المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطب الصيني التقليدي


monamora
08-03-2005, 03:41 AM
في الطب الغربي الكلاسيكي يركز الطبيب على العامل المسبب للمرض بدلاً من أن يأخذ بعين الاعتبار ردة فعل المريض على هذا العامل . أما الطب الصيني التقليدي فهو وقائي بطبيعته، ويعتبر انتظار تفجر الأعراض لمعالجة الداء أشبه بحفر بئر بعد الشعور بالعطش .لذا تركز فلسفة الطب الصيني على تثقيف المريض وتوجيه نحو سلوك نمط حياتي سليم يمنحه دوراً في العملية الشفائية مثل أسس الرياضة والغذاء والإسترخاء ومعالجة التوتر..
الطب الصيني التقليدي يرى في الجسم البشري انعكاساً للعالم الطبيعي ، لذا يفكر الطبيب ويتكلم بلغة الطبيعة. فتكون مسارات الطاقة والسوائل في الجسم كما القنوات والأنهار والبحار وخزانات المياه . ويصف الجسم لدى تشخيصه مستنداً الى عناصر خمسة هي الهواء والحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة . لغة هذا الطب قد تكون أقرب الى اللغة الشعرية ، مع ذلك فإن الطب الصيني التقليدي ليس طباً شعبياً ، بل هو علم شامل يقوم على نظام بديل ومتكامل في التفكير ، مستخدما المصطلحين ((ين))Yinو((يانغ)) Yang لوصف مختلف الحالات الفيزيائية المتناقضة في الجسم . ويعود أصل هذين المصطلحين إلى مفهوم صيني أساسي يشرح علاقة الأضداد وتفاعلها بعضها مع بعض . فلا يمكن للمرء أن يفهم معنى الحرارة إذا لم يكن قد أختبر البرودة . هكذا لا يمكن للين أن يوجد من دون نقيضه اليانغ، والعكس صحيح . فالين واليانغ قطبان يكمل أحدهما الآخر، ويشكلان معا كلاً واحداً. يقول د.روجر جانكي Roger Jahnke من كاليفورنيا : ))الين يرتبط بأنسجة الأعضاء ، بينما اليانغ يرتبط بنشاطها. وعندما يعاني أحدهم من نقص في الين ، فهذا يعني أن العضو لا يملك ما يكفي من مواد الخام لأداء وظيفته . أما النقص في اليانغ ، فيدل على عجز العضو عند اتخاذ رد الفعل الملائم عند الضرورة ((. ويضيف الدكتور ماو تشينغ ني Maoshing Ni نائب رئيس جامعة يوسان YoSan للطب الصيني التقليدي في سانتا مونيكا ، كاليفورنيا ((ولكن هاتين الظاهرتين مترابطتان على الدوام . بمعنى أن نقص الين في معدل الهرمونات الدرقية يتسبب بنقص يانغ فيها لأن أداءها سيتعطل بفعل الافتقار الى الهرمونات . وبالطريقة نفسها ، ويؤدي النقص في اليانغ المتمثل بالخلل في وظيفة الغدة الدرقية إلى نقص ين لأن معدل إفراز الغدة للهرمونات سينخفض )). يعرض الطب الصيني التقليدي لعنصر أساسي أيضا في الجسم هو الطاقة الحيوية أو طاقة الحياة المعروفة باسم QIأو CHI ، علما بان الطب الغربي لا يعترف بها أساساً .يقول د. ني :((من الصعب تحديد طاقة الحياة هذه لكنها تشمل مختلف أشكال الطاقة داخل الجسم ، وهي ضرورية للحياة نفسها )). تتدفق الطاقة الحيوية في الجسم عبر مسارات تعرف بخطوط الهاجرة وتمتد عبر سطح الجسم والأعضاء الداخلية . وتعرف خطوط الهاجرة بأسماء الأعضاء التي تمر عبرها ((كالكبد)) و((المعي الغليظ)) .. هكذا بالإمكان الوصول الى الأعضاء لمعالجتها من خلال خطوطها الهاجرة ، وبالتالي ينشأ المرض عن أنسداد الطاقة الحيوية في هذه الأقنية ، لذا من الضروري بحسب الطب الصيني التقليدي توفير دفق دائم للطاقة الحيوية بغية الحفاظ على الصحة..فدفق الطاقة الوفير عبر خطوط الهاجرة والأعضاء ، يمنح الأعضاء القوة والدعم لأداء وظائفها بتناغم.
نظرية المراحل الخمس
أن علاقة الأعضاء بعضها ببعض من أهم المفاهيم النظرية في الطب الصيني التقليدي بحيث تصنف عشرة أعضاء في نظام يجعل كل عضو في إحدى الفئات الخمس التالية : النار ، الأرض ، المعدن، المياه والخشب. وتستند نظرية المراحل الخمس هذه إلى الفرضية القائلة إن كل عضو إما يعزز وإما يحبط وظيفة عضو أخر ، تماماً كما العناصر الأساسية تفيد أو تضر بعضها بعضاً. يقول د. ني ((على مدى آلاف السنين راقب الصينيون الطبيعية من حولهم ليفهموا ما الذي يجعل الأشياء تتغير ، وطبقوا هذا المفهوم النموذجي على الجسد البشري فوجدوه فعالاً)). هكذا وتماما كما تذيب النار المعدن،يتحكم القلب المرتبط بعنصر النار بالرئتين اللتين ترتبطان بعنصر المعدن . كما يقطع المعدن الخشب والرئتان تتحكمان بالكبد . ويدخل الخشب ، في الأرض ويتحكم الكبد بالطحال. في حين تحتجز الأرض الماء يسيطر الطحال على الكليتين ، وتطفئ الماء النار، وتتحكم الكليتان بالقلب. هذا وتصف الأعضاء في مجموعتين : الأعضاء الين والأعضاء اليانغ.القلب والطحال والرئتان والكليتان والكبد تنتمي إلى المجموعة ين لأنها أعضاء متينة وصلبة وهامدة ، في حين أن الأعضاء يانغ كالمعي الدقيق والمعي الغليظ والمثانة جوفاء وناشطة.
ويضيف د.ني .((تقوم بين الأعضاء علاقة متداخلة على غرار العناصر . وتكون التفاعلات أكثر تعقيداً لدى فك رموز الأعراض المرضية . فالنقص في عنصر الأرض (المعدة) يؤدي إلى نقص في الأعضاء المرتبطة بعنصر المعدن (المعي الغليظ والرئتين) وإذ تضعف هذه الأعضاء ، تؤثر على أعضاء(( المياه)) (الكليتان والمثانة) ما يؤثر أيضاً على ((الخشب)) (الكبد) ومن ثم على ((النار)) (القلب) بحث تكون الأعضاء الخمسة كلها معنية بسياق نظرية المراحل الخمس .
ممارسة الطب الصيني والتشخيص
طرق التشخيص في الطب الصيني التقليدي لا تحتاج الى فحوصات للدم أو التصوير بالأشعة السينية أو التنظير الباطن (فحص التجاويف الداخلية في الجسم بواسطة منظار داخلي )Endoscopy أو الجراحة الاستقصائية Exploratory Surgery بل تتم بحسب الطرق التالية :فحص المظهر الخارجي للمريض والسلوك العام والحركات الجسدية واللسان. الاستعلام من المريض عن الأعراض التي تنتابه وسجله الطبي ونظامه الغذائي ونمطه الحياتي ومرضه الحالي والعلاجات السابقة التي خضع لها. الاستماع إلى نبرة صوته . شم إفرازاته الجسمية ولهاثه ورائحة جسمه.جس النبض بواسطة الأصابع عند الشرايين الكعبرية ٌRadial Arteries في الرسغين (التشخيص بالنبض) والبطن وخطوط الهاجرة Meridians ونقاط الوخز الإبريAcupuncture Points فبواسطة التشخيص بالنبض ، يمكن للمعالج البارع أن يفحص مدى قوة أو ضعف تدفق الطاقة الحيوية والدم وضمناٌ اللمف وسوائل الجسم الأخرى ، ويقيم بالتالي مدى تأثيرها على كل من الأعضاء والأنسجة وطبقات الجسم . كما يبحث المعالج في التأثيرات الناجمة عن مجموعة من العوامل الشخصية والبيئية. فتقلبات المزاج ومعدل النشاط والممارسة الجنسية ونوعية الغذاء والطقس وفصول السنة كلها تؤثر في الصحة والعملية الشفائية . يقول د.هيرش Hirsh : ((من الضروري تقييم كل هذه العوامل في مرحلة التشخيص . والخلل في واحد منها لا يؤكد بالضرورة نشوء مرض ما)) .لكن اعتماد طريقة واحدة في التشخيص تدبير غير كاف لتحديد الشكل المرضي على نحو ملائم . فالمعالج بالطب الصيني يستخدم كل طرق التشخيص المذكور أعلاه ليتأكد من أنه قد اصاب في تحديد شكل الخلل الذي وقع عليه . ويوضح د. ني أن المعالج بالطب الصيني التقليدي يحاول من خلال طرق التشخيص المختلفة التي يعتمدها أن يدرس المرض في الجسم من وجهة النظر الوظيفية. فالمرض ببساطة هو إما فرط في الوظيفة وإما نقص في الوظيفة . فتكون المواد الخام المتوافرة للجسم غير كافية ، أو فائضة، أو يكون أداء الجسم مفرط السرعة أو مفرط البطء . فعلى سبيل المثال ، يصاب المرء بالزكام بحسب الطب الصيني عندما يعجز جسمه عن التكيف بسرعة مع التغيرات البيئية ، كالطقس البارد مثلاً مايسمح للبكتريا والفيروسات بغزوه. أنطلاقاً من هذا المبدأ ، وخلافاً للممارسات الطبية الغربية ، لا يكتفي الطب الصيني التقليدي بمعالجة الأعراض الحتمية للمرض ، لا بل يعالج أسبابها الخفية .
العلاجات الصينية :
في الماضي كان الطبيب الصيني يعرف بوصفه أدوية عشبية . أما اليوم ، فيندرج عدد من الطرق العلاجية المتنوعة تحت عنوان الطب الصيني التقليدي بما في ذلك الطب العشبي والوخز بالإبر والعلاج بالغذاء والتدليك .
الطب العشبي : لا تزال الأعشاب تشكل جزءاً أساسياً من العلاج بالطب الصيني التقليدي، وتشمل الوصفة مجموعة من المكونات موزعة في أكياس ورقية تحتوي على جرعة ليوم أو يومين . واللافت أن المكونات ، من لحاء أو جذور أو ربما محار ، مصدرها النباتات والحيوانات والمعادن . وقد تحتوي التراكيب من ست إلى تسع مواد مختلفة تجمع بعناية بالغة وعلى نحو متوازن ، ومن ثم توصف لمعالجة جذور المرض وأعراضه على حد سواء . وعلى الرغم من أن الأعشاب تؤخذ في هيئة نقيع (حيث تغلى بالمياه )، يصف المعالجون بالطب الصيني التقليدي أيضاً العقاقير والذرور والشراب والمحلول الكحولي والتحاميل والحقن الشرجية واللصوق والحمامات والكمادات والمراهم ، كما تشكل بعض الأطعمة جزءاُ من البروتوكول العلاجي . يقول د. ني : (( نحن نعمل على اكتشاف الخصائص العلاجية لكل غذاء . فالزنجبيل مثلا يوفر الدفء ويتميز بمذاق حريف يدفئ المعدة ويوقف الإسهال ويلطف الغثيان )).
الوخز بالإبر: يستخدم الوخز الإبري على نحو شائع في الطب الصيني التقليدي بحيث يتم إدخال إبر خاصة في آلاف النقاط السطحية المرتبطة بخطوط الهاجرة بغية إعادة التوازن إلى الطاقة المتدفقة في هذه الخطوط ، ما يساعد بالتالي على تسكين الألم واستعادة الصحة . وتستخدم في بعض الحالات تقنية الكي بالموكسا Moxibustion حيث يتم إحراق أعشاب ((الموكسا)) Moxa فوق نقاط محددة في الجسم .
التدليك : يعد التدليك والتقويم جزء أساسيين في تقنيات الطب الصيني التقليدي بما في ذلك أشكال التدليك العلاجي كالأوستيوباثي Osteopathy والكايروبراكتك Chiropractic يقول د.ني:(الهدف من التدليك ليس بعيداٌ عن الوخز الإبري ، فالغاية الأساسية من التقنيتين هي تعزيز تدفق الطاقة الحيوية وإزالة الانسدادات ، ما يقضي على أي خلل وغالباً ما يستخدم التدليك بالتزامن مع علاجات أخرى كالوخز بالإبر ، ولا سيما لمعالجة المشاكل العضلية الصقلية Musculoskeletal كالتواء المفاصل مثلاً)). في الطب الصيني التقليدي علاجات أخري كالشي كونغ Qigong والرياضيات العلاجية التي تشكل وسيلة للقضاء على التوتر وعلاجاً واقياً ، بالإضافة إلى الاسترخاء والتأمل والألعاب الجمبازية Calisthenicsوالتمارين الرياضية المحفزة للطاقة الداخلية .
ماذا يعالج الطب الصيني ؟
في الطب الصيني التقليدي علاج لكل الأمراض البشرية على اختلاف أنواعها . ومن دون مبالغة ، ففي حين اشتهر هذا الطب بقدرته على معالجة الأمراض المزمنة ، كالربو والحساسية والصداع وارتفاع ضغط الدم وأمراض الحويصلة الصفراوية والذأب Lups وداء السكري والاضطرابات النسائية، ثبتت أيضاً قدرته على معالجة الأمراض الالتهابية الحادة . وتجري اليوم أبحاث مكثفة حول فاعلية التقنيات المعتمدة في الطب الصيني التقليدي وتٌنشر في المجلات الطبية العالمية. وقد أثبتت الدراسات أن الطب الصيني التقليدي يمكن أن يكمل الطب الغربي الحديث عندما يٌستخدم النظامان على نحو متناغم لمعالجة الأمراض الحادة والمزمنة والمهددة للحياة . وقد ثبت في الصين أن استخدام الطب الصيني التقليدي والطب الغربي الحديث معاً لمعالجة سرطان الكبد أكثر فاعلية من استخدام الطب الغربي منفرداً . أضف إلى ذلك أن الطب الصيني التقليدي قد يقلص من التأثيرات الجانبية الخطيرة التي ينطوي عليها بعض العلاجات والأدوية الغربية ويعزز من ناحية أخرى تأثيراتها العلاجية الإيجابية.


المصدر : مجلة الدليل الى الطب البديل.

ابن وعيل
08-03-2005, 07:45 AM
يعطيك العافية اختي مونامورا على الموضوع الطيب

ابومحمد الشامري
08-03-2005, 09:22 AM
مشكورة يا مونامورا، وانتي قلت الصدق فيما يخص الطب البديل بس هناك سؤال محير لماذا المستشفيات وخاصة في العالم العربي يتخوفون من تطبيق الطب البديل مع انه يأخذ بعين الاعتبار في المستشفيات.

أبو محمد
08-03-2005, 12:26 PM
تسلمين اختي الدكتوره مو نا مورل على الموضوع

سلمان المكراد
08-03-2005, 02:15 PM
الله يعطيك العافيه اختي مونامورا ع الموضوع

monamora
08-03-2005, 11:14 PM
ابن وعيل
بو حمد
بو محمد
سلمان
اسعدني مروركم
بالنسبه لسؤالك ابو حمد من تخوف العرب هو ليس تخوف اكثر من حبهم للعيش بالتقليد والربح السريع ويفيدون بعضهم البعض هذي صراحه قد اقتل عليها ههههه
تحياتي :)