك، لذاتك الداخلية.

أما الأب فلا وجود لأم من دونه، فعندما نقول امرأة نقول رجل، وتكمل مهى:

ـ عذبني كثيرا فقدان والدي، ولكن يسكنني فرح وطمأنينة لأني رافقته خلال فترة مرضه، فعدت الى أبي عند مرضه وأنا المهاجرة منذ ثلاثين عاما إلى فرنسا، لأكون أما له ولألمه الجسدي والنفسي، فتعرفت على عمق أبي ورأيت ما بداخله ورأيت صفاءه وطفولته، رأيت عظمته وكبره فأحببته بكل جوارحي، وأحببت نفسي لأنني ابنته.

غاب أبي لكنه مازال موجودا بداخلي، بالشبه بيننا، في وجهي وملامحي، في تصرفاتي، وهذا ما يخفف عنا ألم الموت والفراق.


إلى كل أم
وفي الختام، توجه مهى رسالة الى أمها وكل أم فتقول:

ـ إلى أمي حبيبتي، إلى كل أمهات الأرض.. سلام ومحبة من قلب يخشع أمام أمومتكن، فكل عام وأنت الأم، كل عام وانت الحب، كل عام وأنت الحضن والاحتضان، كل عام وأنت الحياة.

أقبل قلبك يا أمي، فقد وهبني الحب والحنان، وأنا ممتنة لك ليس فقط لأني ابنتك، بل لأن فعلك كأم اضاء وعيي وعلمني سر الحياة، واصبح ايديولوجية لوجودي وعملي كمعالجة لذاتي وللآخرين، فسر الأمومة هو سر علاجي ونجاحي.. لقد أصبحت أما لكل من لمسته يدي وسمع ذبذبات صوتي وقرأ ما أكتبه، ونظر الى عيني طلبا للشفاء والعلاج. للصحة والحياة.

ajma20055
21-03-2005, 09:08 AM
الله موضوع روعه يا monamora وين وين تجيبون الموضوعات الروعه

ابن وعيل
21-03-2005, 09:40 AM
يعطيك العافية اختي مونامورا على الموضوع الطيب

monamora
21-03-2005, 10:18 AM
ajma20055
ابن وعيل
اسعدني مروركم وتعليقكم الكريم :)

العنيد
21-03-2005, 10:23 AM
الاخت الفاضله: مونامورا...لكي احزل معاني الشكر والتقدير على هذا الموضوع الرائــــــــع....
الأرض هي الأم والسماء هي الأب..لو أدركنا ذلك لعرفنا كيف نستمتع بكل شيء من حولنا، فالأرض تغذينا وتأوينا كما تستوعب فضالتنا وسموم أجسادنا ونفوسنا وأفعالنا بها لتحولها من جديد الى غذاء، فهي مصدر الطاقة، هي ين Yin، والأب Yang.

ولأنها تعطينها بلا حساب أو شروط، بلا ملل أو توقف فهي مقدسة، وهكذا هي الأم تعطي بلا حدود وتحضن برحمة وعلى أتم استعداد للتقبل بكبر نفس وليس تكبرا.

رااااااااااااااائعه والله ..لكي خالص الشكر والتقدير

monamora
21-03-2005, 10:40 AM
حياك الله يالعنيد واسعدني مرورك :)

ابومحمد الشامري
21-03-2005, 04:18 PM
موضوع رائع يا مونامورا ومحتواه مميز لا هنتي يا السنافية

بدر القلوب
21-03-2005, 04:47 PM
الله يعطيك العافيه اختي مونامورا

أبو محمد
21-03-2005, 06:04 PM
تشكرين اختي مونامورا على النقل الموفق

monamora
21-03-2005, 09:07 PM
بو حمد
بدر القلوب
بو محمد
اسعدني مروركم
تحياتي:)

الـكـادي
25-03-2005, 08:23 AM
شكرا علىالموضوع ياغاليتي