المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطب الإفريقي


monamora
01-03-2005, 01:40 AM
يوجد في إفريقيا تنوع عظيم في التراثات العشبية يفوق ما يوجد في أي قارة أخرى . في إبان الحقبة الاستعمارية ، قُمعت الممارسات العشبية المحلية على نطاق واسع ، لكن اليوم ، غالباُ ما يعمل ممارسو الطب الغربي التقليدي بتعاون وثيق مع ممارسي العلاج المأثور .
يرجع الاستخدام العلاجي للنباتات الطبية في إفريقيا إلى أقدم الأزمنة . وتؤكد الكتابات المصرية القديمة أن الأدوية العشبية كانت تحظى بتقدير كبير منذ آلاف السنين في شمال إفريقيا . وتضم بردية إيبرز Ebers (نحو 1500ق.م.) ، وهي أحد أقدم النصوص الطبية الباقية ، أكثر من 870 وصفة وصيغة و700 عشبة طبية ، منها الجنطيانا الصفراء (Gentiana lutea) ، وتغطي حالات تتراوح بين شكاوي الصدر وعضة التمساح . وتشكل الفنون الطبية الواردة في هذا النص وغيره من النصوص المصرية الأساس الفكري للممارسة الطبية الكلاسيكية في اليونان وروما والعالم العربي .
التجارة والتأثير العربي
كانت الأدوية العشبية يتجر بها بين الشرق الأوسط والهند وشرقي إفريقيا منذ 3000 سنة على الأقل . وهناك أعشاب واسعة الاستعمال في الشرق الأوسط مثل المٌر ( Comniphora molmol ) مصدرها الأصلي الصومال والقرن الإفريقي . فمن القرن الخامس ميلادي حتى القرن الثلاث عشر ، كان الأطباء العرب في طليعة تقدم الطبي ، وفي القرن الثامن ، كان لانتشار الحضارة العربية عبر شمالي إفريقيا تأثير على طب شمال إفريقيا ما زال حتى يومنا هذا .وفي منتصف القرن الثالث عشر ، نشر عالم النبات ابن البيطار كتاباٌ عن الأعشاب الطبية Materia Medica زاد فيه كثيرا على النباتات الطبية الشائعة الاستعمال في شمال إفريقيا .
المعتقدات القديمة والأعشاب المحلية
في المناطق الأكثر بعدا في إفريقيا ، يوجد لدى السكان البدو ، مثل البربر في المغرب والتوبنار Topnaar في ناميبيا ، تراثات عشبية بقيت إلى حد كبير غير متأثرة بالتغيرات آلتي طرأت على الطب في العالم بشكل عام . وبالنسبة لهذه الشعوب ، يرتبط العلاج بعالم سحري تؤثر فيه الأرواح على المرض والصحة . في تراث البربر ، يعتبر المس بالجن سبباٌ رئيسيا للمرض ، وتعطى أعشاب ذات خصائص ((سحرية))لاستعادة العافية . وإذا لم يتعاف المريض ، تعزى حالته على الأرجح إلى لعنة ((العين الشريرة)).
كان التوبنار سابقا يعتمدون اعتمادا تاماٌ على بيئتهم للحصول على الأدوية ، وكانوا يستخدمون النباتات الطبية القليلة التي تنمو في مثل تلك الظروف القاسية والمجدبة . ورغم أنهم تأثروا كثيراٌ بطريقة العيش الغربية وفقدوا كثيرا من تراثهم النباتي ، فإنهم يواصلون اليوم استخدام كثير من النباتات المحلية طبيا . فساق العشبة البحريةالإكلونيا الكبيرة Ecklonia maxima ، على سبيل المثال ، يحمص ويمزج بهلام النفط ويفرك على الجروح والحروق ، فيما تجرد نبتة الهوديا كوروري Hoodia currori ، وهي صبار قصير , من أشوكها وجلدتها الخارجية وتؤكل نيئة لعلاج السعال والزكام . تباع في أنحاء إفريقيا آلاف النباتات الطبية البرية والمزروعة محلياٌ . وبعضها يوصف كأدوية للاستخدام المنزلي . وبعضها الآخر ، مثل الكانة (Mumbryanthemum supp.) والإيبوعا Tabernanthe iboga ، تمضغ لمحاربة التعب وتؤخذ كمضادات للسموم في المراسم الدينية ، ووفقاٌ لرويات محلية في الكونغو والغابون ، اكتشف تأثير الإيبوغا المنبه عندما شاهد المراقبون الخنازير البرية والغوريلات تحفر وتأكل الجذور وتهتاج بعد ذلك .
الرعاية المأثورة والتقليدية
الطب الغربي التقليدي مترسخ جيداً في إفريقيا ولكن في المناطق الريفية البعيدة عن الخدمات الطبية والاستشفائية يبقى الطب المأثور الشكل الوحيد المتوفر للرعاية الصحية ، وحتى في المناطق المدينية ، يمكن أن تكون خدمات الرعاية الطبية الاعتيادية محدودة ، وفي هذا الوضع يشكل مقدمو الرعاية المأثورة ، مثل الروحانيين والعشابين والقابلات ، مصدر العلاج الرئيسي المتوفر لمعظم السكان . وتهدف منظمة الصحة العالمية أن تصل إلى مستوى رعاية صحية يسمح لكل الناس بحلول 2000مـ بالعيش حياة منتجة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي . وفي محاولة لتحقيق ذلك ، بادرت الدول الإفريقية إلى تدريب ممارسي الطب المأثور على التقنيات الطبية البسيطة وإجراءات الوقاية الصحية الأساسية . وفي أحد المراكز بغانا ، يعمل جهاز طبي مدرب تدريباً تقليدياً يداً بيد مع ممارسي طب الأعشاب المأثور ، ما يشجع على الاستخدام المأمون للأدوية العشبية وإجراء أبحاث معمقة . ويمثٌل ذلك تغيٌراً ملحوظاً في المواقف . ففي القرن التاسع عشر وقسم كبير كانت الحكومات الاستعمارية والإرساليّات المسيحية تعتبر العشابين التراثيين مُشعوذين يمارسون السحر الأسود ، فطمست علاجاتهم وأدويتهم العشبية .
اكتشاف علاجات عشبية جديدة
إلى جانب تشجيع الاستخدام المأمون للأدوية العشبية ، تقوم المراكز الطبية بإجراء أبحاث معمقة على استخدامها . وقد ثبتت فوائد البيجيوم الإفريقي (Pygeum africanum) بشكل حاسم . وكانت هذه الشجرة ، التي تنمو في أنغولا وموزنبيق والكاميرون وجنوب إفريقيا ، تستخدم تقليدياً في وسط وجنوبي إفريقيا لعلاج المشكلات البولية . واليوم توصف بشكل عادي في الطبّ التقليدي الفرنسي والإيطالي لعلاج مشكلات البروستات . ومن النباتات التي تخضع حالياً للفحص في إفريقيا ، هناك جنبتان واعدتان في علاج السكري هما بريديايليا الحديد Briedelia Ferrugina (توجد في الأراضي النجلية الشرقية والغربية ) والنيلنج المنتصب Indigofero arrecta ( يوجد في المناطق المدارية )
إن أعادة تقييم طبّ الأعشاب المأثورة في إفريقيا قد تؤدي إلى قبول مزيد من الأدوية المرتكزة على النبات . وتوجد اليوم فرصة للجمع بين أفضل ما في الممارسة المأثورة والمعرفة الطبية التقليدية من أجل المكاسب المشتركة.

المصدر: كتاب التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية لاندرو شوفالييه

ابومحمد الشامري
01-03-2005, 02:22 AM
مشكووور يا مونامورا يعتبر التداوي او ما يسمى طب الاعشاب يندرج تحت المصطلح الطبي وهو الطب البديل الذي يعكف عليه الكثير من اطباء العالم في علاج الكثير من الامراض المستعصية كالايدز والسرطان وغيرها ، والان يستخدم بكثره في ارقى الجامعات الطبية والمستشفيات العالمية

سلمان المكراد
01-03-2005, 08:22 PM
يعطيك العافيه دكتوره

والاعشاب اذا ما فادت ما تضر

monamora
05-03-2005, 03:24 AM
بو حمد
سلمان
شكرا على ردودكم الطيبه ومروركم :)

أبو محمد
08-03-2005, 09:07 PM
تسلمين يا دكتوره فعلا التداوي بالاعشاب له تاثير مشهود ولكن هل مايقال ان الاعشاب غير مضره وليش لها اي تاثيرات جانبيه يعني انها اذا مانفعتك ماراح تضرك ؟

monamora
08-03-2005, 10:50 PM
بو محمد شكرا على تعليقك ومرورك الكريم
ولكن لي رد على ما ذكرتم بعدم ضرر الاعشاب
احيانا الاعشاب لها ضرر في حالة استخدامها بطريقه خطأ او تحضيرها بالطريقة الخاطئه
تحياتي لكم :)