المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا شوه الإعلام هوية المرأة


د.فالح العمره
17-08-2006, 07:54 PM
المرأة :النور :السبت 13 ربيع الثاني 1426هـ - 21 مايو2005م



الإعلام لم يدخل حياتنا فحسب بل تدخل فيها أيضًا!

ليس هناك من ينكر اليوم أثر الإعلام في حياتنا، فقل أن يخلو بيت من التلفاز سواء أكان هذا البيت في وسط الصحراء أم على رأس الجبل، وليس من متعة أحب إلى الناس في أيامنا هذه من مشاهدة التلفاز، الصغير منهم والكبير، والمثقف والجاهل، فهذا الصندوق السحري يعطي كل فرد ما يبتغيه فالذي يريد العلم حصل عليه، والذي يحب الرياضة يلهث في مسابقة برامجها، والذي تستهويه المتعة المحرمة يجد منها الكثير والكثير.



هذا كله في مجال واحد من مجالات الإعلام، فما بالكم إذا عددنا المجالات الأخرى، من مجلات وجرائد، ومواقع الشبكة الإلكترونية.. وما إلى ذلك، أظن أن المساحة المخصصة لي ستنقضي قبل أن أفرغ من ذلك، فالإعلام لم يدخل حياتنا، بل إنه قد تدخل في هذه الحياة!! ووصل إلى الحد الذي يصوغ فيه هويتنا.. وذلك لما يحدثه من تأثير فيها، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف أثر هذا الإعلام في هويتنا الإسلامية؟

في الحقيقة إنني لا أعمد في هذه السطور القليلة إلى أن أقدم الجواب على هذا السؤال الكبير، ولكني سأسلط الضوء على بعض الجوانب من تأثير الإعلام في هوية المرأة المسلمة:



ربط تطور المرأة وتقدمها بخروجها من البيت

هذه المقولة الأساسية تطرحها وسائل الإعلام بألف صورة ولون، فالمرأة عندما تقر في بيتها تكون متخلفة وجاهلة، وبعيدة عن مسايرة المجتمع ومواكبة التطور، بل إن زوجها سيبتعد عنها إما عاجلاً أو آجلاً لجهلها.

وهذه المقولة خطيرة جدًا على النظام الاجتماعي كله، فإن المرأة عندما تخرج من بيتها وتترك رعاية أطفالها، والقيام على شؤون أسرتها من أجل شهادة جامعية أو عمل وظيفي فإنها لا تخدم نفسها أو تبني مجتمعها بل إنها تحطمه دون أن تدري.

فلا يخفى على أحد أن هذا الطرح غربي، وأن هذه الصورة للمرأة هي صورة المرأة في المجتمع الغربي ونحن نروج له بوعي أو بدون وعي ـ لا أدري ـ رغم أن هذه الطرح لقضية المرأة قد أثبت فشله وعافه الغربيون أنفسهم، بعد أن صار فساده أكثر من أن يدارى، فقد تفكك الرابط الأسري، وانجرف الأولاد في أشكال من الانحراف والفساد، وفي أمريكا اليوم تتفاخر النساء اللواتي لا يعملن بأنهن غير مضطرات للعمل!

فالدور الأساسي للمرأة التي تحمل الهوية الإسلامية هو رعاية أولادها والقيام على أمور أسرتها وإشاعة الحب والوفاء في جو بيتها... هذا دور كبير جدًا لا تعتبر من تقوم به عاطلة عن العمل كما يحبون أن يقولوا، أما ثقافة المرأة وخدمتها لمجتمعها فيجب أن تقوم بها على أن لا تتعارض مع مهامها الأسرية ووظيفتها الأساسية، وتستطيع المرأة أن ترقى بنفسها، وتتثقف وتتعلم دون الإضرار بذلك كله، فقد فعلت ذلك جداتنا قبل قرون من الزمان، فما بالكم اليوم وقد حل عصر الجامعات المفتوحة، وشبكة المعلومات الإلكترونية.. وغيرها من الوسائل العصرية؟



الدعوة إلى السفور

الحجاب بالنسبة إلى المرأة المسلمة هو أهم شعار ترفعه من شعارات الهوية؛ لأنه ملازم لها ويعرفها في أي مكان على وجه الكرة الأرضية، فإذا كانت الهندية تحرص على لبس الساري، ولو تحت المعطف الطبي، فمن باب أولى أن تفخر المسلمة بحجابها لأنه عبادة وليس عادة، فعندما تتمسك به لا تكون مقلدة متزمتة بل تكون معبرة عن فكرها، ومتبعة لشريعتها، فليس هو مصدرًا للتعبير عن الاتباع والتقليد، بل هو باب لإظهار التحرر وسيادة الفكر.



إلا أن الإعلام يصر على أن يجعل من الحجاب عادة شعبية وليس أمرًا دينيًا تعبديًا. ورمزًا للهوية الإسلامية، فالجدة العجوز محجبة والشابة إذا كانت جاهلة تتحجب ثم عندما تتثقف وتتنور ترفع الحجاب، وفي صورة سلبية أخرى يصر الإعلام على إظهار الخادمة والجاهلة والفقيرة هي التي تضع الحجاب أما المثقفة، والمتنورة والمتحضرة فإنها لا تتحجب.



ولا أدري من أين جاء إعلامنا بهذه الصورة، مع أن الواقع الاجتماعي عكس ذلك على الإطلاق، فالطالبة الملتزمة هي المتفوقة علميًا، وكثير من الشابات أكثر التزامًا بالحجاب من أمهاتهن، وقد عرفت في بعض الدول العربية الإسلامية كثيرات من الأمهات اللواتي تحجبن خجلاً بعد أن التزمت بناتهن بالحجاب وهن ما زلن سافرات. فالحجاب هو رمز للهوية الإسلامية وليس عادة ترمز للتخلف والجهل كما أراد الإعلام أن يظهرها.



تهميش دور المرأة

مارس الإعلام عملية تهميش المرأة بأسلوبين:

ـ المادة الإعلامية الموجهة للمرأة: وذلك عبر البرامج التلفزيونية والإذاعية والمجلات النسائية المتخصصة للمرأة في الصحف والمجلات: وهي بعمومها مواد عن الطبخ وديكور البيت، والرشاقة، والأهم من ذلك كله الأزياء والتجميل، هذه هي الصورة التي رسمها الإعلام عن المرأة في أذهاننا.

وعزز في ذهن المرأة أن الجمال والأنوثة مطلب أساسي وهام في حياتها تستحق المرأة أن تنفق من أجله الغالي والرخيص، وأنه الطريق الأمثل والأفضل للنجاح في الحياة الأسرية والاجتماعية. وقد تجاهل الإعلام أن للمرأة حاجات فكرية ونفسية فهي بحاجة لأن تسمو بنفسها وترقى بذاتها حتى تستطيع أن تقوم بدورها الكبير في المجتمع.

ـ دور المرأة في الإعلام: أما عن الدور التي تلعبه المرأة في وسائل الإعلام فهو أشد بلوى وأكثر وجعًا؛ لأن المرأة في الإعلام هي فتاة إعلان، أو صورة براقة على غلاف مجلة، وكأن المرأة فقد تحولت إلى سعلة تستغل فتنة الأنوثة لشد انتباه الجمهور، بغض النظر عن اعتبارها الإنساني، حتى مذيعات النشرات الإخبارية فيجب أن يكن على قدر معين من الجمال والجاذبة يضاف إليه كل ما وصلت إليه تقنية التجميل.



وهذا يمثل امتهانًا كبيرًا لدور المرأة في الحياة والمجتمع، وتهميش لها ولمكانتها، يمارس باسم التطور والتحرر، وهو أشد بكثير مما كان عليه الوضع أيام الجواري وأسواق النخاسة.

وهذه الصورة المهمشة التي رسمها الإعلام للمرأة قد أثرت في وضع المرأة في بلادنا، وأفقدتها الكثير من مقومات هويتها الإسلامية، وذلك بحكم تقليد الشابات للنماذج النسائية التي تقدمها وسائل الإعلام، فالنساء يردن أن يصرن مثل المذيعة الفلانية، أو تلبس مثل المغنية علانة... وهذا كما لا يخفى على أحد هدر كبير لإمكانيات المرأة.



ومن ناحية ثانية فإن الرجال في مجتمعنا تأثروا بالصورة التي رسمها الإعلام للمرأة وكأنها هي المرأة المثالية، في شكلها وسلوكها، وصار الرجل يتوقع أن تكون زوجته مثل الصورة التي يراها في وسائل الإعلام عن المرأة، وكأن كل سيدة هي فتاة إعلان، وهذا ولا شك باب واسع لإفساد العلاقة بين الزوجين وبالتالي لانهيار العلاقات الأسرية وخراب البيوت.

كما أن الزخم الإعلامي الشديد الذي ملأ حياة الناس جعل المادة المتاحة أمام المرأة هي مادة تافهة سطحية لا تقوي شخصيتها، ولا تساعدها على التعرف على ذاتها، وكأن الإعلام أصبح وسيلة إعاقة تمنع المرأة من التقدم والتطور في سبيل الرقي بذاتها لتتمكن من القيام بدورها في أسرتها ومجتمعها، والحفاظ على هويتها.



وأخيرًا

فإن ما قدمته ما هو إلا أمثلة قليلة لما تسبب به الإعلام من إساءة لهوية المرأة المسلمة، فهذا الإعلام يقدم المرأة بصورة مشوهة تتناقض مع الرؤية الإسلامية لها، وكل ذلك مع تغييب تام للنموذج الإسلامي للمرأة، التي حفلت بها كتب التاريخ وواقع الحياة الذي نعيشه اليوم، وكأن الصورة الإسلامية للمجتمع الإسلامي وللمرأة المسلمة لا تصلح للظهور في وسائل الإعلام.

والجميع مدعو لأن يؤدي دوره عبر وسائل الإعلام، لنقدم إعلامًا إسلاميًا، لا يهمش المرأة ولا يحتقرها، كما أنه لا يجعل منها مجرد سعلة جسدية خالية من كل معنى وفكرة، إذا كنا لا نزعم القدرة على الوقوف أمام هذا المد الإعلامي القوي، فإننا لابد أن نكون على أقل تقدير واعين لخطر ما يقدمه هذا الإعلام، وأن نحاول أن ننشر هذا الوعي.



مفكرة الاسلام

نابي الوطيب
18-08-2006, 01:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك على هذا الموضوع العظيم في طرحه ومنهجه وارجوا منك عدم التوقف ضد هذا البلاء الذي يهدد المجتمع

ابوراكان
19-08-2006, 04:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم 0 لاهنت على الموضوع لجيد والمفيد عن دور المرأة في الحياة والمجتمع هوية المرأة لمسلمة اوسائل الإعلام شكراً لك اخي فالح

أبو مسعود
19-08-2006, 05:59 PM
لبى عمرك يا السمي


لاهنت انفدى خشتك الزينه

د.فالح العمره
19-08-2006, 11:20 PM
يامرحبا بالجميع

الوطيب

ابوراكان

بومسعود

لا هنتوا على الحضور

عـنـتـر
11-09-2006, 05:16 PM
جزاك الله خير فالح العمره

د.فالح العمره
04-10-2006, 12:03 PM
مرحبا بك يا عنتر ولا هنت

أغراب
04-10-2006, 12:13 PM
الله يبارك فيك ...

القيت نظره سريعه على مقالك الذي نقرأ مواضيع مشابهه له تماما في كل مكان...

وأسأل الله أن يقينا شر الأعلام والأعلاميون ... أحسنت ..

د.فالح العمره
04-10-2006, 12:21 PM
مرحبا بك اختي الفاضله اغراب ولا هنتي على الحضور

الخديدي
02-04-2007, 07:29 AM
ربط تطور المرأة وتقدمها بخروجها من البيت


هذا مربط الفرس اخوي فالح
اعتقد ان المرءاه لو قرت في بيتها
لما احتجنا اصلا لمحرابه هذا ألأعلام الزائف
جزاك الله خير...

د.فالح العمره
04-04-2007, 01:32 PM
مرحبا بك يا الغالي والله يرحمنا برحمته