المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( شجاعة وجرأة المرأة العربية )


ابومحمد الشامري
15-03-2005, 09:01 PM
( شجاعة وجرأة المرأة العربية )
كانت البيئة العربية ممهِّدة للشجاعة، مُعينة عليها، لِما فيها من جفاء العيش، وقسوة الطبيعة، وغياب النّظام الشامل. ثم جاء الإسلام، فجعل الكرم والشجاعة مكملين للدين. فأصبحت الشجاعة في العرب فِطْرة وتديَّناً. وبيئة تكون على هذه الصفة، يصعب أن نتصور الشّجاعة في رجالها، دون نسائها. فقد كانت المرأة لا تخشى العدو الغادر، ولا سباع الفلاة وهوامها، وهذه هي الشجاعة الحسية، وقد كان للمرأة فيها نصيب لا ينكر، كما كان لها نصيبها من شجاعة المواقف، وإبداء الرأي والجهر به.
فلم يمنع الحياء الصحابيات من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أدق أمور الدين. فقد كانت لديهن الشّجاعة، التي لا تشوبها الجرأة، أو سوء الأدب، في الاستفسار عن جهادهن وأجرهن وفضلهن وحقوقهن، حتى تقدمت أسماء بنت عميس، على أربعة وثمانين رجلاً ممن هاجر إلى الحبشة تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هجرة الحبشة حين غمز بعض الناس في هجرتهم، فطمأنها الرسولبـأن لهم هجرتين لا هجرة واحدة.
وهذه الخنساء بنت حذيم الأنصارية، قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبي زوّجني من ابن أخيه، ليرفع بي خسيسته (أي هوانة وحقارته)، ومالي رغبة فيما صنع أبي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اذهبي فلا نكاح له، أنكحي من شئت. فقالت: أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء من أمور بناتهم شيء.
وكانت للنساء شجاعة أدبية نادرة، وأخبارهن مع الخلفاء والقواد، وردودهن المُسْكتة، لا تكاد تُحْصر. فهذه دارمية الحجونية، لمّا استدعاها معاوية بن أبي سفيان، وهو أمير المؤمنين، كان مما قالت له: وعاديتك على سفكك الدماء، وجورك في القضاء، وحكمك بالهوى. فقال لها ـ وكانت كثيرة اللحم ـ فكذلك انتفخ بطنك، وعظم ثدياك، وربت عجيزتك، فقالت: يا هذا، بهند والله كان يُضْرب المثل في ذلك، وليس بي.، تعني هند بنت عتبة، أم معاوية، فتراجع معاوية بدهائه وحنكته وسكَّن ثورتها.
وكانت للمرأة مواقف، يأتي الرجال معها في ذيل قائمة الشجاعة. فتلك نُسَيْبة بنت كعب، خرجت في جيش المسلمين يوم أُحد، تسقي المقاتلين وتأسو الجرحى، فلما نالت سيوف المشركين قومها، انتضت سيفها، واحتملت قوسها وغدت تصول وتجول، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرجت من تلك المعركة بثلاثة عشر جرحاً، غار أحدها في عاتقها، حتى كاد يقضي عليها. فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم صنيعها، دعا لها ولآلها، قائلاً: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة.
وذَكَرَ الرواة أخبار نسوة لا يُحْصَيْنَ، كانت لهن في الشجاعة مواقف مشهودة، منهن خولة بنت الأزور، واستبسالها في وقعة أجنادين، وقد أُسر أخوها ضرار بن الأزور. فتزيت بزي الفرسان، وشقت صفوف العدو، حتى أذهلت المسلمين قبل الروم، وظلت تناضل حتى استُنْقِذَ أخوها من الأسر.
وممن وصفن بالشجاعة من النساء، غَزَالة الحرورية، وكانت من الخوارج، وقد دوخت الحجاج بن يوسف، وملأت قلوب أتباعه خوفاً، وهي على ذلك كانت شاعرة.
وبلغ من جَسَارتها أنها أقسمت، لتُصَلِّيَنْ في مسجد الكوفة ـ معقل الحجاج ـ ركعتين تقرأ في الأولى سورة البقرة، وفي الثانية آل عمران. وقد بَرَّت غزالة بقسمها، ودخلت مسجد الكوفة هي وزوجها ولبثت تصلي ركعتين تستنفدان نصف النهار، ولمّا علم الحجاج بها تحصّن في قصره واستوثق من رتاج داره.
وعلى الرغم مما أوقعه الخوارج في قلب الحجاج، من الرعب والفزع، إلاّ أنه كان متى استمكن منهم، استأصل شأفتهم، ولم تكن تأخذه بهم رحمة. فعندما أُسِرَتْ أم علقمة الخارجية، وأُتِيَ بها إلى الحجاج، قِيل لها وافقيه في المذهب، حتى تَسْلَمي فقالت: قد ضَلَلْتُ إذن، وما أنا من المهتدين. فقال لها الحجاج: قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة الله خبط العشواء. فقالت: لقد خِفْتُ الله خوفاً صيّرك في عيني أصغر من ذباب ـ وكانت منكّسة رأسها ـ فقال: ارفعي رأسك وانظري إليّ، فقالت أكره أن اُنظر إلى من لا ينظر الله إليه، فقتلها.
وقد بلغت بعض النساء في الشجاعة حداً بعيداً. فمنهن من عُذِّبن بقطع أطرافهن عضواً عضواً، كما فعل عبيد الله بن زياد بالبلجاء، (وهي امرأة خارجية من بني تميم، كانت تثير الخوارج في العراق). فعندما ظفر بها عُبيدالله، قطع يديها، ورجليها، وأمر بإلقائها جُثةً في السوق، فلبثت ما شاء الله لها أن تلبث، لم تُسْمع لها آهة ولا أنّة، إلاّ أن تذكر الله وتشكره.
وقد ساق الجاحظ من أخبارهن ما يذهل العقول، ويُظْهِر أثر الإسلام واحتكامه في نفوس النساء، حتى كانت هذه الاستهانة النادرة بالدم والروح في سبيله.

أبو محمد
15-03-2005, 09:13 PM
يعيطك العافيه يا ابوحمد

ابومحمد الشامري
15-03-2005, 09:29 PM
مرحبا الف يا ابو محمد اسعدني مرورك يا السنافي وتشرفت به

د.فالح العمره
17-03-2005, 12:37 AM
لا هنت يابو حمد على هذا الموضوع

monamora
17-03-2005, 06:09 PM
الله يعطيك العافيه يا بوحمد :)

ابومحمد الشامري
26-03-2005, 08:16 AM
مرحبا الف يا ابو بدر اسعدني مرورك يا السنافي وتشرفت به

ابومحمد الشامري
26-03-2005, 08:17 AM
مرحبا الف يا مونامورا اسعدني مرورك الكريم وتشرفت به ولا هنتي على التعقيب والكلام الطيب