فزاع
07-03-2005, 08:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سعد بن ابي وقاص هو أحد الصحابة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة,فذات يوم والنبي جالس مع أصحابه قال لهم يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة , وبعد حين طلع عليهم سعد بن أبي وقاص , وهو الصحابي الوحيد الذي افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه يوم أحد ,فقد كان سعد ومعه رجال من الصحابة يقفون بجوار النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد يدافعون عنه حينما انكشف المسلمون بعد أن نزل الرماة من على الجبل ,وقد كان سعد الذي يعتبر من أشجع فرسان العرب ورماتهم يرمي الأعداء بالرماح ,وعنه قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحداً بأبيه وأمه إلا سعداً فإني سمعته يوم أحدٍ يقول :إرمِ سعد فداك أبي وأمي ,كما أن سعد مستجاب الدعوة ,فمرة راى منه رسول الله ما يسره فدعا له : اللهم سدد رميته وأجب دعوته ,وسعد هو بطل القادسية الذي حقق الله على يديه النصر للمسلمين وفتح بلاد فارس ومكن الجيش الإسلامي من أن يحمل إيوان كسرى وتاجه إلى صحابة رسول الله في المدينة , فعندما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالهجمات التي يشنها الفرس على المسلمين وبمعركة الجسر التي راح ضحيتها في يوم واحد أربعة آلاف شهيد ,قرر أن يخرج بنفسه على رأس جيش المسلمين لملاقاة الفرس ,وبعد أن ابتعد مسافة غير قليلة عن المدينة أشار عليه بعض صحابة رسول الله أن ينتدب أحد قواد المسلمين لهذه المهمة ويعود هو إلى المدينة ,وتبنى هذا الرأي الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف ,فجمع عمر وجوه الصحابه للشورى , وعرض عليهم رأي عبد الرحمن بن عوف فأيدوه وعندما إستشارهم فيمن يقود الجيش إقترح عليه ابن عوف إسم سعد بن أبي وقاص وقال : الأسد في براثنه سعد بن مالك الزهري,ووافق عمر وأمَر سعداً على الجيش وعلى العراق.
وقبل أن يتحرك بالجيش إلى القادسية أوصاه عمر فقال : يا سعد بن وهب لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله وصاحبه فإن الله ليس بينه وبين أحدٍ نسب إلا بطاعته ,والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء ,والله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عند الله بالطاعة ,فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه فالزمه فإنه الأمر.
في مواجهة رستم
ويوصي عمر سعداً بأن يكتب اليه كل يوم عن أحوال الجيش وأين ينزل وموقع العدو منه ويقول : إجعلني بكتبك كأني أنظر إليكم ,ونفذ سعد بمنتهى الدقة.
وبعد وصول سعد بجيشه الى معسكره بالقادسية مكث شهراً دون أن يرى حركة من الفرس ,فبعث سعد عيوناًإلى أهل الحيرة ليعلموا له خبر أهل فارس ,فرجعوا إليه بأن ملك الفرس عين رستم قائداً لجيشه ,فكتب بذلك إلى عمر الذي طلب منه أن يبعث إليه وفداً فيه صاحب الهيئة المهيبة ,وصاحب الرأي السديد لكي يدعوه الى الإسلام فأرسل الى يزدجر امبراطور الفرس وفداً فيه الأشعث بن قيس وعمر بن معديكرب والنعمان بن مقرن والمغيرة بن زرارة ,وبعد مشادة كلامية بين الوفد ويزدجر قال له المغيرة بن زرارة : إخترإن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر (اي وانت ذليل) وإن شئت فالسيف , أو تسلم فتنجو بنفسك.
وانتقم يزدجر بان طلب وعاءً ثقيلاً من تراب وسأل الوفد عن أشرفهم لكي يحمل الوعاء ..وخرج الوفد م الإيوان ولما علم سعد بما حدث قال : أبشروا فقد أعطانا الله أقاليد حكمهم (اي مفاتيح ملكهم) ولما علم رستم بما فعله الملك أرسل برسول له لكي يلحق بالوفد حتى يتفادى ما فعله يزدجر , وعاد الرسول دون ان يلحق بالوفد فقال رستم : ذهب القوم بأرضكم.
ولجأ سعد لغظهار إحتقاره للفرس وقادتهم بناءً على مشورة ربعي بن عامر فقد كان سعد يرى إرسال وفد إلى رستم قائد جيش الفرس فأشار عليه ربعي ألا يحفل عليهم بإرسال وفد وإنما يرسل إليهم رجلاً واحداً ,وأرسل سعد ربعي إلى رستم فلما دخل الى مقر قيادته المفروش بالبسط والسجاد لجأ الى حيلة فرق بها السجاد الذي سار عليه , فما ترك بساطاً أو سجاداً إلا مزقه ولما وصل الى رستم جلس على الأرض وركز رمحه بالبسط فقالوا : ما حملك على هذا؟؟ قال : إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه وبعد مداولات طلب منه رستم أن يمهله فترة حتى يستشير أهل الرأي ورؤساء قومه , فرفض ربعي أن يمهله اكثر من ثلاثة أيام واستمر تبادل الوفود دون طائل.
فتح بلاد فارس
بدأت المعارك واستمرت أربعة أيام وكان عدد الفرس نحو مائة ألف بينما المسلمون لا يزيدون عن ثلاثين ألفا, وقاد سعد بن أبي وقاص المعارك وهو راقد على صدره بسبب اصابته بالدمامل التي ملأت جسده ورأى سعد أن الفيلة التي إستعان بها الفرس في القتال تفرق بين كتائب المسلمين فأرسل الى جماعة من الذين أسلموا من الفرس فسألهم عن مقاتل الفيلة فقالوا : المشافر والعيون وكان يقود الفيلة فيلان ضخمان فندب إليهما القعقاع بن عمرو وعاصم بن عمرو فطعنا عيني الفيلين ثم ضربا مشفريهما بالرماح فهرب الفيلان وخلفهما بقية الفيلة من أرض المعركة.
وهبت عاصفة شديدة فأطارت رستم قائد الفرس عن سريره وهرب رستم الى نهر عتيق ضحل فرمى بنفسه فيه ورآه هلال أحد رجال القعقاع بن عمرو فعرفه فاقتحم النهر وراءه ثم أمسك برجله وخرج به وضرب جبينه بالسيف فقتله ثم شده حتى وضعه تحت أرجل البغال وصعد الى سريره ثم نادى قتلت رستم ورب الكعبة فأطاف به الناس وكروا وانهزم قلب الفرس ثم تتابعت الهزائم ودعا جالينوس أحد قواد الفرس من معه الى عبور النهر فوق ردم كانوا ردموه ليعبروا الى المسلمين عليه لكن الردم انهار بهم في النهر فغرق بانهياره ثلاثون الف فارس لم يفلت منهم أحد ثم لحق المسلمون بجالينوس وقتلوه .
بعدانتهاء المعارك كتب سعد الى عمر يعلمه بالنصر قائلاً : اما بعد فإن الله قد نصرنا على أهل فارس ,ومنحهم سنن من كانوا قبلهم من اهل دينهم بعد قتالٍ شديد , وبعد شهرين واصل سعد فتح بلاد فارس بعد ان جاءه مدد آخر من جند الأسلام.
ويطول العمر بسعد بن ابي وقاص حتى حدوث الفتنة الكبرى فيعتزلها ويطلب من اهله وأولا ده أن لا ينقلوا إليه شيء من أخبارها ,وفي يوم ذهب إليه إبن أخيه هاشم بن عتبه بن أبي وقاص وقال له يا عم ها هنا مائة الف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر (يعني انهم يرونه أحق بالإمارة على المسلمين ) فيرد سعد عليه قائلاً : أريد من مائة ألف سيف سيفاً واحداً إذ ضربت به المؤمن لم يصنع شيئاً ,وإذا ضربت به الكافر قطع.
وحينما جاءت لحظات سعد الاخيرة سمع إبنه يبكي فسأله ما يبكيك يا بني؟ إن الله لا يعذبني أبداً وإني إن شاء الله من أهل الجنة.
سعد بن ابي وقاص هو أحد الصحابة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة,فذات يوم والنبي جالس مع أصحابه قال لهم يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة , وبعد حين طلع عليهم سعد بن أبي وقاص , وهو الصحابي الوحيد الذي افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه يوم أحد ,فقد كان سعد ومعه رجال من الصحابة يقفون بجوار النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد يدافعون عنه حينما انكشف المسلمون بعد أن نزل الرماة من على الجبل ,وقد كان سعد الذي يعتبر من أشجع فرسان العرب ورماتهم يرمي الأعداء بالرماح ,وعنه قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحداً بأبيه وأمه إلا سعداً فإني سمعته يوم أحدٍ يقول :إرمِ سعد فداك أبي وأمي ,كما أن سعد مستجاب الدعوة ,فمرة راى منه رسول الله ما يسره فدعا له : اللهم سدد رميته وأجب دعوته ,وسعد هو بطل القادسية الذي حقق الله على يديه النصر للمسلمين وفتح بلاد فارس ومكن الجيش الإسلامي من أن يحمل إيوان كسرى وتاجه إلى صحابة رسول الله في المدينة , فعندما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالهجمات التي يشنها الفرس على المسلمين وبمعركة الجسر التي راح ضحيتها في يوم واحد أربعة آلاف شهيد ,قرر أن يخرج بنفسه على رأس جيش المسلمين لملاقاة الفرس ,وبعد أن ابتعد مسافة غير قليلة عن المدينة أشار عليه بعض صحابة رسول الله أن ينتدب أحد قواد المسلمين لهذه المهمة ويعود هو إلى المدينة ,وتبنى هذا الرأي الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف ,فجمع عمر وجوه الصحابه للشورى , وعرض عليهم رأي عبد الرحمن بن عوف فأيدوه وعندما إستشارهم فيمن يقود الجيش إقترح عليه ابن عوف إسم سعد بن أبي وقاص وقال : الأسد في براثنه سعد بن مالك الزهري,ووافق عمر وأمَر سعداً على الجيش وعلى العراق.
وقبل أن يتحرك بالجيش إلى القادسية أوصاه عمر فقال : يا سعد بن وهب لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله وصاحبه فإن الله ليس بينه وبين أحدٍ نسب إلا بطاعته ,والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء ,والله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عند الله بالطاعة ,فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا عليه فالزمه فإنه الأمر.
في مواجهة رستم
ويوصي عمر سعداً بأن يكتب اليه كل يوم عن أحوال الجيش وأين ينزل وموقع العدو منه ويقول : إجعلني بكتبك كأني أنظر إليكم ,ونفذ سعد بمنتهى الدقة.
وبعد وصول سعد بجيشه الى معسكره بالقادسية مكث شهراً دون أن يرى حركة من الفرس ,فبعث سعد عيوناًإلى أهل الحيرة ليعلموا له خبر أهل فارس ,فرجعوا إليه بأن ملك الفرس عين رستم قائداً لجيشه ,فكتب بذلك إلى عمر الذي طلب منه أن يبعث إليه وفداً فيه صاحب الهيئة المهيبة ,وصاحب الرأي السديد لكي يدعوه الى الإسلام فأرسل الى يزدجر امبراطور الفرس وفداً فيه الأشعث بن قيس وعمر بن معديكرب والنعمان بن مقرن والمغيرة بن زرارة ,وبعد مشادة كلامية بين الوفد ويزدجر قال له المغيرة بن زرارة : إخترإن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر (اي وانت ذليل) وإن شئت فالسيف , أو تسلم فتنجو بنفسك.
وانتقم يزدجر بان طلب وعاءً ثقيلاً من تراب وسأل الوفد عن أشرفهم لكي يحمل الوعاء ..وخرج الوفد م الإيوان ولما علم سعد بما حدث قال : أبشروا فقد أعطانا الله أقاليد حكمهم (اي مفاتيح ملكهم) ولما علم رستم بما فعله الملك أرسل برسول له لكي يلحق بالوفد حتى يتفادى ما فعله يزدجر , وعاد الرسول دون ان يلحق بالوفد فقال رستم : ذهب القوم بأرضكم.
ولجأ سعد لغظهار إحتقاره للفرس وقادتهم بناءً على مشورة ربعي بن عامر فقد كان سعد يرى إرسال وفد إلى رستم قائد جيش الفرس فأشار عليه ربعي ألا يحفل عليهم بإرسال وفد وإنما يرسل إليهم رجلاً واحداً ,وأرسل سعد ربعي إلى رستم فلما دخل الى مقر قيادته المفروش بالبسط والسجاد لجأ الى حيلة فرق بها السجاد الذي سار عليه , فما ترك بساطاً أو سجاداً إلا مزقه ولما وصل الى رستم جلس على الأرض وركز رمحه بالبسط فقالوا : ما حملك على هذا؟؟ قال : إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه وبعد مداولات طلب منه رستم أن يمهله فترة حتى يستشير أهل الرأي ورؤساء قومه , فرفض ربعي أن يمهله اكثر من ثلاثة أيام واستمر تبادل الوفود دون طائل.
فتح بلاد فارس
بدأت المعارك واستمرت أربعة أيام وكان عدد الفرس نحو مائة ألف بينما المسلمون لا يزيدون عن ثلاثين ألفا, وقاد سعد بن أبي وقاص المعارك وهو راقد على صدره بسبب اصابته بالدمامل التي ملأت جسده ورأى سعد أن الفيلة التي إستعان بها الفرس في القتال تفرق بين كتائب المسلمين فأرسل الى جماعة من الذين أسلموا من الفرس فسألهم عن مقاتل الفيلة فقالوا : المشافر والعيون وكان يقود الفيلة فيلان ضخمان فندب إليهما القعقاع بن عمرو وعاصم بن عمرو فطعنا عيني الفيلين ثم ضربا مشفريهما بالرماح فهرب الفيلان وخلفهما بقية الفيلة من أرض المعركة.
وهبت عاصفة شديدة فأطارت رستم قائد الفرس عن سريره وهرب رستم الى نهر عتيق ضحل فرمى بنفسه فيه ورآه هلال أحد رجال القعقاع بن عمرو فعرفه فاقتحم النهر وراءه ثم أمسك برجله وخرج به وضرب جبينه بالسيف فقتله ثم شده حتى وضعه تحت أرجل البغال وصعد الى سريره ثم نادى قتلت رستم ورب الكعبة فأطاف به الناس وكروا وانهزم قلب الفرس ثم تتابعت الهزائم ودعا جالينوس أحد قواد الفرس من معه الى عبور النهر فوق ردم كانوا ردموه ليعبروا الى المسلمين عليه لكن الردم انهار بهم في النهر فغرق بانهياره ثلاثون الف فارس لم يفلت منهم أحد ثم لحق المسلمون بجالينوس وقتلوه .
بعدانتهاء المعارك كتب سعد الى عمر يعلمه بالنصر قائلاً : اما بعد فإن الله قد نصرنا على أهل فارس ,ومنحهم سنن من كانوا قبلهم من اهل دينهم بعد قتالٍ شديد , وبعد شهرين واصل سعد فتح بلاد فارس بعد ان جاءه مدد آخر من جند الأسلام.
ويطول العمر بسعد بن ابي وقاص حتى حدوث الفتنة الكبرى فيعتزلها ويطلب من اهله وأولا ده أن لا ينقلوا إليه شيء من أخبارها ,وفي يوم ذهب إليه إبن أخيه هاشم بن عتبه بن أبي وقاص وقال له يا عم ها هنا مائة الف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر (يعني انهم يرونه أحق بالإمارة على المسلمين ) فيرد سعد عليه قائلاً : أريد من مائة ألف سيف سيفاً واحداً إذ ضربت به المؤمن لم يصنع شيئاً ,وإذا ضربت به الكافر قطع.
وحينما جاءت لحظات سعد الاخيرة سمع إبنه يبكي فسأله ما يبكيك يا بني؟ إن الله لا يعذبني أبداً وإني إن شاء الله من أهل الجنة.